المعالم الدينية والسياحية والاثرية والتاريخية في القدس
من يدرس الأماكن المقدسة للديانات الثلاث في مدينة القدس، يتعرف على تاريخ المنطقة سواء من الناحية السياسية، أو الاقتصادية، أوالاجتماعية، أو الثقافية. فهي المرآة التي عكست حضارة الشعوب التي أمتها على مر العصور.
ولعل هذه المدينة والتي تعد من أقدم وأقدس المدن على سطح الأرض، تمثل الروح بالنسبة للديانات الثلاث، كانت محط أنظار البشرية منذالعصور الأولى، فهي مهد المسيحية؛ وهي عند المسلمين، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
المعالم والاماكن الإسلامية في القدس
مدينة القدس حافلة بالمباني الأثرية الإسلامية، يوجد بها حوالي مائة بناء اثري، منها المساجد والمدارس والزوايا والتكايا والترب والربط والتحصينات. والعديد من المباني التي ذكرت في كتب التاريخ زالت معالمها.
المسجد الاقصى:
يقع مبنى المسجد الأقصى المبارك أو ما يعرف بالمسجد القبلي في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، الذي تبلغ مساحته 142 دونما، أما مساحة مبنى المسجد القبلي فتبلغ 4500 متر مربع، شرع في بنائه الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي، وأتمه الوليد بن عبد الملك سنة 705م، ويبلغ طوله 80 متراً، وعرضه 55 متراً، ويقوم الآن على 53 عموداً من الرخام و49 سارية مربعة الشكل. وكانت أبوابه زمن الأمويين مصفحة بالذهب والفضة، ولكن أبا جعفر المنصور أمر بخلعها وصرفها دنانير تنفق على المسجد، وفي أوائل القرن الحادي عشر، أصلحت بعض أجزائه وصنعت قبته وأبوابه الشمالية.
أبواب المسجد الأقصى:
قباب الأقصى:
يوجد في ساحة الحرم الشريف عدة قباب فضلاً عن قبة الصخرة المشرفة، تم تعميرها في الفترات الإسلامية، الأيوبية والمملوكية والعثمانية؛ لتكون مراكز للتدريس أو للعبادة والاعتكاف، أو تخليداً لذكرى حدث معين. وقد انتشرت هذه القباب في صحن قبة الصخرة وساحة الحرم الشريف وهي:
1- قبة الصخرة:
بنيت قبة الصخرة في قلب الحرم القدسي الشريف، في الجهة الشمالية، قبالة المسجد الأقصى المبارك، فوق الصخرة التي عرج منها الرسول محمد (ص) إلى السموات العلى.
2- قبة الأرواح:
تقع إلى الشمال من قبة الصخرة بالحرم الشريف، وتعود إلى القرن العاشر الهجري، ولعلها سميت بذلك لقربها من المغارة المعروفة باسم مغارة الأرواح. تتكون القبة من بناء قوامه ثمانية أعمدة رخامية، يقوم عليها ثمانية عقود مدببة.
3- قبة موسى:
أنشأها الصالح أيوب سنة 647 هـ / 1249 ـ 1250م كما ظهر في أحد نقوشها. وتتكون من غرفة مربعة تعلوها قبة، ويوجد فيها عدد من المحاريب بالداخل والخارج، وللقبة مدخل شمالي.
4- قبة الخضر:
تقع بالقرب من الرواق المؤدي إلى صحن قبة الصخرة، يرجح أنها أُنشئت في القرن العاشر الهجري. وهي قبة صغيرة مرفوعة على ستة أعمدة من الرخام، فيها زاوية تسمى زاوية الخضر، تتكون من ستة أعمدة رخامية جميلة، فوقها ستة عقود حجرية مدببة.
5- قبة السلسلة:
تقع في ساحة الحرم القدسي الشريف، يقال أن الخليفة عبد الملك بن مروان بناها لتكون بيتاً للمال.
6- قبة المعراج:
أنشأها عام 795هـ 1021م الأمير عز الدين أبو عمرو عثمان الزنجلي، متولي القدس الشريف. والقبة عبارة عن بناء مثمن الشكل، يقوم على ثلاثين عموداً، جدرانه مغطاة بألواح من الرخام الأبيض، والقبة مغطاة بصفائح من الرصاص. تقع القبة في الجهة الشمالية الغربية من قبة الصخرة المشرفة، بنيت كتذكار لعروج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى السماء.
7- قبة سليمان:
تقع في ساحة الحرم، بالقرب من باب شرف الأنبياء (باب الملك فيصل)، وهي عبارة عن بناء مثمن، بداخله صخرة ثابتة، ويذكر بعض المؤرخين أن القبة من بناء الأمويين، إلا أن طراز البناء لا يشير إلى ذلك، بل يدل على أنه يرجع إلى أوائل القرن السابع الهجري.
8- قبة يوسف:
تقع بين المدرسة النحوية، ومنبر برهان الدين، جنوبي الصخرة المشرفة، وهي عبارة عن مصلى صغير. أنشأها علي آغا سنة 2901هـ 1861م. ويقال إنها أنشئت في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي، عام 785هـ 1911م، وإن علي آغا جددها فقط في العصر العثماني.
تتكون هذه القبة من بناء مربع، طول ضلعه متران، تعلوه قبة محمولة من الأمام، وهي مفتوحة البناء من جميع جهاتها باستثناء الواجهة الجنوبية، وهناك قبة أخرى بهذا الاسم بين المسجد الأقصى وجامع المغاربة.9- قبة النبي:
تقع شمال غربي قبة الصخرة، بينها وبين قبة المعراج. ويرجع تاريخ إنشاء قبة النبي التي تسمى أيضا محراب النبي إلى سنة 945هـ، حيث أنشأها صاحب لواء غزة والقدس محمد شاكر بك ـ كما أثبت نقشٌ فوق الأثر. وتقوم القبة على ثمانية أعمدة رخامية، تعلوها ثمانية عقود مدببة.
10- القبة النحوية:
تقوم هذه القبة في الزاوية الجنوبية الغربية لصحن قبة الصخرة المشرفة، وقد تم تعميرها في الفترة الأيوبية، في عهد السلطان الملك المعظم عيسى في سنة 604 هـ؛ خصيصاً لتكون مقراً لتعليم علوم اللغة العربية.
11- قبة الشيخ الخليلي:
تقع هذه القبة في الزاوية الشمالية الغربية لصحن قبة الصخرة المشرفة، تم إنشاؤها في الفترة العثمانية في سنة 1112 هـ/ 1700م. ويتألف مبنى القبة من غرفة مستطيلة الشكل، يدخل إليها من خلال مدخلها الواقع في جدارها الشرقي، وفي داخلها كهف أقيم فيه محراب. وقد استخدمت هذه القبة داراً للعبادة والتصوف، حيث اتخذها الشيخ الخليلي مقراً له لتعليم الأوراد (الأدعية الصوفية) والاعتكاف.
12- قبة أو إيوان العشاق:
تقع هذه القبة مقابل باب العتم (إلى الجنوب الشرقي منه)، في الجهة الشمالية لساحة الحرم الشريف، وقد تم إنشاء هذا الإيوان، الذي عرف لاحقاً بالقبة، في الفترة العثمانية، في عهد السلطان محمود الثاني سنة 1233 هـ، وذلك وفق ما ورد في النقش التذكاري الموجود في واجهته الشمالية، وعلى ما يبدو أن هذا المكان كان ملتقى للصوفيين والزهاد والذين عرفوا بعشاق النبي عليه السلام، حتى أصبحت تعرف بقبة عشاق النبي.
13- قبة يوسف آغا:
تقع هذه القبة في الجهة الجنوبية الغربية لساحة الحرم الشريف، بين المتحف الإسلامي والمسجد الأقصى المبارك، تم بناؤها في الفترة العثمانية، في عهد السلطان محمود الرابع، على يد والي القدس، يوسف آغا في سنة 1092 هـ، وذلك حسب ما ورد في النقشين الموجودين في واجهتها.
مآذن المسجد الأقصى:
1- مئذنة باب المغاربة:
تقع هذه المئذنة في الركن الجنوبي الغربي للحرم الشريف، وتعرف كذلك بالمئذنة الفخرية؛ نسبة للقاضي شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب الوزير فخر الدين الخليلي، الذي أشرف على بنائها خلال فترة وظيفته في عهد السلطان ناصر الدين بركة خان (676هـ - 678 هـ / 1277م – 1280م).
2- مئذنة باب السلسلة:
تقع هذه المئذنة في الجهة الغربية للحرم الشريف بين باب السلسلة والمدرسة الأشرفية، تم بناؤها في عهد السلطان محمد بن قلاوون في سلطنته الثالثة 709هـ-741هـ / 1309م – 1340م، على يد نائبه الأمير سيف الدين تنكر الناصري سنة 730هـ - 1329م . وذلك وفق النقش التذكاري الموجود في الجهة الشرقية من قاعدة المئذنة.
3- مئذنة باب الغوانمة:
تقع هذه المئذنة في الركن الشمالي الغربي للحرم الشريف، بجانب باب الغوانمة، تم بناؤها في عهد السلطان حسام الدين لاجين ( 696هـ 698هـ / 1297م – 1299م )، على يد القاضي شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب، الذي اشرف على بناء مئذنة باب المغاربة . كما تم تجديدها في عهد السلطان محمد بن قلاوون في نفس تاريخ إنشائه مئذنة باب السلسلة، وقد عرفت مئذنة باب الغوانمة أيضا بمنارة قلاوون.
4- مئذنة باب الأسباط:
تقع هذه المئذنة في الجهة الشمالية للحرم الشريف، بين باب حطة وباب الأسباط، وقد تم بناؤها في عهد السلطان الأشرف شعبان (764هـ - 778 هـ / 1363م – 1376م)، على يد الأمير سيف الدين قطلوبغا، سنة (769هـ / 1367م)، وذلك وفقا للنقش التذكاري الذي كان موجوداً عليها، ومن الجدير بالذكر أن شكل قاعدة هذه المئذنة يختلف عن المآذن الأخرى؛ فهي ثمانية الأضلاع وليست مربعة، فعلى ما يبدو أنه أعيد بناؤها بشكلها الأسطواني هذا في الفترة العثمانية.
أروقة المسجد الأقصى:
أسبلة المسجدالأقصى:
1- سبيل الكأس:-
يقع أمام المسجد الأقصى في الجهة الجنوبية، أنشئ في عهد السلطان سيف الدين أبو بكر أيوب عام 589 هجري.
2- سبيل الشعلان:-
يقع أسفل الدرج الشمالي الغربي المؤدي إلى صحن الصخرة، أنشئ في عهد الملك المعظم عيسى عام 613 هجري.
3- سبيل البصيري:
- يقع شمال شرق باب الناظر، جدد في عهد السلطان يرساي عام 839 هجري.
4- سبيل قاتباي:
- يقع مقابل مكتبة الأقصى، في الجهة الغربية لساحة الحرم الشريف، بني في عهد السلطان سيف الدين إينال.
5- سبيل قاسم باشا:
- يقع في القرب من باب السلسلة، أنشئ في عهد السلطان سليمان القانوني، بإشراف قاسم باشا عام 933 هجري.
