القائمة الرئيسية

الصفحات

أعلام الصحافة من أبناء قلقيلية

اعلام الصحافة في فلسطين قبل النكبة واهم الصحف الفلسطينية 

نبغ الكثير من ابناء مدينة قلقيلية في مجال الصحافة حيث كان العديد من ابنائها رؤوساء تحرير العديد من الصحف اليومية والمجلات الاسبوعية كما كانوا ايضا من مؤسسين بعض الصحف الاسبوعيه والاكثرها شهرها قبل النكبة فالكثير من الصحف الفلسطينية قبل النكبة كانت لا تخلو من بصمات ابناء مدينة قلقيلية وهي :

اول صحفي من قلقيلية محمد حسين يحيى الشنطي

رئيس تحرير صحيفة الاقدام القاهرية- 1914م

***
اصل عائلة محمد حسين الشنطي من قلقيلية، وكانت قد انتقلت الى يافا وأقامت فيها في أواخر العهد العثماني، ومحمد حسين الشنطي هو شقيق يحيى حسين الشنطي والد الصحافي المشهور إبراهيم الشنطي- صاحب الامتياز ورئيس تحرير صحيفة الدفاع، الصادرة في يافا عام 1934م.

انضم محمد الشنطي إلى حزب اللامركزية الادارية، الذي تأُسس في القاهرة في أواخر عام 1912م، ورأس فيها تحرير جريدة «الاقدام»، التي صدرت سنة 1914م، وكانت تلك الجريدة أسبوعية. وحزب اللامركزية هو حزب سياسي مصري يهدف إلى الدعوة إلى اللامركزية الإدارية في الولايات العثمانية.


وكان الخطر الصهيوني على فلسطين مركز اهتمامها، فنشرت فيها عدة مقالات للتنبيه من أخطار الحركة الصهيونية على فلسطين.
وعشية الإنتخابات للبرلمان العثماني في ربيع سنة 1914م، نشرت «الاقدام» نص ثلاث مقابلات أجرتها مع سعيد الحسيني وراغب النشاشيبي وسليم الحسيني. ثم نشرت مقابلات مع خليل السكاكيني وفيضي العلمي، دار معظم الحديث فيها حول الصهيونية وأخطارها.

وكانت قد تشكلت جمعية مقاومة الصهيونيين قبل نشوب الحرب العالمية الأولى خارج فلسطين لمواجهة الخطر الصهيوني بأسلوب منظم تتولاه الشبيبة العربية المثقفة. وكان لهذه الجمعية صلة بحزب اللامركزية في القاهرة.

وقد أشارت جريدة الأقدام (القاهرة 19/7/1914م) التي كان يترأس تحريرها محمد الشنطي إلى خبر تشكيل جمعية مقاومة الصهيونييون في القاهرة من الشباب العربي الفلسطيني والسوري، لتكون واسطة للصلة والتفاهم مع إخوانهم في البلاد في أمر التدابير التي يجدر اتخاذها لمقاومة الحركة الصهيونية في البلاد العربية عموماً وفي فلسطين على الأخص.

قررت الجمعية اثر أول اجتماع لها أن تذيع منشوراً تستعرض فيه تقدم تيار الصهيونية خلال السنوات الثلاثين الماضية والأخطار التي هدمت البلاد ومرافقها الحيوية منه، وتغاضي إدارة الانتداب البريطاني عن أعمال الصهيونيين، وتحث الرأي العام على التنبه للحفاظ على البقية الباقية من البلاد.

تقدم القائمون بأمر الجمعية في هذا المنشور برنامج جمعيتهم. وقد تضمن مقاومة الصهيونيين بكل الطرق المشروعة، وتوحيد الأفكار والأعمال في هذا السبيل، ونشر مبادئ الجمعية بين الطبقات كلها، وتأسيس فروع وجمعيات في جميع أنحاء فلسطين وسورية، والسعي إلى بث روح التضامن بين جميع العناصر التي يتكون منها الأهالي، وتنشيط وتعضيد المشروعات الاقتصادية والتجارية والزراعية، وتنوير أفكار الفلاحين والمزارعين ليتمكنوا من اتقاء أخطار الصهيونيين، والسعي لدى كل من تهمه هذه المسألة لوقف تيار الهجرة الصهيونية.

كما قام محمد الشنطي، رئيس تحرير صحيفة "الإقدام" القاهرية، بجولة في فلسطين، أجرى خلالها مقابلات مع المرشحين للبرلمان العثماني، من أجل التعريف بمواقفهم من الصهيونية. وفي المقابلة مع المربّي الفاضل خليل السكاكيني (29/3/1914م) قال: "إن الصهيونيين يريدون أن يمتلكوا فلسطين، قلب الأقطار العربية والحلقة الوسطى التي تربط شبه الجزيرة العربية بأفريقيا. وهكذا يبدو أنهم يريدون كسر الحلقة، وتقسيم الأمة العربية إلى جزأين للحيلولة دون توحيدها. فعلى الشعب أن يكون واعياً، إذ أنه يمتلك أرضاً ولساناً. وإذا شئت أن تقتل شعباً فاقطع لسانه واحتل أرضه. وهذا بالضبط ما يعتزم الصهيونييون أن يفعلوه".

وبتأثير حملة الصحف، نقل الزعماء السياسيون الفلسطينيون معارضة الشعب إلى البرلمان العثماني والأوساط السياسية الدولية.
وكان محمد الشنطي من أعضاء الحزب اللامركزية الناشطين، وتنقل بين مصر وفلسطين وسوريا ولبنان، وفي عام 1915م ألقت السلطات العثمانية القبض عليه وهو ينقل أوراق ورسائل سرية تخص حزب اللامركزية، الى نشطاء الحزب في سوريا وفلسطين.
وقد اصدر جمال باشا الحكم عليه بالإعدام، واعدم في بيروت بتاريخ 1916/5/6م، ومعه سليم عبد الهادي وعلي النشاشيبي من فلسطين.




الشيخ محمد القلقيلي

صاحب الامتياز ورئيس تحرير صحيفة الكوكب -القاهرة- عام 1916م

***
ولد الشيخ محمد القلقيلي في قلقيلية عام 1873م، وتلقى تعليمه الابتدائي على يد إمام المسجد العمري القديم الشيخ صالح حسن الخطيب (صبري). التحق بالأزهر الشريف في سن مبكرة، وتلقى تعليمه فيه، ودرس على يد الشيخ الأمام محمد عبده، وتخرج منه عام 1894م. فكان بذلك أول خريج أزهري من قلقيلية.


واسم القلقيلي أطلق على الشيخ محمد، نسبة إلى بلده قلقيلية، لكن اسمه الحقيقي هو: الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن حسن صبري.
بعد تخرجه من الأزهر عمل الشيخ القلقيلي بالصحافة في القاهرة، وغادرها الى لبنان لينضم الى حركة المقاومة العربية ضد الأتراك، والتي كانت تطالب باستقلال العرب عن الدولة العثمانية، بزعامة الشريف الحسين بن علي، فاتهم مع غيره ممن انضم لهذه الحركة بالخيانة، وتمكن من الهرب إلى مصر، قبل ان تلقي الحكومة التركية القبض عليه وإعدامه، كما أعدمت العديد من المعارضين من أمثاله.


وأثناء وجوده في القاهرة اصدر جريدة الكوكب عام 1916م، وهي جريدة سياسية أدبية أسبوعية، وكان يحررها نخبة من أفاضل الكتاب العرب - مثل احمد شاكر الكرمي وعادل زعيتر، برئاسة الشيخ محمد القلقيلي- صاحب الامتياز ورئيس تحرير الصحيفة، ويعتبر ثاني صحافي بعد الصحافي محمد حسين الشنطي، رئيس تحرير صحيفة الإقدام الصادرة في القاهرة عام 1914م.
واستمرت الصحيفة بالصدور حتى عام 1918م، وعاد الشيخ محمد إدراجه الى بلده قلقيلية، بعد الاحتلال الانجليزي لفلسطين وانسحاب الأتراك في شهر ايلول عام 1918م.


صدر للشيخ محمد القلقيلي كتاب" من هنا.. وهناك"، وحديث الشيخ السوري والشاب المصري"- صدر في القاهرة عام 1915م.
والشيخ القلقيلي هو الرئيس الرابع لمجلس محلي قلقيلية، الذي تم تشكيله عام 1920م، بناءاً على أوامر الحاكم العسكري الإنجليزي لقضاء طولكرم، والقاضية بتناوب العشائر في قلقيلية على رئاسة المجلس المحلي فيها لمدة سنتين، وذلك بناءا على طلب أهالي قلقيلية، واستمر الشيخ محمد القلقيلي رئيساً له حتى اواسط عام 1922م، وتبعه حسين احمد حمد هلال رئيسا للمجلس المحلي لمدة سنتين  





الصحافي شمس الدين احمد صالح الخطيب

محرر ومساعد مدير جريدة فلسطين- يافا

 

 
عمل محررا ومساعدا لمدير تحرير جريدة فلسطين التي أصدرها عيسى داود العيسى في مدينة يافا عام 1911م، وصدر العدد الأول منها بتاريخ 14/1/1911م . وكانت في أول عهدها اسبوعية صغيرة، ثم أخذت تظهر مرتين في الأسبوع، ثم تحولت إلى جريدة يومية بثماني صفحات فيما بعد، ثم تطورت حتى أصبحت من أهم الجرائد الفلسطينية وأكبرها انتشارًا. وأشرف يوسف العيسى على رئاسة تحريرها. وكانت افتتاحية يوسف العيسى، تمثل بابًا منتظمًا في هذه الصفحة.
وتعتبر هذه الجريدة التي استمرت في الصدور حتى عام 1967م، من أرقى صحف فلسطين، واستطاعت بفتح صفحاتها للادباء والكتاب، ان تعكس صورة صادقة عن الحياة الأدبية والثقافية في فلسطين. صدرت جريدة فلسطين بين السنوات 1911-1967، وكانت من أكبر الصحف الفلسطينية وأغزرها مادة، واكثرها انتشاراً وتمثيلاً للرأي العام الفلسطيني. كانت تقرأ في مدن فلسطين وقراها، وتوزع أعدادها في الخارج.



الشيخ عبد الله القلقيلي

صاحب الامتياز ورئيس تحرير صحيفة الصراط المستقيم

مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية
1955م-1967م
 

 
اسم القلقيلي، نسبة إلى قلقيلية التي ولد فيها الشيخ عبد الله عام 1899م. وتنتمي عائلته الى حامولة آلـ نزال في قلقيلية، واسمه الكامل عبد الله بن عبد الله بن محمد الحاج مصطفى عبد العزيز نزال. توفي والده قبل ولادته بأشهر، وتربى يتيما في كنف اخواله. وقد جرت العادة في قلقيلية ان يُسمى المولود باسم ابيه اذا مات والده قبل ان يولد، كنوع من التكريم للوالد المتوفى. 
اما اسم القلقيلي فهو لقب أطلقه عليه زملاؤه في الأزهر الشريف، نسبة الى بلده قلقيلية، واشتهر الشيخ عبد الله بهذا الاسم، وأصبح فيما بعد اسما رسميا له.

تلقى الشيخ عبد الله علومه الابتدائية في مدرسة قلقيلية الاميرية، والتي كانت عبارة عن غرفة تقع في الجزء الشمالي الغربي من المسجد القديم، وكان مدير هذه المدرسة ومعلمها الشيخ محمد العورتاني، الذي عرف بعلمه وزهده وتقواه. وفي عام 1912م، وهو في الثالثة عشر من عمره أرسله أخواله الى مصرً طلبا للعلم، والتحق بالأزهر الشريف، حيث أمضى مدة ست سنوات ونال الشهادة الأزهرية، ثم التحق بكلية الآداب بالجامعة المصرية وامضي فيها مدة سنتين، ظهرت خلالها ميوله الصحفية والأدبية. وكتب الشيخ عبد الله القلقيلي خلال دراسته بالجامعة المصرية العديد من المقالات في جريدة الكوكب المصرية، التي كان يصدرها ويرأس تحريرها في القاهرة ابن قلقيلية الشيخ محمد القلقيلي. 

وفي عام 1919م عاد الشيخ عبد الله الى فلسطين، التي كانت قد وقعت فريسة للاستعمار البريطاني، فأحس ان الظروف السياسية السائدة في فلسطين لن تمكنه من إدراك طموحاته الأدبية والفكرية والصحفية، فقرر العودة الى مصر مرة ثانية، ولكن قبل ان ينفذ ذلك، شاءت الأقدار ان تسوقه الى زيارة المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، فالتقى في القدس بالمفتى الحاج امين الحسيني، كما التقى بالعالم كامل الحسيني، الذي شجع الشيخ عبد الله على البقاء في البلاد، وعدم العودة الى مصر. وعرض عليه رجل التربية احمد سامح الخالدي بالعمل في حقل التدريس، فآثر شيخنا البقاء على الرحيل، وعمل مدرسا للدين الإسلامي واللغة العربية وآدابها في مدرسة العامرية الثانوية في القدس.

لكن الحنين الى الصحافة ظل يشد الشيخ عبد الله، حيث حصل الشيخ على امتياز لإصدار صحيفة الصراط المستقيم في يافا، وصدر العدد الأول منها في صباح 2/9/1925م، فكانت مسرحاً لأقلام الكتاب والأدباء والسياسيين وعلماء الدين.
وكانت هذه الجريدة تبحث في المواضيع السياسية والإخبارية والدينية والأدبية والاجتماعية، وجميع المواضيع الصحفية، وكانت هذه الصحيفة تصدر في مدينة يافا باللغة العربية، وكانت تطبع في مطبعة الصراط المستقيم في يافا.


ولم تتمحور افتتاحيات صحيفة الصراط المستقيم على الشأن الديني فقط، مع ان الشيخ القلقيلي ضمّن كل عدد من جريدته أبحاثاً ومقالات وأخباراً دينية إسلامية، ولكن معظم افتتاحياته تناولت الحركة الصهيونية وخطرها على فلسطين، والافتتاحية هي المقال الرئيسي للصحيفة، تعبر فيه عن رأيها، وعن خطها السياسي، ووجهة نظرها وتوجهاتها في جميع القضايا والشؤون، ويظهر عادة في الصفحة الأولى من الصحيفة. فمنذ صدورها تمحورت افتتاحياتها حول انتقاد سياسات الإنتداب البريطاني الرامية لتهويد فلسطين، والتي تمثلت في تسهيل هجرة اليهود لفلسطين، لتجسيد الحلم الصهيوني، بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.


وظلت هذه الجريدة صوتاً وطنياً ضد الاستعمار والصهيونية، واستمرت في الصدور حتى حلول النكبة عام 1948م، حيث نزح الشيخ عبد الله مع جموع الفلسطينيين الذين تركوا بيوتهم قسراً، وهاجر إلى سوريا، وعمل مدرسا للغة العربية في ثانوية درعا، ومن ثم في مدارس ثانوية دمشق. 


ولم ينفك الشيخ القلقيلي عن نشر المقالات، فنشر في دمشق العديد من المقالات في جريدة (الف باء) لصاحبها الصحافي يوسف العيسى، وفي مجلة التمدن الإسلامي. لكن الحنين الى الاهل والوطن ظل يراوده طوال وجوده في سوريا، فعاد الشيخ عبد الله ليقيم في الاردن، حيث أُسند اليه الملك حسين بتاريخ 17/1/1955م منصب مفتي عام المملكة الاردنية الهاشمية. واصدر في عمان مجلة دينية اجتماعية ثقافية وهي "هدى الإسلام"، وصدر اول عدد منها بتاريخ 22/8/1956م. 


وفي تاريخ 1957/9/24م صدر القرار الملكي السامي بتأليف هيئة من العلماء من أصحاب السماحة والفضيلة، وكان الشيخ عبد الله القلقيلي والشيخ سعيد عبد الله صبري من قلقيلية، من بين العلماء الثمانية الأفاضل الذين تم اختيارهم، لعضوية الهيئة.
وظل الشيخ يشغل منصبه كمفتي عام للمملكة الى حين أحيل الى التقاعد عام 1967م، بسبب مرضه، وهو في الثامنة والستين من عمره. وقد انتقل الى رحمة الله تعالى في عمان عام 1969م، عن عمر يناهز السبعين عاما.




الصحافي والمناضل السياسي إبراهيم يحيى حسين الشنطي

أطْهَرْ قَلَمْ ... لأقْدَسْ قَضية
1910 ـ 1979م
 

 
الصحافي إبراهيم الشنطي هو نجل المرحوم يحيى حسين الشنطي من قلقيلية، ووالدته هي خيزران يوسف حمد هلال، من عشيرة آل زيد. عمل والده في تجارة السمسم، وانتقل في بداية القرن الماضي إلى مدينة يافا للعمل فيها كتاجر للبرتقال، حيث لعب موقعها كمدينة تطل على البحر الأبيض المتوسط دورا كبيراً في تحوّلها الى مركزاً تجاريا رئيسياً للتجارة الداخلية والخارجية على حدٍ سواء، وذلك بفضل ميناءها البحري، الذي كان يعتبر الميناء الأول في فلسطين في ذلك الوقت.

أبصر الصحافي إبراهيم الشنطي النور في يافا عام 1910م، وهو علم من أعلام الصحافة في فلسطين وبلاد العرب. تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة دار العلوم في يافا، والتحق بجامعة بيروت الأمريكية AUB، ونال إجازة جامعية في العلوم السياسية عام 1932م. وكان أثناء دراسته الجامعية عضوا في جمعية (العروة الوثقى)، وبعد عودته الى فلسطين، انضم إبراهيم الى حزب الاستقلال، وأخذ ينشر مقالاته في جريدة "الجامعة الإسلامية" لمؤسسها الشيخ التاجي الفاروقي، واختار لمقالاته عنوان"حديث الشباب."
بدأت فكرة اصدار جريدة يومية لدى إبراهيم الشنطي عام1933 م، حيث كانت مدينة يافا مركزاً للنشاط الثقافي والأدبي في فلسطين، وصدرت فيها معظم الصحف والمجلات الفلسطينية. وتبلورت هذه الفكرة واصبحت واقعا ملموساً في 8 شباط من عام 1934م، حين صدر العدد الاول من جريدة اسماها "الدفاع"، وساهم في تحريرها نخبة من الكتاب والشعراء والادباء العرب منهم: احمد سامي السراج وخير الدين الزركلي من سوريا، وعبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) وإبراهيم طوقان من فلسطين. وكان ابراهيم الشنطي قد تعرّف الى الشاعر ابراهيم طوقان، اثناء دراسته في جامعة بيروت الامريكية، حيث عمل ابراهيم طوقان مدرسا للغة العربية فيها. وعمل فيها أيضا الصحافي والمؤرخ احمد خليل العقاد بين عامي 1935-1936م. كما كان الصحافي محمود أبو الزلف، صاحب جريدة القدس، قد عمل محررا في جريدة الدفاع قبل نكبة عام 1948م.


وكانت جريدة الدفاع الصحيفة الناطقة باسم ﺣﺰب اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﺻﺎﺣﺐ الميول اﻟﻮﺣﺪوﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وكانت أكثر الجرائد اليومية رواجا في فلسطين، حيث كان يطبع منها عشرة آلاف نسخة يوميا، وكان الناس يقبلون على قراءتها بشغف كبير، لأن صدورها جاء في ظل ظروف عصيبة على فلسطين، حيث أخذت منذ انطلاقها تنشر الأخبار والمقالات الجريئة المعبرة عن حالة السخط الشعبي على الحركة الصهيونية، بسبب تشجيعها هجرة اليهود الى فلسطين، سالكة في سبيل ذلك شتى أساليب التهريب والمكر والخديعة. كما كانت جريدة الدفاع منبرا لمهاجمة الاستعمار البريطاني، الذي كان يُعتبر أصل البلاء الذي تعاني منه فلسطين. وكان هذا في وقت توجه فيه العداء الى اليهود، وانتشرت فكرة حياد بريطانيا بين طرفي الصراع- العرب واليهود.
وعندما اندلعت ثورة عام 1936م، وبدأ الإضراب الشعبي الكبير، عمل إبراهيم الشنطي على تأسيس "الحرس الوطني"، الذي عمل على حماية الممتلكات العربية ومراقبة الشواطئ والمنافذ البحرية، التي كان الإنجليز يهربون من خلالها السلاح لليهود. فاعتقلته سلطات الاحتلال البريطاني، وأودعته سجن "عوجا الحفير" في النقب. نقل بعدها إلى معسكر "صرفند"، وأمضى فيه قرابة السنة، لم ينقطع خلالها عن الكتابة.
وبعد نكبة عام 1948م، توقفت جريدة الدفاع عن الصدور، وهو ما دفع بإبراهيم الشنطي لنقلها الى القاهرة، حيث كانت تحرر وتطبع وترسل بالطائرة الى الاردن. وبذل محمود أبو الزُّلُفْ -المحرر السابق فيها- جهودا حثيثة لكي تعود جريدة الدفاع الى الوطن، وتكللت جهوده بالنجاح حين عادت الى الصدور من القدس الشريف عام 1950م، وكان صادق الشنطي وهو شقيق إبراهيم الشنطي رئيس التحرير فيها، بينما كان الصحافي محمود أبو الزلف مسؤولاً عن تحرير الشؤون الخارجية فيها، وظل أبو الزُّلف يعمل في جريدة الدفاع حتى عام 1951م، حين استقل عنها وأصدر جريدة سياسية اسماها "الجهاد"، والتي أعاد تسميتها عام 1966م باسم ”جريدة القدس، ”والتي لا زالت تصدر الى تاريخ اليوم.
اما إبراهيم الشنطي فقد استقر في مصر، وأصدر مع اسعد داغر عام 1953 جريدة يومية اسماها "القاهرة" واستمرت في الصدور حتى عام 1957م، حيث عاد الى القدس ليتابع جهاده الصحفي في جريدة الدفاع.
وفي عام 1964م عقد المؤتمر الوطني الاول في مدينة القدس، حيث انبثق عنه المجلس الوطني الفلسطيني الاول، واختير ابراهيم الشنطي ليكون عضواً فيه. وأُعلن في هذا المؤتمر قيام منظمة التحرير الفلسطينية، التي تمثل قيادة الشعب العربي الفلسطيني، وتم انتخاب السيد أحمد الشقيري رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية.


وبعد هزيمة حزيران عام 1967م قصد إبراهيم الشنطي مدينة عمان، وقرّر استئناف إصدار جريدة الدفاع. واختير نقيباً للصحافة الأردنية عام 1969م. وفي شهر حزيران عام 1971م تم إغلاق الجريدة نهائياً بقرار رسمي من الحكومة الأردنية بسبب ميولها الوطنية، وجاء القرار في أعقاب رحيل المنظمات الفلسطينية المسلحة من الاردن الى لبنان.
وبالإضافة إلى نشاطه الصحفي، كان إبراهيم الشنطي يكتب مقالات أدبية تحت عنوان وجدانيات، ويتناول فيها شتى الشؤون الحياتية بأسلوب متميز. وقد منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون عام 1990م.


أما عن الحياة الشخصية لإبراهيم الشنطي فكان ذا شخصيّة مرحة ومحبوبة لدى الجميع، يتمتع بروح الفكاهة والدعابة، وكانت الابتسامة لا تفارق محيّاه، حتى عند الشدائد. وتزوج إبراهيم الشنطي من امراة سورية، وأنجب منها ابنا وهو الدكتور وليد، وابنة اسمها تغريد.




وفي عام 1979م انطوت صفحة من أروع الصفحات الحافلة بالعطاء والنضال، حيث انتقل ابراهيم الشنطي إلى رحمة الله تعالى في العاصمة عمّان، إثر معاناة مع مرض لم يمهله طويلاً، بعد مشوار صحفي طويل، جسَّد فيه اسمى المبادئ والاخلاق التي يقوم عليها العمل الصحفي، مع الالتزام بما يُمليه الواجب الوطني والقومي.
وفي حفل تأبينه امتدحه زملاءه الصحافيين، واثنوا عليه بقولهم ان إبراهيم الشنطي كان "اطهر قلم.. لأقدس قضية." ونعاه زميله فهد الريماوي من صحيفة الدستوربـ "رجل المواقف" و "صاحب القلم الوطني العريق" و "صاحب القلم الشريف" . اما الأستاذ عيسى الناعوري فقد نعاه بـ "صاحب القلم القوي والمرهف معاً"، و "صاحب الروح الأدبية الشاعرة".
***
ومن كلمة ألقاها إبراهيم الشنطي في حفل تأبين الشهيد عزّ الدين القّسام في حيفا بتاريخ 5 /1/1936ونشرت في جريدة الدفاع بتاريخ 7/1/1936م، نقتطف منها الشذرات التالية:
في يَعبد لنا ثأر .. لنا حسين .. لنا كربلاء
في يَعبد لنا جامعة .. لنا أساتذة .. لنا شهداء
أيها الناقدون .. كفى انتقادا
أيها القاعدون .. حسبكم اقتعادا
أشرف الممات.. ما اقتحم المذلَّ الظالم
وأرذل الحياة.. أن تكون المذعن المسالم


 

الصحافي المناضل هاشم عبد الله محمد السبع

 

الصحافي هاشم السبع من مواليد قلقيلية عام 1912م. كان والده عبد الله السبع مزارعاً، ويملك هو وأقاربه من عائلة السبع في قلقيلية عدة بيارات من البرتقال في القسم الساحلي من أراضي قلقيلية، وكانت تقع بالقرب من جلجولية. بعد حرب عام 1948م، وتوقيع دول المواجهة العربية اتفاقية الهدنة مع اسرائيل في جزيرة رودس عام 1949م، سقطت بموجب هذه الاتفاقية كل أراضي قلقيلية الساحلية بيد إسرائيل، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من الكيان الصهيوني الجديد.


تلقى الصحافي هاشم السبع تعليمه الابتدائي في قلقيلية، قبل ان يلتحق بمدرسة النجاح الثانوية في نابلس، والتي كانت في ذلك الوقت مشعلاً للنضال ومنطلقاً للثورة، حيث ظهرت فيها إبداعاته الإنشائية والخطابية، وبدأ يكتب مقالاته الصحفية الأولى، ونشرت له صحيفتا "فتى العرب" و "ألف وباء" السوريتان باكورة عطائه، ووجدت صدى رائعا لدى القارئين، وأخذ تعلّقه بالصحافة يزداد، بل وكان يفاخر بأن قلقيلية كما اشتهرت ببيارات البرتقال، فإنها عُرِفَت أيضا لدى الأوساط الإعلامية العربية بأنها منبع كبار الصحافيين، اذ أنجبت منهم في ذلك العهد المتقدم من القرن العشرين: محمد القلقيلي صاحب جريدة "الكوكب المصرية"، وأيوب صبري محرر "الوطن المصرية"، وإبراهيم الشنطي صاحب جريدة "الدفاع"، وعبد الله القلقيلي صاحب "الطريق المستقيم"، إضافة إلى الصحافي نفسه هاشم السبع صاحب "نداء الأرض" و "الصريح".
في السنوات الأولى من ثلاثينات القرن الماضي شارك هاشم السبع بنفسه وقلمه في فعاليات الثورة، والتي تمثلت بداية في التظاهرات والاحتجاجات، وكان في تلك الفترة معجبا بشخصية الثائر الفلسطيني "أبو جلدة" (وهو احمد حمد المحمود، من بلدة طمون)، وكان من اشهر الثوار المقاتلين ضد الاحتلال البريطاني في سنوات الثلاثينات من القرن الماضي، حيث ساهم في تأييده وتقديم العون له بالمال والسلاح، ولكن هذا التأييد أدى إلى اعتقاله في سجن عكا ليخرج بعد ذلك بكفالة بسبب حداثة سنّه، وبعد خروجه من السجن شارك في المؤتمر الطلابي الفلسطيني، الذي عقد في كل من القدس وحيفا ويافا، وصدر عن المؤتمر بيان يدعو إلى الثورة ضد الاحتلال البريطاني، فألقي القبض على بعض قادة الطلبة، اما هاشم فقد هرب إلى سوريا، وهناك القي عليه القبض وأعيد مقيّداً الى قلقيلية.
وفي عام 1929م سافر هاشم الى مصر ليتلقى العلم في الأزهر الشريف، اسوة بكثير من ابناء بلدته قلقيلية، حيث التقى هناك بالعديد منهم، من أمثال علي حسن عودة، والشيخ علي صبري، والشيخ احمد الداعور وغيره. ولكن لم يطل به المقام في الأزهر، حيث تحوّل الى الجامعة المصرية لينهل العلم على أيدي طه حسين، واحمد امين، والخضري.. وغيرهم من إعلام الفكر المصري.
وفي إجازة صيف عام 1933 عاد إلى قلقيلية زائرا، ولكن احتدام الأمر وصعوبة الوضع في فلسطين حال دون عودته الى مصر، وآثر البقاء في فلسطين.


عاد اليه الحنين الى الصحافة، وتاقت نفسه الى الكتابة فأرسل العديد من مقالاته الى جريدة "الجامعة الإسلامية" التي كانت تصدر في يافا، فنشرت له مقالات عديدة، قبل ان ينتقل الى اليها ويصبح عضوا هيئة تحريرها. وبسبب مقالاته الجريئة التي أسهمت في اذكاء المشاعر الوطنية وتأجيجها، قام الانجليز بوضعه تحت الإقامة الجبرية في قلقيلية.


وفي عام 1934م توجه الى يافا ليعمل في سلك التعليم، حيث عمل في البداية معلما في مدرسة النهضة الإسلامية، ومن ثم اسس مدرسة خاصة فيها اسماها مدرسة الفلاح، والتي زارها بعد شهور الأديب والمؤرخ الفلسطيني مصطفى مراد الدباغ لتقييم المدرسة ومنح الترخيص لها، وحدث أن سأل أحد التلاميذ عن أعظم رجل في العالم، فأجاب التلميذ دون تردد (أبو جلدة)، حيث كان هاشم السبع يروي لهم الحكايات والقصص البطولية عن هذا الثائر الاسطورة، عند ذلك توجه الدباغ إلى السبع قائلا وبروحٍ ساخرة: "يبدو أن تلاميذك يعرفون التاريخ جيداً يا أستاذ هاشم"! وأُغلِقت المدرسة إثر هذه الحادثة.


ترك هاشم السبع التعليم، الذي لم يلبي طموحاته المتأججة، وعاد الى الصحافة من جديد، واصدر مع مسعود جميل وأكرم الخالدي ونجيب فرنجية صحيفة "الحرية"، كما اصدر مع مسعود جميل مجلة "نداء الارض". واصدر بعدها منفردا مجلة "الصريح". واستمرت الصريح تصدر في يافا ثم في جنين إلى أن حدثت النكبة عام 1948م فتوقفت عن الصدور حتى عام 1951م، حيث عادت للصدور بعد أن عاد من القاهرة. وقد اعتقل هاشم السبع مرات عديدة في سجن صرفند (عام 1936) وعتليت (عام 1937) وسجن القلعة في القدس (عام 1949م). وقد كتب عن حياته في كتابه "ذكريات صحفي مضطهد".


ومما يلفت النظر والاهتمام في حياة هاشم السبع والذي سجّله بكل صراحة وصدق في مؤلفه "ذكريات صحفي مضطهد" هو طموحاته ومغامراته، وبالتالي تقلبه المستمرّ في الوظائف والأعمال، حيث كان لا يستقر طويلاً في مكان او عمل، فكان ثائرا وصحفيا متنقلا من صحيفة لأخرى، ومعلما وتاجرا، وسجينا وطليقا، وغنيا وفقيرا، وكان دائم التنقل بين فلسطين وسوريا ومصر والأردن.


وانتقل هاشم السبع إلى جوار ربّه عام 1957م بعد حياة حافلة بالكفاح والمجد والعطاء، وهو في اوج شبابه، حيث لم يتجاوز عمره الخمسة والأربعين عاما، رحمه الله.




الاعلامي توفيق محمد حسن كيوان

من المؤسسين والمساهمين في جريدة الدستور
عضو مجلس ادارة الجريدة ومساعد مديرها العام
عضو نقابة الصحافيين الاردنيين
عمل في جريدة الدفاع وعمان المساء وفي جريدة اللواء والشعب
عمل رئيس تحرير للعديد من الصحف الاسبوعية

  

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  1. غير معرف7/26/2022

    رحم الله الاستاذ ابراهيم الشنطي عملاق الصحافة الفلسطينية والمناضل الصلب وصاحب المواقف النبيلة.

    للتصحيح فقط: كان له ولدان: وليد ورغبد، ولم تكن له ابنة كما ورد في المقال.

    جزاكم الله خيرا على جهودكم البناءة في هذا الموقع المميز

    ردحذف
  2. غير معرف7/26/2022

    وليد ابراهيم الشنطي عمل طبيب اسنان، فيما شقيقه رغيد عمل في المحاماة.

    ردحذف
  3. د. سالم أمين10/21/2022

    مات هاشم السبع بعد خروجه من سجون الأردن مباشرة مع أنّه كان بصحة جيدة عندما اعتُقل, فأغلب الظن أنّهُم سرّبوا له السم البطيء خلال فترة سجنه, فبعد أطلاق سراحه مات مسموما مثل الكثيرين من المناضلين أمثاله الّذين كانوا تحت الحكم الأردني أشبه بنسورٍ في قفص يسهل اصطيادها في أيّ وقت تشاؤه الدوله!

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال