القائمة الرئيسية

الصفحات

شارع الأبطال في قلقيلية

شارع الأبطال في قلقيلية

بقلم: الكاتب والباحث الميداني
أ. محمد توفيق زهران



شارع الأبطال في قلقيلية


خلال زيارتي الأخيرة تجولت في شارع الأبطال في قلقيلية والذي يمتد من زاوية حجر الحاج/ إبراهيم أبو علبة حتى جسر/ محمد الداوود الذي يبعد عن الخط الأخضر أمتاراً معدودة وهذا الشارع الذي كان في زمن طفولتي يعج بالشباب لا يزيد طوله عن 250 متراً تسكنه عائلات من أصول عربية منذ القدم.


وهؤلاء القوم كما عرفتهم يحبون الموت عن حياة الذل والاستعباد، وقد خرج منه ومن فروعه رجال من أصحاب المواقف الوطنية إلى ساحات الحرب في كل زمان ومكان.
منذ تمرد القائد العسكري/ عبد الحميد ]مصطفى[ زهران على ظلم الدولة العثمانية عام 1913م والذي حكم عليه بالإعدام غيابياً عام 1916م ( ).


جلستُ على الحجر التاريخي الذي تأسس مع مصطبة الحاج (إبراهيم أبو علبة) في نهاية القرن التاسع عشر والذي مرت عليه أجيال من أبناء الحي ]حي آل زهران[ في قلقيلية، والذي يقع أمام بيت والدي مباشرة: وحيداً كغريب الدار بين الأجيال التي ولدت في غيابي، كما خَرّجَ هذا الشارع أعضاء فاعلين في المجالس البلدية السابقة من تاريخ 1925 – 2005م وهم: صالح وأخوه الحاج/ أسعد نوفل، ومحمود بن محمد عبد الفتاح عناية، والمؤرخ/ مصطفى عناية، وفايز نوفل، وياسر جعيدي، ومحمد سامح عفانة( ). ومن الرؤساء لبلدية قلقيلية/ معروف زهران الرئيس السابق، وعثمان داوود الرئيس الحالي.


ومن أمراء الكلام ]الشعراء[ غازي زهران، ومصطفى جُعيدي. ومن شعراء العامية/ أحمد جُعيدي، ومحمود أحمد جُعيدي. ومن الباحثين معي عن تاريخ شارع الأبطال: تميم نوفل، وعدنان جُعيدي، وعلي قبعة ]الذي توفاه الله قبيل نشر هذا البحث[ ( ). ومن أساتذة اللغة العربية الأستاذ/ شريف العبد الرحيم داوود أحد مراجعي في اللغة العربية وتاريخ الحي، والمفكر الإسلامي الدكتور/ غازي حسين عناية. وغيرهم من أبناء الحي في الداخل والخارج.

  ومن البنات خرج منه/ عبلة بنت محمود أبو علبة النائب السابق في مجلس الأمة في الأردن، والإعلامية/ هديل بنت معروف زهران في قلقيلية، والمهندسة الكهربائية/ يافا بنت عدنان جُعيدي في عمّان، والمصرفية في المهجر الكندي/ بيسان بنت محمد توفيق زهران، وأستاذة الأدب العربي في المدرسة الإنجليزية في عمّان/ سهام بنت يوسف عناية، وأستاذة الأدب الإنجليزي في الكويت/ عبير بنت شريف عبد الرحيم داوود، والمسؤولة عن الموارد البشرية في البنك العربي في عمّان/ رند بنت علي يوسف قبعة، ومسؤولة التمريض في مستشفى الأمير حمزة في عمّان/آلاء بنت تميم يوسف نوفل، وغيرهن من بنات الحي في الداخل والخارج.


 
والحجر منحوت على شكل مقعد بعرض 40 سم وارتفاع 50 سم عن الشارع ويتسع لشخص واحد وهو عنوان دائم لِتَجَمُّع أطفال الحي في المساء ويزن حوالي 150 كغم نقله على كتفه الأيمن من شارع الدواوين الحالي إلى هذا المكان: عبدالله الخلف الأول، المشهور بقوته الذاتية في ذلك الزمن كما تروي الأجيال، والمصطبة من حولي قد غدت مع مرور الزمن من الأطلال! بعد غياب الحج إبراهيم عن الحياة وهجرة أبنائه عُلا وعوني وجمال إلى المهجر الكندي.

جلست أتذكر الشهداء الأوائل الذي عاصرتهم في طفولتي عن قرب والذين ضحوا بدمائهم الزكية في حرب فلسطين عام 48 – 1949م، وحرب التسلل في بداية الخمسينات من القرن الماضي وانتهت مع هجرة الشباب إلى الكويت في نهاية الخمسينات وبداية الستينات، منهم كاتب هذه السطور.

وفي غربتي المشؤومة بدأت حرب عام 1967م وبعد الحرب بدأت الثورة الفلسطينية والانتفاضة الأولى والثانية حتى عام 2005م وقلبي كان مرتبطاً مع شهداء فلسطين وما زِلتُ على العهد في شيخوختي وخاصة مع شهداء أبناء الحي الذي ولدت فيه.
وهم التالية أسماؤهم حسب المواقع وتاريخ استشهادهم كما هم في ذاكرتي ( ) وعددهم 38 شهيداً من خيرة شباب الحي:

من آل زهران:-


1- محمد بن محمود حامد القاسم زهران ... معركة كفر سابا عام 1948م.
2- وجيه بن محمد المحمود حامد القاسم زهران ... حرب التسلل عام 1953م.
3- محمود بن محمد حامد القاسم زهران ... اغتيل على خط الهدنة عام 1965م.
4- الشيخ/ قاسم بن محمد القاسم زهران ... معركة فلامية عام 1953م.
5- نصر بن توفيق محمد القاسم زهران ... العمل الفدائي – حيفا – عام 1972م.
6- قصي بن فيصل توفيق محمد القاسم زهران ... الانتفاضة الثانية عام 2000م.
7- محمد بن عبد الحفيظ العلي زهران ... الخنادق الأمامية عام 1955م.

من آل أبو علبة:-


8- محمد أمين بن فارس أحمد أبو علبة ... قصف بالطيران الحربي عام 1948م.
9- عبدالله بن فارس أحمد أبو علبة ... معركة جبل المكبر في القدس عام 1967م.

من آل عناية:-


10- داوود بن عبد الفتاح عناية ... معركة كوفيش عام 1949م.
11- محمد بن محمود عبدالفتاح عناية ... حرب التسلل عام 1950م.
12- فيصل بن خليل الحاج إبراهيم عناية ... حرب التسلل عام 1950م.

من آل نوفل:-


13- محمد بن حسن مصطفى نوفل ... معركة كوفيش عام 1949م.
14- طاهر بن مصطفى حسن نوفل ... قصف بالطيران عام 1967م.
15- ماجد بن رشيد نوفل صالح نوفل ... العمل الفدائي – جرش – عام 1970م.

من آل أبو الخيل:-


16- محمود بن عبد الرحيم أبو الخيل ... حرب التسلل عام 1952م.

من آل حوراني:-


17- ناجي بن الحاج محمود حوراني ... قنص في بيته عام 1952م.

من آل قبعة:-


18- أحمد بن حسن قبعة ... حرب التسلل عام 1955م.
19- محمد بن يوسف حسن قبعة ... قصف بالطيران عام 1967م.

من آل أبو صالح:-


20- عدنان بن محمود أبو صالح ... الخنادق الأمامية عام 1956م.

من آل حجار:-
21- حمزة بن محمود محمد حجار ... قصف بالطيران عام 1967م.

من آل فيومي:-
22- عمر بن عبد القادر فيومي ... قصف بالطيران عام 1967م.
23- جلال بن عبد القادر فيومي ... الانتفاضة الثانية عام 2000م.

من آل ابتلي:-


24- صبري بن يوسف حسين أحمد ابتلي ... قصف بالطيران عام 1967م.

من آل عَدِل:
25- محمود بن يوسف عَدِل... الانتفاضة الثانية عام 2000م.

من آل جُعيدي:


26- الحاج محمد بن الحمد جُعيدي ... حرب التسلل عام 1950م.
27- يحيى بن عبدالرحيم محمد الحمد جُعيدي ... حرب التسلل عام1951م.
28- عبدالفتاح بن عبدالرحيم العبد السلام جُعيدي ... حرب التسلل عام 1952م.
29- محمد بن عبدالرحيم العبد السلام جُعيدي ... قصف بالطيران عام 1967م.
30- خليل بن محمود الخليل جُعيدي ... حرب التسلل عام 1953م.
31- إبراهيم بن عبدالرؤوف محمود الخليل جُعيدي ... الانتفاضة الثانية عام 2000م.
32- عبداللطيف بن حسن الصالح جُعيدي ... مات غريقاً في حملة الشتاء عام 1950م.
33- محمد بن أحمد عبدالله الصالح جُعيدي ... حرب التسلل عام 1953م.
34- عزات بن أحمد حسن الصالح جُعيدي .. دهس بسيارة عسكرية عام 1968 م.
35- توفيق بن عبدالرحيم حسن الصالح جُعيدي ... الانتفاضة الثانية عام 2000م.
36- شريف بن محمد محمود جُعيدي ... حرب التسلل عام 1953م.
37- محمد بن أحمد الشاكر جُعيدي ... الانتفاضة الثانية عام 2000م.
38- تيسير بن عبدالفتاح رمضان جُعيدي ... العمل الفدائي في الأغوار عام 1968م.

هؤلاء الشهداء الأبطال من المجاهدين الأوائل والفدائيين وشباب الانتفاضة وأبطال حرب التسلل الذين كانوا يتسللون إلى أراضيهم التي تقع في المثلث الذهبي والتي احتلت بعد اتفاقية رودس عام 1949 م مازالوا في ذاكرتي على الرغم من مرور أكثر من ستة عقود على غيابهم عن شارع الأبطال في قلقيلية عليهم الرحمة.
] وَمَـــن أرادَ من الباحثين في قلقيلية تدوين أسماء الشهداء كل في منطقته للأجيال القادمة فليفعل ذلك مشكوراً لأن قدرتي على ذلك مع مرور الزمن أصبحت محدودة [

وأتذكر في غربتي السنوات العجاف في قلقيلية فأشعر بالخزي والعار من تاريخ الوفد العربي المفاوض في مؤتمر رودس الذي تنازل عن أراضي المثلث الذهبي من فلسطين إلى إسرائيل في ذلك الوقت المهزوم! وفي صمت المكان المهجور من الأجيال الذين رحلوا عن هذه الدنيا في غيابي! كأني وقد سمعتُ أرواح الشهداء الذين سقطوا في كمائن اليهود في الأرض المحتلة، تحوم حول رأسي وهي تردد للأجيال القادمة قائلةً احذروا:

إنَ الــثَّــــعْــــلَــــــبَ قَــــــــدْ يَــــتَــــعَــــلَـــمُ
الــــخُــــبـــــثَ مِــــــنْ بَــــنِــــــي إســـــرائــيـــل![

تعليقات

محتويات المقال