القائمة الرئيسية

الصفحات

معارك قلقيلية عام 1948


المعارك التي خاضها او شارك فيها أهالي قلقيلية عام 1948 واسماء الشهداء الذين سقطوا في تلك المعارك


لقد خاض اهل قلقيلية وابناء القرى المجاورة لها المعارك الدفاعية المتنوعة، في مواجهة هجمات التشكيلات العسكرية اليهودية، كيف صمدوا في اطار الجهاد المقدس والفتوة والنجادة وجيش الانقاذ مع القوات العراقية التي كانت ترابط في محيطها.


أدرك أهالي قلقيلية ومنذ البداية أن نجاح المشروع الصهيوني يعتمد في الأصل والنهاية على الأرض، ولذلك رفضوا كل الإغراءات لبيع أي شبر من أراضيهم وتصدوا لكل الأعمال العدوانية التي قام بها سكان المستعمرات اليهودية للاستيلاء على أراضيهم وأراضي القرى المجاورة بالقوة. وقد شعر سكان قلقيلية بخطر التوسع الصهيوني منذ صدور قرار التقسيم. فاخذوا يستعدون للدفاع عن بلدتهم وجمعوا مبالغ كبيرة من المال واشتروا بها السلاح والذخيرة وجندوا بها المناضلين، ووصل عدد هؤلاء في مدة قصيرة قرابة الفا ومائتين (1,200 مقاتل مسلح تعاونوا فيما بينهم على حراسة أراضيهم وردَّ العدوان عنها، وأسهموا في الدفاع عن القرى المجاورة وخاضوا معارك كثيرة، من أهمها معركة قلنسوة، وعين ورد، وبيار عدس والطيرة وخربة حانوتا وكفر سابا. وشنوا في بعض الحالات هجمات معاكسة على المستعمرات الصهيونية، التي كان ينطلق العدوان منها مثل "رمات هاكوفيش" و "قلمانيا (او كلمانيا)".


ففي الاول من شباط عام 1948م دمروا جسرا كبيرا من جسور السكة الحديدية، كان يقوم على نهر العوجا، بين راس العين وملبس. وكان المناضلون من ابناء القرى الاخرى نسفوا الجسور الاخرى الواقعة على السكة نفسها في مواضع عديدة، فتوقفت المواصلات اليهودية بين تل ابيب والمستعمرات الكائنة في شمال فلسطين[9].



من المعارك التي شارك فيها أهالي قلقيلية بعد قرار التقسيم:


1. معركة قلنسوة:


ومن المعارك الهامة التي جرت بعد قرار التقسيم بقليل (معركة قلنسوة) التي تبعد عن قلقيلية الى جهة الشمال الغربي زهاء عشرة كيلومترات. هاجم اليهود قلنسوة وقد هب أبناء قلقيلية مع من خف لنجدتها من ابناء المدن والقرى المجاورة مثل طولكرم والطيبة وغيرها. وقد اشتبكوا مع اليهود في موضع بين قلنسوة والطيرة، وهاجم العرب مستعمرة "عين ورد Eyn Wared" فاحتلوا بعض منازلها، وقد بلغ عددهم يومئذٍ ثلاثمائة (300) مناضل، وقد حضر المعركة عدد من رجال نابلس وطولكرم، منهم سليمان طوقان، وهاشم الجيوسي، وفائق عنبتاوي. ولولا تدخل الجيش البريطاني لقضى المناضلون على تلك المستعمرة.

وفي الاول من شباط 1948م دمر المناضلون من قلقيلية جسراً على نهر العوجا بين رأس العين وملبس، كما نسف غيرهم من المجاهدين جسوراً أخرى.


2. معركة بيار عدس:


وقعت معركة بيار عدس الأولى بتاريخ 26 شباط، تبعتها معركة أخرى في اليوم التالي 27 شباط من عام 1948م. اشترك فيهما عددا من المناضلين من قلقيلية، عندما هاجم اليهود من سكان رمات غان وكفار سابا وغيرها من المستعمرات قرية بيار عدس فهب رجال قلقيلية وغيرهم لنجدتها واشتبكوا مع القوات اليهودية، وقتل فيها عدد غير قليل من الطرفين وكانت معركة حاميه، ولم يحدث نتيجتها ربح يذكر للعرب بسبب تدخل الانجليز لصالح اليهود، واستشهد في كلتا المعركتين عددا من المناضلين.


وكان من بين الذين استشهدوا من قلقيلية الشهيد عبد اللطيف عبد الرحمن الحاج حسن لباط بتاريخ 1948/2/27م والشهيد محمد قاسم محمد حسن العلي في 1948/2/28م. وكان قد استشهد قبل نحو شهرين من هذه المعركة في بيار عدس زكي محمود مصطفى خدرج - 1947/12/24م .



3. معارك "رمات هاكوفيش":


رمات هاكوفيش


معركة رمات هاكوفيش الاولى:

حدثت معركة رمات هاكوفيتش الأولى بتاريخ 1948/4/6م، وفيها هاجم المناضلون من قلقيلية المستعمرة (وتقع إلى جهة الشمال الغربي من قلقيلية) ولم يشتبكوا فيها مع اليهود في قتال جدي، حيث كانت المعركة من قبيل جس النبض، قتل فيها مجاهد من قلقيلية، وهو الحاج عبد الفتاح خُدرُج، الذي انطلت عليه خدعة اليهود، حيث أوهموه بأنهم أفراد الجيش العراقي الذين كان ينتظرهم لاستلام السلاح منهم، لتوزيعه على المناضلين، فقام من موقعه ولوح لهم بالتحية، فاقتربوا منه كثيرا وأحاطوا به وأمطروه بوابل من الرصاص. وقتل في الواقعة أيضا ضابط يهودي.


معركة رمات هاكوفيش الثانية:

حدثت بتاريخ 1948/9/25م عندما قام اليهود بهجوم شديد على قلقيلية وجوارها بقصد استرداد الأراضي التي ثبت العرب فيها من أراضي هاكوفيتش ونجحوا في ذلك، فاستنجد المجاهدون بالسرية العراقية التي كانت ترابط بقرب قلقيلية فلم يستجيبوا لهم. فتقدم المناضلون نهاراً وهاجموا اليهود في هاكوفيتش واستردوا بعض الأراضي التي خسروها، وأثناء ذلك جاءهم القائد العراقي نور الدين محمود باشا انجادهم وأمرهم بالكف عن القتال. وبينما كان راجعا الى قلقيلية ويهم بالدخول الى مركز الشرطة فيها، اطلق اليهود النار عليه وعلى البلدة كلها من مدافعهم الرشاشة التي كانوا قد ركزوها في رمات هاكوفيش، عندئذٍ غير القائد رايه، وأصدر أمره الى رجال المدفعية العراقية بقصف المواقع الإسرائيلية، واخذ المجاهدون من قلقيلية والمناطق المجاورة والجيش العراقي بالتقدم واحتلوا الجزء الذي كان قد تبقى بيد اليهود، وقد استشهد في هذه المعركة احد عشر مجاهدا من قلقيلية وعددا آخر من الجنود العراقيين.


معركة رمات هاكوفيش الثالثة:

حاول المناضلون العرب اعادة احتلال هاكوفيتش نفسها فهاجموها ثلاثة مرات، ولكنهم لم ينجحوا وسقط عدد من الشهداء في هذه المعركة التي وقعت في 1948/10/1م.


معركة رمات هاكوفيش الرابعة:


قام لواء جفعاتي الإسرائيلي في يوم 1949/1/2م في الحادية عشرة ليلاً بالهجوم على قرية الطيرة من الشمال، فتصدي له مناضلو القرية القليلون، ولكن الإسرائيليين تغلبوا عليهم، وقامت قوة أخرى إسرائيلية باحتلال التلال الثلاثة شرق رامات هكوفتش، وفي الفجر شنت القوات العراقية هجوماً معاكساً وتمكنت من استرداد بعض المواقع، ولكن وصول نجدات للصهاينة أوقف هذا الهجوم وحوله إلى مجرد مناوشات.


معركة رمات هاكوفيش الخامسة:

وقبل منتصف ليل 1949/1/3م عادت المناوشات بين العرب واليهود في هذا القطاع، عندما قام اليهود رغم الهدنة بمهاجمة قرية الطيرة واشترك في هذا الهجوم فوجان من مقاتليهم يقدر عددهم بـ 500 مقاتل فصمد المجاهدون من ابناء هذه القرية الذين لم يزد عددهم عن الثلاثين مقاتلا، وهرع العراقيون لنجدتهم بمدافعهم ، لكن كان اليهود من الكثرة، بحيث تغلبوا على المناضلين، فدحروهم الى الوراء واحتلوا التلال الثلاثة الواقعة الى الشرق من هاكوفيش وسقط من العراقيين في هذه المعركة تسعة شهداء ومن مناضلي قلقيلية والطيرة مثل هذا العدد. وتعقب اليهود المقاتلين العرب المنهزمين على ذراعين: ذراع نجح في تقدمه حتى وصل الى نقطة امام محطة قلقيلية، وآخر بدا زحفه في اتجاه الطيرة الا انه عاد فانسحب خشية ان يتورط في قتال في شوارعها. هكذا كان الوضع آخر الليل. وعندما انبثق فجر اليوم التالي (1/3) قام العرب بهجوم معاكس فاستردوا موضعين من مجموعة "قلمانيا"، وموضعا ثالثا من مجموعة "هاكوفيش"، ومع ذلك ظل اليهود محتفظين بمعظم المرتفعات التي احتلوها في الليلة السابقة، وبهذا سيطروا على طريق طولكرم قلقيلية سيطرة تامة.


عندئذٍ تم تعزيز القوة العراقية بسريتين أُخريين: سرية مشاة وأخرى مدرعات، ارسلهما العقيد نجيب الربيعي من كفر قاسم، وكذلك فعل اليهود الذين قووا صفوفهم. فوقف الفريقان وجها لوجه، يبغي كل منهما القضاء على الآخر.

فكان العرب في الطيرة وقلقيلية وكفر سابا وجلجولية وطول جبهتهم 10 كيلومترات يقودهم الرئيس الاول الركن شاكر محمود شكري آمر الفوج الاول الآلي، ومعه سرية المناضلين الفلسطينيين ومئتان من الحرس الوطني تابعون لبلدية طولكرم.

وكان اليهود في مسكة ورمات هاكوفيش وقلمانيا وفي الكينا الشمالية والكينا الجنوبية وبيار موسى.

وكان العرب يهدفون إلى الى استرداد التلال القائمة أمام "رمات هاكوفيش" والمواقع الاستراتيجية الهامة الواقعة في منطقتي كفر سابا وقلمانيا.

وأما اليهود فكانوا يهدفون الى احتلال قلقيلية، التي حصنها سكانها تحصينا تاما، حتى أصبحت على استعداد لقتال الشوارع.



معركة رمات هاكوفيش السادسة:

مرّ اليومان الثالث والرابع من شهر كانون ثاني في هدوء تام، قضاها كل فريق متحسساً مواضع القوة والضعف عند الفريق الآخر، ومعداً نفسه للنزال. وفي اليوم الخامس، قام العراقيون بهجوم مصطنع على المواقع اليهودية في جلجولية، ليوهموا اليهود انهم بقصدون مهاجمتهم في ذلك القطاع بينما كانوا في الحقيقة يستهدفون مهاجمتهم في رمات هاكوفيش، وتمكنت سرية مؤلفة من 200 مقاتل، نصفهم عراقيون والنصف الآخر فلسطينيون من احتلال معظم المواقع اليهودية القائمة في تلك المنطقة من ابادة حامية يهودية مؤلفة من 30 مقاتلا، وخسر العراقيون ستة شهداء آخرين، الا ان (تل كوفيش نفسه) فقد ظلت حاميته فيه، وكانت هذه عبارة عن سريتين وكان اليهود قد حصنوه، وعززوا حاميته بالمدافع المضادة للدبابات.


وزار الجبهة صباح اليوم السادس اللواء نور الدين محمود باشا قائد القوات العراقية والعقيد الركن نجيب الربيعي آمر اللواء، الذي قرر تعزيز القوة العراقية بقوات اضافية واسلحة مساندة، وهكذا كان. فقد ارسلت سرية من سرايا اللواء الخامس الى الميدان، لكن هذه السرية لم تشترك في القتال لان تل هاكوفيش كان قد سقط بيد العرب. فقد كان المجاهدون العرب قد زحفوا صوب تل هاكوفيش صباح ذلك اليوم، وما كاد النهار ان ينتصف حتى كان التل محاطا بالعرب من ثلاث جهات.

ولكي يخفف اليهود من ضغط العرب على تل هاكوفيش راحوا يقصفون قلقيلية بنيران مدافعهم. وراح العراقيون بالمقابل بقصف قلمانيا وكفر سابا ورمات هاكوفيش نفسها بنيران مدافعهم، بشكل متواصل.



معركة رمات هاكوفيش السابعة:

وفي صباح اليوم التالي 1949/1/7 استطاعت كتيبة عراقية معززة بالمدافع والمدرعات مفاجأة المواقع الجنوبية للعدو وطردت منها قوات "يفتاح"، ومن ثم أخذت تركز القصف المدفعي على المواقع الشمالية وعلى مستعمرة كليمانية ورامات هكوفتش، وفي المساء تمكن العراقيون من استعادة جميع الأماكن التي احتلها العدو.


حاول قائد لواء جفعاتي استرداد هذا الموقع ليلاً لكن العراقيين أنزلوا به خسائر فادحة أجبرته على الانسحاب في الساعة الرابعة والنصف من صبيحة ذلك اليوم وسقط التل وبعض المواقع القريبة من مستعمرة هاكوفيش بيد العرب.

وظلت تلك المواقع تحت سيطرة العرب حتى وقعت اتفاقية "رودس" مع الجانب الاردني في الثالث من نيسان 1949م، حيث أُمِرَ الجيش العراقي بالانسحاب من هذه المنطقة الى ما وراء خطوط الهدنة الجديدة.


وقد نجم عن اتفاقية "رودس" سقوط معظم قرى المثلث والطريق التي تربط قلقيلية بطولكرم بيد اليهود بدون حرب، نتيجة التلاعب والتحريف الذي تم على خرائط التقسيم.


وتعتبر معركة رمات هاكوفيش آخر معركة قام بها الجيش العراقي قبل انسحابه من فلسطين، وقد خاض غمارها العراقيون بمشاركة ابناء قلقيلية والطيرة. جنبا الى جنب.


ولم تنقطع الاشتباكات بين العرب واليهود في هاكوفيتش طيلة معظم أيام حرب 1948م وأوائل عام 1949م، وسقط في هذه المعركة شانها شان كل المعارك الاخرى التي خاضها اهالي قلقيلية كثير من أبناء قلقيلية كان منهم :


محمد إبراهيم عنان أبو خضر (قتل في كوفيتش في 1948/2/18م)؛ ومناور مصطفى الشاكر من جيوس (وكان طنيباً عند آل السبع في قلقيلية وقتل في كوفيتش في 1948/4/21م)؛ ومحمد حسن مصطفى نوفل (قتل في كوفيتش بانفجار قنبلة يدوية في 1948/5/16م).

كما استشهد من مناضلي قلقيلية في معركة كوفيش في شهر كانون ثاني عام 1949م: عبد الكريم نمر عبد الله جابر نزال، وصبحي محمد حسن هرش نزال، ومحمد الشيخ حسين صالح صبري، وعبد الرحيم محمود احمد عوينات (البم)، وسميح صبري، عمر حسين نزال، ومحمد عبد الفتاح أبو شاهين.


وقتل في قلقيلية نتيجة القصف المدفعي وإطلاق الرصاص في تلك الفترة:

محمد فارس احمد أبو علبه في 1948/6/19م (بانفجار قنبلة في داره)؛ ووليد محمد نايف الجرمي في 1948/10/10م، وفيصل خليل إبراهيم عناية في عام 1948م؛ وأولاد يوسف خليل حسن ماضي زيد (وهم: محمد وتيسير وخليل وبنت بانفجار قنبلة في الدار بتاريخ 1948/9/19م)؛ وكامل محمد سليمان جعيدي (قتل خطأ برصاصة طائشة في 1948/8/14م)؛ وناجي محمود صالح الحوراني (قتل برصاصة طائشة وراء بيته في 1949م)، ويحيى عبد الرحيم محمد حمد جعيدي (قتل قرب السكة عندما عبر الحدود بعد عام 1948م)؛ وحسن محمد الخاروف عبد الله حسن (قتل في خلة دار أبو خدرج)؛ وصالح أسعد مصطفى سعاده (قتل برصاصة طائشة في 1948/5/16م)؛ وعبد الرحيم محمود سعيد أبو الذره (قتل على البيادر الجنوبية بقذيفة طائرة في عام 1948م)؛ وعبد الله أمين عبد الله قواس (قتل في التسلل عبر الحدود في عام 1949م).


وقتل في قلقيلية نتيجة القصف المدفعي الإسرائيلي لها في ذلك اليوم 1949/1/3م علي محمود يوسف طه نزال، وحسني احمد إبراهيم موافي، واحمد محمد قاسم موافي، وقد قتل هؤلاء قرب منزل محمود يوسف طه.


ويذكر المؤرخ الفلسطيني عارف العارف انه زار بغداد والتقى بتاريخ 1953/12/13م العقيد الركن شاكر محمود شكري، آمر الفوج الآلي الذي أدار هذه المعركة، وسأله عن اخبار معركة رمات هاكوفيش، فاجاب بقوله "..ان هذه المعركة كانت خير دليل على تعاون الفلسطينيين والعراقيين، وعلى الجرأة والإخلاص والروح العالية التي يتحلى بها اهالي قلقيلية، وفي مقدمتهم رئيس البلدية السيد عبد الرحيم السبع" .. الى ان قال: " غنمنا في هذه المعركة ثمانية مدافع وتسعة وعشرين رشاشا واربع قاذفات من طراز فيات واربعة الاف طلقة ومقادير لا باس بها من البنادق والرشاشات ومن الأعتدة والذخائر" .. واضاف: "ان خسائر العرب في هذه المعركة كانت 17 شهيدا و45 جريحا، بينما قتل من اليهود في اليوم الأخير من المعركة (1949/1/16م) خمسة وسبعون والكثير من الجرحى، هذا بالإضافة الى الثلاثين الذين قتلوا عند بدء المعركة".



4. معارك كفر سابا:

معركة كفار سابا الاولى

في اليوم الثالث عشر من ايار عام 1948م، هاجم اليهود بلدة الطيرة فهب أهالي قلقيلية لنجدتها، ولكنهم ما كادوا يشتبكون مع اليهود، حتى تبين لهم أن الهجوم على الطيرة ما كان آلا بقصد تغطية الهجوم على كفر سابا العربية. وفعلاً، ففي نفس الوقت الذي هاجم فيه اليهود قرية الطيرة، هاجم اليهود كفر سابا فاحتلوها ولم يواجهوا اية مقاومة تذكر لأن المجاهدين من قلقيلية كانوا قد توجهوا إلى الطيرة وانطلت الخدعة عليهم. ولما علم المجاهدون باحتلال اليهود لقرية كفر سابا عادوا بسرعة من الطيرة وتقدموا إلى كفر سابا محاولين استرجاعها، فأصلوهم اليهود بوابل من الرصاص فقتل عدد منهم وفشلوا في استرجاعها. واسشهد في هذه المعركة خمسة مناضلين من ابناء قلقيلية وهم: محمد محمود حامد زهران، وعبد الله مصطفى الحاج عيسى شريم، وراغب علي الحوتري، وأسعد سليمان ابو سعدة، وأحمد يونس عبد الله الحاج حمدان .


معركة كفار سابا الثانية

حاول أهالي قلقيلية بعد احتلال اليهود لكفر سابا بخمسة أيام استردادها فهاجموها في 1948/5/18م كما هاجمها في اليوم نفسه عدد آخر من أبناء القرى المجاورة يساندهم رجال الإنقاذ من مدينة حماة، فقتل عدد من المهاجمين من قلقيلية وقراها، ولم ينجحوا في استردادها، فارتدوا الى الوراء، وجاء بعد قليل عدد من رجال المدفعية الأردنية وقصفوا اليهود المحصنين فيها بمدافعهم من بنيامين، إلا أن هذا القصف ايضا الذي لم يدم أكثر من ربع ساعة باء بالفشل، اذ كان اليهود قد حصنوا كفر سابا تحصينا كاملا.


واستشهد من قلقيلية محمد عبد الرحمن حسن جباره، وعبد الفتاح مصطفى سعاده، وعبد الرحيم إدريس أبو حبله، وشاكر عوينات محمود عوينات (وقد ذكر ولده عبد الله أن اباه قتل في 1948/5/13م وبقيت جثتة في البيارات مدة خمسة أيام، حتى تمكن ذووه من إحضاره ودفنه يوم 1948/5/18م). وجرح في المعركة صالح البلقيس محمود صالح جباره.


وكان قد قتل في ارض كفر سابا قبل شهرين من التاريخ المذكور حسين علي حسين أبو نجيم الشنطي بانفجار لغم في 1948/3/18م .


5. معركة بيارة الداعور:


تقع بيارة الداعور جنوب بنيامين إلى الغرب الجنوبي من قلقيلية، أحتلها اليهود على اثر احتلالهم لقرية كفر سابا في 1948/5/13م، وصمم الشيخ احمد محمد الداعور استعادتها، واستعان بالقيادة العراقية في المنطقة فتقدم ومعه جماعه من المناضلين من قلقيلية وجنود من الجيش العراقي بقيادة احمد النعيمي وهاجموا اليهود الموجودين في البيارة، فانسحبوا منها واحتل العرب صباحاً البيارة وقتل اثناء المعركة احد اليهود وكان مختبئاً بين الذرة وابقى العرب فيها حامية من خمسة (5) أشخاص، وبعد الظهر هاجمها اليهود مرة أخرى واحتلوها بعد قصفها بالمدفع وانسحبت حاميتها، وتقدم الملازم العراقي نجيب ومئات من الجنود والمتطوعين من قلقيلية في اليوم التالي وهاجموها واحتلوها وقتل في هذه المعركة محمد رشيد محمد أبو خدرج، وبقي العرب فيها ثلاثة أسابيع حتى جاءت الأوامر من القيادة العراقية العليا بالانسحاب من تلك المنطقة إلى ما وراء سكة الحديد، فانسحبوا واستولى عليها اليهود في اليوم التالي.



لقراءه معارك قلقيليه كاملة راجع المقالات التاليه

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. ابو عنان جعيدي8/28/2018

    الاسماء المذكوره يوجد مثلها
    اليوم شباب على قيد الحياه...
    شعبنا ما بموت....
    وارضنا ما بننساها....
    واولادنا واجب علينا يفهموا التاريخ
    بقلقيلية نرفع الرؤوس

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال