سعيد نمر محمد السبع - ابو باسل
أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية واول ممثل للمنظمة في الجزائر والسودان
- والده هو المرحوم الحاج نمر محمد السبع، رئيس مجلس محلي قلقيلية (1927-1938م)، وعضو المجلس المحلي (1914-1920م؛ 1922-1927م)، وهو اصغر أبناء الحاج نمر السبع. كما ان عمه هو المرحوم الحاج عبد الرحيم السبع، رئيس مجلس محلي قلقيلية (1938-1955م)، وأول رئيس لبلدية قلقيلية عام 1955م.
- ولد سعيد السبع في قلقيلية عام 1926م خلال فترة الإنتداب البريطاني على فلسطين، وبعد استشهاد المجاهد (محمد عز الدين) بن عبد القادر القسّام بتاريخ 20/11/1935م في معركة غير متكافئة مع القوات البريطانية في أحراش جبال الخطاف- شمال يعبد- جنين، قامت القوات البريطانية يوم 8/12/1935م بمداهمة منزل والده الحاج نمر السبع رئيس مجلس محلي قلقيلية .فاعتقلته مع ابنه احمد السبع وشقيقه الحاج عبد الرحيم السبع بحجة أنهم أعضاء فى جماعة عز الدين القسّام.
شكلت هذه الحادثة بداية وعيه السياسي، وهي أول صدمة للطفل سعيد السبع، الذي كان عمره تسعة اعوام.
- التحق سعيد السبع بمدرسة قلقيلية الأميرية عام 1934م، وكان سلامة خليل مديرا للمدرسة.
- عمل والده الحاج نمر السبع بالزراعة والتجارة، وانشأ عام 1930م مع اشقاءه وشريك لهم من عائلة عاشور "شركة السبع وعاشور لتصدير الحمضيات". وكانت الشركة تقوم بتغليف الحمضيات وتعبئتها في صناديق خشبية، وتصديرها إلى أوروبا وخاصة إلى ميناء ليفربول فى بريطانيا.
- كان والده الحاج ناشطا في الحركة الوطنية الفلسطينية، انضم إلى حزب الكتلة الوطنية التى كانت برئاسة عبد اللطيف صلاح، وعمل على مقاومة شراء الوكالة اليهودية للاراضي الفلسطينية.
- في بداية شهر كانون ثاني عام 1948، زار المجاهد عبد القادر الحسيني ( قائد ومؤسس جيش الجهاد المقدس) قلقيلية من اجل ترتيب وتنظيم عمل المقاومة في المنطقة، والتقى مع سعيد السبع، واصدر قرارا بتعينه مسؤولا عن الجهاد المقدس في منطقة قلقيلية.
- شارك سعيد السبع في حرب عام 1948م، وخاض العديد من المعارك إلى جانب الجيش العراقي، الذي كان بقيادة عبد الكريم قاسم، منها: معركة كفر سابا، بيار عدس، ورأس العين، ومعركة الطيرة ومعركة رمات هاكوفيش. ويذكر المؤرخ الفلسطيني عارف العارف انه زار بغداد عام 1953 والتقى العقيد الركن شاكر محمود شكري، آمر الفوج الآلي الذي أدار هذه المعركة ، وسأله عن اخبار معركة رمات هاكوفيش، فأجاب بقوله: ".. إن هذه المعركة كانت خير دليل على تعاون الفلسطينيين والعراقيين، وعلى الجرأة والإخلاص والروح العالية التي تحلى بها أهالي قلقيلية، وفي مقدمتهم رئيس البلدية الحاج عبد الرحيم السبع" .
فى عام 1930 انشاء الحاج نمر السبع شركة السبع وعاشور لتعبئة الحمضيات وتصديرها من ميناء يافا إلى ميناء ليفربول في بريطانيا |
- وبعد انتهاء الحرب وحلّ جيش الجهاد المقدس، التحق سعيد السبع بالجيش العربي الأردني وتخرج يوم 13/11/1954م برتبة ملازم ثان.
- خلال فترة وجوده فى الجيش تعرف على حركة التنظيم السري للضباط الوطنيين في الجيش العربي التي تأسست عام1950 م لطرد القيادة الأجنبية من الجيش العربي، وقد تضاعفت جهود هذه الحركة بعد نجاح ثورة 23 تموز في مصر عام 1952م، فتم تغيير اسم الحركة من التنظيم السري للضباط الوطنيين إلى حركة الضباط الأحرار الأردنيين، وذلك تيمنا بالحركة المصرية.
- وكان للمد القومي الذي شهدته الدول العربية بعد الثورة المصرية الأثر الأكبر في إصرار أعضاء حركة الضباط الأردنيين على السير على خطى مصر عبد الناصر بالتحرر من الهيمنة البريطانية على الأردن ، وذلك من خلال إنجاز نفس المهمة الثورية التي نفذها الضباط الاحرار في مصر ، وكان هدفهم الأساسي غلوب باشا، الذي يمثل رمزا للسيطرة الأجنبية على الجيش الأردني، والحياة السياسية والاقتصادية في الأردن. فكان سعيد السبع ضمن المجموعة الأولى للضباط الذين شكّلوا طليعة الجيش في حركته يوم 1/3/1956م، والذين كانوا أعضاء في التنظيم السرّي، واشتركوا في تنفيذ قرار تعريب قيادة الجيش العربي وطرد الجنرال غلوب باشا، وإلغاء المعاهدة الأردنية - البريطانية.
- شارك سعيد السبع في التصدي للعدوان الاسرائيلي على قلقيلية بتاريخ 10/10/1956م
- وفي عام 1957م، وعلى اثر احتجاجات شعبية شهدها الأردن بعد استقالة حكومة سليمان النابلسي وانتكاس التجربة الديمقراطية فى الأردن اتهم بمشاركته يوم 13/4/1957م بمحاولة الانقلاب على النظام الملكي في الأردن، فيما عرف بحركة علي ابو نوار (قائد الجيش الأردني). ورغم عدم صحة هذا الإتهام، إلا أنه تمت محاكمته، وصدر عليه حكم بالإعدام، فغادرها إلى سوريا لاجئًا سياسيًا. وبعد سقوط الوحدة المصرية-السورية في شهر أيلول عام 1961م، توجه سعيد السبع إلى لبنان، ومنها إلى القاهرة لاجئا سياسيا.
- وفي عام 1965م عاد إلى الاردن إثر إصدار الملك الحسين بن طلال لعفو عام شمله ورفاقه من أعضاء حركة الضباط الأحرار الأردنيين.
-كان سعيد السبع من المؤسسين الأوائل لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1964م، ورئسها المرحوم احمد الشقيري
- أصبح ممثلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية في الجزائر عام 1965م، ومن ثم أول ممثل للمنظمة في السودان في النصف الثاني من عام 1966م وحتى نهاية عام 1968م. وفي بداية 1969م تم تعيين صبري البنا (أبو نضال) خلفاً لهُ كممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في السودان.
- شارك سعيد السبع مع شفيق الحوت واحمد الشقيري، الذي ترأس وفد المنظمة، في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في الخرطوم بتاريخ 29/8/1967م، والذي عرف حينها بمؤتمر اللاءات الثلاثة: (لا صلح لا تفاوض لا اعتراف)، التي اصبحت شعار لمرحلة طويلة من الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وجاء انعقاد المؤتمر في أعقاب هزيمة العرب في حرب حزيران عام 1967م.
- في بداية عام 1969 انتقل سعيد السبع إلى لبنان، وعيّن ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية في شمال لبنان. إلا انه اصطدم بواقع الفلسطينيين المأساوي داخل المخيمات، وقوانين الدولة اللبنانية التي تحظر على الفلسطينيين اي نشاط سياسي. في تلك الفترة بداء بتنظيم العمل الفدائي انطلاقا من لبنان
- بعد توقيع اتفاق القاهرة بين ياسر عرفات وقائد الجيش اللبناني في 3/11/1969م، والذي نص على تشريع العمل الفدائي انطلاقا من لبنان، كلف سعيد السبع بالإشراف على تطبيق اتفاق القاهرة، وتنظيم العمل الفدائي.
- في منتصف عام 1971م صدر قرار بتعيين سعيد السبع مديرا عاما لدائرة التنظيم الشعبي، والتي كانت برئاسة فاروق القدومي. وكانت تعتبر من اهم دوائر منظمة التحرير الفلسطينية، حيث ان ربع أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني يتم فرزهم عبر هذه الدائرة، التي تتبع لها الاتحادات والنقابات، إضافة إلى المجلس الأعلى لرعاية الشباب الفلسطيني
- شارك على راس وفد كبير عام 1971م في مؤتمر الصداقة لشعوب آسيا وأفريقيا، والذي عقد في دولة الصين الشعبية، وكان بداية لتعاون حقيقي وفعلي بين الطرفين أثمرت عن طلب سعيد السبع لسلاح وعتاد من الجانب الصيني، وذلك خلال لقائه مع رئيس وزراء الصين تشو إن لآي، وقد وافق الجانب الصيني على المطلب الفلسطيني
- وفي عام 1972م شغل منصب رئيس المجلس الأعلى لرعاية الشباب الفلسطيني.
- مع نهاية عام 1972 بدأت المشاكل تتصاعد مع ياسر عرفات على خلفية استشهاد أبو علي إياد في الاردن والإقصاء المتعمد لكل من يمت بصلة لأبو علي إياد، ترافق ذلك مع انتقال فاروق القدومي من دائرة التنظيم الشعبي إلى الدائرة السياسية وتم تعيين أحمد اليماني خلفا له الذي بدأ بعملية إقصاء لكل الكادر المحسوب على سعيد السبع، والذي كان له الدور الأساس فى العمليات العسكرية التي انطلقت من جنوب لبنان.
- وفى بداية عام 1974 ترك سعيد السبع منظمة التحرير الفلسطينية بعد خلافات عميقة مع ياسر عرفات على خلفية استشهاد أبو علي إياد في الاردن.
- وفى عام 1979م، وعلى اثر وساطة قام بها صلاح خلف لإصلاح ذات البين بينه وبين ياسر عرفات، عاد إلى منظمة التحرير الفلسطينية بعدما أصدرت اللجنة التنفيذية قرارا عينت بموجبه سعيد السبع عضوا في مجلس التخطيط الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية.
- ساهم سعيد السبع فى تلك الفترة مع صديقه احمد صدقي الدجاني فى تطوير عمل مجلس التخطيط، الذي يتألف من أعضاء سابقين فى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو الوحيد الذي لم يكن عضوا سابقا فى اللجنة التنفيذية برغم ذلك فقد تم تعينه نظرا لاقدميته.
-بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982م ورحيل قادة المنظمات الفلسطينية من لبنان إلى تونس، بقي سعيد السبع في لبنان، مديرا عاما للتنظيم الشعبي الفلسطيني.
- تعرض لعدة محاولات اغتيال كان يقف خلفها جهاز الموساد الإسرائيلي، كان من أبرزها محاولة الاغتيال في طرابلس عام 1973م
- تزوج سعيد السبع أثناء وجوده في دمشق عام1958 م، من سيدة لبنانية من آل المرعبي، رزق منها ولدان (باسل ونضال)، وبنتان (لينا وعبير)، وجميعهم مقيمين في لبنان.
- ونجله نضال السبع هو اعلامي ومحلل سياسي مختص بشؤون الشرق الاوسط والخليج العربي
- أصيب سعيد السبع بمرض عضال وكان يحضر من لبنان إلى الاردن لتلقي العلاج، وتوفي رحمه الله في الاردن عام 1995م.
دور سعيد السبع في حرب 1948
بعد تاسيس الهيئة العربية العليا لفلسطين في 11 يونيو 1946م ، بدء الحاج امين الحسيني يسعى لتوفير السلاح والعتاد من شتى المصادر ، في تلك الفترة سافر سعيد السبع والدكتور داود الحسينى أحد مساعدي المفتي ، إلى الصحراء الغربية (مصر) لشراء السلاح الناتج عن مخلفات الحرب العالمية الثانية، عن تلك الفترة يتحدث شفيق الحوت في كتابه « بين الوطن والمنفى » نقلا عن حامد أبو سته فيقول ان سعيد السبع كان من اوائل الشباب الذين بادروا إلى التحرك الثوري قبل النكبة، كما كان منهم عثمان أبو حاشية ، مصطفى عبد الحفيظ ، مصطفى البنا ، رشاد صالح ، عادل صهيون ، صالح البرانسي اضافة للشهيد جمال الحوت ، اما مخطوط الدكتور قاسم الريماوي رئيس وزراء الأردن الاسبق والذي كان أمين السر الجهاد المقدس في ذلك الوقت ، فيشير إلى أن عبد القادر الحسيني زار مدينة قلقيلية في بداية شهر يناير 1948 من اجل ترتيب وتنظيم عمل المقاومة ، فالتقى مع سعيد السبع ، واصدر قرارا بتعينه مسؤولا عن الجهاد المقدس في منطقة قلقيلية
عبد القادر الحسيني قائد ومؤسس جيش الجهاد المقدس مع مجموعة من المجاهدين الفلسطينيين في فبراير 1948 |
شارك سعيد السبع في حرب 1948 وخاض العديد من المعارك إلى جانب الجيش العراقي والذي كان بقيادة عبد الكريم قاسم منها معركة كفر سابا، بيار عدس، ورأس العين التي حوصر فيها مع مجموعة من المجاهدين من أبناء قلقيلية ومعركة الطيرة ومعركة رمات هاكوفيش و معركة القسطل التي استشهد فيها عبد القادر الحسيني ، يومها اتصل به حسن سلامة طالبا منه تجهيز عناصر الجهاد المقدس في منطقته لفك الحصار عن القسطل ، وقد وصل مع مجموعته صباح يوم 8 أبريل 1948 برفقة الشيخ حسن سلامة الذي احضر معه عدد من الدبابات ، كما تحرك صبحي يوسف كايد جباره على راس مجموعة ، كما ان قاسم الريماوي وصل ايضا على رأس فرقة من جيش الجهاد المقدس وعدد كبير من قادة الفصائل ، فتم فك الحصار عن القسطل بعد معركة كبيرة ، الا ان الفاجعة الكبرى كان استشهاد عبد القادر الحسيني
ويوم 16 سبتمبر1948 اعلن الوسيط الدولى الكونت برنادوت في تقرير له أن العرب لم يبدوا أي رغبة بتشكيل حكومة فلسطينية في القسم العربي من فلسطين مما قد يؤدي إلى ضمه لشرق الأردن ، لم يمضي على هذا الاعلان اربع وعشرين ساعه حتى قام إسحاق شامير زعيم منظمة شتيرن باغتياله في مدينة القدس ، على اثر هذا الاعلان بادر الحاج امين الحسيني مفتي فلسطين الأكبر إلى دعوة الحركة الوطنية الفلسطينية إلى مؤتمر يعقد في مدينة غزة وقد شارك سعيد السبع في هذا المؤتمر بعد تلقيه دعوة من الهيئة العربية العليا لفلسطين لتشكيل حكومة عموم فلسطين التى اعلنت يوم 23 سبتمبر 1948 برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي.
تعريب الجيش الأردني
قبل التحاقه بالجيش العربي الأردني تعرف على افكار حزب البعث العربي الاشتراكي واعجب بها وقد تاثر بشقيقه الأكبر احمد السبع المتخرج من الجامعة الأميركية في بيروت والحامل للافكار القومية ، وفي مدينة رام الله تعرف على عبد الله الريماوي وعبد الله نعواس ، وحضر معهم عددا من الخلوات التى ضمت البعثيين الاوائل ، كان ذلك في اواسط 1949 وهو نفس العام الذي تقدم به شقيقه احمد السبع ومعه سبعة اعضاء حزبيين بكتاب للحاكم الإداري لمدينة القدس عبد الله التل يطلبون فيها ترخيصا لحزب البعث يوم 20 يونيو1949 ، في تلك الفترة التحق بالجيش العربي الأردني وتخرج يوم 13 نوفمبر 1954 برتبة ملازم ثان رقمه العسكري (512) ، خلال فترة وجوده في الجيش تعرف على حركة التنظيم السري للضباط الوطنيين في الجيش العربي التي تأسست عام 1950 لطرد القيادة الاجنبية من الجيش العربي، وقد تضاعفت جهود هذه الحركة بعد نجاح ثورة 23 يوليو في مصر عام 1952 ، فتم تغيير اسم الحركة من التنظيم السري للضباط الوطنيين إلى حركة الضباط الأحرار الأردنيين، وذلك تيمنا بالحركة المصرية. وكان للمد القومي الذي شهدته الدول العربية بعد الثورة المصرية الاثر الأكبر في اصرار اعضاء حركة الضباط الأردنيين على السير على خطى مصر عبد الناصر بالتحرر من الهيمنة البريطانية على الأردن ، وذلك من خلال انجاز نفس المهمة الثورية التي نفذها الضباط الاحرار في مصر ، وكان هدفهم الاساسي غلوب باشا ، الذي يمثل رمزا للسيطرة الاجنبية على القوات المسلحة الأردنية، والحياة السياسية والاقتصادية في الأردن . فكان ضمن المجموعة الاولى لضباط الذين شكّلوا طليعة الجيش في حركته يوم 1 مارس 1956، والذين كانوا أعضاء في التنظيم السرّي واشتركوا في تنفيذ قرار تعريب قيادة الجيش العربي وطرد الجنرال غلوب باشا وإلغاء المعاهدة الأردنية / البريطانية ، يقول نذير رشيد ان غلوب باشا علم بوجود تنظيم الضباط الأحرار الأردنيين فلجاء إلى نقلهم ملحقين عسكريين خارج الأردن ، كما امتنع عن ترقية بعض القادة ، و حاول منع الضباط من التعاطي بالامور السياسية ، خاصة عندما علم بوجود نشرة سرية يصدرها بعض الضباط الأردنيين ، وكانت تعدها المخابرات المصرية وتوزع في الأردن ، اما علي أبو نوار فقد ذكر في كتابه حيت تلاشت العرب تفاصيل عملية تعريب الجيش الأردني وان الملك حسين اتخذ قراره بتعريب قيادة الجيش وأصدر أمره إلى أعضاء تنظيم الضباط الأحرار لتنفيذ القرار كما ذكر أسماء الضباط الذين شكلوا طليعة الجيش يوم تعريبه وهم
- القائد الركن : علي أبو نوار ، قائد حركة الضباط .
- القائد الركن : محمود الروسان ، ملحق عسكري في واشنطن .
- القائد : محمود الموسى .
- الرئيس : أحمد زعرور .
- الرئيس : قاسم الناصر ، كان معفى من الخدمة ومن مؤسسي الحركة .
- الرئيس : سلامة عتيّـق .
- الملازم الأول : مازن عجلوني .
- الملازم الأول : عصام الجندي .
- الملازم الثاني : الشريف زيد بن شاكر .
- الملازم الثاني : غازي عربيات .
- الملازم الثاني : عدنان صدقي القاسم .
- الملازم الثاني : ياسين الساطي .
- الملازم الثاني : سعيد السبع .
- الملازم الثاني : محمد عربيات
أدى قرار تعريب قيادة الجيش العربي إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة، وإلى تحسنها مع مصر عبد الناصر وسوريا من ناحيةٍ أخرى.
معركة قلقيلية والعدوان الثلاثي
بعد تعريب قيادة الجيش العربي وطرد الجنرال غلوب باشا تم تعينه في جهاز الاستخبارت العسكرية وفي يوم الأربعاء تاريخ 10 أكتوبر1956 بينما كان في منزل عمه عبد الرحيم السبع جاء صديقه محمود زهران الملقب محمود الأشوح ، ليخبره انه عاد للتو من الأراضي المحتلة بينما كان يقوم بمهاجمة قرية كفار سابا وهي إحدى الكيبوتسات الحدودية القريبة من مدينة قلقيلية، وعند اجتيازه السكة الحديدية شاهد سيارات عسكرية إسرائيلية بلا أنوار كاشفة تقف وتنزل الأسلحة والجنود حول قلقيلية. كان هذا الحديث على مسمع عمه رئيس بلدية قلقيلية عبد الرحيم السبع الذي استدعي أعضاء المجلس البلدي ومخاتير قلقيلية وقادة الحرس الوطني للاجتماع بهم على عجل في مبنى بلدية قلقيلية ، وبعد ان تاكد من رواية محمود الاشوح أمر بتوزيع الأسلحة والذخائر على كل الشباب في الخنادق الأمامية وأوصى قادة الحرس الوطني الأردني أن لا تطلق اى رصاصة على جيش الدفاع الإسرائيلي إلا على مسافة قاتلة، وكلمة السر كانت بين الحرس الوطني (مازن).
خلال الاجتماع في مبنى البلدية طلب محمود الأشوح من الحضور الموافقة على مهاجمة جيش الدفاع الإسرائيلي في تجمعاتهم بواسطة قوة من الحرس الوطني قبيل أن يهجموا على قلقيلية ، فرفض طلبه بالإجماع! خوفاً من ردود الأفعال الإسرائيلية على قلقيلية. وخلال نصف ساعة انتشر المسلحين بعد ان تم تقسيمهم إلى ثلاثة مجموعات بقيادة محمود الاشوح وسعيد السبع وابو يوسف الكايد على الخنادق الشمالية والغربية والشرقية بينما بقي عبد الرحيم السبع في مبنى البلدية مع أعضاء المجلس البلدي تحت الحراسة المشدّدة. وعند الساعة العاشرة إلا عشر دقائق شعر الحرس الوطني بوصول الدفعة الأولي من جيش الدفاع الإسرائيلي راجلة تتسلل بين أشجار الجوافا تتجه إلى احتلال مركز الشرطة الواقع في شمال قلقيلية ، وعند وصولهم إلى مرمى النار فتحت عليهم النار وتراجعت القوة الاسرائلية تاركين قتلاهم في ساحة المعركة وبعد ذلك شمل القتال كل الجبهات حول قلقيلية ودخلت الدبابات الإسرائيلية شوارع قلقيلية وبدأت الطائرات تقصف القوات المسلحة الأردنية التي حاصرت قوة عسكرية إسرائيلية شرق قرية النبي إلياس . وقد استشهد في هذه المعركة اثنان وخمسون شهيداً من الحرس الوطني والقوات المسلحة الأردنية من بينهم أحد قادة الجيش الشهيد غازي الكباريتي ، وفي صباح يوم الخميس دخل القوات المسلحة الأردنية إلى قلقيلية وانسحبت القوات الاسرائلية من قلقيلية تاركين قتلاهم على أرض المعركة. في تلك المعركة تم تدمير منزل عمه عبد الرحيم السبع اضافة إلى منزل والده الحاج نمر السبع كما قصفت القوات الاسرائلية السيارة العسكرية التى كانت بحوزته متوقفة امام منزل عمه.
بعد معركة قلقيلية مباشرة وخلال عمله في الاستخبارات العسكرية وصلته معلومات من أحد الفلسطينين من أبناء بئر السبع عن انزال قوات فرنسية وبريطانية في منطقة النقب جنوب فلسطين المحتلة فقام بارسال هذه المعلومات إلى كمال الدين رفعت عضو تنظيم حركة الضباط الأحرار (مصر) ، استفاد المصريون من هذه المعلومات لمواجهة العدوان الثلاثي الذى وقع يوم 29 أكتوبر 1956 علي مصر
انقلاب علي أبو نوار
وفي عام 1957 وعلى اثر احتجاجات شعبية شهدها الأردن بعد استقالة حكومة سليمان النابلسي وانتكاس التجربة الديمقراطية في الأردن اتهم بمشاركته يوم 13 أبريل1957 بمحاولة الانقلاب على النظام الملكي في الأردن ، فيما عرف بحركة علي أبو نوار ، فتمت محاكمته، وصدر عليه حكم بالاعدام فذهب إلى سوريا لاجئًا سياسيًا، واثناء مغادرته الأردن إلى سوريا اوقفه ضابط أردني عند نقطة قريبة من الحدود السورية الأردنية كان سعيد السبع متنكرا بزي شيخ عربي تعرض لحادث سير ولديه اصابة براسه فنظر اليه الضابط الأردني قائلا ( مسائك سعيد..لا يعبر الليل الا السباع ..الله معك ) كانت هذه إشارة من الضباط الأردني الذي عرفه ولم يوقفه ، وعند الوصول إلى الحدود السورية انتقل إلى درعا حيث استقبله الضابط السوري عبد الرحمن خليفاوي والذي اصبح وزيرا للداخلية ثم رئيسا للوزراء ومن هناك انتقل إلى دمشق لمقابلة عبد الحميد السراج الذي كان يراس المكتب الثاني (المخابرات) ، ومن دمشق سافر إلى القاهرة للقاء كمال الدين رفعت وخلال وجوده في الفندق زاره فاروق القدومي الذي كان ناشطا بحزب البعث العربي الاشتراكي في ذلك الوقت ويرتبط معه بعلاقة قربى من جهة والدته وبرفقته ياسر عرفات وصلاح خلف كان هذا أول لقاء ومعرفة بهم ومن ثم عاد إلى سوريا ليشهد في 22 فبراير 1958 الوحدة العربية الوحيدة التي ولدت في القرن العشرين وانتهت بعد سبعة أشهر وثلاث سنوات من ولادتها. وهي الجمهورية العربية المتحدة برئاسة جمال عبد الناصر.في تلك الفترة تعرف على زوجته اللبنانية نجوى محمد بك العمرالمرعبي حيث كانت برفقة عائلتها في دمشق هربا من أحداث 1958 والتي عمّت لبنان آنذاك ،
الخلاف مع حزب البعثخلال فترة لجوئه في سوريا ، شارك في المؤتمر القومي الثالث لحزب البعث العربي الاشتراكي والذي عقد في بيروت بصيف 1959 ، وهناك وقع خلاف عميق مع قيادة الحزب المتمثلة آنذاك بميشيل عفلق وصلاح البيطار وأكرم الحوراني ، على خلفية العلاقة مع الرئيس جمال عبد الناصر والوحدة السورية المصرية ، وكان سعيد السبع واضحاً حاسماً في هذا الأمر، فقد أخذ جانب القيادة التى يمثلها عبد الله الريماوي فترك الحزب مع بسام الشكعة ، ادى هذا الامر إلى انشقاق في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي فيما عرف "بانشقاق الريماوي" نسبة إلى عبد الله الريماوي وزير خارجية الأردن الاسبق. لم يكن هذا التيار وحده في الخط المغاير لخط البعث والمعترض على خلاف البعث مع جمال عبد الناصر، بل شاركه العديد من القيادات والبعثيين الأعضاء، لاسيّما في الضفة الغربية والأردن ، شكل هذا التيار ما عرف بالقيادة الثورية لحزب البعث . لكن هذه القيادة انكفأت لمصلحة فكرة (الحركة العربية الواحدة) التي دعا إليها الرئيس جمال عبد الناصر وكان عبد الله الريماوي وفؤاد الركابي أحد أبرز منظريها.
سقوط الوحدة وبداية رحلة
صبيحة يوم 28 سبتمبر / أيلول 1961 استفاق على انتشار كثيف لوحدات الجيش السوري في شوارع دمشق والدبابات تملأ الساحات العامة ومبنى الإذاعة والتلفزيون ، عندها اتصل باللواء علي أبو نوار مستفسرا فاخبره ان مقر رئاسة الأركان في دمشق اصبحت بيد الانفصاليين ، كما تم محاصرة منزل عبد الحكيم عامر في شارع عدنان المالكي بدمشق ، وان المقدم عبد الكريم النحلاوي قاد انقلابا واسقط الوحدة السورية-المصرية، شكل الانفصال خيبة كبرى تضاف الي الخيبات التي عاشها منذ احتلال وطنه عام 1948 ، في ذلك الوقت اجرى اتصالا مع الضابط المصرى زغلول عبد الرحمن الذي رتب امر انتقاله من دمشق إلى بيروت، ومن هناك توجه إلى القاهرة لاجئا سياسيا ، خلال وجوده في مصر كان يتردد على نادي الجزيرة حاله كحال اللاجئين السياسيين الأردنيين والعرب ، في تلك الفترة تعرف على قادة حركات التحرر في الوطن العربي الذين وجدوا في مصر جمال عبد الناصر ملجأ لهم ، فالتقى مع محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي قاد الثورة الريفية ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي للمغرب ، وسلطان لحج علي عبدالكريم العبدلي الذي عارض سياسة بريطانيا في اليمن وصدام حسين الذي لجاء إلى القاهرة بعد محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم ، كما تعرف على قادة الثورة الجزائرية في مصر . وفي عام 1965 عاد إلى الأردن إثر إصدار الملك الحسين بن طلال لعفو عام شمله ورفاقه من أعضاء حركة الضباط الأحرار الأردنيين.
افتتاح مكتب الجزائر
بعد تاسيس منظمة التحرير الفلسطينية اصدرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التى كانت برئاسة احمد الشقيري قرارا عينت بموجبه سعيد السبع ممثلا لها في الجزائر فوصلها في صيف 1965 وقد قام الرئيس هواري بو مدين بتقديم مقر لمنظمة التحرير الفلسطينية كان يشغله الجنرال شارل ديغول خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر ليكون مقرا لفلسطين ساهم سعيد السبع في تلك الفترة بحملة تعريب الجزائر من خلال إرسال الفان وخمسمائة مدرس فلسطينى بناء على طلب الحكومة الجزائرية
سعيد السبع يلقى كلمة بحضور الرئيس هواري بو مدين في كلية شرشال العسكرية 1965 |
في تلك الفترة اتفق مع الرئيس هواري بومدين الذي كان يتولى وزارة الدفاع الوطني على تدريب الضباط الفلسطينين فتم تخريج أول دفعة من كلية شرشال العسكرية في عام 1966 بحضور الرئيس هواري بو مدين ورئيس الاركان طاهر زبيري ومدير كلية شرشال بوجنان احمد لقبه العقيد عباس
خلال تواجده في الجزائر ، وبينما كان يتحضر للنوم ، رن باب منزله ونظرا لحذره الشديد فقد نظر من العين السحرية للباب ، وخاصة ان لا احد يقوم بزيارته في المنزل ولا يوجد لديه حرس ومرافقين ، لكنه تفاجئ بوجود ثلاثة مقنعين على باب منزله ، فما كان منه الا الاتصال على الاجهزة الامنية الجزائرية ، التي هرعت إلى المكان وبدأت تحقيقات من دون الوصول إلى اى نتيجة ، بعد انتهاء مدة خدمته مديراً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الجزائر وإنتقاله إلى السودان كرمه الرئيس هواري بو مدين وقيادة الثورة الجزائرية بان منحه سيف الامير عبد القادر الجزائري والذي يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي.
افتتاح مكتب السودان
في النصف الثاني من عام 1966 وصل سعيد السبع إلى الخرطوم بعد ان اصدرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قرارا بتعينه ممثلا لها في السودان وقد عمل على تعزيز العلاقات مع مختلف الاحزاب السودانية اضافة إلى زعماء الطريقتين المهدية والختمية في ذلك الوقت اجتمع مع السيد علي الميرغني زعيم الطريقة الختمية الذي قدم له هدية عبارة عن عشرة الاف راس بقر كدعم لمنظمة التحرير الفلسطينية فقام سعيد السبع بارسال برقية إلى احمد الشقيري يعلمه بامر الهدية فطلب منه تحويلها للجيش المصري المرابط في سيناء
سعيد السبع مدير منظمة التحرير الفلسطينية في الخرطوم والمتحدث هو الشيخ علي عبد الرحمن زعيم اتحادي كبير وبجانبه بدر الدين مدثر عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي |
واستصدر قرارا من الحكومة السودانية باعتماد يوم 29 نوفمبر من كل عام لبدء الفاعليات المؤيدة لفلسطين ضمن (اسبوع نصرة فلسطين ) كما انه اتفق مع وزير التربية السوداني على ان تقوم المدارس السودانية بتخصيص الحصة الاولي للتعريف بالقضية الفلسطينية ويستمر هذا النشاط لمدة اسبوع .
خلال وجوده في الخرطوم شنت إسرائيل عدوانا استهدف قرية السموع يوم 13 نوفمبر 1966، جنوب الضفة الغربية التابعة للمملكة الأردنية الهاشمية أنذاك حيث نشبت معركة عنيفة بين الجيشين الإسرائيلي والأردني على إثر مصرع ثلاث جنود إسرائيليين بانفجار لغم أرضي في جنوب الخط الأخضر. وكانت نتيجة تلك المعركة استشهاد العديد من الجنود الأردنيين، وتم تسوية 125 منزل بالأرض. وكانت تلك المعركة من أحد العوامل التي أدت إلى حرب الأيام الستة في 1967، التي اندلعت يوم 5 يونيو1967 وكان من نتائجها احتلال ما تبقي من فلسطين التاريخية الضفة الغربية وقطاع غزة اضافة إلى سيناء والجولان وقد تتداعي العرب إلى مؤتمر قمة عقد في الخرطوم وذلك لبحث تداعيات النكسة، يومها مارس الحبيب بورقيبة عبر رئيس وزرائه الباهي الأدغم ضغوطا على جامعة الدول العربية والحكومة السودانية لمنع وفد منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها احمد الشقيري من حضور القمة العربية ، في تلك الفترة اوفد الشقيري شفيق الحوت إلى الخرطوم ، واتفق معه على فتح حوار مع الحكومة السودانية لإقناعها بضرورة مشاركة وفد منظمة التحرير في مؤتمر الخرطوم فمن غير الممكن مناقشة قضية فلسطين بمعزل عن اهلها ، وفي حال لم تستجيب الحكومة السودانية للطلب الفلسطينى يقوم سعيد السبع بابلاغ احمد الشقيري وترتيب دخوله إلى الخرطوم من اجل الاعتصام بالجامع وتحريض الشعب السوداني على حكومته والانظمة العربية التى تعترض على مشاركة الوفد الفلسطينى بمؤتمر الخرطوم ، ويروي شفيق الحوت في كتابه " عشرون عاماً في منظمة التحرير الفلسطينية " انه وخلال حواره مع محمد أحمد المحجوب رئيس وزراء السودان وبعد ان وافق على دعوة احمد الشقيري طلب ان يتحدث مع سعيد السبع عبر الهاتف فقال له المحجوب ( لم يكن يكفينا السبع حتى يرسل لنا احمد الشقيري الحوت ، نحن ناقصنا وحوش في السودان
مؤتمر اللاءات الثلاثة
بعد هزيمة حزيران 1967 عقد مؤتمر القمة العربي في الخرطوم بتاريخ 29 أغسطس 1967 وفد تراس احمد الشقيري وفد منظمة التحرير الفلسطينية الذى ضم سعيد السبع وشفيق الحوت فيما عرف بمؤتمر اللاءات الثلاثة لا صلح لا تفاوض لا اعتراف تلا فيه احمد الشقيري مذكرة باسم منظمة التحرير الفلسطينية تتلخص في الاتي
اولا لا صلح و تعايش مع إسرائيل
ثانيا رفض المفاوضات مع إسرائيل و عدم الاعتراف بالاحتلال السابق (احتلال الاراضي الفلسطينية عام 1948)
ثالثا عدم الموافقة على اي تسوية فيها مساس بالقضية الفلسطينية و ما يؤدي تصفيتها
رابعا عدم التخلي عن قطاع غزة والضفة الغربية ومنطقة الحمة وتاكيد على عروبة القدس خاصة
خامسا في نطاق الاتصالات الدولية في هيئة الامم المتحدة وخارجها لا تنفرد اي دولة عربية بقبول اي حلول لقضية فلسطين
سادسا التركيز الدائم المستمر على الصعيدين العربي و الدولي في ان قضية فلسطين وان تكن قضية عربية مصيرية الا ان شعبها هو صاحب الحق الأول في وطنه الذي يقرر مصيره
وبذلك رفع الوفد الفلسطيني اربع لاءات لا صلح ولا اعتراف باسرائيل ولا انفراد لدولة عربية بالحل بيد ان المؤتمر لم يقرر سوى الثلاث الاولي فقط
واقترح احمد الشقيري على مؤتمر قمة الخرطوم باسم منظمة التحرير الفلسطينية اصدار قرارات تطالب بالوفاء بالالتزامات المالية تجاه منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني وتمكن المنظمة من تحمل مسؤوليتها عن تنظيم الشعب الفلسطيني وتعزيز جيش التحرير الفلسطيني واستكمال سلطتها عليه وانشاء معسكرات لتدريب الفلسطينين في الدول العربية بالتعاون مع المنظمة و تمكين هذه الاخيرة من استيفاء ضريبة التحرير من الفلسطيني وغادر احمد الشقيري والوفد المرافق له المؤتمر ورفضوا كافة محاولات اعادتهم اليه اثر رفض القمة العربية لاقتراح الا تنفرد اية دولة عربية بقبول اية تسوية للقضية الفلسطينية ورفض الموافقة على اقتراح الدعوة إلى مؤتمر قمة عربي للنظر في اي حلول مقترحة مستقبلا للقضية الفلسطينية وتحضره منظمة التحرير الفلسطينية
استقالة احمد الشقيري
وفد منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر القمة العربي فى الخرطوم ، ويبدو رئيس المنظمة في الوسط احمد الشقيري وبجانبه سعيد السبع وشفيق الحوت |
خلال مشاركته في مؤتمر القمة العربية في الخرطوم 1967 اصطدم احمد الشقيري من موقعه كرئيس منظمة التحرير مع القادة العرب محملا اياهم مسؤولية ضياع ما تبقي من فلسطين ( الضفة الغربية وقطاع غزة ) واثناء المشادة الكلامية التفت شفيق الحوت نحو سعيد السبع وقال بصوت منخفض وواهن : يبدو ان صديقنا انتهى لم يترك له حليف ماذا يبقى للشقيري بعد اصطدامه باغلب القادة العرب ؟ بينما كان النقاش محتدا وصعبا، داخل القاعة ، كان فريق الموساد المكون من دافيد قمحي مايك هراري شبتاي شافيت و اوري لوبراني خارج القاعة متنكرين تحت غطاء “إعلامي” بوصفهما صحافيين، اجانب يحصون أنفاس الوفد الفلسطينى المشارك في مؤتمر الخرطوم ، وجود فريق الموساد اكده الكاتب المختص بالشؤون الاستخبارية، يوسي ميلمان . حيث اشار في كتابه "حرب الظلال -الموساد والمؤسسة الأمنية" إلى أن وكيل الموساد، دافيد قمحي ، انتحل شخصية صحفي بريطاني ونقل وقائع مؤتمر القمة العربية في الخرطوم 1967 ، الذي عرف بمؤتمر "اللاءات الثلاثة". بعد انتهاء المؤتمر بدات حملة احتجاجات داخل اللجنة التنفيذية تطالب باستقالته وكانت ذروتها يوم 14 ديسمبر 1967 ، عندما رفع سبعة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مذكرة إلى احمد الشقيري مطالبينه بالتنحي عن الرئاسة، "للأساليب التي تمارسون بها أعمال المنظمة". وأعلنوا استقالتهم من اللجنة. وهم: يحيى حمودة ، ونمر المصري ، وبهجت أبو غربية ، وأسامة النقيب ، ووجيه المدني ، ويوسف عبدالرحيم ، وعبدالخالق يغمور . وقد بادر الشقيري يوم 19 ديسمبر1967 إلى فصلهم جميعاً. لكن مصير الشقيري تحدد يوم 20 ديسمبر 1967 عندما انضم إلى المعارضين عبدالمجيد شومان رئيس الصندوق القومي الفلسطيني الذي قدم استقالته ، وبذلك اصبح العدد ثمانية اعضاء من الخمسة عشر ، وسرعان ما توالت المطالبة بتنحيته، من حركة فتح، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ما اضطر الشقيري ، إلى دعوة اللجنة التنفيذية بكامل أعضائهـا، إلى جلسة عقدت برئاسته، في مقر منظمة التحرير الفلسطينية، بالقاهرة، يوم 24 ديسمبر1967 ولكنه رفض أن يقدم استقالته إليهم، وقال أنا هنا جئت باسم الشعب. فأقدم استقالتي للشعب الفلسطيني. وهكذا وجه للشعب الفلسطيني في الخامس والعشرين من الشهر نفسه نداء أعلن فيه أنه قد تنازل عن رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية عندها قررت اللجنة التنفيذية أن يتولى يحيى حمودة أحد أعضائها رئاسة المنظمة بالوكالة، إلى حين انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني . ودعت في 25 ديسمبر1967 إلى القيادة الجماعية، ويعلّل الشقيري استقالته؛ بأنها ترجع إلى "مشكلته" مع "الملوك والرؤساء العرب، الذين لا يمكنه العمل معهم، ولا يمكن العمل بدونهم؛ وهذه هي المشكلة". ويرى أن للصحافة المصرية دوراً في استقالته ارسل احمد الشقيري بكتاب استقالته إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، مع كتاب آخـر باعتماد يحيى حمودة ، ممثلاً لفلسطين لدى جامعة الدول العربية.
بداية الانهيار
شكلت استقالة احمد الشقيري ضربة كبيرة للشقيريين وهم الأباء المؤسسين للمنظمة الذين كانوا إلى جانب الشقيري مؤسس منظمة التحرير الأول ، كان سعيد السبع وشفيق الحوت وأحمد صدقي الدجاني وحيدر عبد الشافي وآخرين جزء من هذه الحالة الشقيرية وهو ما يعرف بالتيار القومى العروبي داخل منظمة التحرير الفلسطينية الذين اصطلح على تسميتهم فيما بعد داخل المجلس الوطني الفلسطيني (المستقلين )، في تلك الفترة كيلت للشقيري الاتهامات فلسطينياً، بأنه صنع مؤسسة فلسطينية صورية ، طُبخت سياساتها من فوق – أي من خلال الأنظمة العربية – إلاَّ أن هذه المؤسسة كانت في عهده محافظة على ثوابتها الوطنية، ولم تتزحزح عنها قيد أنملة. وأن ورثته في قيادة المنظمة ، والذين ناصبوه العداء وكالوا له الاتهامات بالتقصير، ولم يمضِ على قيادتهم لهذه السفينة أقل من شهر على تنحيه، حتى كانوا قد بدأوا بالحيد عن مشروعها الرئيسي، وهو تحرير كامل الأراضي الفلسطينية دون نقصان، وبدأوا في البحث عن حلول سلمية للقضية الفلسطينية لا تتطابق مع نهج وسياسة المنظمة التى اسسها الشقيري . ومهما يكن من أمر، فإن أخطر ما تعرضت له منظمة التحرير الفلسطينية من تطورٍ في برنامجها الوطني بعيد تنحي الشقيري مباشرة، كانت عبر المجالس الوطنية الفلسطينية الواقعة تحت هيمنة الفصائل الفلسطينية ، ابتداءً من كانون ثانٍ (يناير) 1968، وحتى عام 1971، وبتأثير من حركة فتح ، التى تبنت فكرة إقامة دولة ديمقراطية في فلسطين ، يتعايش فيها العرب واليهود. أي أن منظمة التحرير تخلّت عن موقفها الرافض لوجود مهاجرين يهود في فلسطين ، بعد أن كانت تعتبرهم مستعمرين عنصريين خلال فترة الشقيري ، وكان المبرر لذلك هو كسب تأييد الرأي العام الدولي، واستقطاب القوى والأحزاب السياسية في العالم.
ما ان تولى يحيى حمودة رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية حتى نُسب له تصريح ونقلته جريدة النهار اللبنانية في 3 يناير1968، أقوال غاية في الخطورة، "إنه يجب مواجهة الأمور وعدم المطالبة بالمستحيل، نحن نقول لليهود حتى الذين أتوا إلى فلسطين بعد 1948: تريدون السلام والتعايش حقاً؟ تحرروا من الصهيونية كحركة سياسية وعقيدة متزمتة عنصرية ودينية، واقبلوا أن تعيشوا مع العرب في دولة فلسطينية، يهودية – عربية حيث يكون لكل فئة حصتها، حسب استحقاقها وحقوقها". وأضاف قائلاً: "كل شيء ممكن، إذا رفض يهود إسرائيل التخلي عن الصهيونية، علينا أن نقتسم فلسطين حسب العدالة والحق، والمعروف أن قسماً من فلسطين كان دائماً للعرب، في هذا الجزء عاش أجدادنا وماتوا ودُفنوا. هذا الجزء هو وطننا وتراثنا الروحي والثقافي، وهو منازلنا وأراضينا وتجارتنا. لم يكن يحق لأحد أن يسلبنا هذه الأملاك، التي هي جزء منا، ليعطيها لشعبٍ يبحث عن وطن لأن اليهود كانوا ضحية الاضطهاد النازي. لقد تمَّ كل شيء الآن ومن السخف أن نطلب من اليهود العودة إلى وطنهم الأصلي. إذا أرادوا البقاء في فلسطين بغير التخلي عن الصهيونية، فليحتّلوا الأجزاء من فلسطين التي لم تكن مستغلة قبل 1948 ، وليردُّوا إلينا الأجزاء التي سلبوها للعرب، وإلاَّ سيكون الصراع الدائم مهما كانت النتائج. صدّقني أنا ديمقراطي حتى العظم، ومؤيد حقيقي للسلام. ومع هذا يستحيل عليَّ أن أقبل أو أتخيّل الأمر الواقع الإسرائيلي في حالته الراهنة".
في كانون ثانٍ (يناير) 1968، رفع ياسر عرفات وحركة فتح شعار (الهدف) الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين ، وعلل هذا الامر أن ذلك يقدِّم حلاً إنسانياً تقدّمياً للمشكلتين الفلسطينية والإسرائيلية. ولكن أخطر ما انطوى عليه هذا الحل، أنه تحوُّل عن أهداف منظمة التحرير الفلسطينية ، قوامه الاهتمام بالوجود اليهودي القديم والجديد في فلسطين . واعتُبر هذا التحوُّل إيذاناً مبكراً بتسلل ما سُمي فيما بعد بالمواقف المعتدلة داخل منظمة التحرير الفلسطينية ، وهي الوجهة التي سيُقدّر لها الاتساع والتمدد بين قيادات منظمة التحرير الفلسطينية . ومن خلال ما سبق بيانه، يتضح أن ما ذكره يحيى حمودة الرئيس الثاني لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وما تبنّته حركة فتح ، إنما خرجا من مشكاةٍ واحدة، وأن ثمة تلاقحاً للأفكار والمواقف، وإن شئنا الدقة فإن توافقاً على تبني هذا المشروع كان موجوداً لدى الطرفين، وذلك على الرغم من إن احمد الشقيري لم يكن فقط أول من عارض القرار القرار 242، بل ورفض التفاوض مطلقاً مع إسرائيل كما هو معروف .
ضريبة اللاءات الثلاثة
في 16 سبتمبر 1968 وصلت برقية لسعيد السبع من درويش الابيض مدير عام الصندوق القومي ، كان من الواضح ان هذه الرسالة هى بناء على تعليمات من عبدالمجيد شومان الذي لعب الدور الاساس باسقاط احمد الشقيري ، كانت البرقية غير مؤرشفة وفيها استفسار عن مكان اقامته في الخرطوم ، واضعا عددا من العقبات الادارية امام استمرار عمله في الخرطوم، كان من الواضح ان هناك حملة تستهدف كل من كان على تحالف وثيق مع احمد الشقيري ، كانت هذه الرسالة مترافقة مع قرار نقله من الخرطوم، فقام بتسليم مكتب منظمة التحرير يوم 10 نوفمبر 1968 إلى عبد اللطيف أبو حجلة ، وانتقل للعمل بمقر الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة ، وخلال وجوده هناك حضر دورة المجلس الوطني الفلسطيني الخامسة عن قطاع المستقلين ، والتى انتخب فيها ياسر عرفات في 4 فبراير1969 وافتتح الدورة الرئيس جمال عبد الناصر وبعدها بثلاثة أشهر اصدر ياسر عرفات قرارا عين بموجبه صبري البنا ممثلا لحركة فتح في الخرطوم ، ترافق هذا القرار مع وصول جعفر النميري إلى الحكم بانقلاب عسكري فقام باعتقال رئيس الوزراء محمد أحمد المحجوب وإسماعيل الأزهري رئيس مجلس السيادة السوداني وبذلك كانوا الطرف الثاني الذي يدفع ثمن اللاءات الثلاثة بعد احمد الشقيري .
يقول صلاح الأزهري شقيق إسماعيل الأزهري ان اخاه تعرض للتسميم خلال فترة سجنه على يد جعفر النميري ، بينما يؤكد يقول القيادي الفلسطينى عاطف أبو بكر المنشق عن تنظيم المجلس الثوري جماعة صبري البنا ان الاخير مع جعفر النميري كانوا وراء تسميم الرئيس جمال عبد الناصر خلال زيارته الاخيرة إلى الخرطوم لافتتاح معرض الثورة الفلسطينية يوم 2 يناير 1970، اما روبرت فيسك فقد نشر تقريرا عبر صحيفة ذي إندبندنت البريطانية، يقول فيه انه حصل على وثائق تثبت ان صبري البنا ، كان جاسوسا اميركيا، يعمل لصالح سي .آي .إيه ، وانه عمل على توريط نظام الرئيس العراقي صدام حسين من خلال ايجاد صلة بينه وبين وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن تمهيداً لإدانة العراق واحتلاله ، إلاّ أنّ اجهزة الامن العراقية اكتشفت دور البنا فقامت بتصفيته.
اتفاقية القاهرة 1969
في بداية عام 1969 انتقل أبو باسل إلى لبنان بعد ان انهي مهمته في الخرطوم والقاهرة في محاولة لتنظيم العمل الفدائي انطلاقا من لبنان الا انه اصطدم بواقع الفلسطينين الماساوي داخل المخيمات وقوانين الدولة اللبنانية التى تحظر على الفلسطينين اي نشاط سياسي اضافة إلى تدخل الشعبة الثانية اللبنانية في شوؤن فلسطينيين بشكل مهين خلال فترة وجوده في شمال لبنان وقع اشكال فردي يوم 28 أغسطس 1969 داخل مخيم نهر البارد بين مواطنين فلسطينيين وعناصر من الدرك على خلفية بناء مكتب لحركة فتح ما لبث ان تطور إلى انتفاضة شعبية على اثر هذا الحادث اجرى سعيد السبع اتصال هاتفي مع الرائد سامي الخطيب تم على أثرها الإذن ببناء غرفة لقيادة الكفاح المسلح في مخيم نهر البارد . إلا إن قوات الدرك داهمت المخيم وأمرت بوقف البناء. ثم عاود الاتصال مرة اخرى بسامي الخطيب الذي كرر موافقته على الاستمرار في البناء ووعده بإبلاغ ذلك إلى السلطة العسكرية في منطقة الشمال.
وحين جرى استئناف العمل بالبناء في أعقاب الاتصال الثاني عادت السلطة من جديد وداهمت المخيم ادى هذا الامر إلى صدام عنيف بين المواطنين الفلسطينين والدرك اللبناني في تلك الفترة اخذ أبو علي إياد قرار القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في شمال لبنان وذلك بهدف اجبار الدولة اللبنانية على تشريع العمل الفدائي انطلاقا من لبنان فتم تنفيذ عملية عسكرية واسعة شملت الحدود الشمالية وتم السيطرة على ستة وسبعون مخفرا وتحرك فاروق المقدم والذي كان منتميا لحركة فتح في ذلك الوقت فسيطر على المخافر في منطقة سير الضنية وقلعة طرابلس الاثرية طبعا لم تكن هذه الخطوة الفلسطينية بعيدة عن زعيم الحركة الوطنية اللبنانية كمال جنبلاط ورشيد كرامي الذي استنكف عن تشكيل الحكومة إلى ما بعد توقيع اتفاق القاهرة 1969 استمرت الاحداث في شمال لبنان إلى ان تم التوقيع الرسمي في 3 نوفمبر 1969 في القاهرة بين ياسر عرفات وقائد الجيش اللبناني اميل بستاني وتحت إشراف وزير الدفاع المصري محمد فوزي.
كلف سعيد السبع الاشراف على تطبيق اتفاق القاهرة 1969 في شمال لبنان فقام باعادة الاسلحة وتسليم المخافر وقلعة طرابلس الاثرية إلى الجيش اللبناني إلا انه اصطدم مع فاروق المقدم الذي رفض الانسحاب من قلعة طرابلس الاثرية معتبراً أن الثورة الفلسطينية تخلت عنه لصالح الاتفاق مع الدولة اللبنانية فترك حركة فتح وعمد إلى تاسيس حركة التمرد والتي عرفت فيما بعد بحركة 24 تشرين. اتاح اتفاق القاهرة تنظيم العمل الفدائي فبادر أبو باسل إلى تاسيس قاعدة الشيخ زناد في عكار شمال لبنان كما انه ارسل العديد من الشباب اللبناني والفلسطيني للتدريب في قاعدة المنطار القريبة من طرطوس في تلك الفترة خطط لعدد كبير من العمليات مع ابن خاله الشهيد أبو علي اياد من ضمنها عملية خطف أول جندي إسرائيلي ( صمؤيل روزن فايزر ) كما انه ارسل في شهر اب من عام 1970 مجموعة اخرى بقيادة عمر موح ولقبه ( زيغود ) من مخيم نهر البارد لتنفيذ عملية اسر جندي إسرائيلي اخر وتم تحديد الهدف ما بين موقع المالكية (فلسطين) والمنارة، طبريا القريبة من الحدود اللبنانية الجنوبية استمرت المعركة طوال الليل وتم اسر جندي إسرائيلي واثناء انسحاب المجموعة دارت معركة اخرى بعد ان احضر الاحتلال قوات اسناد ودعموا هجومهم بالسلاح الجوي فاصيب الشهيد عمر موح (زيغود) اصابة بالغة ادت إلى استشهاده ورفيقيه الشهيد موسي وحش العوض والشهيد محمد حليحل وتم تعليق الجثامين على جدار المستعمرة بعد تفخيخها في محاولة من قوات الاحتلال لاستدراج الفدائيين الفلسطينيين على القيام بعملية لاستعادة الجثامين ، شكلت هذه العملية نهجا وقدوة لمئات الشباب الذين التحقوا بالمقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وهي تعتبر فاتحة العمليات الفدائية في جنوب لبنان وأصبحت ملكا لتاريخ ومقاومة شعب فلسطين .
عملية اسر صمؤيل روزن فايزر
وقعت هذه العملية بتاريخ 1-1-1970 في منطقة المطلة على الحدود بين لبنان و فلسطين المحتلة عندما ارسل سعيد السبع خمسة عشر رجلا بتاريخ 12-12-1969 من قاعدة الشيخ زناد التى اسسها في عكار بشمال لبنان و جزء منهم من قاعدة المنطار القريبة من طرطوس إلى قاعدة في منطقة العرقوب كانت تحت امرة الشهيد حسين الهيبى , كان جميع افراد المجموعة المنفذة اعضاء ناشطين في حركة فتح , و هذه العملية هى بناء على اتفاق مسبق بين سعيد السبع وابن خاله وليد احمد نمر النصر الملقب أبو علي إياد الذى وصل إلى منطقة العرقوب يوم راس السنة واجتمع مع افراد المجموعة التى كان على راسها إبراهيم الشناوى الذى اخذ من أبو علي إياد الضوء الاخضر لتنفيذ عملية خطف جندى اسرائيلى , و من هناك تم اقتحام الحدود, كانت العملية بهدفين الأول زرع متفجرات على الطرق التى يسلكها جيش الاحتلال , اضافة إلى خطف جندى اسرائيلى كان صمؤيل روزن فايزر في فترة خدمته في منطقة المطلة كحارس ليلى عندما وقع في كمين المجموعة الفدائية , وهو من سكان منطقة كريات متزكين قرب حيفا تم نقله على عجل إلى منطقة العرقوب حيث بقى أبو علي إياد بانتظارهم طوال اليل وما ان وصل إبراهيم الشناوى حاملا الجندى الاسرائيلى على كتفه حتى اندفع أبو علي إياد فرحا بهذا الانجاز الكبير الذى لم يتوقعه فبادر من دون وعى إلى حضن الجندى الاسير قائلا له (انت جيت انا ناطرك من زمان) فوضعه بسرعة في سيارته وانطلق به مسرعا نحو الاراضى السورية متخوفا من عملية إسرائيلية مباغتة لتخليص الاسير الذى وقع في ايدى المقاومة و من دمشق كلف أبو علي إياد من كان معه التوجه بالجندى الاسرائيلى نحو مدينة حلب السورية ليتم ايهام الجندى انه اصبح في العراق حيث كانت السيارة التى بها الجندى تدور به في مناطق حلب مدة ثمانية واربعون ساعة جن جنون غولدا مائير و وزير دفاعها موشى ديان الذى اصدر في اليوم التالى للعملية امرا للواء جولاني و هى وحدة النخبة في الجيش الاسرائيلى للدخول إلى قرية كفركلا اللبنانية الجنوبية , حيث تم خطف تسعة جنود لبنانيين اضافة إلى اثنا عشر مدنيا و مصادرة عدد من الاسلحة العائدة للجيش كما تم قصف الرادارالموجود في المكان كان الهدف الاساسى من هذه الخطوة تحميل الحكومة اللبنانية المسوؤلية عن هذا العمل من اجل ان تضغط بدورها على الفدائيين الفلسطينيين لاعادة الجندى الاسير
بعد عملية الخطف باربعة ايام اعلنت حركة فتح ان صمؤيل روزن فايزر بحوزتها , و هى جاهزة لعملية تفاوض مباشرة مطالبة بالافراج عن مئة اسير فلسطينى معتقلين في سجون الاحتلال لكن الحكومة الإسرائيلية لم تكن لتوافق على بدء مفاوضات حول الاسرى حتى لا يعتبر هذا الامر بمثابة اعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية اضافة إلى اعترافها بالاسرى الفلسطينيين كاسرى حرب تقول الرواية الإسرائيلية عن الحادث ان صمؤيل روزن فايزر تم نقله خارج لبنان إلى سوريا و من هناك إلى العراق و الأردن و الحقيقة ان هذه الرواية غير صحيحة حيث تم نقله من العرقوب إلى دمشق و من هناك إلى حلب وبقى الاسير الاسرائيلى في سيارة أبو علي إياد مع مجموعة من مرافقيه في منطقة حلب لمدة يومين بعدها تم نقله إلى مدينة دمشق , وهناك اجرى مقابلة مع صحفى اجنبى اعتقد فيها الاسير الإسرائيلي انه في الأردن بينما كان في سجن الغوطة القريب من دمشق التابع لحركة فتح تحت اشرف محمد النصر شقيق أبو علي إياد والذى علمه اللغة العربية في تلك الفترةاطلق تصريحات يتمنى فيها العودة إلى هنغاريا مسقط راسه في الاخير و بعد ضغط كبير من الاوساط الدولية اضافة إلى الحكومة اللبنانية تم التوصل إلى تسوية يتم فيها الافراج فيها عن أول اسير فلسطينى و هو محمود بكر حجازى الذى توكيل عنه المحامي الفرنسي الشهير، جاك فرجاس، مقابل صمؤيل روزن فايزر في منطقة الناقورة بتاريخ 28-2-1971
استشهاد أبو علي إياد
ادى الغياب المفاجئ لابو علي اياد واصدار ياسر عرفات بيان استباقي يعلن فيه استشهاد أبو علي إياد في الأردن إلى تفجر خلافات عميقة بين ابو عمار وسعيد السبع ، كان أبو باسل ضد التسرع باصدار بيان النعي ، لانه اعتبر ان النعي هو بمثابة اعدام للقائد أبو علي اياد ، خاصة انه من الممكن ان يكون قد وقع في الاسر او انه جرح خلال المعارك مع العلم ان االرئيس السوري حافظ الأسد والذي تربطه علاقة مميزة مع أبو علي اياد ، اوفد العماد مصطفى طلاس للتفاوض رسميا مع الحكومة الأردنية من اجل تامين خروجه ، كما انه ارسل سرا وحدة كومندوس من الضباط السوريين برئاسة حكمت الشهابي من اجل البحث عن أبو علي اياد في منطقة الاغوار على الحدود القريبة من فلسطين المحتلة يوم تشييع الجنازة الرمزية لابو علي اياد في دمشق ووسط حالة من الاحتقان الشديد من قبل افراد اسرته على ياسر عرفات الذي اصدر بيان النعي ، حدثت مشادة كلامية داخل منزل والد أبو علي اياد بين احد افراد العائلة وابو عمار ورفع فيها السلاح بوجه عرفات، وكادت ان تتطور الامور إلى مذبحة داخل المنزل ، كما ان عددا من الضباط الفلسطينين القربين من تيار ابو علي ابدى رغبة في تنظيم انتفاضة وانشقاق على قيادة حركة فتح وياسر عرفات ، ولكن العائلة لم تكن ترغب ان تتحول دماء ابو علي إلى مناسبة لتفتيت وحدة الصف واجهاض الثورة الفلسطينية الوليدة ، فتم العض على الجرح وتفويت الفرصة على المتربصين
لا شك ان هذه الحادثة الاهانة تركت في نفس ياسر عرفات اثرا عميقا ، فبدأ بحملة واسعة تستهدف كل المقربين من ابو علي ، فتم اقصاء شقيقه الحاج نصر من اي مسوؤلية ، كما انه فرض حصارا ماليا على القواعد العسكرية التي تاتمر باوامر ابو يوسف الكايد ، ثم بداء يحاصر سعيد السبع داخل التنظيم الشعبي الفلسطيني عبر تحريض الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واقصاء كل الاشخاص القربين منه ، وقد سبق هذه الامر اغتيال رئيس وزراء الأردن وصفي التل تحت حجة الثار لابو علي اياد ، لكن الامر الملفت والغريب ان الذي قام بالعملية هو ابو حسن سلامة المرتبط مع جهاز وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية عبر ضابطها في بيروت روبرت اميس ، هذه العملية وغيرها من العمليات مثل ميونيخ 1972 واستهداف السفارة السعودية في الخرطوم عام 1973 تضع العديد من علامات الاستفهام حول الدوافع الغايات
التنظيم الشعبي الفلسطيني
في منتصف عام 1971 صدر قرار بتعيين سعيد السبع مديرا عاما لدائرة التنظيم الشعبي نائبا لفاروق القدومي وكانت تعتبر من أهم دوائر منظمة التحرير الفلسطينية حيث ان ربع اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني (البرلمان الفلسطيني ) يتم فرزهم عبر هذه الدائرة التى يتبع لها الاتحادات والنقابات اضافة إلى المجلس الاعلى لرعاية الشباب الفلسطيني في تلك الفترة اعاد تنظيم الاتحادات والمنظمات الشعبية بعد خروج الثورة الفلسطينية من الأردن فعمل على تنظيم الانتخابات لاتحاد المعلمين والمرأة والعمال والمحامين والأطباء اضافة للكتاب ، كما تقدم باقتراح لوزراء الرياضة العرب من اجل تنظيم كأس فلسطين لكرة القدم بدلا من كأس العرب لكرة القدم فتم تبني الاقتراح وعقدت الدورة الأولى في بغداد بالعراق في يناير 1972
وفى نهاية 1971 وصلته دعوة من جمهورية الصين الشعبية للمشاركة في مؤتمر الصداقة لشعوب اسيا وأفريقيا سافر إلى الصين على راس وفد كبير واستمرت هذه الزيارة مدة شهر كامل وكانت بداية لتعاون حقيقى وفعلى بين الطرفين اثمرت عن طلب سعيد السبع لسلاح وعتاد من الجانب الصينى وذلك خلال لقائه مع رئيس وزراء الصين تشو ان لاى وقد جاء هذا الطلب في الوقت الذي كانت فيه الثورة الفلسطينية بأمس الحاجة للسلاح خاصة بعد الخروج من الأردن على اثر معارك جرش وعجلون، في ذلك الاجتماع وافق تشو ان لاى على المطلب الفلسطينى مع زيادة الكميات المطلوبة اضعاف الطلب الفلسطينى مما استدعى سعيد السبع للاستفسار عن هذا الامر من الرئيس تشو ان لاى الذى قال له ان ما طلبته يا رفيق وما زدنا عليه لا يكلفنا الا مؤتمر صحفى على التلفاز ندعو به الشعب الصينى للعمل دقيقة اضافية لصالح الشعب الفلسطينيبعد ان وافق الصينيون على تزويد الثورة الفلسطينية بباخرة السلاح طلب منهم سعيد السبع تحويلها إلى مرفأ اللاذقية في سوريا، وأجرى اتصالاً مع ياسر عرفات يبلغه بامر الباخرة ، فطلب منه ياسر عرفات تحويلها إلى العراق ووضعها بعهدة معتمد فلسطين في العراق صبري البنا ، بحجة ان نظام الرئيس السوري حافظ الأسد سوف يصادرها في حال وصولها إلى مرفأ اللاذقية ، وفي منتصف عام 1972 وصلت باخرة السلاح الصينية إلى ميناء البصرة في العراق واستلمها عاطف أبو بكر وإبراهيم صيدم مسؤول التسليح ، وتم تخزينها في مستودعات حركة فتح في العراق وعندما انشق صبري البنا المعروف ابو نضال قام بمصادرة السلاح وبيع اجزاء منه ، كانت هذه السفينة هى أول مدد لتنظيم المجلس الثوري الذي ظهر عام 1974 ، وقد قدرت حمولة السفينة بخمسة مليون دولار في ذلك الوقت .
الموساد يحاول اغتيال سعيد السبع
في بداية عام 1972 م تقدم سعيد السبع برسالتين إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السيد أفري بروندج يطلب فيها المشاركة بوفد فلسطيني في بطولة الالعاب الاولبية ، وذلك عندما كان يراس المجلس الاعلي لرعاية الشباب الفلسطيني الا ان الحكومة الألمانية رفضت الطلب الفلسطيني وعلي اثر هذا الرفض اخذ الشهيد صلاح خلف قرارا بارسال مجموعة من منظمة أيلول الأسود إلى ميونخ لخطف اعضاء الفريق الإسرائيلي والمطالبة بالافراج عن 234 فلسطينيا معتقلين في السجون الاسرائلية اضافة إلى أولريك ماينهوف واندرياس بادر زعيما منظمة بادر ماينهوف الألمانية بعد عملية ميونخ وضعت غولدا مائير قائمة اغتيالات لعدد من قادة المقاومة الفلسطينية فوصله مايك هراري رئيس وحدة كيدون الإسرائيلية بعد عملية فردان مباشرة والتى وقعت بتاريخ 10/4/1973 واقام مع مجموعته حول منزله في طرابلس (لبنان) الا ان تحركات حجاي هداس المريبة و الذي كان تحت اسم (اورلخ لوسبرغ) حامل جواز سفر ألماني مزور والذي سكن في شقة خطيبته جميلة معتوق المواجهة لشقة سعيد السبع دفعت أبو باسل لتكليف عدد من الفدائيين لمراقبته فتبين انه يتردد علي محل رينوار للتصوير في شارع عزمي وسط مدينة طرابلس (لبنان) وعند مراجعة صاحب المحل تبين ان لديه مغلف صور يحتوي علي كل اقسام منزل سعيد السبع بالعدسة المكبرة وتعود ملكيته للسائح الاسكتلندي (جيمس بول)اسمه الحقيقي تسفي زامير ادى هذا الكشف الي افشال عملية الاغتيال و هروب كل المجموعة المكونة من ثلاثة بريطانيين رجلان و امراة يعتقد انها سلفيا روفئيل والذين كانوا مقيمين فوق منزله والقس الاميركي (روبرت مالوي)اسمه الحقيقي مايك هراري والذي كان يسكن فوق الشقة التي يقيم فيها اورلخ لوسبرخ وجيمس بول الذي تبعد شقته خمسين متر عن شقة اورلخ لوسبرخ وشقة أبو باسل و التي منها تم اخذ اغلب الصور ادي هذا الحادث إلى هروب فريق الاغتيالات ومغادرتهم لبنان بتاريخ 20/6/1973 ما عدا اورلخ لوسبرخ. بعد مغادرة فريق الموساد لبنان إلى إسرائيل تم وضع خطة اخرى بحيث كلف اورلخ لوسبرخ بتاريخ 10/7/1973 ثلاثة لبنانيين بخطفه وحضر بيان يحمل اسم منظمة ميونخ 72 التى اسسها في مدينة طرابلس (لبنان) يتبني فيها عملية الخطف والهدف منها اتهام سعيد السبع بخطف السائح الألماني ردا علي موقف الحكومة الألمانية السلبي من الخاطفيين الفلسطينين في ميونخ كان الهدف من هذه العملية الايقاع بين الدولة اللبنانية والفدائيين في شمال لبنان وتجديد المعارك التى اندلعت بين الدولة اللبنانية والفدائيين الفلسطينيين في شهر ايار بعد عملية فردان والتي راح ضحيتها ثلاثة من قادة المقاومة كمال عدوان كمال ناصر محمد يوسف النجار الا ان الضابط اللبناني النقيب عصام ابو زكى قائد شرطة مدينة طرابلس (لبنان) في ذلك الوقت كان له بالمرصاد بعد ان جمع عدد من المعلومات وتوصل إلى ان اورلخ لوسبرخ هو من قام بخطف نفسه فتوجه إلى حقل العزيمة في منطقة سير الضنية فألقي القبض عليه وحوله للتحقيق مع عشرين شخص اخرين إلى المحكمة العسكرية والتى اعترف فيها انه كان يراقب منزل سعيد السبع اضافة إلى انه حام حول قصر بعبدا كما انه التقط صور لقصر الرئيس سليمان فرنجية في اهدن شمال لبنان اضافة إلى تردده إلى المختارة والتقاط صور لقصر كمال جنبلاط الا ان تدخلات كثيرة من السفارة الألمانية والأمريكية والشعبة الثانية اللبنانية وياسر عرفات تحرك من جهته فارسل مسوؤل الكفاح المسلح الفلسطيني في شمال لبنان إبراهيم البطراوي ليتدخل لدى النقيب عصام أبو زكي من اجل اقناعه بالافراج عن الجاسوس اورلخ لوسبرخ اسمه الحقيقي حجاي هداس تحت حجة انه مناضل اممي يناصر القضية الفلسطينية وله افضال على الفدائيين الفلسطينين عندما كان يدربهم في مخيم البداوي ، فرفض النقيب عصام أبو زكي هذا الامر بشدة وابلغه ان الألماني اورلخ لوسبرغ تم تحويل ملفه إلى المحكمة العسكرية والموضوع خارج صلاحياته ، جميع هذه التدخلات ادت الي اقفال ملفه و مغادرته لبنان ليتبين لاحقا ان اورلخ لوسبرغ ما هو الا الضابط الاسرئيلي حجاي هداس والذي شغل فيما بعد منصب مدير وحدة كيدون خلال رئاسة شبتاي شافيت لجهاز الموساد وترفع حتى اصبح الرجل الثالث في الجهاز
جريدة الانوار اللبنانية تتحدث عن شبكة الموساد فى طرابلس لبنان |
فشل الموساد في ليلهامر
برغم ان جهاز الموساد حقق الكثير من العمليات الناجحة في عام 1973 الا انه إرتكب الكثير من الأخطاء أثناء حربه الامنية مع الفلسطينين ، يقول رونين بيرغمان الخبير المقرب من الموسسة الامنية الإسرائيلية ان جهاز الموساد نفذ خلال اربعة عشر شهرا التي سبقت وتلت عملية فردان أكثر من خمسين عملية امنية، استهدفت قادة العمل الوطنى الفلسطينى من اغتيال ومحاولة اغتيال وتصفية ، ولم يعلن الا عن خمس وعشرون عملية ، وهناك الكثير من الضحايا الذين قضوا في تلك العمليات ولم يعرف حتى الان انهم كانوا ضحايا لعمليات الاغتيال من قبل فريق كيدون ، بالعودة إلى الاخفاقات التى وقع بها جهاز الموساد ، فان اكتشاف أبو باسل لعملية تصوير منزله دفعته لابلاغ الامن العام اللبناني وهذا يعتبر الاخفاق الأول ، ثم تلاه محاولة اورلخ لوسبرخ خطف جول مسعد قنصل المانيا الغربية في مدينة طرابلس (لبنان)ومحاولة لوسبرخ الصاق التهمة بسعيد السبع انه وراء خطف القنصل او قتله في محاولة من جهاز الموساد لافتعال مشاكل بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الألمانية خاصة ان هذه المحاولة جاءت بعد عملية ميونخ الشهيرة ، ومن ثم اقدامه على تدبير عملية خطف نفسه بالتعاون مع ثلاثة لبنانيين وخطيبته جميلة معتوق ، واصدار بيان باسم منظمة وهمية كان قد انشائها في طرابلس تحمل اسم منظمة ميونخ 72 تتبنى عملية خطفه وتطالب الحكومة الألمانية بدفع مبلغ 15 مليون ليرة لبنانية ، في محاولة اخرى من جانبه لاتهام سعيد السبع انه وراء عملية خطفه بسبب موقف الحكومة الألمانية المتماهي مع الاسرائليين خلال تنفيذ عملية ميونخ ، فتم اعتقاله من قبل النقيب عصام أبو زكى ، واعترف امامه انه كان مشاركا في عملية فردان وانه كان يراقب منزل سعيد السبع تمهيدا لاغتياله ، جميع هذه الاخفاقات ودور بعض الجهات الامنية اللبنانية والاطراف الفلسطينية التى كانت على تعاون وتنسيق مع شبكة اورلخ لوسبرخ والذي كان يتلقي التمويل عبر جهات فلسطينية في لبنان وتحويلات بنكية من سويسرا والمانيا عبر بنك علي جمال في بيروت ، الجهات الفلسطينية المتورطة معه سهلت دخوله إلى مخيم البداوي في شمال لبنان لتدريب عناصر الكفاح المسلح الفلسطيني ، كل هذا المعطيات والاعترافات ظهرت بعد اعتقال عصام أبو زكى له في سير الضنية فتم تكليف إبراهيم البطراوي مسوؤل الكفاح المسلح في شمال لبنان الاتصال مع عصام أبو زكى ومحاولة التوسط لديه للافراج عن اورلخ واغلاق ملفه ، بحجة انه مناضل اممى مناصر للقضية الفلسطينية، لكن النقيب أبو زكى ابلغ المسوؤل الفلسطيني ان ملف اورلخ اصبح في المحكمة العسكرية وانه اعترف بمشاركته في عملية فردان ، ومراقبته لمنزل سعيد السبع تمهيدا لاغتياله ،كما انه اعترف لدى المحكمة انه نقيب في الجيش الإسرائيلي واسمه الحقيقي حاييم روفيل
اعترافات اورلخ لوسبرخ او حاييم رؤفئل كما ادعي وافتضاح دوره وشبكاته دفعت جهاز الموساد لتنفيذ عملية اغتيال أحمد بوشيقي بمدينة ليلهامر في بالنرويج يوم 21 يوليو 1973 اي بعد عشرة ايام من اعتقال حاييم روفيل في قرية حقل العزيمة بسير الضنية ، واعلنت إسرائيل من تل ابيب انها قتلت علي حسن سلامة مسوؤل القوة 17 لدوره في عملية ميونخ مع ان صلاح خلف اكد ان لا دور له في عملية ميونخ ابدا ، إسرائيل التي اعلنت انها أخطأت الهدف بقتل بوشيقي الذي يشبه ابو حسن سلامه، كان هدفها التستر على دور اطراف عديدة انكشفت في طرابلس وفردان ، فمن يدقق في صور الشخصيتين علي حسن سلامة و أحمد بوشيقي لا يجد ان هناك تشابه بين الاثنين ، كما انه من المعروف عن جهاز الموساد انه يسكن بجانب الضحية قبل ستة أشهر على الاقل من تنفيذ جريمته ، فيقوم برصد الضحية واخذ العديد من الصور له ولعائلته وزواره ، كما انه يرسم مجسم لشقته ، كما حدث في فردان حيث استاجر جهاز الموساد عدت شقق حول منزل القادة الثلاثة ، وهذا ما حدث عند محاولة اغتيال ابو باسل ، فقد استاجر الموساد عدد من الشقق حول منزله وفوق شقته ، ولا يمكن ان يقوم جهاز محترف بحجم وكفاءة الموساد بتصفية شخص لمجرد تشابه كما يدعي ، الشىء الاخر الملفت ، هل من المعقول ان يسافر رئيس جهاز امنى فلسطينى إلى قرية ليلهامر النرويجية ليعمل في فندق ويتنكر بشخصية نادل مغربي ويقوم بتقديم القهوة والشاي للزبائن ؟ كارثة الموساد في ليلهامر لم تكن بسيطة ، اعتقال ستة ضباط من جهاز الموساد في النرويجاضافة لاخفاقات الموساد في لبنان التى تكللت باعتقل حاييم رؤفيل في طرابلس ، دفعت جولدا مائير لاصدار اوامرها بوقف العمليات الخارجية فورا ، كما ان شبتاي شافيت قدم استقالته إلى مدير الموساد تسفي زامير، لم يتوقف الامر هنا بل ان مايك هراري مدير وحدة كيدوان قدم استقالته ايضا ، يعتبر شهر تموز من عام 1973 شهر الكوارث لجهاز الموساد ، الذي اصبح يدرس في مناهجه خطأ طرابلس الذي تسبب باعتقال سبعة ضباط من وحدة كيدون
خلاف سعيد السبع مع ياسر عرفات
في نهاية عام 1972 بدات المشاكل تتصاعد مع ياسر عرفات على خلفية استشهاد أبو علي إياد في الأردن والاقصاء المتعمد لكل من يمت بصلة لأبو علي إياد فكان الصدام المسلح لانهاء ظاهرة ابو يوسف الكايد في البقاع وبعدها بعشرة ايام تعرض سعيد السبع وزوجته إلى حادث سير مدبر على الطريق الدولي الذي يربط بيروت طرابلس أدى هذا الحادث إلى إقعاده عن العمل وعدم قدرته على الحركة وتم نقله للعلاج في المستشفي العسكري التابع الجيش المصري في القاهرة ترافق هذا الامر مع انتقال فاروق القدومي من دائرة التنظيم الشعبي إلى الدائرة السياسية وتم تعيين أحمد اليماني خلفا له الذي بدأ بعملية اقصاء لكل الكادر المحسوب على سعيد السبع والذي كان له الدور الاساس في العمليات العسكرية التى انطلقت من جنوب لبنان لم تكن خطوة أحمد اليماني بعيدة عن ياسر عرفات، وفي النصف الثاني من عام 1973 ترك سعيد السبع منظمة التحرير الفلسطينية التى بدات تتبني فكرة الحل السلمي الذي تبلور ببرنامج النقاط العشر ، وتلقّى في عام 1974 دعوة لزيارة العراق من قبل صديقه القديم في حركة الضباط الأحرار الأردنيين، شاهر أبو شحوت لقبه أبو جبار الذي عين كمدير لمكتب فلسطين والكفاح المسلح في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهناك في منتصف الليل عند الساعة الرابعة فجرا اتصل به عامل المقسم في فندق فلسطين (بغداد) ليخبره بوجود شخص اسمه صبري البنا ويريد مقابلته ، جاءه ابو نضال إلى الفندق عارضا عليه العمل ضد ياسر عرفات قائلا له انت تعرف انني الابن المدلل لياسر عرفات من ايام مكتب الخرطوم وما خلافي معه الا بسبب مقتل ابن خالك في الأردن أبو علي إياد استمر الحوار حتى شروق الشمس ، في تلك الفترة اقام ابو نضال معسكر لمنظمته واطلق عليه اسم معسكر الشهيد أبو علي إياد رافعا شعار الثار لمقتله ، لم يقتنع سعيد السبع بطرح ابو نضال، وغادر العراق من دون الاتفاق مع صبري البنا ، بعد عامين من هذا اللقاء توجه الحاج نصر النصر شقيق أبو علي إياد إلى العراق فتم اغتياله على يد ابو نضال بظروف غامضة.
عودة سعيد السبع إلى منظمة التحرير الفلسطينية
في عام 1979 وعلى اثر وساطة قام بها صلاح خلف لاصلاح ذات البين بينه وبين ياسر عرفات، عاد إلى منظمة التحرير الفلسطينية بعدما اصدرت اللجنة التنفيذية قرارا عينت بموجبه سعيد السبع عضوا في مجلس التخطيط الاعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ساهم في تلك الفترة مع صديقه أحمد صدقي الدجاني في تطوير عمل مجلس التخطيط الذي يتألف من أعضاء سابقين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو الوحيد الذي لم يكن عضوا سابقا في اللجنة التنفيذية برغم ذلك فقد تم تعينه نظرا لاقدميته.
قبيل الاجتياح الإسرائيلي لبيروت 1982 اتصل به صلاح خلف وارسل له عاطف بسيسو الذي تبين انه شحن باخرة سلاح من ألمانيا الشرقية على اسمه إلى مرفأ طرابلس، لبنان كانت الباخرة تحوي عددا كبيرا من السيارات تمويها ، وبعدها بفترة تكررت زيارات عاطف بسيسو ، وكان معه في إحداها مجموعة من الضباط الالمان كان رئيس ألمانيا الشرقية إريش هونيكر قد ارسلهم لتدريب مقاتلي الثورة الفلسطينية فتم تاسيس معسكر تدريبي لهم في مخيم البداوي شمال لبنان
لم يمض وقت كثير حتى بدأ غزو لبنان 1982 مما ادى إلى توقف عمل مجلس التخطيط في بيروت كما تم اغلاق قاعدة الضباط الالمان ورحلت جميع مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان
وفاة سعيد السبع
في بداية عام 1995 بدات تظهر عوارض غربية على سعيد السبع بعد عودته من الأردن كانت بدايتها انفلونزا شديدة، فذهب إلى طبيب في مدينة طرابلس، لبنان لمعاينته فوصف له علاجًا للرشح ، ورجح التشخيص في البداية شكلاً من أشكال الرشح الشديد، وكانت العوارض تصب في هذا الاتجاه بقي على هذه الحال لمدة شهر، ولم يتعاف مع آلام في كل أنحاء جسمه، ثم تطور الأمر إلى سعال مع دماء، واستفحل وضعه الصحي بسرعة، لم يتوقع الأطباء أن يكون المرض عضالا، آلام في الظهر بشكل لا يُحتمل، وعدم المقدرة على تقبل الغذاء بكل أشكاله، خلال زيارة أحد الاطباء له طلب منه صورة سكانر، ظهرت النتيجة في اليوم التالي، هو يعاني من انتشار سرطان الرئة، بدأت رحلة جديدة من المعاناة، فكان يسافر شهريًّا إلى الأردن لأخذ العلاج الكيميائي، وهناك اهتم به أخصائيون في الأردن وأجروا له كل الفحوصات اللازمة.
استفحال المرض
لكن عند عودته إلى لبنان كل شهر كانت عائلته تلاحظ أن التدهور في صحته كان كبيرًا، تغير رهيب في مظهره وقوته، تورم كبير في كتفه الاأيسر، استولى الوهن والضعف على جسمه، لكن وعيه بقي كاملا، كذلك قدرته على التركيز. كان مهتمًّا بعدم إظهار الضعف امام عائلته، لكن صلابة الارادة لاتكفي وحدها لاخفاء التدهور . أغلب الظن انه ادرك تفاقم حالته ، لكنه لم يكن يرغب في اظهار ذلك ، تمسك في جدول أعماله اليومي، وكان يسأل الزائرين عن بعض المسائل السياسية وأخبار فلسطين، موحيًا أنه في وضع طبيعي. في أواسط يونيو تزايد التدهور، فسافر إلى الأردن، وقال الأطباء الأردنيون إنهم غير قادرين على القيام بأكثر مم قاموا به وتوفي في 30 يونيو 1995 الموافق ليوم الجمعة 2 من شهر صفر 1416 هـ في الأردن.
يُشار في هذا الصدد إلى انه عند وفاته عام 1995 كان شبتاي شافيت قد تقلد منصب مدير جهاز الموساد وهو الذي كان يتابعه في السودان خلال مشاركته في مؤتمر القمة العربية في الخرطوم 1967 ، وحجاي هداس الذي قبض عليه في مدينة طرابلس، لبنان عام 1973 عندما كان يخطط لاغتياله، أصبح مديرا لوحدة (كيدون) المكلَّفة بتنفيذ عمليات الاغتيال
اقتباسات وصور من حياة سعيد السبع
- لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو
- «إن شعب (فلسطين) هو طليعة الامة العربية في مواجهة الاستعمار الصهيوني »
- «ان لم نستطيع تحرير (فلسطين) في زمننا فحق الاجيال علينا أن نترك لهم القضية كما استلمناها»
- «(فلسطين) ارض وقف إسلامي لا يجوز لاحد التفاوض عليها او التنازل عنها »
الله يرحمك يا ابو باسل كنت ونعم الرجال الذين انجبتهم قلقيلية
ردحذفكان لنا زملاء فلسطينيين ونحن فی الكلية الحربية اتذكر منهم سلامة ابو غالی وكان من اشجع وارجل الرجال وتخرجنا عام 66 ولم اسمع عنة بعد ذلك اتمنی ان يكون بصحة جيدة
ردحذف