القائمة الرئيسية

الصفحات

حرب 1967 على قلقيلية - حرب الايام الستة


حرب الأيام الستة في (5-10 حزيران عام 1967م) :

هاجمت إسرائيل في يوم 5 حزيران 1967م دول المواجهة العربية (مصر والأردن وسوريا)، باستخدام سلاحها الجوي المتفوق أولا ضد سلاح الطيران المصري والسوري على غفلة من الجيوش العربية، ونجاحهم بتدمير الطائرات والمطارات المصرية والسورية في غضون ساعات، بينما كانت الطائرات العربية جاثمة على ارض مطاراتها، ثم تقدم جيشهم البري المعزز بالدبابات والمصفحات نحو قطاع غزة وسيناء والضفة الغربية وهضبة الجولان السورية، وشنّهم هجوم واسع على الجيوش العربية وهزيمتهم للعرب شرّ هزيمة، واحتلالهم للمناطق المذكورة خلال ستة أيام فقط.

احداث النكسة على قلقيلية

اليوم الاول  1967/6/5

أما قلقيلية فقد تعرضت في حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحا من يوم الاثنين 1967/6/5م للقصف المدفعي الإسرائيلي المكثف، والذي كان يستهدف المساكن الآهلة بالسكان، ومراكز الدفاع المدني الذي كان يتواجد في مدرسة البنات الثانوية (مدرسة أبو علي إياد حاليا). وتوقف القصف بعد العصر، وقد رأيت جثثًا لستة عشرا شهيدا وضعت في احد صفوف المدرسة الابتدائية (ملك يحيى عودة- حاليا مجمع أبو بدير التجاري)، وقد عرفت منهم: المرحوم فتحي الشنطي (16سنة)، والمرحوم عدنان شاهين- وكان يبيع البرّاد عند المدارس. وقام أهالي البلدة وعلى عجل بحفر القبور ودفن الموتى قبل عودة القصف الإسرائيلي من جديد. وخلال فترة وقف إطلاق النار فرّ الكثير من السكان الى القرى المجاورة طلبا للامان. وبعد غروب الشمس عاودت القوات الإسرائيلية قصف المدينة من جديد، تبعه قصف الطائرات لمركز المدينة. وكنا نسمع طلقات مدفع القرنين تدوي من حين لآخر. وتقع منطقة القرنين شرقي قرية كفر لاقف على طريق نابلس.

وقد نجم عن القصف الاسرائيلي للبلدة مقتل الكثير من أبنائها، بالإضافة الى العديد من الجنود الأردنيين المرابطين في معسكر صوفين، وعلى امتداد الطريق المؤدي الى واد عزون.


ورغم ضعف الإمكانيات من حيث العدد والعُدّة، التي لا تقارن بما لدى اسرائيل في ذلك الوقت، فقد استبسلت القوات الأردنية المرابطة في قلقيلية، وقوات الحرس الوطني في الدفاع عن قلقيلية، واستطاع مدفع القرنين قصف بعض المواقع الإسرائيلية الواقعة بالقرب من تل ابيب.


اليوم الثاني 1967/6/6

وفي صبيحة اليوم التالي 1967/6/6م وبعد مقتل العديد من الناس نتيجة القصف الإسرائيلي، وتدمير الكثير من المنازل دب الرعب والهلع في أهالي البلدة، بدأت أفواج من أهالي قلقيلية بالنزوح إلى القرى الشرقية المجاورة طلبا للامان، ونقلت بعض سيارات الشحن الفارين بأرواحهم من أهالي البلدة الى مدينة نابلس. 

وعند خروجنا من قلقيلية اتجهنا الى منطقة صوفين على شارع نابلس، وكانت القوات الأردنية ترابط في منطقة صوفين وتنتشر على امتداد الشارع الرئيسي، فاخذ الرجال النساء يدعون للجنود ان يحميهم الله وينصرهم على أعدائهم. وكانت الروح المعنوية للجيش الاردني عالية جدا، لدرجة اني سمعت احد الجنود يصيح قائلا، وبكل ثقة واطمئنان: "ان شاء الله.. بكرة وبعده.. في تل ابيب!". 

واذكر انه عندما وصلنا الى مركز شرطة رفيديا، استوقف سيارتنا ضابط شرطة اردني وطلب من السائق وهو المرحوم "سعيد سويلم – ابو نعيم، العودة الى قلقيلية، فاجابه ابو نعيم ان قلقيلية قد دمّرت نتيجة القصف الاسرائيلي، وقتل العشرات من اهلها، ولا مجال للعودة اليها. وبعد اخذٍ ورد ّسمح لنا الضابط بدخول مدينة نابلس، وأقمنا في المدرسة العائشية. وقد علمنا ونحن في نابلس ان السيارة التي كانت خلفنا، قد تعرّضت للقصف من طائرة إسرائيلية، وقتل العديد من ركابها.


اليوم الثالث  1967/6/7

وفي اليوم الثالث للحرب مرّت طائرة حربية اسرائيلية من وسط مدينة نابلس وكنا نقف في طابور طويل لشراء الخبز وألقت بالمناشير التي تناثرت هنا وهناك في ارجاء البلد. وبدأت الكشّافة وافراد الحرس الوطني والشرطة بجمع المناشير وتمزيقها، واستطعت التقاط وقراءة احداها، وإذا بها تدعو باسم جيش الدفاع الاسرائيلي، جنود وضبّاط الجيش الأردني لالقاء السلاح والاستسلام، والنجاة بأرواحهم، ولا فائدة من المقاومة، لأن جيش الدفاع قادم لا محالة.


وفي اليوم الرابع للحرب في يوم 10 حزيران عام 1967م، دخلت القوات الإسرائيلية الى مدينة نابلس من الجهة الشرقية، واعتقد الناس انها قوات عربية جاءت للدفاع عن المدينة، واخذوا يهتفون باعلى اصوتهم لتحية هذه القوات، وما لبثوا ان ادركوا امنهم قد خدعوا، وانها قوات اسرائيلية محتلة وليست قوات عربية. ، واشتبكت القوات الاسرائيلية مع وحدة من الجيش الاردني كانت في منطقة وادي التفاح غرب نابلس. ورغم استبسال الجنود الاردنيين، الذين ضربوا اروع الأمثال في البطولة والفداء، سقطت مدينة نابلس في ايدي الاحتلال الاسرائيلي، وتم احتلال كامل مناطق الضفة الغربية.


وبعد سقوط نابلس استطاعت القوات الإسرائيلية دخول قلقيلية من الجهة الشرقية، ولم ينسى موشيه ديان ما فعله أبناء قلقيلية في سنوات 1948-1956م، ولم ينسى وعيده لاهالي قلقيلية عام 1953م عندما قال (سأحرث قلقيلية حرثا)، ومكَّنه انتصاره من ترجمته على ارض الواقع. فقد حاول جنود الاحتلال الإسرائيلي تدمير قلقيلية وحتى إزالتها عن الوجود، عندما قاموا فور دخولهم قلقيلية بتهجير أهلها قسراً، وأمعنوا في حرث البلدة وتخريبها، فدمّروا وأصابوا أكثر من نصف بيوتها، وقاموا بنهب محتوياتها، وأحرقوا العديد من منازلها، وطرد الجيش الإسرائيلي ما تبقى من سكانها، وأخرجوهم من بيوتهم بالقوّة، وحملوهم بالباصات إلى رفيديا ونابلس، وقتلوا بعض كبار السن المقعدين، الذين لم يستطيعوا الخروج من بيوتهم، ومات البعض الآخر جوعا وعطشا.


إلا أن إصرار أهالي قلقيلية على العودة، والظروف السياسية المواتية في تلك الحقبة، حالت دون استكمال تنفيذ المخطط الذي سبق وهدّد به "ديـَّان". وبناءاً على طلب رئيس بلديتها الحاج حسين عبد الله صبري وأخيه القاضي الشيخ سعيد عبد الله صبري (قاضي القدس الشرعي آنذاك)، ورئيس بلدية نابلس السيد (حمدي كنعان)، والسيد محمد يوسف رضا (مدير مكتب وكالة الغوث في نابلس)، وبعض الشخصيات الفلسطينية، تم عقد اجتماع مع سفير الولايات المتحدة الأمريكية وبعض سفراء الدول الأجنبية في القدس، وبحضور موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي، واحتجّوا على هذا العمل، وطالبوا بإيقاف أعمال الهدم وإرجاع أهالي قلقيلية إلى بلدتهم، فاتصل هؤلاء السفراء بحكوماتهم للضغط على إسرائيل في هذا الاتجاه، وبعد تدخل مباشر من أمريكا اوقفت اسرائيل أعمال الهدم، وسمحت لأهالي قلقيلية بالعودة لبلدهم، فعاد أكثرهم، وذلك بعد نحو شهر من التشريد، وبعدما قرر ديان مع نفسه ضمّ قلقيلية وكل الضفة الغربية لاسرائيل، سمح لأهالي قلقيلية بالعودة اليها، بينما بقي 15% من اهالي قلقيلية كنازحين في الاردن.

وقّدمت وكالة الغوث مساعدات مالية لأهالي قلقيلية (20 قرشا لكل شخص)، تم تسليمها من خلال بلدية قلقيلية. اما بالنسبة للبيوت التي تضررت من جراء الهدم الكلي او الجزئي او الحرق، والتي وصل عددها الى 812 بيتا، فقد قدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعض التعويضات لأصحاب هذه البيوت، وقد بلغت وفقا للسجلات الرسمية نحو 37,500 دينار أردني بأسعار عام 1967م. وقام الناس بإعادة بناء بيوتهم المتضررة، وما هي الا عدة اشهر حتى عمرت البلدة من جديد، وعاد الكثير ممن رحلوا إلى شرق الأردن بواسطة الصليب الأحمر إلى بلدتهم، بعد ان استقرّت الأوضاع، وشعر الناس ببعض الأمان.

 

حرب الأيام الستة في (5-10 حزيران عام 1967م) :

اسماء شهداء في حرب 1967 في قلقيلية


محمد يوسف قبعة، طاهر مصطفى حسن نوفل، عمر عبد القادر فيومي، وصبري يوسف حسين أحمد أبتلي، ومحمد الشيخ عارف حربيه المسكاوي (قتل هؤلاء قرب منزل عبد الكريم يوسف حسن قبعه شمال غرب قلقيلية بانفجار قذيفه في حرب حزيران في يوم 5 أو 6 من عام 1967م).

علي حسن "حجول" علي ابو حسنين، سفيان علي حسن حجول، عبد الفتاح داود الشنطي الغزاوي، محمد قاسم محمد أبو الذهب قاسم الشنطي (أستشهد هؤلاء بقذيفة طائرة أصابت السيارة التي كانوا يستقلوناه في طريقهم الى نابلس وهم راحلين قرب الفندق وجرح آخرون كانوا في السيارة منهم فاروق عبد الرحيم محمد السبع، ويعقوب علي حوتري وابنه راغب وبنت رشيد سليمان أبو نجيم الشنطي).

محمد عبد الرحيم عبد السلام جعيدي، حسنه الشنطي، وشخص من عائلة كلبونه من نابلس وهو اخ سائق السيارة التي كانوا يستقلونها) . 

ابن ذياب "الاخرس" عبد فضيله (من أجليل قتل بقذيفة وهو في الجبال)؛ مشهور احمد حسين حسن العلي (على طريق نابلس بقذيفة طائرة)؛ محمد أحمد حسين السمان (أستشهد في حديقة بيت درويش مصطفى خضر عفانه في حي آل زهران غرب قلقيلية)؛ سعده محمد دوله (زوجة خليل ابو يمن استشهدت في بيتها بانفجار قذيفة مدفع) . 

فتحي عفيف نمر يوسف الشنطي (استشهد بانفجار قذيفة سقطت في بيته)؛ احمد محمد ابو صلاح (من الخيريه بانفجار قذيفة في بيته)؛ ومحمد عرباس والد ابو زياد عبد الرحمن عرباس (استشهد بشظايا انفجار قنبله في شارع بيت سعيد ناصر قزوح "حي نزال")؛ حمزة محمود محمد الحجار (أستشهد في مدرسة البنات الثانوية جنوب قلقيلية نتيجة قصف المدرسة بالمدفعية والطائرات حيث كانت مقراً للدفاع المدني في تاريخ 5/6/1967م)؛ قائمقام قلقيلية من عائلة ابو زنط من نابلس (أستشهد في نفس الموقع السابق وكان مسؤولاً عن الدفاع المدني واستشهد معه سته اخرون)؛ 

سامي سعيد حسين محمد قراقع (أستشهد في بيته بقذيفة مدفع وعمره يقارب الثلاثين عاماً)؛ عدوان عبد الله يوسف نصار، عبد الرحمن محمد خليل حماد (أستشهد على باب مخبز فتوح في حي آل زيد الجنوبي عن عمر يناهز 80 عاماً ودفن في داره، وكان أحد الجنود اليهود قد اطلق الرصاص عليه)؛

 سعاد حسين ابتلي زوجة عبد الحفيظ محمد حسين قراقع (قتلت في مدرسه كانت تقيم فيه بنابلس عندما اقتحم الجنود المدرسه وأخذوا يطلقون الرصاص عشوائياً داخل شباك المنزل، فقتلت وقتل غيرها وجرح حسين داود جعيدي وشفي بعد ذلك)؛ 

خديجة محمود محمد شاهين وابنها (زوجة صالح عبد الله ابو ذياب، وأبنها عدنان من زوجها الاول (استشهد في معركة كوفيش) محمد عبد الفتاح شاهين، قتلت هي وأبنها في البيت بانفجار قذيفة مدفع)؛ عادل محمود جعيدي وشقيقته (قتلا في البيت بشظايا قذيفة مدفع)، الشيخ أحمد حسن خليل الباز (قتل في بيته بانفجار قذيفة مدفع سقطت على البيت عن عمر يناهز 65 عاماً وهو يقرا القران)؛ هاشم محمد محمود بروق الأقرع الملقب "قوطش" (قتل بقرب مركز شرطة نابلس الشرقي حيث كان سجيناً هناك قبل الحرب، وعندما نشبت الحرب عام 1967م هرب من السجن فأطلق الجنود الرصاص عليه فقتل والقيت جثته على شارع نابلس القدس جنوب بلاطه ودفن قريباً من الرصيف هناك)،

 رياض احمد محمود الحاج حسن لباط، عبد الله فارس احمد ابو علبه، وحسن محمد عبد الرحمن حمد جباره (أستشهد الثلاثة في جبل المكبر في القدس وكانوا من أفراد الجيش الاردني

 غالب عطيه عبد الرزاق جرار (من صانور ومقيم في قلقيلية وأمه بنت الشيخ حامد نزال، أستشهد في بلدة الجيب نواحي القدس وكان جندياً في الجيش الاردني ودفن في احد بيوت القدس في قبر سطحي، الى ان سمح اليهود لاهالي قلقيلية بالعودة الى بلدهم، حيث نقل الى قلقيلية في سيارة (بكب) المرحوم نمر علي الشنطي (ابو السعيد) ودفن فيها بعد اكثر من شهر من استشهاده)،

 فاطمة عبد الكريم احمد داود جعيدي (قتلت في نابلس وجرح زوجها حسين داود عمر جعيدي)، وكان زوجها جندياً أردنيا فأطلق النار على اليهود من مبنى مدرسة كان اللاجئون قد نزلوا فيها واكثرهم من اهالي قلقيلية، فاقتحم الجنود المدرسة واطلقوا الرصاص على الناس المتواجدين فيها)

فتحي محمد محمود بركات (من قلقيلية وسكان نابلس استشهد بوادي التفاح بنابلس برصاص الجيش الإسرائيلي.).

وقد توفي في حرب حزيران عام 1967م عدد من كبار السن جوعاً وعطشاً عرف منهم: صفيه درويش الشنطي "زوجة سعيد محمد عبد الله الشنطي" (توفيت في مغارة في خلة نوفل)؛ ومريم الحاج درويش الشنطي "ام رشيد ابو نجيم" (وكانت مقعده وبقيت في بيتها وخرج اهلها فتوفيت جوعاً وعطشاً)؛ عزيزة حسين عبد الرحمن عميش (زهران) "زوجة خضر عفانة" (بقيت في بيتها ولم تخرج مع أهلها لكبر سنها وعجزها عن الحركة، ولما عاد الناس الى قلقيلية لم يعثروا عليها وفقدت)

 بشير نمر عبد حسن سليمان داود، بكر عبد نور، محمود صالح احمد داود، زوجة محمود صالح احمد داود وهي "بنت محمد الحجار" (كان هؤلاء الأربعة مقعدين ورحل الناس ولم يأخذوهم معهم أثناء الحرب وبقوا في بيوتهم فماتوا عطشاً وجوعاً)؛ شيخه عبد الله حسن سليمان داود (وجدت مقتولة في بيت أخيها توفيق، حيث لم تغادر البيت يوم نشوب الحرب، فقتلوها المحتلين ودفنت بعد نحو شهر من وفاتها، بعدما سمح للناس بالعودة للبلدة).


تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  1. محمد قبعة8/28/2018

    لم يذكر محمد يوسف قبعه وقد كان من الشهداء حيث استشهد في منزله مع طاهر نوفل والباقين وهو اخ المرحوم عبدالكريم قبعه

    ردحذف
  2. محمد ابو سمرة - راديو نغم8/28/2018

    يشرفني ان اقوم بعمل مقابلات وتسجيلات صوتية حية لأي شخص يمكن ان نستمع منه مباشرة ويحدثنا في عملنا حول التوثيق الشفهي لاحداث النكسة 67.. فإذا كان لديكم من ترتأون عمل مقابلة معه ان تزودونا باسمه وآلية الوصول اليه .. وذلك حتى يتناغم ما هو مكتوب مع المسموع

    ردحذف
  3. غير معرف8/29/2018

    النكسة في قلقيلية والنكسة على قلقيلية وتاثيرها كانت مؤلمة وغيرت شكل المدينة بالكامل

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال