الشهيد القائد وليد احمد نمر النصر
أبو علي إياد
1935-1971م
(نموت واقفين ولن نركع)
في شهر تموز من عام 1971، فقدت الثورة الفلسطينية، واحداً من أبرز مناضليها وقادتها الابطال، وهو القائد الرمز وليد احمد نمر النصر، الذي اشتهر باسمه الحركي (ابو علي اياد)، والذي كان له شرف المساهمة مع بعض رفاقه، في تأسيس تجربة الكفاح المسلح الفلسطيني، التي اذكت شعلة الثورة والمقاومة والصمود في صفوف الشعب الفلسطيني.
المولد والنشأه - أبو علي إياد
ولد القائد وليد احمد نمر نصر الحسن في قلقيلية عام 1935م، وتنتمي عائلته إلى حامولة آل شريم في قلقيلية. أتم تحصيله الثانوي فيها، وحصل على شهادة المترك عام 1953م. بعد حصوله المترك عمل مدرسا، ولمدة وجيزة في مدرسة الوكالة الابتدائية في قلقيلية، وكان مديرها الأستاذ كامل ولويل.
أنهى دورة تدريبية لإعداد المعلمين في بعقوبة بالعراق عام 1954. عمل مدرساً في السعودية من عام 1954- 1962م، ولم يكن عمله في السعودية بعيداً عن العمل العسكري، إذ كان مدرساً في دورات إعداد الجند وتثقيفهم.
وفي عام 1962 وفور إعلان استقلال الجزائر انتقل إليها ليعمل مدرساً، ويسهم في حركة التعريب في هذا البلد العربي.
سيرة أبو علي إياد النضالية
إنضم القائد ابو علي اياد إلى العمل الثوري الفدائي مبكراً منذ وجوده بالجزائر بعد ان تعرف على ياسر عرفات من خلال أخيه الحاج نصر الذي كان على معرفه بعرفات في الكويت منذ الخمسينات من القرن الماضي وفي عام 1964م بعث برساله لاخيه الحاج نصر بالكويت اخبره عن تخطيطه وإخوته الذين التقاهم بالجزائر ومنهم ياسر عرفات وخليل الوزير بالقيام بحركة تحرر على ان تسمى فتح، تيمنا بفتح مكة، وبارك أخاه الحاج نصر ما اخبره به .
غادر القائد ابو علي اياد الجزائر عائداً إلى أرض الوطن، ليلتحق بالعمل الثوري الفدائي، منذ الإعلان عن انطلاق الثورة الفلسطينية في الفاتح من كانون الثاني عام 1965م.
وفي عام 1966 أُنيطت به مهمة الإعداد للعمليات العسكرية في الأرض المحتلة انطلاقاً من الضفة الغربية. وقد أسهم في هذه الفترة مع القائد أبي عمار في تجنيد الكثير من أبناء فلسطين لحركة فتح.
وفي هذه الفترة النضالية قاد الهجوم على بيت يوسف في 25/4/1966م وكان هذا الهجوم باعتراف القادة الإسرائيليين، من اعنف ما تعرضت له المستعمرات الإسرائيلية حتى ذلك التاريخ. وفي الفترة ذاتها قاد عدة عمليات منها الهجوم على مستعمرات هونين، المنارة، كفر جلعادي.
وفي عام 1966 غادر إلى سوريا ليقوم هناك بتدريب وإعداد قوات العاصفة، وأخذ بإعداد قوافل الأشبال ورعايتهم في إطار الثورة الفلسطينية المسلحة، حيث لم يغب عنه أهمية إعداد الكوادر السياسية والعسكرية، والتركيز على الدورات لتهيئة المقاتلين والرقي بهم سياسياً وعسكرياً .
وفي معسكر الهامة المشهور في سوريا أصيب ابو علي اياد بتاريخ 28/2/1968م اثر انفجار لغم أثناء التدريب بإحدى عينيه وساقه، التي استعاض عنها بعصاه التي ما زال لها ذكريات عند رفاقه الفدائيين. ولكن هذه الإصابة البالغة لم تمنعه من الاستمرار في العمل النضالي، ومتابعة مسؤولياته الثورية والقيادية. وقتل في الانفجار عددا من المتدربين.
عقب حرب حزيران عام 1967 عاد إلى الأردن وأوكلت إليه مهمة قيادة الثورة الفلسطينية في منطقة عجلون، حيث خطط لعشرات العمليات العسكرية ضد الاحتلال إلاسرائيلي، ونفذ خلال فترة وجوده في الأردن عدة عمليات عسكرية عبر نهر الأردن استهدفت معسكرات الاحتلال ومستعمراته.
ومن الألقاب التي أطلقها عليه القائد ابو عمار "عمروش فلسطين"، تشبيها له بالقائد العسكري الجزائري المغوار العقيد عمروش آيت حمودة، لما أبداه من صلابة فائقة، وقدرة على التنظيم العسكري، والتشدد في مبدأ الضبط والربط، والعنف الثوري، كما عرف بخشونته المنسجمة مع العلم والتدريب العسكري الذي تلقاه في العراق. وكان اللقب محبباً إلى قلبه، شأنه في ذلك شأن اللقب الآخر الذي اطلقه عليه القائد ابو عمار وهو "بطل الجبل."
أُنتخب ابو علي اياد عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح بصفته مؤسساً، في مؤتمر الحركة العام الثاني، رغم عدم حضوره المؤتمر، حيث كان يومها خاضعاً للعلاج في مستشفى المواساة في دمشق، اثر انفجار عبوة ناسفة أثناء التدريب في معسكر الهامة. كذلك اختير عضواً في القيادة العامة لقوات العاصفة.
إلى جانب عمله العسكري شارك ابو علي اياد بنشاطات سياسية، فكان ضمن الوفود الفلسطينية التي زارت الاقطار العربية والاشتراكية، وكان آخر زياراته مع وفد الثورة وقياداتها إلى الصين. واسهمت علاقاته الودية مع القادة العراقيين في تسهيل امداد الفدائيين في الكرامة بالسلاح. كما واسهمت علاقاته الوطيدة بالسوريين في ظهور ما عرف باجازة فتح وهي الورقة التي كانت الدائرة العسكرية في فتح تصدرها لتسهيل التحرك بين الاقطار العربية. كان الشهيد أبو علي اياد متحمساً، حيث كان يدرك ان مهمته الأساسية التدريب والتحضير والاعداد، ليشكل بذلك الرصيد الأساسي للقواعد الارتكازية والعمليات البطولية. كما كان صاحب نظرة اسبارطية للتربية، حيث توجه بحسه ووعيه إلى تربية الأجيال، الذين أصبحوا الآن قادة عسكريين.
وفي تاريخ 12/7/1971م بدأت الحشود العسكرية الأردنية تتجه من الشمال إلى منطقة عجلون، حيث كان أبو علي إياد آنذاك يتخذ من أحراش عجلون موقعاً للقيادة الفلسطينية، وأصبحت منطقة الأحراش في عجلون منطقة محاصرة من جميع الجهات. وبدأت المعركة صباح اليوم التالي، وكانت شرسة وعنيفة، استعملت فيها القوات المهاجمة، كل أساليب الدمار والقتل والهمجية وأرسل برقية إلى اخيه ابو عمار قائلا: (قررنا أن "نموت واقفين ولن نركع" والله معنا). واستمر يقاتل حتى وصلت آخر برقياته إلى أخيه أبو عمار يقول فيها: (المعركة قاسية وعنيفة، والقتال وجهاً لوجه، ونقاط التعزيز قد قطعت، وسنقاتل حتى الشهادة).
استشهاد ابو علي اياد
وهكذا كان للشهيد ما أراد حيث كانت دوريات كبيرة ومتعددة من سرايا الفرقة الثانية تفتش الجبال والوهاد والقرى المجاورة بحثاً عن (أبو علي أياد) وقد رصد مبلغ كبير لمن يلقي القبض عليه حياً أو ميتاً.. وبينما كان الشهيد القائد يحأول عبور منطقة جبلية مع بعض رفاقه صادفتهم دورية للجيش الأردني، واشتبكت معهم، إلى أن نفذت ذخيرتهم، واستشهد الجميع عدا ابو علي اياد. الذي اقتاده الجيش الاردني في الحال إلى قيادة الفرقة الثانية، وهو ينزف دماً، وصدر الامر باطلاق النار عليه، حيث انضم إلى قافلة الشهداء بتاريخ 27/7/1971م، وصار رمزاً خالداً، وبطلاً قومياً من أبطال فلسطين.
ونعت قيادة الثورة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى الجماهير العربية والفلسطينية قائداً من قادتها، ومناضلاً من رجالها، وبطلاً من أعز أبنائها الشهيد البطل أبو علي إياد، عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) وقائد قوات الثورة الفلسطينية في منطقة عجلون.
كان أبو علي اياد، رجل العمل والممارسة، يحضر لدوريات القتال والاستطلاع ودوريات العمق، ويشرف بنفسه على التفاصيل والأهداف، وكان يجسد بنضاله وحركته الدؤوبة الفكر الوطني الذي اطلقته حركة فتح، فكان مع المقاتلين منذ انطلاقة الثورة وحتى سقط شهيدا، بعد أن قرر ورفاقه الموت واقفين ولا يركعوا. وعندها مضى إلى جوار ربه، ترك تاريخاً حافلاً بالتضحيات والأمجاد، وظل امثولة حية في نفوس الرجال، الذين يستمدون منه ومن ذكراه استمرار المسيرة النضالية نحو تحقيق النصر. وبقيت كلماته الاخيرة على لسان أبناء شعبه لغاية هذه ألاحظه بقوله (نموت واقفين ولن نركع).
واقامت قيادة الثورة الفلسطينية والقيادة العامة لقوات العاصفة جنازة رمزية للشهيد في سوريا بتاريخ 17/8/1971م، انطلقت من مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في المزة إلى جامع فلسطين في مخيم اليرموك.
ولا يزال مكان دفن جثمان الشهيد ابو علي إياد في الاردن مجهولاً، ولم يُعثر عليه إلى تاريخ اليوم.
كان ابو علي اياد، رجل العمل والممارسة، صانعاً للرجال، زارعاً للشجاعة، معلماً للمقاتلين، فكان معهم منذ انطلاقة الثورة، وحتى سقوطه شهيدا، فترك تاريخاً حافلاً بالتضحيات والأمجاد، وظل نموذجا حياً في نفوس الرجال، الذين يستمدون منه ومن ذكراه استمرار المسيرة النضالية نحو تحقيق النصر.
تكريم ابو علي اياد
وبعد قيام السلطة الفلسطينية، اطلقت بلدية قلقيلية عام 1996م اسم الشهيد على منطقة واسعة تلتقي فيها عدة شوارع رئيسية، وأسمتها ميدان الشهيد ابو علي اياد"، واقامت فيها نصبا تذكاريا تخليدا لذكرى الشهيد البطل.
كما أطلقت اسم الشهيد على اقدم مدرسة للبنات في قلقيلية، وأعادت تسميتها باسم "مدرسة بنات أبو علي إياد"، تخليدا لذكراه الطيبة.
رحمةالله عليه واسكنه فسيح جناته ابو علي إياد مات شهما مدافعا عن حقوق شعبه في الحرية واسترجاع ما سلب
ردحذفرحم الله البطل ابو علي اياد . الذي رفض الاستسلام وبقي صامدا يقاتل عن شرف البندقيه الفلسطينيه. كل ما اراده هو الانطلاق من الاردن ومهاجمه العدو الصهيوني الذي احتل الاراضي الفلسطينيه ودفع الثمن غاليا وهو الاستشهاد.
ردحذفرحم الله الشهداء
ردحذفغرار فيه ابوعمار اقنعه الخروج من الساحة السورية والذهاب إلى جرش من أجل التخلص منه رحمه الله عليك يا ابا علي اياد
ردحذف