القائمة الرئيسية

الصفحات

مصطفى جعيدي - سيرته وشعره


الشاعر القلقيلي 

مصطفى محمد مصطفى جعيدي

ابو كمال - (1944-2011م)


مصطفى محمد مصطفى جعيدي

الشاعر مصطفى جعيدي من مواليد قلقيلية عام 1944، حصل على الشهادة الجامعية الاولى في تخصص اللغة العربية


وآدابها من جامعة الإسكندرية عام 1968م. عمل معلما في مدارس الاردن لاكثر من ثلاثين عاما، من ضمنها إعارة للمملكة المغربية، وبعد إحالته على التقاعد في نهاية التسعينات مارس الشاعر العمل الصحفي، لكنه ظل حريصا على كتابة الشعر والمشاركة في كثير من النشاطات الأدبية والثقافية، من خلال عضويته برابطة الكتاب الأردنيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وله مشاركات عديدة في مهرجانات شعرية داخل الأردن وخارجه.

والشاعر مصطفى جعيدي هو واحد من أبرز شعراء القصيدة العمودية في الأردن، ويحوي أرشيفه مئات القصائد التي نشرها في الصحف والمجلات الأردنية والعربية.


وقد تغنى الشاعر في قصائده بالقدس ويافا وحيفا وبغداد وبيروت ودمشق وعمان وغيرها، وبأمجاد الأمة في ماضيها وبأحلامها وتطلعاتها في مستقبلها.


وكان الشاعر مصطفى يميل في قصائده إلى البحور السهلة الخفيفة مثل الهزج والرمل والمتدارك والخفيف والسريع ومجزوء الكامل ومجزوء الخفيف وسواها، لسهولة وقعها في السمع وتأثيرها في الوجدان.


وفي تاريخ 2011/5/26م توفي الشاعر مصطفى جعيدي الى رحمة الله تعالى عن عمر يناهز السابعة والستين عاما، وبعد أقلّ من عام على وفاته، أصدرت عائلة الشاعر الراحل وبدعم من وزارة الثقافة الاردنية، ديوان شعر يتضمن مختارات من قصائده التي كتبها خلال زهاء 30 عاماً (أقدم قصيدة في ديوان المختارات كتبت عام 1983)، وكان ديوان الشاعر بعنوان "مختارات من قصائد الجعيدي"، ويقع في 208 صفحات من القطع الكبير، يتضمن 82 قصيدة من عمود الشعر العربي وجزيله.


ومن أشهر قصائده التي كتبها عن قلقيلية هي قصيدته بعنوان (مدينة المجد- قلقيلية)، ويعبر فيها عن حبه وتعلقه ببلده قلقيلية التي عشقها وتغنى بشجرها وحجرها وترابها وبياراتها، واشاد ببطولة وصمود ابنائها. وقد نُشرت هذه القصيدة في صحيفة الرأي الأردنية بتاريخ 1998/9/4م.


نماذج من شعر مصطفى جعيدي

قصيدة: مدينة المجد ـ قلقيلية



مدينة المجد ما عنك الفؤاد سلا... ما غاب نجمك عن عيني ولا أفلا
هذا ترابك لا زالت روائحه... تداعب الروح لا تبقى بها عللا
وكم درجت عليه راقصا فرحا... وكم عبثت على ذراته جدلا
وكم صدحت له الموّال مرتجلا... أصيح ( افا ) وأتلو بعده الزجلا
يمر طيف أبي والفجر أنهضه... نشوان يمضي آلي محراثه عجلا
عندي الكثير ولكن سوف أوجزه... وأُبلغ القول وقعا لم يطل جملا
فأنت نورٌ على طول المدى ألقٌ... أرسلته في أناشيد الهوى قُبلا
وأنت أول حبٍّ لي بل وآخرهُ... كلاهما واحد لا حاجز فصلا
بين النجوم تباهت وهي سيدة... تأبّد المجدُ فيها واعتلت زحلا
شعّت على الخلقِ والأكوان معرفة... راحت تقود الذي لم يهتدِ السبلا
هذي سهولك ماجت روعة وسنا... بالأمس كانت عراءً شابهت جبلا
واقسم القومُ والإصرار رائدهم... بان تصير جنانا توقظ الاملا
ثوب العروبة فيه تزهدين ضحى... ولا سواه لها ترضى به حِللا
لبستهِ مذ اطّل الدهر من أزل... ويشهد الخلق أني لم اقل زللا
كم من طغاة حرقتِ الأرض تحتهم... صاروا رماداً وهذا ذنبُ من جهلا
وكم شهيدٍ مضى خلدتِهِ بطلا... صارت بطولته عبر المدى مثلا
أرضعته من حليبٍ طاب مصدره... فأضرم النار في الطغيان واشتعلا
المجد أبّنَهُ من فرط جرأته... ما خاف طبعا ، ولا قلبا له جفلا
حرٌّ تحدّر من حرٍّ وأنت له... أمٌّ أذلّت على مر المدى دُولا
وأطلق الصرخة الشّماء من قممٍ... لا مجد إلا لمن ضحّى ومن بذلا
ها هم بَنوك وكلّ منهم بطلٌ... كل على جرحه فوق الذي حملا
وهم أباةٌ تطول الشمسَ هامتُهم... وجفنهم من تراب النخوة اكتحلا
وهم سيوفٌ تميت الضيم غضبتهُم... ان حل جور بهم استبطأوا الاجلا
أين اتجهت وجدت العُزب صاحَبهم... ظلا تراه وما عن دربهم قفلا
أحبه القلبُ ، في أحوالنا عجب... واني وقف على أعتابها خجلا
ونحن في الأرض أوراق مبعثرة... بين الخلائق لا مقدارَ او ثِقلا
وكل عضوٍ بنا يجتاحه خللٌ... أنَّى توجهتَ تلقى الداء والفشل
يا من مَلكتِ مفاتيحَ العلا أزلا... لا ارتضي في هواكِ اللوم والجدلا
أهلوك أهل بهم ازدانُ عافية... أن مسّني ألم أو عارضٌ نزلا
مكانُكِ القلبُ فيه أنت حاضرة... قلقيلية الحب لا أرضى بها بدلا

قصيدة: مدينة المجد ـ قلقيلية

مالي اراك

مالي أراكَ أسيرَ الهم والتعبِ .. فقلتُ: هذا نصيبي يا أخا العربِ
أبكي الفراقَ وما بعد الفراق أسى .. بيدّدُ الشَّملَ في الأرجاءِ والحجبِ
كأسُ المنيّةِ كلُّ النّاسِ شاربهُ .. ما من سبيلٍ إلى العصيانِ والهربِ
أرى النساء بصحنِ الدّارِ باكيةً .. لهنَّ كنتِ مثالَ الصّبرِ والأدبِ
خَفَّفتِ مِنْ عَثراتِ الدَّهر ما عجزتْ .. عنهُ البلاغةُ في الإسفارِ والكتبِ
يزدانُ قلبكِ بالتحنانِ من أزلٍ .. لَمْ يشكِ شحاً من الغيماتِ والسُحبِ
تطيِّبُ النَّفسَ في أيدٍ مباركةٍ .. يحيطها الخَلقُ بالتقديرِ والعجبِ
كمْ كنتُ أشبعُ أهل الدّارِ من شغبٍ .. في حضنها أرتمي من ثورةٍ لأبي
نادى دعيهِ، فإني سوفَ أوسعهُ .. ضربًا ينالُ من الجنبينِ والركبِ
يا ابن الحلالِ تقولُ القولَ في دَعةٍ .. دع الصبيَّ، ولا تكثرْ من الغضبِ
توُّجتِ للحبِّ والإيثار رائدةً .. فأنتِ سيدةُ الألقابِ والرُّتبِ
نطقتِ للحبِّ ما أعلى منازلهُ ..يخلو من الزورِ والبهتانِ والكذبِ
لقدْ شربنا حليبِ المجدِ أروعَهُ .. طرنا بهِ في مدارِ النّجمِ والشهبِ
وجدتُ فيكِ ملاذاً آمناً أبداً .. أرتاحُ في ساحه من وطأةِ الكُربِ
أستنهضُ العزمَ من شتى مواقعهِ .. وأركبُ الصّعبَ للغاياتِ والأربِ
ولا أخافُ الرّدى في أي معتركٍ .. يطلُّ فيه من الأرجاءِ والكثبِ
شدوتِ للحبِ موّالاً أهيمُ بهِ .. غنيته رائعاً في صوتكِ الذهبي
كالطّير يصدحُ للأغصانِ مبتهجاً .. ماجتْ على بوحهِ من رائعِ الطّربِ
ما أجملَ القولَ يا أمّاهُ ننطقهُ .. لفظاً تأبّدَ في التاريخِ والحقبِ
هبّتْ عليَّ من الأحزانِ عاصفةٌ .. أبقتْ فؤادي في العلّاتِ والتعبِ
لكنَّ نفسي لها في الصّبرِ تجربةٌ .. تأبى التقهقرَ والإذعانَ للنّوبِ

القدس

أينَ الأوائلُ و التاريخُ أدوارُ .. أينَ البناءُ، وأينَ الصرحُ والدارُ
أينَ الأوائلُ، والأثارُ منزلهمْ .. دارَ الزّمانُ بهمْ و الدّهرُ دوّارُ
أمسوا رُفاةً ، رميماً في ممالكهم .. تنبيكَ عنهم بنزرِ القول أسفارُ
دالتْ ممالكهُمْ، بادتْ مكانتهمْ .. لمْ تبقََ تروي عن الأثارِ أثارُ
هشُّ البناءِ هبوبُ الريحِ تأخذهُ .. وراسخُ الصرحِ بالأعوامِ ينهارُ
يا ذارفاً دمعهُ يبكي الرّسوم أسىً .. فلتبكِ عُمرك ، إنّ العُمر مشوارُ
القدسُ تبقى على الأزمانِ شاهدةً .. القدسُ سفرٌ عن الماضي وأخبارُ
يا قدسُ زانك ربُّ العالمينَ سَناً .. مسرى النبيِّ إليكِ الفخرُ والغارُ
أسرى إليكِ من البطحاءِ موكبهُ .. وموكبُ النّور إجلالٌ و إكبارُ
محمدٌ فيكِ أمَّ المرسلينَ معاً .. نعمَ الأحبّةُ عند الله أخيارُ
بوركتِ قُدساً بفضلٍ قدْ حَظيتِ بهِ .. فأنتِ شمسٌ لها الجاراتُ أقمارُ
يا قدسُ أنتِ لأَهلِ الله قبلتهُم .. كمْ فوق أرضكِ للعبّادِ أوطارُ
هذي المرابعُ للغازين مقبرةً .. تُرابها لِطغاةِ الشرِّ قهارُ
كمْ مِنْ طغاةٍ بأرضِ القدس قد عبروا .. وكمْ أبيدَ بحدِ السيفِ فجّارُ
هي الطهارةُ قدسُ الله من قِدمٍ .. لا ترتضي الرّجسَ فيها أنه عارُ
عينايَ تبصرُ صهيوناً يعيثُ بها .. شرّاً، وجنسُ بني صهيونَ أشرارُ
لنْ يمكثوا فيكِ مهما كان مكرُهم .. فمن سوادِ الدّجى تنشقُ أنوارُ

" مرثيّة فلاح "
إلى والدي ..

يا أبي ماذا أقولْ .. والأسى فيكَ يطولُ
هذهِ فأسكَ تبكي .. هدّها الهمُّ الثقيلُ
وأرى المحراثَ يشكو .. في المدى اشتَّد العويلُ
يا أبي كنتَ قنوعاً .. أشبعَ النفسَ القليلُ
وقليلُ الزّاد يكفي .. لو بهِ يرضى الجهولُ
لمْ تسرْ يوماً بدربٍ .. فيه لِلشك ذيولُ
لا ولا طلّابَ جاهٍ .. زائلٍ فيما يزولُ
أنّما تعشقُ أرضاً .. تحتها امتدتْ أصولُ
دنَّس الطاغي ثراها .. فوقَ أشلاءٍ يجولُ
كمْ تحديتَ صخوراً .. قاسياتٍ لا تميلُ
فإذا الأمواهُ فيها .. ترتوي منها سهولُ
عاشقَ الأرضِ تنبهْ .. أدرك النّجم أفولُ
صياحُ الديك دوّى .. ليس يرضيه الكسولُ
هذه أنفاسُ فجرٍ .. زانها صوتٌ جميلُ
جدّدتْ فيكَ نشاطاً .. مستمراً لا يزولُ
تحملُ الفأسَ بكفٍ .. ما بها عاش الخمولُ
تملأ الدنيا غلالاَ .. و بهِ الخيرُ الجزيلُ
أيّها الحاضر فينا .. أقبلَ الآن الأصيلُ
تنطق الآفاق حسناً .. لا يُدانيهِ مثيل ُ
إنّك الأحلى طباعاً .. و أنا منك الخجولُ
لمْ يزلْ ذكرك حيّاً .... و بهِ تشدو الحقولُ


(( فلسي العزيز )) ..

عتبتُ عليك من أملي وليس لرغبة الجدل ِ
فذا البنطالُ تلبسهُ يقيكَ مواطنَ الخجلِ
وهذي النّعلُ فاخرةٌ تليقُ لمضربِ المثلِ
ولولاها على الأقدام انماطٌ من العللِ
وأشياءٌ تثيرُ الذّعرَ كالوديان في الجبلِ
فلا الاسرافُ اهضمهُ وإياك من الزلل ِ
معاذ الله يا ملّيم أن لا أحفظ النّعمهْ
وتلك دلائلُ الإحسان في قاموسكم جمّهْ
فلولاكم لما طابَ ثريدٌ فوقه عظمهْ
عليهِ اطايبُ الأصنافِ ثومٌ تشتهي شمّهْ
وبعضُ الحبِّ من عدِسِ على الأطراف ملتّمهْ
لكم في لحم أكتافي يدٌ طولي الى القمهْ
عليك العينُ ساهرة فلمْ تهدأ ولم تنمِ
كأسماكِ بعرض البحرِ بالامواجِ ملتطم ِ
سأدفعُ عن حماكَ الرّوعَ بالأيديِ و بالقدمِ
وبالأسنانِ طاحنة عظامَ المعتدي النّهمِ
بكلّ وسيلةٍ يقوى عليها جهدُ منتقم
يميناً سوف اجعلُ من دمي أهزوجةَ النّغمِ
سأبني بيننا يا فلسُ من وصل الهوى جسرا
عليه تمرُّ أقدامي يشدُّ بريقُك الأزرا
وأبني في الهواء الطلقِ قصراً بعده قصرا
فلا تأبهْ لنمامٍ أراد بحبِّنا شرا
يطيب بقربكم عيشي كنحلٍ يعشق الزّهرا
فنم بالحفظ ملءَ العينِ لا برداً ولا حراً

’ إلى عنترة بن شداد ’ ..

يا ويحَ من أعيا شكيمةَ خيلهِ
فشكتْ إليه بعَبرةٍ وتحمحمِ
أصبحتَ في سفرِ الزّمانِ حكايةً
دوّى صداها في فضاءِ الأنجمِ
من حدِّ سيفك نلتَ أبراج العلا
و علوتَ قدراً في المكانِ الأكرمِ
ناديتَ عبلةَ كي ترى في عينها
ماذا فعلتَ بسيفك المترنمِ
أبديتَ في دفعِ الخطوبِ تجلداً
بجراءةِ الحرِّ الأبي المنعمِ
لا ضيمَ بعدَ اليومِ يعرفُ ساحتي
قد قلتها بالسيف غير ملعثمِ
هي صيحةٌ كبرى تدكُّ على المدى
كلَّ القيودِ على اطارِ المعصمِ
قطّعتَ أوصالَ الطغاةِ و جمعهمْ
بالصبرِ و العزم الأكيدِ المحكمِ
و تركتهمْ للطّيرِ تأكلُ لحمَهم
بالشكرِ تنطق للكريم المطعمِ


الكذب

أبرئ ذمتي منكم .. أمامَ الله و الناسِ
أمامَ الخلق والدنيا .. بِأبواقٍ و أجراسِ
أكلتمْ لحمَ أهليكم .. بِأنيابٍ و أضراسِ
و دستمْ حرمةَ الأجسادِ .. بعتمْ كلَّ احساسِ
بأقوالٍ مزيفةٍ ... على أفواهِ دساسِ
سلْ الحاراتِ تعرفهُ ... من الأقدامِ للراسِ
أراكم للأذئ زمراً ... تسلّحتمْ به جنبا
فما من مبدأ لكمُ ... سويِّ النهج و المعنى
فلا في بحركم خضنا ... و ما في دربكم سرنا
و أكثرنا لكم نصحاً ... و ما في القلبِ أعلنا
فما عنْ دربكم حدتم ... و لا عن دربنا حدنا
أشداءٌ بوجهِ الريح ... ما هنّا ، ولا لنّا
رأيتكمُ بأمِ العينِ ... عنكمْ حادتْ الهمّه
فما صحّتْ عزائمكم ... و لا كانت لكم ذمّه
أبتْ نفسي لكم هضماً ... ولا طاقتْ لهم كلمه
تمادوا في دسائسهم ... وراءَ غياهبِ الظلمه
كخفاشٍ طوى الآفاقِ ... في دوّامةِ العتمه
بصيصُ النُّور يرهبهُ ... يرى في ضوئهِ نقمه
أما تدرونَ أن الكذبَ ... هدّامُ الكراماتِ
فكيفَ مشيتمْ درباً ... بهِ وأدُ المروءاتِ
طويتمْ بعدَه طيَّاً ... إلى أقصى المسافاتِ
لبستمْ فيهِ أرديةً ... بألوانٍ و صرعاتِ
و بدلتمْ جميلَ هوىً ... بأرزاءٍ و ويلاتِ
ترشونَ الأذى سماً ... زعافاً بينَ حاراتِ



أغنيةٌ للفلاحِ ،،

حبّذا الفلاحُ زندا ... و طلوعَ الفجرِ جدّا
بدّدَ الصّمتَ بفأسٍ ... أعظمَ الصّخرَ تحدّى
لمْ يلن عزماً و بأساً ... لبسَ التصميمَ بُردا
حيّهِ لم يألُ جهداً ... حشدَ الطاقاتِ حشدا
إنّهُ ينبوعُ خيرٍ ... عزَّ بينَ الناسِ ندّا
و إذا عدَّ رجالٌ ... في مجالِ السّبقِ عدّا
_ _
أبداً تلقاهُ شهماً ... شامخاً حيَّ الضّميرِ
لم يكن في كلِّ حالٍ ... عبدَ ملّيمٍ حقيرِ
لا محباً للدنايا ... من قليلٍ أو كثيرِ
ما خبرنا عنهُ إلّا ... همةَ الحرِّ الجسورِ
واثقٌ من ساعديهِ ... واثبٌ مثلَ الصقورِ
جذرهُ في الأرضِ حيٌ ... ضاربٌ عبر العصورِ
_ _
أشبعَ الأرضَ بذارا ... فازدهتْ تحلو اخضرارا
تلبسُ الحسنَ رداءً ... زفّها الطَّير اقتدارا
و نسيماتٍ توالتْ ... تعشقُ الأغصانَ جارا
يا لزيتونٍ تجلّى ... شارةَ الحبِّ منارا
بوركتْ فيهِ غصونٌ ... ظلّلتْ بالحسنِ دارا
كم لها التاريخُ غنّى ... لبسَ المجدَ دثارا
_ _
يا طيوراً في الشممْ ... فوقَ هاماتِ القممْ
اصدحي الموّال عذباً ... علّمي الناسَ الهممْ
خبّريهمْ أنَّ حبَّ الأرضِ ... عنوانُ القيمْ
لا نغضُّ الطّرفَ عنها ... ما جرى في الجسمِ دمْ
باركي يا أرضُ جهداً ... و اعزفي أحلى نغمْ
لِلذي أقسمَ أن لا ... ينحني رغم الألمْ


حديث الذكريات ،،

أنتِ أحلى ذكرياتي ... في تفاصيلِ حياتي
لا تظني الحبَّ ثوباً ... للحسانِ العارضاتِ
استباحَ الوجد قلبي ... كالرّياحِ العاتياتِ
عبثاً جرّبتُ صدّاً ... كسرتْ مني قناتي
و شراعي ضلَّ درْباً ... غابَ عن عين الهداةِ
صرتُ للأمواجِ نهباً ... فاقداً طوقَ النّجاةِ
غدتْ الصحراءُ بيتي ... في أدقِ المفرداتِ
انقضى عمريَ هدراً ... تحتَ نارِ الجمراتِ
أشربُ العلقمَ مرّاً ... من كؤوسِ الحسراتِ
كمْ تلاقينا سوياً ... في رحابِ الدالياتِ
يتولانا رقيبٌ .... دون أدنى همساتِ
إنّهُ بدرٌ جميل ... ليس من بين الوشاةِ
أينَ سافرتِ بعيداً ... رحتِ في أي الجهاتِ
أهِ يا قنديلَ روحي ... في ازدحام الأزماتِ
لا أرى مثلكِ حسناً ... يا أرقَّ النسماتِ
دائماً تحلو أمامي ... في انتباهي و سُباتي



دمشق

دمشقُ يا نجمةً أشدو لها الغزلا ،، جدّدتِ فيَّ الهوى والعشقَ والأملا
يشفي العليلَ نسيمٌ رقَّ من أبدٍ ،، نِعمَ الطبيبُ ، يداوي الجرحَ والعللا
لقد عرفتُ الهوى في رقصِ سُنبلةٍ ،، واليومَ أشربُ من أقداحك العسلا
في القلبِ أنتِ ، على الأفواهِ أغنيةٌ ،، بينَ الأقاحي أغني الأُوفَ والزّجلا
وأصدحُ الميجنا راحتْ محدّثةً ،، دارَ الأحبَّةِ فيهم تسعدُ المقلا
أشرعتِ للحبِّ باباً جدّ متّسِعٍ ،، إن المحبّ كريمٌ يشطبُ الزللا
أشتمُ فيكِ شذا الأجدادِ مغتبطاً ،، في مقلتيكِ همو ، تزهو بهمْ رسلا
في كلّ ركنٍ قصيٍ يزدهي أثرٌ ،، شدَّ الأريبُ إليهِ الرّكبَ وارتحلا
يزدادُ من حكمةِ الأزمانِ تجربةً ،، للّنورِ تمضي بهِ ، لا يرهبُ الجللا
بني أميةَ ما زالتْ شموسهمُ ،، على الزمانِ تضيءُ السّهلَ والجبلا
دوّتْ على الخلقِ والدنيا حكايتهمْ ،، والنجمُ البسهم منْ صنعهِ حللا
إنّي أراهمْ بأمِّ العينِ تصحبهمْ ،، كتائبُ المجدِ ، تطوي البيدَ والسبلا
تستعذبُ الصّعبَ درباً تستنيرُ بهِ ،، وتحملُ الهمَّ لا تشكو لهُ ثقلا
تعلمُّ الخلقَ من فضلٍ وفي كَرمٍ ،، في كلِّ شبرٍ تزفُّ الخيرَ والقبلا
يا ساكنَ الغوطةِ الغنّاءِ منْ أزلٍ ،، تألقَ الطّيرُ فيها واعتلى جَذلا
للمجدِ غنّى يراهُ قائماً أبداً ،، كالشمسِ تسطعُ تأبى الزّيفَ والدّجلا
لا تعرفينَ سوى الإقدامِ منزلةً ،، جنّدتهِ في ميادين الفدا مثلا
للحرِّ أنت ملاذٌ طابَ مقعدُهُ ،، عند الشدائدِ لا تلقى بهِ خللا
أحببتُ فيك سماءَ الشرقِ رائعةً ،، وأعظمُ الحبِّ لا يستوجبُ الجدلا


غريدٌ هوى ..

أيُّها السارون ليلاً .. .. وهزارُ الأيك شادي
تلكمُ الأغصانُ غنّتْ .. .. أم صدى موّال حادي
يا لهُ يختالُ حسناً .. .. عاش مبعوثَ الودادِ
يزدهي شرقاً وغرباً .. .. شدوهُ زادُ الفؤادِ
لمْ تحدْ عنهُ المنايا .. .. و هو في أوج السرورِ
داهمتهُ وهو يشدو .. .. رائعَ اللّحنِ المثيرِ
في اقتدارِ و احترافٍ .. .. قائل ما في الضميرِ
غادرَ الدنيا صريعاً .. .. من على عرش الأثيرِ
من صميم القلبِ غنّى .. .. زفَّ ميلادَ الصباحِ
منشداً في كلّ ركنٍ .. .. بالمواويل الملاحِ
اطربَ الخلقَ جميعاً .. .. في غدوٍ ورواحِ
واحتفى بالكونِ حباً .. .. في الأعالي والبطاحِ
خالدٌ في الدّهر أهدى .. ..للهوى سحرَ البيانِ
من شذا البوح تعالتْ .. .. للورى أحلى الأغاني
لم يزل يعلو صداها .. .. و على كل لسانِ
نغماً يجري جميلاً .. .. حاملاً أسمى المعاني
آهِ يا غرِّيدُ تبكيك .. .. الأقاحي و السنابلْ
و عناقيدُ الدوالي .. .. واللمى منهنّ سائلْ
و حساسينُ الروابي .. .. رائعاتٌ فالأيائلْ
أبداً كلٌ يراها .. .. في حدادٍ جدُّ هائلْ

رفرفي شمس العروبة ،،

رفرفي شمسَ العروبة .. .. واطو لليل دروبهْ
جمعتنا جذوةُ الإيمان .. .. بالإرضِ الحبيبهْ
يا ثراها منهُ فاحتْ .. .. نكهةٌ رقّت عذوبهْ
في شغافِ القلبِ تحيا .. .. و هي للروحِ قريبهْ
حلِّقي فوق بلادي .. .. من على وادٍ لِوادي
و على كلِّ مكانٍ .. .. في الروابي و البوادي
نحنُ جندُ الحقِّ سِرْنا .. .. في ميادين الطِّرادِ
نعشقُ الأنجمَ داراً .. .. و سلاحي خيرُ زادِ
إنّ فينا ما يقالُ .. .. نحنُ في الهيجا رجالُ
قد قبلنا بالتحدي .. .. والدّمُ الأغلى مثالُ
كم بذلناهُ فداءً .. .. و له تشدو التلالُ
كتبَ الأحرارُ فيهِ .. .. يصنعُ المجدَ القتالُ
قسماً يا أرضُ إنّا .. .. في الوغى نحسن طعْنا
سيفُنا البتارُ صبحا .. .. في رقاب البغيِ غنّى
و لنا الضاد لسانٌ .. .. تأسرُ الألبابَ فنّا
ليس ما قلتُ خيالاً .. .. طابَ في معنىً و مبنى

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. غير معرف2/12/2021

    ولا قصيدة ل قلقيلية
    شاطر عمي الشاعر

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال