القائمة الرئيسية

الصفحات

اللجان القومية الفلسطينية

اللجان القومية الفلسطينية

ثورة فلسطين الكبرى
1936 – 1939م


شهدت فلسطين في السنوات ما بين 1936-1939م، ثورة كبرى شملت جميع أنحائها، وكانت الأطول عمراً قياساً بالهبات والإنتفاضات التي سبقتها. مرت الثورة بمراحل عدة، بعد أن إنطلقت في شهر نيسان عام 1936م، بإعلان الإضراب العام الكبير، والذي استمر ستة أشهر.


لم تأت ثورة 1936 في فلسطين من فراغ، بل جاءت حلقة في سلسلة الثورات والهبات التي قام بها الفلسطينيون منذ فُرض الانتداب البريطاني على بلادهم في أعقاب الحرب العالمية الأولى، والتي كان هدفها الحيلولة دون إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، والحفاظ على عروبتها، ووحدة اراضيها، وإنقاذها من شرور السياسة البريطانية، المتمثلة في تسهيل تدفق الهجرة الصهيونية الى فلسطين، وتغاضي الحكومة البريطانية عنها والتستر عليها وحمايتها، وإمعان الحكومة البريطانية في سن الأنظمة والقوانين لتسهيل عملية استيلاء اليهود على الأراضي، وكذلك إنشاء تشكيلات ومنظمات عسكرية وإرهابية، واشتراك ضباط بريطانيين في تنظيمها وتدريب أفرادها وتسليحها.

وكان الإيمان بعدم جدوى العمل السياسي، وبأن النضال المسلح هو السبيل الوحيد لبلوغ الأهداف الوطنية، هو الذي اشعل فتيل الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م.

ومن المؤكد تقريباً أن أول لجنة قومية تلك التي تشكلت في مدينة يافا في 21/4/1936 بعد نشوب الاضطرابات فيها واعلان الاضراب العام في 19/4/1936.
وكان للحزب العربي الفلسطيني ولحزب الاستقلال دور كبير في تحقيق الدعوة لإنشاء اللجان القومية.

ولم يكن غريباً أن تنسيق يافا غيرها من المدن الفلسطينية. فلقد كانت مركز بداية المعركة المسلحة مع الأعداء والقاعدة التي انطلق منها الاضراب العام. وفي مساء 21/4/1936 نفسه اجتمع قادة نابلس  وزعماؤها واتفقوا على تشكيل لجنة قومية في المدينة.

وأعلنت في صباح اليوم التالي أسماء أعضاء اللجنة المذكورة التي قامت بتوجيه نداء إلى سائر المدن والقرى الفلسطينية لتشكيل لجان قومية.وقد أذاع عوني عبد الهادي* زعيم حزب الاستقلال ومحمد عزة دروزة وعبد الحميد شومان* وعجاج نويهض* بياناً يدعو الفلسطينيين إلى تلبية نداء لجنة نابلس.

ونتيجة التهاب الشعور الوطني في البلاد وجهود الأحزاب الوطنية الفلسطينية وتضافر أبناء الشعب على مختلف فئاتهم وجماعاتهم تم تشكيل اللجان القومية بسرعة عجيبة في جميع أنحاء فلسطين. وفي صبيحة يوم 24/4/1936 كانت اللجان القومية قد تألفت في كل من القدس  ويافا وحيفا  ونابلس وغزة  والخليل  واللد والرملة  وصفد  وطولكرم  وجنين  والناصرة  وعكا  وطبرية  وبيت لحم  والمجدل  ورام الله  وبيسان  وخان يونس  وشفا عمرو والفالوجة  وصفورية  وقلقيلية  وأريحا . وانطلقت كل لجنة من هذه اللجان فور تشكيلها تعمل على تشكيل “اللجان المحلية” في القرى والعشائر التابعة لمنطقتها.

وقد ضمت اللجان القومية في عضويتها أشخاصاً من مختلف الأحزاب والفئات والجماعات، وتعاون فيها الحزبيون تعاوناً وثيقاً بصرف النظر عما كان بين الأحزاب نفسها من اختلافات. ولقد كان تشكيل اللجان القومية في معظم المدن العربية الصرف والمدن الصغيرة أمراً سهلاً للغاية لضعف الانقسامات الحزبية في أوساطها وأسماء أغلب السكان إلى الحزب العربي الفلسطيني. وحتى المدن التي كانت الحزبية فيها على أشدها، كمدينة نابلس، اجتازت جيمع العقبات وشكلت لجنتها القومية فضمت أعضاء من مختلف الأحزاب والفئات. ورغم ما قام من صعوبات في القدس وحيفا لجمع شمل الناس والتقريب بين الزعماء والأحزاب وصهرهم في اللجنة القومية فقد انتصرت الحكمة الوطنية والمصلحة القومية. وبوجه عام كان تشكيل اللجان القومية يتم في اجتماعات عامة، وأخرى خاصة، يعقدها زعماء كل مدينة للاتفاق على المبادىء والأشخاص. وكان تشكيل اللجنة يعلن في اجتماع زمني كبير أو في مهرجانات ضخمة يعرب الجمهور فيها عن تأييده للجنة وثقته بها.

عنيت اللجنة القومية بأمور كثيرة أهمها .


1) إدارة اللجنة وتنظيمها: ففي بعض اللجان جرى تعيين رئيس ونائب رئيس وأمين سر وأمين صندوق. ولكن اكثرية اللجان اكتفت بتعيين أمين سر وأمين صندوق.

2) الإشراف على الاضراب وتعزيزه ودعمه: وكان هذا الإشراف هو الواجب الأهم الملقى على عوائق أعضاء اللجان القومية. ولقد قاموا به على أحسن شكل مستطاع بالنسبة للظروف العامة القائمة يومئذ. فكان أعضاء اللجان القومية يجوبون الأسواق والشوارع لضمان استمرار الاضراب. ويتدخلون لفض أي مشكلة تقوم بين الناس، ويدعون الشعب إلى الهدوء والسكينة. ويعملون على إزالة كل أسباب الخلاف بين أفراد الشعب. ويشرفون بصورة خاصة على المحاور ومصادر تموين السكان باللحوم والخضر لتأمين وصولها إليهم مع استمرار الاضراب.

3) تقديم المساعدات المستطاعة للعمال العاطلين والقرويين المحتاجين بسبب الاضراب، الأمر الذي ساعد على استمراره.

أما مصادر تمويل اللجان القومية فكانت محدودة. وقد اضطرت كل لجنة إلى القيام بجولة محلية من سكان المدينة والمنطقة للاتفاق على أعمالها وجهودها. وكان الشعب يتبرع عن طيب خاطر وبكل حماسة. ولكن ما كان يستطيع أن يقدمه لم يكن كافياً للوفاء بحاجة اللجان القومية المالية. فجعلت اللجنة العربية العليا لفلسطين تقدم مساعدات مالية إلى هذه اللجان.

اللجنة القومية في قلقيلية

وبعد انطلاق الثورة عام 1936م تم تشكيل اللجان القومية في جميع مدن فلسطين - ومن ضمنها كانت قلقيلية- لمساندة اللجنة العربية العليا لفلسطين، التي كانت تهدف الى مواجهة الموقف الخطير في فلسطين، وإدارة حركات الإضراب العام والشامل والثورة الفلسطينية، التي اشتعلت عام 1936م ضد الحكم البريطاني الجائر، ودامت هذه اللجان طوال فترة الثورة وانتهت بانتهائها، بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية في شهر ايلول من عام 1939م. 

وكان حسين أحمد هلال سكرتير اللجنة يدعو ممثلي العشائر للتضافر والتعاون والثبات والعمل المستمر، لمواجهة جبروت الآلة العسكرية البريطانية. 
اللجان القومية االفلسطينية

  أعضاء اللجنة القومية في قلقيلية:

- إبراهيم صالح حمد هلال
- عبد الله مصلح عبد الله نزال
- عزّت ناصر يوسف قزوح
- الشيخ إبراهيم طه عبد القادر زهران
- الحاج احمد محمد عبد الرحمن داود
- عبد الفتاح محمود الحسن شريم
- سعيد احمد الحسن شريم
- عبد الغافر محمد جبارة
- إبراهيم يحيى حسين الشنطي.
وكان من بين مهام اللجنة القومية في قلقيلية تأسيس الوحدات المقاتلة، وتوزيع الاسلحة والذخائر التي كانت ترد من نابلس على عشائر قلقيلية، وكذلك إحضار الذخائر والتمويل للثائرين من خارج البلدة، والذين كانت تربطهم مع حسين هلال صلات وثيقة، وتوجيههم نحو اهداف محددة في محطات سكة الحديد، ومحطة راس العين، والمستعمرات القريبة منها، مثل: قلمانيا، كفار سابا، رمات هاكوفيش .. وغيرها. 

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

محتويات المقال