6- سبيل السلطان سليمان:
- يقع في الشمال، بالقرب من باب العتمة، أنشئ عام 943 هجري، في عهد السلطان سليمان.
7- سبيل البديري:
- يقع شرق باب الناظر في الجهة الغربية، أنشئ في عهد السلطان محمود الأول عام 1153 هجري.
8- سبيل باب حطة:
- يقع بالقرب من باب حطة في الفترة العثمانية.
9- سبيل باب المغاربة:-
يقع بالقرب من باب المغاربة، أنشئ في الفترة العثمانية.
مصاطب المسجد الأقصى
يبلغ عدد مصاطب العلم في ساحات المسجد الأقصى 35 مصطبة؛ أنشئ بعضها في العصر المملوكي، ومعظمها في العصر العثماني. والمصاطب غالباً ما تكون مربعة الشكل، أو مستطيلة، وترتفع عن الأرض بدرجة أو درجتين، وبناؤها من الحجارة.
وتتنوّع الدروس في هذه المصاطب التي يتلقاها طلبة العلم -وهم من فئات عمرية مختلفة، ومن الجنسين- بين موضوعات العلم الشرعي في الحديث الشريف والسيرة النبوية والتفسير والثقافة الإسلامية والفقه؛ وتنفتح على بعض العلوم الأخرى، كاللغة العربية والرسم.
اسماء المصاطب في القدس:
1- مصطبة الظاهر: وتقع أمام باب الغوانمة. وأنشئت في الفترة المملوكية.2- مصطبة علاء الدين البصير: وتقع شرق باب الناظر. وأنشئت في الفترة المملوكية.
3- مصطبة سبيل شعلان: أنشئت في الفترة العثمانية.
4- مصطبة سبيل مصطفى آغا البديري: أنشئت في الفترة العثمانية.
5- مصطبة باب الحديد: أنشئت في الفترة العثمانية.
6- مصطبة البائكة الشمالية الغربية: أنشئت في الفترة العثمانية.
7- مصطبة الخلوة الزيركية: أنشئت في الفترة العثمانية.
8- مصطبة علي باشا-: أنشئت في الفترة العثمانية.
9- مصطبة باب القطانين: أنشئت في الفترة العثمانية.
10- مصطبة سبيل قايتباي: أنشئت في الفترة المملوكية.
11- مصطبة سبيل المعظم عيسى: أنشئت في الفترة الأيوبية أو المملوكية.
12- مصطبة أحمد قوللري: أنشئت في الفترة العثمانية.
13- مصطبة قبة موسى/ دار القران: أنشئت في الفترة الأيوبية أو المملوكية.
14- مصطبة البراق: أنشئت في الفترة العثمانية.
15- المصطبة الفخرية: تقع أمام باب المغاربة. أنشئت في الفترة المملوكية.
16- مصطبة الصنوبر: تقع غرب المسجد القبلي. أنشئت في الفترة العثمانية.
17- مصطبة الزهور: تقع أمام المسجد القبلي. أنشئت في الفترة العثمانية.
18- مصطبة الكأس المزدوجة: أنشئت في القرن العشرين.
19- مصطبة شرق الكأس: أنشئت في القرن العشرين.
20- مصطبة الجنائز: تقع أمام المسجد القبلي. أنشئت في القرن العشرين.
21- مصطبة الطومار تقع شرق درج البائكة الجنوبية الشرقية: أنشئت في الفترة العثمانية.
22- مصطبة الكرك الزاوية الجنوبية الشرقية لسطح الصخرة: أنشئت في الفترة المملوكية.
23- مصطبة بوابة المرواني الغربية: أنشئت في القرن العشرين.
24- مصطبة درج بوابات المرواني: أنشئت في القرن العشرين.
25- مصطبة صبرا وشاتيلا: أنشئت عام 1982م.
26- مصطبة الساحة الشرقية: أنشئت في القرن العشرين.
27- مصطبة الغزالي: أنشئت في القرن العشرين.
28- مصطبة الزيتون الشرقية: أنشئت في القرن العشرين.
29- مصطبة درج الخلوة الشرقية: أنشئت في القرن العشرين.
30- مصطبة درج البائكة الشرقية: أنشئت في القرن العشرين.
31- مصطبة شمال شرق صحن الصخرة: أنشئت في الفترة العثمانية.
32- مصطبة الخضر شمال غرب صحن الصخرة: أنشئت في الفترة المملوكية أو العثمانية.
33- مصطبة سبيل سليمان: أنشئت في الفترة العثمانية.
34- مصطبة قبة سليمان: بجوار باب الملك فيصل. أنشئت في الفترة الأيوبية.
35- مصطبة المدرسة الأسعردية: غرب قبة سليمان. أنشئت في القرن العشرين.
مسجد قبة الصخرة:
بدأ العمل ببناء مسجد الصخرة في عام (66 هـ- 685م)، بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وتم رصد ريع خراج مصر على مدار سبع سنوات لتغطية تكاليف نفقات البناء، وتمويل المشروع.
وبعد الانتهاء من العمل، بقى من المبالغ المخصصة مائة ألف دينار، فأمر الخليفة بصهر النقود وطليها على القبة والأبواب. فجاءت القبة آية في الإبداع باحتوائها على النحاس المطلي بالذهب.كما خلع على القبة أيضاً كساء آخر؛ ليقيها تقلبات الطقس وبرودة الشتاء. إلا أن هذا الكساء أزيل في أواخر حكم العثمانيين.
ويعتبر مسجد الصخرة تحفة هندسية معمارية؛ لما تحوي جدرانه وأعمدته وأروقته وسقوفه وقبته من نقوش فسيفسائية، ومنحوتات فنية دفعت بالكثير من الباحثين الأجانب إلى اعتباره أجمل بناء في العالم بأسره. وقد سمي المسجد بمسجد الصخرة المشرفة نسبة إلى الصخرة الجرداء التي تتوسط المسجد، والتي يعتقد أنها تبعت الرسول محمد إلى السماء في رحلة المعراج ولكنه أوقفها.
مسجد عمر بن الخطاب:
عندما دخل الخليفة عمر بن الخطاب القدس فاتحاً لها، في عام (15 هـ- 636م)، وبينما كان لا يزال داخل كنيسة القيامة، أذن المؤذن للصلاة فدعا البطريرك "صفرونيوس" الخليفة للصلاة داخل الكنيسة، لكنه رفض العرض خوفاً من اقتداء المسلمين له فيما بعد وتحويلهم الكنيسة إلى مسجد، مما يترتب عليه إيذاء مشاعر المسيحيين والنيل من حرية عبادتهم في المكان فتحول الخليفة عمر إلى مكان قريب خارج الكنيسة، حيث أدى فريضة الصلاة ليبني المسلون بعدها مسجداً في تلك البقعة سمى "بمسجد عمر".
مقام النبي داوود:
مقام النبي داود من الأماكن الإسلامية التي يجوبها المسلمون في المدينة المقدسة، و يتألف المقام من ضريح النبي داود والمسجدين الملاصقين له.
ويقع المقام على ربوة مرتفع جبل صهيون، وتحيط به مباني كثيرة يقيم فيها أفراد (عائلة الدجاني) المقدسية قبل عام 1948م.
والمقام فضلاً عن قدسيته وحرمته المشهورتين، يعد من الأمكنة الأثرية العامة في فلسطين لا سيما المسجد العلوي منه وما يشتمل عليه من أقواس وأعمدة ضخمة.
والمقام الأعلى عبارة عن بناية حجرية قائمة في وسط الحي وهي مؤلفة من طابقين علوي وسفلي وفي الطابق السفلي مسجدان كبير وصغير وعلى جدرانها آيات من القرآن الكريم، وفي العلوي ردهة واسعة تقع فوق المسجد الكبير وهي ذات عقود مصلبة. و جدد تعمير هذا المكان الشريف السلطان محمود خان سنة (1233 هـ- 1817م).حائط البراق:
يعده المسلمون جزءاً من الحرم الشريف، وهو الحائط الذي يحيط بالحرم من الناحية الغربية، ويبلغ طوله 47.5م، وارتفاعه 17م. وهو مبنى من حجارة قديمة ضخمة يبلغ طول بعضها 4.8م. يسميه المسلمون البراق؛ لأنه المكان الذي ربط النبي "محمد" براقًه (الناقة) عنده، ليلة الإسراء.
ويوجد أمام الحائط رصيف يقف عليه اليهود عندما يزورون الحائط بقصد البكاء، ويبلغ عرضه 3.35 م، ومساحته 11.28 م2.
وهو وقف إسلامي من أوقاف (أبى مدين الغوث)، أنشئ هو والأملاك المجاورة له في زمن السلطان صلاح الدين لمنفعة جماعة من المغاربة المسلمين، وقامت في الماضي خلافات شديدة بين المسلمين واليهود حول البراق، حيث قام المسلمون بمنع اليهود من جلب المقاعد والكراسي والستائر أو أيه أداة من الأدوات، ولم يسمحوا لهم بالوصول إلى المكان.
المساجد الأثرية في القدس:
لقد ازداد الاهتمام ببناء المساجد في القدس وفلسطين عقب الفتح الإسلامي مباشرة، في عهد عمر بن الخطاب، فكلما فتحت مدينة أقيم فيها مسجد، ولعل مسجد عمر في الحرم القدسي الشريف من أوائل هذه المساجد. وقد كانت المساجد الأولى بسيطة كل البساطة، فكانت غالبا ما تتألف من ساحة يحيط بها سور من اللبن على أساس من الحجر. كانت توضع جذوع النخل كأعمدة ويوضع عليها سقف من سعف النخيل أو الطين. وقد بنى قادة المسلمين الأولين المساجد في وسط المدن، وقرب المسجد كانت تبنى دار الإمارة، على غرار بيت الرسول في مسجد المدينة.
وترجع أغلبية المساجد الأثرية الباقية إلى عصور الأيوبيين والمماليك؛ حيث أدت المساجد خدمات جليلة في حفظ اللغة العربية والثقافة الإسلامية في فلسطين، وكانت مركزاً للحياة السياسية والاجتماعية، ولا سيما في العصور الإسلامية الأولى فقد كان المسجد عبارة عن المدرسة الدينية وفيه كان يحكم الأمير ويحفظ بيت المال واستقبال رؤساء القبائل، وكانت المساجد مركزاً للاحتفالات الدينية والقومية.
ولم تسلم المساجد من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي؛ فمنها ما تم هدمه، وتم تحويل بعضها إلى متاحف أو مرافق عامة، وهناك العديد من الانتهاكات.
اسماء الجوامع الأثرية في القدس:
اسم الجامع | الموقع |
---|---|
جامع باب حطة | يقع داخل الحرم، بالقرب من باب حطة. |
جامع كرسي سليمان | يقع داخل الحرم، في الجهة الشرقية. |
جامع المغاربة | يقع داخل الحرم، بالقرب من باب المغاربة. |
جامع باب الغوانمة | يقع داخل الحرم، بالقرب من باب الغوانمة. |
جامع دار الإمام | يقع داخل الحرم، عند باب المجاهدين. |
جامع خان الزيت | يقع خارج الحرم، داخل السور في سوق خان الزيت . |
جامع حارة اليهود الكبير | يقع خارج الحرم، في الجهة القبلية لحارة اليهود . |
جامع حارة اليهود الصغير | يقع خارج الحرم، في الجهة الشمالية لما يسمى بحارة اليهود . |
جامع سويقة علون | يقع خارج السور، في سويقة علون. |
جامع القلعة | يقع داخل القلعة، بباب الخليل. |
جامع الخانقاة | يقع خارج الحرم، داخل السور، إلى الشمال الشرقي من كنيسة القيامة. |
جامع قمبز | يقع خارج الحرم، داخل السور بالقرب من الباب الجديد . |
الجامع العمري (مسجد عمر) | يقع خارج الحرم، داخل السور، بالقرب من كنيسة القيامة. |
الجامع اليعقوبي | يقع خارج الحرم، داخل السور، تجاه القلعة بباب الخليل. |
جامع بني حسن | يقع خارج الحرم، داخل السور، تجاه القلعة بباب الخليل. |
جامع حارة الأرمن | |
جامع طريق النبي داود | يقع خارج الحرم، داخل السور، على طريق النبي داود. |
جامع حارة الخوالدية | خارج الحرم،داخل السور، أمام دير الفرنج. |
جامع الشيخ لولو | خارج الحرم، داخل السور، بباب العمود. |
الجامع الصغير | خارج الحرم، داخل السور، بباب العمود، |
جامع البراق الشريف | خارج الحرم، داخل السور، في حي المغاربة بجوار البراق . |
جامع خان السلطان | خارج الحرم داخل السور في خان السلطان بسوق باب السلسلة. |
جامع القرمي | خارج الحرم داخل السور في حارة القرمي. |
جامع حارة النصارى | خارج الحرم، داخل السور على طريق خان الزيت. |
جامع البازار | خارج الحرم، داخل السور في سوق البازار. |
جامع الزاوية النقشندية | خارج الحرم، داخل السور في الزاوية على طريق باب حطة. |
جامع سعد وسعيد | خارج السور، في حي سعد وسعيد. |
جامع الشيخ جراح | خارج السور في حي الشيخ جراح. |
جامع حجازي | خارج السور قرب باب الساهرة . |
جامع وادي الجوز | خارج السور في حي وادي الجوز. |
جامع النبي داود | خارج السور في حي النبي داوود. |
جامع عكاشة | خارج السور في حي زخرون موشه اليهودي. |
جامع المطحنة | خارج السور بين النبي داود وحارة الشرف. |
مقابر القدس
1. مقبرة ماميلا:
وتسمى أيضاً) مأمن الله)، وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس، تقع غربي المدنية على بعد كيلو مترين من باب الخليل، وهي المكان الذي مسح فيه سيدنا سليمان ملكا 1015 ق.م، وفيه عسكر سنحاريب "ملك الآشوريين"، عندما هبط القدس 710 ق. م، وفيه ألقى الفرس بجثث القتلى من سكان المدينة عندما احتلوها سنة 614م، وفيه دفن عدد كبير من الصحابة والمجاهدين أثناء الفتح الإسلامي 636م. كذلك عسكر فيه صلاح الدين حين جاء ليسترد القدس من الصليبيين 1187م.
2. مقبرة الساهرة:
تقع عند سور المدينة من الشمال، وعلى بعد بضعة أمتار من الباب المعروف بالساهرة، وهي من المقابر الإسلامية الكبيرة وقديمة العهد. ومن أسمائها (مقبرة المجاهدين) لأن المجاهدين الذين قضوا نحبهم أثناء الفتح، ممن اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين- دفنوا فيها.
3. مقبرة باب الرحمة:
تقع عند سور الحرم من الشرق، وهي من المقابر الإسلامية المشهورة، فيها قبور عدد من الصحابة والمجاهدين الذين اشتركوا في فتح القدس أثناء الفتحين العمري والصلاحي.
4. المقبرة اليوسفية:
وتقع عند باب الأسباط وإلى الشمال من مقبرة باب الرحمة، والذي عمرها هو الأمير (قانصوه اليحيا روي) سنة (872 هـ- 1467م).
5. مقبرة النبي داود:
6. مقبرة الإخشيديين:
وتقع في مقبرة باب الأسباط، وبها قبر "محمد بن طفيح الإخشيد" مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر، وقبر أنوحور بن محمد الإخشيد، وقبر علي الإخشيد شقيق أنوحور.
الاضرحة الموجوده في القدس:
• ضريح الأمير محمد على الهندي:
أحد أمراء الهند المعروفين، وأحد المناصرين لقضية فلسطين، توفي في بريطانيا في العام 1930م، وقد نقل جثمانه إلى رحاب المسجد الأقصى المبارك، ودفن هناك، إلى جوار المدرسة الخاتونية.
• ضريح أحمد حلمي عبد الباقي:
• ضريح عبد القادر الحسيني:
• ضريح أحمد عبد الحميد شومان:
الترب الموجوده في القدس
• تربة الأمير سيف الدين منكلي بغا:
تقع في داخل المدرسة البلدية إلى الغرب من المدرسة الإشرافية السلطانية، أوقفها الأمير سيف الدين منكلي بغا، حيث توفي في عام 782هـ.
• تربة تركان خاتون:
تقع هذه التربة في طريق باب السلسلة حيث عمرتها "تركان خاتون" بنت الأمير تسقطاي بن سلجوطاي، سنة ثلاثة وخمسين وسبعمائة ودفنت بها.
• التربة الجالقية:
تقع شمالي السلسة المتفرع منها طريق الواد، وقد أنشأ هذه التربة "ركن الدين بيبرس الجالق الصالي"، كبير أمراء دمشق، الذي توفي عام 707هـ، ودفن فيها.
• التربة الطازية:
وهي تربة الأمير "سيف الدين طاز" أحد كبار رجال دولة المماليك، زمن الملك المظفر "حاجي" ويقع الضريح في الطابق الأول من التربة الواقعة في باب السلسلة.
• ضريح المجاهد سعد الدين الرصافي، داخل تكية (خاصكي سلطان).
• تربة الأمير قنقباي الأحمدي:
تقع هذه التربة في المدرسة البلدية، وهي لأحد الأمراء المماليك "قنقباي الجابي الاحمدي".
• التربة السعدية:
تقع هذه التربة في باب السلسلة، على الجانب الشمالي من الشارع وقد وقف هذه التربة، الأمير سعد الدين مسعود ابن الأمير الأسفهلار، في العام 711هـ، وتعرف هذه الدار اليوم بدار الخالدي.
• تربة بركة خان:
تقع هذه التربة في الساحة المفتوحة من مبنى المكتبة الخالدية، الواقعة على طريق باب السلسة، وهي عبارة عن ثلاثة قبور متجاورة، لبركة خان وولديه: بدر الدين، وحسام الدين.
• تربة الشيخ القرمي:
• ضريح الشيخ ريحان:
والشيخ ريحان هو الصحابي أبو ريحانة، كان مولى رسول الله، ويقع هذا الضريح في حارة السعدية، في عقبة الشيخ ريحان، داخل مسجد الشيخ ريحان.
• التربة الأوحدية:
وتقع بباب حطة، على يمين الداخل إلى الحرم الشريف، شيد ها الملك الأوحد نجم الدين يوسف بن الملك الناصر صلاح الدين داود بن الملك عيسى بن العادل، شقيق صلاح الدين الأيوبي.
• ضريح حسين بن على:
توفي في عمان سنة 1931 يقع الضريح إلى يسار باب المطهرة، أسفل بناء المدرسة العثمانية والشرفية السلطانية.
• ضريح فاطمة بنت معاوية:
ويقع هذا الضريح في مقر الزاوية الوفائية، كانت في القرن الثامن عشر منزل الرحالة الشهير "مصطفى البكري الصديقي".
• ضريح الشيخ جراح:
يقع شمالي القدس، في حي الشيخ جراح، بالقرب من جامع الشيخ جراح، الذي شيد في العام 1313هـ. ويعود الضريح إلى الأمير "حسام الدين الجراحي"، أحد أمراء صلاح الدين الأيوبي وطبيبه، وتوفي عام 598هـ ودفن في زاوية الشيخ جراح.
• ضريح محمد بن عمر العلمي:
يقع في مكان أسفل الزاوية الأسعدية في جبل الزيتون وقد شيد هذه الزاوية "أسعد أفندي التبريزي" مفتي الدولة العثمانية.
• قبر الصحابيين شداد بن أوس وعبادة بن الصامت:
الزوايا الموجوده في القدس
1. الزوايا النقشبندية:
وسميت بالأزبكية، وتقع في حارة الواد بالقرب من زوايا الحرم الشمالية الغربية، وعلى بعد بضعة أمتار من باب الغوانمة، بناها مؤسس الطريقة النقشبندية الشيخ محمد بهاء الدين نقشبند البخاري، فوق أرض اشتراها لإيواء الغرباء، وإطعام الفقراء من مسلمي بخارى وجاوة وتركستان، سنة (1025هـ- 1616م). وأضيف إليها فيما بعد، بعض الغرف يوم تولاها الشيخ حسن بن الشيــخ محمـــــد الصالـح الأزبكي 1144هـ – 1731م.
2. زاوية الهنود:
أسسها بابا فريد شكر كنج، من مسلمي الهند، وقد جاء إلى بيت المقدس قبل أربعة قرون بقصد العبادة، وهي واقعة في شمال المدينة، بداخل السور عند باب الساهرة، وفيها مسجد، ولها وقف باب حطة.
3. الزاوية الادهمية:
4. زاوية الشيخ جراح:
وتقع في حي الشيخ جراح. وبها مسجد. أوقفها الأمير حسام الدين الحسين بن شرف الدين عيسى الجراحي، أحد أمراء الملك صلاح الدين، توفي في صفر، سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ودفن بزاويته المذكورة.
5. الزاوية الرفاعية:
6. الزاوية اللؤلؤية:
7. الزاوية البسطامية:
8. الزاوية القادرية:
9. الزاوية المولوية:
10. زاوية الخانكي:
تقع هذه الزاوية في حارة النصارى، سميت (بالخانقاه الصلاحية)، أسسها صلاح الدين سنة (585 هـ- 1189م). وكانت قبل ذلك التاريخ منزلا لبطاركة الروم الأرثوذكس، وداراً للقس، وقد أخذها منهم الصليبيون، ولما استرد صلاح الدين القدس منهم، أرجعها إلى أصحابها الأولين، وهم (الروم)، كما أرجع إليهم ممتلكاتهم الأخرى التي كان الصليبيون قد أخذوها منهم، ومنها دار البطركية. وفي غضون ذلك، وافق الروم أن يقتطع صلاح الدين من منزل القس والبطاركة جانباً، فنزل فيه مدة إقامته في القدس، ثم جعله جامعاً ورباطاً للعلماء الصوفيين، وصارت في الإسلام داراً للمجاهدين.
11. الزاوية الجيدية:
بوائك القدس
البائكة الجنوبية:
تتكون هذه البائكة من دعامتين حجريتين وبينهما ثلاثة أعمدة رخامية تعلوها أقواس حجرية مدببة الشكل. وقد بنيت في العصر العباسي، ثم جددت في العصر الفاطمي، والعصر العثماني، خلال حكم السلطان عبد الحميد؛ تحديداً في عام 1311هـ/1893م.
البائكة الشرقية:
تتكون هذه البائكة من دعامتين حجريتين بينهما أربعة أعمدة رخامية تعلوها أقواس حجرية. ولا توجد مصادر مؤكدة عن تاريخ إنشاء هذه البائكة؛ حيث تقول بعض المصادر: إنها تعود إلى العصر العباسي؛ وأخرى تقول: إنها بنيت في العصر الفاطمي؛ وأغلب الظن أنها بنيت في العصر العباسي، وجددت في العصر الفاطمي.
البائكة الغربية:
تتكون هذه البائكة من دعامتين حجريتين، بينهما ثلاثة أعمدة رخامية، تعلوها أقواس حجرية مدببة الشكل. وقد بنيت عام 340هـ/951م؛ وبانيها غير معروف. وتم ترميمها في العصر الفاطمي.
البائكة الشمالية الغربية:
تتكون هذه البائكة من دعامتين حجريتين بينهما عمودان رخاميان تستقر فوقهما أربعة عقود مدببة؛ بناها السلطان المملوكي الملك الأشرف في شعبان عام 778هـ/1386م، وجددها السلطان العثماني سليمان القانوني عام 926هـ/1520م.
البائكة الشمالية الشرقية:
تتكون هذه البائكة من دعامتين حجريتين بينهما عمودان لطيفا الشكل تعلوهما عقود مدببة، وقد بنيت في عهد السلطان محمد بن قلاوون عام 726هـ/1325م.
البائكة الجنوبية الغربية:
البائكة الجنوبية الشرقية:
تتكون هذه البائكة من دعامتين بينهما عمودان رخاميان تعلوهما ثلاثة عقود مدببة. وقد أنشئت أول مرة في العهد الفاطمي عام 421هـ/1030م.
مدارس القدس
المدرسة الختنية (العصر الأيوبي):
وتقع المدرسة الختنية في موقع ملاصق لسور المسجد القبلي، خلف منبر صلاح الدين الأيوبي مباشرة.
وقد طرأ على بناء هذه المدرسة عدد من التغييرات؛ إذ أضيفت لها بعض الغرف ودروة للمياه؛ ولم يتبق من بنائها الأصلي سوى بضعة عقود وشبابيك.المدرسة الفخرية (العصر المملوكي):
سميت هذه المدرسة بـ"الفخرية" نسبة لمنشئها (القاضي فخر الدين محمد بن فضل الله)؛ ويعود بناؤها لعام 730هـ/1329-1330م.
وكانت هذه المدرسة قد وقفت لتكون مدرسة دينية؛ ثم تحولت لزاوية صوفية في زمن لاحق.المدرسة الدويدارية (العصر المملوكي):
تقع هذه المدرسة بالقرب من باب الملك فيصل، الذي كان يعرف قديما باسم باب الدويدارية. وهي مدرسة وخانقاه بناها الأمير "علم الدين أبو موسى سنجر الدويدار" عام 695هـ/1295م؛ وقد درس فيها المذهب الشافعي؛ وخصصت فيما بعد لتعليم الفتيات؛ واستمر استخدامها لهذه الغاية حتى زمن الانتداب البريطاني. وتتكون هذه المدرسة من طابقين يتوصل اليها عن طريق مدخل بديع البناء على الطراز المملوكي، وتزينه مجموعة من المقرنصات؛ ويوجد فيها مسجد.
المدرسة التنكزية (العصر المملوكي):
تقع هذه المدرسة بين باب السلسلة شمالًا، وحائط البراق جنوبًا. ويقع جزء من بنائها داخل الرواق الغربي للمسجد الأقصى؛ بينما يقع الجزء المتبقي خارجه. وكانت هذه المدرسة قد بنيت عام 729هـ/1328م. وكانت هذه المدرسة مدرسة عظيمة، ودارًا للحديث.
سميت بـ"التنكزية" نسبة إلى منشئها وموقفها (نائب الشام في العهد المملوكي، الأمير سيف الدين تنكز الناصري). وفي عهد السلطان المملوكي "قايتباي" أصبحت مقرًا للقضاء والحكم، ثم تحولت في العهد العثماني إلى محكمة شرعية، وعرفت باسم "المحكمة" منذ ذلك الحين، وبقيت كذلك حتى أوائل عهد الانتداب البريطاني؛ ثم أصبحت مسكنًا للمفتي "أمين الحسيني" (رئيس المجلس الإسلامي الأعلى)، ثم عادت بعد ذلك مدرسة لتعليم الفقه الاسلامي.
المدرسة الفارسية (العصر المملوكي): يعود بناء هذه المدرسة لعام 755هـ/1352م.
سميت بـ"الفارسية" نسبة لواقفها (الأمير فارس البكي، ابن الأمير قطلو ملك بن عبد الله).
المدرسة الأشرفية (العصر المملوكي):
بناها لأول مرة الأمير حسن بن ططر الظاهري، للملك الظاهر خاشقوم، عام 872هـ/1467م؛ ولكن الأخير توفي قبل أن تكتمل؛ فأهداها الظاهري للسلطان الأشرف قايتباي الذي عين عليها الصوفية والعلماء.
قامت دائرة الأوقاف ومؤسسة التعاون بترميم مبنى المدرسة بشكل كامل عام 1420هـ/2000م.
المدرسة الملكية (العصر المملوكي):
بنيت هذه المدرسة عام 741هـ/1340م، في عهد الناصر محمد بن قلاوون. ومنشؤها هو الملك جوكندار الملكي الناصري.
المدرسة الجاولية (العصر المملوكي):
تقع المدرسة في الجانب الشمالي الغربي من المسجد الأقصى المبارك. ويعود بناؤها إلى الفترة ما قبل الإسلامية؛ ما يجعلها من أقدم المباني في مدينة القدس. تطل واجهتها الجنوبية على الحرم الشريف. وهي اليوم جزء من مبنى المدرسة العمرية.
المدرسة الخاتونية (العصر المملوكي):
كرست هذه المدرسة لتعليم الفقه وعلوم القرآن؛ حيث تطل نوافذ المدرسة الشرقية على ساحة المسجد الأقصى المبارك؛ وفيها قبر موقفتها (أغلى خاتون)، إلى جانب قبور الأمير محمد علي الهندي (وهو أمير هندي ناضل في سبيل القضية الفلسطينية) وموسى كاظم الحسيني (رئيس اللجنة التنفيذية العربية للمؤتمر الفلسطيني الثالث)، ومحافظ القدس في العهد العثماني، وبطل معركة القسطل (عبد القادر الحسيني) وابنه (فيصل الحسيني، ممثل منظمة التحرير في القدس (بيت المشرق))، والشريف عبد الحميد بن عون، وعبد الحميد شومان (المصرفي الفلسطيني المعروف).
المدرسة الأسعردية (العصر المملوكي):
بنيت هذه المدرسة سنة 760هـ/1358م؛ وكان مجد الدين عبد الغني بن سيف الدين أبي بكر يوسف الأسعردي قد أوقفها عام 770هـ/1369م. ويتوصل إليها عن طريق درجات من داخل المسجد الأقصى المبارك؛ حيث يقع مدخلها في رواقه الشمالي.
المدرسة الأرغونية (العصر المملوكي):
تقع هذه المدرسة في الجزء الواقع بين باب القطانين وباب الحديد، غربي المسجد الأقصى. وتتكون من طابقين يتوصل اليهما عبر مدخل مرتفع البناء، مزين بالحجارة البيضاء والحمراء، يقع في الجهة الجنوبية من زقاق باب الحديد؛ وهناك نقش حجري فوق المدخل يبين اسم الباني وسنة البناء، وتقوم فوقه مجموعة من الأحجار المتداخلة المعشقة.
المدرسة الأمينية (العصر المملوكي):
تطل هذه المدرسة على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى، ولها مدخل يتوصل إليه من ساحته؛ بناؤها متداخل مع بناء المدرسة الفارسية. يعود بناؤها إلى عام 730هـ/1330م. وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى بانيها (أمين الدين عبد الله).
المدرسة الباسطية (العصر المملوكي):
تقع المدرسة الباسطية داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك (بين باب حطة، والعتم)، بجوار المدرسة الدويدارية.
المدرسة المنجكية (العصر المملوكي):
تقع هذه المدرسة بمحاذاة الحائط الشمالي الغربي من المسجد الأقصى المبارك، إلى يسار باب الناظر.
أسسها الأمير سيف الدين منجك اليوسفي الناصري في القرن 8هـ/14م.المدرسة العثمانية (العصر المملوكي):
تقع المدرسة العثمانية جنوبي باب المطهرة؛ ويتصل مبناها من جهة الجنوب بالمدرسة الأشرفية.
منابر القدس:
المنبر: هو منصة يقف عليها الخطيب داخل المسجد؛ لإلقاء خطبة الجمعة أو غيرها من الخطب في المناسبات المختلفة، كعيدي الفطر والأضحى؛ إذ تعد الخطبة إحدى شعائر المسلمين وعباداتهم.
1- منبر نور الدين زنكي/منبر صلاح الدين الأيوبي (العصر الأيوبي):
وهو منبر مصنوع من خشب الأرز المنقور والمرصع بالعاج والصدف؛ وله بوابة يرتفع فوقها تاج عظيم، ودرج فوقه قوس وشرفات خشبية.
ويقال أن الأمير تنكز الناصري أضافه عندما رمم المنبر عام 731هـ/1330م، وأن هذا التاج كان شعار الدولة التنكزية.
وقد احترق منبر نور الدين زنكي التاريخي عام 1389هـ/1969م عندما قام دينس مايكل روهان (وهو صهيوني مسيحي أسترالي الجنسية) بإشعال النيران في المسجد القبلي داخل المسجد الأقصى المبارك؛ وتم وضع منبر حديدي متواضع بدلًا من المنبر المحترق، إلى أن تم إنشاء منبر آخر مطابق للمنبر الأصلي التاريخي، باستخدام نفس المواد، في الأردن، وتم إحضاره إلى القدس، ونصبه في المسجد القبلي في المسجد الأقصى، بأمر من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عام 1428هـ/2007م.
2- منبر برهان الدين(العصر المملوكي):
يقع هذا المنبر في الجانب الجنوبي من صحن قبة الصخرة المشرفة، إلى غرب البائكة الجنوبية المؤدية إلى المسجد القبلي.
آبار المسجد الأقصى:
ماء المطر وعيون الماء كانا المصدران الوحيدان للماء في القدس؛ وحيث أن العيون لم تكن تكفي لسد احتياجات أهل القدس؛ فقد اتجهوا إلى جمع مياه الأمطار في الآبار والصهاريج والبرك. وبعض هذه الآبار في ساحة الصخرة، والباقي في ساحة المسجد الأقصى. وقد حُفرت تلك الآبار في الحجر الصلب، ما جعلها سهلة الإصلاح، لا تحتاج إلى عمارة أو صيانة إلا نادراً. وقد جُعل القسم الأعلى منها على هيئة التنور، وعلى رأس كل بئر غطاء من حجر؛ حتى لا يسقط فيه شيء. ولكل بئر من هذه الآبار اسم خاص يعرف به. وقد كان أهالي القدس يعتمدون على هذه الآبار في سد احتياجاتهم من الماء؛ غير أنها لم تعد تكفي لهذا العدد الكبير من السكان؛ ما جعل أهالي البلدة القديمة يعتمدون على مصادر إضافية لسد احتياجاتهم من المياه؛ فاقتصر استعمالها على المصلين الذين يفدون إلى الأقصى، إضافة إلى سكان البلدة القديمة بالقدس.
المعالم والاماكن المسيحية في القدس
كنائس القدس
كنيسة القيامة
تقع كنيسة القيامة في وسط البلدة القديمة في القدس، وبالتحديد في الجزء الشمالي الغربي منها، في الحي المسيحي، ويحيط بمبنى الكنيسة مجموعة من المباني التاريخية والأثرية والتي تعود إلى فترات زمنية مختلفة بدءاً من العصر البيزنطي في القرن الرابع ميلادي ومروراً بمراحل زمنية لاحقة حتى وقتنا الحاضر.
وتعود أهمية مبنى الكنيسة إلى ما ذكر في كتاب العهد الجديد "الإنجيل" عن مكان صلب المسيح (حسب التقليد المسيحي).
التطور التاريخي لمبنى كنيسة القيامة
تعود أولى المباني التي شيدت على نفس مكان كنيسة القيامة إلى فترة حكم الإمبراطور الروماني هدريان Hadrian (117-136م)؛ حيث أمر ببناء قبة على ستّة أعمدة فوق الجلجلة وكرسها لخدمة الإله فينوس Venus والآلهة عشتار. وبنى هدريان فوق القبر هيكلاً آخراً للآلهة الوثنية.
وعندما عقد المجمع المسكوني الأول في مدينة نيقيا Nicaea عام (325م)، دعا أسقف القدس (مكاريوس Macarius قسطنطين) إلى تدمير الهيكل الوثني للبحث عن قبر المسيح.
وهكذا فإن الهيكل الذي كان يهدف إلى القضاء على موقع القبر أدّى في حقيقة الأمر إلى الحفاظ عليه. ولم يبن قسطنطين شيئاً فوق الجلجلة؛ أمّا القبر المقدس فنظف من الأتربة وشيد قسطنطين فوقه بازيليكا Basilica. وقد باشرت على الأعمال أمه(القديسة هيلانةHelena ) عام 325م وانتهى العمل عام 336م، حيث استمر حوالي 11 سنة.
وهنا لابد من الحديث عن خارطة مادبا الفسيفسائية التي تعود للقرن السادس ميلادي، حيث يظهر على هذه الخارطة بالإضافة إلى مباني أخرى للمدينة مخطط لكنيسة القيامة.
وقد أضر الغزو الفارسي عام 614-6ه/ 628م كثيراً بالأماكن المقدسة في فلسطين؛ إلا أن الراهب والبطريرك موديستوس Modestus 10ه/632-12ه/634م أعاد إصلاح كنيسة القيامة وترميمها.
ويذكر الحاج أركولفو Pilgrim Arculf الذي زار القدس عام 49ه/670م، أن الحجر الذي سدّ به باب القبر قد تحطمت أجزاء منه إثر الغزو الفارسي. وقد بنيت فوق الجلجلة كنيسة وكرست المغارة تحت الجلجلة لآدم عليه السلام.
أما الفتح العربي زمن الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عام 16ه/638م، فلم يمس القبر المقدس بسوء؛ بل ترك للمسيحيين الحرية الدينية، وألزم المسلمون أنفسهم بذلك في وثيقة "العهدة العمرية"، التي أعطى بموجبها أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) للمسيحيين أمانا لأنفسهم وكنائسهم؛ فلم يلحقها أي أذى، بل إنه رفض أن يصلي في كنيسة القيامة، حين حضرت الصلاة وهو فيها؛ لئلا يحذو المسلمون حذوه ويصلون فيها؛ وشيد بالقرب منها مسجداً سمي "مسجد عمر".
وأشارت بعض المصادر التاريخية إلى محاولات جرت لحرق كنيسة القيامة خلال الحكم العباسي، عندما اندلعت ثورة "المبرقع اليماني"؛ لكن بطريرك القدس (يوحنا السادس) استطاع منع ذلك بدفع مبالغ مالية.
وفي عام 325ه/936م شهدت المدينة اضطرابات بين المسيحيين واليهود، وأحرق اليهود في أثنائها مبنى الكنيسة.
وفي عهد الخليفة العباسي المأمون رمم بناء كنيسة القيامة عام 201ه/817م. ولاحقاً سمح الخليفة هارون الرشيد للملك شارلمان بإرسال بعثه إلى القدس للحصول على امتيازات معينة في القدس؛ وهذا ما حصل حيث أرسل بطريرك القدس مفتاح الكنيسة إلى شارلمان.
وأحرقت الكنيسة وسقطت قبتها في عهد الإخشيد (سلطان مصر) عام 353ه/965م، وجرت محاولات كثيرة لإعادة بناء القبة، حيث بنيت في عام 369ه/980م.
وأمر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بهدم كنيسة القيامة؛ وذلك بكتاب وجهه إلى واليه بالرملة (باروخ التركي، اليهودي الذي أسلم)؛ وهدمت عام 399ه/1009م وهدمت كنائس أخرى؛ ولكن بعد الضجة التي حدثت على هذا العمل؛ قام أمير العرب في فلسطين بن الجراح بالاحتجاج واعتراض طريق باروخ، الذي كان متوجهاً من مصر إلى الشام لاستلام ولايتها؛ وعاد وأمر ببناء الكنيسة من جدي؛د وقامت الكنيسة على الصورة الحالية منذ ذلك التاريخ 410ه/1020م.
ويجب الإشارة إلى أن حالة الفقر التي عاشها أهل الذمة حالت دون إتمام بناء الكنيسة؛ إلى أن جاء الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عام 426ه/1035م، وسمح للنصارى ببنائها من جديد؛ حيث تم إنجاز البناء عام 439ه/1048م، وذلك بعد تعرضها للهدم إثر هزة أرضية عام 425ه/1033-1034م.
وفي عام 492ه/1099م، دخل الصليبيون مدينة القدس، وقرروا إعادة بناء الكنائس القديمة المتهدمة (عام 543ه/1149م)؛ بل وإنشاء مبنى ضخم يحوي داخله جميع الأبنية الأساسية، وبخاصة مكان الجلجلة والقبر المقدس.
وعندما قام صلاح الدين بتحرير القدس عام 582ه/1187م أشار عليه بعض من حوله في قادة الجيش بهدم الكنسية؛ حتى لا يبقى حجة للغرب الأوروبي لغزو البلاد وقتل العباد بحجة الكنيسة؛ إلا أنه رفض ذلك، وآثر الإقتداء بعمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وأغلق الكنيسة ريثما تهدأ الأوضاع، ثم أعاد فتحها.
وفي عهد قايتباي عام 884ه/1480م سمح للنصارى بإصلاح قبة كنيسة القبر المقدس. كما إن سلاطين المماليك لم يسمحوا بالاعتداء على دور العبادة الخاصة بالنصارى؛ بل سمحوا لهم بممارسة عباداتهم بحرية تامة؛ إلا في بعض الأوقات التي كانت تتعرض فيها البلاد الإسلامية لغزوات الصليبية، والتي كانت أساساً كنوع من الرد على هذه الغزوات.
وكانت الدولة العثمانية قد أصدرت في 02/08/1852م ما يسمى بـ"الوضع الراهن للأماكن المقدسة" وبه جددت ما كانت أعلنته سنة 1118ه/1707م، بشأن ما لبعض الطوائف المسيحية من الحقوق في الأماكن المقدسة -ومن جملتها كنيسة القيامة- وأداء العبادة فيها.
وفي كنيسة القيامة دير للرهبان الفرنسيسكان (اللاتين) Franciscans الذين يخدمون في الكنيسة. ويقع الدير شمالاً، حيث كانت قديماً الدار البطريركية. وكان الرهبان حتى سنة 1286ه/1870م يعيشون في دير مظلم. فتوصل فرنسيس يوسف الأول (إمبراطور النمسا) إلى الحصول على إذن لهم ببناء دير صغير، أضيفت إليه طبقة جديدة عام 1386ه/1967م.
وينتسب الرهبان الفرنسيسكان إلى القديس فرنسيس الأسيزي St. Francis of Assisi (577ه/1182م-622ه/1226م) الذي نشأ وعاش في أمبريا من إيطاليا. وكان قد جاء إلى القدس سنة 615ه/1219م وبعث إلى هناك ببعض رهبانه وطلب من السلطان الملك الكامل الأيوبي أن يبقوا في الشرق ويزوروا القيامة؛ فظلوا بعض سقوط المملكة الصليبية يحرسون الأماكن المقدسة.
وفي عام 733ه/1333م سمح لهم السلطان الملك الناصر بسكنى كنيسة القيامة. وبعد ذلك بقليل، أي سنة 742ه/1342م، وافق البابا كليمنتس السادس Clement VI على وجود الفرنسيسكان في الكنيسة؛ على أن يكونوا حراس الأراضي المقدسة باسم الكاثوليك.
وعندما دخلت فلسطين تحت الحكم العثماني عام 921ه/1516م، بقي الفرنسيسكان في الكنيسة ورمموها مرتين: الأولى عام 962ه/1555م؛ والثانية عام 1131ه/1719م.
وللرهبان الفرنسيسكان اليوم حصة كبيرة في كنيسة القيامة وهم المسؤولون عن تنظيم القداديس الكثيرة التي تقام فيها يومياً بحضور أفواج الحجاج القادمين من جميع أنحاء الأرض.
وكان قد سُمح لرجال الدين البيزنطيين بعد فتح العثمانيين للقسطنطينية على يد محمد الفاتح عام 1453م زيارة فلسطين.
وبعد الفتح العثماني لبلاد الشام بقليل، عين على القدس بطريرك يوناني يدعى جرمانوس Germanus (940ه/1534م-986ه/1579م)، وهو الذي أسس "أخوية القبر المقدس" التي يعد أعضاؤها حراس الأراضي المقدسة باسم العالم الأرثوذكسي. كما وعمل على التوسع في الكنيسة.
وبطريركية الروم الأرثوذكس في القدس والدير المجاور قريبان من كنيسة القيامة. وكان الموضع مركز ملوك القدس أيام الصليبيين. ويعود البناء إلى أزمنة مختلفة.
وللرهبان الذين يخدمون في الكنيسة مساكن في نفس القيامة. وإلى ذلك فعند ساحة القيامة شرقاً دير هو "دير القديس إبراهيم" الذي اشتروه سنة 1070ه/1660م من الأحباش وأكملوه نحو عام 1101ه/1690م على كنيسة قديمة تعرف بـ"كنيسة الرسل".
ولما دب الحريق في الكنيسة سنة 1222ه/1808م، توصل الروم الأرثوذكس إلى الانفراد بترميم أكبر قسم من كنيسة القيامة بموجب مخططاتهم؛ فبنيت بشكلها الذي عليه الآن؛ ولهم اليوم حصة فيها. ومنها محور الكنيسة المعروف بـ"نصف الدنيا".
أما الأرمن الأرثوذكس، ولهم بعض المساكن في كنيسة القيامة، وحصة ثالثة في كنيسة القيامة ومنها قسم الرواق الذي يشرف على القبر المقدس وكنيسة القديسة هيلانة، فقد بدأ توسعهم في كنيسة القيامة منذ القرن السابع عشر الميلادي، وكانت آخر مرحلة منه عام 1244ه/1829م.
وتأتي بعد ذلك الطوائف التي لها مكانة ثانوية في كنيسة القيامة؛ وأولها الأقباط الأرثوذكس، ولهم مسكن في الكنيسة؛ وأما ديرهم وكنيستهم الكبرى المعروفان بدير وكنيسة القديس أنطونيوس، فيقومان خارج كنيسة القيامة، بالقرب منها؛ حيث ترى بقايا واجهة الكنيسة التي شادتها هيلانة؛ وحيث كان دير قانونيي القبر المقدس أيام الصليبيين. وقد بناهما الأسقف باسيليوس Basilius الحادي عشر بعد عام 1266ه/1850م.
وللأقباط في كنيسة القيامة معبد صغير بنوه هناك ملاصقاً للقبر المقدس عام 946ه/1540م، ثم جدد بعد حريق سنة 1222ه/1808م.
هذا وقد تصدعت الكنيسة سنة 1249ه/1834م إثر الزلزال الذي حدث في القدس في القرن السابع عشر. ورممت الكنيسة أيضا آخر مره 1285ه/1869م.
إلا أن زلزال سنة 1345ه/1927م كان الأقوى؛ فقد هدد قبة الكنيسة الأرثوذكسية لكاثوليك بالدمار. ولما لم يستطع الحاكم الإنجليزي الحصول على موافقة الطوائف الثلاث التي ترعى الكنيسة، قام بإجراء بعض أعمال التقوية والدعم التي لم ترتكز على أساس جيد.
وأخيراً، يقيم السريان الأرثوذكس الصلاة كل أحد في معبد للأرمن، يقوم في حنية القبر المقدس الغربية.
هذه هي أديار كنيسة القيامة. وقد أجمعت الأديار الثلاثة الكبرى (دير الفرنسيسيين (اللاتين)، والروم الأرثوذكس، والأرمن) على ترميم مبنى كنيسة القيامة سنة 1379ه/ 1960.
وفي كانون أول عام 1414ه/ 1994م اتفق رؤساء الطوائف الثلاث على القيام بأعمال ترميم قبة القبر المقدس؛ حيث أعدّ التصاميم الفنان الأمريكي آرا نورمارت Ara Normart . وقد تولّت البعثة البابوية في فلسطين الإشراف على الأعمال؛ حيث حصلت على ثقة الطوائف الثلاث بفضل عدم محاباتها واحترامها للجميع. وقد دشنت القبة في احتفال مهيب عام 1417ه/1997.
الوصف العام لمبنى كنيسة القيامة
تتألف الكنيسة من بناء قديم ضخم يضم القبر وعدة كنائس ومصليات ومزارات وغيرها. ومساحة الكنيسة تقدر بحوالي (130×60م)، أي 7800م².
في الجهة الجنوبية من الكنيسة توجد ساحة مبلطة، يظهر من بقاياها أنها كانت كالرواق العريض القائم على أعمدة، ضلعها الشمالي واجهة الكنيسة، وهو يقابل القادم إليها.
أما ضلعها الجنوبي فيلي الطريق، وعليه بقايا أعمدة رخامية؛ وعلى يمين المقبل إلى الساحة يقع ضلعها الشرقي، وفيه دير إبراهيم، ومصلى الأرمن، وكنيسة للقبط تدعى "كنيسة القديس ميخائيل". ويوجد في ضلعها الغربي كنائس القديس يعقوب، ومريم المجدلية والأربعين شهيداً.
أما الواجهة الشمالية للساحة، ففيها باب يؤدي إلى الكنيسة نفسها؛ وعلى هذا الباب نقوش رومانية وعربية. وبعد مدخل الباب، وإلى اليسار منه، مقعد يجلس عليه حراس الكنيسة. ويقابل الداخل من الباب حجر مستطيل أبعاده (2×0.60م²)، لونه أصفر محمر يدعى حجر الدهن أو المسح؛ إذ يعتقد أن جسد المسيح وضع عليه حيث حنطه نيقوديموس Nicodemus، وأن النساء وقفن على حجر آخر يبعد 10م نحو الغرب وقت التحنيط.
أما في جهة اليسار فتوجد بقعة مستديرة في وسطها بناء عال، فوق قبة قطرها (20م)، تحتوي على القبر المقدس.
ومن الجدير ذكره أن بناء القبر المقدس قديم؛ غير أن الموجود منه تم في عام 1224ه/ 1810م، وهو قائم على 18 عموداً متصلة في أعلاها بأقواس متقنة الصنع.
وللقبر المذكور باب في واجهته الشرقية. وبعد الدخول من الباب، تصل إلى ساحة كالغرفة أبعادها (8×5م)، مثمنة الشكل؛ جدرانها رخامية، بنيت عام 1224 ه/ 1810م؛ وهي تنتهي إلى حجرة تسمى مصلى الملائكة، أبعادها (3×2.80م) مصفحة بالرخام؛ وفي وسط هذا المصلى حجر يعتقد أنه الحجر الذي دحرجه الملاك عن القبر.
ويصل الداخل من باب ضيق في هذا المصلى إلى حجرة الضريح، حيث القبر نفسه؛
والذي تبلغ أبعاده (2×1)، وسطحه من رخام. وسقف الضريح قائم على أعمدة؛ وعلى جدران تلك الحجرة نقوش تمثل بعض حركات المسيح. وفي هذه الحجرة أيضاً تتلى الصلاة كل يوم؛ وهو أقدم مكان في كنيسة القيامة. وحول البناء خلاء مرصوف بالرخام، تحيط به أبنية الكنيسة اقتسمته الطوائف النصرانية بينها.
هذا وفي كنيسة القيامة كنائس عديدة أهمها: كنيسة الروم الأرثوذكس، التي يقابل مدخلها واجهة قبة القبر المقدس؛ وفيها عرشان كبيران، على أحدهما البطريرك الأنطاكي، وعلى الآخر البطريرك الأورشليمي. وهناك حجرة للاثنين، فيها أوان بينها تحف كنائسية قديمة؛ هذا غير المصليات للطوائف الأخرى، وأماكن أثرية أهمها الجلجثة، فيها كنيسة ترتفع عن أرض كنيسة الروم 4م.
كنيسة القديسة حنا "سانت آن"
كنيسة القديسة حنا (سانت آن) هي كنيسة للروم الكاثوليك، تقع شمالي الحرم القدسي، بين باب حطة وباب الأسباط؛ حيث أتى السيد المسيح بإحدى معجزاته؛ بناها البيزنطيون في القرن الخامس الميلادي، في المكان الذي يؤمن المسيحيون أنه منزل يواكيم وحنا (والد مريم العذراء ووالدتها). وفي هذا المكان بنيت كنيسة عرفت باسم "كنيسة مريم البتول" سنة 530م، ويظهر أن هذه الكنيسة احترقت مع ما احترق من ممتلكات النصارى على يد الفرس سنة 614م؛ فأعاد الصليبيون بناءها عندما احتلوا القدس سنة 1099م، وكانت تدعى كنيسة القديسة حنة. وجعل صلاح الدين هذه الكنيسة رباطًا للصالحين، ومدرسة للفقهاء الشافعيين سنة 1188م. كانت هذه الكنيسة تعرف فيما مضى بـ "صند جنة"، وسميت بعد الفتح الصلاحي "بالصلاحية". وحدث زلزال خلال المدة الواقعة بين 1821م و1842م، هدمت على إثره جدران الدير، فنقلت الحكومة العثمانية حجارته، وبنت الثكنة العسكرية المجاورة له.
وعندما انتهت حرب القرم بانتصار تركيا (1855م)، سلم السلطان عبد المجيد هذا المكان إلى نابليون الثالث؛ اعترافا بفضل فرنسا التي عاضدت تركيا في حربها مع الروس؛ وسلمه المتصرف كامل باشا إلى الفرنسيين (1856م)، وأنشئت فيه مدرسة ثم قلبت إلى كلية اكليركية (1882م). وفي الحرب العالمية الأولى عام 1914م احتلها الجيش التركي، وحولها القائد التركي جمال باشا إلى كلية إسلامية سماها "كلية صلاح الدين"؛ وأما الكنيسة فلم يمسها ضرر. ولما احتل الإنجليز القدس سنة 1917م أعادوا العمارة إلى الآباء البيض؛ فأنشأ هؤلاء فيها مكتبة ومتحف.
كنيسة نياحة العذراء
تقع على جبل صهيون، إلى الغرب من مقام النبي داود؛ يفصل بينها وبين المقام زقاق ضيق مرصوف؛ وإلى الجنوب من السور، على بعد بضعة أمتار من الباب المعروف بـ"باب النبي داود".
وهذه الكنيسة من أملاك الألمان الكاثوليك؛ بنيت فوق أرض أهداهم إياها السلطان عبد الحميد. ويعتقد المسيحيون أن السيد المسيح في هذا المكان أو بالقرب منه، تناول عشاءه الأخير وغسل أقدام تلاميذه، وأن هذا المكان التجأت إليه مريم العذراء بعد صلب المسيح، وأن العذراء قضت نحبها فيه؛ ولكنها دفنت في المكان الذي تقوم عليه الآن "كنيسة ستّنا مريم".
وهذه الكنيسة تشرف على أكثر أنحاء المدينة، ولها قبّة مزينة بالفسيفساء، وجرسية يصعد إليها في 198 درجة. ويوجد تحتها مغارة، هي في نظر المسيحيين أصل البيت الذي كان يعيش فيه مار يوحنا. وفي هذه المغارة اثنا عشر عموداً من الرخام الغليظ؛ وفي وسطها تمثال العذراء وهي نائمة على فراش الموت؛ وفيها أسطوانة حجرية لا يزيد ارتفاعها عن متر واحد، وهو من بقايا الكنيسة القديمة التي يقال: إنها أنشئت هناك في أواخر القرن الرابع الميلادي.
كنيسة حبس المسيح (كنيسة الجلد)
تقع كنيسة حبس المسيح أو "كنيسة الجلد" ضمن دير حبس المسيح للفرنسيسكان، داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة السعدية، على مقربة من باب النبي داود (باب الخليل) في سور القدس الجنوبي. شيدت في موضع دار قيافا (كبير الكهنة)؛ حيث يعتقد المسيحيون أن المسيح اقتيد لسؤاله أولاً قبل تقديمه للمجمع اليهودي للمحاكمة. وقد شيدت هذه الكنيسة على أطلال أخرى قديمة، كانت تعرف باسم كنيسة "القديس بطرس"، حيث تم بناء هيكل صغير. وبعد اجتياز فنائه، باتجاه الشمال، يوجد هيكل باسم "حبس المسيح" عند قصر بيطلاس؛ ولكن بدون قبة.
كنيسة القديسة فيرونيكا
كنيسة القديسة فيرونيكا هي كنيسة للروم الكاثوليك، تأسست سنة 1894م؛ تقع بالقرب من كنيسة أوجاع العذراء، في عقبة المفتي على درب الآلام. وقد أقيمت في المكان الذي يعتقد المسيحيون أن القديسة فيرونيكا مسحت فيه بمنديل على وجه السيد المسيح وهو مار من هناك حاملًا صليبه. وكانت الأرض لمسلم من سكان القدس هو "عبد الرحمن حدوثة العلم"؛ باعها بثلاثة آلاف ليرة ذهبية فرنسية ذهبًا؛ وحصل الروم الكاثوليك على فرمان من السلطان بتاريخ 1894م؛ فأنشأوا فوقها كنيسة باسم "القديسة فيرونيكا".
كنيسة الجثمانية (كنيسة كل الأمم)
وهي كنيسة جميلة في وادي قدرون، عند ملتقي الطرق بين القدس والطور وسلوان؛ بنيت فوق صخرة الآلام، التي يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح عليه السلام صلى وبكى عليها قبل أن يعتقله الجنود الرومان؛ والمعتقد المسيحي يقول: إن رئيس كهنة اليهود وجنده ألقوا القبض على السيد المسيح، بدلالة يهودا الاسخريوطي في هذا المكان. كما يعتقد المسيحيون أن المكان الذي اختبأ يسوع وتلاميذه فيه، قبل اعتقاله وأخذه إلى القدس- هو حديقتها.
ويعود تاريخ هذه الكنيسة إلى سنة 389 للميلاد. وقد دمرها الفرس سنة 614 للميلاد؛ ولكن الصليبيين أعادوا بناءها في القرن الثاني عشر. وقد أعيد بناء هذه الكنيسة سنة 1924م على يد المعماري الإيطالي انطونيو بارلوزي؛ إذ أسهمت 16 دولة بتمويل بنائها، ولذلك صارت تعرف باسم "كنيسة كل الأمم"، وتضم حديتها ثماني أشجار زيتون من الفترة الرومانية؛ واللوحة المرسومة على واجهة الكنيسة "لوحة يوم القيامة" للرسام الشهير ليوناردو دافنشي.
كنيسة الصعود
وهي أعلى بناء في القدس على الإطلاق؛ بنيت سنة 392 للميلاد، عن طريق امرأة رومانية ثرية، على ارتفاع 830 مترًا عن سطح البحر. وقد دمرت لاحقًا سنة 614 للميلاد على يد الفرس، فأعاد الرومان بناءها؛ ورممت سنة 1102 للميلاد. ووفق الاعتقاد المسيحي، فإن السيد المسيح صعد من هذا المكان إلى السماء. ولهذه الكنيسة جرسية مرتفة. وبُنيت هذه الكنيسة على شكل دائري في بداية الحقبة البيزنطية، وأعيد بناؤها بعد تدميرها في الفترة الصليبية.
كنيسة مريم المجدلية أو الـ(كنيسة الروسية)
بنيت كنيسة مريم المجدلية على يد قيصر روسيا (الإمبراطور الإكسندر الثالث)؛ تخليداً لأمه (الإمبراطورة ماريا الإكسندروفنا)؛ وقد تم تدشينها في العام 1888 في احتفال حضره الأمير سيرجى الإكسندروفيتش وزوجته الدوقة إليزابيث فيدوروفنا.
وتعد كنيسة القديسة مريم المجدلية من أجمل مواقع العبادة في الأراضي المقدسة؛ حيث تقع على منحدر جبل الزيتون، في قلب حديقة الجثمانية؛ وتطل على بلدة القدس القديمة.
كنيسة الثلاث مريمات (للأرمن)
وهي كنيسة صغيرة تابعة لطائفة الأرمن شيدت في موقع ظهور السيد المسيح للمريمات (حسب معتقدات المسيحيين)؛ الذي أمرهن فيه أن يذهبن ويخبرن تلاميذه المجتمعين في علية صهيون بأنه قام من بين الأموات، وأنه سيذهب ليتلقى بهم في الجليل (متى- 82: 8) وكانت هناك كنيسة أخرى في شمال كنيسة الثلاث مريمات أمام مدخل برج داود ولكنها حولت إلى منزل في أوائل القرن الماضي.
والمريمات هن: مريم أم السيد المسيح عليه السلام، ومريم المجدلية، ومريم أم يعقوب ويوسى.
كنيسة صياح الديك (القديس بطرس)
كنيسة القديس توما:
هي كنيسة كان الصليبيون قد شيدوها حين احتلال القدس على أنقاض مسجد قديم، وتقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة الأرمن؛ في زقاق بالقرب من كنيسة الرسول يعقوب الكبير. ولما دخل صلاح الدين القدس أعادها جامعًا، ثم تهدم الجامع وبنى الألمان مكانه كنيسة في القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي)، وما زالت في أيديهم إلى يومنا هذا.
الكنيسة اللوثرية أو كنيسة المخلص (الفادي)
الكنيسة اللوثرية هي إحدى ممتلكات البروتستانت، تأسست سنة 1898م؛ بمناسبة زيارة الإمبراطور الألماني غليوم الثاني. وتقع في حارة النصارى بالقدس القديمة؛ وهي مشهورة ببرجها العالي المطل على كافة اتجاهات القدس، والذي يبلغ ارتفاعه 48م، ويتكون من 177 درجة، ويعتبر أعلى برج في القدس المسورة.
كنيسة مار فرنسيس
وتقع إلى الشمال من مقام النبي داود، بنيت فوق أرض تعود مليكيتها لـ آل "الدجاني"؛ وقد ابتاعها الآباء الفرنسيسون عام 1930م.
كنيسة أوجاع العذراء
أنشئت عام 1872م، داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، وتقع في حارة الواد بالقرب من الزاوية الأفغانية، على قطعة الأرض المعروفة بـ "حمام السلطان"، في دير بني في موضع يعتقد بأن السيدة مريم العذراء التقت فيه بالسيد المسيح عليهما السلام وهو ذاهب لتنفيذ حكم الصلب فيه (حسب المعتقدات المسيحية).
الاديرة المسيحية في القدس
دير حبس المسيح
تتعدد الأديرة التي تحمل هذا الاسم في مدينة القدس؛ تبعًا لتعدد معتقدات الطوائف المسيحية المقدسية وتصوراتها حول حبس المسيح عيسى عليه السلام؛ فهناك دير يحمل هذا الاسم يتبع اللاتين، ويقع إلى الشمال من مبنى القشلة، مقابلاً لمدرسة روضة المعارف؛ وهناك دير آخر اتخذه الأرمن، يقع في حي النبي داود عليه السلام على جبل صهيون. وقد وردت إشارات إليه في بعض الحجج الشرعية، منها مثلاً ما يشير إلى خرابه في العقد الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، حيث طلب الأرمن تعميره في عام (1306هـ/ 1888م) ووافقت الدولة العثمانية على إعادة التعمير والترميم.
ويشمل هذا الدير على كنيسة صغيرة تقوم على حجرة الحبس الصغيرة. بجوار الموضع الذي ضرب فيه. وفي ساحة عدد من قبور بطاركة الأرمن وأسقافتهم المتأخرين. كما يقوم في الجهة الشرقية من ساحة الدير نصب تذكاري نقش عليه اسم هاكوب أفندي أشقبان، الذي مات في القاهرة 1887م ونقل رفاته إلى هذا المكان 1890م، تقديراً لتبرعاته السخية على هذا الدير والكنيسة.
أما الدير الثالث الذي عرف بحبس المسيح، فهو خاص بالروم الأرثدوكس؛ ويقع إلى الشمال من الحرم الشريف، ويشتمل على تجويف مظلم تحت الأرض، يعتقد أن المسيح حبس فيه؛ كما يشتمل على كنيسة ترجع فكرة بنائها إلى القرن الخامس الميلادي.
ومما يذكر أن هذا الحبس يختلف من نظيره القائم في درب الآلام تجاه باب الغوانمة؛ لكنه أطلق هذه المرة على كنيسة يعتقد أنها تقوم في موضع كنيسة القديسة صوفيا، التي شادها الاحتلال البيزنطي في أواخر القرن الخامس أو أوائل القرن السادس للميلاد.
الدير الكبير (دير الروم الأرثوذكس)
يقع في محلة الزراعنة من حارة النصارى؛ إلى الشمال الغربي من كنيسة القيامة، وإلى الجنوب من بطريركية الروم؛ ويعرف بـ(دير قسطنطين)، ويسميه اليونان فيما يعني "الدير المركزي لأديار الروم في فلسطين"، ويرجع إنشاؤه إلى القرن الخامس الميلادي.
يشتمل هذا الدير على ثلاث كنائس هي: كنيسة القديسة هيلانة، وكنيسة القديسة تفلا، وكنيسة مار يعقوب. وهناك معبدان صغيران في كنيسة مار يعقوب: واحد باسم الشهداء الأربعين، والثاني باسم حاملات الطيب. كما يشمل على ساحه وحديقة ومكتبة، ونزل للحجاج والرهبان تبلغ نحو مائتي غرفة. ويقيم فيه عدد كبير من الرهبان دون الراهبات. ويتصل هذا الدير مع كنيسة القيامة بقوس تعلو الشارع الذي يفصل بينهما؛ أما الراهبات، فقد خصصت لهن طائفة دير التفاحة الواقع في محلة النصارى.
دير مار يعقوب
يقع في حارة الأرمن، وتحديداً بين القشلاق (مركز البوليس) وباب النبي داود؛ يعرف بـ"دير القديس جميس الكبير". ويرجع إنشاؤه إلى فترة ما قبل الإسلام؛ حيث شيد في المكان الذي استشهد فيه القديس يعقوب الرسول، بأمر من هيرودس الحفيد. وقد هدمه الفرس سنة 614م، ثم أعيد بناؤه، وأقيمت فيه كنيسة في أواسط القرن الثاني عشر الميلادي، أجرى عليها بعض الإصلاحات في القرن الثالث عشر.
ويعد هذا الدير من أوسع الأديرة بالقدس؛حيث يشغل نحو سدس مساحة البلدة القديمة من القدس هو والحارة الواقع فيها. كما اتخذ الأرمن فيه دار بطريركيتهم، ومدرسة للاهوت، ومكتبة غنية بنفائس المخطوطات والكتب المطبوعة؛ فقد قدر عارف العارف محتوياتها في سنة 1947م، بنحو 4000 مخطوط، وأكثر من 30000 كتاب مطبوع؛ ولا عجب في ذلك؛ إذ كان هذا الدير من أوائل المؤسسات العربية الفلسطينية التي امتلكت مطبعة منذ أوائل القران العشرين الماضي.
ويتميز هذا الدير بكثرة الآبار؛ إذ إنها تفوق الخمسمائة؛ كما يضم عدة كنائس ومعابد؛ وقاعات ومتحف؛ أما دير الزيتونة (أركانجل) المجاور لهذا الدير من الشرق والمخصص للراهبات، حسبما يفهم من سجلات محكمة القدس الشرعية، فيشتمل هذا الدير على مدرسة للبنات.
كما يعد هذا الدير من أكثر الأديرة جمالاً في القدس؛ حيث وصفت الكنيسة الواقعة فيه بأنها: “مزخرفة بشكل دائري ثري وبأسلوب شرقي، وبجدران ذات بلاط أزرق، والأرضيه مفروشة بالسجاد، ومصابيح الذهب والفضة كانت تسطع في كل مكان”.
وفي وصف آخر، استثني هذا البناء من بين المعالم المسيحية الأخرى، حيث أنه ”الوحيد في القدس الذي يقدم مظهراً كبيراً من الراحة؛ وواجهة المبنى المبنية بشكل محكم، والشارع الممهد تظله أشجار عالية، والرهبان ذوو المظهر الجليل والمحترم حول ممراته، كل ذلك يعبق بالبساطه والثروة والنظافة النادرة في مدينة القدس”. دير المخلص
يقع في الجهة الغربية الشمالية من حارة النصارى. أصله للنصارى الكرج؛ حيث عرف بـ"دير القديس يوحنا اللاهوتي"؛ ثم اشتراه الآباء الفرنسيون من الكرج في سنة (967 هـ/ 1559 م)؛ فصار يعرف بـ"دير اللاتين" و"دير الفرنج"؛ كما صار قاعدة لأديرتهم، وكرسياً لحارس الأرض المقدسة. وهو يشتمل على مكتبة، ومدرسة، وكنيسة، وميتم، وصيدلية، ومطبعة، وفرن، ومطحنة.
كما أنه يشرف على إطعام وإسكان العائلات الفقيرة من النصارى اللاتين الذين بلغوا في عام 1945م نحو 2250 عائلة.
دير مار مرقص
يقع في القسم الجنوبي من حارة تاريخية من حارات القدس، كانت تعرف بـ"حارة التبانة"، التي ينتشر السريان اليوم فيها.
وأصل هذا الدير كنيسة بيزنطية، عرفت بـ"كنيسة العذراء" التي لا تزال قائمة. كم يشتمل على دار لأسقفية السريان. وقد خربت الكنيسة البيزنطية منذ أيام الخلفية الفاطمي (الحاكم بأمر الله الفاطمي) أواخر القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)؛ وبقي مهجوراً حتى أعيد ترميمه في سنة (1272 هـ/ 1855 م)، ثم وسع في عام (1298 هـ/ 1880 م). وترد إشارات إليه وإلى بعض الرهبان السريان وشؤونهم الأخرى في بعض حجج محكمة القدس الشرعية.
دير السلطان
يقع قرب كنيسة القيامة؛ ملاصقاً لها من الناحية الجنوبية الشرقية. ويشتمل على كنيستين: كنيسة صغرى تدعى "كنيسة الملاك"؛ وكنيسة كبرى تدعى "كنيسة الحيوانات الأربعة". يذكر عارف العارف أن هذا الدير للأقباط في الأصل؛ لكن اللاتين اغتصبوه منهم، إثر الاحتلال الفرنجي للقدس؛ وأن صلاح الدين الأيوبي رده إليهم بعد تحريره للقدس في سنة (583هـ/1187م)؛ فنسبوه إليه وأسموه "دير السلطان".
ويتميز هذا الدير بأنه يشتمل على حجاب خشبي قديم مطعم بالعاج، كان قد صنع في مصر. وتجدر الإشارة إلى أنه خاص بالرهبان؛ لذا بنوا ديراً آخر لهم بإذن السلطان العثماني، خاص بالراهبات قرب باب الخليل، وأطلقوا عليه اسم "دير مار جرجس". وتفيد بعض الحجج الشرعية أنهم أجروا فيه أكثر من تعمير خلال القرن التاسع عشر؛ أما الزوار منهم، فقد خصصوا لهم ديراً بنوه في عام (1255هـ/1839م)، فوق الخان الملحق بديرهم الكبير(دير السلطان).
ويذكر أن هناك دير آخر يحمل هذا الاسم (دير السلطان)؛ لكن سكانه من نصارى الحبش ومفتاحه بيد راهب قبطي؛ ما يشير إلى ضغف هذه الطائفة في القدس؛ حتى أنهم فقدوا عدداً من أماكنهم الدينية في القدس منذ القرن السابع عشر الميلادي، باستثناء دير صغير نسب إليهم بجهة باب العمود، كان يعرف بـ"دير الجنة"؛ لذا جاءت كنيستهم خارج أسوار البلدة القديمة، لما أذنت الدولة العثمانية لهم بإنشائها في أواخر القرن التاسع عشر؛ إثر الخلاف الذي أدى إلى انفكاك العلاقة التاريخية بينهم منذ عام (1235هـ/1820م).
دير العذراء (دير ستنا مريم)
يقع إلى الجنوب من ساحة كنيسة القيامة؛ وإلى الشرق من المسجد العمري. يعرف أيضاً بـ"دير ستنا مريم". ويرجع إنشاؤه إلى ما قبل الإسلام؛ إذ بني في عهد البطريرك الياس الأول عام 494م، ويضم بضعة غرف لنزول الزوار، وفيه يسكن الراهب الذي يخدم قبر ستنا مريم قبالة الجسمانية.
دير مار يوحنا المعمدان
يقع بين سويقة علون، والشارع المؤدي إلى حارة النصارى. يشتمل على كنيستين: واحدة تحت الأرض طرازها بيزنطي حيث بنيت في عام 450م؛ والثانية بنيت فوق الأولى في عام 1048م، خلال العصر الفاطمي. وهو من منشآت طائفة الروم الأرثوذكس.
ويعرف هذا الدير أيضاً بـ"دير مار يوحنا القرعة". وقد أنشئ تعبيراً عن دور هذا القديس في دعوة المسيح عيسى عليه السلام؛ ويتخذ شكل الصليب في بنائه، ويشتمل هذا الدير على نزل للحجاج والزائرين.
جعل الفرنج من الدير والكنيستين مستشفى ومقراً لفرسان القديس مار يوحنا، إثر احتلالهم للقدس. وقد ورد أن صلاح الدين أعاده إلى طائفة الروم (1187م).
دير مار أنطونيوس (للأقباط):
ويقع هذا الدير إلى الشمال من كنيسة القديسة هيلانة وهو من ممتلكات الأرثوذكس بالقدس؛ وترجع أهميته إلى أنه صار مقراَ للمطرانية القبطية منذ عام 1912م. وقد أجريت به إصلاحات عديدة أهمها تلك التي جرت في عام 1875م، عندما أضيفت إليه مبان جديدة، ثم عمر الدير مرة أخرى سنة 1907م، وجددت أيضاً كنيسته وأساساته القديمة.
ويبدو أن الدير قد شيد على أساس كنيسة بيزنطية قديمة؛ إذ يشير بعض الرحالة الذين وفدوا على الدير أن به مستودع مياه باسم القديسة هيلانة، وهو داخل الكنيسة القبطية في الدور الأرضي من الدير؛ وللمستودع سلم دائري للهبوط عليه وهو مكون من (51) درجة.
وتقع كنيسة القديس أنطونيوس ملاصقة للجدار الشمالي لكنيسة القيامة؛ وأمامها فناء واسع مكشوف، يقع على سطح الجدار الشمالي لكنيسة القيامة؛ على سطح الدور الأرضي؛ وفي الجهتين الجنوبية والشرقية من الفناء، تقع مساكن الرهبان الأقباط، ومقر رئاسة الدير، والكلية الأنطونية. وقد قام المطران باسيليوس بإصلاح هيكل هذه الكنيسة، وشيد لها منبراَ جديداَ؛ وفي الطابق الثالث توجد كنيسة أخرى، أنشأها المطران الأنبا ياكوبوس في عام 1954م؛ تذكاراً لظهور العذراء في هذه الغرفة لبعض طالبات مدرسة القديسة دميانة في صيف ذلك العام؛ ويقع مقر المطران القبطي في الطابق الرابع، وبه مكتبة فخمة؛ بالإضافة إلى نزول للضيوف والحجاج.
دير مار جرجس (للأقباط)
يقع هذا الدير في حارة الموارنة، على مقربة من باب الخليل؛ وقد شيد في العصر العثماني في القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي). وقد ألحقت به مدرسة تعرف باسم القديسة دميانة.
ويوجد في هذا الدير كنيسة بها هيكل واحد يصلى فيه قداس يوم الاحتفال بعيد الشهيد مار جرجس (7من أكتوبر)؛ وذلك مقابل إقامة الأقباط قداساً ليلة عيد الميلاد وصباحه، على مذبح الأرمن، بكنيسة المهد الأرمنية في بيت لحم.
دير أبينا إبراهيم
دير أبينا إبراهيم دير أثري للروم الأرثوذكس؛ يعود تاريخه الى العهد الروماني في فلسطين. يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى؛ وتحديدا في ساحة كنيسة القيامة من الجهة الجنوبية الشرقية.
يُعتقد أن الملكة هيلانة هي أول من شيده (حوالي عام 335). وقد هدم الفرس هذا الدير خلال احتلالهم للقدس عام 614، وبقي خرابًا لعدة قرون، إلى أن أخذه الروس من الأتراك سنة 1887م؛ فأعطوا قسمًا منه إلى الروم الأرثوذكس، فبنوا فيه الدير المعروف باسم "أبينا إبراهيم"؛ وبنى الروس ديرًا لهم، يضم الدير الآن كنيستان إحداهما صغيرة (أبينا إبراهيم)؛ والأخرى أكبر منها، وتُسمى "كنيسة الرسل الإثني عشر".
دير البنات
يقع بين دير العذراء ودير مار دمتري. بناه البطريرك إلياس الأول للروم الأرثوذكس؛ وهو على مقربة من خان الأقباط، وفيه كنيستان: إحداهما أرضية تعرف باسم "القديسة ميلانيا"؛ والأخرى فوقها تعرف باسم "مريم الكبيرة"، أي "العذراء البكر".
دير مار تادرس:
هو دير صغير للروم الأرثوذكس، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى، بالقرب من باب الجديد ودير الكازانوفا.
دير مار كرالامبوس
دير مار كرالامبوس هو دير صغير للروم الأرثوذكس يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس في حارة النصارى، غرب طريق الآلام.
دير السيدة
دير صغير للروم الأرثوذكس يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى، بالقرب من مسجد الخانقاة (الصلاحية).
دير مار أفتيموس
دير صغير للروم الأرثوذكس، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى. ويلاصق دير السيدة، بالقرب من مسجد الخانقاة (الصلاحية).
دير مار ميخائيل
دير للروم الأرثوذكس، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة الأرمن، بالقرب من باب الخليل، ودير القديسة كاترين.
دير القديسة كاترين
دير صغير للأرثوذكس، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة الأرمن، بالقرب من باب الخليل، ودير مار ميخائيل.
دير الزيتونة
أو دير مار آركنجل هو دير مخصص للراهبات الأرمنيات، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة الأرمن، شرق كاتدرائية القديس يعقوب للأرمن.
دير العدس
دير العدس دير للسريان الأرثوذكس، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة السعدية في الحي الإسلامي، بجوار دير حبس المسيح.
دير الكازانوفا
هو دير كاثوليكي، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في شمال غرب حارة النصارى، بالقرب من باب الجديد. وهو من مقدسات الإرساليات الكاثوليكية في المدينة.
دير الموارنة
دير الموارنة دير أثري للموارنة الكاثوليك، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة الأرمن، بجوار باب الخليل. تم بناؤه عام 1895.
دير المخلص
دير المخلص أو دير اللاتين الكاثوليك هو دير للاتين الكاثوليك، تم بناؤه عام 1559 داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في شمال غرب حارة النصارى بالقرب من باب الجديد.
الله
ردحذفيسلم ايدكم على هذا الموضوع الشامل والكامل بالصور عن المعالمالاثريه في مدينة القدس الشريف
موقعكم رائع جدا
شكرا شكرا لهذا الدليل عن مدينة القدس
ردحذف