القائمة الرئيسية

الصفحات

جريدة الدفاع - اشهر الصحف الفلسطينية قبل النكبة


جريدة الدفاع - اشهر الصحف الفلسطينية قبل نكبة عام 1948

صدرت بتاريخ 1934/2/8م

صاحب الامتياز ورئيس التحرير إبراهيم يحيى حسين الشنطي



جريدة الدفاع - اشهر الصحف الفلسطينية قبل النكبة

كانت جريدة الدفاع الصحيفة الناطقة باسم ﺣﺰب اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﺻﺎﺣﺐ الميول اﻟﻮﺣﺪوﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.

وكانت أكثر الجرائد اليومية رواجا في فلسطين، حيث كان يطبع منها عشرة آلاف نسخة يوميا، وكان الناس يقبلون على قراءتها بشغف كبير، لأن صدورها جاء في ظل ظروف عصيبة على فلسطين، حيث أخذت منذ انطلاقها تنشر الأخبار والمقالات الجريئة المعبرة عن حالة السخط الشعبي على الحركة الصهيونية، بسبب تشجيعها هجرة اليهود الى فلسطين، سالكة في سبيل ذلك شتى أساليب التهريب والمكر والخديعة.

 كما كانت جريدة الدفاع منبرا لمهاجمة الاستعمار البريطاني، الذي كان يُعتبر أصل البلاء الذي تعاني منه فلسطين.

وكان هذا في وقت توجه فيه العداء الى اليهود، وانتشرت فكرة حياد بريطانيا بين طرفي الصراع- العرب واليهود.


جريدة الدفاع الفلسطينية


وبعد نكبة عام 1948م، توقفت جريدة الدفاع عن الصدور، وهو ما دفع بإبراهيم الشنطي لنقلها الى القاهرة، حيث كانت تحرر وتطبع وترسل بالطائرة الى الاردن.

 وبذل محمود ابو الزُّلُفْ -المحرر السابق فيها- جهودا حثيثة لكي تعود جريدة الدفاع الى الوطن، وتكللت جهوده بالنجاح حين عادت الى الصدور من القدس الشريف عام 1950م، وكان صادق الشنطي وهو شقيق إبراهيم الشنطي رئيس التحرير فيها، بينما كان الصحفي محمود ابو الزلف مسؤولاً عن تحرير الشؤون الخارجية فيها، وظل ابو الزُّلف يعمل في جريدة الدفاع حتى عام 1951م، حين استقل عنها وأصدر جريدة سياسية اسماها "الجهاد"، والتي أعاد تسميتها عام 1966م باسم ”جريدة القدس، ”والتي لا زالت تصدر الى تاريخ اليوم.


إبراهيم الشنطي هو نجل المرحوم يحيى الشنطي من قلقيلية، ووالدته من عائلة هلال- عشيرة آل زيد.. عمل والده في تجارة السمسم، وانتقل في بداية القرن الماضي إلى مدينة يافا للعمل في تجارة البرتقال، حيث لعب موقعها كمدينة تطل على البحر الأبيض المتوسط دورا كبيراً في تحوّلها الى مركزاً تجاريا رئيسياً للتجارة الداخلية والخارجية على حدٍ سواء، وذلك بفضل ميناءها البحري، الذي كان يعتبر الميناء الاول في فلسطين في ذلك الوقت

جريدة الدفاع الفلسطينية


ابصر الصحافي إبراهيم الشنطي النور في يافا عام 1910م، وهو علم من أعلام الصحافة في فلسطين وبلاد العرب.

 تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة دار العلوم في يافا، والتحق بجامعة بيروت الأمريكية AUB، ونال إجازة جامعية في العلوم السياسية عام 1932م. وكان اثناء دراسته الجامعية عضوا في (العروة الوثقى)، وبعد عودته الى فلسطين، انضم إبراهيم الى حزب الاستقلال، وأخذ ينشر مقالاته في جريدة "الجامعة الإسلامية" لمؤسسها الشيخ التاجي الفاروقي، واختار لمقالاته عنوان "حديث الشباب".



جريدة الدفاع الفلسطينية

بدأت فكرة اصدار جريدة يومية لدى إبراهيم الشنطي عام 1933م، حيث كانت مدينة يافا مركزاً للنشاط الثقافي والأدبي في فلسطين، وصدرت فيها معظم الصحف والمجلات الفلسطينية. وتبلورت هذه الفكرة واصبحت واقعا ملموساً في 8 شباط من عام 1934م، حين صدر العدد الاول من جريدة اسماها "الدفاع"، وساهم في تحريرها نخبة من الكتاب والشعراء والادباء العرب منهم: احمد سامي السراج وخير الدين الزركلي من سوريا، وعبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) وإبراهيم طوقان من فلسطين. وكان ابراهيم الشنطي قد تعرّف الى الشاعر ابراهيم طوقان، اثناء دراسته في جامعة بيروت الامريكية، حيث عمل ابراهيم طوقان مدرسا للغة العربية فيها. وعمل فيها أيضا الصحافي والمؤرخ احمد خليل العقاد بين عامي 1935-1936م. كما كان الصحافي محمود ابو الزلف، صاحب جريدة القدس، قد عمل محررا في جريدة الدفاع قبل نكبة عام 1948م.


جريدة الدفاع الفلسطينية


وكانت حريدة الدفاع الصحيفة الناطقة باسم ﺣﺰب اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﺻﺎﺣﺐ الميول اﻟﻮﺣﺪوﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وكانت أكثر الجرائد اليومية رواجا في فلسطين، حيث كان يطبع منها عشرة آلاف نسخة يوميا، وكان الناس يقبلون على قرائتها بشغف كبير، لأن صدورها جاء في ظل ظروف عصيبة على فلسطين، حيث أخذت منذ انطلاقها تنشر الأخبار والمقالات الجريئة المعبرة عن حالة السخط الشعبي على الحركة الصهيونية، بسبب تشجيعها هجرة اليهود الى فلسطين، سالكة في سبيل ذلك شتى أساليب التهريب والمكر والخديعة. كما كانت جريدة الدفاع منبرا لمهاجمة الاستعمار البريطاني، الذي كان يُعتبر أصل البلاء الذي تعاني منه فلسطين. وكان هذا في وقت توجه فيه العداء الى اليهود، وانتشرت فكرة حياد بريطانيا بين طرفي الصراع- العرب واليهود.


جريدة الدفاع الفلسطينية

وعندما اندلعت ثورة عام 1936م، وبدأ الإضراب الشعبي الكبير، عمل إبراهيم الشنطي على تأسيس "الحرس الوطني"، الذي عمل على حماية الممتلكات العربية ومراقبة الشواطئ والمنافذ البحرية، التي كان الإنجليز يهربون من خلالها السلاح لليهود. فاعتقلته سلطات الاحتلال البريطاني، وأودعته سجن "عوجا الحفير" في النقب. نقل بعدها إلى معسكر "صرفند"، وأمضى فيه قرابة السنة، لم ينقطع خلالها عن الكتابة.


وبعد نكبة عام 1948م، توقفت جريدة الدفاع عن الصدور، وهو ما دفع بابراهيم الشنطي لنقلها الى القاهرة، حيث كانت تحرر وتطبع وترسل بالطائرة الى الاردن. وبذل محمود ابو الزُّلُفْ -المحرر السابق فيها- جهودا حثيثة لكي تعود جريدة الدفاع الى الوطن، وتكللت جهوده بالنجاح حين عادت الى الصدور من القدس الشريف عام 1950م، وكان صادق الشنطي وهو شقيق ابراهيم الشنطي رئيس التحرير فيها، بينما كان ابو الزلف مسؤولاً عن تحرير الشؤون الخارجية فيها، وظل ابو الزُّلف يعمل فيها حتى عام 1953م، عندما نشأ خلاف بينه وبين عدد من المحررين، انتهى باستقالته.


جريدة الدفاع الفلسطينية


اما ابراهيم الشنطي فقد استقر في مصر، وأصدر مع اسعد داغر عام 1953 جريدة يومية اسماها "القاهرة" واستمرت في الصدور حتى عام 1957م، حيث عاد الى القدس ليتابع جهاده الصحفي في جريدة "الدفاع".

وبعد هزيمة حزيران عام 1967م قصد إبراهيم الشنطي مدينة عمان، وقرّر استئناف إصدار جريدة "الدفاع". وفي عام 1969م انتخب نقيباً للصحافة الأردنية. وبسبب التزام جريدة الدفاع بالخط الوطني، وعدم محاباة الحكومة الاردنية ازاء الاحداث والصدامات المسلحة التي حدثت بين الجيش الاردني والمنظمات الفلسطينية في الاردن، تم في شهر حزيران عام 1971م اغلاق الجريدة نهائياً بقرار رسمي من الحكومة الاردنية، وجاء القرار في اعقاب رحيل المنظمات الفلسطينية المسلحة من الاردن الى لبنان.

وبالإضافة إلى نشاطه الصحفي، كان ابرهيم الشنطي يكتب مقالات أدبية تحت عنوان وجدانيات، ويتناول فيها شتى الشؤون الحياتية بأسلوب متميز. وقد منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون عام 1990م.

جريدة الدفاع الفلسطينية


اما عن الحياة الشخصية لابراهيم الشنطي فكان ذا شخصيّة مرحة ومحبوبة لدى الجميع، يتمتع بروح الفكاهة والدعابة، وكانت الابتسامة لا تفارق محيّاه، حتى عند الشدائد. وتزوج ابراهيم من امراة سورية، وانجب منها ابنا وهو الدكتور وليد، وابنة واسمها تغريد.



وفي عام 1979م انطوت صفحة من اروع الصفحات الحافلة بالعطاء والنضال، حيث انتقل ابراهيم الشنطي إلى رحمة الله تعالى في العاصمة عمّان، إثر معاناة مع مرض لم يمهله طويلاً، بعد مشوار صحفي طويل، جسَّد فيه اسمى المبادئ والاخلاق التي يقوم عليها العمل الصحفي، مع الالتزام بما يُمليه الواجب الوطني والقومي.


جريدة الدفاع

وفي حفل تأبينه امتدحه زملاءه الصحافيين، واثنوا عليه بقولهم ان ابراهيم الشنطي كان "اطهر قلم.. لاقدس قضية". ونعته زميله فهد الريماوي من صحية الدستوربـ "رجل المواقف". و "صاحب القلم الوطني العريق" و "صاحب القلم الشريف". اما الاستاذ عيسى الناعوري فقد نعته بـ "صاحب القلم القوي والمرهف معاً"، و "صاحب الروح الادبية الشاعرة".


من كلمة القاها ابراهيم الشنطي في حفل تأبين الشهيد عزّ الدين القسام في حيفا بتاريخ 1936/1/5 ، ونشرت في جريدة الدفاع بتاريخ 1936/1/7م، نقتطف منها الشذرات التالية:


في يَعبد لنا ثأر .. لنا حسين .. لنا كربلاء
في يَعبد لنا جامعة .. لنا أساتذة .. لنا شهداء
في يَعبد لنا ثأر .. لنا حسين .. لنا كربلاء
أيها الناقدون .. كفى انتقادا
أيها القاعدون .. حسبكم اقتعادا
أشرف الممات.. ما اقتحم المذلَّ الظالم
وأرذل الحياة.. أن تكون المذعن المسالم

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. أسس الصحفيون إبراهيم الشنطي (يافا، 1910-1979)، وسامي السروجي (حماة السورية، 1893-1960)، وخير الدين الزركلي (بيروت، 1893-1976) صحيفة الدفاع عام 1934 بعد تركهم لصحيفة الجامعة الاسلامية. وقد كان الشنطي هو صاحب الامتياز. تعتبر صحيفة الدفاع، إلى جانب صحيفة فلسطين، من أهم الصحف الصادرة بالعربية في عهد الانتداب، والتي تحوّلت بعد فترة وجيزة إلى أكثر الصحف رواجًا في البلاد حتى أنها تغلّبت على صحيفة فلسطين المرموقة (للتفاصيل انظر المقدمة). لقد نجحت الصحيفة باستقطاب صحافيّين مرموقين (مثل محمود أبو الزلف، ومحمد يعيش، وأحمد خليل العقاد وغيرهم) الذين تناولوا مواضيع سياسية فلسطينية محلية وعربية وإسلامية إقليمية وأخرى اجتماعية.نقل إبراهيم الشنطي مكان إقامته خلال معارك سنة 1948 إلى القاهرة (حتى عام 1957) واصدر الصحيفة هناك، إلى أن انتقلت بعد سنة من ذلك (في نهاية سنة 1949) إلى القدس بعد أن انتقلت حقوق امتياز الصحيفة إلى شقيقه صادق الشنطي. وإن كانت صحيفة فلسطين قريبة من معسكر المعارضة للقيادات الفلسطينية وداعية إلى الوحدة العربية، فإن صحيفة الدفاع كانت قريبة من معسكر الحاج أمين الحسيني ودعت إلى الاشتباك مع سلطات الانتداب ومقاومة الحركة الصهيونية. صدرت الصحيفة مرتين في الأسبوع، وبعد فترة وجيزة تحوّلت إلى صحيفة يومية. وحين استصدرت سلطات الانتداب أمرًا بإغلاق الصحيفة، بسبب الآراء والقراءات التي تنشرها، اعتمدت الصحيفة منهج الاستمرار بإصدار الصحيفة ولكن تحت اسم مغاير هو الحياة على طول فترة الإغلاق (بين السنتين 1937-1939)؛ وفي أحيان أخرى كانت يطلق عليها اسم الفجر أو الجهاد.

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال