رحل “أسد قلقيلية” الذي عُرف أيضًا باسم “الختيار”، بعد أن ظلّ أسد الضفة الغربية الوحيد لعقد ونصف من الزمن تقصده الرحلات المدرسية من أرجاء الضفة كلّها، قبل أن تُنهي حديقة قلقيلية وحدته بجلب أسدين آخرين منذ 8 سنوات.
أسد قلقيلية جزء أصيل من ذاكرة جيل فلسطينيّ، وقد احتل حيّزًا من ذاكرة آلاف الطلبة الذين زاروا حديقة الحيوانات وشاهدوا أسدها الهرِم
ويمكن القول إنّ “أسد قلقيلية” الذي تجاوز عمره (28 عامًا)، جزء أصيل من ذاكرة جيل فلسطينيّ يمتد بين مواليد الثمانينات حتى اليوم، ولا مبالغة إن قلنا أنّ هذا الأسد يحتل حيّزًا من ذاكرة آلاف طلبة المدارس الذين ما زالوا يعتبرون الرحلة إلى حديقة الحيوانات ورؤية أسدها، أهم وأمتع النزهات على الإطلاق، ولعلّ هذا أهم أسباب شهرته التي جعلت من وفاته خبرًا يهم الرأي العام الفلسطيني.
الأسد الذي توفي قبل بضعة أيام في حديقة الحيوانات الوحيدة بالضفة؛ كان قد تجاوز قبل ستة أعوام، العمر الافتراضي الذي تعيشه الأسود عادة والمقدّر بنحو (20 عامًا)
السخرية والتندر والفكاهة، إلى جانب أجواء من الحزن ولو ظاهريًا، كانت السمة الغالبة على منشورات الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين علّقوا على رحيل الأسد الذي صار بينه وبينهم “خبز وملح” كما يقولون.
ومن أشكال شهرة “الأسد المرحوم”، أن أنشئت صفحات فيسبوكيّة باسمه، وتناقل الكثيرون ذكرياتهم وحكايتهم معه، وأمثالًا شعبية وأخرى مُصطنعة تتعلّق بالأسد، ومواقف طريفة حصلت أثناء زيارته.
البُعد الوطنيّ كان حاضرًا أيضًا وسط هذه السخرية، فأشيع أنّ الأسد وبإحساسه الوطنيّ، اختصر على مربيه عبء مصاريفه الباهظة، وتحوّل إلى أكل الخس والخضروات النباتيّة، بدلًا عن اللحم، مراعاةً منه لمحنة الشعب الفلسطينيّ.
المحامي بلال كميل، من مواليد قباطية قضاء جنين، يقول: إنّه رأى أسد قلقيلية بينما كان طفلًا في التاسعة من عمره، ويذكره في ريعان شبابه، بعكس ما عرفه عنه مؤخرًا من أنّه “كسول هزيل دائم النوم”، معتبرًا أنّ ما يُتناقل من أكله للعشب وغيره، هو من باب الدعابة.
وأشار كميل إلى المثل الشائع: “مثل أسد قلقيلية” الذي كان يقوله الشخص لمعايرة شخص آخر، كناية عن صفات الهزل وقلة الحيلة والكسل. غير أنّه قال إنّه لو كان مسؤولًا عن الحديقة، سيشيّد تمثالًا ويكتب عليه: “هنا سكن أسدٌ عرف أغلب سكان الضفة”.
أمّا مراد سلامة، من بيت لحم مواليد 1993، فيقول إنّ الأسد يستحق نصبًا تذكاريًا كونه صمد كلّ تلك المدة الماضية، فالأسود تعيش بالكثير (20 عامًا). معتبرًا أنّ هذا الأسد “جبّار زيّ هالشعب”.
لمجرّد سماعنا باقتراب الرحلة المدرسية إلى حديقة قلقيلية، كُنّا نحتفل بأننا سنرى الأسد، يقول الصحفي الشاب أشرف آسيا من طولكرم، ويضيف أنّ الأسد كان بالنسبة لنا هو حديقة قلقيلية، والحديقة هي الأسد، كنا نذهب في الرحلات لرؤيته غير عابئين بسواه.
من جهته، لا يُخفي الطبيب البيطري المسؤول عن رعاية أسد قلقيلية د. سامي خضر، حزنه وافتقاده الشديد لهذا الحيوان الذي مكث 25 عامًا في الحديقة، مشيرًا إلى أنهم يعتبرون الفقيد فردًا طبيعيًا من أفراد أسرة الحديقة، داعيًا الناس للكف عن السخرية من الأسد.
وكشف خضر بأن الأسد الذي وصل للحديقة عام 1991، يتناول 7 كيلو غرام من لحم المواشي يوميًا، وما الأحاديث المتناقلة حول تناول الأسد للخضروات إلا إشاعات لا تستقيم مع الطبيعة والمنطق “هذا حيوان مفترس وانخلق يوكل لحم كيف حولوه لغنمة هيك!؟”.
ومن المقرر أن يتم تحنيط جثّة الأسد الراحل، وتحويلها إلى متحف الحديقة، ليُضاف إلى قائمة الحيوانات النافقة المُحنّطة.
وتستعد الحديقة لإحضار أنواع جديدة من الحيوانات؛ أبرزها: النعام، والكناغر، والسحالي الاسترالية، وزرافة، بينما وصلت 4 حُمر وحشية قبل أيام .
حديقة الحيوانات الوطنية في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، تضم أيضًا أقسامًا سياحيّة وترفيهية تقوم معًا على أرض مساحتها 40 دونمًا. فإلى جانب قسم الحيوانات، تضم الحديقة متحفًا تعليميًا، ومركزا طبيّا لعلاج الحيوانات. إضافة لأقسام ترفيهية للأطفال والكبار.
ويقول محمد شريم، مدير الحديقة إنّ العمر الافتراضي للأسود أينما تواجدت هو 20 عامًا. بينما تجاوز عمر الأسد الذي نفق، العمر الافتراضي ببضعة سنوات (28 سنة)، معتبرًا ذلك دليلًا على العناية الفائقة التي تلقاها الأسد الذي رحل تاركًا خلفه أسدين آخرين. ويتذكر مشاهد يقول إنها “مؤلمة” لطريقة تعاطي بعض زوار الحديقة مع الأسد؛ إذ يرمون له الخس والبسكويت ويصيحون طالبين منه أكلها.
وبحسب شريم، تستعد حديقة الحيوانات هذا الموسم لاستقبال زوارها بإحضار أنواع جديدة من الحيوانات؛ أبرزها: النعام، والكناغر، والسحالي الاسترالية، وزرافة من ألمانيا بدل تلك التي نفقت قبل سنوات، بينما وصلت أربع حُمر وحشية إلى الحديقة قبل أيام.
أسد قلقيلية جزء أصيل من ذاكرة جيل فلسطينيّ، وقد احتل حيّزًا من ذاكرة آلاف الطلبة الذين زاروا حديقة الحيوانات وشاهدوا أسدها الهرِم
ويمكن القول إنّ “أسد قلقيلية” الذي تجاوز عمره (28 عامًا)، جزء أصيل من ذاكرة جيل فلسطينيّ يمتد بين مواليد الثمانينات حتى اليوم، ولا مبالغة إن قلنا أنّ هذا الأسد يحتل حيّزًا من ذاكرة آلاف طلبة المدارس الذين ما زالوا يعتبرون الرحلة إلى حديقة الحيوانات ورؤية أسدها، أهم وأمتع النزهات على الإطلاق، ولعلّ هذا أهم أسباب شهرته التي جعلت من وفاته خبرًا يهم الرأي العام الفلسطيني.
الأسد الذي توفي قبل بضعة أيام في حديقة الحيوانات الوحيدة بالضفة؛ كان قد تجاوز قبل ستة أعوام، العمر الافتراضي الذي تعيشه الأسود عادة والمقدّر بنحو (20 عامًا)
السخرية والتندر والفكاهة، إلى جانب أجواء من الحزن ولو ظاهريًا، كانت السمة الغالبة على منشورات الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين علّقوا على رحيل الأسد الذي صار بينه وبينهم “خبز وملح” كما يقولون.
ومن أشكال شهرة “الأسد المرحوم”، أن أنشئت صفحات فيسبوكيّة باسمه، وتناقل الكثيرون ذكرياتهم وحكايتهم معه، وأمثالًا شعبية وأخرى مُصطنعة تتعلّق بالأسد، ومواقف طريفة حصلت أثناء زيارته.
البُعد الوطنيّ كان حاضرًا أيضًا وسط هذه السخرية، فأشيع أنّ الأسد وبإحساسه الوطنيّ، اختصر على مربيه عبء مصاريفه الباهظة، وتحوّل إلى أكل الخس والخضروات النباتيّة، بدلًا عن اللحم، مراعاةً منه لمحنة الشعب الفلسطينيّ.
المحامي بلال كميل، من مواليد قباطية قضاء جنين، يقول: إنّه رأى أسد قلقيلية بينما كان طفلًا في التاسعة من عمره، ويذكره في ريعان شبابه، بعكس ما عرفه عنه مؤخرًا من أنّه “كسول هزيل دائم النوم”، معتبرًا أنّ ما يُتناقل من أكله للعشب وغيره، هو من باب الدعابة.
وأشار كميل إلى المثل الشائع: “مثل أسد قلقيلية” الذي كان يقوله الشخص لمعايرة شخص آخر، كناية عن صفات الهزل وقلة الحيلة والكسل. غير أنّه قال إنّه لو كان مسؤولًا عن الحديقة، سيشيّد تمثالًا ويكتب عليه: “هنا سكن أسدٌ عرف أغلب سكان الضفة”.
أمّا مراد سلامة، من بيت لحم مواليد 1993، فيقول إنّ الأسد يستحق نصبًا تذكاريًا كونه صمد كلّ تلك المدة الماضية، فالأسود تعيش بالكثير (20 عامًا). معتبرًا أنّ هذا الأسد “جبّار زيّ هالشعب”.
لمجرّد سماعنا باقتراب الرحلة المدرسية إلى حديقة قلقيلية، كُنّا نحتفل بأننا سنرى الأسد، يقول الصحفي الشاب أشرف آسيا من طولكرم، ويضيف أنّ الأسد كان بالنسبة لنا هو حديقة قلقيلية، والحديقة هي الأسد، كنا نذهب في الرحلات لرؤيته غير عابئين بسواه.
من جهته، لا يُخفي الطبيب البيطري المسؤول عن رعاية أسد قلقيلية د. سامي خضر، حزنه وافتقاده الشديد لهذا الحيوان الذي مكث 25 عامًا في الحديقة، مشيرًا إلى أنهم يعتبرون الفقيد فردًا طبيعيًا من أفراد أسرة الحديقة، داعيًا الناس للكف عن السخرية من الأسد.
وكشف خضر بأن الأسد الذي وصل للحديقة عام 1991، يتناول 7 كيلو غرام من لحم المواشي يوميًا، وما الأحاديث المتناقلة حول تناول الأسد للخضروات إلا إشاعات لا تستقيم مع الطبيعة والمنطق “هذا حيوان مفترس وانخلق يوكل لحم كيف حولوه لغنمة هيك!؟”.
ومن المقرر أن يتم تحنيط جثّة الأسد الراحل، وتحويلها إلى متحف الحديقة، ليُضاف إلى قائمة الحيوانات النافقة المُحنّطة.
وتستعد الحديقة لإحضار أنواع جديدة من الحيوانات؛ أبرزها: النعام، والكناغر، والسحالي الاسترالية، وزرافة، بينما وصلت 4 حُمر وحشية قبل أيام .
حديقة الحيوانات الوطنية في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، تضم أيضًا أقسامًا سياحيّة وترفيهية تقوم معًا على أرض مساحتها 40 دونمًا. فإلى جانب قسم الحيوانات، تضم الحديقة متحفًا تعليميًا، ومركزا طبيّا لعلاج الحيوانات. إضافة لأقسام ترفيهية للأطفال والكبار.
ويقول محمد شريم، مدير الحديقة إنّ العمر الافتراضي للأسود أينما تواجدت هو 20 عامًا. بينما تجاوز عمر الأسد الذي نفق، العمر الافتراضي ببضعة سنوات (28 سنة)، معتبرًا ذلك دليلًا على العناية الفائقة التي تلقاها الأسد الذي رحل تاركًا خلفه أسدين آخرين. ويتذكر مشاهد يقول إنها “مؤلمة” لطريقة تعاطي بعض زوار الحديقة مع الأسد؛ إذ يرمون له الخس والبسكويت ويصيحون طالبين منه أكلها.
وبحسب شريم، تستعد حديقة الحيوانات هذا الموسم لاستقبال زوارها بإحضار أنواع جديدة من الحيوانات؛ أبرزها: النعام، والكناغر، والسحالي الاسترالية، وزرافة من ألمانيا بدل تلك التي نفقت قبل سنوات، بينما وصلت أربع حُمر وحشية إلى الحديقة قبل أيام.
تعليقات
إرسال تعليق