القائمة الرئيسية

الصفحات

أحمد حيلوز - أحد رواد النحت والفن التشكيلي الفلسطيني

من قلقيلية إلى الشارقة وبغداد وبرلين، شكل أحمد حيلوز علامة فارقة في الفن التشكيلي والنحت الفلسطيني، حيث جسدت أعماله الإنسانية والتعبيرية تجربة الإنسان الفلسطيني في كافة أبعادها الثقافية والتاريخية

الفنان أحمد حيلوز

أحمد حيلوز هو نحات وفنان تشكيلي فلسطيني بارز، عرف بأسلوبه التعبيري المتميز الذي يركز على الإنسان الفلسطيني وقضاياه. وُلد في مدينة قلقيلية بفلسطين عام 1949، ونشأ في بيئة فلسطينية أثرت بشكل عميق على رؤيته الفنية. خلال مسيرته الطويلة، استطاع أن يجمع بين النحت، الرسم، والوسائط المتعددة ليقدم تجربة فنية غنية ومعبرة، تحمل دائمًا بعدًا إنسانيًا وثقافيًا متجذرًا في التراث الفلسطيني.


أحمد حيلوز - أحد رواد النحت والفن التشكيلي الفلسطيني


النشأة والخلفية

نشأ أحمد حيلوز في قلقيلية، حيث تأثر بالبيئة الفلسطينية التقليدية والطبيعة المحيطة به. منذ طفولته، أبدى اهتمامًا بالفن والتشكيل، متأثرًا بمشاهد الحياة اليومية، والأحداث السياسية والاجتماعية التي شهدتها مدينته ووطنه. هذه التجارب المبكرة شكلت قاعدة أساسية لإبداعه الفني، وجعلت قضاياه الإنسانية والفلسطينية محورًا رئيسيًا في أعماله المستقبلية.

التعليم 

توجه أحمد حيلوز إلى معهد الفنون الجميلة في بغداد، حيث درس قسم النحت وتخرج عام 1980. خلال سنوات الدراسة، اكتسب حيلوز مهارات فنية متقدمة في النحت والرسم، وتمكن من دمج الأساليب التقليدية مع التجريب في المواد والتقنيات. وقد شكل هذا التعليم الأساس الذي بنى عليه مسيرته الفنية، مُمكّنًا إياه من التوسع لاحقًا في أساليب الوسائط المتعددة والتجريد الجزئي.


المسيرة المهنية والفنية

بعد تخرجه، انتقل أحمد حيلوز إلى الإمارات العربية المتحدة عام 1980، حيث عمل في قسم الوسائل التعليمية بوزارة التربية، وهو ما وفر له فرصة التعامل مع مشاريع تعليمية وفنية متعددة.

شارك في تأسيس جماعة الحروفية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وساهم في تأسيس جماعة البان عالم عام 1994، وهو ما جعله جزءًا من المشهد الفني العربي المتجدد. كما كان عضوًا في الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الأردنيين، الأمر الذي منح أعماله مساحة أكبر للعرض والمشاركة في المعارض العربية والدولية.


تتميز أعماله بالتركيز على القضية الفلسطينية والإنسان الفلسطيني، مع إبراز المرأة الفلسطينية كمصدر للإلهام، معبرة عن الحب، الأمومة، التحدي، الحزن والانتماء للأرض. مع مرور الوقت، أصبح أسلوبه أكثر اختزالًا وتجريدًا، مع الحفاظ على التعبير العميق والمعنى الرمزي للأشكال والألوان، مع الالتزام بالعفوية والتلقائية في اللوحات، وإظهار عناصر الطبيعة الفلسطينية التي عاشها في طفولته.

المعارض الفردية

شارك أحمد حيلوز في العديد من المعارض الفردية، التي كانت منصة لعرض تطور أسلوبه الفني وتجربته التعبيرية الخاصة:

  • فندق هلتون، الكويت 1977
  • مهرجان دبي الدولي للفنون 1994
  • جاليريا، الشارقة 2004
  • جاليري أربع جدران، الأردن 2009
  • مهرجان ظل النخيل، جامعة الشارقة 2017

معرض «بين المطبوع والمبصور»

أحد أبرز أعماله في السنوات الأخيرة كان معرض «بين المطبوع والمبصور»، الذي كشف عن بحثه المستمر عن أبجدية تشكيلية جديدة. ركز في المعرض على الإنسان كمحور أساسي لأعماله، متتبعًا أثره في تفاصيل الحياة اليومية وإعادة صياغتها فنيًا

تميز المعرض باستخدام ألواح الألومنيوم والألوان والأحماض، مع توظيف عناصر مألوفة مثل المفاتيح، التي تمثل أثر الفلسطيني بعد التهجير القسري، رمز البيت والأحلام والانتماء. منح حيلوز العمل حياة جديدة ومتجددة، مع منح منحوتة معدنية تمثل كرسي ديكتاتور وضعها على منصة عالية لتراقب الأعمال والزوار، دلالة على مراقبته للعالم وعلاقته بالإنسانية من خلال الفن.


أحمد حيلوز - أحد رواد النحت والفن التشكيلي الفلسطيني
أحمد حيلوز يحمل اعماله خلال احد معارضه

أحمد حيلوز - أحد رواد النحت والفن التشكيلي الفلسطيني
أحمد حيلوز امام لوحته الفنية

أحمد حيلوز - أحد رواد النحت والفن التشكيلي الفلسطيني
أحمد حيلوز امام حجر من منحوتاته

أحمد حيلوز - أحد رواد النحت والفن التشكيلي الفلسطيني

أحمد حيلوز - أحد رواد النحت والفن التشكيلي الفلسطيني
من اعمال أحمد حيلوز 

وأحمد حيلوزيعيد تدوير الألواح المعدنية بعدما استهلكتها المطابع في انتاج صحف ومجلات، ولم تعد هذه الألواح بالنسبة إلى المطابع ذات جدوى أو معنى، بالمعنى الصحافي. لكن الفنان احمد حيلوز يستل هذه «المادة الميتة» ويبث فيها من إبداعه، إذ يعيد تدويرها، لتغدو مساحة للرسم والتلوين والحفر الغائر أو البارز، مع تركه علامات من الأثر الطباعي «الغرافيكي» في الألواح، كما لو أنه أراد الإشارة إلى أثر الإنسان حين أنتج مطبوعات صحافية تتعلق باليومي من أحداث، خصوصاً أن الأثر علامة سيميائية، تتداخل فيها كينونة الكائن، وصيرورته أيضاً عبر تحولات الأثر من مستوى دلالي إلى مستوى آخر. وهذا ما فعله حيلوز إذ نقل المادة الأولى من مستوى غرافيكي يومي مُستَهلك، إلى مستوى فني دائم، لكنه متعدد الطبقات والدلالات، وكل طبقة تدل على أثر، وكل أثر يدل على فعل إنساني، وكل فعل يدل على الوجود.


المعارض الجماعية 

شارك أحمد حيلوز أيضًا في العديد من المعارض الجماعية الدولية، منها:


  • العالم المعاصر، الهند 1982
  • بينالي دكا الدولي، بنغلادش 1995
  • معرض متنقل عن المناضلة راشيل كوري، أمريكا 2008
  • ملتقى دبي التشكيلي الدولي الأول، أبراج الإمارات 2013
  • كلية الفنون في برلين 2018
  • المعرض السنوي العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، متحف الشارقة للفنون 2021

الجوائز والتكريمات 

نال أحمد حيلوز تقديرًا واسعًا على مستوى العالم العربي والدولي، وحصد أحمد حيلوز خلال مسيرته الفنية الطويلة العديد من الجوائز التي تعكس إبداعه ومكانته في الفن التشكيلي العربي والدولي، ومن أبرزها:


  1. جائزة العويس للإبداع 2024 من ندوة الثقافة والعلوم في دبي (سبتمبر 2024)، وكانت آخر الجوائز التي نالها قبل وفاته.
  2. المركز الثاني في معرض الشباب العراقي 1980.
  3. الميدالية البرونزية، الأمر العام للفنانين البولنديين، بولندا 1984.
  4. جائزة تصميم جناح الشارقة، معرض السياحة الدولي، ألمانيا الغربية 1986.
  5. الجائزة الثالثة، بينالي الشارقة الدولي 1993.
  6. جائزة التحكيم في مهرجان دبي الدولي 1994.
  7. الجائزة الأولى في النحت، المعرض الثالث عشر لجمعية الإمارات للفنون 1994.
  8. جائزة رابطة المبدعين العراقيين للفنون الجميلة، وسام المبدعين 2016

الأسلوب الفني

تتميز أعمال أحمد حيلوز بالتركيز على الإنسان الفلسطيني والمرأة الفلسطينية، مع استخدام أسلوب تعبيري رمزي. امتزج في لوحاته النحت والرسم والوسائط المتعددة، مع إبراز الماضي الفلسطيني والطبيعة المحيطة.

مع مرور الزمن، اتجه حيلوز إلى الاختزال الفني والتجريد الجزئي، مستخدمًا المواد المختلفة لإعادة صياغة المعنى، مثل المعدن، المفاتيح، والألوان التفاعلية، بما يعكس العلاقة بين الإنسان وبيئته وتجربته الثقافية والتاريخية.

الإرث الفني والوفاة

توفي أحمد حيلوز في 1 نوفمبر 2024، تاركًا إرثًا غنيًا يمثل تاريخ الفن الفلسطيني الحديث وتجربة الإنسان الفلسطيني. أعماله، خاصة معرض «بين المطبوع والمبصور»، تظل شاهدة على ابتكاره، رغبته في التعبير عن الإنسان الفلسطيني، وقدرته على المزج بين النحت والرسم والرمزية الفنية.

إرثه الفني يستمر في إلهام الأجيال الجديدة من الفنانين الفلسطينيين والعرب، كما يبرز دوره في نقل تجربة اللجوء والهوية الفلسطينية عبر الفن إلى العالم.

أنت الان في اول موضوع
محتويات المقال