الدبكة الشعبية الفلسطينية
يحرص الفلسطينيون على توريث فلكلورهم وتراثهم الشعبي من
جيل إلى آخر؛ خوفاً عليه من الطمس والضياع، وحفاظاً على هويتهم من
الاندثار. وتعتبر الدبكة الشعبية إحدى أهم صور هذا التراث، الذي يستند إلى
إرث فني وثقافي يمتد زمناً طويلاً عبر التاريخ، تشتبك الأيدي خلال أدائها
كدليل على الوحدة والتضامن، وتضرب الأرجل بالأرض دلالة على العنفوان
والرجولة، ترافقها أغان تعبر عن عمق الانتماء للأرض الفلسطينية التي يحبها
هؤلاء، وفيها الترحيب بالعائد من السفر، وفيها مداعبة الطفل، وذكرى الحبيب،
وذكر أوصافه وجماله وخصاله، وفيها الفخر والحماسة.
ورغم غزو ثقافات مختلفة وفنون مختلفة، إقليمية وعالمية
للثقافة الفلسطينية، بما في ذلك، محاولات الاحتلال الإسرائيلي طمس الهوية
الفلسطينية بكل تعبيراتها، إلا أن الدبكة حافظت على استمراريتها وحضورها في
كل المناسبات؛ فيكاد لا يخلو عرس فلسطيني منها، وغالباً ما يبادر الشبان
الذين يجيدون أداءها للمشاركة في هذا النوع من الفن خلال المهرجانات
والمناسبات الوطنية والاحتفالات الخاصة.
الدبكة في العرس الفلسطيني
تلعب الدبكة دوراً أساسياً في العرس الفلسطيني، والدبكة المعروفة والرائجة بكثرة في منطقة الخليل، شمال فلسطين وحتى جنوب مرج ابن عامر ووادي عارة وأجزاء من شمال الضفة الغربية هي دبكة الدلعونا (يذكر أنه في المناطق الوسطى والجنوبية من فلسطين تنتشر الدبكة الجوبية). تستعمل للدبكة في العرس الفلسطيني بشكل كبير آلات المجوز اليرغول الطبلة وبشكل أقل الشبابة.وتقسم الدبكة إلى عدة أقسام أساسية، مع أنها كلها تعتبر دبكة دلعونا لأن مغني الدبكة يعتمد بشكل أساسي على أغنية الدلعونا وما على وزنها كأغنية ظريف الطول وغيرها (مع أن كل أنواع الدبكة المعروفة في شمال فلسطين ولبنان وحوران هي نفس الدبكة ونفس الحركات الأساسية ولكن بترددات وسرعات مختلفة).
أنواع الدبكة الفلسطينية:
1- الكرادية أو الطيارة: تتميز بالإيقاع السريع، فلا
بدَ أن يكون من يزاولها يتمتع باللياقة، والحركة السريعة، ويكون لديهم
تجانساً في الحركة مع أقرانهم.
2- دبكة الدلعونا: وهي ذات إيقاع متوسط، وأصبحت
الدلعونا تغنى بأغانٍ جديدة الكلمات دون تغير في الرتم مع اختلاف في
النغمات أحياناً، كأن نقول مثلاً على دلعونا ونضع أي كلمات نريدها حسب
المناسبة.
3- دبكة زريف الطول: ينتشر فيها المديح والبحث عن مناقب
البنت الحلوة أو الفتى، أو المناقب الموجودة في البشر، وهي تستخدم عادةً
في الغزَل خلال الأفراح والمناسبات الأخرى.
4- دبكة الدحِّيّة: وينتشر هذا اللون من الدبكة عند
البدو وهي خاصة بهم، وفيها تصفيق بطريقة خاصة تسمى "تسحيجات"، ويردد
المشاركون كلماتٍ قد لا يفهمها الآخرون
5- دبكة الشعراوية تدبك عادةً على أنغام اليرغول، وهي ذات إيقاع
سريع، وهي الدبكة التقليدية المعروفة في بلاد الشام، هي ودبكة الدرازي،
تدبك مع شبك الأيدي.
6- دبكة الدرازي هي نفس حركات دبكة الشعراوية وبنفس التردد ولكن بحركات بطيئة وهادئة تدبك على أنغام المجوز، تدبك مع شبك الأيدي.
7
- دبكة الشمالية سميت كذلك لأن الحركة تبدأ بالرجل اليسار
(الشمال) وتنتهي أيضا باليسار، تدبك على أنغام المجوز واليرغول، تتميز
بحركاتها السريعة والإيقاع السريع مع أنها تبقى بنفس تردد دبكة الدرازي
والشعراوية وهي بحاجة إلى لياقة بدنية عالية تتميز بأنها تدبك مع رفع
الأيدي على الأكتاف.
8- دبكة البدّوية من نفس فصيلة الدبكة الشمالية هي ودبكة السبعوية تدبك مع رفع الأيدي على الأكتاف. تبقى بنفس تردد الدرازي والشعروية.
9- دبكة السبعوية من فصيلة الشمالية, تدبك مع رفع الأيدي على الأكتاف, سميت "سبعوية" لأنها عبارة عن سبع قرعات, تنتهي السابعة بالرجل اليمين.
10- دبكة العسكر تدبك مع رفع الأيدي على الأكتاف وحركاتها تشبه حركات المشية العسكرية في بدايتها إلى أن تتطور لتصبح بنصف شمالية أو بالكرجة، تعتبر الطبلة أداة مهمة في هذه الدبكة.
حركات معروفة أثناء الدبكة
الشيلة هي حركة في الدبكة تتميز بخروج الرويس أو اللويح بقفز سريع مع من خلفة بحركات متنوعة. تستعمل غالبا عند نهاية مقطع الدلعونا وخروج الدبكة من المشي إلى الدبك.الكرجة هي حركة في الدبكة تدبك عادتا أثناء المشية وغناء المطرب بشكل استثنائي، أو أثناء دبكة العسكر في أوجها.
أغاني الدبكة
تنشد خلال الدبكة الأغاني الشعبية المشهورة كأغنية الدلعونا وظريف الطول وهي ليست أغان ثابته بل هي على الأكثر لأزمات معروفة ومشهورة وهي من أغاني الحداء وهو نوع من أنواع الزجل، حيث يقوم المغني بغناء اللازمة وأبيات على وزن الحداء حيث يتكون كل مقطع من بيتين صدر وعجز، يبقى فيه صدر وعجز البيت الأول وصدر البيت الثاني على نفس القافية بينما يكون عجز البيت الثاني على وزن اللازمة، مثال:اللازمة:
ويلي دلعونا ويلي دلعونا | راحوا الحبايب ما ودعونا |
يا أرض بلادي يا بعد روحي | عنك ما أتنازل والله وما بروح | |
ولو قطعوني وما داوو جروحي | ع ترابك باقي وما أرحل من هونا |
وبما أن مغني الدبكة في الأعراس الشامية هم في العادة شعراء زجل، فإن مواضيع الغناء في الدبكة تبقى ارتجالية ويمكن لشاعر الزجل أن يتطرق لأي موضوع من مواضيع الحياة وأحوالها فيمكن أن يتناول شعره مواضيع الغزل والحب وحتى المواضيع الوطنية واليومية.
شكرا لمعلومات الدبكة
ردحذف