القائمة الرئيسية

الصفحات

أحمد هزاع شريم - مناضل ونائب وقائد وطني

أحمد هزاع إبراهيم شريم - أبو هزاع

أحمد هزاع إبراهيم شريم (1948–2014)، مناضل وقيادي وطني فلسطيني وامين سر حركة فتح في قلقيلية، وأحد الرموز التنظيمية البارزة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، وعضو سابق في المجلس الثوري للحركة، والمجلس التشريعي الفلسطيني (2006–2014). يُعد من أوائل من انخرطوا في صفوف الحركة بعد حرب عام 1967، وشارك في العمل الفدائي والنضال المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن يُعتقل لسنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، حيث أسهم في تأسيس التجربة التنظيمية والسياسية للأسرى داخل المعتقلات.

عرف “أبو هزاع” بثباته وصلابته النضالية، وبدوره المؤثر في تحويل السجون إلى مدارس وطنية خرّجت أجيالًا من المناضلين والمثقفين، كما كان من الكوادر المؤسسة للأجهزة الأمنية الفلسطينية بعد قيام السلطة الوطنية، ومن المشاركين في صياغة التوجهات التنظيمية لحركة فتح في الضفة الغربية.

أحمد هزاع شريم - مناضل ونائب وقائد وطني

الميلاد والنشأة والسيرة النضالية

وُلد المناضل أحمد هزاع إبراهيم شريم، المعروف باسم أبو هزاع، في مدينة قلقيلية بتاريخ 16 كانون الأول/ديسمبر 1948، في أسرة وطنية مناضلة متجذّرة في الأرض والانتماء الفلسطيني. نشأ في بيئةٍ اتسمت بالالتزام الوطني، وتأثر منذ شبابه المبكر بالأحداث السياسية التي أعقبت نكبة عام 1948 وما تلاها من احتلالٍ كاملٍ لفلسطين عام 1967.

التحق شريم بصفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” عقب حرب حزيران 1967، ليكون من بين أوائل أبناء محافظة قلقيلية الذين انخرطوا في صفوفها، مؤمنًا بالكفاح المسلح وسيلةً لتحرير الوطن. مارس العمل الفدائي في إطار التنظيمات السرّية للحركة، وساهم في تشكيل خلايا المقاومة في الضفة الغربية، ضمن العمل السري الذي استهدف قوات الاحتلال ومراكزه.

وفي 27 آب/أغسطس 1969، اعتُقل شريم مع مجموعة من رفاقه المناضلين على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بعد سلسلة من العمليات والنشاطات التنظيمية، وحُكم عليه بالسجن عشرين عامًا. ومنذ ذلك التاريخ بدأت رحلة طويلة من الصمود والتحدي داخل المعتقلات، التي ستشكل لاحقًا فصلًا أساسيًا في مسيرته النضالية.

الأسر ودوره في الحركة الأسيرة

شكّلت سنوات الاعتقال محطةً مركزية في حياة المناضل أحمد هزاع شريم، حيث تحوّل السجن إلى ساحة مواجهة فكرية وتنظيمية مع إدارة الاحتلال. لم يكن الاعتقال بالنسبة له مجرّد عقوبة، بل مرحلة نضال جديدة جسّد فيها روح الصمود والإرادة.

داخل الزنازين الإسرائيلية، لعب شريم دورًا بارزًا في تأسيس البنية التنظيمية للحركة الوطنية الأسيرة، وساهم في صياغة أدبياتها الأولى، التي أرست مفاهيم الانضباط والوعي الوطني داخل السجون.

شارك في قيادة العديد من الإضرابات والتحركات الاحتجاجية التي خاضها الأسرى دفاعًا عن حقوقهم الإنسانية والسياسية، وكان أحد الأصوات المعبّرة عن وحدة الحركة الأسيرة بمختلف فصائلها.

تنقّل أبو هزاع بين عدد من السجون والمعتقلات، منها: طولكرم، عسقلان، بئر السبع، نابلس، الجنيد، نفحة، الرملة، المسكوبية، الفارعة، عوفر، الظاهرية، قدوميم، والنقب، حيث ترك في كل منها بصمة نضالية وتنظيمية.

أمضى في الأسر أكثر من عشرين عامًا متقطعة، إذ أعيد اعتقاله مراتٍ عدة بعد الإفراج عنه، كان أولها عام 1989، ثم توالت اعتقالاته في أعوام 1990 و2002 خلال انتفاضة الأقصى، ما يؤكد استمرار ملاحقة الاحتلال له بسبب نشاطه السياسي ودوره في صفوف حركة فتح

المسؤوليات التنظيمية والوطنية

بعد خروجه من الأسر، واصل المناضل أحمد هزاع شريم (أبو هزاع) مسيرته الوطنية والتنظيمية داخل صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، حيث تولّى العديد من المواقع القيادية في الحركة والمؤسسات الوطنية.

كان أحد الكوادر المؤسسة للجنة الحركية العليا في الضفة الغربية، كما كان من الرواد الأوائل في تأسيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، الذي لعب دورًا أساسيًا في حفظ الأمن والنظام العام في مرحلة ما بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية.

انتُخب أمينًا لسر حركة فتح في إقليم قلقيلية، فكان صلة الوصل بين القيادة المركزية وقواعد الحركة، وعُرف بقدرته على التنظيم الميداني والإشراف على العمل الجماهيري. كما شغل مناصب رسمية في محافظة قلقيلية منها:

  1. مدير عام في المحافظة
  2. • وكيل مساعد لمحافظة قلقيلية

لاحقًا، اختير عضوًا في المجلس الثوري لحركة فتح، ثم عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة الحركة في انتخابات عام 2006، حيث مثّل محافظة قلقيلية ودافع عن قضاياها في المحافل الرسمية والتشريعية.

كما تولّى رئاسة اللجنة التنظيمية في التعبئة والتنظيم، وكان عضوًا في اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر السادس لحركة فتح، مسهمًا بدور مهم في صياغة وثائق الحركة وتوجيه عملها التنظيمي والسياسي في تلك المرحلة الدقيقة من التاريخ الفلسطيني


أحمد هزاع إبراهيم شريم - أبو هزاع

المناصب 

  • - أمين سر حركة فتح- اقليم قلقيلية
  • - من ابرز مؤسسي جهاز الأمن الوقائي في الوطن
  • - احد المؤسسين البارزين للجنة الحركية العليا في الضفة الغربية
  • - مدير عام في محافظة قلقيلية
  • - وكيل مساعد في محافظة قلقيلية
  • - عضو مجلس ثوري في حركة فتح
  • - عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006م - كتلة فتح - نائباً عن محافظة قلقيلية
  • - رئيس اللجنة التنظيمية في التعبئة والتنظيم
  • - عضو اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر السادس

 

الوفاة والإرث النضالي

في الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2014، رحل المناضل أحمد هزاع إبراهيم شريم (أبو هزاع) عن عمر ناهز الستة والستين عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا خلفه سيرة نضالية حافلة بالعطاء والتضحية. شيّع جثمانه في مدينة قلقيلية بمشاركة واسعة من أبناء الحركة والقيادات الوطنية والجماهير الفلسطينية التي ودّعته بالوفاء والتقدير لمسيرته النضالية الطويلة.

يُعدّ أبو هزاع من جيل المناضلين الأوائل في حركة فتح الذين جمعوا بين العمل الفدائي الميداني والمسؤولية التنظيمية، ومن الذين أسّسوا لتراثٍ وطني قائم على الثبات والمبدئية والانتماء العميق لفلسطين. ترك إرثًا وطنيًا يُحتذى به في الصمود داخل السجون، وفي البناء المؤسساتي للحركة والسلطة الوطنية الفلسطينية.

بقيت سيرته شاهدًا على مرحلة من أنبل مراحل النضال الفلسطيني، ورمزًا للمناضل الملتزم الذي خاض معركة التحرير والإصلاح بإيمانٍ عميق بعدالة قضيته ووفاءٍ لا يلين لشعبه ووطنه.

إلى جانب مسيرته النضالية الحافلة، شاركه درب الكفاح والعطاء زوجته السيدة بثينة عبد الله حساين (أم هزاع)، التي كانت مثالًا للصبر والثبات والعمل الوطني. فقد شكّل الزوجان نموذجًا فلسطينيًا نادرًا في التلازم بين النضال الوطني والعمل المجتمعي والتربوي، حيث دعمت أم هزاع زوجها في مراحل الاعتقال والنضال كافة، وأسهمت بدورها في بناء جيلٍ واعٍ ومثقف عبر مسيرتها في التربية والتعليم والعمل النسوي في محافظة قلقيلية

بثينة عبد الله حساين - أم هزاع

 بثينة عبد الله حساين (1953 – 2012)، المعروفة بـ أم هزاع، هي مربية ومناضلة فلسطينية من محافظة قلقيلية. تلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس المحافظة، ثم التحقت بـ الجامعة الأردنية، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع والآداب الإنجليزية.


بثينة عبد الله حساين - أم هزاع

تزوجت من المناضل أحمد هزاع شريم فور خروجه من المعتقل عام 1989، وأنجبت منه ثلاثة أبناء: هزاع، وعبد الله، ورماح. عاشت سنوات طويلة في ظل اعتقال زوجها المتكرر، لكنها ظلت صامدة ومساندة له في مسيرته النضالية والوطنية.

كرّست حياتها لخدمة وطنها وشعبها من خلال عملها في ميدان التربية والتعليم والحركة النسوية والاجتماعية والثقافية والتنظيمية في محافظة قلقيلية، إلى جانب زوجها القائد والنائب أحمد هزاع شريم. عملت في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية كمرشدة اجتماعية في مدارس نابلس وطولكرم وقلقيلية لمدة ثمانية عشر عامًا، وكانت من أبرز الكفاءات في هذا المجال.

أسهمت في تأسيس مدرسة الشيماء للبنات في قلقيلية، وتولت إدارتها لسنوات طويلة، حيث تميزت المدرسة تحت قيادتها بنسبة نجاح بلغت 100%، بفضل إخلاصها ومتابعتها الدقيقة للعملية التعليمية.

كانت من الرائدات الأوائل في العمل النسوي والتطوعي في محافظة قلقيلية، إذ خاضت انتخابات مؤسسة وطنية عام 1991، وفازت بعضوية الملتقى الثقافي في قلقيلية إلى جانب الرجال، كما ترأست جمعية الشيماء للإسكان، وكانت عضوًا فاعلًا في جمعيات الإسكان بالمحافظة.

نشطت أيضًا في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية واتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي – الذراع النسوي لحركة فتح – على مستوى قلقيلية وسائر المحافظات، وزارت قطاع غزة عدة مرات برفقة زوجها في إطار نشاطهما التنظيمي والوطني.

بعد معاناة مع مرضٍ عضال استمرت خمس سنوات، انتقلت إلى رحمة الله تعالى في 26 أيار/مايو 2012.

كانت امرأة مناضلة، مربية فاضلة، ورمزًا من رموز العطاء في قلقيلية، تركت بصمة خالدة في ميدان التربية والعمل النسوي الوطني.

أنت الان في اول موضوع

تعليقات

محتويات المقال