القائمة الرئيسية

الصفحات

القصور في فلسطين - قصور تاريخية وأثرية في فلسطين

القصور في فلسطين - اسماء ومواقع وتاريخ القصور التاريخية والأثرية في فلسطين حسب المحافظات الفلسطينية

 
شكلت القصورُ والقلاع والبيوت الفخمة في القرنين الثامن والتاسع عشر في فلسطين علامة مميزة في التاريخ الفلسطيني، ومن المعتقد أن مجموع قرى الكراسي (السيطرة والحكم) في منطقة الجبال الفلسطينية الوسطى في ذلك الوقت، قد بلغ حوالي 24 قريةً تقف على رأس كل قرية منها عائلة ذات جاه وتاريخ، استطاعت بسط نفوذها على عدد من القرى المحيطة "الناحية"، من خلال رجل تمتّع بجاهٍ وسلطان سمي "شيخ القرية " أو " شيخ الناحية

قصور تاريخية وأثرية في محافظة نابلس

قصر عبد الهادي 

قصر عبد الهادي

يقع وسط حارة الياسمينة فوق جامع الساطون، على سفح جبل جرزيم. شيده محمود عبد الهادي، عندما كان ملتزمًا لمنطقة جبال نابلس إبان العهد العثماني سنة 1820م.

وعام 1865 ورث القصر عبد الرحيم عبد الهادي، وأجرى عليه تحسينات، وهو حاليًا جزء من وقف العائلة.
ويقع القصر في منطقه تتوفر فيها ينابيع المياه. وقد شيد على أرض مساحتها هكتارين، ويشغل بناء القصر هكتارًا واحدًا؛ وتشغل الهكتار الثاني حديقة. وله مدخل كبير نسبيًا في الشارع، يدخل منه على الدرجات إلى ساحة سماوية فيها غرف، وأمامها أواوين فواحة، ولها مصاطب حجرية، ويطلق عليها اسم "السراملك"؛ ثم مداخل ?جنحة أخرى للحريم ويطلق عليها اسم "الحرملك" فيها غرف متقابلة، وبينها أواوين؛ ولها دكك حجرية؛ وأواوينها مبلطة ببلاط حجري؛ وبعض الغرف ببلاط رخام، وكان في القصر حمامًا تركيًا خاصًا به، تصله المياه عبر قنوات خاصة.

ويحوي كل طابق من القصر مجموعة من الغرف الكبيرة الحجم، والتي لا تقل مساحة الواحدة منها عن 60 مترًا مربعا؛ كما لا يقل ارتفاعها عن سبعة أمتار، يتوسط سقفها صحن تحيط به زخرفة إسلامية.

أما سطحها فهو على نظام القباب، ويبلغ عدد الغرف فيه 144غرفة. وفي باحة الساحة الكبيرة للقصر، التي تتوسطها حديقة يوجد نخلة، عمرها 150 سنة.

كانت تسكن فيه 12 عائلة من آل عبد الهادي؛ وحاليا يسكن فيه فرع عبد الرحيم وفرع عبد الرحمن.
وتظهر في الجهة الغربية للقصر بقايا الدمار الذي خلفّه الزلزال الذي ضرب نابلس عام 1927؛ كما تعرضت إحدى ساحاته إلى عملية تفجير من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ بحجة البحث عن مقاومين فلسطينيين.

قصر النمر:

قصر النمر:

 

يقع قصر النمر في الجهة الشمالية الشرقية من حارة الحبلة، بناه في القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي عبد الله باشا النمر الذي كان قائداً للحملات العسكرية التركية التي أرسلت لقمع الفتن المحلية، ولتوفير الأمن للمنطقة. أصبح عبد الله باشا بعد ذلك حاكماً لنابلس وكافلاً لقلعة الكرك؛ ثم كان مؤسساً لأسرة محلية حكمت نابلس لعدة أجيال؛ فكان القصر قاعدة لحكمهم في المدينة.

أما البناء فهو قسمان: قسم شمالي، وهو القصر الصيفي؛ وجنوبي وهو القصر الكبير الذي يؤدي اليه مدخل كبير الحجم، وفي الوقت نفسه فإن كلا منها يتكون من طابقين؛ حيث الأول عبارة عن ساحة مكشوفة وبركة ماء وإسطبلات خيل والثاني يتكون من مجموعة كبيرة من الغرف مقسمة إلى جناحين: جناح خاص بالحريم ("الحرملك") وجناح خاص بالرجال ("السلملك").


قصر طوقان:

قصر طوقان:

 

يقع في حارة القريون التي تتوسط حارات نابلس القديمة إلى الجنوب من جامع البيك. بناه رئيس علماء نابلس (إبراهيم بك بن صالح باشا طوقان) بتمويل من والده، وذلك في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي. وهو معمارياً يتكون من مساحة ضخمة وقسم جنوبي وقسم شمالي وطابقين من البناء وقسم مخصص للسلملك (الرجال) وقسم للحرملك (النساء).
تتمثل جمالية المكان برونق البناء؛ ففي مدخل الحصن أو البيت ساحة سماوية حولها غرف الخدم والدواب، ثم درج عريض يصل إلى ساحة سماوية واسعة فيها بركة كبيرة، وحولها غرف متقابلة ذات أواوين أو مصاطب حجرية وهي "السلاملك"، ثم مداخل الأجنحة فيها غرف مماثلة للحريم"حرملك"؛ إلا أنه حاله كحال الكثير من الآثار التاريخية، لم يسلم من استهداف واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ تعرض للتدمير والتفجير خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، وخلال الاجتياح الإسرائيلي الذي تعرضت له البلدة القديمة.

قصر القاسم:

قصر القاسم:

 

يقع قصر القاسم في قرية بيت وزن، غرب مدينة نابلس. بناه الشيخ قاسم الأحمد في سنة 1820.
ويتكون القصر من ثلاثة طوابق: الطابق الأرضي يتكون من غرف للضيوف وغرف للحرس، ويشتمل الطابق الأول على مقر إدارة الحكم وغرف النوم؛ أما الطابق الثاني فهو كان يحتوي على تسعة غرف لعائلة الشيخ وغرف صيفية مفتوحة؛ والطابق الثالث هو ما يعرف بـ"علية الشيخ"، هو أشبه ما يكون بالقلعة المحصنة ويحتوي على معظم العناصر الفنية، من أقواس ودعامات وزخرفة ونقوش والأسقف الجملونية والقباب، وغيرها من المظاهر العمرانية.

قصر الكايد:

قصر الكايد:

 

بني عام 1750 م على يد الشيخ أحمد الكايد، على مساحة 870 متراً مربعاً؛ وهو مكون من ثلاث طبقات.
يقع قصر الكايد في وسط سبسطية، بالقرب من الجامع العثماني. بني في منتصف القرن الثامن عشر مقرًا للشيخ أحمد كايد أحد زعماء جبال نابلس؛ وقد كانت سبسطية خلال هذه الفترة قرية كرسي كمشيخة لوادي الشعير.

مساحة القصر حوالي 875 مترًا مربعًا؛ في حين أن المساحة المكشوفة منه حوالي 100 متر مربع. وهو مكون من ثلاث طبقات؛ وله بوابة ضخمة جميلة على جانبيها مقعدان للحراسة مزخرفان بزخارف نباتية وهندسية؛ بالإضافة إلى عمودين متوجين (تيجان). يعلو سطح القصر القباب التي استخدمت وحتى فترة قصيرة ديوانًا لآل كايد.


قصر دار خليل:

قصر دار خليل:

 

يقع قصر دار حسن في بلدة جماعين جنوب مدينة نابلس؛ ويتكون من 3 علالي، و12 غرفة متنوعة، وساحة سماوية. يغلب على هذا القصر طراز عثماني متأخر. استأجرته بلدية جماعين عام 2007؛ وبالتعاون مع مؤسسة "رواق" تم ترميمه عام 2008، ويستخدم مقرًا لعدد من مؤسسات المجتمع المحلي العاملة في البلدة، منها مؤسسة الجمعية التعاونية الزراعية، وجمعية تنمية المرأة الريفية، ونادي شباب جماعين، ومركز التطوير الصحي، ومركز خدمة جامعة النجاح الوطنية، وملقى المسنات. ويستخدم القصر لتنظيم لقاءات ثقافية وندوات سياسية ومناسبات اجتماعية.

قصر عمري الأثري:

قصر عمري الأثري:

يقع في المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال غرب نابلس. بناه الملك عمري قبل 3 آلاف عام
من الحجر الجيري الأبيض المصقول في أعلى نقطة في المدينة الأثرية وكان يدعى "بيت العاج". 

 قصور تاريخية وأثرية في محافظة الخليل 



قصر المورق الأثري:

قصر المورق الأثري:

 

يقع قصر خربة المورق على بعد 20 كيلو متر غرب مدينة الخليل، بجانب "دير سامت"، كشفت الحفريات الأثرية في الموقع بين الأعوام 1969 و1981م عن قصر روماني مميز يعود إلى القرن الأول ق. م استمر استخدامه حتى عام 68م؛ وهو مبني على نمط القصور الرومانية في روما في ايطاليا؛ ويعدّ من الأمثلة القليلة في فلسطين المشيدة على هذا النمط.

بني قصر المورق على مساحة 1600 متر مربع، حول فناء سماوي معمد أبعاده 11×10م، يتوسطه بهو صالون معمد مستطيل الشكل ومبلط بأرضية فسيفساء. يحيط بالفناء أربعة أجنحة سكنية مبنية من حجارة مشذبة منتظمة مغطاة من الداخل بطبقة من القصارة والجبص، وتتكون من غرف للمعيشة والضيافة والخدمات والمخازن؛ وكان الجناح الشمالي يحتوي على حمام حراري؛ وكان في جنوب القصر اسطبل للخيل؛ وكان للقصر مدخل محصن ببرج دفاعي يقع في جهته الجنوبية الغربية.

ويحتوي القصر على نظام خاص لجمع مياه الأمطار من خلال سلسلة من القنوات والأحواض التي كانت تجمع في آبار منحوتة في الصخر أسفل القصر. ويقع تحت القصر سلسلة من المغارات والغرف والسراديب المنحوتة في الصخر استخدمت خلال الثورة الثانية ضد الرومان (132 – 136م).

قصر جريدة:

قصر جريدة:

 

يقع هذا القصر إلى الجنوب الغربي من بلدة الظاهرية، بالقرب من خربه "اعسيلة". تم اكتشافه في تسعينيات القرن الماضي. وهو بناء مكون من طابقين، أرضيته مرصوفة بفسيفساء ملونة ورسومات ذات دلائل تاريخية تعبر عن حوادث وقعت في تلك العصور.
سبب التسمية بـ “قصر جريدة" يعود إلى طبيعة المكان، وهو" الأرض الجرداء"، وهذا دليل على الحياة المناخية التي كان يعيشها سكان ذلك العصر؛ وسبب هذا الاعتقاد هو العثور على العديد من آبار جمع المياه؛ إضافة الى وجود شبكة من القنوات الحجرية التي تساعد في وصول كل نقطة مياه من أقبية وأحواش القصر إلى هذه الآبار. كما تم العثور على معاصر حجرية للزيت؛ ما يدل على وجود أشجار الزيتون في المنطقة.

القصر الأثري في بني نعيم

القصر الأثري في بني نعيم

 

يقع شرق بلدة بني نعيم؛ ويعود تاريخيًا إلى العصر الروماني منذ القرن الأول والثاني الميلادي. وتم توسيعه في العهد البيزنطي. وهو بناء هرمي الشكل يتكون من طابقين؛ هدم الطابق الثاني تمامًا؛ وكذلك أجزاء من الطابق الأول.
توجد في القصر غرف ومرافق عديدة، ومنها معصرة للزيتون؛ كما يوجد فيها بقايا مخبر وبقايا كنيسة ذات أرضية من الفسيفساء برسوم جميلة جدًا. وفي مدخل الكنيسة توجد كتابة بالحروف اللاتينية تنتهي بكلمة AMIN (آمين)؛ إلا أنها تعرضت للعبث والتدمير.

قصر الكرمل الأثري

قصر الكرمل الأثري


يقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة يطا، وعلى بعد 5 كم منها. يعود تاريخه إلى العصر الروماني؛ إذ أثبتت الدراسات الأثرية والحفريات أن هذا القصر قد بني في العصر الروماني الثاني. ويوجد بجانبه كنيسة أثرية تم الكشف عنها مؤخراً؛ وتوجد بساحتها أكبر سجادة فسيفسائية ملونة طبيعياً، وهي تحفه أثرية نادرة. الرحالة نعمان القساطلي، الذي زار فلسطين عام 1873 ورسم صورة للقصر، ذكر أن أول إمبراطورة سكنت القصر هي سنت هيلانة. تمت المحافظة عليه في العصر البيزنطي، وأصبح في عهد بني أمية أحد القصور المعتمدة لديهم في أيام الصيف والربيع للصيد. وقد اتخذه "رتشارد قلب الأسد" حامية صليبية على طريق القوافل القادمة من مصر إلى بلاد الشام. وفي العصر الأردني تم الحفر في هذا القصر وتم استخراج الأعمدة والتيجان والفسيفساء. وقد عثر على قطعة من العاج على شكل ناي عليها مجموعة من الخزاف وهي الآن في المتحف الأردني بعمان. وقد قامت بعثة أثرية تابعة لجامعة القدس أبو ديس بعمل بعض الحفريات والدراسة لهذا القصر.

قصر الدويك

قصر الدويك

 

قصر الدويك بناء تاريخي يقع في داخل البلدة القديمة في مدينة الخليل، وتحديدًا في "حارة الأكراد" وهو مقر لـ"لجنة أعمار الخليل" حاليا.

 قصور تاريخية وأثرية في محافظة بيت لحم 



قصر هيروديون الأثري


قصر هيروديون الأثري

 

بني على تلة تبعد ستة كيلومترات إلى الجنوب من بيت لحم. وتحتوي هذه القلعة على بقايا لقصر ضخم بناه الملك هيرودوس لزوجته في العام 37 قبل الميلاد، وكان القصر يحتوي على أبنية فخمة وأسوار مدورة وغرف محصنة وحمامات وحدائق.

قصر جاسر:

قصر جاسر:


بنى قصر جاسر رئيس بلدية بيت لحم السابق في ذلك الوقت سليمان جاسر في عام 1910 م في مدينة بيت لحم، بالقرب من مسجد بلال؛ واستمرت عملية البناء أربع سنوات (1910-1914 ). والقصر يتكون من ثلاثة طوابق، مساحة كل طابق 800 متر مربع. ويعد قصر جاسر تحفة معمارية بكل المقاييس. استخدم البريطانيون قصر جاسر عام 1940 سجنًا؛ وفي عام 1950 حول إلى مدرسة خاصة؛ وخلال الانتفاضة الأولى، استخدمه جيش الاحتلال نقطة مراقبة عسكرية؛ وبعد عام 2000م، أصبح فندقاً حصد جائزة أفضل فندق تاريخي لعام 2017.

قصر هرماس:


قصر هرماس:

 

يقع في مدينة بيت لحم بني عام 1910. ولقربه من حرم جامعة بيت لحم؛ عملت الجامعة في عام 1995 على شراء القصر لتعيد ترميمه عام 2002؛ فتحول إلى مكان جميل يمثل فن العمارة المحلية؛ وتوجد فيه حاليًا كلية التمريض والتربية.


قصر مُرقص:

قصر مُرقص:


يقع قصر مُرقص نصار في حارة العناترة في البلدة القديمة في بيت لحم. بناه المهندس المعماري المعروف مرقص نصار بمساحته التي تقدر بنحو 520 مترًا مربعًا، زين القصر من الدخل بالرسوم الملونة. وقد احتوت رسومات السقف على مناظر طبيعية، ومشاهد للصيد، ومناظر للطبيعة الصامتة. وفي عام 2013، قام مركز حفظ التراث الثقافي بالتعاون مع "مركز المعمار الشعبي "رواق"" بإعادة تأهيل وترميم القصر لتستخدمه مؤسسة "معا للحياة" التي تعنى بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.

قصر حنضل: 

قصر زراعي مهجور يقع على شارع القدس - الخليل التاريخي في منطقة "الصوانة" جنوب بلدة الخضر. بني وسط خربة أثرية، تحوي قبورًا قديمة، وأنفاقًا، وغرفًا وردية اللون محفورة في الصخور، استخدمت حتى وقت قريب؛ وبالقرب منه تقع عدة ينابيع ماء، منها: نبع عين الطاقة، وعين جديدة.

قصر شهوان "قصر دار صلاح":

قصر شهوان "قصر دار صلاح":

 يقع في بيت جالا. بنته أسرة شهوان على مساحة 500 متر مربع عام 1917. يحتوي على أعمدة وأدراج داخلية وأقواس ومنحوتات لعدة حيوانات؛ ويحتوي الطابق السفلي على معصرة حجرية قديمة مغلقة منذ عام 2002.  

قصور تاريخية وأثرية في محافظة رام الله

قصر الحمراء

قصر الحمراء

 

يقع قصر الحمراء في شارع الإرسال في مدينة رام الله، بني سنة 1926 على مساحة 3,5 دونم، كأحد المساكن الشخصية لعائلة "الباتح". وسمي قصر الحمراء بهذا الاسم تيمنًا بقصر الحمراء في غرناطة بالأندلس.

في سنة 1945 قامت العائلة بتأجير القصر لـ"شركة مصايف رام الله" التي بدورها حولته إلى فندق سياحي تؤمه العديد من الشخصيات المهمة والمشهورة مثل عبد الله الأول والعديد من الوزراء، وبعض الفنانين العرب مثل أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ.

خلال أيام حرب عام 1967 وحول الفندق إلى مستشفى ميداني لإسعاف الجرحى؛ نظرًا لقربه من مقر الجيش الأردني "المقاطعة" الآن).

في عام 1987 وفي ظل الظروف الصعبة التي واجهتها مدينة رام الله كباقي المدن الفلسطينية، اضطرت الشركة إلى إغلاق فندق قصر الحمراء، وتأجيره سكنًا لطالبات جامعة بير زيت. واستمر ذلك حتى عام 1996؛ ليتم إغلاقه حتى عام 2006؛ حيث قامت الشركة بإعادة تأهيل وترميم المبنى وتحويله إلى تحفة فنية عريقة؛ وافتتاحه عام 2009 فندقًا تؤمه العديد من شخصيات البلد، ومطعمًا رائعًا بين أحضان الطبيعة.

والقصر مقام على مساحة 3,5 دونم، وتحيط به أشجار الصنوبر التي يزيد عمرها عن 100 عام.

قصر آل الخواجا

قصر آل الخواجا


يقع قصر الخواجا وسط قرية نعلين غرب مدينة رام الله، بني من قبل مصطفى الخواجا؛ وأكمل البناء ابنه درويش الخواجا في عام 1831م. يقع مدخل القصر الرئيسي في الجهة الشرقية. والمدخل عبارة عن بوابة كبيرة لها قوسين يتوسطهما لوحة حجرية نقشت عليها أبيات شعرية وتاريخ البناء. تؤدي البوابة إلى ساحة سماوية واسعة تلتف حولها غرف للحراسة والمؤونة، وإسطبل للخيول والجمال وتربية المواشي؛ وهناك أدراج مكشوفة ومعقودة تؤدي إلى الطابق العلوي الذي يحتوي على علية الشيخ وغرفة المحكمة وغرف السكن الأخرى.

وهناك باب للقصر في الجهة الغربية عرف بـ"بباب الخوخة"، مخصص للنساء. بني القصر على الطريقة العثمانية؛ فهناك الأقواس، والقباب، والأدارج الخارجية والداخلية، والأعمدة التاجية، والزخارف الهندسية. عملت "جمعية نعلين للعمل التطوعي والتطوير" بالتعاون مع "مؤسسة "رواق"" على ترميم القصر في سنة 2008 بتمويل من الوكالة السويديّة للتنمية والتعاون الدولي. يستخدم القصر حاليًا مركزًا تعليميًا ومركزًا لإحياء المناسبات الاجتماعية والثقافية والفعاليات الجماهيرية. 

 قصور تاريخية وأثرية في محافظة أريحا

قصر هشام 

قصر هشام

 

يقع قصر هشام في خربة المفجر، في منتصف منطقة صحراوية، على بعد 5 كيلو مترات، إلى الشمال من مدينة أريحا. شيده الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك سنة ( 724 –743 ) م، أو الوليد بن يزيد ( 743 – 49 ) م مقرا للدولة.

يتكون القصر من مجموعة من البنايات والحمامات والجوامع وقاعات مليئة بالأعمدة الأثرية. وتعتبر الفسيفساء والزخارف والحلي فيه من الأمثلة الرائعة للفن والعمارة الإسلامية القديمة. يقول الخبراء: إن زلزالا عنيفًا كان قد ضرب المنطقة ودمر الأبنية في قصر هشام قبل أن تكتمل. وبفعل الأتربة والأنقاض المتراكمة حفظت الفسيفساء والرسومات الرائعة الموجودة في القصر.

وتعتبر الفسيفساء الموجودة على أرضية الحمامات إلى جانب شجرة الحياة الموجودة في غرفة الضيوف من أهم عناصر الجذب للسياح والزوار. هذه الفسيفساء تعدُّ واحدة من أجمل الأعمال الفنية القديمة في العالم بمساحة 827 متراً مربعًا، التي يعود عمرها إلى ما قبل 1400 عام، وتقع في الحمام الكبير؛ وتتكون من 38 سجادة ملونة ومتنوعة الشكل واللون بأشكال هندسية ونباتية في إبداع فني قل نظيره. واكتشفت الفسيفساء مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، وطوال السنوات الماضية احتفظ باللوحة تحت الرمال خشية عليها من عوامل الطقس، وكشف عنها لبعض الوقت عام 2010 ثم أعيد طمرها ثانية. وفي عام 2016 أزاحت وزارة السياحة والآثار، الستار عنها وعهد إلى "الوكالة اليابانية للتنمية الدولية" "جايكا" بأعمال ترميم وبناء سقف خاص للوحة لحمايتها من العوامل البشرية والطبيعية. ويشار إلى أن العديد من الزخارف المنقوشة من الموجودات في القصر توجد في متحف روكفلر في القدس.

قصر هشام - اريحا


قام صلاح الدين الأيوبي وجنده بمحاولة إعادة السيطرة على القصر في القرن الثاني عشر الميلادي؛ ولكن بعد ذلك وحتى سنة 1940 من هذا القرن، كان القصر بمثابة مقلاع للحجارة لأهالي أريحا. ويوجد إلى يمين المدخل متحف صغير يضم مجموعة من الأواني الخزفية التي اكتشفت في الموقع.


الموقع:

من المحتمل أن يكون القصر قد شغل مساحة واسعة؛ وذلك لكي يتمكن الخليفة من ممارسة هواية الصيد. بقايا السور المحيط للقصر يمكن رؤيتها مبعثرة هنا وهناك. وقد امتدت حدود القصر لتصل لمسافة كيلومترين باتجاه نهر الأردن؛ ولكن الحدود الشمالية والجنوبية يصعب تحديدها بدقة. وبما أنه لم يكن هنالك ينابيع بجانب القصر؛ فقد تم جلب المياه من نبع النويعمة التي تقع لمسافة ثلاثة كيلومترات باتجاه الشمال الغربي. تطلب هذا إنشاء عدد من الجسور في الواديين. في الأزمنة القديمة تم استغلال المياه الجارية لتشغيل طواحين الماء في موقعين في أريحا. بقايا هذه الطواحين موجودة على بعد 100 متر إلى الغرب من القصر.

التجول في داخل القصر:

قصر هشام - اريحا



1. المرور عبر الجدار الخارجي من البوابة الجنوبية؛ حيث يوجد برجين دائريين على جوانب المدخل. بعد ذلك يمكن الدخول من ساحة البلاط الأمامية بطول ثلاثمائة متر وعرض 40 مترًا. وهي محاطة بـ"رواق" مزين بالأقواس من الجهات الأربع.

2. عند التوجه إلى الشمال؛ نصل إلى حوض مائي مربع بعمق متر واحد، بجدران مغطاة بالرخام؛ وهي ملونة بالأحمر والأصفر. كانت المياه سابقًا تتدفق من نافورة في الوسط، وتمر عبر فتحة من الجانب الجنوبي. وقد كانت مغطاة بسقف مزين على الطريقة الفارسية.

3. عند الرجوع قليلًا إلى الوراء، وتغيير المسار نحو الشرق لدخول البوابة الشرقية، نلاحظ أن المدخل الرئيسي للقصر محاط ببرجين مربعين؛ ويوجد مقعدين حجريين على جانبي المدخل؛ وفي أعلى هذين المقعدين توجد منطقة ملأى بالرسومات لأزهار وأوراق شجر يعلوها ثلاث تماثيل. وهي مغطاة بأقواس نصف دائرية، كالتي وجدت في قبة الصخرة المشرفة في القدس. فوق ذلك يوجد السقف الذي يغطي المدخل، وهو مكون من عدد من الأقواس الشرقية. وقد غطي هذا المدخل بالقطع القرميدية التي تشير إلى أنه بني على أيدي عمال من العراق. ويتكون السقف من أحجار موجودة في سوريا.

4. هذا المدخل يؤدي إلى قاعة بطول 12 مترً يوجد على جانبيها 9 أعمدة مغطاة مع الجدران بالجص المزين بالأشكال الهندسية المنقوشة. وهي مرصعة بأشكال رؤوس رجال مغطاة بالعمامات، ونساء مغطاة بالخمار؛ والتي لا تترك مجالا للشك عن الطابع العربي للمكان. توجد أيضًا رؤوس لطيور برية ومدجنة بعضها وهو يقضم بضع أغصان من العنب والفاكهة الأخرى.

5. حين الخروج من القاعة والتوجه إلى ساحة القصر، يصادفنا خندق مائي يتبع للمبنى الشرقي، يتكون من ثماني غرف على اليمين، يقابلها نفس العدد في الجهة الأخرى. في الجانب الغربي المطل على الساحة توجد لوحة ملونة لأزهار وحيوانات؛ بالإضافة لعدد من الألواح الزجاجية المخزنة في الزاوية.

6. حين التقدم إلى الأمام، نعبر إلى الساحة الداخلية الرئيسية، التي يرتفع حولها عدد من الأبنية. مساحة هذه الساحة هي حوالي 29 ضربًا (28 مترًا) محاطة بأعمدة تعلوها أقواس من الرخام تدعم سقفًا، ويشكلان معا "رواقًا" أمام الغرف في الخلف. أرضية الساحة والـ"رواق" مرصوفة بقطع من البلاط الأسود. في هذه القطع توجد فتحات خاصة لخروج المياه من القصر.

7. المبنى الشرقي مكون من أربع غرف مستطيلة الشكل يتوسطها الجامع الخاص بالخليفة. وقد رصفت أرضيتها بالرخام الأبيض؛ إلا أن المحراب في هذا الجامع قد خلى من أية زينة أو زخارف. هذه الغرف لم تكن مغطاة بالقرميد؛ إلا أنه وجدت أكوام من قطع القرميد جاهزة للاستخدام. الغرف والمصلى كانت مغطاة بقطع من القرميد والحجارة، التي كانت تمنع تسرب المياه إلى الداخل.

8. كان مقر الخليفة في المبنى الغربي. وهو مكون من صفين من الغرف؛ كل صف يحتوي على ست غرف بمساحات مختلفة. وقد احتوت هذه الغرف على أبواب داخلية تصلها مع بعضها البعض؛ بحيث لا يتوجب على المقيمين بها مغادرتها والخروج إلى الـ"رواق" والفناء. في الوسط يقع الحمام الخاص بالخليفة؛ وهو ينخفض بمقدار 5 أمتار. في داخل الحمام كانت هناك مدفأة، وحوض ساخن للاستحمام، ومكان للاستراحة. كانت المقاعد الموجودة على الجانبين مرصوفة بقطع ملونة صغيرة من الموزاييك. كانت المياه تتدفق إلى الحمام من حوض يمتلئ بالماء من القناة الرئيسية. وعلى السطح كانت توجد غرفة مخصصة لأعمال الخليفة؛ وكانت مسقوفة بالقرميد الأحمر.

9. المبنى الشمالي يضم قاعة استقبال كبيرة بطول 29 مترًا وعرض 11 مترًا؛ ولم تكن هناك أية قواطع تجزئها لغرف منفصلة؛ وكانت هناك بعض الجسور بها، واحتوى سطحها على سبع قباب صغيرة.

10. بين قاعة الاستقبال الشمالية والمبنى الشرقي يوجد سلم يؤدي للأرضية العلوية المطلة على ساحة القصر. سقف الـ"رواق" الداخلي يقف على أعمدة من الرخام الأبيض؛ وهي أصغر من الأعمدة الموجودة في الأرضية السفلية. بعض هذه الأعمدة نقش عليها صلبان تدل على أنها أخذت من بقايا الكنائس المحلية. بين هذه الأعمدة الرخامية يوجد شكل مرسوم بالجص بعدة أشكال ورسومات هندسية. وقد وجدت مرمية على الأرضية إلى جانب رسومات من الجص للتزيين. وقد جمعت جميعها في غرفة خاصة في متحف الآثار في القدس. بمجرد النظر على هذه الأشكال الجصية تجد أنها تنافس أحدث ما توصل إليه هذا الفن لدى الفارسيين.

11. أجمل الأروقة التي وجدت في القصر كانت تلك المعروفة بـ"الشرقية" المطلة على الحديقة الصغيرة أمام القصر. والحقل الرائع المحيط بالقصر، والذي كان بمثابة متنزه رائع وخلاب بأشجاره وأزهاره. وقد كان كقطعة من حدائق دمشق.
12. بنزول السلالم التي تسلقناها سابقًا نعود إلى الـ"رواق" الذي يقع أمام قاعة الاستقبال الشمالية؛ وبالمضي نحو الغرب، وتغيير الوجهة نحو الجنوب، نجد أنفسنا بطريق على يمين حديقة مفتوحة تابعة للمصلى. وهو المصلى المخصص للمقيمين في القصر. ونستطيع رؤية المحراب بوضوح إلى الجنوب. وكذلك نرى خلفها بقايا المنارة التي تؤدي إلى قاعة الاستقبال الغربية.

13. نصل الآن إلى الممر الغربي الذي يصل إلى القاعة الرئيسية ومكان الاستقبال الذي يصل إلى منطقة الحمامات. وهي قاعة مربعة الشكل؛ يحتوي كل حائط لهذه الغرفة على انحناءات وفي كل انحناء يقف تمثال لامرأة عارية الصدر تضع الحلي أو تمثال لرجل بلباس الأسود. ويميز هذه الغرفة وجود قطع الفسيفساء الملونة؛ ما يجعلها تحفة فنية رائعة. من الأشياء الغاية في الأهمية ما وجد في الجزء الأوسط من الحائط الغربي؛ حيث كان يجلس الخليفة لمشاهدة الفتيات يرقصن أمامه في هذه الغرفة المميزة. وكانت هذه القاعة مسقوفة بشكل قبة كبيرة في الوسط، محاطة بأربع قباب منخفضة.

14. عندما كان الخليفة ينتهي من الاستحمام، كان يدخل إلى غرفة تقع إلى الشمال الغربي من قاعة الاستقبال. القسم الداخلي لهذه الغرفة يحتوي على غرفة نصف دائرية مرصوفة بأفضل أنواع الموزاييك في العالم. وتظهر شجرة البرتقال فيها. وتحتها وعلى جانبيها تظهر ملامح لحيوان منتصر وغزال منهزم، وحول هذا الشكل يوجد رسم لسجادة فارسية. وقد رصعت بـ16 نوعًا من الحجارة.

15. الأقسام الخاصة بالحمام وجدت خلف القاعة من جهة الشمال. ويتم توزيع المياه الساخنة المتدفقة منه عبر أنابيب من الصلصال. في بعض هذه الأقسام كان المستحم يستمتع بحمام من البخار مشابه للحياة المترفة في أيامنا هذه. عندما كان الجص يقشر كان القرميد الأحمر يظهر؛ والذي وضع للحفاظ على الحرارة. معظم الحمامات كانت تحتوي على مقاعد جانبية؛ وضعت لكي تسمح للمستحم بالراحة بعد أن تأخذ عضلاته بالاسترخاء. وفي السقف كانت هنالك بعض النوافذ التي تسمح لضوء خفيف بالنفاذ؛ لراحة الأعصاب. في خارج القصر كانت هنالك حديقة كبيرة ملأى بالأشجار والزهور. بقايا الجامع والمحراب يمكن رؤيتها بوضوح؛ وهو يقع بين القصر والحمامات. من الواضح أنه قد تم استجلاب فنانين بيزنطيين للعمل على هذه اللوحات والفسيفساء؛ والتي تعتبر من أجمل اللوحات الفنية التي تم العثور عليها.

منقبو الآثار الذين نفذوا الحفريات الأثرية في القصر يعتقدون بأن الزلزال الذي ضرب المنطقة في سنة 746 ميلادية قد دمر معظم الأبنية في القصر قبل أن يجهز الطابق العلوي. لقد دمر القصر في الوقت ذاته حين دمرت كنيسة القيامة في القدس بعض الكنائس في جرش والبعض الآخر في أنحاء متفرقة من المنطقة. وقد ظل موقع القصر مهجورًا حتى بدأ الناس بتشييد البيوت في مدينة أريحا؛ حيث بدأ السكان المحليين بأخذ بعضا من حجارته المنحوتة لبناء بيوتهم. العمل على بناء القصر وتجهيزه استمر حتى وفاة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك عام 125 بعد الهجرة سنة 743م. ولا يوجد دليل واحد حول احتمال قضائه شتاء واحدا فيه.

16. بعد ثلاث سنوات من هذا الوقت انهارت الدولة الأموية. ولم يظهر العباسيون أي اهتمام بالبناء؛
ولذلك قاموا بنقل مقر الخليفة إلى العراق. من غير المستبعد أن تكون النقود القديمة والفخاريات التي وجدت من هذا العصر تخص العمال الذين عملوا في القصر في ذلك الوقت. وتستطيع معرفة ذلك من الأسماء مثل: قسطنطين، وسيمون، ويوحنا، وماركوس؛ إذ عمل بعض المسيحيون هنا أيضًا.

من الملاحظ أيضا أن مجموعة من جيش صلاح الدين الأيوبي قد قامت بترميم بعض الغرف في القصر وسكنتها في القرن الثاني عشر بعد الميلاد. وقد وجدت بعض المخلفات التي تعود لهم، مثل: العملات المعدنية القديمة، والمصنوعات الفخارية. وقد بقي القصر على هذا الوضع؛ أي بمثابة أنقاض، حتى عام 1933، حين بدأت الحفريات الأثرية ثم قامت وزارة الآثار الأردنية وعلى مدى خمسة أعوام من 1957-1961- بالكشف عن البقايا لهذا القصر. وقد تمخضت الحفريات التي جرت ما بين 1957 –1958 عن اكتشاف بيوت العمال الذين قاموا ببناء القصر. هذه الاكتشافات تعود إلى الفترة بين القرن الثامن والثاني عشر الميلاديين.

يبين لنا القصر مدى التقدم في الحياة الاجتماعية لدى المسلمين؛ فهي مزودة بشبكة من القنوات موصولة بأماكن للاستحمام. الجص المنحوت الذي وجد في هذه الأبنية قد نقل للمتحف الفلسطيني للآثار في القدس؛ حيث يتم عرضها الآن؛ لأن الجص يعدّ من المواد الهشة، ولا يمكن تركه عرضة لتغيرات في الطقس.

وقد قامت دائرة الآثار الفلسطينية بأعمال ترميم وتأهيل واسعة في هذا الموقع منذ عام 1995 شملت الأرضيات والجدران والطريق المؤدية إلى القصر؛ وكان آخرها إزاحة الستار عن اللوحة الفسيفسائية نهاية عام 2016م.

ويعدّ قصر هشام من أعظم الأماكن السياحية من العصر الأموي الموجودة في الضفة الغربية؛ فقد زاره في عام 1961 قرابة 19154 زائر؛ وفي 1962 قرابة 23302 زائر؛ وفي 1964 قرابة 19376 زائر؛ وفي 1965 قرابة 25429 زائر. وتقدر وزارة السياحة عدد الزوار عام 2016 نحو 200 ألف زائر محلي وأجنبي. 

اقرا ايضا  

القلاع في فلسطين - تاريخ واسماء القلعات التاريخية في فلسطين

المتاحف في فلسطين - تاريخ ومواقع واسماء المتاحف الفلسطينية

 تاريخ القدس - تاريخ وحارات وجبال وقلاع وتلال وابراج القدس

 

 قصور تاريخية وأثرية في محافظة جنين


قصور آل عبد الهادي


شكلت هذه القصور أهمية عمرانية كبيرة في البلدة لارتباطها التاريخي بنفـوذ عائلـة عبد الهادي الإقطاعية في فلسطين في القرن التاسع عشر، وما واكب ذلك من مظاهر الرفاهيـة والزعامة التقليدية والوجاهة التي حظيت بها هذه العائلة، والثروة التي جمعوها كملتزمي ضرائب؛ وكانت حياة نسائهم أقرب إلى نساء المدن؛ حيث لزمن البيوت في خصوصية كبيرة؛ ولم يعملن في الزراعة كنساء الفلاحين؛ كما تعبر عمارة القصور عن وظيفة القصور كمباني حكم وإدارة؛ ووضع العائلة السياسي كحكام لعرابة والمنطقة؛ فقصورهم تبنت أشكال القلاع الحصينة، وتم بناء سور وأبراج حول القصور، عليها جنود للمراقبة لزيادة الحماية والدفاع ضد هجمات شيوح النواحي الآخرين، وخاصة آل جرار وآل طوقان.

وتتبع قصور آل عبد الهادي التقسيمات الوظيفية العامة لقصور قرى الكراسي مع بعض الفوارق البسيطة في بعض الأحيان، ولو أن هناك اختلافًا في الشكل المعماري في التكوين والتخطيط. وتقسم القصور من ناحية الاستخدامات الوظيفية إلى ثلاثة أقسام:

1- مرافق ذات وظيفة إدارية: كالديوان، وغرف الحراس، وغرف القهوة، والسجن في الطابق الأرضي؛ وعلية الشيخ في الطابق العلوي.
2- مرافق ذات وظيفة خدماتية: كالأروقة، والاسطبلات، وغرف التخزين، وبئر الماء أيضًا في الطابق الأرضي.
3- مرافق ذات وظيفة سكنية خاصة: كغرف النوم، وغرف المعيشة، والسكن للشيخ وعائلته في الطوابق العلوية.

وتقسم الوظائف في التكوين المعماري لقصور قرى الكراسي عموديًا. وفي حالة قصور عبد الهادي؛ فإن القصور تكونت من طابقين فقط؛ إذ توزعت الوظائف الإدارية (ما عدا علية الشيخ) والوظائف الخدماتية في الطابق الأرضي، الذي يحتوي على المدخل أيضًا، حول ساحة أو حوش داخلي. وتوزعت الوظائف السكنية وغرف النساء في الطابق العلوي حول ساحة سماوية يصل إليها بدرج؛ ويسمى هذا الجزء بـ"الحرملك"؛ كما يصل بدرج منفصل إلى علية الشيخ وساحة سماوية ومرحاض وغرف لتحضير القهوة؛ ويسمى هذا الجزء بـ"السلملك".

وقد احتوى قصر سليمان عبد الهادي على سجن في الطابق الأرضي. ومن المثير هنا انحصار وظائف قصر حسين عبد الهادي بالوظائف الإدارية والخدمات؛ حيث لم يحتو على "الحرملك".

أما بالنسبة للخصائص المعمارية للقصور فأهمها وجود مدخل الهو أو العقود المنحنية؛ ويمكن أن تحوي: ديوان الشيخ، وغرف الحرس، وغرفة قهوة، والبوابة المزخرفة، والساحة الداخلية أو الحوش، جزئي "الحرملك" و"السلملك"، والساحات السماوية بدرجيهما المنفصلين. ويحتوي "الحرملك" على: غرف معيشة ونوم، وخدمات؛ ويحوي "السلملك" على علية الشيخ وتوابعها (الآبار، وغرف التخزين، الزخارف الحجرية حول الفتحات والطلاقات، والزخرفة من الجبص في القباب.

أما بالنسبة لموقع القصور فقد تمركزت في وسط الحارة الشرقية، وفي طرف البلدة الشرقي تقريبًا حول مسجد النبي إعرابيل؛ والذي بناه الشيخ حسين عبد الهادي سنة 1819م. ومع الوقت تجمعت بيوت أخرى حول قصور العائلات القريبة الموالية لآل عبد الهادي؛ أما قصر صالح عبد الهادي؛ فيعتقد بأنه كان في الجزء الشمالي الشرقي من الحارة الشرقية.

يبلع عدد قصور آل عبد الهادي في بلدة عرابة 13 قصراً وأهم هذه القصور:


1- قصر صالح عبد الهادي:

 يعدّ الأول في عرابة، بناه صالح عبد الهادي في عام 1808م؛ ويسود الاعتقاد بأنه يقع في الجزء الشمالي الشرقي للبلدة في المنطقة المسماة بـ"منطقة القصر"، وفيه أحد المداخل الرئيسية للبلدة القديمة. وكان قد تم تدمير القصر بالكامل على ايدي القوات العثمانية وآل الجرار وآل طوقان عام 1859م؛ وحسب بعض الروايات الشفوية؛ فإنه قد تم إحضار بنائين متخصصين لفك حجارة القصر، ونقلها إلى قصر آل جرار في صانور. ويصعب التعرف على مكان القصر الفعلي من مجرد البحث في المكان الذي يخلو الآن من أي آثار لبناء القصر؛ إلا أن بعض كبار السن يؤكدون أنهم كانوا يشاهدون بعض الركب للعقود مع مرور الزمن أزيلت. وقد جاء وصف القصر في زيارة الباحثة الإنجليزية "ماري اليزا روجرز" في كتابها "الحياة المنزلية في فلسطين".


2- قصر عبد القادر اليوسف عبد الهادي:

يقع هذا القصر بالقرب من قصر الشيخ حسين؛ وهو أكثر اتساعا منه. له بوابتان تقعان تحت إحدى القناطر التي يعلوها ممر مسقوف، يصـل بـين جهتي البلدة الشرقية والغربية، وما يسمى"السيباط". ويحتوي القصر علـى بـوابتين، إحداهما الأكبر وعليها أبيات شعرية وتاريخ بنائه عام 1812 م؛ حيث ينسب هذا القصر إلى عبد القادر عبد الهادي الذي رممه وسكن فيه، ويتكون القصر من ساحة واسعة خصصت لحفر آبار الغلال والمياه، وإخفائها في مواضع يصعب على المهاجمين اكتشـافها، يتخللها طـابقين واسعين، تتعدد فيهما الغرف والمداخل والإضافات. وفي الطابق الثاني غرفة استخدمت كمطبخ، بلطت أرضيتها ببلاط صيني أحمر، وفي إحدى جدرانها خـزائن خشـبية لخـزن الحاجـات الأساسية كما كانت غرفة الشيخ (العلية) في الجهة الشمالية، بوابته الرئيسـية فـي الجهـة الجنوبية. وفي العلية يقع مدخل سري في حدى الخزائن، كان يفضي إلى درجات سرية ضيقة تتسع لشخص واحد، وتقود إلى السطح، بنيت فوقها مصطبة طولية تبدو وكأنهـا مخبـأ للأسلحة، وفي المبنى يلاحظ الفصل بين جزئي "الحرملك"، و"السلملك".

3- قصر الشيخ حسين عبد الهادي:


إن المكانة السياسية التي حظي بها الشيخ حسين عبد الهادي والدور السياسي البارز الذي لعبه، دفعه عام 1820 م إلى تشييد قصر الذي يقع مقابل مسجد النبي اعرابيل، وبوابته في الجهة الشمالية من المبنى وتطل على ساحة المسجد، وللمدخل بوابة كبيرة، وعلى جانبيها مقعدان حجريان أو مكسلتان، تماما كمدخل قصر سليمان، والعديد من قصور قرى الكراسي؛ ولكن قصر حسين لا يزال يحتفظ ببوابته الخشبية التي تؤدي إلى بهو بإيوان مفتوح على الساحة الداخلية أو الحوش مباشرة؛ وهذا يختلف عن مداخل القصور الأخرى المتعارف عليها؛ فهي مداخل المنحنية توفر الخصوصية اللازمة للنساء؛ كما في بيوت المدن؛ ولكن قصر حسين استخدم كدار للحكم فقط؛ فلم يحو على غرف للسكن أو "الحرملك"، وبالتالي لم يكن هناك حاجة للمدخل المنحني. وقد كانت غرف السكن في القصر المجاور (وهو قصر سليمان). ويصعد بدرج خارجي للطابق العلوي للقصر؛ حيث ساحتان سماويتان كبيرتان، وعلية الشيخ. وحملت القبة على أربع ركب ذات تشكيلات جميلة تلتقي في قبة صغيرة ذات زخارف لولبية دائرية تسمى "عمامة الشيخ"، وتدل على مكانة صاحب العلية. وكانت القبة ملونة باللونين الأزرق والأبيض قبل الترميم (وهما لوني البركة)؛ أما اليوم فالقبة بيضاء والجدران تميل إلى الزرقة. وفي الطابق العلوي (أيضا المرحاض)، وهناك فتحات البنادق أو الطلاقات. تاريخيًا فصل قصر حسين عن قصر سليمان بسور عالٍ؛ لكن بعد الترميم تم استبداله بسور منخفض ودرابزين حديدي. ورغم ترميم المبنى، إلا أنه غير مستخدم.


4- قصر سليمان وفخري عبد الهادي:


يقع القصر سليمان عبد الهادي إلى الجنوب من قصر والده (الشيخ حسين عبد الهادي) ويفصله عنه سور، ويمتد على مساحة تقارب الدونمين، ويتكون من جزأين: الأول هو جزء المدخل في الجزء الشرقي من القصر. ويدخل إلى البوابة إلى ثلاثة عقود متتالية وإيوان إلى الغرب؛ أما الجزء الثاني فهو قصر السكن بطابقيه (الأرضي، والأول)، ويفصله عن الجزء الأول ساحة سماوية. ويرتفع منسوب الساحة عند القصر؛ حيث إن الساحة السماوية غير منتظمة. وقد تهدمت ثلاثة عقود علوية من واجهة القصر الغربية؛ بسبب الأمطار عام 2013؛ وتم تدعيم ما تبقى من العقود المنهارة والجزء الجنوبي الشرقي من القصر لحمايته من الانهيار. وتتميز زاويتي القصر الجنوبيتين باستدارة حجارتهما. ويمكن أن فتح الشباك الثلاثي في الواجهة الجنوبية قد تم لاحقًا؛ حيث يعدّ الجدار الجنوبي للقصر أحد أجزاء سور البلدة القديمة. وينفصل جزأي القصر الشرقي والغربي؛ حيث يوجد ما يشبه الطريق بينهما؛ ولا وجود للأسوار التي جمعت الجزأين حول الساحة السماوية في السابق، وللجزء الغربي حوش تتوزع حوله غرف الطابق الأرضي، ومن ضمنها الاسطبلات وغرف التخزين والحرس والسجن، وفي الطابق العلوي غرف النوم والمعيشة.



5- قصر محمد عبد القادر عبد الهادي؛

ويشار إليه بقصر "محمد سليم عبد الهادي". ويطلق عليه أيضًا قصر السبع بوابات: يتميز بكثرة عدد غرفه وكبرها، وبمدخله المميز على شكل أقواس، ولدى دخول القصر تواجهك ساحة سماوية صغيرة، مقتطعة من قصر حسين عبد الهادي، ويفصلهما سور؛ ثم إلى عقدي المدخل الكبيرين في الجهة الشرقية من الحوش. وهذه الغرف كانت تستخدم للضيوف، وطاقم الحرس. ومن خلال العقد الأول هناك الدرج الذي يؤدي إلى "السلملك" في الطابق العلوي والساحة السماوية وعلية الشيخ والمرحاض وغرفة تحضير القهوة وغرفة الضيوف. ويتكون الدرج من بضعة أدراج داخل الغرف، ثم يصبح داخليًا محاطًا بجدران. ومن الحوش وفي الجزء الغربي منه في الجهة المقابلة للسلملك درج أوله خارجي؛ ثم يصبح داخل الجدران المقابلة للسلملك، يؤدي إلى "الحرملك"؛ وذك الجزء اليوم منفصل عن القصر. وفي الحوش شامية، وغرف كبيرة على الجهة الغربية منه؛ ومنها يخرج إلى ما كان يسمى بـ"حديقة عبد القادر"، الحائط الجنوبي للقصر يشكل جزءًا من السور. في عام 2016/2017 جرى ترميم القصر من قبل بلدية عرابة؛ بتمويل من الدكتور عمر والدكتور سمير عبدالهادي، وبإدارة "مؤسسة التعاون".

6- قصر داود محمد الحسين عبد الهادي:

يقع شرق بلدة القديمة بين قصري رشدي عبد الهادي ومحمد الحسين عبد الهادي من الشرق؛ وقصر سليمان من الغرب. ويتألف من مجموعة من العقود يصل عددها إلى ستة، أحدها مهدم، يعتقد أنه الديوان؛ وإلى الشمال منها عقد آخر، يعتقد أنه للحرس. ويتكون القصر من طابق واحد، يحتوي على ثلاثة عقود في الجهة الغربية، يربطها إيوان واسع وعقدان من الجهة الشمالية وتتبعه ساحة سماوية واسعة.

7- قصر رشدي يوسف مصطفى عبدالله حسين عبد الهادي:

باشر رشدي عبد الهادي ببناء قصره هذا بعد أن رحل من بلدة الأشرفية قضاء بيسان في العشرينيات من القرن الماضي. وقبل أن يتم بناء القصر توفي صاحبه رشدي عبد الهادي. ويكون القصر من طابقين: الأول عبارة عن عقود وساحة سماوية وسور أمام قصر محمد حسين عبد الهادي؛ أما الدور الثاني فيتكون من مجموعة من الغرف تطل على الساحة السماوية في الطابق الأرضي، وله شبابيك غربية تطل على الشارع؛ وتم ترميمه عام 2016/2017 بدعم من الحكومة السويدية من خلال اليونسكو، بالتعاون مع بلدية عرابة وبإشراف وتنفيذ مؤسسة التعاون؛ ليُستخدم بيتًا للضيافة.


8- قصر محمد حسين عبد الهادي "دار رؤوف":

القصر عبارة عن مجموعة عقود وساحة سماوية واسعة في الطابق الأرضي، ومجموعة غرف في الطابق العلوي كانت تستخدم سكنًا لحافظ باشا عبد الهادي قبل انتقاله إلى مدينة جنين؛ أما العقود في الدور الأول؛ فقد كان يسكنها إخوانه رؤوف وطاهر وراغب.


9- قصر سعيد حسين عبد الهادي:

يقع القصر إلى الشرق من قصر محمد حسين عبد الهادي (دار رؤوف) وإلى الشمال من قصر رشدي عبد الهادي. وقد هدم هذا القصر، ولم يتبق منه سوى عقدين يعتقد أن أحدهما كان يستخدم ديوانًا، والآخر لصناعة القهوة.

ومن أبرز الخصائص المعمارية لهذه القصور


1- الجدران: تم بناؤها بحجارة صلبة بوجهين متماثلين داخلي وخارجي؛ إذ يصل سمك الجدار إلى متر واحد أو يزيد، وارتفاعات المداميك فيه موحدة؛ وتعبئة ما بين الـواجهتين الداخليـة والخارجية للجدار من الحجارة الصغيرة والطين. إضافة لذلك فإن ارتفاع السقوف مـن الـداخل متشابه؛ إذ يصل في المعدل إلى خمسة أمتار، وأحيانًا كانت تصل إلى ثمانيـة أمتـار (حسـب اختلاف مناسيب الأرض)، وذلك ببناء أقواس ترتكز على الأساسات، وبناء الجدران فوقها؛ مـا يزيد البناء متانة وقوة. أيضا كانت هذه الجدران محمولة وليست حاملة للسقف؛ بحيـث يمكـن فصل كافة الجدران، مع إبقاء السقف قائمًا، وهي ما تعرف باسم "الركبة".

2- الأسطح: امتازت أسطح القصور بنظام القباب؛ كي تمنع مياه الأمطار من التجمع على سطحها، وهي نظام هندسي؛ إذ إن السقف يستند إلى أربع ركب عريضة تحمله، وتبدو هذه الركب من الخارج قائمة؛ إلا أنها فـي حقيقة الأمر تنحني تدريجيًا من الداخل كلما ارتفعت إلى أعلى القبة عند حجر رئيسي في البناء يسمى "حجر الغلق" الذي يعدّ نقطة الارتكاز الأساسية في البناء.

3- الأدراج: وهي نوعان:

- الأدراج الخارجية المكشوفة: وهي في العادة تؤدي إلى الطابق العلوي وترتبط بالساحة العلوية المكشوفة ولا يزيد عرضها عن متر واحد؛ وهي من نفس حجارة البناء القائم؛ إلا أنها تخلو من الشقوق والثقوب، ولا يزيد ارتفاع كل منها عن 20 سم؛ أما عرضها فيتراوح ما بين 20 إلى 30 سم؛ إضافة إلى أنها محمولة على نفس الجدران الداخلية.

- الأدراج الداخلية المكشوفة: وهي التي تفضي إلى أسطح مباني الطابق العلوي؛ حيث جاءت متشابكة مع أحد الجدران الداخلية؛ ولكن ما يميزها هو أنها جاءت داخل البناء.

4- تصريف المياه: اعتمد البناء على نظام داخلي غير مكشوف لتصريف مياه الأمطار والمياه الزائدة عن الحاجة؛ إضافة إلى مياه المجاري؛ حيث كان يتم التخلص منها جميعًا ضمن نظام صرف المياه إلى خارج القصور.

5- القصارة: تمت قصارة السقوف والجدران بواسطة طبقة رقيقة بسمك 3 إلى 5 سم من الطين المخلوط بالشيد "الكلس" والرماد، وخيوط الليف أو القنب أو الكتان المدقوق ناعمًا، والتي تعمل على تقوية القصارة ومقاومة الرطوبة.

الحق بالقصور إضافات معمارية جميلة، تمثلت بالأعمدة والتيجان، وقواعد الأعمدة المزخرفة والمقاعد الحجرية (المكاسل) المخصصة لجلوس الحرس على المدخل. كما امتـازت فتحات الأبواب الداخلية، خاصة أبواب العلالي، بوجود أقواس حجرية منقوشة بشـكل جميـل، احتوت على زخارف هندسية جميلة كالنجمة الثمانية والسداسية المفلطحة، والشكل اللـولبي.


وقد صنعت بوابات القصور الرئيسية من خشب الأرز المستورد، وهو صلب مصفح بالحديد أحيانًا، وخشب الصنوبر الأبيض؛ إضافة إلى استخدام خشب الجوز والزيتون للأبواب الداخلية. وألحقت الطلاقات بالقصور؛ إذ كانت تسمح بتمرير الهواء في وقت السهر أو النوم خلال فصل الصيف الحار؛ وربما أطلقت هذه التسمية عليها نسبة إلى إطلاق النار من خلالها باتجاه الأعداء خلال الصدامات التي كانت تحصل أحيانًا؛ كما عرفت أيضا باسم "المزاغـل" وهـي عبارة عن فتحات ضيقة من الخارج، وواسعة من الداخل تستعمل للمراقبة؛ لذلك يمكن القول أن هذه المباني أقيمت وفق اعتبارات دفاعية عسكرية إستراتيجية؛ إذ اختير موقع البناء فـوق تـل مرتفع ممتد في الجهة الشرقية.

وهناك مظاهر عمرانية أخرى في بلدة عرابة، أبرزها: مبنى السرايا العثمانية القائمة فـي دار أبو عبيد في الحارة الغربية، والتي ضمت محكمة وسجنًا عثمانيين، ومقر مدير ناحية الشـعراوية الشرقية؛ وفيها نقوش بشكل نجمة سداسية مفلطحة، وتجويف حجري دائري في 

مدخل البناء. يحتوي المبنى طابقين:

يشتمل الأول على سجن وإسطبل لخيـول الحاميـة العثمانيـة المرابطة في البلدة، وساحة واسعة وبئري ماء؛ بينما يشتمل الثاني على مجموعة عقود متقابلـة، استعملت مبنى للمحكمة العثمانية؛ ومقرًا لمدير الناحية، ومنامـات للعسـاكر العثمانيين العـاملين فيه.

وهناك أيضًا مبنى الزاوية المسماة "الزاوية الشاذلية"، والمكون مـن عقـدين كبيـرين متجاورين ومتشابكين، أقيما حسب نظام القباب، وبابهما من جهة الشمال؛ يجاورهما عقد غربـي ملاصق، ثماني الأضلاع، يعتليه قبة ضخمة فوقها هلال حجري، يعتقد أنه كـان مركـزًا دينيًا لأتباع الطريقة الشاذلية، واستخدم فترة طويلة كمدرسة للتعليم (نظام الكتاتيب) بإشراف الشـيخ يوسـف (الشـيخ أمـين الداودي).

تمكنت بلدية عرابة بالتعاون مع عدة جهات مانحة من ترميم بعض هذه القصور بينها قصور عبد القادر عبد الهادي، ويستخدم مركزًا شبابيًا وثقافيًا؛ وقصر حسين عبد الهادي الذي تم تخصيصه لصالح المؤسسات والأطر النسوية لتنظيم نشاطات وفعاليات نسوية، وقصر رشدي عبد الهادي الذي أصبح بيتًا للضيافة؛ وقصر السبع بوابات أصبح حمامًا تركيًا. 

  قصور تاريخية وأثرية في قطاع غزة


قصر الباشا:

قصر الباشا:

 
يقع قصر الباشا في البلدة القديمة بحي الدرج في مدينة غزة، ويعود بناؤه إلى عام 1260، عندما هزم السلطان قطز والظاهر بيبرس المغول والتتار في موقعة عين جالوت، وأصبح الظاهر بيبرس بعدها هو السلطان المهم في العالم الإسلامي؛ فأقام مملكة ضخمة ضمت مصر والشام وجنوب أفريقيا والحجاز وأجزاء من العراق وتركيا؛ وأقيم القصر بأمر من السلطان بيبرس لوالي غزة (الأمير جمال الدين اقوش الشقيقي).


والقصر تعبير عن العمارة الإسلامية المملوكية، وهو مكون من مبنيين: شمالي، وجنوبي. المبنى الشمالي وهو مبنى الإدارة والحكم وأركان الدولة؛ أما المبنى الجنوبي فكان بيتًا لسكن الأمير وزوجته وأولاده. وفي العهد العثماني أطلق على أمير غزة لقب "الباشا" و"الباشا" كلمة تركية معناها "الأستاذ" أو "المربي"؛ فأصبح يطلق على المكان اسم "قصر الباشا".

وفي عهد الإنجليز حول القصر إلى ثكنة عسكرية أو مركز شرطة؛ ثم نقل إلى السرايا وأهمل القصر وضاعت كل مقتنياته وكل تحفه وكل آثاره؛ لأنه أصبح مركز شرطة؛ واستمر على هذا الحال إلى عهد الملك فاروق الذي قام بإنشاء "مدرسة الأميرة فريالـ" وضم القصر إليها؛ وحولت بعد ذلك إلى "مدرسة الزهراء"، وبعد اتفاق أوسلو تم تسليمه إلى وزارة السياحة والآثار في غزة التي قامت بترميمه عام 2005 وتهيئته متحفًا للآثار في عام 2010، يضم آثار غزة في حقب تاريخية كثيرة (اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية).

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. ابو فراس2/12/2021

    شكرا جزيلا على هذه القائمة للقصور في فلسطين
    لقد بحثت كثيرا ولم اجد الا عندكم
    شكرا قلقيلية تايمز

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال