المولد والنشأة
الشهيد عبد الفتاح خدرج من مواليد قلقيلية عام 1913م. نشأ في أحضان عائلة متدينة، كان لها أثرا كبيرا في رسم سيرة حياته النضالية.
تلقى الشهيد تعليمة الابتدائي في قلقيلية حتى الصف الرابع، حيث اضطر لأسباب اجتماعية واقتصادية إلى ترك المدرسة والعمل في سن مبكرة في الزراعة مع والده، وبعدما كبر واشتدّ عوده تعلم مهنة الحدادة، وكان من أوائل الحدادين في قلقيلية. وكان يصنع في محددته المتواضعة بعض العتاد والأسلحة والألغام، ويزود المجأهدين بها، كما قام بتصفيح سيارة بالحديد، وجعلها كآلة حربية تشبه الدبابة، وشاركت في معركة قرب قرية جلجولية - جنوب قلقيلية- في عام 1948.
تزوج الشهيد من امرأة قبرصية من اصل تركي، وأنجب منها عددا من الأبناء- وهم محمد وعبد الله ووهيب، ومحمد هو اكبر أولاده.
توجه الشيخ المجاهد إلى مصر عدة مرات لطلب المساعدة للثوار، والتقى هناك بالشيخ حسن الـبنا، كما عمل في مصر على التعريف بقضية الشعب الفلسطيني، والمخاطر التي تتعرض لها فلسطين من استيلاء على الأراضي، وإقامة المستعمرات وتوطين اليهود المهاجرين فيها.
وكان الشهيد من المعجبين بالمجاهد الكبير عز الدين القسّام والمجاهد عبد القادر الحسيني، وكان من أنصارهم ومن أنصار من ساروا على دربهم . وكان الشهيد يتلقى العتاد والتدريب من عبد القادر الحسيني، وكان له اتصال مباشر معه.
نجح الشهيد ابو محمد أكثر من مرة بإحضار السلاح من مصر، والذي كان يشتريه مما كان يجمعه من أهالي قلقيلية لهذه الغاية. شارك عام 1935م بثورة القسَّام، وكان فاعلا في ثورة عام 1936م التي استمرت حتى عام1939 م. ونشط في وضع الألغام تحت قضبان سكة الحديد قرب جلجوليا، حيث كان القطار الانجليزي يمر عادة محمّلا بمواد تموينية وأسلحة للمعسكرات الانجليزية، وكان يقوم بمهاجمة المستعمرات اليهودية مع رفاقه من أبناء قلقيلية.
معارك الشهيد عبد الفتاح خدرج:
1- معركة الطيرة:
ذهب اليها مع بعض شباب قلقيلية لنجدة مدينة الطيرة من اليهود.
2- معركة بيارة الداعور
حيث قام اليهود باحتلال هذه البيارة من العرب، وتقع هذه البيارة إلى الغرب من قلقيلية، فما كان من الشيخ احمد الداعور وهو صاحب هذه البيارة ان فام بجمع اقاربة وبعض مجأهدي القرية ومن بينهم عبد الفتاح خدرج، وقاموا بالهجوم على البيارة، وخلال وقت قصير استطاعوا تحريرها من اليهود.
3ـ في شباط 1948 قام مع بعض المجأهدين بتدمير جسراً كبيراً من جسور السكة الحديدية يقع بين راس العين وملبس (بيتح تكفا). كما قام المجأهدين من أبناء القرى المجاورة بنسف جسور اخرى تقع على السكة نفسها.
" في هذا اليوم ذهب عبد الفتاح خدرج وأخيه عبد القادر، ومعهم مجموعة من أبناء قلقيلية لتدمير السكة الحديدية، وكان معهم ثلاثة اصابع من الديناميت، وقام بزرع المتفجرات تحت السكة ومّدوا طريقا من البارود لاشعال المتفجرات من مكان آمن، ولما لم يكفي هذا البارود للطريق، قام بخلع حطته وقطعها إلى اشرطة طويلة، وارسل اخيه لإحضار السولار من بئر ماء قريب يعمل على السولار، وبلل الاشرطة بالسولار، حتى يسهل اشتعالها، واكمل بها الطريق واشعلها، وبعد لحظات انفجر اثنين من اصابع الديناميت، حينها بدأ الانجليز واليهود باطلاق النار بكثافة لمدة نصف ساعة، وحين توقف اطلاق النار، ذهب الشهيد لاحضار المتفجرات التي لم تنفجر، وبرر ذهابه لاحضار المتفجرات لكي لا يستفيد منها اليهود، ولان الثورة بحاجة اليها، ونجح الشهيد بإحضارها".( )
4ـ معركة هاكوفيش
الأولى بتاريخ 6 نيسان 1948م وفيها هاجم المجاهدون العرب من قلقيلية المستعمرة التي تقع إلى الشمال الغربي لمدينة قلقيلية..
عندما هدأت الامور في البلاد عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، قام رحمه الله في عام 1946م باداء فريضة الحج، وعاد بعدها ليواصل مشوار النضال والكفاح من أجل كرامة وحرية وطنه.
عُرف الشهيد بشجاعته وجرأته، ولم يتوانى عن تقدم الصفوف الأولى في المقاومة لينال شرف الشهادة، فكان دائماً يذهب في الليل ليهاجم اليهود، وفي الأيام التي لا يذهب فيها كان يقضي لياليها قائما متهجدا. وكان الشهيد يتمنى الشهادة في كل مرة يخرج فها للقتال، ويتضرع إلى الله العلي القدير ان يرزقه الشهادة في سبيله.
استشهاد عبد الفتاح خُدرُج
وفي يوم 21/4/1948م استجاب الله تعالى لدعاء الشيخ المجاهد، وكتب له الشهادة التي كان يتمناها قرب تلة كوفيش (رمات هاكوفيش)، حيث وقع رحمه الله في مصيدة الغدر اليهودي عندما اوهموه انهم جنود عراقيون، فاقتربوا منه كثيراً واحاطوا به وامطروه بوابل من الرصاص، وكان رحمه الله ينتظر في ذلك الموقع بعض افراد الجيش العراقي، الذين كان اتفق معهم على تزويده بكمية من السلاح، ليوزعها على المجأهدين في قلقيلية وجوارها.
عقب سماع أهالي قلقيلية نبأ استشهاد هذا المناضل الكبير رفعوا أصواتهم بالتكبير والتهليل، مرددين عبارات القسم بالانتقام لهذا البطل.
وخرجت قلقيلية عن بكرة أبيها لتشيع جثمانه الطاهر إلى مقبرة البلدة في جنازة مهيبة، وشاركت فيها جموع غفيرة من القرى المجاورة، ولفيف كبير من المجأهدين من كل أنحاء فلسطين، الذين عاهدوا الله على الانتقام للشهيد. كما وفد إلى قلقيلية بعض الإخوة المصريين لتقديم واجب العزاء بالشهيد الكبير، وبهذا سجل تاريخ فلسطين صفحة مشرّفة في كفاح قلقيلية، التي كان عنوانها الشهيد الحاج عبد الفتاح خدرج.
ويروى أيضا انه كان للشهيد اخ اسمه زكي خدرج، كان قد استشهد وهو ذاهب في عملية لقطع الكهرباء عن قرية كفر سابا فصعق بالكهرباء، وكان ذلك عام 1946م.
وترك الشهيد بعده أخيه المجاهد عبد القادر خُدرج (ابو رسلان)، وكان مرافقاً وملازماً له في اغلب عملياته، وتعلم منه الكثير، مثل صناعة الأسلحة والألغام، فكان الجيش الأردني بعد تقسيم فلسطين يستدعيه لتصليح بعض الأسلحة، مثل المدافع والرشاشات في معسكر الجيش الأردني في منطقة صوفين، نظراً للخبرة التي كان اكتسبها من مرافقته لأخيه الحاج عبد الفتاح طوال فترات المقاومة والنضال.
انتمى ابو رسلان لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بعد عام 1967م، وقام بعدة عمليات، ونجح في زرع عبوات ناسفة في سيارات أحد المسؤولين الإسرائيليين، وتم القاء القبض عليه عام 1969م، وحكم عليه بالسجن المؤبد، لكنه خرج من السجن في عملية لتبادل الأسرى عام 1986م، وتوفي رحمه الله عام 1995م.
مذكرات الشهيد عبد الفتاح خدرج
وهذه بعض صفحات من مذكراته والتي تبدأ بهذا الموضوع:
بسم الله الذي ألهمنا هذا وما كنا له مقرنين بسم الذي فطر السموات والارض وهو على كل شيء قدير اما بعد فهذا كتاب اريد ان اشرح فيه كيفية الحياة في عصرنا هذا ليكون تذكاراً لي ولمن بعدي والله يتولى الصالحين واني اوصي من قرأ بكتابي هذا ان يتعظ بهذه الوصية وانا احوج منه للايقاظ ولتقويم نفسي فنسأل الله الثواب وهي هذه الوصية:ـ
وصية سيدنا علي لاولاده
ولما ضرب ابن ملجم لعنه الله علياً رضي الله عنه دخل منزله فاعترته غشية ثم افاق فدعا الحسن والحسين رضي الله عنهما وقال:اوصيكما بتقوى الله تعالى والرغبة في الاخرة والزهد في الدنيا ولا تأسفا على شيء فاتكما منها فإنكما عنده راحلان، افعلا الخير وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً ثم دعا محمد ولده وقال له أما سمعت ما أوصيت به أخويك قال بلى قال فاني اوصيك به وعليك ببر اخويك وتوقيرهما ومعرفة فضلهما ولا تقطع امراً دونهما ثم اقبل عليهما وقال اوصيكما به خيراً فانه اخيكما وابن ابيكما وانتما تعلمان ان اباه كان يحبه فأحباه ثم قال يا بني أوصيكم بتقوى الله في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الرضا وفي الغضب والقصد في الغني والفقر والعدل في الصديق والعدو والعمل في النشاط والكسل والرضا عن الله في الشدة وفي الرخاء يا بني ما شر بعده الجنة بشر ولا خير بعده النار بخير وكل نعيم دون النار حقير وكل بلاء دون النار عافية يا بني ما ابصر عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره ومن رضي بما قسم الله لم يحزن على ما فاته ومن سل سيف البغى قطع به ومن حفر بئراً لاخيه وقع فيه ،ومن هتك حجاب أخيه هتكت عورات بنيه ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره ومن أعجب برأيه ضل ومن استغنى بعقله زل ومن تكبر على الناس ذل ومن خالط الأنذال احتقر ومن دخل مداخل السوء اتهم ومن جالس العلماء وقر ومن مزح استخف الناس به ومن أكثر من شيء عرف به ومن كثر كلامه كثر خطؤه ومن كثر خطؤه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار يا بني الأدب ميزان الرجل وحسن الخلق خير قريب يا بني العافية عشرة أجزاء تسعة منها الصمت الا عن ذكر الله والعاشرة في ترك مجالس السفهاء، يا بني زينة الفقر الصبر وزينة الغنى الشكر يا بني لا شرف أعلى من الاسلام ولا كرم أعز من التقوى ولا لباس أجمل من العافية يا بني الحرص مفتاح التعب ومطية النصب .
تعليق: سبحان من اعطاه هذا العقل واللسان الكريم إجعلنا من المتعظين بقوله بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
حظوظنا في السجن
أمر الله تعالى أن أسجن بضعة أيام وقد خرجنا باعجوبة وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى ولكن ما طال الأمد الا ان ذهب عبد القادر ليشتغل في البرتقال هو وعبد الله الدعاس ومحمود ابو ذياب والشيخ خليل مسكه وفي طريقهم ليافا عن تل ابيب راكبين قارة* ولان الاطمبيلات ممنوعات فتشوهم وأخذوهم مع انهم لم يجدوا معهم شيئ ابداً ووضعوهم في سجن يافا وذلك في تاريخ 6/ذي القعدة/1357هـ وبعد ستة ايام قد فتش الجند دارنا ولم يكن موجود بها احد سوى زوجتي وكان التفتيش دقيقاً جداً ولكن الله على كل شيء قدير فانهم لم يتلفوا لنا شيء ولم يجدوا اي شيء عندنا والحمد لله رب العالمين والفضل ذلك كله للواحد القهار لك الحمد يا رب جربتك وعرفتك انت اهل التقوى واهل الوفا واهل الصدق وانت على كل شيء قدير سبحانك انت الحفيظ العليم وانت على كل شيء قدير يا رب سبحانك رقيب حفيظ تحافظ على من يعرفك وتستره، الله اكبر سبحانك عليّ عظيم فعال لما تريد وامرك المبرم بين الدول الله اكبر ومن أكبر منه حاشا وكلا ويمكرون والله خير الماكرين سبحانك ربي لا اله الا انت سبحانك ان كنا من الظالمين امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله اللهم ثبتنا على دين الاسلام ولا تجعل الدنيا اكبر همنا والطف بنا في قضائك وقدرك لطفاً يليق بكرمك يا ارحم الراحمين يا واسع المغفرة يا رب العالمين يا الله يا الله يا الله ، وكذلك فتشت دور بقية الاشخاص الذين مسكوا معه ولم يمسكوا اي شيء ولكن دولة الضلال زجوهم في السجون اذ حكموهم ثلاثة اشهر بلا حق، ولا ايه حقيقة لك الله يا فلسطين كم فيك بلايا، لقد اصبح نباتك وهواك ومناخك كله نوائب وهموم الله الله كم تغيرت يا فلسطين في بضع سنين متى يرتاح فيك من فيك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
اللهم عافنا من غلبة الدين وقهر الرجال
انه بتاريخ 13/ذي الحجة/1357هـ قد ذهبت الى يافا لنشتري بطاطه وكان المطلوب على حصتي 350 قرش تقريباً ولم يكن معي منها شيء وكنت واضعاً امامي احد اصدقائي في هذا الطلب وهو المخلص ابراهيم الحاج مصطفى فأخذت منه ال350 قرش بأول اشارة له مني في طلبهم وقلت له ان يستعد لدفع 650 قرش اذا بعثت له في طلبهم فاجاب بالمثل اللهم اعني على رد نقوده ومعروفه وليس قصور مني بل يجب عدم نسيان اخلاصه واكثر امثاله يا الله وصلى الله على سيدنا محمد.
الحالة التي وصلت اليها البلاد
ان الحالة التي وصلت اليها فلسطين تبكي قلب كل ذي حرارة وطنية الله اكبر، هكذا يجري بنا نحن العرب المسلمين الله اكبر من بلاد تدمرت كل من جياع باتوا يتأوهون خصوصاً في تاريخ 3/ذي الحجة/1357هـ اي في نفس يومنا هذا فلا تسمع الا تطويق كل يوم يضم البلاد من نابلس عنبتا وطولكرم وقلقيلية وخربةكفرثلث ودير استيا وهلم جرة الله اكبر اين البراح من هذا المراح أما ما يجري في بلدتنا قلقيلية فهو كما يأتي، صار منع التجول من بعد المغرب وكان سببها الفعلة الشنيعة من اليد المجرمة كسر الله تلك العقول فصار الجند يطوفون في البلد طوال الليل لا يقرون ولا يهجعون حتى انهم في ثاني يوم من منع التجول قتلوا حسين الحاج علي رحمه الله تعالى اللهم تغمده في فسيح جنانك فانه رجل طيب يا اسفاه عليه استغفر الله بل علينا، لقد صار الجند يطوقون الدور ليلاً حتى ان اغلب الناس قد تركوا دورهم التي يكثر مرورهم فيها وصاروا يطرقون دور اشخاص لهم وجود ليلاً في اغلب الاوقات من كانت داره قريبة من طريقهم يومياً يطرقونها وحتى كبسوا الدواوين وفتشوها، لقد افزعوا الاهالي واقول والله الحق لقد اصبح الرجل بداره غير مطمئن حتى لا يطمئن ان يفتح بيته بداره ليقضي حاجته او ان يتلي قراءة او بكاء طفل لانهم من رأوا ذلك بداره يطرقونها ولربما يؤدي ذلك الى قتله كما صار بحسين الحاج علي الله اكبر ما هذه الحياة البائسة، لقد اثقلت كاهلنا اللهم لا تدمها علينا انك على كل شيء قدير يا قوي يا شديد يا رب العباد والبلاد اللهم اني اسالك اللطف يا لطيف يامن لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين اللهم يا ولي الامور انقذ فلسطين يامن امرك المبرم بين الدول وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا
انه بتاريخ 12/ذي الحجة/1357هـ اردنا ان نشتري بطاطه زريعة لارض دار صالح الحمدان التي اخذناها على المثلث وطلبنا منهم ان يدفعوا لنا ثلثيهم في ثمن الزريعة لنشتري البطاطه والزبل الافرنجي فكان جوابهم ان العاده هي ان تدفعوا انتم وتحاسبونا عند النماء وكان قيمة المبلغ تقريباً 650 قرش الله اكبر ومن اين لي ذلك ان ادفع نصيبي وتذكرت ان امر على عبد القادر في السجن وبعثت له نصف جنيه واعطيت والدي من النقود التي له علينا 30 قرشاً وانا على اخر رمق مطمئن على ستر المصلحة دون فضيحتها امام الناس ودون ان احتاج لطلب ممن رجح عليهم الظن واعانني متأملا بالله ان لا يثقل كاهلي بالدين وان يذللني له الله اكبر لقد سد الفضاء امامي من طلبهم الذي الذي اراه شيئاً جديداً خلاف العشر جنيهات التي اضمر ان اخذها من الصديق فلان فصممت ان لا اطلب من احد وليس الان وقتهم واريد ان اطلبهم دفعة واحدة لاني هكذا ارى من المصلحة واريد ايضاً ان لا يشعر شريكه بضعفي وهو عبد الرحمن ومع اني اغبط عليه في دفع الحصتين ونحن في عوز الى مشترى البطاطه غداً من يافا وروحت من الحراث المغرب ومنع التجول بقي له عدة دقائق فاراد ان ادير النقود لشريكه ليبعث على البطاطه ويحضرها وانا ارجح ان اعمل في برنيكه كيف العمل الان هو الوقت اللازم لحضور النقود وغيره تاخير تركت شريكه وذهبت في هذا الوقت الباقي الضيق لصديق لي احضر من على الاقل جنيهين مجيباً لسؤالي فشعرت بذلول نفسي امامي فتمدد كلامي وشعرت باني من الاموات وكان جوابه ااتيت الان واخذ يعتذر بكلام حق مع وجود همته غداً فكانت صدمة اخرى لعدم توفيقها وتمنيت عدم السؤال ورجعت فقلت اريد ان لا يشعر شريكه مصطفى وان تأتي البطاطه غداً فكيف البراح من هذا المراح إلهي (ماذا ترى فيما ترى يامن ترى ولا تُرى) فاحببت ان احدث شريكي باني اريد ارسال مكتوب الى ابراهيم الحاج مصطفى مع من يريد احضار البطاطه ليأخذ من العشرة جنيهات الان في الوقت السابق للاوان، واخيراً بنظرنا الاثنين من المناسب ان نؤجل هذه المهمة لبعد غد لاتم عملي انا من برنيكه عساني اذهب الى يافا بنفسي اللهم اذكر لي هذه الاونة التي لحقنا بها الفقر وهي ومشاهدتي حول هذه الاطفال التي تطلب ان تعيش واخيرنا ثواب ذلك واجعل لنا من عبيدك الصابرين لقائك وقدرك والطف بنا يا ارحم الراحمين يا واسع المغفرة يا رب العالمين يامن لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين عاملني بغناك يا مجيب دعوة المضطرين يا الله يا الله يا الله اللهم اجعلني غني شاكراً ولا فقير صابراً وانت على كل شيء قدير وكرمك وسع كل شيء اللهم اغني بي عن ابراهيم وهو اول عشمي في خلقك لاعانتي فاقبل توسلي اليك واجعلني مديوناً لك ولا لأعز اصدقائي يا الله يا الله يا الله مالي غيرك وسواك فلا تطردني اني اليك من القاصدين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
تطويق المسجد بتاريخ 27/ذي الحجة/1357هـ
على اثر اخبارية الى الحكومة عند شيت اليهودي بعث نفراً من الجند من طرفه الى طولكرم واحضوا معهم بوليساً بريطانياً من طولكرم وفي وقت تحكيم الظهر تماماً ما احتاط الجند المسجد وعلى ظهر المسجد من الشمال والجنوب وكل الناس مجتمعين تماماً لصلاة الجمعة، وكان افراد من حامولتنا يحملون المسدسات تحفظاً من الخائن فارس العزوني وعند اتمام الصلاة اخرج الجند الناس من باب واحد وفتشوهم وبعد خلاص الناس نزلوا في المسجد وفتشوه تفتيشاً دقيقاً ولموا جميع الحصر وغمروا الحفر وفتشوا المصاحف لهم عرباً ومسلمين، النهاية وجدوا ستة مسدسات واربعة وخمسين طلقه وخرجوا والقوا القبض على سبعة اشخاص منهم اربعة من البلد والباقون اغراب ولكنهم والله ما جاهدوا ولا عاكسوا الحكومة بشيء اللهم ما اجهل الحكومة وقد اوجعت هذه الحالة جميع البلد لعنة الله على الخائنين الذين خانوا انفسهم ودينهم ووطنهم ونسأل الله ان ينقذ البلاد مما تعانيه من الازمة بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم.
الفاجعة الكبرى
انه بتاريخ 8/صفر/1358هـ قد اذاع الراديو على هذا الشعب الكبير نبأ مقتل قائد قوات الثورة في فلسطين وهو (عبد الرحيم الحاج محمد) من قرية ذنابة، وارى نفسي مخطئاً بان اكتب اسمه على هذا اللون ولا يكون مسطراً عندي بماء الذهب وباعظم من ذلك ان كان يوجد عندي وما كان الناس يسمعون هذا الخبر حتى اضربت جميع البلاد الفلسطينية وجميع السيارات ومرفأ يافا اضراباً عاماً وشاملاً وحزناً على هذا البطل الشهيد ذا الدين القويم الذي ضرب مثلاً علا للثورة بجهاده الشريف الخالص لاعلاء كلمة الله، في عصر ذلك اليوم ردد الخبر بان القتيل غير باكمال حتى حقى المصاب على البلاد وفي ثاني يوم تحقق الخبر وبقي الاضراب مستمراً ورفعت الاعلام السوداء وحقاً ان الشعب اصيب بفاجعة كبرى، كأن كل فرد من الشعب قد فقد احب الناس اليه حتى اصابه هذا الوجد والالم عليك رحمة الله باكمال.
سيرته في الثورة
كان هذا الرجل هو من اول العاملين في ثورة فلسطين والمخلصين لها حتى بلغت السنة الرابعة والثلاثين وقد ظهرت الثورة مرة اخرى، وما زالت اعماله الشريف ترفعه درجة درجة حتى قاد الثورة في فلسطين واقر له جميع الشعب بالطاعة دون ان يكلفوا بذلك، وكان هذا الرجل حكيماً عاقلاً شجاعاً مخلصاً لله تعالى في جهاده ولا تأخذه في الله لومة لائم ذا سيرة حسنة مع الشعب لين شديد جبار، وربما كانت مواقفه بوجه الاستعمار هي العامود الفقري في جسم الثورة ولا استطيع ان اذكر اكثر من هذا حيث لم اعرف عنه ما يتطلبه موقف المدون للحاجة الى معرفته تمام المعرفة ومعاشرته زمناً طويلاً حذراً ان يغلط بجانب هذا الشريف مع السلامة باكمال فزت بها دنيا واخرة وهنيئاً للفائزين.
مسكينة يا فلسطين
الله اكبر كيف الخلاص من هذه الالام كل يوم فلسطين تفاجئناً بهمّ جديد يا الهي اهل فلسطين دون لها ولاهلها الشقاء والمتاعب الى يوم يبعثون يا رب لا ارى عصراً هادئاً صافياً على فلسطين يا رب هل تصيبنا الفواجع على شان نحن ساكنين في فلسطين ام السبب حيث موجود افراد خونة باعوا انفسهم بالدرهم وبالدينار يا رب انك تسأل كل عن نفسه فكيف يا رب تفجع هذا الشعب المسكين بمقتل عبد الرحيم بذنب فرداً خائناً ام هي يا رب فلسطين ام تريد يا رب لقاء هذا الاسد الحقيقة كلها فواجع فلسطين ان خرجنا منها عار علينا وان بقينا مش مرتاحين الله اعلم خلقت في القضاء والقدر بهذا الشكل ليميز الله الخبيث من الطيب وليظهر الصالح من الطالح والشقي من السعيد نسأل الله ان يكتب لنا الشهادة مع القبول ورحمة الله عليك باكمال له منا الفاتحة.
اعتقال عبد القادر
انه اعتقل يوم الجمعة بتاريخ 29/12/1938م في تل ابيب وكان ذاهباً ليشتغل في البرتقال وبعد ايام قلائل ذهبت ليافا وقد سالت الدكتور سعيد الدجاني ليكلف احد الناس ان كان يستطيع فكلف ضابطاً بذلك ولكن لم يفد، الحكومة لا تسمع الموظفين العرب وكم بحثت وترجيت وكله ذهب ادراج الريح وقد اخذنا اخر جواب ان ترك الامر خوفاً من ان تتمسك الحكومة بهم اي عبد القادر والذين مسكوا معه، وقد شعرنا بخير بانهم حكموا ثلاثة اشهر فبعثنا له استرحامات بالانجليزية لحاكم اللواء الجنوبي القائمقام بيافا فلم يفد ذلك وبعد انتهاء المدة حكم ثلاثة اشهر اخرى فبعثنا له ايضاً ثلاثة استرحامات للحاكم والقائمقام ولم يفد ذلك وبعد قبل انتهاء المدة بقليل بعثنا له استرحامات على لسان الوالدة والمخاتير وطلبنا اطلاق سراحة او نقله للمدرسة الاصلاحية لانه صغير في السن فانتهت المدة فحكموه ثلاثة اشهر ايضاً فضاقت حالتنا وتاثرنا كثيراً فذهبت بنفسي الى نابلس لدار طوقان لان لنا معرفة معهم حيث الوالد وقف بيارى عندهم وقد عملت تحريراً على لسان والدي ليساعدونا في المهمة التي نرغبها ومع الاسف لم نتمكن من مقابلة احدهم فذهبت بنفسي لسليمان طوقان لانه المعارض المشهور وكلمته مسموعة عند الحكومة فوجدت عليه الحرس بالمسدسات وقال تكلم فطلبت ان انفرد به فابى وبقي سامعاً ما اقول له عن معرفتنا بهم حتى قلت نريد مساعدتك لنا فان لنا اخا معتقلاً فاجاب بانه لا يتدخل بنهره وطردني فسكت برهة ورجعت قافلا فاردت ان اهب للشكعة فتغلب علي عقلي ومنعني ثم رجعت ثاني يوم للبلد ولما وصلت طولكرم ذهبت لدائرة الاصلاحية واخذت تصريحاً ليافا وكتبت استرحامات وقدمتهم لرئيس القسم وقائم اللواء حتى مضى ما لم يقل عن شهر من الثلاثة اشهر الثالثة حتى بدأت الحكومة تطلق سراح المعتقلين فاستنظرناه ثم ذهبت امي ومرت عمر الحاج حسن ومريم عندهم وقد بعثنا قبلها له اغراض واكل ومرتبانات مع مرت عمر الحاج حسن ومرة ايضاً معها وبعثنا اختي ورده وبعثنا له اول مرة 50 قرشاً وبعث لنا مع وردة اختي 75 قرشاً لانه كان يبدي طواقي واخر مرة لم ياخذ نقود وبقيت المصلحة حتى اطلق سراح محمود ذياب التي القت عليه القبض الحكومة معهم وانه اشار ان السبب بذلك اخاه بواسطة دار طوقان لانه بياري عندهم فلما سمعت ذلك انهدمت قوتي واقول الحق اني روحت الى الدار يائساً وقد اثقل كاهلي الهم وتركنا المصلحة واطلق سراح عبد الله دعاس والشيخ خليل تبع مسكه وهم ايضاً مسكوا معه فلما اتت البشارة لهم ذهبت مسرعاً امتطي بسكليت وانتظرنا القطار فلم يكن معهم عبد القادر فرجعت ولله الحمد راجياً من الله اخراجه هذا ما مر علينا عقبات من جراء اعتقال عبد القادر مع اني لم اذكر اية مشقة فما عانينا من نفس الذي وقع وانه كان طيلة اعتقاله همنا الوحيد نرجو الله اخراجه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
يوم النزوح عن البلدة قلقيلية والهبوط في يافا
انه بتاريخ 13/رجب/1358 الموافق 28/اب/1939م كان هذا اليوم يوم نزوحنا عن البلد وسكوننا في يافا وان جميع ما نملكه في هذه الاونة جنيهين ونصف تقريباً مع اني لا اعلم ما يوفقنا اليه الله من العمل والحصول على المعيشة ومع ان عندي وخز الضمير على ذلك مستبشراً بالمستقبل فنسأل الله التوفيق على كل شيء انه على كل شيء قدير.
بقيت اصابر نفسي حتى خرج عبد الفتاح من السجن وقد اسلمته ارض دار صالح الحمدان وكان فيها ما لا يقل عن 13 دونم بندوره ودونمين ملفوف ودونم قمبوطة ودونم فجل ونصف دونم سبانخ ودونم بيتنجان وقد تركت عنده الوالدة واخوتي ورحلت بعيالي واخذت الوالدة معنا ليطمئن قلبها مؤقتاً وان في حسابي ايضاً ان يأتي اخي على اخر الخضريات وان يشتغل في البرتقال بآخر السنة ثم ندخل في شركة السكب حداداً انشاء الله في ما ذكرنا وانا اتدبر في عمل لي ثم ادخل ايضاً حداداً اشاء الله فنسأل الله التوفيق لما يحبه ويرضاه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
آلام الحياة
(اللهم حياة فذة في العلا واما الخلاص من الدنيا على خير)
يلد احدنا ويعيش هذه الساعات الطويلة ويموت ولم يحمل له الاثير اي اثر، يموت ولم يحدث اي خير، يموت ولم يرض قلبه بعمل ماجد يتحدث عنه الناس، لا هو عمل لله ولا هو عمل للناس ما هذه العالم التي مثلنا ما هي الا اسراب من البرغش توجد كثيرة لحكمة عند الله وان لله في خلقه شؤون، لقد وجعتني الحياة، لقد امضيتها وانا جاداً في طلب الخبز ولم استطع انزال الاثقال عني ولقد وجعتني هذه الحياة ولو فرضت اني استطيع الرغد في العيش لذهبت مسرعاً الى العلم والعسكرية، ما احلى الجهاد في سبيل الله عز وجل اما شرف او عظمة او تلذذ بالفوز اما بالاستشهاد واما بالاستشهاد فأمامك الجنة الله اكبر ما احلى الجهاد في سبيل الله عز وجل اللهم لا تمتني الا شهيداً مقبولاً تاركاً الدنيا بلا شهوة فيها ولا رغبة في الحياة اللهم ماذا اصنع وهذه الحياة حياتنا هل اخترق السموات ام ابلغ الجبال طولا الهي من لم ترفعه ذل اللهم اسألك العون لاعيش طليقاً حراً عزنا للمسلمين مكللا بالنجاح في جميع اعماله الهي الفوز لذات ربما تكون من نعيم الجنة فاسالك اللهم ان لا تكبتني في الحياة وفي الممات الهي لما ارى صورة عسكرية اسلامية تتمالك قلبي وتهز جوارحي الهي لما اقرأ عن رجل مخلص مخلص اود لو اجتمعت معه في الحياة حتى اره واتلذذ في اعماله الهي لقد اتعبتني الحياة لما ارى رجلاً صانعا اتقن صنعته اهيج واحب ان اراه الهي لقد اتعبتني الحياة ان رأيت عابداً متوفقاً تاخذني الغيرة وأود ان اكون ذلك العابد المنعزل الذي لم يعرف الا ربه الهي لقد اتعبتني الحياة لم اسمع بعالم مشهور او بخطيب متكلم وزعيم مخلص او جندي شجاع او قائد مدبراً او رجل زاهداً الا اتقد شوقاًَ له ولتقليده فاى متى هذه الحياة وماذا استطيع ان انجز منها في الاعمال الشريفة يا اسفاه لقد وجدت في عصر يصعب علي تنفيذ رغباتي فيه بين امة ميته ودولة استعمار، لقد كبر حجر العثرة الذي بالطريق الا اذا شئت يا رب العالمين فأمرك بين الكاف والنون وكم من وضيع رفعته وكم من كافر هديته وكم من يائس فرجت عنه ولبيته وانت الله تحكم بين عبادك وانت على كل شيء قدير قلل لله الامر والتدبير وكل امر وليه الله هو اذ يشاء قدير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
فلسطين المعذبة
ان ناتج البرتقال هذا الموسم لم تباع منه ثمرة واحدة خارج فلسطين ويا اسفي علا معاشنا عطلته الحكومة بحجة انه ايام الحرب وانه في العام الماضي مش مع ان الخطر عليهم لا فرق وفي العام الماضي كفلت الحكومة المشحونات وسهلت الطرق اما هذا الموسم فلا شيء الا ما يضرنا وانهم قد اعطوا قرضاً لاصحاب البيارات على شرط ان يأخذوا منهم ثمر هذه السنة بقيمة القرض للجيش فما نشعر الا والحكومة رفضت ان تأخذ من ثمر فلسطين شيء وطالبت بقرضها وبعد ذلك لم يتركوا صاحب البيارة التي يعمل بالاف الجنيهات ان يبيع منها بالقرش وكان يباع الاطمبيل مهما كانت سعته بـ30 او اقل وعلى الشاري القطف بل منعت ذلك وقالت نريد ان نبيعه باثمان غالية لكم يا اهل فلسطين فعملت انذاراً بالجرائد بانه ممنوع ان يحمل اي شخص اكثر من 10 كيلات برتقال ومن يوجد معه اكثر لازم يحمل رخصه وتأخذ الحكومة رسم على الطون 250 قرش وتريد ان تستده من القرض فهنا ابتداءاً من يوم الانذار الى الان لم يباع من اي بيارة شيء وبل وقفت الحالة وبقي الثمر وراقبوا الناس على البرتقال كمثل شيء ومهرب ففرغت منه الاسواق بالمرة فرجع الناس بعد مضي شهر الان في التفكير باراحة الشجر من الثمر وايش يحتاج مصروف قطع واخراجه من البيارة مثلاً فكسدت المسألة اكثر من اول نسأل الله الخلاص على خير ان الله المعين البصير بالعباد نسأل الله العفو والعافية والراحة عند الموت والخلاص من الدنيا على خير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
الحرب واستفادة بعض الناس منها
ولا احب ان اذكر قبل ابتدائي بالموضوع بأن هذا ليس مستبعد فاني انا مثلا مر عني حروب عالمية اثنتين والان عمري 29 سنة ومن تذكر مثل ما سأشرح لم يستبعد رشح الحجر ومطامع الدول.
اني اعرف الكثير من الاناس اصحاب تجارة قبل الحرب وقد خبأ لهم القضاء والقدر بان تأتي لهم هذه الحروب بالغنى والمال الجزيل مما يدهش العقول فهذا امر قد صادفهم على غير قصد فلو كان رجل مجرب على حذر لاستفاد لان مطامع الدول كثيرة التقلب والتغير ويلزم ان تكون هذه التجارة من الشيء الذي يمنع استيراده من الخارج فكثيراً من التجارات صاحبة القرش بلغت خمسة فمثلاً لحق في رخص الورق صار خمس دفاتر بنصف قرش فبعد الحرب صار كل واحد بنصف قرش وهلمجرة ان لكل زمان نظرة ونوع التجارة تنفق بها ويرى الحاضر ما لا يرى الغائبوعلى المرء ان يستعمل عقله والتوفيق على الله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
الاضطراب في الحياة
اقول هذا بتاريخ 20/ربيع الاول/1360هـ ان الحالة في البلاد تتخبط مرة في الحاجيات ومة في الحبوب ومرة في الذهب ومرة بكذا ومرة بكذا او مرة بكذا خصوصاً بدأ الناس يشعرون بالتأكيد يتأخر الانجليز في الحرب ونحن من الجملة كان في هذا التاريخ نملك 23 جنيه جنيه فلسطيني معنا منهم 21 جنيه وتلك الاثنين قرضه مع الوالد فخشينا عليهم فمرة نقول بدنا نبني لعبد القادر بحصته فيهن ومرة نقول نشتري خرفان وبدنا نشتري فراش لزومنا فقلقنا في الامر حتى شاورت ابراهيم الحاج مصطفى فاشار علي بأ، نصرفهم بالعملة المصرية لانها مكفولة وكنت قبلاً عملت الاستخارة ودعوت بأن يوفقنا بما فيه الخير فوفقنا لصرفهم مصري فصرفنا الليرة وقرشين ونص فلسطيني بليرة مصري فنسأل الله ان يلطف بالبلاد والعباد وان يرحمهم انه رؤوف رحيم واسأل ايضاً ان ينهي هذه الحرب رأفة بالمسلمين ويدمر الكافرين بجاه النبي عليه الصلاة والسلام وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
تاريخ بناء مئذنة قلقيلية
انه بتاريخ 15/شوال/1360هـ قد شرع في حفر اساس المئذنة فحفرت اربعة امتار وظهر الرمل وحفر ايضاً متر في الرمل وصارت خمسة امتار وقد صب في الاساس متر شمينتو خمل وقد شبكت الشومينتو بتراويس حديد وجسور وخوازيق شقف حديد ما سد اللزوم وخلطت باحجار صن ايضاً وصار الينا في هذه الحفرة التي يبلغ مربعها ما لا يقل عن 300 الى 310 طين وشيد ورمل واحجار صن وصار يبنون وجه احجار ووجه صرار وهلمجرة اي قبل وجه الارض عملت شبكة حديد قضبان مخلوطين الغلظ 16 ملم و10 ملم و8 ملم وامتدت صبة الشومينتو مع قضبان الحديد في اساس باب المسجد وكان سمك شومينتو متر تمام وبعد ان نشفت وضعوا اربع اسهم حديد من الكبار حتى شكل وسطهم مربع وصبوا عليهم شومينتو في المربع فقط وارتفاعه ربع متر على الاقل الى 40 سنتيمتر على الاكثر وبعدها صار البناء الى النهاية وقد انتهيت بتاريخ 16/ربيع الاول/1361هـ وقد وضع في اعلاه هلال اهدته شركة السكب بيافا للمأذنة مكتوب في هلاله ـ الله ـ وقد احضروه عندي وقد قدحت عاموده الذي سيمسك في البناء وقد طولناه بأن وضعناه في داخل ماسورة 10 انش ونصف وقدحتها قدحين وبشمتهن وقدحنا الماسورة من تحت ووضعت فيها قضبان رفاع عشرة ملم حتى يمسك بالشومينتو واما القاعدة التي عليها الضرابزين فقد طلبوا مني ان بأن اقدح احجارها بالاجرة خروقاً وقد الخرق 16 ملم ونزول الخرق سنتمتر ونصف في كل حجر 11 خرق وقد اقترحت عليهم بان يضعوا فيها جلول الصقت السقف بشمينتو بيضا ولم تنفع فوضعنا شيد قدم لها الجلول ابراهيم احمد صالح مجاناً فمسكت فوراً وهي كما تظهر في المأذنة حتى شرع في اتساع الجامع من جهة الشمال بل تم بعدها وبدأ قبلها وقد تبرع بعمارته الحاج يوسف يوسف الحسين فقد بنى حائطه وبنى العقدتين الشماليين من كيسه الخاص وعابت احدى العقدات في الوسط من الاول القديمات اي شقت في وسطها ما تدخل الريشة لضعف ركبتها فدعموها من الشمال بأسهم حديد وخشب ما دعمها دعماً قوياً حتى عقدتا الخانتين الشماليتين بجانبها وقد لصقوا على شقتها 5 ورقات سيكارة حتى يروا اتزيد ام لا فلم تزد وعند انتائها من القصارة والكلس بوشر في اول رمضان في تبليط المسجد وقد كلف ما يزيد عن مشة جنيه وقد تم بعون الله تعالى وتوفيقه ونسأله الله تعالى ان يجزي اهل بما اسدوه في هذا المشروع الخيري ويرجع كل الفضل لمبائرات البلدية وما نظمته من لم الاعانة وشراء ما احتاج المسجد من شومينتو او بلاط وغير ذلك بكل جد ونشاط حتى انتهى العمل واقول الحق انه لم يبق احدهم في البلد الا وساهم في هذا المشروع الخيري حتى واهل البلد الساكنين في الخارج وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
حوادث الحرب وما دفعت الناس اليه من الاسعار والسفاهة
انه بتاريخ 10/ذي الحجة/1360هـ بلغ سعر اللحم بقلقيلية الخروف بستة قروش والسمار باربعة والبياض الغير ناضج بخمسة، اشتريت يوم العيد وقية للهريسة بقرش ونصف الطقطاق كذلك، الفستق بقرشين الوقية وبقية المربيات بقرش ونصف، وبلغت اسعار الاحذية نصف البوت 140 قرش والبوت كامل 200 قرش، نصف النعل بـ 27 قرش واشترينا شقة ديمة لعبد القادر وكان سعرها المعتاد 40 قرش وهي احسن الديمايات فاخذناها بالجهد 122 قرش عدا البطانة والخياطة، بلغ سعر قنطار البطاطه للزريعة 10 جنيهات من البطاطه الزحلاوية لنرجع في مسألةاللحم فانه الشيخ بحيفا انه من اللحامه من كان يذبح الحمير ويبيع لحمها بالخفية ومن العشية من كان يذبح البساس ويقدمها في مطعمه ويزعم انها ارانب فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم نسأل الله الخلاص على خير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
صورة التحرير الذي بعثته للشيخ احمد الداعور وتقريب هو
لاني كتبته تذكراً عن ذاك
حضرة الشيخ احمد ادامه الله امين
اما بعد، حملني على ان ارسل هذا التحرير لك ولاخوانك ورغبتي في صداقتكم وحنان قلبي على عهدنا بالثورة حينما كنا نعمل يداً مع يد وقد جعلناك زعيمنا تعمل لله وللوطن (قصد بهذه خوفاً من تقديم التحرير للبوليس) تعلمون ان اساءة اخي قد وقعت بدون علمنا ولا مؤامرتنا وتعلمون موافقتي الحق في اي مكان وزمان وربما حدثكم ابراهيم العبد الغني حينما ضرب خليل اخي عبد القادر وعطل يدها وعندما تباحثنا اشار هو ان نجمعهم الاثنين ونحن الاثنين فأشرت ان هذا لا ينفع من اقاربك وانا اعلم اعمامي ونجمعهم حتى لو تلاعب احدهم يضربوه ولهم نظرة اوسع منا فمع شغل عمي احمد لم اتمكن باسرع من ذلك وقع ما وقع وانظروا موقفي مع ابننا المضروب ووجود شهود ولم نفكر برفع دعوة وقصدتم ضررنا بالسجن وتسليم باروده للبوليس لا سمح الله وما دفعكم لهذا الا الكبرياء لو كانت لله لرفعكم بها وانظر لحسن نيته حيث مكنكم من نفسه بالشهود ولكن ايش بدي اعمل في عبد القادر هكذا مشيئة الله ولقد البستم الدعوى ثوباً خشناً لم تلبسه وكبرتموها وهي صغيرة ولك الله ابى الا ان يحلها محلها وسيحلها غداً انشاء الله وان موعدكم الصبح اليس الصبح بقريب.
لقد قصدتم بكل رغبة تسليم البارودة:ـ الم يعز عليك تسليمها وانت كدت ان تريق دمك في الثورة للحصول عليها( قصدت بهذه ايضاً لمتع تقديمها الى البوليس وان تكون هذه لكمة متوسطة في التحرير وخوفا من مزع الفوقا) وهي من سلاح الوطن فان كان يرخص عليكم تسليم سلاحا فستعلمون اي منقلب تنقلبون وكم اتخبط غيظاً على اخي حيث شهر هذا السلاح عليكم كما تزعمون مع انه يقسم بالله انه انه لم يشهره عليكم ولا قصد ذلك، اليس من الغدر ان تعاملوا هذه القلوب الراجفة في حبكم بهذه المعاملة، تذكر حينما تشاجرت مع المعلم في المدرسة واتى المفتش على البلدية ليبحث في هذه المسألة فلم يسعني هذا الا ان سكرت دكاني وذهبت استرق السمع لاقف على ما ستؤول اليه قصتك اما الان والله لا اقول الا الصحيح نريد منكم ان ابراهيم العبد الغني ان يسحب دعوى ابنه بدون مقابل ولا غدر في غيره فانتم اللذين امامنا وان ابيتم الا ارتكاب الهوى واطلاق للنفس عنانها فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم كفاك انك اعرف الناس فيّ وفيمن يشد ازري عملنا ما استطعناه تجاه اخ عزيز اعود فأقول ان رغبتي حسم الشر وحفظاً للصداقة ونسال الله التوفيق.
عبد الفتاح 20/رجب/1361هـ
.... اجار التومبيل فتأكدت انهم لا يريدوا ان يسقطوا الدعوة فرجعنا على البلد وها نحن تحت مشيئة الله وعند وصولنا البلد سأل عمي احمد ابراهيم العبد الغني ما اذا عملتم اتريدون اسقاط الدعوى فاجاب لا.
وقد اشرت على عمي عمي احمد انه غداً لم يأتي معنا وانا اتدبر معهم في الصلح احسن لا سمح الله ما يقع حكم كثير ونندم وفي الصباح سبقناهم على طولكرم ولما اتوا اذ بمحمد المصطفى نزل ايضاً فاسرعت وسألته عساه معه خبر جديد فأجاب ان رشيد انتحنى والولد بقي ساكتاً ولا اعلم ما في نفسه فقلت له اسمح لي ولحقتهم وقلت لخليل حيث اتى بدون ابيه ومعه محمد نمر عطية شاهد ومعهم حسن احمد عوينات فقلت له السلام عليكم ماذا عملتم ياخليل نحن ولا شيئ وماذا عملتم انتم فقلت انا البارحة ان الشيخ احمدج ورشيد طلبوني وانا مارر من الطريق وافهموني انهم ما امر برفع دعوه ولا ذهبوا الحكيم لاخذ رايون وانهم يسعون بكل خير ونحن لما رأيت ذلك قلت لاعمامي ان المسألة كذا فارفعوا ايديكم من هذه المسألة الان لان دار الداعور انسحبوا منها والمسألة والمسألة بقيت لنا ولدار ابراهيم العبد الغني والان نحن لم يحدث بيننا دموم ولا مس عرض والناس تحل مصالح اعظم من هذه وما زالت المسألة منا لكم انتم الذي تيدوه قوامون به مهما طلبتم وتباحثنا بغير هذا كثير النهاية اعطى وعد على اسقاط الدعوى وانا قلت له ان يكن انت لم تطلب شيء نحن مستعدون لكل مصاريفك وفارقتهم لأعلم عبد القادر ووقفت معه واذا بمحمد نمر عطية يظهر عدم ارتياحه فاجبته نحن لم نوعد لم نبطل ان احب الان ادفع له ما يريده فلا بأس وانت تعهد له هو المختار وقلت طمنه.
محاكمه:ــ
طلب عبد القادر فلما دخل قال له الحاكم الذي كانت معك البندقية واطلقت عيار ناري قال لا يا سيدي دعوة مختلفة فقال له قف هنا وطلب خليل فقال له يا سيدي اصطلحنا فقال الحاكم قل كيف جرى معك فقال اصطلحنا فأمره الحاكم ثانية وهنا بدأت المسألأة على اصلها وقد وقف الشاويش يدافع عن عبد القادر بكل قوة وفعلاً افاد وقد استكفى الحكم بشاهد واحد نا قال الشاويش لعبد القادر ما تقول قال يا سيدي بحب ان المحكمة قضيتي وشرحها له فقال الشاويش اطلب الشاهد الثاني معك فسمع الحاكم فقال من الذي تكلم ثلاث مرات وقد حملق وغضب فقال الشاويش انا يا سيدي فانتهره وقال له كيف تكلمه وهو يعطني افادة ممنوع فقال امرك يا سيدي وجلس فقال الحاكم للشاويش انت تقول في رابودك اطلاق عيار ناري باله نارية اذن في اله اين هي انا اريدها على الطاولة هنا كمثل المتهم بقتل قتيل ولم يوجد القتيل على وكيف نحكم على ولا اشي اسمع القرار يا عبد القادر ان المحكمة تعتقد انك الذي اطلق النار واشتركت بالجرح فحكمت عليك بدفع خمسة جنيهات او بسجن شهر فقلت له ادفع فدفعهم وروحنا بسلام وقلت لخليل احسب مصروفك فقال للحكيم 25 قرش و17 البارحة يعني 42 فقلت له 50 غيره ماذا بكل بشاشه حتى تحمس وتردد في اخذهم وقلت له اذ فعلت للشهود شيء ودفعت لهم اجرتهم ذهاباً واياباً.... روح بعد الظهر فلما نزل سألته فقال لي العصر وعندما تفارقنا وعدني لانتظره فلما دنى وقت العصر اتظرته لنخرج ولم يسألني لاتي معه الى المركز فلحقته وقلت اي وقت قال الان وذهب لدكان احمد النصر ونقلوا ما لا يقل عن 25 شوال طحين ثم ذهب وجلس في البوسطة لا يقل عن ربع ساعة ثم وانا واقف ثم قال واراد ان ان يذهب على البيادر فلحقته فقال فقال خذ معاك ثلاث ورقات بول واذهب امامي فانتظرته في الطريق فلما اتى قلت له اذا كان البوليس الذي اخذ التحقيق يمكنه ان يغير شيء اعطه جانباً جديد فهبنا وانتظرته قبال قهوة ابو العباس فجلس هو مع العسكر وفقدته فلم اجده فلحقته على الباب فقال لي ان البوليس تبع التحقيق يقول دبروها مع الشاويش وانا صيدتي جرارة ونحولها لحاكم الصلح ورب لا يحكم اكثر من اسبوعين او ثلاثة او جزاء الدين والكفالة الى الغد ففي الصباح ذهبت الى القنب منتظرا الشاويش وكان صباح الجمعة فكفلته وخرج.
طلبت من اعمامي انهم يطلبوا من الحامولة مقابل دار الداعور ما رفعوا الدعوة ولم يقفوا على احد وارادوا ان يرموه في داهية وتسليم البارودة مع مسألة مثل هذه من اولاد جهال ولم يذهب عبد القادر بمؤامرة منا لذلك نطلب منهم باسم حقنا هو سحب دعوتهم والا فحقنا لا نصفطه فعملوا واتى التبليغ معرفاً بيوم الجلسة في تاريخ 3/8/1942م فلم تعمل الحامولة له شيء فذهبت قبل المغرب الى الدار وكان الغد الجلسة وكتبت مكتوباً الى الشيخ احمد الداعور ملوماً اياه ومعرفته بحقنا وطالباً منه اسقاط الدعوة ومهدداً اياه بالرقة واللين مما يكون تارة يخوفه وتارة يقربه وقد كان تحريراً خطيراً مما حمله ان اتى بسرعة وتجادلنا بشدة وكدنا نكل الاثنين واخرا قال وبعدين قلت ما ترى المستشار لازم يكون امين قال كلفوا انفسكم واسألوا الحامولة لماذا هملت وتفارقنا وقد شعرنا بخطورة ما تباحثنا به فذهبت الى عمي احمد ومحمد العبدالله وقصصت عليهم ما وقع فلامني عمي احمد فقلت اشار علي محمد العبد الله قبلاً ومع ان المكتوب لم يمسنا بسوء ولا يقدر ان يظهره لا للحكومة ولا لاحد لاني عارف ما كتبت به فقال محمد العبدالله انا رأيي ان عبد الفتاح يسأل محمد المصطفى ليكون ذلك تنبيهاً لهم فان اهملوا فيكون ذلك حقاً لنا على الحامولة وعلى دار الداعور فذهبت ابحث عنه واذا هم بالمهمة فتركتهم وفي الصباح مررت عن الواد واذا بالشيخ احمد ورشيد قاعدين عند دار ابراهيم العبد الغني فطلبوني فميلت وصاروا يفهموني كيف انهم ذهبوا ليضربوا خليل الخلاصة قالوا له ان الحامولة طلبتنا وقالوا بدنا تسقطوا الدعوة فقلنا لا بأس ونحن ننتظر بابراهيم وولده فقلت اسمحوا لي انا وفارقتهم فأجاب رشيد بانهم يريد مصاريفهم وان الوالد يأتي فعسى نبلغه فقال عمر احمد اتركهم فقام محمد المصطفى وذهب لرشيد ثانياً ونحن ذهبنا لزكي ففي طولكرم سألنا البوليس تبع قلقيلية لما الى الان انها تأجلت لأن الحاكم لم يأت وغداً الجلسة اصطلحتم، فلم يجيبوا بشيء واردنا ان نرجع في الاتومبيل واذا بابنه ابراهيم العبد الغني يحاول ان يعطي ابن احمد العوينات.......
مشترى ماكنة الاوكسجين
قد تم شراء هذه الماكنة في 12/رمضان/1364هـ وقد تعطلت لها اربع ايام حتى تمكنت من شراؤها والذي اتعبني فيها شراء جرة الهواء والكبريت وقد امضيت اول يوم وانا اتجول في الاسواق وأفهم الاسعار وقد كنت من قبل اربعة اشهر راغباً في شرائها وبقيت اؤجلها حتى تمكنت من النقود وقد احتجت قرضاً سبعة عشر جنيهاً ولو ان منالهم سهلاً عليّ لم اشتريتها فمنهم عشرة جنيهات من اخي زكي واثنتين من امي وخمسة من محمد سعيد سلامة والحمد لله باتت هذه الليلة جميعها جاهزة للتجربة صباحاً انشاء الله يبارك الله فيها ويجعلها منفعة للمسلمين.
الطبيب يقول ان والدي في اخر حياته
بتاريخ 10/ربيع ثاني/1365هـ في صباح هذا اليوم قد ذهبت انا وامي وزكي لزيارة ابي فقررنا زكي لخدمته في النهار وينام في الخان عند ابراهيم الحاج مصطفى في الليل حتى يدبر الله امراً وامي أتت لتسامحه فلما دخلت وجدت ابي نائم مقلب العينين فاتح فاه قليل لا يخفى بتأخير فأتى التمرجي المصروف بحذاقته وهو فرحان فقال يا عبد الاحسن روحوه فهو فانه تعبان واذا مات هنا تتغلبوا فيه حتى يروح فذهبت للدكتور وسألته وقال الاحسن روحه فقلت له الن تجرحه قال لا مش محوجة وهنا قد ثقل علي كيف الغيار عن رجله وهي منتنة ومفتحة وتسيل وسخ ما يزعج الخواطر ويجرح القلوب فقال لي فرحان بعينك الله اذا كان تغير له مرتين او ثلاثة وهنا دفعت اجرة الاسبيطار وكان موجود اسعد الحاج حسن فقلت له اذهب وآتي باتمبيل فجاب وركبنا معه وافهمته ان امي اتت لتسامحه فقال خلي امك تركب بجنبي ولما نزلناه من الاتمبيل الى الدار تغيرت حالته وارتخت اعضاؤه وكأن لا روح فيه ولما وصلنا البيت ارخى رأسه على الكرسي وقد بال ماءاً على نفسه ففرشنا له وكان عندي كاوشوك تبع عجل اتمبيل فقطعته نصفين وشققته كالثوب وغطينا الفرشة به وغطيناه بشريطة حسنة ونيمناه وفي الليل نبهتني مرت ابي ان تعال فجئت وكان قد مضى ثلثي الليل تقريباً فمكثت عنده تارة أقرأ قرآن وتارة دعاء وقبل الفجر قد اتى عمي احمد وبقي للصبح وثاني يوم قد اتيت تقريباً من نصف الليل وبقيت للصبح مرة اقرأ وتارة اضطجع حتى اصابني البرد وشعرت بتعب في جسمي من البرد فرأيت ثاني يوم ان انام عندهم فأحضرت فرشة ومخدة ولحاف ونمت قريباً منه حتى امكنني من اول كلمة يقولها وكت واقفاً فوق رأسه محضراً له ما شاء وكان طيلة هذه البرهة حاضر العقل والسمع والبصر والشم ولا يخفى عليه شيء هنا طلبني وقطعت وهو تعبان وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
ايام ما كان في قلقيلية رجال على قد حالهم
ردحذفرحم الله عبد الفتاح خدرج ونعم المجاهدين الاحرار
ردحذف