البروفيسور طلال ربحي شهوان
طلال ربحي عبد الله شهوان (مواليد 28 مايو 1968) هو أكاديمي وكيميائي فلسطيني، يشغل منصب رئيس جامعة بيرزيت منذ 1 أغسطس 2023. يُعدّ أحد أبرز المتخصصين في مجال الكيمياء الفيزيائية وتكنولوجيا النانو في فلسطين، وواحدًا من العلماء المصنَّفين ضمن أفضل 2% من الباحثين الأكثر استشهادًا بأعمالهم على مستوى العالم وفق تصنيف جامعة ستانفورد لعام 2022.
تميّز شهوان بمسيرة أكاديمية متصاعدة شملت التدريس والبحث العلمي والإدارة الجامعية، إذ شغل عدة مناصب في جامعة بيرزيت منها: رئيس دائرة الكيمياء، وعميد الدراسات العليا، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، قبل أن يُعيّن رئيسًا لها. يجمع في سيرته بين الخبرة الأكاديمية العالمية والخدمة في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية، مما جعله من الشخصيات البارزة في تطوير البحث العلمي في فلسطين

الميلاد والنشأة
وُلد البروفيسور طلال ربحي عبد الله شهوان في 28 أيار (مايو) عام 1968 في المملكة الأردنية الهاشمية، لأسرة فلسطينية تعود جذورها إلى بلدة حبلة في محافظة قلقيلية شمالي فلسطين. نشأ في بيئة فلسطينية مثقفة تولي التعليم مكانة عالية، مما أسهم في تشكيل شخصيته العلمية منذ الصغر.
أكمل تعليمه المدرسي في مدينة قلقيلية، وحصل على شهادة الثانوية العامة (الفرع العلمي) عام 1986 من المدرسة السعدية الثانوية، ليبدأ بعدها رحلته الأكاديمية التي امتدت عبر محطات علمية مرموقة داخل الوطن وخارجه.
المسيرة التعليمية
بدأ طلال شهوان دراسته الجامعية في جامعة بيرزيت بفلسطين في تخصص الهندسة، إلا أن اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى وما تبعها من إغلاقٍ للجامعة حال دون إكمال دراسته فيها.
انتقل بعد ذلك إلى تركيا لمتابعة مسيرته الأكاديمية، فالتحق بـ جامعة الشرق الأوسط التقنية (METU) في أنقرة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية بمرتبة الشرف العليا عام 1994.
لم يتوقف عند ذلك، بل تابع دراساته العليا في جامعة بيلكنت التركية، فنال درجة الماجستير عام 1997 والدكتوراه في الكيمياء عام 2000، ليؤسس قاعدة علمية رصينة أهلته ليصبح أحد أبرز الأكاديميين الفلسطينيين في مجال الكيمياء.
المسيرة العملية والأكاديمية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، التحق الدكتور شهوان بالعمل الأكاديمي في جامعة بيلكنت بين عامي 1995 و2002، حيث تولى التدريس والإشراف على الأبحاث العلمية، وأسهم في تطوير المناهج المخبرية في مجال الكيمياء الفيزيائية.
وفي عام 2002 انتقل إلى معهد إزمير للتقنية (Izmir Institute of Technology)، حيث استمر في التدريس والبحث العلمي حتى عام 2008، وتمت ترقيته إلى رتبة أستاذ مشارك عام 2006 تقديرًا لإنتاجه البحثي المتميز ونشاطه الأكاديمي الواسع.
في الأول من أيلول (سبتمبر) عام 2008، عاد الدكتور طلال شهوان إلى فلسطين لينضم إلى جامعة بيرزيت، المؤسسة الأكاديمية التي انطلقت منها بداياته.
باشر عمله فيها أستاذًا للكيمياء، وسرعان ما حصل على رتبة أستاذ دكتور (Full Professor) عام 2012، بعد مسيرة علمية حافلة بالأبحاث والمنشورات في مجلات دولية محكمة.
مثّل عودته إلى بيرزيت خطوة نوعية في تعزيز البحث العلمي في فلسطين، حيث ساهم في تطوير برامج الدراسات العليا ومختبرات الكيمياء التطبيقية.
المناصب الأكاديمية والإدارية
تولى البروفيسور شهوان عددًا من المناصب الأكاديمية والإدارية الهامة داخل جامعة بيرزيت، منها:
- • رئيس دائرة الكيمياء في كلية العلوم (2012–2013).
- • عميد كلية الدراسات العليا ورئيس لجنة البحث العلمي (2013–2018).
- • نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية (2021–2023).
تميز خلال توليه هذه المناصب برؤية إصلاحية شاملة، ركّزت على تطوير بيئة البحث العلمي، وتشجيع النشر الأكاديمي، وتعزيز التعاون مع الجامعات الإقليمية والدولية.
رئيسًا لجامعة بيرزيت
في 12 حزيران (يونيو) 2023، أعلن الدكتور حنا ناصر، رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت، عن تعيين البروفيسور طلال شهوان رئيسًا لجامعة بيرزيت، على أن يتسلم مهامه رسميًا في 1 آب (أغسطس) 2023، خلفًا للبروفيسور بشارة دوماني.
جاء هذا التعيين تتويجًا لمسيرة علمية وإدارية غنية، تعكس الجمع بين الخبرة الأكاديمية العميقة والقيادة المؤسسية الرصينة، في واحدة من أعرق الجامعات الفلسطينية والعربية.
الإنجازات البحثية والتصنيفات العالمية
يُعدّ البروفيسور شهوان من أبرز العلماء الفلسطينيين في مجال الكيمياء على المستوى الدولي.
ففي عام 2022، صنفته جامعة ستانفورد الأمريكية ضمن أفضل 2% من العلماء الأكثر اقتباسًا في العالم في مجاله، وهو تصنيف يعتمد على قاعدة بيانات علمية ترصد الأثر البحثي والاستشهادات الأكاديمية.
كما تجاوزت منشوراته أكثر من 55 بحثًا علميًا منشورًا في مجلات علمية محكمة دوليًا، إلى جانب عشرات الأوراق المقدمة في مؤتمرات وندوات متخصصة.
الاهتمامات البحثية والمساهمات العلمية
تتمحور اهتمامات الدكتور شهوان البحثية حول الكيمياء الفيزيائية وتكنولوجيا النانو، خاصة في التطبيقات البيئية.ومن أبرز مجالات أبحاثه:
- • التطبيقات البيئية لتقنيات النانو الحديدية.
- • امتزاز الملوثات المائية على المواد الطبيعية والمصنعة.
- • التخليق المورفولوجي للمعادن الكربونية.
- • الكيمياء الصناعية والبيئية وكيمياء السطوح.
تُعد أبحاثه مرجعًا في مجال تكنولوجيا النانو البيئية، وقد أسهمت في تعزيز مكانة فلسطين في خارطة البحث العلمي العالمي.
الجوائز والتقدير الأكاديمي
حصل البروفيسور شهوان على عدد من الأوسمة والمنح الأكاديمية تقديرًا لإسهاماته في تطوير البحث العلمي، كما تمت الإشادة به في عدة تقارير دولية بسبب مستوى الاستشهاد العالي بأبحاثه، وارتباطه بشبكات بحثية مع باحثين من جامعات عالمية.
ويُعد من المحكّمين الدوليين النشطين في عدد من المجلات العلمية المرموقة في مجالات الكيمياء والبيئة.
إسهاماته في المؤسسات الوطنية الفلسطينية
لم تقتصر إنجازاته على المجال الأكاديمي، بل امتدت إلى المشاركة في تطوير مؤسسات الدولة الفلسطينية.
ففي 11 حزيران (يونيو) 2024، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسومًا بتعديل قانون إنشاء الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي، ليضاف إليها مجلس إدارة جديد، عُيّن فيه البروفيسور طلال شهوان عضوًا ابتداءً من 23 حزيران (يونيو) 2024، في خطوة تعكس الثقة بمكانته العلمية وقدرته على الإسهام في العمل الوطني.

رؤية أكاديمية قيادية نحو جامعة فلسطينية عالمية
يؤمن البروفيسور طلال شهوان بدور الجامعة الفلسطينية كمؤسسة وطنية تُسهم في بناء المعرفة والهوية والاقتصاد. وقد عبّر مرارًا عن رؤيته في أن تكون جامعة بيرزيت نموذجًا للجامعة العالمية الجذرية في انتمائها الوطني، والمنفتحة على البحث العلمي والتطور التكنولوجي.
بفضل سيرته الأكاديمية المشرفة وإنجازاته البحثية، يُعدّ شهوان رمزًا لجيل العلماء الفلسطينيين الذين جمعوا بين التفوق العلمي والانتماء الوطني، وأسهموا في رفع مكانة فلسطين في ميادين التعليم العالي والبحث العلمي على مستوى العالم



تعليقات
إرسال تعليق