المولد والنشأه
الشهيد محمود زهران او محمود الاشوح، وهو الاسم الذي اشتهر به، ولد في قلقيلية عام 1924م، ونشأ وترعرع في كنف عائلة كريمة مجاهدة، فوالده محمد زهران كان وجيها في عائلة زهران، وكان يقدم الدعم لثوار عام 1936م، وشارك في معركة بيار عدس، واستشهد في معركة كفر سابا عام 1948م. فنشآ الشهيد محمود منذ نعومة اظفاره على حب الجهاد والفداء، والتضحية من أجل فلسطين .
كبر شهيدنا محمود وكبرت معه احلامه وطموحاته للسير على درب ابيه، فكان شديد التوق للالتحاق بالعمل النضالي ضد اليهود المحتلين. فعندما تشكّل جيش الانقاذ العربي عام 1947م، من قبل اللجنة العسكرية لجامعة الدول العربية، وضم نحو اربعة الاف متطوع من شتى البلدان العربية، التحق محمود الاشوح بهذا الجيش ليمارس من خلاله العمل النضالي. لكن لم يدم الامر طويلاً حتى دخلت الجيوش العربية أرض فلسطين للمشاركة في حرب عام 1948، فالتحق شهيدنا بالجيش العراقي، لتكبر مع ذلك مفاهيمه ووعيه لما يحاك من مؤامرات على الشعب والوطن. لكنه لم يتحمل نمطية ورتابة الحياة العسكرية، فكوّن مجموعة فدائية تابعة للجيش العراقي، ليتسنى له العمل والتحرك على مستوى أعمق واوسع، خلف خطوط العدو.
سيرة محمود الاشوح النضالية
بعد رحيل القوات العراقية عقب توقيع اتفاقية الهدنة الدائمة بين الأردن واسرائيل بتاريخ 3/4/1949م في جزيرة ردوس-اليونانية، وانتهاء الحرب بين دول المواجهة (الاردن؛ سوريا؛ لبنان؛ مصر) والكيان الاسرائيلي، لم يتمكن الشهيد محمود من ترك الحياة العسكرية التي عشقها وأضحت منهاج حياته المقدّس، فالتحق بالجيش الاردني، ليمارس النضال من خلال العمل المسلح، وكان يقوم بعمليات استخباراتية للجيش الاردني، ويزوده بمعلومات عن القوات الإسرائيلية المتمركزة على طول الحدود مع قلقيلية.
لكن الشهيد محمود لاحظ الفتور والجمود يسيطران على تحركات الجيش الأردني، فقام هو ورفاقه المناضلين بتشكيّل مجموعة فدائية لمقاومة الاحتلال.
نفذت هذه المجموعة العديد من العمليات الفدائية داخل فلسطين المحتلة، وكانت تقضّ مضاجع اليهود المحتلين، وكانت سببا في قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات عسكرية ضد قلقيلية، منها عملية نسف المركز بتاريخ 10/10/1956م، ونسف محطات الوقود يوم 27/5/1965م، وتدمير الآبار الارتوازية- 5/9/1965م، وكذلك ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م من أعمال هدم وحرق وجرف لمئات البيوت والمباني انتقاما من أهالي قلقيلية.
وكان الشهيد محمود من أوائل المناضلين الذين شاركوا في التصدي للهجوم الإسرائيلي يوم نسف مركز الشرطة بتاريخ 10/10/1956م، وكذلك نسف آبار قلقيليه الارتوازية يوم 5/9/1965م، والتي أصيب بها بجروح بالغة، لكن الشهيد محمود لم ينتظر طويلاً حتى تندمل الجراح، فقد قام الجيش الاردني بتكليفه بمهمة استخبارية خلف خطوط العدو وصفت بأنها طارئة. ورغم انه كان يعاني الآلام نتيجة إصابته في ساقه يوم الاعتداء الإسرائيلي على قلقيلية، ونسفها 11 بئراً ارتوازية، إلا ان الجيش الاردني الحّ عليه كثيرا للقيام بالمهمة. وأثناء عودته سالما من المهمة بتاريخ 14/9/1965م، أطلق عليه النار قناص من الجيش الاردني، وهو يجتاز الحدود، عائدا إلى بلده قلقيلية، فارداه قتيلاً.
استشهاد محمود زهران الاشوح
وكان المرحوم صالح نوفل يرافق الشهيد محمود في المهمة، واخبر عائلة الشهيد محمود وأقربائه، ان الشهيد قتل غدراً، حيث ان الإشارة السرية كانت ان يشعل الشهيد محمود السيجارة، ليعرفوا انه محمود الاشوح فيسمحوا له باجتياز الحدود بأمان، لكن ما ان أشعل محمود سيجارته حتى بادره قناص من الجيش الاردني بإطلاق النار عليه فقتله على الفور، لكن الجيش الاردني أعلن انه قتل بالخطأ، نتيجة حدوث التباس في الإشارة السرّية المتفق عليها مع الشهيد لعبور الحدود بأمان! وباستشهاد محمود الاشوح انطوت صفحة مشرّفة وخالدة من صفحات البطولة والفداء.
ولم يُعرف إلى تاريخ اليوم سبب إقدام الجيش الاردني على قتل المجاهد محمود الاشوح، رغم انه كان يخاطر بحياته في كل مرة يجتاز فيها الحدود، من أجل تزويدهم بمعلومات استخبارية عن القوات الإسرائيلية المحيطة بقلقيلية؟!
كان الشهيد رحمه الله لا ينام الليل ويبقى يقظا حتى تباشير الصباح الأولى، يطوف أرجاء البلدة، يتفقد أحوالها ويسهر على أمنها، ويرصد تحركات الدوريات الإسرائيلية ويراقب العملاء والجواسيس لليهود، ويعود له الفضل الكبير في إلقاء القبض على العديد منهم، وزجّهم في السجون الأردنية.
ومن الصفات التي كان يتحلى بها الشهيد محمود، وفقا لما رواه عنه من عاشروه او عرفوه عن قرب، انه كان ذو شخصية قوية وجذابة، كان مناضلاً وقائداً جسورا، يتصف بالشجاعة والجرأة في الإقدام واتخاذ القرار، وشديد الحذر والانتباه لكل ما يدور من حوله، كما كان صلبا عنيدا حين يقتضي الموقف ذلك. وكان يجيد استخدام السلاح بمهارة عالية، كما كان يجيد التحدث باللغة العبرية بطلاقة، مما ساعده في عمله الفدائي في العمق الإسرائيلي. وكان رحمه الله مثالا يُحتذى به في أبهى معاني البطولة والفداء.
لقد عشق محمود الاشوح الحياة النضالية، وأعطى لفلسطين كل حياته، وحين قضى من أجل ها، كان فقدانه في الزمن الذي كان يعز فيه الرجال، ولا يذكر اسم قلقيلية إلا ويقترن اسمها بمحمود الاشوح ورفاقه المناضلين، الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل فلسطين، وأضحوا مثالا يُحتذى بهم في التضحية والفداء، وكانوا البذرة الأولى لقيام منظمة التحرير الفلسطينية، التي اذكت شعلة الثورة والمقاومة، وسجلت تاريخاً حافلاً بالتضحيات والأمجاد.
لماذا لقب بالأشوح ؟
ردحذفالله يرحمه ويغفر له ويجعل مثواه الجنه.
ردحذفاذكره جيدا في صغري في قرية فلامية كان يعطيني الناظور وننظر على خطوط العدو الاسرائيلي
اذكر يوم وفاته
كنت يوم مع وألدي رحمه الله فالتقى محمود وبعد ان افترقا سالت والدي من ذا الرجل طويل القامة فذكر لي انه مجاهد واشياء اخرى فمن ذلك اليوم بذاكرتي الله يرحم جميع اموات المسلمين .. امين
ردحذف