القائمة الرئيسية

الصفحات

تيسير قبعة - مناضل فلسطيني وأحد القادة التاريخيين للعمل الوطني

تيسير يوسف قبعة

تيسير يوسف قبعة (20 آب/أغسطس 1938 – 21 تموز/يوليو 2016) من أبرز المناضلين الفلسطينيين وأحد القادة التاريخيين في العمل الوطني والسياسي والطلابي. وُلد في مدينة قلقيلية، وتزوّج من السيدة ابتسام نويهض عام 1974، وله ثلاث بنات وابن وحيد يُدعى فارس.

تميّز قبعة بمسيرة نضالية امتدت لعقود، جمع فيها بين دوره الطليعي في تأسيس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبين حضوره المؤثر في الحركة الطلابية العالمية، حيث تولى رئاسة الاتحاد العام لطلبة فلسطين، وكان عضوًا في هيئات طلابية ودولية بارزة. كما شغل مواقع قيادية في منظمة التحرير الفلسطينية، من أبرزها منصب نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، إضافة إلى أدواره في البرلمان العربي الانتقالي والجمعية البرلمانية الأورومتوسطية.

عُرف بصلابته الفكرية وجرأته السياسية، ودفع ثمن التزامه الوطني اعتقالات متكررة وملاحقات ومحاولات اغتيال، وظل حتى رحيله نموذجًا للمناضل المتمسك بالثوابت والقرار الوطني المستقل

تيسير قبعة - مناضل فلسطيني وأحد القادة التاريخيين للعمل الوطني

النشأة والتعليم

وُلد تيسير قبعة ونشأ في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية، حيث تلقّى تعليمه الأساسي في مدارسها، ثم أنهى دراسته الثانوية في مدرسة قلقيلية الثانوية عام 1958. 
بعد ذلك التحق بكلية الحقوق في جامعة دمشق عام 1962، غير أن نشاطه السياسي المبكر عرّضه للاعتقال على يد السلطات السورية عام 1961، فتم إبعاده إلى مصر. واصل هناك مسيرته التعليمية في جامعة القاهرة، حيث حصل على درجة البكالوريوس ثم الماجستير في التاريخ من كلية الآداب، جامعًا بين التكوين الأكاديمي والنشاط الوطني الذي رافقه منذ شبابه

النشاط الطلابي والسياسي المبكر

انخرط تيسير قبعة منذ شبابه المبكر في حركة القوميين العرب، وشارك في مؤتمرها التأسيسي عام 1956، ثم تدرّج في مواقعها القيادية فانتُخب عضوًا في لجنتها التنفيذية عام 1959، وعضوًا في مكتبها السياسي عام 1964. 
إلى جانب ذلك، برز في العمل الطلابي والنقابي؛ إذ انتُخب رئيسًا لرابطة الطلبة الفلسطينيين في سوريا عام 1958، ثم رئيسًا لـ الاتحاد العام لطلبة فلسطين بين عامي 1962 و1965، حيث توسّع الاتحاد في عهده ليضم أكثر من ستين فرعًا حول العالم. 
وخلال تلك الفترة مثّل فلسطين في مؤتمرات عربية ودولية، وانتُخب عضوًا في عدد من اللجان التنفيذية العالمية، مثل: اتحاد الطلبة العالمي، اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، مجلس السلم العالمي، ومنظمة التضامن الأفرو-آسيوي. 

الاعتقال والإبعاد

دفع قبعة ثمن نشاطه المبكر، فاعتقلته السلطات السورية عام 1961 وأبعدته إلى مصر. وبعد نكسة حزيران/يونيو 1967، اعتقلته سلطات الاحتلال الصهيوني في القدس في كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه، حيث قضى ثلاث سنوات في السجون، وتعرّض خلالها لمحاولات اغتيال من قبل جهاز “الموساد”. 
وقد أطلقت منظمات طلابية عالمية حملات واسعة للمطالبة بالإفراج عنه، وزارته وفود دولية خلال اعتقاله. وفي عام 1971 رضخت سلطات الاحتلال للضغوط الدولية، فأطلقت سراحه وأبعدته إلى الأردن.

في الجبهة الشعبية ومنظمة التحرير

كان تيسير قبعة من المؤسسين البارزين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967، حيث انتُخب عضوًا في مكتبها السياسي وتولّى مسؤولية تنظيمها في الخارج. عمل على بناء شبكات دعم للجبهة وتنظيم صفوفها بين العواصم العربية والدولية، كما دخل سرًا إلى الأراضي المحتلة محاولًا تشكيل نواة خلايا مقاومة مسلّحة ضد الاحتلال.

عام 1971 أصبح قبعة عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا عن الجبهة الشعبية، وكان أول ممثل لها في هذا الإطار. مثّل فلسطين في العديد من المحافل الدولية، وترأس وفودها في مؤتمرات شبابية عالمية، أبرزها مؤتمر الشباب العالمي في برلين عام 1973 ومؤتمر كوبا عام 1978. كما شارك في مؤتمرات القمم العربية والأفريقية، وحضر دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث عُرف بصلابته في الدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية ورفضه التنازل عنها.

انتُخب في أيلول/سبتمبر 1991 نائبًا لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وهو الموقع الذي احتفظ به لسنوات طويلة، وكان له دور بارز في النقاشات الداخلية للمجلس، خصوصًا فيما يتعلق ببرنامج الحل المرحلي الذي تبنته منظمة التحرير عام 1974، حيث أيّده بوصفه خطوة تكتيكية، لكنه عارض لاحقًا الاستراتيجية التفاوضية للمنظمة واتفاق أوسلو الذي رآه مسًّا بجوهر القضية الفلسطينية.

بعد عودته إلى غزة عام 1996 للمشاركة في الدورة الحادية والعشرين للمجلس الوطني الفلسطيني، انتُخب مجددًا نائبًا لرئيس المجلس، وبقي يشغل هذا الموقع حتى اجتياح الضفة الغربية عام 2002، حين غادر إلى عمّان مع ياسر عرفات عبر طائرة مروحية، واستمر في ممارسة مهامه من الخارج. لاحقًا، انتُخب نائبًا لرئيس البرلمان العربي الانتقالي (2005)، ثم نائبًا لرئيس الجمعية البرلمانية الأورو–متوسطية (2006)، ما عزّز حضوره كصوت فلسطيني مؤثر على المستويين العربي والدولي

المواقف السياسية

شكّل تيسير قبعة أحد أبرز الأصوات الفلسطينية التي عبّرت عن الموقف المبدئي الرافض لأي تسوية تنتقص من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. فقد أيّد البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير عام 1974 باعتباره تكتيكًا مرحليًا يمكن البناء عليه في إطار استراتيجية المقاومة، لكنه بقي متحفظًا على أي انزلاق نحو التنازلات السياسية.

كان من أشد المعارضين لمسار المفاوضات الذي انتهى باتفاق أوسلو عام 1993، معتبرًا أن الاتفاق شكّل تفريطًا بالثوابت الفلسطينية، ومسًّا بحقوق اللاجئين والقدس، وتفكيكًا للمشروع الوطني. ومع ذلك، لم يتخلَّ عن دوره داخل مؤسسات منظمة التحرير، بل واصل عمله من موقعه كنائب لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني، حيث أعيد انتخابه عام 1996 خلال دورة غزة التي شهدت تعديل بعض بنود الميثاق الوطني الفلسطيني بضغط أمريكي–إسرائيلي.

ظل قبعة يرفع صوته داخل أطر المنظمة دفاعًا عن الوحدة الوطنية والمقاومة ورفض التبعية السياسية، مؤكّدًا أن النضال الفلسطيني جزء لا يتجزأ من حركة التحرر العربية والعالمية. 

واستمر في ممارسة مهامه حتى عام 2002، حين اضطر لمغادرة فلسطين سرًا مع ياسر عرفات إلى عمّان عقب اجتياح الاحتلال للضفة الغربية، ليواصل من الخارج دوره السياسي والدبلوماسي في المحافل العربية والدولية.

المهام البرلمانية والدولية

إلى جانب دوره في منظمة التحرير والجبهة الشعبية، برز تيسير قبعة كأحد الوجوه الفلسطينية البارزة في الساحة البرلمانية والدبلوماسية الدولية. فقد شغل عددًا من المناصب المهمة، منها:

  1. • نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني (1991، ثم أعيد انتخابه عام 1996 في دورة غزة).
  2. • نائب رئيس البرلمان العربي الانتقالي (2005).
  3. • نائب رئيس الجمعية البرلمانية الأورو–متوسطية (2006).

كما قاد وشارك في العديد من الوفود الفلسطينية الرسمية، حيث:

  •  ترأّس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر الشباب العالمي في برلين (1973) و كوبا (1978).
  •  شارك في مؤتمرات القمم العربية والأفريقية، وعدة دورات للجمعية العامة للأمم المتحدة.
  •  مثل فلسطين في مؤتمرات برلمانية عربية ودولية، منها الاتحاد البرلماني الدولي، والمؤتمرات الأورومتوسطية.
  •  شارك في لقاءات ومؤتمرات أحزاب قومية واشتراكية في أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، مدافعًا عن القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني عالمي.

بهذه الأدوار، جمع قبعة بين النضال الميداني والعمل السياسي والدبلوماسي، فكان صوتًا حاضرًا لفلسطين في مختلف المنابر الإقليمية والدولية.

الجوائز والتكريم

قدّم تيسير قبعة طوال مسيرته الوطنية والدبلوماسية جهودًا بارزة لتعزيز الحوار والسلام، وقد تم تكريمه على المستوى الدولي والوطني:
  1. • جائزة المتوسط من الجمعية البرلمانية للبحر المتوسط، تقديرًا لمساهماته في تعزيز الحوار والسلام بين فلسطين وإسرائيل والمنطقة الأوسع. وتقدم الجائزة، منذ عام 1996، لمجموعة من كبار الشخصيات في عالم السياسة والدبلوماسية والثقافة والتربية والعلوم، اعترافاً بمساهمتها في تعزيز الحوار والسلام في منطقة الشرق الأوسط الكبرى، ويتم إقرارها من هيئة تحكيم تضم 300 عضو من 43 دولة، وتعتبر واحدة من أهم الجوائز في العالم.
  2. • نجمة القدس من وسام القدس، منحه إياها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تقديرًا لمسيرته النضالية الطويلة وإسهاماته في القضية الفلسطينية.

الوفاة وإرثه

توفي تيسير قبعة في العاصمة الأردنية عمّان صباح الخميس 21 تموز/يوليو 2016 عن عمر ناهز 78 عامًا.
نعاه الرئيس محمود عباس واصفًا إياه بـ”القائد الوطني الكبير”، كما نعتها الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة فتح والجبهة الشعبية، باعتباره أحد القادة التاريخيين المؤسسين للعمل الوطني الفلسطيني، وترك إرثًا غنيًا من النضال، الفكر، والعمل السياسي والطلابي. 
أنت الان في اول موضوع

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. غير معرف30.9.25

    أبا فارس المناضل العنيد عرفته في بيروت في سبعينيات القرن الماضي انسان ودود ملتصق بابناء شعبه وأبناء بلده
    مناصرا للفقراء ومساندا لهم نسال الله له الرحمه ولكل ابناء وطننا الشرفاء الاوفياء

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال