القائمة الرئيسية

الصفحات

الافران في قلقيلية وتاريخها


الفرن البلدي 

هو عبارة عن غرفة او مكان بمساحه 16 مترا مربعا تقريبا، حيث يتم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام، يمثل القسم الأول: بيت النار؛ والثاني مكان تخزين الوقود- الحطب والجفت، والثالث مكان ينتظر فيه الناس، ريثما ينضج الخبز، او تشوى صواني اللحم والخضراوات والكعك والحلويات.



الافران في قلقيلية وتاريخها

وبيت النار عبارة عن حجرة على شكل صندوق مستطيل مجوف من الداخل، بمساحة تجويفها نحو3 أمتار مربعة (العمق 1.5×العرض 2م)، وله فتحه امامية بعرض نصف متر تقريبا، لإدخال وإخراج الخبز قبل وبعد شويه، وفتحة أخرى خارجية بعرض متر تقريبا، يضع عليها الفران لوح من الخشب يمى مطرحة، وهو بعرض نحو 30سم، واللقط وبه يقلع الخبز وهو من الحديد، ويكون اقل عرضا من الطرحة بمقدار النصف تقريبا، وتمتد يدا الطرحة واللقط من باب الفرن الى طرف الحفرة المقابل له.

وتبنى هذه الحجرة من الطين الحراري، الذي يقلل من تسرب الحرارة من داخل تجويف بيت النار ويبقيه حاميا، ويتم تقسيم تجويف بيت النار من الداخل إلى قسمين:

الأول: يخصص لشواء الخبز والصواني وهو بمساحة 2متر مربع تقريبا، وترصف ارضيته بالبلاط المصنوع من الطين الحور، الذي يتمتع بخاصية الاحتفاظ الحرارة ورفع درجة السخونة في بيت النار، ويفرش تحتها الملح الخشن المخلوط مع فتافيت الزجاج، وهو يزيد ايضا من ارتفاع درجة الحرارة.

والثاني: يخصص لحرق قطع الحطب ومخلفات معاصر الزيتون وهو الجفت. ويكون على الجانب الايسر لتجويف الفرن وهو بمساحة متر مربع تقريبا، وينخفض بنحو 10سم عن أرضية مكان شوي الخبز

وللتخلص من الدخان المتصاعد نتيجة حرق الحطب والخشب والجفت، يتم وضع فتحه في سقف حجرة بيت النار، وتوصل بمدخنه تمتد عبر السقف إلى الخارج.

ويكون الفرن او بيت النار بمستوى أرضية الغرفة، وبجانبه من الامام يتم عمل حفرة مربعة في الأرض بعمق متر واحد وبعرض وطول متر ونصف، وفيها يقف الفران، وهو الخباز الذي يقوم بفرد العجين ورقّه بيديه فوق بلاطة منبسطة فوق الجانب الايمن لبيت النار، تسمى مزلقة، او زلاّقة، ويضعه بعد ذلك على كف خشبي عريض له يد طويلة تزيد عن المترين، ويدخله الى بيت النار في المكان المخصص للشواء. 

وكانت النساء تضع قطع العجين على صينية من القش، او على فرش من القش، وتأخذه بنفسها الى الفرن او ترسله مع احد الأولاد، وتضع المرأة كمية من الطحين مع قطع العجين، ليستخدمها الفران في رق وفرد العجين.

وقد يكون للفران مساعدا يقوم بوضع الحطب في بيت النار للإبقاء عليه حامياً، ويقلع الخبز عند نضوجه من الفرن. كما انه ينظف بلاط بيت النار قبل البدء بخبز العجين، باستعمال ممسحة عبارة عن خيوط كثيفة من خيوط الخيش الغليظة، مربوطة على طرف يد خشبية طويلة، يغمرها في دلو الماء، ثم يمسح بها الفرن، ليكون نظيفا جاهزا للخبز.

وقد تطور استعمال الوقود في بعض الافران، واستبدلت هذه الافران الحطب والجفت بالديزل سريع الاشتعال..

ومنذ بداية السبعينات من القرن الماضي ومع تحسن احوال الناس المعيشية اخذ استعمال أفران الغاز في البيوت بالانتشار، وبدأت النساء تخبز في البيوت، بدلا من ارسال العجين الى الفرن لخبزه. ومع مرور الوقت أخذت المخابز الآليّة الحديثة، التي تعمل بطاقة الكهرباء والغاز بالانتشار، واصبح الناس يفضلون شراء الخبز جاهزا بدلا من عجنه وخبزه في البيت، عملا بالمثل الشعبي القائل "مشتراة العبد ولا تربايته".

واخذت دور الافران البلدية بالانحسار تدريجيا الى ان اندثر واختفى الكثير منها، وما تتبقى لا يتجاوز عدد أصابع اليد، ولم يعد الناس يخبزون في هذه الافران، وانما يتولى اصحابها او العاملين فيها انتاج الخبز، وبيعه جاهزا لمن يرغب بتناول الخبز اليلدي.

فرن ابو عكاس

 

ومن الأفران التي كانت منتشرة في قلقيلية ثم اندثرت

واختفت نهائياً: فرن البلدية - بجانب ديوان آل شريم؛ فرن ابو سير- شرقي السوق؛ فرن ابو جواد التيم- قرب مدرسة فلسطين الاساسية؛ فرن ابو العبّد- جنوب دكان صويلح؛ فرن عبد الرؤوف نزال -ابو فايز- في جزء من داره، وفي دار ام غالب العطية، بالقرب ديوان آل قطقط وجاموس، فرن حسني فتوح -كفر سابا؛ فرن ابو الناجي الجابر، وكان يملكه المرحوم محمود عبد العزيز- ابو نواف، وفرن احمد الجابر -ابو سفيان- وكان في جزء من بيته الكائن مقابل مسجد السوق من الجهة الشمالية.

اما الافران التي تحولت الى الخبز الآلي الحديث: 

فرن فتوح- منطقة السوق؛ فرن ابو عكاس- قرب ديوان آل جبارة؛ فرن فتحي الحارسي -وهو ملك لابو علي العزوني- حي غياظة؛ فرن التركي- قرب ديوان آل زيد؛ فرن ابو عذبة – النقار..

وكانت العائلات في قلقيلية تدفع شهرية للفران، بالإضافة الى عيدية نقدية في عيدي الفطر والاضحى، وكان الفران يأخذ كل يوم جمعة رغيف خبز عن كل عجنة يخبزها. اما شوي الصواني وسدور الكعك والحلويات فكان ياخذ عليها اجرا نقديا، ويدفع في وقتها. كما ان الصبي الذي كان يحمل فرش العجين الخشبي على رأسه الى الفرن، ويعيده الى البيت بعد خبز العجين، كان ايضا يتقاضى من اصحاب البيوت أجرة شهرية محددة مقابل خدماته.

ورغم مفردات التكنولوجيا الحديثة بكل مقوماتها، فقد عجزت الأفران الآلية عن منافسة جودة الخبز المنتج في القرن البلدي، فثمة فرق واضح في الطعم والنكهة والرائحة بين خبز الفرن البلدي، الذي يعد على نار الحطب وجفت الزيتون، وقرامي الشجر، وخبز الأفران الآلية، الذي يعد على وقود الغاز والديزل والكهرباء.


تعليقات

محتويات المقال