القائمة الرئيسية

الصفحات

المصطلحات والمفاهيم الاسرائيلية

المفاهيم والمصطلحات الاسرائيلية 

لم يكن الصراع العربي- الإسرائيلي في يوم ما مجرد صراع سياسي فقط، إنما صراع بقاء وحياة؛ سلاحه الفكر والثقافة والسياسه والاقتصاد والقانون ومعرفة الاخر ، انه صراع مستمر منذ أكثر من نصف قرن ، وما يزال الكثيرمن جوانب هوية الاخرغامضاً علينا لدينا.

فمنذ تبلور الفكر الصهيوني، قبل مئة عام تقريباً، وحتى الإحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948، قام المفكرون والساسة الصهاينة؛ بنشر مصطلحات صهيونية عبر وسائل الإعلام ومناهجهم التعليمية ومؤلفاتهم،وكانت مقاصدهم تسعى الى محو الذاكرة والخارطة التاريخية لفلسطين ذات الأبعاد السياسية و الحضارية ؛وفي سياق ذلك اخذت تغير ملامح واسماء المواقع و الأماكن تضفي الصبغة الصهيونية على التاريخ العربي الفلسطيني.

تتضح خطورة هذا الأمر، أكثر، عند فئة الباحثين العرب، عندما يجدون أمامهم إلكثير من المؤلفات الصهيونية لأخذ المعلومات منها، والتي كثيراً ما تكون موجهة لتحقيق الأهداف الصهيونية؛ فيقع بعض الباحثين في شباك بعض المعلومات المضللة والمزورة في التاريخ اليهودي

ولدى الاطلاع على المصطلحات والمفاهيم التي يستخدمها الاسرائيليون،تنكشف انغلاقية"جيتوية" المصطلح الصهيوني، هذا يعني أن المصطلحات ـ بل المفردات ـ التي ترد في الكتابات الصهيونية لها معنى محدد يختلف عن معناه في النصوص الأخرى. فـ"الحزب السياسي" في المعجم الصهيوني يختلف عن "الحزب السياسي" في الدول غير الاستيطانية في بنيته ومفهومه، وكلمة "الشعب" كما ترد في المعاجم السياسية عموما يختلف معناها عن معنى كلمة "الشعب" كما ترد في المعجم الصهيوني، كذلك ان ازدواجية المعنى يرد ليخدم الاهداف الصهيونية. فمثلاً تستخدم اسرائيل مصطلح ارض اسرائيل او ارض الميعاد ، فهذا مصطلح ديني يستخدم حاليا في السياسة الاسرائيلية ليضفي بعداً تاريخًيا للمعنى.


ولهذا؛ كان من الضروري التفكير جديا بإعداد قاموس حديث للمصطلحات الإسرائيلية، وركزنا على اهم وابرز المفاهيم والمصطلحات العملية المستخدمة الخطاب المتداول في اسرائيل؛ حيث تم تقسيم القاموس الى اربع اصناف وهي:

  • مصطلحات ومفاهيم سياسية اسرائيلية
  • مصطلحات ومفاهيم عسكريه اسرائيلية
  • مصطلحات ومفاهيم دينية عبرية
  • مصطلحات ومفاهيم سيادينيه (سياسيه دينية أي صهيونية).
  • مصطلحات ومفاهيم سياسية اسرائيلية

مصطلحات ومفاهيم سياسية اسرائيلية 

أحباء صهيون:

أحباء صهيون أو هواة صهيون، ترجمة للاسم العبري "حوفيفي تسيون" وهو اسم يطلق على جمعيات صهيونية نشأت في روسيا سنة 1881 بعد صدور قوانين أيار التي فرضت قيوداً على الأقلية اليهودية هناك بين عامي 1881ـ1883، وعلى حركة المهاجرين اليهود من روسيا وبولونيا ورومانيا إلى فلسطين (الهجرة الأولى 1881ـ1904). وكان هدف حركة أحباء صهيون محاربة اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها، و"العودة إلى صهيون". وقد اتخذت لها شعاراً "إلى فلسطين" ودعت إلى الاستعداد للهجرة لشراء الأراضي فيها، ومساعدة الاستيطان اليهودي هناك. وكانت حركة أحباء صهيون همزة الوصل بين ما أطلق عليه "طلائع" الصهيونية في منتصف القرن التاسع عشر وبداية الصهيونية السياسية مع ظهور تيودور هرتزل وانعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في سنة 1897.

وقد سبق هذه الحركة أفكار ومشاريع مختلفة من جانب أشخاص فرادي، مثل الحاخام تسفي هيرش كليشر ويهوداً الكلعي وموشي هيس، والأدباء دافيد غوردون وبيرتس سمولينسكين واليعيزر بن يهودا وآخرين. كما قامت في تلك الفترة أيضاً جمعيات يهودية تعمل من أجل الاستيطان في فلسطين أطلقت عليها في البداية أسماء مختلفة. وكان القاسم المشترك بينها فكرة أنه لا خلاص لليهود في أماكن وجودهم، والحل هو العودة إلى "صهيون".

وقد انتشرت حركة أحباء صهيون بين اليهود في روسيا ورومانيا وغربي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وإن كان بعض أعضائها قد راودتهم المخاوف من الشك في وطنيتهم ومن ازدواج الولاء. وكان يغلب على الحركة في دول أوروبا الوسطى والغربية طابع ثقافي نظري، غير أنها ساهمت بدور كبير في مكافحة الاندماج، ووضعت الأساس للحركة الصهيونية السياسية وظهور هرتزل على منبر الصهيونية.

وحاولت الحركة صياغة أفكارها صياغة علمية، وإعطاءها صفة قومية: حلم التخلص من المنفى، بعث الحياة القومية، الثقافة العبرية، العودة إلى الأرض والطبيعة، إقامة حياة اقتصادية لها جذورها في التربة لوضع نهاية التجول اليهودي في العالم.

وتطورت حركة أحباء صهيون على يد ليو بنسكر في كتابه "التحرر الذاتي" ليؤكد أن اليهود ليسوا جماعة دينية فقط بل هم أمة مستقلة بذاتها، وخلاصهم من حياة الاضطهاد لا يكون إلا بتحرير أنفسهم بأنفسهم باستقلالهم في أرض يعيشون فيها عيشة قومية حرة، ولم تكن هذه الأرض بالضرورة فلسطين.

ومع ظهور هرتزل وإقامة المنظمة الصهيونية العالمية، انضمت معظم جمعيات أحباء صهيون ونشيطوها إلى الحركة الصهيونية. وواصل أحباء صهيون نشاطهم العملي في إقامة المستعمرات في فلسطين، وتقديم المساعدات للمدارس العبرية وغير ذلك. وفي سنة 1900 سافر وفد خاص من أحباء صهيون برئاسة آحاد هاعام إلى فلسطين لبحث وضع المستعمرات هناك. كما اقترح وفد آخر على البارون روتشيلد إلغاء وصاية الموظفين على اليشيوف اليهودي في فلسطين، وإدخال تغييرات في إدارة شؤون المستعمرات. وقدم أحباء صهيون مساعدات للمستعمرات القائمة، وشجعوا وساعدوا في إقامة مستعمرات أخرى جديدة. كما هاجر كثيرون منهم إلى فلسطين، وأقاموا مستعمرات ريشون لتسيون في آب 1882، وروشبينا بعد عدة أسابيع، ثم تلتها في العام نفسه مستعمرة زمارين التي أطلق عليها فيما بعد اسم زخارون يعقوب، تخليداً لوالد البارون روتشيلد، بعد أن تعهد بتقديم المعونة المالية لها. كذلك أقيمت مستعمرة يسود هامعلا غربي بحيرة الحولة في شمال فلسطين. 

وبلغ مجموع ما صرفته جمعيات أحباء صهيون على إقامة المستعمرات الصهيونية في فلسطين حتى نهاية الهجرة الأولى، سنة 1903، نحو 87 ألف جنيه  إسترليني.

المنظمة الصهيونية العالمية:

نجحت جهود هرتزل في عقد المؤتمر الصهيوني الأول الذي افتتح أعماله في مدينة بال (بازل) بسويسرا في 29/8/1897، ولقد أسفر ذلك المؤتمر عن تحقيق أمرين رئيسين هما:

1. وضع البرنامج الصهيوني المعروف ببرنامج (بازل).

2. إقامة المنظمة الصهيونية العالمية لتنفيذ البرنامج الموضوع الذي نص على: "أن هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام".

ونجحت المنظمة في تأسيس "الصندوق القومي اليهودي" (الكيرين كايميت) عام 1901، ونجحت في نهاية عام 1901 في إنشاء بنك صهيوني عرف بإسم "صندوق الائتمان اليهودي للاستعمار" الذي تفرعت عنه بنوك أخرى هدفها جميعاً تمويل النشاطات والمشاريع الصهيونية.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أعيد تنظيم وتطوير المنظمة، لاسيما في مجال استكمال الجهاز المالي، بتأسيس "الصندوق التأسيسي لفلسطين" (الكيرين هايسود) المختص بنشاطات الهجرة والاستيطان.

ومع نشوب الحرب العالمية الثانية في عام 1939  تضعضعت أوضاع المنظمة الصهيونية. ولكنها نجحت مع ذلك في تنفيذ برامجها بصورة فعالة، ولقد نجحت المنظمة الصهيونية ـ بفضل الدعم والتشجيع البريطاني والأمريكي رغم النضالات الفلسطينية ـ في زيادة عدد اليهود في فلسطين من 80 ألفا ـ أي ما يعادل 11.1% من مجموع السكان ـ في عام 1922 إلى 650 ألفا ـ أي ما يعادل 33.3% من مجموع السكان ـ في عام 1948.

ومع تسارع التطورات السياسية في الأمم المتحدة وفلسطين بعد عام 1947 قامت المنظمة الصهيونية بتأسيس "مجلس وطني" كان برلماناً للدولة الصهيونية القادمة، و"إدارة وطنية" كانت حكومة للدولة المرتقبة.

جمعية الاستعمار اليهودي:

تأسست جمعية الاستعمار اليهودي عام 1891 على أنها جمعية خيرية يهودية هدفها "مساعدة وتطوير عملية تهجير اليهود الفقراء والمحتاجين من أي مكان في أوروبا وآسيا حيث يعانون القهر والحرمان من الحقوق السياسية، إلى أي مكان آخر في العالم حيث يمكنهم التمتع بحقوق الإنسان". وقد تأسست بمبادرة من البارون موريس دو هرش، وهو مصرفي ورجل أعمال يهودي من أصل ألماني كان يعيش في فرنسا مختلطاً بالأوساط الاحتكارية والاستعمارية التي كانت تقف وراء المشروع الصهيوني، وكان واجهة يهودية لها.

سجلت الجمعية عام 1893 في لندن كشركة مساهمة رأسمالها الأولى مليونا جنيه إسترليني رفع فيما بعد إلى ثمانية ملايين جنيه إسترليني. وتشكل مجلس إدارتها من الشخصيات اليهودية المرتبطة بالاحتكارات الرأسمالية في بريطانيا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا برئاسة البارون دو هرش. وكان من أبرز أعضاء مجلس إدارتها البارون إدموند دو روتشيلد الذي تولى بين عامي 1886 و1890 الإشراف على شؤون المستعمرات اليهودية التي أقيمت في فلسطين، وأقام إدارة خاصة لهذا الغرض تحت إشرافه اتخذت من مدينة الخليل مقراً لها.

حاولت جمعية الاستعمار اليهودي في أول الأمر إسكان اليهود المهاجرين من روسيا وشرقي أوروبا في مستعمرات زراعية في أمريكا الشمالية والجنوبية، وخاصة في الأرجنتين حيث حصلت على 750 ألف هكتار من الأراضي استغلت 500 ألف هكتار منها في إسكان نحو 3500 عائلة يهودية من مهاجري شرقي أوروبا يراوح عدد أفرادها ما بين 35 و40 ألف نسمة.

  بدأ نشاط جمعية الاستعمار اليهودي في فلسطين منذ عام 1896 حين حلت محل إدارة روتشيلد في الإشراف على المستعمرات اليهودية التي كانت قائمة في فلسطين آنذاك، وأنشئ لهذا الغرض صندوق تحت إشراف دو هرش برأسمال مقداره 15 مليون فرنك فرنسي. وأخذت الجمعية تقدم المساعدات لهذه المستعمرات على شكل قروض، وبدأت تشتري الأراضي وتقيم مستعمرات يهودية جديدة في فلسطين منذ عام 1900، فأقامت عدداً من المستعمرات في منطقة الجليل الأدنى الشرقي ومنطقة طبرية.

  استمرت الجمعية في نشاطها هذا حتى عام 1923، إذ أصبحت تعمل تحت اسم "جمعية الاستعمار اليهودي في فلسطين ـ بيكا"، وبدأت تنسق جهودها في مجال الاستيطان مع مؤسسات الوكالة اليهودية "والمنظمة الصهيونية العالمية"، ثم عادت إلى العمل بشكل مستقل منذ عام 1929.

 ومنذ قيام (إسرائيل) ركزت جمعية الاستعمار اليهودي في فلسطين جهودها في مشاركة الحكومة الإسرائيلية والوكالة اليهودية في الأعمال الاستيطانية، فساهمت حتى عام 1968 في إنشاء وتقوية 41 مستعمرة. كما قدمت مساهمة لتشجيع الأبحاث الزراعية في الجامعة العبرية ومعهد وايزمن للعلوم. ولتحسين التدريب الزراعي في مدارس "مكابي إسرائيل" الزراعية وغيرها، وتشارك الجمعية كذلك في أعمال جمعيتي "هياس"، و"جوينت" اليهوديتين الأمريكيتين اللتين تتوليان تقديم المساعدات لليهود المرتدين عن الهجرة إلى (إسرائيل)، ولاسيما يهود الاتحاد السوفيتي، وتساعدانهم على دخول الولايات المتحدة.

الحالوتسيم:

 "الحالوتسيم" كلمة عبرية تعني "رواد" أو "طلائع"، ومفردها "حالوتس". وقد أطلق المؤخرون الصهيونيون هذه التسمية على تيار من مهاجري الهجرة الثانية (1904ـ1914) من الشبان الصهيونيين المتحمسين الذين قدموا إلى فلسطين ليصبحوا عمالاً زراعيين في المستعمرات الصهيونية. وكان كثير من هؤلاء المهاجرين ـ حسب المصادر الصهيونية ـ أعضاء في جماعات ثورية روسية تأثروا بالأفكار الراديكالية والاشتراكية التي كانت مألوفة في أوساط المنظمات السياسية المختلفة في روسيا آنذاك. ويقال إن دوافع تكوين هذا التيار ترجع إلى أحداث سنة 1905 في روسيا، والاضطرابات ضد اليهود، وخيبة أمل قسم من الشباب اليهودي بإمكان حل مشكلة اليهود في المهجر. ويفترض المؤرخون الصهيونيون أن الحالوتس، أو الرائد، شخص تتجسد فيه مجموعة من العوامل المشتركة أو لها عنصر التضحية بالذات، فهو على استعداد لحرمان نفسه والعيش حياة الزاهد الناسك. وليس هذا الحرمان من أجل الحرمان نفسه، وإنما من أجل القيام بواجب مهم للجماعة. ويتمثل العنصر الثاني في الاهتمام الشديد بالأعمال الزراعية، أو العمل اليدوي بصفة عامة. وهذا العنصر أمر جوهري في خلق إنسان يهودي جديد عن طريق العمل الجسماني.

وثالث العناصر هو إحياء اللغة والثقافة العبريتين. ويرتبط بهذا ارتباطاً وثيقاً التركيز على المساهمة الفعالة في أوجه النشاط الاجتماعي وفي حياة المجتمع.

وكان هذا المزيج من العناصر المختلفة هو الذي هيأ الجوانب الديناميكية لصورة الرائد. فقد نادى الحالوتسيم برفض حياة اليهود فيما سموه "الدياسبورا" أو الشتات، وبرفض اندماج اليهود في مجتمعاتهم الأصلية، وبالتمسك بفكرة العمل الذاتي وبعودة يهود العالم إلى فلسطين.

توجز أهداف الحالوتسيم في ثلاثة أمور: أرض عبرية، وعمل عبري، ولغة عبرية. وقد برزت في تلك الفترة، أي فترة الهجرة الثانية التي كان الحالوتسيم في عدادها، الدعوة إلى احتلال الأرض وممارسة العمل العبري. وساهم الحالوتسيم في ظهور فكرة الحراسة الذاتية للمستعمرات الصهيونية في فلسطين، ولهذا ارتبطت هذه الريادة بمزارع الكيبوتز، وهي الفكرة التي كانت نواة للتنظيمات العسكرية الصهيونية التي نشأت في فلسطين ابتداء من منظمة هاشومير سنة 1909، ومنظمة الهاغاناة سنة 1921، وغيرها من المنظمات العسكرية التي انبثق منها سنة 1948 الجيش الإسرائيلي.

الكيرين كاييميت:

الكيرين كاييميت هو الصندوق الدائم (لإسرائيل) أو الصندوق القومي اليهودي. وقد اقترح تأسيسه عالم الرياضيات اليهودي هرمان شابيرا عام 1884 وعرض الاقتراح على المؤتمر الصهيوني الأول (1897) إلا أن الموافقة عليه لم تتم إلا في المؤتمر الصهيوني السادس (1903). وقد نص قرار إنشائه على حصر استخدام أمواله في استملاك الأراضي أو أية حقوق فيها في المنطقة التي تضم فلسطين وسورية وأية أجزاء أخرى من تركيا الأسيوية وشبه جزيرة سيناء بهدف توطين اليهود فيها بحيث تعتبر هذه الأراضي ملكاً أبدياً لليهود لا يجوز بيعها أو التصرف بها عن غير طريق تأجيرها.

  كانت فيينا المقر الأول لهذا الصندوق. وأنشئت له فروع في مختلف أنحاء العالم، ثم اتخذ من مدينة كولن الألمانية مقراً له. وفي عام 1907 تم تسجيل الصندوق كشركة بريطانية. ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى نقل مقره إلى مدينة هاغ البولندية. وفي عام 1922 نقل المكتب الرئيس للصندوق إلى القدس.   وكانت حصيلة نشاطاته حتى نهاية عام 1947 امتلاك أراض مساحتها 933,000 دونم من أصل 1,734,000 دونم كان يمتلكها اليهود في فلسطين آنذاك، أي ما يساوي 6.6% من مساحة فلسطين الكلية البالغة 26,305,000 دونم. أعادت الكنيست في مطلع 1954 صياغة البند المتعلق بمنطقة عمل الصندوق فحصرتها في الأراضي الخاضعة لقوانين حكومة (إسرائيل). ثم جرى تعديل مهام الصندوق فحولت من شراء الأراضي إلى استصلاحها وتشجيرها والمساعدة على استيعاب المهاجرين الجدد وتوفير فرص العمل والخدمات الصحية لهم، والإسهام في بناء قرى الناحال بالتنسيق مع الجيش، وتمويل التعليم الصهيوني في (إسرائيل) وخارجها.

وفي آب 1961 وقعت اتفاقية لتنظيم علاقة الصندوق بالحكومة الإسرائيلية حددت فيها مهامه ومصادر تمويله، وهي تبرعات يهود العالم وريع العقارات المؤجرة.

الكيرين هايسود: 

هو الصندوق التأسيسي الذي أقره المؤتمر الصهيوني المنعقد في لندن (تموز 1920) إنشاءه بغرض استعمار فلسطين. يعود التفكير الفعلي في مثل هذا الصندوق (الشركة) إلى تاريخ صدور وعد بلفور في 2/11/1917 فقد تأسس على أثر هذا الإعلان "صندوق تحضيري" جمع 130,000 جنيه إسترليني في سنتين. ولكن الصندوق التأسيسي، أو "الكيرين هايسود"، هذا لم يتشكل فعلياً إلا في المؤتمر الصهيوني العالمي الذي انعقد في لندن.

وكان الهدف من تأسيسه جمع الأموال لتمويل الهجرة والاستيطان في فلسطين باعتبارهما الوسيلة الرئيسة لتطوير البلاد واستعمارها باتجاه خلق (الوطن القومي اليهودي). وعلى هذا اعتبر التبرع للكيرين هايسود ضريبة سنوية إلزامية ملقاة على عاتق كل يهودي. ونيط أمر انتخاب إدارة الصندوق رسمياً بالمنظمة الصهيونية العالمية ومن بعدها بالوكالة اليهودية. ومن هنا صب هذا الصندوق ما يجمعه من الأموال في مؤسستي الهستدروت والوكالة اليهودية. بل إن هذا الصندوق كان اليد اليمنى في جمع النقود لحساب الوكالة اليهودية. فقد بدأ الجمع الفعلي منذ نهاية عام 1921 وسمي المشروع آنذاك "صندوق الإنقاذ" الذي تمكن من جمع 760 ألف جنيه إسترليني.

وقد أطلق على هذا الصندوق اسم "الجباية اليهودية الموحدة". ومنذ الحرب العالمية الثانية قام هذا الصندوق بإنشاء 203 مستعمرات زراعية كانت تمتد على مساحة 661 ألف دونم ويسكنها 77 ألف نسمة. وأنشأ شركات مياه الأقاليم وشركة المياه القطرية "مكوروت" وساهم في تطوير ميناء تل أبيب وشركة الملاحة "تسيم" وشركة الطيران التي أطلق عليها في البداية اسم "أفيرون" ثم أصبح اسمها "إل عال". ويضاف إلى ذلك كله مساهمات الصندوق الأخرى في شركة الكهرباء وشركة البوتاس وغيرهما. فضلاً عن تمويل التعليم والصحة والعمل الاجتماعي في المستعمرات عن طريق الوكالة اليهودية.

يعد الكيرين هايسود أكبر مؤسسة يهودية لجباية الأموال في العالم. وتدل الأرقام على أهميته وعلى نشاطه الكبير في مجال الجباية قبل قيام إسرائيل وبعده، فقد جمع الكيرين هايسود حتى عام 1948 ما قيمته 26,716,000 جنيه إسترليني، ثم جمع بعد قيام (الدولة) ما قيمته 1.620,000,000 دولار (92% من مجمل ما جمعه منذ التأسيس).

المجلس الوطني اليهودي: 

  المجلس الوطني اليهودي (المعروف بفاعد لئومي أو اللجنة القومية)، هو المجلس الذي قام بدعم الوجود الصهيوني في فلسطين خلال الفترة الممتدة بين تاريخ إنشاء المجلس في 10/10/1920، وإقامة الحكومة المؤقتة (لإسرائيل) في أيار 1948.

ورغم أن هذا المجلس الوطني اختير عام 1920 من قبل أول جمعية منتخبة للييشوف واعترف به ممثلاً رسمياً لها بموجب رسالة من أول مندوب سام بريطاني (هربرت صموئيل)، فإنه لم يحصل المجلس على مركز قانوني رسمي إلا في 1/1/1928 عندما أسس "كنيست إسرائيل" قانونياً في ظل مرسوم تنظيم الجماعات الدينية لعام 1926.

وقد تعاون المجلس بشكل وثيق مع الوكالة اليهودية التي كانت مسؤولة عن رسم السياسة العامة للهجرة والاستعمار الاستيطاني، والتطور الاقتصادي والشؤون العسكرية لليهود.

وقد مثل المجلس الوطني المستوطنين الصهيونيين في علاقاتهم بالسلطة المنتدبة وعالج المسائل الداخلية التي أنيطت به من قبل الوكالة اليهودية، كذلك مثل المجلس الوطني يهود فلسطين أمام لجنة الانتدابات التابعة لعصبة الأمم، وأمام كثير من لجان التحقيق وتقصي الحقائق التي أرسلت إلى فلسطين بما فيها لجنة الأمم المتحدة التي اقترحت تقسيم البلاد عام 1947.

وتتمثل الأهمية التاريخية للمجلس الوطني اليهودي في أنه حدد معالم النشاط الصهيوني لإقامة دولة على أراضي فلسطين العربية من خلال برنامج سياسي اقتصادي عسكري واسع النطاق نفذ بإشراف الوكالة اليهودية.

الوكالة اليهودية: 

 أنشأت الوكالة اليهودية في فلسطين عام 1922 استناداً إلى المادة الرابعة من صك الانتداب البريطاني الذي أدمج فيه وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وقد نصت المادة المذكورة من صك الانتداب على أن "وكالة يهودية مناسبة سوف يعترف بها كهيئة استشارية لإدارة فلسطين والتعاون معها في المسائل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، مما قد يؤثر في إقامة وطن قومي يهودي وحماية مصالح السكان اليهودي في فلسطين".

حدد المؤتمر الصهيوني السادس عشر أهداف الوكالة اليهودية في النقاط التالية:

  • 1. تطوير حجم الهجرة اليهودية إلى فلسطين بصورة متزايدة.
  • 2. شراء الأراضي في فلسطين كملكية يهودية عامة.
  • 3. تشجيع الاستيطان الزراعي المبنى على العمل اليهودي.
  • 4. نشر اللغة والتراث العبريين في فلسطين.

 كانت الوكالة اليهودية خلال فترة الانتداب البريطاني أشبه بالحكومة للمستوطنين الصهيونيين في فلسطين. وعملت تحت حمايته على إنشاء الوطن القومي لهم.

بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 تحولت معظم الاختصاصات التي كانت تمارسها الوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية إلى الحكومة الإسرائيلية. وتكرس الفصل بين مهام المنظمة والوكالة في القانون الذي أقره الكنيست عام 1952 وتحدد بموجبه واعترفت فيه الحكومة بالوكالة ذات صلاحية للاستمرار في العمل في إسرائيل من أجل "تطوير واستيعاب المهاجرين والمشاركة في ذلك مع المؤسسات اليهودية التي تنشط في هذه المجالات".

الصهيونية

كلمة أخذها المفكر اليهودي "ناثان بربناوم" من كلمة "صهيون"، لتدل على الحركة الهادفة إلى تجميع "الشعب اليهودي" في أرض فلسطين. ويعتقد اليهود أن المسيح المخلص سيأتي في آخر الأيام، ليعود لشعبه إلى أرض الميعاد، ويحكم العالم من جبل صهيون.

وقد حول الصهيونيون هذا المعتقد الديني إلى برنامج سياسي، كما حولوا الشعارات والرموز الدينية إلى شعارات ورموز دنيوية سياسية. ورغم تنوع المدارس الصهيونية (يمينية ويسارية، متدينة، وملحدة، واشتراكية ورأسمالية)؛ ظلت المقولة الأساسية التي تستند إليها كل من التيارات الصهيونية هي مقولة "الشعب اليهودي"، أي الإيمان بأن الأقليات اليهودية في العالم لا تشكل أمة متكاملة توجد في الشتات أو المنفى بعيدة عن وطنها الحقيقي: أرض الميعاد أو صهيون، أي فلسطين.

ويعتقد الصهيونيون أنه في حال عيش الشعب اليهودي في غير وطنه، مشتتاً في الخارج؛ فإنه سيعاني من صنوف التفرقة العنصرية، والاغتراب عن الذات اليهودية الحقيقة؛ وبالتالي لا يمكن حل المسألة اليهودية ببعديها الاجتماعي والنفسي، إلا عن طريق الاستيطان في فلسطين.

ويرى الصهيونيون أن جذور الحركة الصهيونية- أو القومية اليهودية كما يسمونها- تعود إلى الدين اليهودي ذاته- وأن التاريخ اليهودي بعد تحطيم الهيكل على يد الرومان، هو تاريخ شعب مختار منفي، مرتبط بأرضه، ينتظر دائما لحظة الخلاص والنجاة.

لكن الدارسين للدين اليهودي يعلمون أن الارتباط اليهودي بالعودة إلى الأرض المقدسة، هو ارتباط توراتي مشروط، إذ أن الدين اليهودي يحرم العودة إلى أرض الميعاد، ويعتبر أن مثل هذه المحاولة هي من قبيل التجديف والهرطقة؛ لأن عودة اليهود- حسب المعتقد الديني- لا يمكنها أن تتم إلا على يد مبعوث من الخالق، هو المسيح المخلص، وليس على يد حركة سياسية مثل المنظمة الصهيونية العالمية، ولذا؛ حينما ظهرت الحركة الصهيونية عارضتها المنظمات اليهودية في العالم.

وقد يكون من الأدق البحث عن الجذور التاريخية الحقيقة للحركة الصهيونية في شرق أوربا، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر على وجه التحديد؛ فمجتمعات هذا الجزء من العالم كانت تمر بتحول سريع من الإقطاع إلى الرأسمالية، صاحبها انفجار سكاني، نتج عنه وجود أعداد كبيرة من اليهود لم يكن من الممكن استيعابها بسرعة في الاقتصاد الرأسمالي الصناعي الجديد؛ الأمر الذي سبب خلق المشكلة المعروفة باسم "المسالة اليهودية".

وقد طرحت حلول عديدة لهذه المسألة، منها: الحل الاشتراكي الثوري، الذي يرى أن الثورة الاجتماعية ستحل مشكلات الكادحين والأقليات، ومنها أيضا الحل الاشتراكي القومي الذي يطالب باستقلال ثقافي حضاري لليهود، كأقلية قومية متميزة داخل إطار الدولة الاشتراكية، ثم كان هناك أيضا الحل الصهيوني الذي لا يرى أي حل لمشكلة اليهود إلا عن طريق توطينهم في فلسطين.

وظهرت إبان هذه الفترة إرهاصات صهيونية عدة، إلى أن بدأ هرتزل ينظم الجمعيات الصهيونية المختلفة في العالم داخل إطار واحد، ثم دعا إلى عقد المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 في مدنية بال في سويسرا، وقد اكتشف هرتزل، منذ بداية نشاطه حقيقة بديهية، وهي أنه لابد لتنفيذ الرؤية الصهيونية من الاعتماد على دولة إمبريالية كبيرة، تقوم بتوفير الأرض للمستوطنين الصهيونيين، وبحمايتهم ضد السكان الأصليين، وبالدفاع عنهم في المحافل الدولة، لذا؛ توجه هرتزل إلى جميع الدول الكبرى ذات المصالح الإمبريالية في الشرق الأوسط، ابتداء بالإمبراطورية العثمانية، ومرورا بفرنسا وألمانيا، وانتهاء بانكلترا، وقد توجت هذه الجهود بالحصول على وعد بلفور عام 1917.

وقد حدثت انقسامات عدة في صفوف الحركة الصهيونية؛ فثمة اتجاه صهيوني روحي (ديني ثقافي) يؤكد ضرورة أن يكون البعث الصهيوني القومي بعثا دينيا وثقافيا في الدرجة الأولى، وبعثاً سياسياً في الدرجة الثانية. وثمة اتجاه سياسي آخر، يرى أن المسألة اليهودية هي أساساً مسألة فائض سكاني يهودي يجب توطينه في فلسطين في إطار دولة ذات طابع ليبرالي. أما الاتجاه العمالي فكان يرى أن المسألة هي في الأساس مسألة عمال يهود، وأن حل المشكلة لا يتأتى إلا بتأسيس دولة صهيونية تتبع النموذج الاشتراكي، ولكن جميع المدارس الصهيونية تتفق على ضرورة إسقاط حق الفلسطينيين.

ويمكن تخطي هذه التقسيمات التقليدية؛ فتقسم المدارس الصهيونية كلها إلى فرقتين أساسيتين:- صهيونية استيطانية، وصهيونية تدعيمية.

 والصهيونية الاستيطانية هي التي تهدف إلى تجميع اليهود وتوطينهم في فلسطين؛ أما الصهيونية التدعيمية فهي التي تهدف إلى تجنيد يهود العالم في أوطانهم المختلفة؛ لتحويلهم  إلى جماعات ضغط تعمل من أجل الاستيطان والمستوطنين، وهي تهدف أيضاً إلى جمع العون المالي من يهود الشتات.

ولكل فريق صهيوني مؤسساته التي تحاول تحقيق أغراضه؛ فالصهيونية الاستيطانية كانت تعبر عن نفسها في مؤسسات مثل "الهستدروت" والمنظمات الحزبية الاستيطانية وحركة "الكيبوتس" والجماعات العسكرية المختلفة، مثل الهاغاناه وغيرها.

أما الصهيونية التدعيمية؛ فكانت تقوم أساساً بتكوين جمعيات مختلفة مثل "الجباية اليهودية الموحدة"، التي ترمي إلى جمع الأموال للمستوطنين، ولكن الفريقين كليهما يضمهما إطار تنظيمي واحد، هو "المنظمة الصهيونية العالمية/ الوكالة اليهودية".

ولعل هذه التسمية المزدوجة تشير إلى طبيعة الصهيونية المزاوجة، فالقسم الأول من التسمية يشير إلى الصهيونية التدعيمية، في حين يشير الجزء الثاني إلى الصهيونية الاستيطانية.

وتنتمي المدارس الصهيونية كلها، بغض النظر عن ارتباطاتها الأيديولوجية، إلى المنظمة الصهيونية العالمية، وتأخذ منها العون المالي؛ ما يدل على أن الخلافات شكلية، ولا تنصب على الجوهر في أية حال.

 والصهيونية حركة عنصرية في موقفها من العرب، ومن يهود الشتات على حد سواء؛ فهي تنكر على يهود الشتات حقهم في الانتماء إلى الشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها، كما أنها تفترض دائما أنهم يتسمون بحالة من الشذوذ المرضي، وتنكر على الفلسطينيين العرب حقهم في تقرير المصير على أرض وطنهم فلسطين، ولذا؛ نجد أن ثمة معارضة عربية وأخرى يهودية للصهيونية، أما المعارضة العربية فهي تتضح أكثر مما تتضح في الرفض العربي للكيان الصهيوني، وفي المقاومة الفلسطينية المسلحة. أما المعارضة اليهودية للصهيونية فهي تتركز بين اليهود الاندماجيين، الذين لا يريدون ترك أوطانهم الحقيقة، والانتماء إلى وطن وهمي، كبعض الاشتراكيين من اليهود الذين يعتبرون الصهيونية حركة إمبريالية، تستخدم اليهود من أجل المصالح الإمبريالية.

كما أن فريقاً من اليهود الأرثوذكس يعارضون الصهيونية؛ باعتبارها نوعاً من أنواع الكفر والإلحاد.

إسرائيل

تنسب تسمية "إسرائيل" إلى سيدنا يعقوب؛ حيث ترد في التوراة قصة مفادها أنه خاض عراكاً ضد رجل حتى مطلع الفجر، عند جدول صغير في منطقة الأردن يدعى "يبوق"، ولما رأى الرجل أنه لا يقدر عليه، طلب منه أن يطلقه، فقال له لا أطلقك حتى تباركني، فباركه وقال له "لن يدعى اسمك يعقوب من بعد، بل إسرائيل، لأنك صارعت الله والناس، وغلبت (سفر التكوين 23:20 وما بعدها).

ولفظة إسرائيل مكونة من كلمتين ساميتين قديمتين هما: "إسر" بمعنى غلب، و"إيل" أي الآله أو الله، وقد أصبحت هذه التسمية مصدر فخر من الناحية القومية لبني إسرائيل، وأصبحوا ينسبون أنفسهم لها فيقولون: "بيت إسرائيل" أو "آل إسرائيل" أو "بني إسرائيل"، كثيراً ما يختصرون التعبير فيقولون "إسرائيل" فقط كما رأينا في مأثور التلمود والاسم العبري لفلسطين، وهو "إيرتس يسرائيل" أي "أرض إسرائيل".

وبالرغم من أن تيودور هرتسل زعيم الصهيونية السياسية، ورئيس المؤتمر الصهيوني العالمي الأول الذي عقد في مدينة بال بسويسرا عام 1897، لم يتردد في تسمية كتابه المتضمن لدعوته هذه "دولة اليهود"، فإن هذه الدعوة الصهيونية آثرت عند الكتابة عن فلسطين أن تسميها "أرض إسرائيل"؛ حرصاً على تأكيد انتماء هذه الأرض إلى من يزعمون أنهم أسلافهم الأوائل، وهم أبناء يعقوب، أو "بنو إسرائيل".

وعندما أعلنت الصهيونية قيام دولتها في فلسطين في 15 مايو 1948، أطلقت عليها اسم "إسرائيل" وطبع هذا الاسم في الأعداد الأولى من "الجريدة الرسمية"، في رأس صحيفة تدعى "إسرائيل". ولكن، بعد أن قامت موجة من النقد تجاه هذه التسمية، قامت الحكومة الإسرائيلية بتغيير الاسم إلى "دولة إسرائيل"، وإن كان الشائع هو استخدام الاسم المختصر في جميع أجهزة الإعلام الإسرائيلية.

وقد فضل الصهاينة استخدام هذا الاسم "دولة إسرائيل" لدولتهم، بدلاً من الاسم الذي كان قد اختاره هرتسل وهو "دولة اليهود" لأسباب نذكر منها:

  • 1.  إيجاد تناسق بين اسم الدولة، والاسم العبري لفلسطين، وهو "أرض إسرائيل".
  • 2.   إيثار الصفة العنصرية الكافية في اسم إسرائيل على الصفة الدينية في لفظة اليهود.
  • 3.   عدم الرغبة في التذكير بالحدود القديمة لمملكة يهود البائدة، التي لم تكن تشمل إلا القسم الجنوبي من فلسطين من دون ساحل البحر؛ ما

يمثل قيداً تاريخيا للمطامع التوسعية الاستعمارية للصهاينة، الذين يريدون أن يضعوا تحت قبضتهم أوسع رقعة ممكنة من الوطن العربي.  وقد خلقت هذه التسمية عدة مشاكل أمام المشرعين الصهاينة؛ حيث انتقلت صفة الإسرائيلي من الشعب (وهي صفة مذكرة في العبرية) إلى الدولة (وهي صفة مؤنثة في العبرية)، وهو الانتقال الذي أدى إلى انطباق هذه الصفة على كل من يقيم داخل إسرائيل من العرب والمسلمين والمسيحيين، وأرغم السلطات الإسرائيلية على اعتماد هؤلاء العرب المقيمين فيها في عداد المواطنين الذي يتمتعون بالجنسية الإسرائيلية.

وقد أصبح اليهودي المقيم خارج إسرائيل، وفقاً لقانون العودة، الصادرة في 5 يوليو 1950، هو الآخر "إسرائيليا".

والخلاصة أن الإسرائيلي وفق هذا المفهوم هو أولا وأخيراً اليهودي المقيم في إسرائيل، واليهودي المقيم خارج إسرائيل أيضاً، بشرط أن يكون صهيونياً متمسكاً بالولاء لإسرائيل، ومن هنا اكتسبت لفظة "إسرائيل" في المصطلح السياسي المعاصر، دلالة مختلفة تماماً عن الإسرائيلي قبل الصهيونية، والإسرائيلي في بداوة العبريين الأولى. وقد تجدر الإشارة إلى عدم الخلط في إطار تحديد مفاهيم هذه الاصطلاحات بين اصطلاحات مثل "دولة إسرائيل" و "أرض إسرائيل".

إن "دولة إسرائيل" هي اصطلاح سياسي محدد، بينما "أرض إسرائيل" هي اصطلاح جغرافي؛ فدولة إسرائيل يمكن أن تمتد على كل "أرض إسرائيل" أو على جزء منها، أو حتى على أجزاء ليست تابعة "لأرض إسرائيل" (مثل شرم الشيخ والجولان على سبيل المثال)، ودولة إسرائيل هي الإطار الحاسم بالنسبة للمبدأ الصهيوني.

كيبوتس:

كيبوتس: وتعني تجمع ويقصد به تجمع سكني تعاوني يضم جماعة من المزارعين او العمال اليهود الذين يعشون يعملون سويا انه شكل من اشكال الاستيطان الصهيوني القائم على الاشتراكية التامة في الانتاج والاستهلاك والتعاون المتبادل بين اعضاء الكيبوتس الذي يبلغ عددهم في الاغلب بين (400-1500).

جاء بناء الكيبوتس بشكله التعاوني الاسرائيلي تجسيدا لافكار الصهيونية الاشتراكية التي عبر عنها نحمان سيركين وجماعات "البوند" وحمل اعباءها اعضاء "هشومير هتسعير" في البداية.

وقد تشكلت اولى المجموعات الكيبوتسية عام (1909) جنوبي طبريا في فترة الهجرة اليهودية الثانية وسميت بـ كيبوتسات دجانيا  (?????? ??????) ومنذ ذلك الحين تأسس (300) كيبوتس تقريبا وسكن فيها حتى عام (2004) (126.80) نسمة.

معظم الاراضي التابعة للكيبوتسات تعود ملكيتها للدولة بضمنها طبعا الاراضي التي صادرتها اسرائيل من الفلسطينيين العرب المهجرين والعضوية في الكيبوتس تقوم على اساس الاختيار الحر من قبل الاعضاء "الجميع متساوون والملكية مشتركة في وسائل الانتاج والتنظيم والعمل والخدمات" اما الادارة التنفيذية فهي بيد سكرتاريا يتم اختيارها في الاجتماع العام وهذه السكرتاريا توزع المهام على اللجان المختلفة.

لعب الكيبوتس دورا مهما في حياة اسرائيل كدولة في عقودها الثلاث الاولى وشكل حاضنة للنخب السياسية والفكرية والعسكرية حيث غالبية اعضاء الكيبوتس من الاشكناز ولكن دور الكيبوتس اخذ بالتراجع شيئا فشيئا ولم تجد سياسة تشغيل العمال او التحول الى ادخال بعض القطاعات الصناعية من حماية بعضها من الانهيار.

عرفت اسرائيل ثلاثة اتحادات كيبوتسسية هي: (الكيبوتس الموحد، الكيبوتس القطري، والكيبوتس المتدين).

موشاف:

"موشاف": شكل من اشكال الاستيطان المشترك حيث تجسدت بداياته الاولى في عقد العشرينات من القرن الماضي. ويقوم الموشاف على جملة من المبادئ التي تم التاسيس عليها مثل (الارض تعود للوطن وليس للفرد او للمجموعة التي تتشكل وتكون الموشاف) عمل مستقل، مساعدة متبادلة بين الافراد، شراء حاجيات مشتركة تخدم كل سكان الموشاف، بلغ عدد هذا الشكل من التجمعات في اسرائيل عام (1948) ما عدده (58) موشاف، في حين وصل العدد عام (1965) الى (365) موشاف اما اليوم فيصل عددها حوالي (450) موشاف يعيش فيها ما يزيد عن (300) الف شخص يعملون غالبيتهم في القطاع الزراعي والانتاج الحيواني ومعظمهم تاريخيا من مؤيدي حزب العمل.

احد اهم اشكال الموشاف هو "موشاف العاملين" والذي يقوم على اساس حصول كل عائلة على قطعة ارض "تعود للدولة" تديرها بشكل مستقل فكل عائلة تخطط زراعة وادارة قطعتها الزراعية بشكل مستقل اما القضايا المشتركة بين افراد الموشاف فتتمثل في (المساعدة الجماعية في بعض الحالات او الظروف، تسويق المنتجات، شراء بعض الحاجيات المشتركة للموشاف،....الخ) في حين تؤخذ القرارات المتعلقة باعمال الموشاف في الاجتماع العام لاعضائه.

هيشوف:

اليشوف: مصطلح "سياديني" اطلقه الصهاينة على الوجود اليهودي في فلسطين قبل قيام دولة اسرائيل، ويشمل التجمعات والمنظمات والمؤسسات اليهودية منذ الهجرة الاولى عام (1882) وحتى قيام اسرائيل، اما الوجود اليهودي ما قبل عام (1882) فاطلقوا عليه "اليشوف القديم" والفرق بين اليشوف الجديد والقديم يتمثل في ان يهود اليشوف الجديد هم من المنتمين للفكر الصهيوني والذين انشاوا الاجهزة الادارية والتنظيمية الى ان اعترفت حكومة الانتداب بكنيست اسرائيل كهيئة يهودية تمثيلية وهم ايضا الذين بلوروا شكل ومستقبل الدولة العتيده الذين من اوساطهم برزت نسبة عالية من القيادات الاسرائيلية.

اما يهود اليشوف القديم الذين كانوا يحصلون على تبرعات من اليهود في الخارج وينتشرون في معظم المدن الفلسطينية فقد ذوى دورهم بعد ان تسلمت ناطوري كارتا – المعارضة الصهيونية- قيادة اليشوف من اغودات يسرائيل.

"وقد جاء استخدام هذا المصطلح المراوغ والفضفاض ليتناسب والواقع الصهيوني المتحرك في فلسطين والمفتوح على كل الاحتمالات كي لا يقيد الحركة الصهيونية بتعريفات سياسية محددة تماما كما فعلت في مؤتمر بال حين اطلقت مصطلح "وطن قومي" على مشروعها السياسي في فلسطين".

راس الجالوت (راس المنفى):

«رأس الجالوت» ترجمة عربية للعبارة الآرامية «ريشي جالوتا»، وهي بالعبرية «روش جولاه»، وتعني حرفياً «رئيس المنفى». وهو لقب أمير الجماعة اليهودية في بلاد الرافدين قبل الإسلام وبعده. وتبدأ القائمة عادةً بالملك يهوياقيم، ولكن أول ذكر تاريخي لرأس الجالوت يقع في القرن الثاني بعد الميلاد (في فترة حكم الفرثيين). وكانت وظيفة رأس الجالوت وراثية، الأمر الذي أدَّى إلى الفساد والتآمر من أجل الاستيلاء عليها، ولكن كان لابد لمن يشغلها أن يكون من نسل داود. وقد فقد المنصب مكانته بعض الوقت، ولكنه استعادها بعد الفتح العربي عام 642م، إلى أن انشقَّ عنان بن داود، مؤسس فريق القرائين. وقد ساد الظن بأن المنصب استمر حتى عام 1040، ولكن العلماء يرون الآن أنه استمر (وإن كان ذلك بشكل اسمي) حتى القرن الثالث عشر أو حتى بعد ذلك، حينما قضى تيمورلنك على المنصب عام 1401، ثم حل محله منصب رئيس اليهود (في الدول الإسلامية) ومنصب الحاخام باشي (في الدولة العثمانية).

وفي الواقع، فإن وظيفة رأس الجالوت كانت عملاً إدارياً مُعتَرفاً به من قبل الدولة وخاضعاً لسلطانها. وكانت الإمبراطوريات القديمة عادةً تلجأ إلى أسلوب إداري مبني على اللامركزية بحيث كانت كل جماعة (إثنية أو دينية أو مهنية) تتمتع بشيء من الاستقلال في أمورها الداخلية (الدينية أو الشرعية أو التربوية) وتسيِّرها بنفسها، على أن تقوم قيادة الجماعة بجمع الضرائب من الأعضاء وبمراقبة الأمن بينهم. وقد كان مورد رأس الجالوت يأتي من ضرائب خاصة يفرضها. وكان رأس الجالوت يشبه، في منصبه هذا، منصب الكاثوليكوس (رئيس الجماعة النسطورية)، مع فارق أن رئيس الحلقات التلمودية الذي كان يُقال له «الجاءون» أو «رأس المثيبة» كان يشارك رأس الجالوت في السلطة، بحيث يختصُّ الأول بالأمور الدينية ويختصُّ الثاني بالأمور الدنيوية.

كان رأس الجالوت يقوم بجمع الضرائب من الجماعة ليقدمها إلى الدولة، كما كان يلعب دور القاضي في القضايا الخاصة بالجماعة اليهودية، وهو الذي كان يعيِّن القضاة الشرعيين (ديانيم)، ويشاركه في ذلك رئيس الحلقة التلمودية (عادةً حلقة سورا)، الذي كان ذا سلطات تنفيذية تشبه سلطة الشرطة، فكان على سبيل المثال يراقب التجارة والموازين والمقاييس والأسعار. وكان له حق توقيع العقوبات، بالضرب أو الغرامة أو السجن. وهذه هي أهم الوظائف التي كان يمكن أن يضطلع بها رئيس الجماعة الوظيفية الوسيطة.

المؤرخون الجدد.

مجموعة المؤرخين الإسرائيليين الذين أخذوا في الظهور منذ الثمانينات، وبدأوا في مراجعة الرواية الأكاديمية الإسرائيلية للصراع العربي الصهيوني، وبخاصة حرب 1948، التي جرى صوغها ضمن إطار أيديولوجي صهيوني يعيد ترتيب الوقائع، واستبعاد مالا يروق للصهاينة؛ فالرواية الإسرائيلية الصهيونية لوقائع حرب 1948 وما بعدها؛ تحاول قدر الإمكان عدم ذكر الفلسطينيين؛ وإنكار وجود جماعة فلسطينية قائمة بذاتها (ومن هنا الإكثار من ذكر البدو) بعد 1948، وإنكار التهجير القسري (الترانسفير) الذي مارسته إسرائيل بحق الفلسطينيين، كما تقول الرواية الإسرائيلية أن الفلسطينيين خرجوا تلقائيا أو هربوا تلبية لدعوة صريحة من الملوك والرؤساء العرب؛ حتى يتسنى للجيوش العربية القضاء على الدولة الصهيونية الوليدة، المحاصرة من كل جانب، أي أنه تم إسقاط البطولة تماماً عن الفلسطينيين، وخلعها على الصهاينة.

ورغم ما تقدم، إلا أن المؤرخين الجدد رسموا صورة أكثر واقعية؛ تقترب إلى حد ما من الرواية الفلسطينية لوقائع تلك الحرب، والتي تبين أن المطامع الصهيونية قد تم تحقيقها على حساب السكان الفلسطينيين، وأن العرب أبعدوا عن طريق الطرد، وقد أظهر المؤرخون الجدد أن العالم العربي لم يكن قوة عسكرية مخيفة، بل كان مفككاً يتكون من دول متخلفة، بعض حكامها متواطئ مع الصهاينة، وجيوشها سيئة التدريب وقدراتها القتالية شديدة التدني. كل هذا يؤدي إلى نزع البطولة عن اليهود، بل بيَّن هؤلاء المؤرخون الجدد أن إسرائيل دولة متعنتة ترفض السلام، وقد اعتمدوا المادة الأرشيفية التي رفعت عنها السرية بعد مرور ثلاثين عاماً.

اللاسامية:

"اللاسامية"، أو معاداة السامية، مصطلح اخترعته الحركة الصهيونية؛ للتعبير عن معاداة اليهود. وكلمة "سامي" مأخوذة مما ورد في الإصحاح العاشر من سفر التكوين: أن أبناء نوح هم سام وحام ونافث.

والساميون هم نسل سام من العرب واليهود وغيرهم، ولكن الصهيونية تعمدت إطلاق السامي على اليهودي، وأصرت على إطلاق مصطلح معاداة السامية على كل الحركات والأفعال المناوئة لليهود في أوروبا، وفي كل أنحاء العالم فيما بعد؛ تجنباً منها لاستعمال مصطلح معاداة اليهود؛ لما اكتسبه لفظ "اليهودي" من ظلال قبيحة في أذهان الشعوب الأوربية عبر التاريخ؛ فقد ارتبطت كلمة اليهودي بصفات البخل والانغلاق والجبن والاستقلال وغيرها.

استغلت الصهيونية فكرة اللاسامية لتحقيق أهدافها في إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين، بل عملت على تأجيج نارها وافتعالها كلما خمدت، وقد كان هناك اعتقاد بأن اللاسامية ستنتهي بهزيمة النازية، ولكن الصهيونية أرادت للاسامية أن تستمر؛ لأنها البقرة الحلوب للصهيونية المعاصرة، وأداة الابتزاز والإرهاب التي تشهرها ضد العالم، ولا سيما ضد الإنسان الأوروبي، الذي أصبح يعاني بفعل الدعاية الصهيونية من عقدة الذنب وتأنيب الضمير.

إن إشهار سلاح اللاسامية على كل من يقف في وجه الحركة الصهيونية أو يشكك في نشاطها أو مطامعها التوسعية- أطلق يدها لتهيمن على مقدرات الإعلام الغربي؛ فلم يعد هناك كاتب أو مفكر أو صحفي حر يجرؤ على فضح الصهيونية أو إدانتها دون أن يتعرض لتهمة اللاسامية.

ولم تقف الصهيونية في استغلالها للاسامية عند هذا الحد؛ فراحت تتهم كل من يتعاطف مع الفلسطينيين في مأساتهم بأنه لا سامي، تماماً مثلما اتهمت العرب (الساميين) بأنهم لا ساميون! لا بل إنما اتهمت اليهود الذين عارضوا الصهيونية بللاسامية! فحين تظاهر اليهود العراقيون في تل أبيب عام 1951، احتجاجاً على التفرقة بين الأشكنازيين والسفارديين، هاجمهم بن غوريون ووصف تظاهرتهم بأنها "لا سامية إسرائيلية".

وما تزال الصهيونية تشهر سلاح اللاسامية في وجه كل دولة أو سياسي في العالم ينتقد (إسرائيل)، أو يقف من العرب موقفاً مؤيداً، بعدما استخدمت هذا السلاح بفاعلية لإقامة دولتها على أرض فلسطين.

التخنيون (معهد)

معهد الهندسة التطبيقية، أو المعهد التكنولوجي الإسرائيلي. وهو أقدم مؤسسات التعليم العالي في الكيان الصهيوني، وقد بدأ عام 1924 على شكل مدرسة عليا، ثم أخذ يتوسع تدريجياً، وبدأ منذ عام 1952 يمنح درجات الماجستير والدكتوراه بالإضافة إلى درجة البكالوريوس.

وفي عام 1953 نقل التخنيون من موقعه القديم في وسط مدينة حيفا، إلى مبانيه الجديدة التي تبلغ رقعة الأراضي التي أقيمت عليها فوق جبل الكرمل 300 فدان، وتعرف باسم مدينة التخنيون.

يضم التخنيون حاليا كليات:- هندسة الطيران، والهندسة الزراعية، والعمارة وتخطيط المدن، والهندسة الكيميائية والكيمياء، والهندسة المدنية، والهندسة الكهربائية، والهندسة الصناعية والإدارة، وهندسة المعادن، والرياضيات، والهندسة الميكانيكية، والميكانيك، والهندسة النووية والفيزياء، وتدريب المعلمين، وقد ألحقت به وحدات تضم مؤسسات التخنيون للبحث والتطوير، وهناك أقسام للبحوث في جميع كليات التخنيون.

 وتشمل الأبحاث عدة مجالات مثل:- إزالة ملوحة المياه، والإلكترونيات الطبية، والإنشاءات والميكانيك الزراعي، وأبحاث الطيران والهيدروليك.

في عام 1973 كان السلك الأكاديمي في التخنيون يضم نحو 1.500 أستاذ ومحاضر، وبلغ عدد الطلاب نحو عشرة آلاف طالب. وكان التخنيون حتى عام 1972 قد خرج نحو 12 ألف مهندس بدرجة بكالوريوس، حوالي 1.900 مهندس بدرجة ماجستير، و490 بدرجة دكتوراه، ونحو 2.500 حامل دبلوم في الهندسة.

التخنيون هيئة مستقلة يديرها مجلس أمناء، أما هيئته التنفيذية؛ فمكونة من رئيس يعينه مجلس الأمناء، ومجلس يجتمع مرة كل شهر، ويشرف عليه من الناحية العلمية الرئيس ونوابه وهيئة الأساتذة الحاصلين على درجة الأستاذية، وممثلون عن هيئة التدريس.

وفي عام 1973 كانت ميزانية التخنيون 100 مليون ليرة إسرائيلية، تساهم الوكالة اليهودية والحكومة الإسرائيلية بحوالي 65% منها، والباقي من المنح والرسوم والأبحاث.

ويقدم التخنيون خدمات واستشارات علمية تقنية للمؤسسات الصناعية من خلال معاهد الأبحاث الصناعية ومؤسسة الأبحاث والتطوير التابعة له.

الفالاشاه

مشتقة من كلمة (فالاشاه) في اللغة العبرية، ومعناها "يهاجر" أو "يدخل الأرض عنوة"  أو يهيم على وجهه، وهي تستخدم إشارة للطائفة اليهودية الصغيرة الموجودة في الحبشة ويبلغ عددها حوالي 15 ألفا "هاجر عدد كبير منهم إلى إسرائيل".

وأصل هذه الطائفة غير معروف على وجه التحديد، ولعل أعضاءها قد اعتنقوا اليهودية على يد بعض التجار اليمنيين اليهود، قبل دخول المسيحية الحبشة، أو لعلهم من سلالة جالية تجار استوطنت هناك، وتغيرت معالمها في المدنية عن طريق التزاوج (يعتقد بعض اليهود أن الفالاشاه من أسباط يسرائيل العشرة المفقودة).

الفالاشاه برهان حي على أن خرافة النقاء العنصري التي تروج لها الصهيونية؛ لا أساس لها من الصحة؛ فهم من الناحية الجسمانية إفريقيون يشبهون غيرهم من الأحباش المسيحيين والمسلمين، ويتحدثون باللغات الإفريقية السائدة حولهم؛ لأن معرفتهم باللغة العبرية مقصورة على عدة كلمات، والعهد القديم الذي يعرفونه مكتوب بلغة الجعزية (وهي لغة حبشية قديمة)، كما أنهم لا يعرفون شيئاً عن الكتب اليهودية الدينية الأخرى مثل التلمود، وعلى الرغم من أن الفالاشاه يقيمون شعائر السبت، ويحتفلون بأكثر الأعياد، ويحافظون على الشرائع الخاصة بالختان والزواج،إلا أن يهوديتهم تختلف بشكل جوهري عن اليهودية الحاخامية/ التلمودية.

 وتؤكد الكتابات الصهيونية أن إعلان الدولة الصهيونية قد زاد من وعي الفالاشاه "بقوميتهم، ولكن سلطات الهجرة الإسرائيلية لا تنظر بعين الرضى إلى هجرتهم للأراضي المقدسة؛ بسبب المشاكل الدينية والعنصرية التي سببوها، ولذلك تقوم الحكومة الإسرائيلية بإرسال مدرسين يعلمونهم العبرية وليزيدوا من وعيهم القومي خارج "أرض الميعاد ".

مَعَبريم:

وهي كلمة عبرية معناها الحرفي مخاضة، معدية، او جسر، وتفيد ايضا بمعنى السكن المؤقت (مرحلة انتقالية) واصبحت كنية للمعسكرات المؤقتة التي اقامتها الحكومة الاسرائيلية لايجاد حلول لمئات الالوف "موجات الهجرة الكبيرة" التي تدفقت من البلدان العربية والاسلامية بعد قيام اسرائيل وخصوصا بداية الخمسينات من القرن الماضي.

كانت "المعبروت" مكونة من خيام واكواخ من الصفيح اقيمت بجوار مستوطنات او مدن قائمة لتوفير سكن مؤقت ومكان عمل قريب من البيت الى ان يتم حل المشاكل المتعلقة باسكان المهاجرين ولكن شيئا فشيئا تحول هذا السكن المؤقت الى تجمعات لابناء الجاليات المهاجرة من نفس الموطن والتي اصبحت ترغب في الاستقرار في الموقع الذي وصلت اليه وهكذا نشأت مدن التطوير التي تحولت لاحقا الى مدن عادية مثل طيرة الكرمل وبرديس حنا واور يهودا.

استوطن في المعابر مطلع الخمسينات قرابة ربع مليون مهاجر يهودي معظمهم من السفارديم الشرقيين في ظروف معيشية متردية وصعبة، تعلموا فيها دروسا قاسية في التمييز العنصري فتلك الفترة كانت لهم بمثابة مرحلة تدجين او اعادة بناء لهؤلاء "المتخلفين" وفقا للرؤية الاشكنازية وعلى مقاسات مشروعهم الصهيوني: تغيير لغتهم، اعادة تثقيفهم، اعادة النظر في طقوسهم الدينية، تصنيفهم، توزيعهم للسكن وفقا لخارطة الفضاء الصهيوني المعدة سلفا. واختفت المعابر مع السنين وتحول بعضها الى مستوطنات او مدن تطوير.

تسبار:

كلمة عامية تم استخدامها لوصف اليهودي من مواليد اسرائيل (ابن البلد )، قبل ان يشاع استخدامها في الاوساط الاكاديمية الاسرائيلية وقد اخذت هذه الكلمة من اسم النبتة الشوكية المعروفة بالصبار "او الصبر بالعامية الفلسطينية"، والمنتشرة في فلسطين ذات الثمار الحلوة والطرية ولكن المحاطة بالاشواك لترمز الى ان الاسرائيلي هذا شوكي من الخارج ولكنه حلو ورقيق من الداخل.

لقد استخدم هذا التعبير السياسي بواسطة القيادة الصهيونية لتمجيد "اليهودي الجديد" الطلائعي الذي اشرنا اليه قبل قليل الذي خلقته الحركة الصهيونية مقابل " اليهودي القديم" الذي ولد في المهجر، فاليهودي "الصبري" ينتمي اما للكيبوتس او للموشاف، ويخدم في الجيش ناعم من الداخل ولكنه عكس ذلك من الخارج.

وحسب عالم الاجتماع الاسرائيلي "عوز ألموج" تم استخدام هذا التعبير في البداية كتعبير سلبي فقط وكنوع من الاستخفاف بمواليد البلاد، ولكن التغير الذي قلب الصورة وشدد على ايجابية التسمية جاء على ايدي الصحفي "اوري كيساري" الذي نشر مقالا في صحيفة  بريد اليوم (  ???? ???? )بتاريخ 1/8/ 1931 م بعنوان "نحن اوراق الصبار" الذي قارن فيه تميز مواليد البلاد مقابل المهاجرين الجدد.

من جانب اخر فقد كرس المنتجون الاسرائيليون الذين ارادوا الترويج لمنتوجاتهم المخصصة للتصدير باعتبارها منتوجات اسرائيلية مميزة هذه التسمية، عبر الصاقها بمنتجاتهم مثل: "ليكر سبرا" و "سبرا سبورت"، والاخيرة تسمية اعطيت لسيارة السوسيتا الرياضية.

نِتّسوليم:

وتعني بالعربية "الناجون: او من تخلصوا من الخطر والموت وقد تكرس استخدام هذا المصطلح في الادبيات الاسرائيلية للاشارة الى ما يعرف بـ"اليهود الناجين من المحرقة او الكارثة النازية".

من المعروف ان الموقف النازي من اليهود كان موقفا عدائيا وتجسد ذلك بعد تسلم الحزب النازي مقاليد الحكم في المانيا منتصف ثلاثينات القرن الماضي من خلال فرار اعداد كبيرة من يهود المانيا الى بولندا والدول الاخرى، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام (1939) تمت ملاحقة اليهود في الاماكن التي خضعت للجيش النازي واعتقال اعداد كبيرة منهم وتجميعهم فيما عرف بـ "معسكرات التجميع" او " معسكرات الابادة" وهناك جرى اعدام اعداد كبيرة من المعتقلين.

مع انتصار جيوش الحلفاء تم تحرير ما تبقى من المعتقلين اليهود وغير اليهود والذين ما كان لهم ان ينجو من الموت دون ذلك التحرير.

على اية حال فان مصطلح نتسوليم في اسرائيل يشمل كل اليهود الذين عانوا مباشرة من الحكم النازي، سواء اولئك الذين تم تحريرهم من المعسكرات النازية وعددهم اليوم في اسرائيل يقدر بـ(8الاف) شخص او عشرات الالوف تتراوح التقديرات بين (40-170 الف) ممن عاشوا في دول سيطرت عليها الجيوش النازية او واجهوا ملاحقات النازيين على المستوى الشخصي وبمستويات مختلفة بمن فيهم من كانوا في فترة المحرقة في الاتحاد السوفييتي.

وقد يكون من الفيد ان نستذكر ما كتبه يوسي غريبتس عضو هيئة تحرير موقع "نعنع" الاسرائيلي الاخباري واوردته مجلة قضايا في عددها (27) بشان دور القيادة الصهيونية وموقفها في تلك الفترة من تلك القضية "وبقلة احساس مذهل قال بن غوريون: اذا كان الخيار بين انقاذ مليون طفل بشرط ان يهاجروا الى بريطانيا وبين انقاذ نصف مليون طفل فقط، ولكنهم سيهاجرون الى اسرائيل (لم تكن قائمة بعد) فهو يختار الخيار الثاني".

عتسمئوت (عيد الاستقلال):

"عيد الاستقلال" ترجمة لعبارة "يوم هاعتسماؤت" العبرية،  و"عيد الاستقلال" هو العيد الذي يحتفل الإسرائيليون فيه بإنشاء الدولة الصهيونية (يوم 14 مايو حسب التقويم الميلادي، 5 آيار حسب التقويم اليهودي). ويشير الفلسطينيون له بيوم "النكبة"، باعتبار أنه ذكرى ما حل بهم من تشريد؛ نتيجة لاغتصاب المستوطنين الصهاينة لوطنهم. وإذا كان 5 آيار يوم جمعة أو سبت؛ فإن الاحتفال بالعيد يكون يوم الخميس الذي يسبقه، ويكون عطلة رسمية في إسرائيل. وتبدأ احتفالات العيد على جبل هرتزل في القدس بجوار مقبرته، ويبدأ المتحدث باسم الكنيست الاحتفال بأن يوقد شعلة، ثم اثنتي عشرة شعلة أخرى؛ رمزاً للقبائل العبرية الاثنتى عشرة، ثم يسير حملة المشاعل في استعراض، وكان الاستعراض العسكري للقوات المسلحة الإسرائيلية، والذي كانت تعرض فيه أحدث الأسلحة التي حصلت عليها الدولة، ويعتبر العرض أهم فقرات الاحتفال، ولكنه توقف بعد عام 1968، وقد حل محله الآن استعراض عسكري لفصائل الجدناع، وتقام احتفالات رياضية وراقصة، كما تمنح جوائز إسرائيل في ذلك اليوم، وينتهي الاحتفال بإطلاق المدافع على أن يكون عدد الطلقات مساوياً لعدد سني الاستقلال.

يوم الذكرى

"يوم الذكرى" هو ترجمة لعبارة "يوم هازيخارون" العبرية. ويوم الذكرى هو يوم يقيمه المستوطنون الصهاينة قبل يوم 5أيار، وهو اليوم الذي يحتفلون فيه بعيد الاستقلال، ويكرس هذا اليوم لذكرى الجنود الذين سقطوا في حرب 1948، والحروب التي تلتها.

 ويبدأ هذا اليوم بإطلاق صفارة إنذار في كل أنحاء الدولة في مغرب اليوم السابق؛ فتنكس الأعلام، وتغلق دور اللهو بأمر القانون، وتقام الصلوات في المعابد اليهودية، وتوقد الشموع فيها كما تعلن صفارات الإنذار في الصباح عن دقيقتي حداد، يتوقف فيهما النشاط تماماً في الدولة الصهيونية بكاملها، ثم تطلق صفارة إنذار أخرى للإعلان عن انتهاء اليوم وبداية عيد الاستقلال.



مصطلحات ومفاهيم عسكرية اسرائيلية

الاستخبارات (جهاز الأمن الإسرائيلي)

هو حصيلة خبرة الصهيونية العالمية وجهودها في مجال جمع المعلومات وتحليلها واستثمارها، وقد ورث الكيان الصهيوني بعض مؤسسات استخبارات المنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية، وطورها وأنشأ مؤسسات جديدة حسب متطلبات سياساته وخططه.

يركز جهاز الاستخبارات الإسرائيلي جهوده الأساسية ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية؛ ليقف على نياتها وخططها وقدراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والبشرية، ويسعى في الوقت ذاته إلى القيام بأعمال التخريب المختلفة، ويتخطى دوره هاتين المهمتين إلى ما يمكن أن نسميه"محاولة زيادة العمق الاستراتيجي" للكيان الصهيوني وإطالته داخل أراضي الدول العربية، تعويضاً عن قصر هذا العمق وضعفه الجغرافي.

يتألف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي من مؤسسة رئيسة مشرفة هي "إدارة أمن الدولة"، ومن خمس مؤسسات أخرى، وتعمل إدارة أمن الدولة على التنسيق بين اختصاصات وواجبات وميادين نشاط المؤسسات الخمس، وتضم الإدارة مجلساً أعلى لأمن الدولة يرأسه مفوض أمن الدولة، وأعضاؤه هم رؤساء المؤسسات الخمس، وهذا المفوض مرتبط برئيس الوزراء، ومسؤول أمامه عن الإشراف على المؤسسات الخمس، والتخطيط العام لأعمالها ونشاطاتها، وهذه المؤسسات هي:-

  • 1.  المكتب المركزي للاستخبارات والأمن: يرتبط برئاسة الوزراء وهو الجهاز الرئيس المسؤول عن النشاط الخارجي للاستخبارات، ويقوم بجمع المعلومات الواردة من العملاء والأجهزة المعاونة ويحللها، ويشرف على التجسس وأعمال الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية، وله جهاز تنفيذي يدعى "موساد".
  • 2.     شعبة الاستخبارات العسكرية وتسمى "أمان".
  • 3.     إدارة الأمن الداخلي وتسمى "شاباك" أو "شين بيت".
  • 4.    إدارة المباحث الخاصة بالشرطة.
  • 5.     إدارة البحوث في وزارة الخارجية.

وهناك مدارس ودورات تدريبية خاصة لتخريج الأخصائيين للعمل في مختلف هذه المؤسسات.

ويتعامل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بشكل وثيق مع عدد من أجهزة استخبارات الدول الصديقة (لإسرائيل)، كوكالة الاستخبارات الأمريكية C.I.A.

الموساد

أنشئ الموساد رسمياً في 2/3/1951 بأمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت "ديفيد بن غوريون"، وبعد شهر من تأسيسه؛ باشر عمله على يد مؤسسه وأول مدير له "ريفين شيلوح"، وقد أطلق على الجهاز بداية اسم "مؤسسة التنسيق (هاموساد ليتيوم) ثم أعيدت التسمية عام 1963 لتصبح "مؤسسة الاستخبارات والمهات الخاصة".

والموساد هو السلاح السري للحكومة الإسرائيلية في الخارج، وأحد فروعه الرئيسية، وهو بمثابة وزارة خارجية سرية، مهمتها تنسيق المهمات المشتركة مع البلدان التي لا تستطيع إقامة علاقة دبلوماسية مع إسرائيل، بسبب الدين أو الجغرافيا أو السياسة.

ويقوم جهاز الموساد بنشاطاته عموماً، من خلال المؤسسات الصهيونية الرسمية وغير الرسمية، وبعضها أقيم خصيصا لتأدية مهام محدودة مثل تغطية العملاء.

وكثيراً ما يوجد ضباط الموساد في دول العالم تحت غطاء دبلوماسي لتنظيم تبادل المعلومات مع وكالات المخابرات في البلاد التي يوجد لإسرائيل تمثيل فيها؛ حيث يديرون الاتصالات، ويعملون كعناوين اتصال وقنوات تحويل، بالإضافة إلى توجيه العملاء نحو الأهداف المخطط لها.

أمـانإحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي. وهي إدارياً، قسم من أقسام رئاسة الأركان العامة للجيش، وتتبع رئيس الأركان. أما في التخطيط العام فتلتزم بما يقرره مجلس أمن الدولة الأعلى. وهي بذلك تماثل إدارة المخابرات العسكرية أو ما يشابهها في الجيوش الأخرى.

 يشتق مصطلح أمان من العبارة العبرية (أغاف موديعين ) ومعناها مكتب الاستخبارات. وتختص بأمن القوات المسلحة، وجمع المعلومات العسكرية الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية والميدانية عن القوات المسلحة العربية والطاقات العربية السياسية والاقتصادية التي يمكن توظيفها لصالح القوات المسلحة واستثمارها في العمليات الحربية.

 وتقوم أمان بتحليل هذه المعلومات واستقرائها واستخراج النتائج منها. وتشارك مشاركة أساسية في وضع الخطط الحربية والتنسيق مع الأجهزة الأخرى، ويقوم بجمع المعلومات ضباط استخبارات الميدان المبعوثون على الحدود وفي مناطق العمليات، وضباط الاستطلاع الذين يستخدمون وسائل الرصد والاستطلاع البري والبحري والجوي واللاسلكي والإلكتروني  والأقمار الصناعية  وغيرها من وسائل الرصد والاستطلاع.

هذا فيما يتعلق بالحدود، أما المعلومات الخارجية فتأتي عن طريق الملحقين العسكريين التابعين لأمان، والعاملين في السفارات الإسرائيلية. كما تأتي المعلومات أيضاً من شبكات التجسس العاملة في الخارج ومن أجهزة الاستخبارات التابعة للدول المتعاونة مع (إسرائيل) في مجال المعلومات العسكرية وتبادلها.

وتضم أمان عدة أقسام منها:- قسم للاستخبارات التكتيكية، وقسم لكل من الاستخبارات البرية والجوية والبحرية.

وتشارك أمان في إعداد الدراسات الإستراتيجية الخاصة بتقدير إمكانيات الدول العربية وقدراتها العسكرية، وتقييم المواقف السياسية المختلفة، وهي تضم أيضاً قسماً خاصاً بالإعلام له صلة وثيقة بالصحفيين الأجانب العاملين في (إسرائيل ) وبخاصة المراسلين الحربيين، ولهذا القسم حق المراقبة على كل ما ينشر عن الجيش.

وأهم ما يذكر عن جهاز (أمان) هو تعرضه للتطهير والتطوير؛ بعد فشله في التنبؤ بحرب أكتوبر 1973.

الشاباك

جهاز الأمن العام والمخابرات الداخلية في إسرائيل، والكلمة "شاباك" اختصار للعبارتين العبريتين شيروت بيتاحون، وشيروت بيون أي خدمة الأمن وخدمة التحريات، وتختصر العبارتين إلى شين بيت ثم زيدت كلمة "كلالي"  "عام" وأصبح يسمى شاباك.

ومهمة الشاباك الأساسية مكافحة الجاسوسية وأعمال المقاومة من الداخل، ومراقبة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية، وكشف التآمر على الدولة، ومتابعة نشاط الاستخبارات الأجنبية، وشبكات التجسس في الداخل.

وللشاباك عملاء في معظم المنظمات والمؤسسات والأحزاب الإسرائيلية. وظل الشاباك إدارياً تابعاً للجيش الإسرائيلي  حتى عام 1950، وألحق بعدها بوزارة الدفاع، وأصبح مستقلاً ذاتياً؛ تحت المسؤولية المباشرة لرئيس الوزراء، وهذا النظام مستمر إلى الآن.

متسادا

متسادا قلعة تقع على جبل يطل على البحر الميت، وقد اشتهرت بعد الحدث الدرامي المثير الذي أدى إلى انتحار 953 يهودياً؛ رفضوا الاستلام للقوات الرومانية التي حاصرت القلعة خمسة أشهر، أثناء التمرد اليهودي الذي وقع في العام 70 ميلادية، وعندما اجتاح الجنود الرومان القلعة لم يجدوا على قيد الحياة إلا سيدتين وخمسة أطفال، أما الباقون فقد انتحروا بعد أن رفضوا الاستسلام.

 ويلاحظ هنا أن الرواية المبينة أعلاه، هي من صنع الدراسات التوراتية التي شرعت في إعادة تكوين الماضي المتخيل لإسرائيل القديمة، بما يخدم إسرائيل في الحاضر. وما أراده الفكر الصهيوني من الرواية هو تقديمها كنموذج يهودي بطولي من الماضي، ومن الناحية التطبيقية تحولت القلعة إلى رمز الكبرياء والتصميم والقتال حتى النهاية ودون استسلام.

 وفي هذا السياق استحدث العسكريون الإسرائيليون تقليداً يقضي بقيام جنود سلاح المدرعات الإسرائيلي بأداء يمين الولاء للعسكرية أمام القلعة، بعد انتهاء تدريباتهم.

ومقابل المفهوم الرسمي الإسرائيلي، وعلى النقيض منه، كشف المؤرخ الإسرائيلي "نخمان بن يهودا" في كتابة "أسطورة المتسادا الصادر عام 1995" أن: الأشخاص الذين احتموا بالقلعة هرباً من بطش الرومان كانوا في الواقع من اللصوص وقطاع الطرق؛ ممن ارتكبوا العديد من المذابح بينها مذابح ضد قرى يهودية، كما كانوا مكروهين من جانب المؤسسة اليهودية آنذاك، ولم ينظر إليهم أحد كأبطال قوميين، واشتهرت الرواية الرسمية الإسرائيلية بقلب الحقائق رأساً على عقب في عشرات الموضوعات التي تتصل بالزمان والمكان في سياق مشروعها الكبير؛ لإعادة تكوين الماضي والاستحواذ عليه؛ من أجل الاستحواذ على الحاضر.

ماجن دافيد ( نجمة داود ):

"ماجن دافيد"، وهي عبارة عبرية، معناها الحرفي "درع داود"، وقد استخدم الاصطلاح في البداية؛ للإشارة إلى الخالق، ثم استخدم بعد هذا للإشارة للنجمة السداسية. وأصل هذا الرمز غامض للغاية؛ إذ أنه لا توجد أية إشارة لهذا الشكل الهندسي، لا في العهد القديم ولا في التلمود، ورغم أن هذه النجمة وجدت مرسومة على بعض المعابد اليهودية في القرن الثالث الميلادي، إلا أنها وجدت قبل هذا، وبشكل أكثر شيوعاً في بيئات غير يهودية (في المعابد الرومانية ثم في الكنائس المسيحية).

نوطيريم:

تعني النواطير ومفردها نوطيريم وهي تعريب للكلمة العربية ذات الاصل السرياني "ناطور او ناطر" الرجل الذي مهنته حراسة الكروم.

كانت هذه الحرفة شائعة في فلسطين مع بداية الهجراتن الصهيونية اليها وقد عمد المستوطنون الاوائل واتقاءا لعمليات السرقة التي كانوا يتعرضون لها من عصابات السرقة ومن المزارعين المطرودين من ارضهم الى تشغيل "نواطير" عرب لحراسة بياراتهم وكرومهم ولكن مع تزايد عدد المهاجرين اليهود وانتشار شعار "عبرنة العمل" تم الاستغناء عن النواطير العرب واستبدالهم بنواطير يهود.

مع اندلاع ثورة عام (36) دار حوار بين الوكالة اليهودية وبين الحكومة البريطانية بشان التعاون العسكري المشترك ضد الثوار العربي وقد اقترحت الوكالة اليهودية ان يتم السماح بتجنيد متطوعين لسلاح "النواطير" تكون مهمته الحفاظ على المستعمرات اليهودية ووفقا لهذا الاقتراح تتحمل المستعمرات دفع جزء من رواتب النواطير.

وهكذا في ايار سنة (36)، بُديء بالتجنيد، حيث تجند نحو (600) فرد زودتهم بريطانيا بالزي والبنادق والذخيرة وثلث رواتبهم ومع ازدياد اعمال العنف زادت وتيرة التجنيد حتى وصل عدد المجندين في شهر (9) سنة (1936) الى (3000) ناطور، تحملت بريطانيا نصف رواتبهم.

لقد تم تسليح النواطير ببنادق ورشاشات من نوع لويس وتم تدريبهم بايدي ضباط صف انجليز، كما تم تزويدهم بكتب ارشادية عسكرية مطبوعة بالعبرية استفاد منها كثيرا اعضاء الهجناه وقد اتسع نشاط وقوة النواطير حتى بلغ تعدادهم في سنة (1939) الى ما يقارب (15000).

شكل النواطير غطاءاً ووفروا كل ما يلزم لتدريب اعضاء الهاجناه والاتسل وكذلك ساعدوا في توفير التغطية المطلوبة لعمليات هذه العصابات.

جدود:

معناها فيلق او كتيبة، والفعل "جدود" يعني (اغار او هجم  على)، اما الفعل " هتجوديد" فيعني (تجمع او تجمهر)، وبدمج صيغتي الفعل السابقتيين نصل الى المعنى الاقرب (تجمع بهدف الاغارة والهجوم).

وفي البناء العسكري للجيش الاسرائيلي تبرز الكتبية كتشكيل عسكري باعتبارها جزء من هيكلية اللواء.

وقد اطلق اسم الفيلق اليهودي لاول مرة على تلك التشكيلات العسكرية المكونة من المتطوعين اليهود الذين حاربوا في صفوف القوات البريطانية والحلفاء اثناء الحرب العالمية الاولى مثل الكتبية اليهودية رقم (38) التي جندت في انجلترا بين (1915-1917) والكتيبة (39) التي نظمها بن غوريون وبن تسفي (1917-1918) في الولايات المتحدة والكتيبة (40) التي تم تشكيلها في فلسطين.

كان صاحب فكرة تشكيل الكتيبة اليهودية جابوتنسكي وترمبلودور اللذان قاما بتشكيل "فرقة البغالة الصهيونية" في مصر، وهذه الفكرة راجعة الى التصور الصهيوني حول حتمية المواجهة العسكرية، ووجوب الاستعداد لها من جهة وكذلك الى تصورهم انه يتوجب على اليهود مساعدة الحلفاء في حربهم كي يساعدوهم في تاسيس مشروعهم من جهة ثانية.

ونتيجة لجملة من الاعتبارات اعلنت الحكومة البريطانية في اب _(1916) موافقتها على اقتراح جابوتنسكي بتشكيل كتيبة يهودية اطلق عليها الكتيبة (38) حملة البنادق الملكية.

مع نهاية الحرب العالمية، كانت تتمركز على ارض فلسطين ثلاث كتائب يهودية تضم (5000) فرد اصبح اسمهم الكتيبة العبرية وشعارها المينوراة.

هاشومير:

معنى هذه اللفظة بالعبرية "الحارس"، وهذه المنظمة هي من أوائل المنظمات الصهيونية المتخصصة بأعمال الدفاع وحراسة المستعمرات والممتلكات اليهودية في فلسطين.

أسستها عام 1909 مجموعة من المهاجرين اليهود من أعضاء الجمعية اليهودية السرية "البارغيورا" التي أوجدها اسحق بن زفي والكسندر زيد وإسرائيل شوحط عام 1907 لأغراض الحراسة والأعمال المسلحة.

عنيت هاشومير منذ تأسيسها بأعمال الحراسة، ثم تحولت إلى قوة محاربة منظمة مهمتها بادئ الأمر الدفاع عن المستعمرات الصهيونية في الجليل ثم عن هذه المستعمرات في مختلف أنحاء فلسطين. كما أنها أقامت، بالإضافة إلى ذلك، بعض المستعمرات. وكانت "مرحابياً" أول مستعمرة تقيمها هاشومير في غور بيسان، وتلتها مستعمرتا "تل حدشيم" في غور بيسان و"كفار جلعادي" قرب المطلة في الجليل.

  تعرضت هاشومير إبان الحرب العالمية الأولى للمطاردة من قبل الأتراك، ولاسيما بعد اعتقال ليسانسكي أحد أعضاء مجموعة التجسس الصهيونية "نيلي" وكشفه أسرار تنظيم الهاشومير، الأمر الذي أدى إلى اعتقال 12 من أعضائها.


  أثناء الانتداب البريطاني واصلت هاشومير القيام بمهامها العسكرية ضد العرب والبريطانيين واشتركت في صد الهجمات عن المستعمرات الصهيونية في القدس وتل حاي في الجليل. وفي بداية العشرينات، وحين أصبحت الحاجة ماسة إلى تأسيس قوة صهيونية محاربة كبيرة وموحدة، قررت الهاشومير حل نفسها وإعلان تأسيس الهاغاناه، إلا أن عدداً من أعضائها المتطرفين رفضوا الانضمام إلى الهاغاناه وأسسوا مجموعة محاربة صغيرة أطلقوا عليها اسم "كتائب العمل" وظلوا كذلك حتى ثورة 1929 وأحداثها الدامية فاضطروا للانضمام إلى الهاغاناه.


الهاغاناه: 

الهاغاناه، وتعني في العبرية الدفاع، منظمة عسكرية صهيونية استيطانية أسست في القدس عام 1921 وقادت معركة إنشاء (إسرائيل) في فلسطين منذ 1921 حتى 1948 فشكلت مع غيرها من المنظمات الصهيونية العسكرية المماثلة (جيش الدفاع الإسرائيلي).

   أرسلت الهاغاناه أثناء الحرب العالمية الثانية عدداً كبيراً من أفرادها إلى البلدان الأوربية التي كانت واقعة تحت إحتلال القوات النازية لدعم حركات المقاومة اليهودية وتهجير اليهود إلى فلسطين.


وحينما قرب موعد إعلان قيام إسرائيل في 15/5/1948 كانت الهاغاناه قد بلغت حداً من التنظيم والتسليح والإعداد سمح لها بأن تتحول إلى ما أطلق عليه (جيش الدفاع الإسرائيلي). وهذا ما فعله بن غوريون رئيس وزراء (إسرائيل) ووزير الدفاع آنذاك. فقد أصدر فور إعلان قيام (إسرائيل) قراراً حل بموجبه الإطار التنظيمي للهاغاناه وغيرها من المنظمات العسكرية الإرهابية الصهيونية وحولها إلى ما يسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي.


الإرغون: 

اسمها العبري الكامل هو "إرغون تسفاي لئومي بارتس يسرائيل"، أي المنظمة العسكرية القومية في أرض إسرائيل"، وأطلق عليها أيضاً اسم "الإتسل". تأسست هذه المنظمة السرية عام 1931 بالاشتراك مع جماعة مسلحة من حركة بيتار الإرهابية والهاغاناه احتجاجاً على ما اعتبر "سياسة الهاغاناه الدفاعية"، وأصبحت الإرغون تحت إمرة فلاديمير جابوتنسكي وكان شعارها يداً تمسك بندقية مكتوباً تحتها "هكذا فقط".


في عام 1943 استلم مناحيم بيغن زعامة الإرغون التي صعدت عملياتها الإرهابية ضد العرب. وأهم تلك العمليات نسف فندق الملك داود في القدس في 22/7/1946، والهجوم الوحشي على قرية دير ياسين في 9/4/1948.

  وفي أيلول 1948، دمجت الإرغون في الجيش الإسرائيلي بناء على أوامر الحكومة الإسرائيلية، وقد كرم رئيس الدولة العبرية قيادات الإرغون في تشرين الثاني 1968 "لدورهم القيادي" في خلق (دولة إسرائيل). 

ليحي: 

بعد موت جابوتنسكي عام 1940 حدث انشقاق في منظمة الإرغون (المنظمة العسكرية القومية ـ الإتسل) فخرج منها إبراهام شتيرن ليؤسس عصابة أطلقت على نفسها اسم "لحي حيروت إسرائيل) أي (المحاربون من أجل حرية إسرائيل) وتسمى اختصاراً "ليحي Lehi"، وقد عرفت أكثر ما عرفت باسم "شتيرن" نسبة إلى مؤسسها.

وقد نفذت ليحي بالتعاون مع العصابات الصهيونية الأخرى عمليات إرهاب وتخريب واسعة ضد العرب والمعسكرات البريطانية. ومن بين هذه العمليات جريمة نسف سرايا يافا في تشرين الثاني 1947.

  في أيار 1948، انضمت قوات ليحي إلى الجيش الإسرائيلي وفيما بعد اعترفت الحكومة الإسرائيلية بأن الخدمة العسكرية في صفوف ليحي خدمة خاضعة للتقاعد فصرفت لجميع الذين خدموا فيها رواتب التقاعد المستحقة لهم ومنحت بعضهم وسام محاربي الدولة.

اللواء اليهودي:

  ما إن اشتعلت الحرب العالمية الثانية حتى لجأت الحركة الصهيونية إلى أسلوب جديد لتحقيق غايتها في إنشاء دولتها فوق أرض فلسطين. فإذا كانت القوى السياسية والدبلوماسية والمالية الصهيونية هي  التي قامت بالدور الرئيس أثناء الحرب العالمية الأولى وبين الحربين الأولى والثانية فإن القوة العسكرية الصهيونية أصبحت أداة ضرورية لفرض الوجود الصهيوني في فلسطين وإقامة كيان سياسي له. ولهذا اتجهت جهود الصهيونية إلى إنشاء هذه القوة العسكرية.

تبلور هذا الاتجاه أثناء انعقاد المؤتمر الصهيوني الحادي والعشرين في جنيف (آب 1939)، وكانت الحرب وشيكة الوقوع. فتوجه حاييم وايزمان إلى لندن وعرض على رئيس الحكومة البريطانية وضع جميع القوى البشرية والكفايات الفنية الصهيونية تحت تصرف الحكومة البريطانية لاستخدامها في الصراع المقبل.

وحتى تقرن الصهيونية عرضها هذا بالتطبيق أنشأت الوكالة اليهودية مكتباً لتسجيل المتطوعين اليهود. كما دعت يهود فلسطين إلى التطوع في صفوف القوات البريطانية هناك.

ركزت الصهيونية جهودها بعد ذلك على إنشاء وحدات يهودية مقاتلة مستقلة. فقدم بن غوريون ووايزمان في شهر أيار 1940 إلى رئيس الحكومة البريطانية طلباً بتشكيل قوتين عسكريتين إحداهما من يهود فلسطين والثانية من اليهود المقيمين في البلاد الأخرى. وفي 13/9/1940 وافقت الحكومة البريطانية على إنشاء "قوة مقاتلة يهودية" من عشرة آلاف رجل منهم3ـ4 آلاف من يهود فلسطين. غير أن الحكومة فضلت تأجيل تشكيل هذه القوة فترة من الزمن حتى إذا حل شهر آب 1942 أعلنت موافقتها على إنشاء كتائب مشاة يهودية للخدمة في الشرق الأوسط.

لم ترض هذه النتيجة قيادة الحركة الصهيونية التي كانت تهدف إلى تشكيل وحدات يهودية مقاتلة ذات دربة وخبرة قتالية جيدة تشترك في العمليات الحربية وتكون نواة للجيش الصهيوني النظامي. فضاعفت الصهيونية مساعيها وضغوطها حتى قبلت الحكومة البريطانية في 19/9/1944 إنشاء "لواء يهودي" يشترك في العمليات الحربية ويعتبر وحدة قتالية مستقلة لها علمها الخاص (هو علم إسرائيل).

تشكل اللواء اليهودي من الأفواج اليهودية الثلاثة التي كانت جزءاً من القوات البريطانية في فلسطين، وكان كل فوج مؤلفاً من خمس سرايا.تدرب اللواء ـ وقد بلغ ملاكه خمسة آلاف رجل ـ في مصر ثم رحل إلى إيطاليا حيث أكمل تدريبه. والتحق بالقوات البريطانية المقاتلة في أوروبا فاشترك في القتال في شمالي إيطاليا ثم في هولندا وبلجيكا. وبعد انقضاء عام على انتهاء الحرب العالمية الثانية حلت الحكومة البريطانية اللواء اليهودي فعاد أكثر ضباطه وجنوده إلى فلسطين والتحقوا بالهاغاناه وغيرها من المنظمات الصهيونية العسكرية الإرهابية وشكلوا جزءاً هاماً من قوات الاحتلال الصهيوني ثم من الجيش الإسرائيلي.

البالماخ:

البالماخ كلمة منحوتة من لفظتين عبريتين هما "بلوغوت ماهاتزو" ومعناها "جند العاصفة".

والبالماخ تنظيم عسكري أنشيء في 19/5/1941، حين كانت قوات المحور تقترب من فلسطين. وتكون التنظيم من وحدات خفيفة تلقي أفرادها تدريبات شاقة، خاصة في أعمال النسف والتخريب والهجوم الصاعق.

تمكنت قوات البالماخ، نتيجة لعلاقتها المتينة بحكومة الانتداب البريطاني على فلسطين، من التزود بأحدث الأسلحة، وتأمين سرعة الحركة، كما أولتها قيادة الهاغاناه أهمية خاصة، فكانت قوات البالماخ قوة الهاغاناه الضاربة، نظراً لقدرتها على تنفيذ المهام الهجومية العدوانية البحتة، ولتمتع أفرادها بدرجة كبيرة من التثقيف السياسي الذي يركز على مبادئ الصهيونية العالمية .

الوحدة 13

"الوحدة 13" أو (وحدة مغاوير البحر الاسرائيلية- شايطيت 13)، وهي القوات الخاصة البحرية الصهيونية، وتعتبر الوحدة من أهم ثلاث وحدات صهيونية خاصة - بالإضافة إلى وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة، والوحدة الجوية الخاصة- وهي جزء من قوات البحرية الصهيونية.

كانت الوحدة  عند إنشائها عام 1949  منخفضة الميزانية والاستعداد؛ إذ لم يتلق أفرادها التدريب الكافي؛ مما أدى إلى فشلها في العديد من المهمات التي أوكلت إليها، وفي السبعينيات تم إعادة بناء الوحدة، مع التركيز على تدريب العناصر جيداً وإكسابهم المهارات البحرية، إلى جانب الإلمام ببعض المهارات البرية.

في عام 1979 تم تعيين رئيس جديد للوحدة – عامي أيالون – والذي قام بإعادة تنظيم الوحدة وترتيبها، إضافة إلى زيادة وتيرة التدريب في هذه الوحدة؛ على غرار غيرها من الوحدات الخاصة الصهيونية، ومع انتهاء التدريبات أصبحت الوحدة أفضل عدداً وجاهزية مما كانت عليه.          

 في أواخر عام 1980 أدرك عناصر الوحدة أن الجيش لا يستغل كافة إمكانيات الوحدة، ولا يعطيها القدر اللازم من الاهتمام؛ ما دفع ضباط الوحدة إلى الانتقال إلى وحدات خاصة أخرى حديثة الإنشاء بمناصب أعلى من مناصبهم في الوحدة.

 في السنوات الأخيرة تم التركيز على التدريب البري للوحدة، وعلى تنفيذ عمليات برية خاصة إلى جانب أدائها المهمات البحرية الخاصة؛ ما جعلها تصنف من أفضل وحدات القوات الخاصة في الدولة.

 يستمر تدريب عناصر الوحدة 20 شهراً، ويعتبر تدريبها الأكثر قسوة في تدريبات الجيش الاسرائيلي ويشمل تدريب المشاة العادي مع وحدات الجيش العادية، وعدة اسابيع من الهبوط بالمظلات ثم التدرب

المتقدم على الاسلحة الخفيفة، والمعدات البحرية، وقيادة الزوارق والبوارج، إضافة إلى زرع المتفجرات، والتدرب على الغوص، وكيفية تحمل البرد الشديد، والضغط المتزايد.

 تدريب غوص متقدم لمدة 4 اسابيع: ويتدرب خلاله الجندي على الغوص، والقتال البحري، وكيفية تحمل البرد، وكيفية النجاة من الظروف القاتلة كازدياد الضغط.

وبعد هذا التدريب يتم تقسيم العناصر الى 3 اقسام:

غارات: وتكون إما في البحر، أو على اليابسة، إضافة إلى عمليات: التوغل، والاغتيال، والعمليات البحرية لإنقاذ الرهائن.

تحت الماء: وتقوم بجميع العمليات تحت الماء، كتأمين الشواطئ قبل الهبوط، ومهاجمة السفن.

فوق الماء: كاعتراض السفن ومهاجمة الشواطئ.

في حال تنفيذ العمليات والمهام الموكلة للوحدة فإن جميع الأقسام السابقة تتعاون مع بعضها البعض بشكل وثيق.

عمليات خلال نصف القرن:

 حرب الأيام الستة (حرب الغفران):

مع اندلاع حرب الأيام الستة في عام 1967 لم تكن الوحدة قد تلقت ذاك التدريب الكافي. وهذا ما أدى إلى فشل العديد من المهمات التي كلفت بها في ذلك الوقت، وأحد أبرز هذه العمليات الفاشلة كان في 5/6/1967م، عندما القي القبض على ستة من عناصرها خلال مهمة سرية في ميناء الاسكندرية، وقد تم الإفراج عنهم بعد أكثر من ستة أشهر في كانون الثاني / يناير 1968م

 في عام 1969 ، تلقت الوحدة ضربة جديدة؛ إذ قتل ثلاثة من عناصرها، وجرح عشرة آخرون جروحاً خطيرة خلال غارة الجزيرة الخضراء.

عملية فردان:

شاركت الوحدة أيضا عام 1973م في عملية فردان، التي يطلق عليها الاسرائيليون اسم "ربيع الشباب"، وذلك بالاشتراك مع القوات الخاصة (سرية الأركان) والتي أغارت على بيروت سرا خلال الليل، واغتالت القادة الفلسطينيين الثلاثة كمال ناصر، وكمال عدوان، وأبو يوسف النجار.

حرب لبنان:

مع بدايات الثمانينيات أخذت الوحدة 13 تتدخل في الصراع اللبناني بصورة متزايدة، وبشكل مباشر من خلال القيام بالعديد من العمليات كل عام، وبدون خسائر. وكانت أغلب العمليات في ذلك الوقت هي اعتراض سفن ما يسمونهم بالأعداء ، وتفجير مقراتهم والمرافق الرئيسية، ووضع الكمائن، وزرع الألغام في الطرق. إلا أنه وفي يوم 8 /أيلول- سبتمبر 1997، تلقت الوحدة صفعة قوية خلال غارة لها في لبنان، عندما وقعت  في كمين لحزب الله في منطقة الأنصارية، مما أدى إلى مقتل 11 جنديا، بمن فيهم قائد الوحدة.

 انتفاضة الأقصى:

خلال انتفاضة الأقصى، لم تقتصر مهام الوحدة على العمليات البحرية، بل تعدتها لتشمل العمل البري كعمليات الاغتيال والاعتقال لنشطاء المقاومة في الضفة وغزة، وإضافة الى ذلك استمرت في العمليات البحرية كاعتراض سفينتي سانتوريني وكارين إيه.

   

حرب لبنان الثانية:

خلال حرب لبنان الثانية عام 2006 ، داهمت الوحدة مدينة صور عبر الساحل وشاركت الى جانب القوات الكلاسيكية الأخرى في الأعمال الحربية بفعالية.


 قافلة السودان:

شاركت الوحدة 13 في عملية نفذتها دولة القوات الاسرائيلية ضد سفينة أسلحة من إيران، رست بمحاذاة الساحل السوداني؛ لتزويد حركة حماس في قطاع غزة عبر الاراضي السودانية وشبه جزيرة سيناء بمعدات وذخائر قتالية.

وأكدت "يديعوت احرونوت" أن وحدة مغاوير البحر المختارة التابعة للجيش الصهيوني؛ تعمل عادة في الخفاء، بعيدة عن الاضواء، وتحقق إنجازات لافتة ما زالت محاطة بالكتمان التام.

أسطول الحرية:

أما المشاركة الأبرز للوحدة 13؛ فقد كانت أثناء الهجوم الدامي على أسطول الحرية، الذي كان يحمل مواد الغذائية لسكان قطاع غزة المحاصر، وعلى متن سفنه متضامنون من جنسيات مختلفة. وسقط خلال الهجوم عدد من الضحايا الأتراك؛ ما أثار ادانات واستنكارات دولية ضد حكومة إسرائيل التي اضطرت لتشكيل لجنة تحقيق في ظروف وحيثيات الاعتداء. 


المفاهيم والمصطلحات الاسرائيلية

مصطلحات ومفاهيم دينية عبرية اسرائيلية

المكفيلاه" مغارة ابراهيم"

وتعني المغارة المزدوجة. وهي المغارة التي اشتراها إبراهيم الخليل في حبرون (أصبح اسمها فيما بعد الخليل)؛ ليدفن فيها زوجته سارة. وقد اشتراها إبراهيم من عفرون بن صوحار صاحبها بأربعمائة شاقل من الفضة، أو أربعمائة درهم من الفضة، حسب رواية الهروي (الشاقل يزن نحو أحد عشر غراما ونصف)، وعندما توفي إبراهيم؛ دفن فيها أيضاً قبالة زوجته. وكذلك دفن فيها ابنة إسحق وزوجته "رفقة".

وتذكر الروايات التاريخية أن سليمان الملك، بنى حول هذه المغارة سوراً كي لا يدخلها أحد من الناس.

وعندما استعاد العرب نفوذهم السياسي على أرض فلسطين؛ أطلقوا على مغارة مكفيلة هذه اسم "مشهد إبراهيم"؛ دليلا على اهتمامهم بإبراهيم وذريته؛ لأن إبراهيم أبوهم، ولأن مسجدهم الرابع في الإسلام (المعروف بالحرم الإبراهيمي) بني في موقع المغارة.

وحفظوا للمشهد حرمته عبر العصور، ونقلوا إليه رفات يعقوب، وأقاموا له مدفناً إلى جوار المدافن الأخرى داخل المغارة.

ويستخلص مما تقدم، أن العرب المسلمين حافظوا على التراث الروحي لجميع الديانات السماوية، ولم يفرقوا بينها.

نواطير المدينة

ناطورى كارتا بالعبرية، تعني: جماعة نواطير المدينة. وهم من أكثر فئات اليهود أرثوذكسية؛ فهي لا تعترف بدولة إسرائيل، وتعتبرها ثمرة (الغطرسة الآثمة)، وهذه الجماعة تعارض الجماعات الدينية الأخرى التي تقبل الاشتراك في حكومة إسرائيل اللادينية، وقد سارع أعضاؤها غداة قيام إسرائيل عام 48 إلى إبلاغ الأمم المتحدة برأيهم في ضرورة تدويل مدينة القدس.

ولا يراعي "نواطير المدينة" عيد الاستقلال الإسرائيلي، بل يعتبرونه يوم صوم وحداد، وتعيش هذه الطائفة في شبه عزلة عما عداها، ولا تتكلم اللغة العبرية إلا في تلاوة الصلوات والتعليم الديني، على حين تستخدم (اليديشية) في المعاملات اليومية.

كوشير (الطعام الشرعي)

"كوشير" أو "كاشير" كلمة عبرية، تعني حرفياً "مناسب" أو "صالح"، وفي الفقه اليهودي تعني "الطعام المباح شرعا".

بيت هامدراش

كلمة عبرية، تعني "دار الدراسة"، وهي دار للدراسات الحاخامية العليا، كان يجتمع فيها الدارسون للمناقشة والتدارس والصلاة.

حركة"حبد"

اختصار للكلمات العبرية "توخمة- بينه- دعه" أي الحكمة والفهم والمعرفة. وهي حركة حسيدية تختلف عن الحركة الحسيدية الشعبية المعروفة في أنها برغم صهيونيتها أقل عاطفية وأكثر فكرية. وتركز حب على دراسة التوراة والتأمل العقلي.

حركة "الحسيدية"

كلمة مشتقة من الكلمة العبرية "حيد"، أي التقي، وتستخدم في العصر الحديث؛ للدلالة على الحركة الدينية الصوفية التي أسسها "بعل شيم طوف

الييديش"لغة"

لهجة أو رطانة ألمانية جنوبية، كان يستخدمها يهود شرق أوروبا، وهي خليط من المفردات الألمانية (85%) والمفردات السلفية والعبدية (15%)، وتكتب بحروف عبرية، وكانت لغة المثقفين اليهود في القرن التاسع عشر. أسهم الاندماج اليهودي في دول غرب أوروبا في القضاء عليها هناك، ولكنها مازالت مستخدمة بين يهود شرق أوروبا واليهود المتشددين دينياً من طائفة الحسيدية في أمريكا، وفي بعض أحيائهم في القدس.

التاناح

أحد الأسماء التي يطلقها اليهود على كتاب العهد القديم، وهي اختصارٌ لأسماءِ أجزائه الثلاثة: التاء، اختصار لكلمة توراه والنون اختصار "نبيئيم" الأنبياء، والخاء اختصار لكلمة "كتوفيم" (المكتوبات)، ولكنها تنطبق في نهاية الكلمة خاء.

شوفار (البوق)

كلمة "بوق" تقابلها في العبرية لفظة "شوفار"، والبوق يكون مصنوعاً من قرن كبش. ويقال إن أول بوق صنع من قرن الكبش، هو الذي ضحى به إبراهيم افتداء لابنه.

 ويبلغ طول البوق ما بين عشر بوصات واثني عشرة بوصة.

 وقد استخدم العبرانيون البوق في المناسبات الدينية، مثل: إعلان السنة السبتية، وسنة اليوبيل، وتكريس الملك الجديد عن طريق مسحة بالزيت، كما ينفخ في البوق في عيد رأس السنة، وفي يوم الغفران بعد صلاة الختام (نعيلاه).

التفليم

عبارة عن قطعتين من ورق مكتوب على كل منهما أربعة إصحاحات من التوراة داخل حافظتين صغيرتين من جلد، وتوضعان حسب الترتيب التالي:

 الأولى، وتثبت فوق الذراع الأيسر؛ مقابل القلب، وتثبت بسير من جلد يلف على الذراع ثم على الساعة سبع لفات، ثم على اليد، والثانية "الحافظة".

 الثانية، وتثبت بسير أيضاً كعصابة حول الرأس؛ فوق أعلى الجبهة في الوسط؛ مقابل المخ، ثم يعود ويتم لف السير الأول، وثلاث لفات على الإصبع الوسطى.

ويراعى أن يوضع التفليم وقوفا، وألا يكون فاصل بينهما وبين الجسم، كخاتم أو ساعة، وأن يلزم السكوت وقت وضعها. ويزال التفليم بعد الصلاة حسب الترتيب الذي وضع به، ولا يوضع التفليم في أيام السبوت والأعياد الرئيسة في عيد الغفران.

كيبور (عيد الغفران)

يوم الغفران ترجمة للاسم العبري "يوم كيبور"، وكلمة كيبور من أصل بابلي، ومعناها "يطهر". والترجمة الحرفية للعبارة العبرية هي "يوم الكفارة".

 ويوم الغفران هو في الواقع يوم صوم، ولكنه مع هذا أضيف على أنه عيد، يطلق عليه اسم "سبت الأسبات"، وهو اليوم الذي يطهر فيه اليهودي نفسه من كل ذنب.

 وبحسب التراث الحاخامي، فإن يوم الغفران هو اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء، للمرة الثانية، ومعه لوحا الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لهم خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي.


شميني عتسيريت (عيد الثامن الختامي)

الثامن الختامي تطابق العبارة العبرية "شميني عتسيريت". وعيد الثامن الختامي عيد يهودي مستقل عن عيد المظال، ولكنه ضم إليه كيوم ثامن، ولا يعرف السبب في الاحتفال بهذا العيد، وإن كان من الواضح أنه عيد زراعي قديم، إذ يتم  فيه ترديد دعاء خاص بطلب نزول المطر، وذلك أثناء دعاء الصلاة الإضافية (موساف)، فقد جاء في سفر اللاويين (36/23) : "في اليوم الثامن يكون لكم محفل مقدس".

 ويضاف يوم تابع للاحتفال خارج فلسطين، وهو يوم بهجة التوراة (سمحات تواره)، أما في فلسطين؛ فإنهم يحتفلون ببهجة التوراة، وعيد الثامن الختامي في يوم واحد.

بيساح " عيد الفصح "

عيد الفصح أو "عيد الفسح" هو المصطلح العربي المقابل للكلمة العبرية "بيساح" ويبدأ عيد الفصح في الخامس عشر من شهر نيسان ويستمر سبعة أيام في إسرائيل (وعند اليهود الإصلاحيين) وثمانية أيام عند اليهود المقيمين خارج فلسطين.

ويحرم العمل في اليومين الأول والأخير (وفي اليومين الأولين واليومين الأخيرين خارج فلسطين) وتقام الاحتفالات طوال الأيام السبعة أما الأيام الأربعة الوسطى فيلتزم فيها بتناول خبز الفطير دون أن يقترن ذلك بطقوس احتفالية كبرى، والعيد في أصوله البعيدة موصول بموسم الربيع باعتباره فترة نمو وازدهار وحياة جديدة، ثم صار من بعد يرمز إلى خلاص بني إسرائيل من العبودية في مصر وخروجهم منها بقيادة موسى، وهارون ويوشع.

بوريم (عيد النصيب)

عيد النصيب هو الاسم العربي لعيد البوريم، و "بوريم" كلمة عبرية مشتقة من كلمة "بور" أو "نور" البابلية ومعناها "قرعة" أي نصيب".

وكان عيد النصيب يدعى أيضاً "يوم مسروخت"؛ إشارة إلى "الباروكة" التي كان يرتديها الشخص في عيد النصيب في القرن الأول قبل الميلاد (وقد سمى العرب هذا العيد "عيد الشجرة" أو "عيد المساخر".

وعيد النصيب يحتفل به في الرابع عشر من آذار "فبراير"، وهو عيد بابلي، كانت الآلهة البابلية تقرر فيه مصير البشر.

ويوم الرابع عشر من آذار، الذي يمثل في الرواية اليهودية، اليوم الذي أنقذت فيه إستير يهود فارس من المؤامرة التي دبرها هامان لذبحهم، ولهذا ففي اليوم الذي يسبق العيد يصوم بعض اليهود ما يسمى "صوم (تعنيت) إستير"؛ إحياء لذكرى الصوم الذي صامته إستير وكل اليهود في شوشانه، قبل ذهابها إلى الملك تستعطفه؛ لإلغاء قرارات هامان (حسب الرواية التوراتية)، وكان قد تقرر بالقرعة (أي النصيب) أن يكون يوم الذبح في الثالث عشر من آذار؛ ومن هنا التسمية.

سِْدر:عيد ترتيب او النظام

سدر كلمة عبرية تعني "نظام" أو "ترتيب" وتشير "سدر" (كمصطلح)| إلى الاحتفالات بالأعياد التي تحتاج إلى ترتيبات مسبقة، وهي عادة تشير إلى الليلة الأولى (الليليتين الأوليين خارج فلسطين) من احتفال عيد الفصح.

سكوت (عيد المظال)

ترجمة لكلمة "سوكوت" العبرية، وتعني المظال، وكلمة "المظال" العربية، هي: صفة الجمع لكلمة مظلة، وعيد المظال ثالث أعياد الحج عند اليهود إلى جانب عيد الفصح وعيد الأسابيع، وقد سمي هذا العيد على مدى التاريخ بعدة أسماء من بينها "عيد السلام" و "عيد البهجة"، وهو يبدأ في الخامس عشر من شهر تشرين (أكتوبر)، ومدته سبعة أيام، بعد عيد يوم الغفران.

 والمناسبة التاريخية لهذا العيد هي إحياء ذكرى خيمة السعف التي آوت العبرانيين في العراء، أثناء الخروج من مصر، وكان هذا العيد في الأصل عيداً زراعياً للحصاد، وكان يحتفل فيه بتخزين المحاصيل الزراعية الغذائية للسنة كلها، ولذا؛ فإنه يسمى بالعبرية "حج ها آسيف" أي "عيد الحصاد.

الميمونة "عيد "

يقال إن كلمة "الميمونة" تعود إلى كلمة ميمون العربية، بمعنى "السعيد"، والميمونة" احتفال يعقده يهود المغرب، وكثير من العرب اليهود، في آخر يوم من أيام عيد الفصح، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى وفاة ميمون بن يوسف (والد موسى بن ميمون) الذي عاش في فاس لبعض الوقت.

 وفي ليلة الاحتفال، لا يأكل اليهود سوى منتجات الألبان، وبسكويت صنع بطريقة خاصة تسمى "موفليتا"، ولا يأكلون أي نوع من اللحم، كما أنهم يزورون بعضهم البعض، ويتبادلون الطعام، وفي يوم الميمونة نفسه، يخرج اليهود إلى الحقول والمقابر والشواطئ، ويحتفل يهود المغرب في إسرائيل بالميمونة، وهو ما يثير حفيظة اليهود الاشكناز؛ بسبب طابعه الشرقي.

شفوعوت (عيد الأسابيع)

"عيد الأسابيع" يشار إليه بالعبرية بكلمة "شفوعوت" أي "الأسابيع"، وعيد الأسابيع أحد الأعياد اليهودية المهمة؛ فهو من أعياد الحج الثلاثة مع عيد الفصح وعيد المظال جبناً إلى جنب.

 ويأتي هذا العيد بعد سبعة أسابيع من عيد الفصح؛ ومن هنا تأتي تسميته. ولهذا العيد مناسبة تاريخية، وهي: نزول التوراة، والوصايا العشر على موسى، فوق جبل سيناء.

الأرض الموعودة

الأرض الموعودة، أو أرض الميعاد، أو أرض إسرائيل، أو أرض المعاد، أسماء مختلفة لمعنى واحد هو أرض فلسطين، والأرض الموعودة هي إحدى الحجج التي استخدمتها الصهيونية لدفع يهود العالم للهجرة إلى فلسطين واستعمارها، وتستغل هذه الحجة الحوافز الدينية المستوحاة من التوراة لتحقيق الأهداف الصهيونية.

يزعم اليهود أن الرب وعدهم بأرض فلسطين، وأعطاهم إياها ردحا من الزم،ن ثم وعدهم حين طردوا منها بإرجاعهم إليها في الوقت المناسب.

 ولا ترسم التوراة نفسها حدوداً ثابتة لهذه الأرض، ففي حين ترد حدودها في الآية 18 من الإصحاح 15 من سفر التكوين "لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات"، تختلف حدودها في الآية 8 من الإصحاح 17 من سفر التكوين "أعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك، كل أرض كنعان ملكاً أبديا".

ولم تقدم الحركة الصهيونية هي الأخرى حدوداً ثابتة، فقد اكتفى إعلان قيام (دولة إسرائيل) في 14/5/1948 بالإشارة إلى أرض (إسرائيل)، مهد الشعب اليهودي، دون أن يرسم لهذه الأرض حدوداً.

لقد استخدمت الصهيونية أسطورة أرض الميعاد، أو أرض (إسرائيل)، لتأجيج الحماسة الدينية لدى اليهود للهجرة إلى فلسطين؛ انطلاقاً من الادعاءات التوراتية التي ترى أن أرض فلسطين ملك لليهود وحدهم، وأن هذه الأرض لا وجود لها خارج التاريخ اليهودي، ولعل هذا هو الأساس الذي خرجت منه عبارة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

وبالإضافة إلى ذلك مكن مصطلح أرض الميعاد الصهيونية من تحاشي استخدام مصطلح أرض فلسطين الذي ينسف ادعاءاتهم من أساسها؛ بما يحمله من دلالات على الوجود التاريخي غير اليهودي في فلسطين.

 جيئولا (الخلاص)

"الخلاص" ترجمة للكلمة العبرية "جيئولاه". وهي اصطلاح ديني يشير إلى الاختلاف العميق والجوهري بين ما هو كائن، وما سيكون، وإلى انتهاء آلام الإنسانوفي العهد القديم معنيان لكلمة "خلاص":-

1.  تخليص الأرض عن طريق شرائها (سفر اللاويين 25/25، حيث يتحدث السفر عن فك الأرض):

"إذا افتقر أخوك فباع من ملكه، يأتي وليه الأقرب إليه ويفك مبيع أخيك".

2.   ثم أصبحت الكلمة تعني تخليص الأرض من عذابها؛ بعد أن وقعت في يد غير اليهود، وبالتالي؛ تحول معنى الكلمة فأصبحت تشير إلى الخلاص بالمعنى المجازي

التلمود (كتاب)

"التلمود" كلمة مشتقة من الجذر العبري "لامد"، الذي يعني الدراسة والتعلم كما في عبارة "تلمود توراه"، أي "دراسة الشريعة". ويعود كل من كلمة "تلمود" العبرية وكلمة "تلميذ" العربية إلى أصل سامي واحد، والتلمود من أهم الكتب الدينية عند اليهود، وهو الثمرة الأساسية للشريعة الشفوية، أي تفسير الحاخامات للشريعة المكتوبة (التوراة).

ويخلع التلمود القداسة على نفسه؛ باعتبار أن كلمات علماء التلمود كان يوحي بها الروح القدس نفسه (روح هقودش)؛ باعتبار أن الشريعة الشفوية مساوية في المنزلة للشريعة المكتوبة.

والتلمود مصنف للأحكام الشرعية أو مجموعة القوانين الفقهية اليهودية، وسجل للمناقشات التي دارت في الحلقات التلمودية الفقهية اليهودية حول المواضيع القانونية (هالاخاه) والوعظية (أجاداه). وقد أصبح التلمود مرادفاً للتعليم القائم على أساس الشريعة الشفوية (السماعية) ومن هنا؛ يطلق المسعودي (المؤرخ العربي الإسلامي) على سعيد بن يوسف اسم "السمعاتي" (مقابل "القرائي" أو من يرفض التراث السماعي ويحصر اهتمامه في قراءة التوراة المكتوبة).

التوراة

توراة كلمة من أصل عبري مشتقة من فعل "يوريه" بمعنى "يعلم" أو يوجه".

وربما كانت مشتقة من فعل "باراه"، بمعنى "يجري قرعة". ولم تكن كلمة "توراة" ذات معنى محدد في الأصل؛ إذ كانت تستخدم بمعنى "وصايا" أو "شريعة" أو "علم" أو "أوامر" أو "تعاليم"، وبالتالي؛ كان اليهود يستخدمونها للإشارة إلى اليهودية ككل، ثم أصبحت تشير إلى البنتاتوخ، أو أسفار موسى الخمسة (مقابل أسفار الأنبياء وكتب الحكمة والأناشيد)، ثم صارت الكلمة تعني العهد القديم كله، مقابل تفسيرات الحاخامات.

 ويشار إلى التوراة أيضاً بأنها القانون أو الشريعة، ويبدو أن هذا قد تم بتأثير الترجمة السبعينية التي ترجمت كلمة "توراة" بالكلمة اليونانية "نوموس" أي "القانون"، وقد شاع هذا الاستخدام في الأدبيات الدينية اليهودية حتى أصبحت كلمة "توراة" مرادفة تقريباً لكلمة "شريعة".

الشريعة اليهودية

تستخدم عبارة "الشريعة اليهودية للإشارة إلى النسق الديني اليهودي ككل، مع تأكيد جانب القوانين أو التشريع الخارجي (هالاخاه)، أي الشرع. وذلك بخلاف عبارة "العقائد اليهودية" التي تؤكد الإيمان الداخلي.

وكان اليهود يستخدمون كلمة "توراة" للإشارة إلى الشريعة اليهودية، كما أن كلمة "هالاخاه" تستخدم أحياناً للإشارة لا إلى التشريعات المختلفة، وإنما إلى الشريعة ككل.

وهناك شريعة مكتوبة وردت في أسفار موسى الخمسة والعهد القديم، كما أن هناك شريعة شفوية، هي في واقع الأمر تفسيرات الحاخامات التي جمعت في التلمود وفي غيره من الكتب، كما أصبحت كتب القبالاه، هي الأخرى جزءاً من هذه الشريعة الشفوية.

ويعد مفهوم الشريعة الشفوية أهم تعبير عن الخاصية الجيولوجية التراكمية، ويمكن القول بأنه سبب ونتيجة – في آن واحد – لهذه الخاصية.

الحاخامات (بمعنى الفقهاء)

"حاخام" كلمة عبرية معناها "الرجل الحكيم أو العاقل"، وكان هذا المصطلح يطلق على جماعة المعلمين الفريستين "حاخاميم"، ومنها أخذت كلمة حاخام لتدل على المفرد. أما كلمة "راباي" فهي في عبرية التوراة بمعنى "عظيم"، وهي من الجذر السامي "رب" بمعنى "سيد" أو "قيم على آخرين"، مثلما نقول في العربية "رب البيت" . ولكنها على أية حال، لا ترد في التوراة نفسها. وتطور معنى الكلمة في عبرية المشناه، وأصبحت بمعنى "سيد"، مقابل "عبد" ولكنها في كتابات معلمي المشناه "تنائيم" أصبحت لقباً للحكماء، وكلمة "راباي" تعني "سيدي" وينطقها السفارد "ربي".

 ولما كان اللقب لا يخلع إلا على من تم ترسميه حاخاماً (ولم يكن هذا يتم إلا في فلسطين)، لم يكن لفظ "راباي" يطلق إلا على علماء فلسطين. أما الشراح (أمورائيم) في العراق، فكانوا يحملون لقب "راف" وقد حلت كلمة "راباي" محل "حاخام" في معظم المناطق. ومع هذا، ظلت كلمة "حاخام" متداولة في بعض المناطق، وخصوصاً في الدولة العثمانية، حيث كان الزعيم الملي لليهود يحمل لقب "حاخام باشي"، كما كان عضواً في المجلس الاستشاري للسلطان. ومن الكلمات الأخرى التي تستخدم للإشارة إلى الحاخام في اللغة العربية: كلمة "حبر" وجمعها "أحبار"، و"الرباني" وجمعها "الربانيون".

متسفوت " الأوامر والنواهي "

"الأوامر والنواهي" هي المقابل العربي لكلمة متسفوت العبرية التي تعني أيضاً "الوصايا" أو "الفرائض". و "متسفوت" صيغة جمع مفردها "متسفاه". وللكلمة (داخل النسق الديني اليهودي) معنيان: معنى عام، وهو القيام بأي فعل خير تمتزج فيه الأفعال الإنسانية بالقيم الدينية، فإذا ساعد يهودي أخاه من منطلق حبه له فهذه "متسفاه" (وتأتي عادة في هذه الصيغة )؛ أما المعنى الخاص للكلمة (ويأتي عادة في صيغة "متسفوت") فهو الوصايا أو الأوامر والنواهي (متسفوت)، التي تكون في مجموعها التوراة.

وتشمل المتسفوت ستمائة وثلاثة عشر عنصراً: منها مائتان وثمانية وأربعون أمراً،  وثلاثمائة وخمسة وستون نهياً. وهي موجهة إلى اليهود وحسب (إذ أن أبناء نوح لهم وصايا خاصة بهم).

 وقد صنفت المتسفوت إلى أوامر ونواه توراتية، وأخرى حاخامية؛ كما قسمت إلى أوامر ونواه أقل أهمية، وأخرى أكثر أهمية؛ وإلى أوامر ونواه عقلانية (أي تفهم بالعقل )، وأخرى موحى بها (أي يطيعها اليهودي دون تفكير. ومن التصنيفات الأخرى، أوامر ونواه تنفذ بالأعضاء وأخرى بالقلب، وتلك التي لا تنفذ إلا في فلسطين (إرتس يسرائيل)، وتلك التي تنفذ داخلها وخارجها.

واليهودي البالغ ثلاثة عشر عاماً ويوماً، يكلف بتنفيذها وكذلك اليهودية البالغة اثني عشر عاماً ويوماً؛ ومن هنا تسمية الصبي اليهودي الذي يبلغ سن التكليف الديني "برمتسفاه"، أما الفتاة فهي "بت متسفاه" والنساء غير مكلفات بتنفيذ الأوامر المرتبطة بزمن محدد أو فصل محدد، مثل  إقامة الصلاة، وإن كن مكلفات بإقامة شعائر السبت، برغم ارتباطها بزمن محدد، وكل من الذكور والإناث مكلفون بالنواهي.

أدمورائيم

لقب يطلق على كبار رجال الدين اليهودي من الحسيديم، وهو اختصار للكلمات "أدونينو" (سيدنا)، و "مورينو" (معلمنا)، و "ربينو" (مولانا).

المزوزا

ملف من الورق مكتوب عليه صيغة صلاة "الشماع" يوضع في عضادة الباب التي تسمى "المزوزا"، وتعلق على الجانب الأيمن من الباب، وجرت العادة على أن يقوم الشخص الداخل للمنزل أو المغادر له بوضع يده على المزوزا ويقول: "ليحفظ الله خروجي ومجيئي من الآن إلى الأبد" وهناك عادة يتبعها البعض بتقبيل المزوزا لدى الدخول والخروج.

اللاهوت

"اللاهوت" هو المصطلح العربي المقابل للمصطلح الإنجليزي "ثيولوجي"، وهو مركب من "ثيوس" ومعناها "إله"، و"لوجوس" ومعناها "علم"، فهو "علم اللاهيات".

واللاهوت هو التأمل المنهجي في العقائد الدينية، والكلمة تشير عادة إلى دراسة العقيدة المسيحية، ولا تستخدم في الدراسات الدينية الإسلامية، التي تستخدم كلمات من المعجم العربي مثل "علم التوحيد"، أما في اليهودية؛ فقد بدأ استخدام الكلمة مؤخراً في الدراسات اليهودية  (أنظر:"العقائد (بمعنى أصول الدين وأركانه)".

طاليت (شال الصلاة)

"شال الصلاة" ترجمة لكلمة "طاليت" العبرية، التي قد تكون مستعادة من كلمة يونانية بمعنى "سرق". وتستخدم الكلمة في التلمود والمدراش بمعنى "ملاءة"، أو أي رداء يشبه الملاءة. وشال الطاليت مستطيل الشكل، والضلعان الأصغران للشال محلّيان بالأهداب (تسيت تسيت)، وعادة ما يختار المصلون شالاً يصل إلى تحت الركبة.

وكانت الأهداب زرقاء في العادة، ولكن نشأ خلاف بين الحاخامات بشأن اللون الأزرق، ودرجة الزرقة؛ فتقرر أن يكون اللون أبيض.

ومع هذا هناك دائماً خطوط زرقاء أو سوداء في أطراف الشال (والأبيض والأزرق هما لونا علم الدولة الصهيونية)، ويكون هذا الشال عادة من الصوف أو الكتان، ولكن الحرير كثيراً ما يستخدم وخصوصاً بين الأثرياء، في الماضي وفي العصر الحديث.

 وكان شال الكهنة يوشّى في الماضي بخيوط من الذهب، ولكن هذا الأمر أصبح مقصوراً على أثرياء اليهود، وهناك أنواع من شالات الصلاة السوداء في اليمين، والملونة في المغرب، وكان اليهود يرتدون الشال طيلة اليوم قبل التهجير البابلي، ليقيهم شر الحر.

القبالاه

علم التصوف اليهودي، وعلم المعرفة بالتأويلات الباطنية التي يعمل بها (همقوبالاليم) أو "القابليون"، أي العارفون بالفيض الإلهي وهم أفراد من "المتصوفة"؛ يسعون لمعرفة جذور الوجود الكوني؛ ليس عن طريق الوسائل العقلية، بل عن طريق الاستعداد الداخلي، والسمو بالنفس إلى المرتبة العليا. وتنقسم القبالاه إلى: القبالاه القديمة على النحو الذي تبلورت به القرن الثالث عشر في كتاب "الزوهر" "الضياء" الذي يحتوي على فلسفتها الرئيسية، والقبالاه العملية على النحو الذي تبلورت به في القرن السادس عشر في "القبالاه" اللوريانية؛ نسبة إلى ربي يتسحاق

لوريا (هاآري المقدس).

وتتميز "القبالاه" القديمة بالطابع النظري وتتناول موضوعات مختلفة، كان لها صدى كبير في شريعة الحسيدية، مثل: مشكلة الإلوهية والخلق والأدوار العشرة، التي هي معايير وقوى الشر (التي ليست إلا عجزاً عن استيعاب الفيض الإلهي الإيجابي)؛ والمنفى والخلاص، وعصر المسيح، وماهية الإنسان- وكل هذا عن طريق رموز مختلفة لا يعرف تفسيرها سوى "القباليين".

وقد أضافت القبالاه اللوريانية إلى هذا جديداً صوفيا؛ بحديثها عن الوجود الإلهي السائد في "المنفى"، وأن شرارات الرب منتشرة في كل مكان، ولكنها مأسورة بوساطة قوى الشر (القشرة)، وأن على الإنسان أن يخلعها عن طريق النشاط الذي يطلقون عليه التصحيح الذي سوف تتجلى نهايته في مجيء المسيح.

وقد آمن أتباع "قبلاه" لوريا بأنه يمكن التعجيل بمجيء المسيح عن طريق عمليات التعذيب الجسمانية، والصوم، وإتباع الملائكة، ومقاومة الشياطين، وطرد الأرواح الشريرة من الأجساد، والتعويذات والتعزيمات، وما شابه ذلك.

وقد أكدت (القبالاه) بكل التيارات على قيمة الصلاة، وعلى الحب العميق، والنية، باعتبارها أهم طريقة للسمو الروحي، وعلى أن الصلاة قادرة على الوصول إلى أعلى مرتبة، للتأثير على إرادة الرب، وإنزال الفيض الإلهي.

 ويرى كتاب "الزوهر" (الضياء) أن المصلي يمر بأربع مراحل: يصحح نفسه، ويصحح الدنيا، ويصحح العالم العلوي والاسم المقدس

القاديش

صلاة تتلى على الموتى بواسطة الابن أو سائر أقارب الأسرة، وهي طقس ديني بارز، ولم تعد تغيب عن جنازة الميت في إسرائيل تقريباً

اليرملك: طاقية الصلاة

كلمة عبرية مجهولة الأصل، وهي القلنسوة التي يرتديها اليهود؛ لأداء الصلاة في المعبد، ويرتديها المتدينون من اليهود الأرثوذكس طيلة الوقت (تماماً مثل شال الصلاة الذي يرتديه البعض أثناء الصلاة، ويرتديه الأرثوذكس في حياتهم اليومية).

التاسع من آف- "عيد"

"التاسع من آف" ترجمة لعبارة "تشعاه بآف" العبرية، وهو يوم صوم وحداد عند اليهود؛ في ذكرى سقوط القدس، وهدم الهيكلين: الأول، والثاني (وهما واقعتان حدثتا في التاريخ نفسه تقريبا حسب التصور اليهودي). وتربط التقاليد بين هذا التاريخ وكوارث يهودية أخرى، يقال إنها وقعت في اليوم نفسه، حتى وإن كان الأمر ليس كذلك، مثل:- سقوط قلعة بيتار (135م)، وطرد اليهود من إنجلترا (1290)، وطردهم من إسبانيا (1462). وفي التاسع من آب، يحرم الاستحمام، والأكل، والشرب، والضحك، والتجمل، ولا يحيِّي المصلون بعضهم البعض. وقد اقترح مناحيم بيغن أن يحتفل بذكرى الإبادة في التاسع من آب، ولكن المؤسسة الدينية رفضت اقتراحه؛ بدعوى أن التاسع من آب مناسبة دينية، أما الإبادة فليست كذلك.

سمحات توراة (بهجة التوراة)

"بهجة التوراة" ترجمة لعبارة "سمحات توراة" العبرية، وهو عيد يلي اليوم الثامن الختامي (شميني عتسيديت)، وهو اليوم الأخير من عيد المظال. وخارج فلسطين يدمج العيدان، ويحتفل بهما في يوم واحد، وهو عيد ظهر متأخراً في العراق (في القرن التاسع والعاشر).

 وهو أيضاً اليوم الذي تختم فيه الدورة السنوية لقراءة أسفار موسى الخمسة في المعبد ، ويحتفل به داخل المعبد، بأن تحمل لفائف الشريعة، ثم يتم الطواف بها سبع مرات (أما الأولاد، فإنهم يحملون الأعلام الصغيرة ويسيرون أمام الكبار). ويسمى كل طواف باسم أحد الآباء، فالطواف الأول؛ باسم إبراهيم، والثاني؛ باسم إسحق، والثالث؛ باسم يعقوب، والرابع؛ باسم موسى، والخامس؛ باسم هارون، والسادس؛ باسم يوسف، والسابع؛ باسم داود.

 ويقرأ في هذا الاحتفال آخر سفر من الأسفار الخمسة، والمصلي الذي يقوم بالقراءة يطلق عليه اسم "عريس التواره". ثم يدعى مصلٍ آخر، ويسمى "عريس سفر التكوين"، ليبدأ الدورة السنوية لقراءة أسفار موسى الخمسة مرة أخرى، يسمى القارئ باسم العريس؛ لأن التوراة عروس جماعة يسرائيل، وكل قراءة جديدة هي بمثابة حفل عرس متجدد.  وقد سمي هذا العيد بعدة تسميات، إلى أن استقر اسمه على ما هو عليه، ففي فترة التلمود كان يسمى "آخر أيام العيد" وعلى أيام الفقهاء (جاؤينم) كان يسمى (يوم الكتاب) و (يوم النهاية) ولم يسمى (سمحات توراه) إلا في آخر أيام هؤلاء الفقهاء.

حانوخة (عيد التدشين :الشموع)

عيد التدشين هو الاسم العربي لعيد "حانوخة"|، وهي كلمة عبرية معناها "التدشين"، ويستمر عيد التدشين ثمانية أيام، بدءاً من الخامس والعشرين من كسلو (يقابل ديسمبر)، حتى 3 تيفت. ؛.والمناسبة التاريخية لهذا العيد ابتهاجاً بنجاح الثورة المكابية ضد الرومان عام 165 ق.م و دخول يهودا الحشموني (أو المكابي) القدس، وإعادته للشعائر اليهودية في الهيكل من هنا كانت تسميته بعيد التدشين.

الأرثوذكسية

لفظة ذات أصل يوناني، ومعناها العقيدة القوية، أو الملتزمة، أو المستقيمةويستخدمها اليهود المتدينين والسياسين منهم للدلالة على التشدد الديني للفراد والجماعات على حد سواء.

أميدا : الصلاة اليومية الجامعة التي تؤدى وقوفاً ثلاث مرات، والتوجه باتجاه بيت المقدس، وتشكل عادة القسم الأساسي في أي طقس ديني، ويشترط فيه حضور عشرة من الذكور.

أمورا:   لقب عرف به علماء الجيمارة بفلسطين وبابل في الفترة 200-500م.

أرفيت:  صلاة أول الليل وتسمى أيضاً: مارفيت.

أيفل:  الحزن على وفاة قريب، والامتناع عن المشاركة في الفعاليات اليومية حداداً على المتوفى.

بيت دين:  المجلس الشرعي المكون من ثلاثة من الربائيين للنظر في أحكام الأحوال الشخصية كعقد القران، والطلاق، ومراسيم الدخول في اليهودية.

بريت ميلا:  عهد الختان وعلامة الدخول في اليهودية.

إيروسين:   حفل تقديم الخاطب خاتم القران لمخطوبته.

الغاءون:  لقب عرف به رؤساء المعاهد الدينية اليهودية ببابل في عصر ما بعد تدوين التلمود، ثم صار لقباً لمشاهير الفقهاء العلماء من اليهود عامة.

جيت:  وثيقة الطلاق الشرعية التي يجب على الرجل إعطاؤها لطليقته، وبغيرها لا يعد الطلاق مشروعاً.

الهلخا:  طريق الحياة، ثم صار مصطلحاً يعني جملة الأحكام الشرعية، التي تنظم قواعد السلوك العام لليهودي، وصور أداء الطقوس والواجبات الدينية.

هسكلاه:  حركة التنوير اليهودية التي أسسها موسى مندلزوهن في القرن السابع عشر.

كالا يسرائيل:   أي أمة اليهود.

ماريف:  صلاة المغرب وتعرف أيضاً: Arvit.

ممزير:  الطفل أو المولود غير الشرعي "ابن الزنا"، وابن الزوجة المطلقة خارج بيت الدين عند الأرثوذكس.

 منورا:

الشمعدان ذو الثمانية حمائل، رمز انتصار الثورة المكابية عام 165 ق.م، على الرومان وتطهير بيت المقدس من الأوثان والطقوس الوثنية.

مكفيه: الحوض المقدس، الذي جمع ماؤه من المطر، يغتسل فيه من يعتنق اليهودية من غير اليهود.

موهيل:  الخاتن المتخصص شرعاً لإجراء عملية الختان للطفل في اليوم الثامن من ميلاده.

بريش بيسا بوريم: الاحتفاء بذكرى الخلاص العام ليهود فارس من القتل الجماعي الذي خطط له ماهان، وزير كسرى الفرس، ووردت تفاصيله في سفر استير زوجة كسرى اليهودية التي دبرت إنقاذ اليهود من القتل الجماعي.

سنديك:   العراب الذي يحمل الطفل استعداداً لختانه.

شكاريت:  صلاة الصبح.

شيما:    الفقرات الثلاث من الأسفار الخمسة، وتقرأ في اليوم ثلاث مرات، وتتضمن شهادة التوحيد والتنزيه.

شلحان اروكا:    عبارة تعني: المائدة الكاملة، وهي عنوان للمدونة الفقهية الجامعة التي دونها يوسف قارو عام 1565م، وتمثل دستور الحياة الدينية لليهود الأرثوذكس.

تينكا:  العهد القديم، بكل أسفاره.

يشيفا: المعاهد الدينية العليا المتخصصة بدراسة التلمود.


مصطلحات ومفاهيم سيادينيه (سياسيه دينية أي صهيونية).

وهي مصطلحات سياسية او مصطلحات دينية  او مصطلح يدني  دمج في جملة ليعطي معنى سياسي والعكس، واستخدمتها الحركة الصهيونية لإغراض سياسية عنصرية .

الكنيست

كلمة عبرية، تعني الاجتماع، ويسمى المعبد اليهودي "بيت هاكنيست"، أي المكان الذي يجتمع فيه اليهود، وتستخدم الكلمة حالياً للدلالة على البرلمان الإسرائيلي.

و"اشتقاق الاسم"، "وتحديد عدد الأعضاء" (120)، مأخوذان من "كنيست هجدولا" وهي الهيئة التشريعية لليهود فيما يسمى بعهد الهيكل الثاني.

ويشترك في انتخاب أعضاء الكنيست جميع المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة.

ويحق لكل من بلغ الحادية والعشرين من عمره أن يرشح نفسه لعضوية الكنيست، ما عدا أصحاب بعض المراكز العليا في الدولة، مثل: رئيس الدولة، والحاخام الأكبر، ومحاسب الدولة، ورئيس أركان الجيش، والقضاة في جميع أنواع المحاكم، ورجال الدين الذين يتقاضون رواتب عن أعمارهم، وضباط الجيش، وكبار موظفي الدولة، ما لم يستقيلوا من وظائفهم قبل مئة يوم من تاريخ الاقتراع. ومدة الكنيست أربع سنوات، ويمكنها حل نفسها بقانون خاص يحدد موعد الانتخابات المقبلة.

والكثير من النظم المتعلقة بصلاحيات الكنيست ووظائفها، منقولة عن النظام البرلماني البريطاني، وتتخذ قرارات الكنيست بأغلبية الحضور والمصوتين، وجميع دورات وجلسات الكنيست علنية، ما لم يتخذ قرار بعكس ذلك.

وتعقد الكنيست دورتين: صيفية، وشتوية، وتستغرقان نحو ثمانية أشهر، ويمكن الدعوة لدورة استثنائية إذا طلب ذلك 30 عضواً، ويحصل أعضاء الكنيست على رواتب يقررها القانون، ولا يجوز لهم بمقتضى قانون الكنيست الحصول على رواتب من جهات أخرى.

 ولأعضاء الكنيست حصانة ضد الاعتقال والسجن والمحاكمة لا يجوز نزعها إلا بقرار من الكنيست، كما أن للكنيست حرسها الخاص، والقوانين التي تصدرها لا يمكن نقضها من قبل القضاء.

 والكنيست هي التي تنتخب رئيس الدولة وتعزله من منصبه في حالات خاصة، والحكومة تقدم نفسها إلى الكنيست فور تشكيلها للحصول على ثقتها. وتسقط الحكومة عندما تفقد ثقة الكنيست.

تفتح الكنيست عادة في أول يوم إثنين يلي إعلان ونشر نتائج الانتخابات رسمياً، ويفتتحه رسمياً رئيس الدولة، وبعد خطاب الافتتاح يترأس الجلسة أكبر الأعضاء سناً؛ فيشرف على أداء الأعضاء القسم القانوني، ثم ينتخب رئيس الكنيست ونوابه.

وللكنيست تسع لجان برلمانية دائمة هي:- لجنة الشؤون القانونية، والتشريعية، لجنة المالية، لجنة الشؤون الاقتصادية، لجنة الخارجية والأمن (وهي من أهم هذه اللجان)، لجنة الخدمات العامة، لجنة الثقافة والتعليم، لجنة العمل والرفاه الاجتماعي، لجنة الإسكان والهجرة، ولجنة الشؤون الداخلية، وتتفرع عن هذه اللجان أحياناً لجان أخرى خاصة.

 ومهمة اللجان دراسة القرارات والتوصيات التي تحال إليها بعد القراءة الأولى، وتقديم تعديلات عليها أو تقارير حولها، وإعادتها للكنيست؛ من أجل القراءة الثانية أو الثالثة.

كما تتولى اللجان متابعة أعمال السلطة التنفيذية في مجال اختصاصات هذه اللجان ويمكن للكنيست أن تشكل لجان تحقيق ولجاناً خاصة.

تجتمع الكنيست ثلاث مرات أسبوعياً في أيام: الاثنين، والثلاثاء، والأربعاء. وإذا أقرّت مشروعاً في القراءة الأولى، أي بعد تقديم الحكومة له أمام الكنيست، أحيل المشروع إلى اللجنة المختصة للدراسة، ثم أعيد إلى رئاسة المجلس؛ ليقوم رئيس اللجنة المختصة بتلاوة تقريرها حول المشروع، وتناقش في الكنيست التعديلات، ويجري التصويت عليها، فتنتهي القراءة الثانية، ثم تعاد تلاوة القرار في صيغته النهائية، ويجري التصويت عليه في القراءة الثالثة النهائية.

بروتوكولات حكماء صهيون

من أشهر وأخطر المطبوعات المعادية اليهودية، المطبوعات التي نشرها سيرجي نيولس أحد الموظفين الروس في عام 1905، باللغة الروسية (وهناك أحدى النسخ الأصلية في المتحف البريطاني) ؛ حيث ادَّعى أنه استلم المخطوطة في عام 1901 من صديق له حصل عليها من امرأة سرقتها من أحد أقطاب الماسونية في فرنسا، وتضم دروساً ألقيت على التلامذة اليهود في باريس بعبارات تقطر سماً وحقداً ضد الأغيار (الأغيار هم ألغوييم عند اليهود أي الأقوام الأخرى غير اليهود)، وتضع الخطط للتغلب عليهم والسيطرة على العالم، ومن هنا جاءت فكرة "المؤامرة اليهودية العالمية"، التي ارتبط ذكرها بالبروتوكولات ويكشف الكتاب عن تأثر كاتبه الواضح بالفكر العنصري للقرن التاسع عشر ومن ذلك التأكيد على سنن الطبيعة والقوة بدلا من الحق، وعلى معاداة الثورة الفرنسية ومبادئ الحرية والمساواة والإخاء، والنيل من مكانة المرأة، ومن دور الرأسمال والصناعة الحديثة.

ويؤكد الكاتب أن السياسة لا تخضع للأخلاق، وأن على اليهود أن يستعملوا الحيلة والدهاء والنفاق، ويستغلوا الحريات العامة، وإمكانات النقد لتقويض كيان الدول، ويسعوا لإيقاعها في الحروب على ألا تؤدي هذه الحروب إلى تعديلات في حدود الدول أو إلى مكاسب إقليمية؛ ليتمكن رأس المال فقط من الخروج بالغنائم، وينبغي تركيز المنافسة في المجتمع ليجري الجميع نحو بريق الذهب، ويصبح الدين والسياسية مهزلتين ويسود رأس المال كل شيء.

وقد اكتسح الكتاب، لعدة سنوات الفكر في أوروبا حتى قيل أنه أصبح أكبر كتاب رائج في العالم بعد الكتاب المقدس، كما أنه ترجم إلى العربية، وأثر في عقول بعض الناس ردحاً من الزمن، ولا شك أن أفكار الكتاب أصابت الأوساط الأوروبية المحافظة فوجدت فيه تفسيراً لكثير من المظاهر السياسية والاجتماعية والأخلاقية الحديثة التي أرعبتها.

وبالنظر للسمعة الشائنة التي اكتسبتها هذه البروتوكولات فقد استفاد الصهيونيون من ذلك، بإرجاع أي نقد ضدهم إلى الوقوع في حبائل البروتوكولات، ويعتبر التعامل بالبروتوكولات أو الاستشهاد بها في الغرب دليلا على معاداة السامية.

وقد لوحظ أن تصرفات الصهيونية (وإسرائيل) جاءت مصداقا لما أوردته البروتوكولات من أفكار وتوقعات، ومن ذلك الارتباط الأخطبوطي للكيان الصهيوني بالكيانات اليهودية عبر العالم؛ ما يعطي صدى لفكرة الأفعى الرمزية التي يتردد ذكرها في البروتوكولات، بجسمها وذنبها الممتد حول العالم، ورأسها المستقر في (إسرائيل).

ومنها أيضاً التأكيد على الصحافة وسيطرة اليهود عليها، واستخدام المال والإعلام والعلم في التأثير على الدول، والاعتماد على أي أسلوب مهما كان غير أخلاقي، كالرشوة، والفساد، والمرأة، والغش، والإرهاب، ومنها أن على الدولة اليهودية- كما تقول البروتوكولات- أن تعتمد على العنف والرياء، وعلى اليهود أن يستغلوا الخلافات بين الدول، ويبسطوا نفوذهم عليها، ولا يتركوا اتفاقاً دون أن يكون لهم ضلع فيه.

ولئن لاح كل ذلك لبعض الباحثين دليلاً على دقة الملاحظة والإحساس وسعة النظر بما يمتاز به المزورون عموماً، فإن باحثين آخرين وجدوه برهاناً على صحة البروتوكولات، وتطبيقا مخيفا لوصايا حكماء صهيون في "تأسيس إسرائيل"، بعد إصابة أوربا بالدمار والخراب. وما يلفت النظر تزامن الوثيقة مع المؤتمر الصهيوني الأول في بازل.

عبري (عبراني)

اختلف العلماء والباحثون حول أصل مصطلح "عبري"، وظهرت تفسيرات ونظريات كثيرة حول مدلول هذا المصطلح، سواء من الناحية التاريخية أو الاجتماعية أو العرقية أو اللغوية.

ويمكن أن نجمل الآراء التي حاولت تفسير هذا المصطلح فيما يلي:-
  • 1. رأي يربط بين المصطلح "عبري" وبين واحد من الأجداد القدامى للساميين، وهو عابر بن شالح بن أرفكشاد بن سام، وفيما عدا هذه الإشارة فإنه لا توجد أي إشارة أخرى إلى شخصية عابر، لا بالنسب ولا بالحديث عن أي دور تاريخي له.
  • 2. رأي يرى أن التسمية "عبري" التي وصف بها إبراهيم "إبراهيم العبري" مشتقة من الفعل الثلاثي العبري "عبر"، بمعنى  النهر، في إشارة إلى عبور إبراهيم ومن معه لنهر الفرات، بعد أن هاجروا من مدينة أور الكلدانية، أو إلى عبورهم لنهر الأردن إلى الضفة الشرقية.
  • 3. رأي يرى أن التسمية "عبري" التي وصف بها إبراهيم "إبراهيم عبري" مشتقة من الفعل الثلاثي "عبر" في معنى آخر يدل على قطع مرحلة من الطريق أو التنقل والترحال، وهو مبدأ خص ما يوصف به سكان الصحراء من البدو، ومعنى هذا أن معنى "إبراهيم العبري" هو "إبراهيم المنتقل- إبراهيم العابر". وهذا الرأي له سند في معنى الكلمة بالعربية وهو التنقل والمرور أو القطع من مكان لآخر.
  • 4. رأي آخر يرى أن أصل الكلمة هو كلمة "خابيرو" Habiri ، وهي قبائل ظهرت في فترة معاصرة لظهور العبريين، كانت تغزو فلسطين وتتوغل فيها من ناحية الصحراء، في بلاد خاضعة للنفوذ المصري، وورد ذكرهم في رسائل أمراء فلسطين الكنعانيين إلى عزيز مصر، ولم يرد ذكر هؤلاء "الخابيرو" أو "العافيرو" بعد ذلك، بينما ظهر الاسم "عبري"، ولكن أكثر العلماء يتحفظ في تقرير أن العبري والخابيرو من أصل واحد، إذ يشيرون إلى أن "عبري" هي صفة تدل على النسب والانتماء بوجود ياء النسب في آخرها؛ بينما "الخابيرو" لا تعني غير المزاملة والمرافقة وتدل على مجموعة من الناس تقوم بعمل واحد، أو تقيم في إقليم واحد، دون أن تنسب بالضرورة إلى أصل واحد.
  • 5. رأي يرى أن هذا المصطلح ذو مغزى طبقي اجتماعي. ويستند هذا الرأي إلى ما ورد في سفر الخروج(2:21) بشأن المصطلح الاجتماعي "عبري"، وإلى بعض الإشارات الأخرى مثل "أبرام العبري" (التكوين 13:24) والذي يقصد به إبراهيم الذي كان "غريباً في أرض كنعان"، ولا يتمتع بحقوق المواطنة الكاملة، وكذلك المكانة الاجتماعية المتدنية، التي كانت لبني إسرائيل في مصر.ومعنى هذا أن العبريين كانوا جماعة من الجماعات البدوية الرحل، كانت في نظر الشعوب الحضارية في المنطقة بمنزلة شعوب "عبرية" أي بدوية أدنى منهم حضارياً.وهناك نصوص توراتية أخرى تؤيد هذا الرأي القائل بأن "عبر" تعني "عرب" أو بدو أو أعراب، ولم تكن اسم جنس؛ ففي قصة يوسف تصف زوجة رئيس الشرطة يوسف بأنه "رجل عبري" (التكوين 14:39)، وبأنه "العبد العبري" (التكوين 17:39)، وبأنه غلام عبري (التكوين 12:41)، ويدل هذا على أن المقصود هو تعبير تحقيري يتعامل به أهل الحضر مع أهل البدو، وكذلك فإنه عندما أتى موسى إلى فرعون وتحدث معه باسم رب إسرائيل، لم يعرف فرعون من هو إله إسرائيل؛ فأوضح له موسى بأنه يقصد "رب العبريين". والنبي يونان يقول للملاحين الأجانب في السفينة "أنا عبري"، وبالإضافة إلى ما سبق فإن سفر اللاويين(39:25) يحرم استعباد الإسرائيليين، بينما تسمح النصوص الواردة في سفر الخروج (2:21) وفي سفر التثنية (12:15) وفي سفر إرميا (9:3-14) باستعباد "العبري" لمدة سبع سنوات قابلة للتمديد مدى الحياة؛ ما يبين وجود فرق جوهري بين الإسرائيلي والعبري في ذهن مدوني التوراة. ومعنى هذا أن التسمية "عبري" لم تكن تسمية مقصورة على من عرفوا بعد ذلك بأنهم بنو إسرائيل، وكانت تشمل شعوباً أخرى تجمعها رابطة واحدة مثل: مديان وعمون ومؤاب وآدوم وغيرهم، وهي شعوب كانت أدنى حضارياً من أهل الحضارات المصرية والكنعانية وغيرها، ويمكن أن نجد قرينة على هذا فيما هو شائع في أيامنا؛ حيث يطلق على الشعوب التي تتحدث باللغة العربية وتنحدر من أصول عربية اسم "الشعوب العربية"، ولكنهم فيما بينهم وبين أنفسهم "مصريين" و"سوريين" و"عراقيين"…الخ.
  • 6. رأي يعتمد على معنى الاسم في المعاجم العربية، حيث أن "العبر من الناس" هم "الغلف" أي غير المختونين، والمفرد منها "عبور"، والغلام المعبر هو "من كان يحتلم ولم يختن بعد". ويرى هذا الرأي أن وصف أبرام بالعبري إنما المقصود به "أبرام العبور" أي "الغلف"، ويستند في هذا الرأي إلى أن طقس الختان لم يكن قد فرض على "أبرام" والذي هو علاقة العهد بين الطرفين أي بين أبرام والآلهة، إذ إنه أبرم معه بعد أن أصبح اسمه إبراهيم : "وقال إلوهيم لإبراهيم…"(التكوين 17: 9-14).وفي قصة موسى كذلك؛ نجد أن ابنة فرعون عندما عثرت على رضيع يبكي مخبأ في سفط، وعرفت أنه ليس مصرياً قالت على الفور هذا من أولاد العبريين، أي من أولاد الغلف؛ لأن قدماء المصريين كانوا يمارسون ختان الذكور، ولم يأت أمر يهوه لموسى بختان أتباعه، إلا بعد فراره وجماعته من أرض مصر.
  • 7. الرأي الأخير هو أن كلمة "عبر" و "عرب" هما أصل الكلمة، واحدة تعرضت للإبدال أي قلب موقع الحرف داخل الكلمة، مع المحافظة على المعنى، ومعنى هذا أن التسمية "عبري" إنما وظفت للدلالة على أهل البادية الرحل، أي وصف حالة اجتماعية معنية وليس كاسم جنس، ويؤكد هذا أن "عرب" و"عبر" كانا ومازالا إلى حد ما، مصطلحين مترادفي المعنى في اللغة العربية.

أرتس يسرائيل

عبارة عبرية ذات دلالة دينية، تعني حرفياً "أرض يسرائيل"، وهي تستخدم للإشارة لأرض فلسطين وما حولها قبل وبعد الهجرة الصهيونية، وحدود الأرض أو أرتس يسرائيل غير معروفة على وجه الدقة؛ لأنها مقولة دينية ثابتة، وليست مقولة جغرافية متغيرة.

وقد جاءت في العهد القديم خريطتان مختلفتان (واحدة في سفر التكوين، والأخرى في سفر العدد) ومع هذا حولت الحركة الصهيونية هذه المقولة الدينية إلى مفهوم سياسي، وتحاول حكومة إسرائيل وأحزابها الصهيونية أن ترسم حدود الدولة مسترشدين بالعهد القديم وبمفهوم أرتس يسرائيل؛ ما يسبب كثيراً من الفوضى والعنف.

ومما هو جدير بالذكر أن اللغة العبرية لا تعرف كلمة فلسطين(وهذا يتفق مع التصور الديني اليهودي الذي يرى أن الأرض لا وجود لها إلا بالإشارة لليهود "والتاريخ اليهودي)، ولهذا؛ فأينما أشار يهودي إلى فلسطين فإنه يشير إلى أرتس يسرائيل. ولعل هذا المفهوم الديني هو الأساس لبعض الإشارات الصهيونية المضحكة المعادية للتاريخ مثل (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)؛ باعتبار أن الأرض هي أرتس يسرائيل التي لا وجود لها إلا بالإشارة "للشعب اليهودي" الذي يهيم على وجهه، ولا أرض له.

ويصر الصهاينة على عدم الإشارة إلى فلسطين إلا باعتبار أنها أرتس يسرائيل التي لم يطرأ عليها أية تغييرات تاريخية سكانية، وما حدث من تغييرات فهي طارئة ولا تمس الجوهر الساكن المقدس الذي لا يتغير. وقد أكد مناحم بييغن هذه النقطة في حديث له في إحدى مزارع الكيبوتس؛ حيث قال: أن اليهود لو تحدثوا عن فلسطين بدلا من أرتس يسرائيل، فإنهم يفقدون كل حق لهم في الأرض؛ لأنهم بذلك يعترفون ضمناً بأن هناك وجود فلسطينياً.

الدياسبورا

كلمة يونانية، معناها "الشتات" والمنفى، وهو كل مكان يعيش فيه اليهود كأقلية، وكل مكان لا يتمتعون فيه بالاستقلالية من الناحية السياسية أو الاجتماعية، وكل مكان يرتبطون فيه بكرم الأغلبية غير اليهودية، ويخضعون فيه ولثقافتها وطابع حياتها، وللضغوط اليومية


حريديم (متدينون)

"حريديم" أصبحت من الكلمات المألوفة في الخطاب اليومي في إسرائيل. وهي عادة تعني ببساطة "يهود أرثوذكس" أو "يهودي متزمت دينياً". وكثيراً ما تستخدم الكلمة في الصحافة الإسرائيلية والغربية بهذا المعنى، ومع هذا تشير الكلمة (بمعناها المحدد)، إلى اليهود المتدينين من شرق أوربا الذين يرتدون أزياء يهود شرق أوربا (المعطف الطويل الأسود والقبعة السوداء ويضيفون له الطاليت)، ويرسلون ذقونهم إلى صدورهم، وتتدلى على آذانهم خصلات من الشعر المقصوع.

 وهم لا يتحدثون العبرية، على قدر استطاعتهم (باعتبارها لغة مقدسة) ويفضلون التحدث باليديشية.

 وتتميز عائلات الحريديم بزيادة عددها ؛لأن أبناءها لا يمارسون تحديد النسل؛ ولذا فأعدادهم تتزايد بالنسبة للعلمانيين الذين يحجمون عن الزواج والإنجاب.

الجيتو :معازل خاصة باليهود

يعتبر الجيتو أشهر الأشكال الانعزالية اليهودية في العالم؛ بحيث أصبح يطلق على سبيل التعميم على كل شكل من أشكال الحياة اليهودية الانعزالية وسط الشعوب التي عاشوا بين ظهرانيها. وهو حي أو عدد من الشوارع  المخصصة لإقامة اليهود.

الجوييم (الاغيار)

الكلمة عبرية على صورة الجمع ومفردها "جوي"، وتعني غير اليهود. وأصل اشتقاق الكلمة غير معروف. ويرى بعض العلماء أنها جاءت من أصول غير سامية قديمة جداً، واستخدمها العبريون في العصور القديمة بمعنى الهوام والحشرات التي تزحف في جموع كبيرة، مكررة مرتين للتهويل، فكانوا يقولون "جوى-جوى" ومن هذا التركيب الإزدواجي بقي في لغتنا العربية لفظ "غوغاء" ومعناها أيضاً جموع الجراد، ثم انتقل إلى معنى الكثير المختلط من الناس، ثم أصبح يدل على السوقة والأشرار بصفة خاصة وقد سلكت "جوى" العبرية نفس الطريق في تطويرها من إفادة معنى الهوام والحشرات إلى اختلاط الناس ثم إلى سفلتهم وأشرارهم. ومن هنا؛ خصصتها العنصرية الإسرائيلية منذ القدم للإشارة إلى الناس جمعيا من غير اليهود، وقد توسع أحبار اليهود في مدلول الكلمة؛ فأضافوا إليها معنى القذارة المادية والروحية والكفر، وأصبحت بمثابة سبة تلصق باليهودي الذي يتعدى حدود الدين.

مزرحيم:

مزراحيم: وتعني حرفيا "الشرفيون" والاستخدام الاصلي لهذه الكلمة جاء كترجمة عبرية للمصطلح العربي "مشرقيون" (سكان المشرق العربي)، او الجزء الاسيوي منه، وفي الاستخدام الاسرائيلي فان هذه الكلمة تشير الى جميع اليهود المهاجرين من البلدان العربية واسيا.

انها تسمية لاثنية يهودية في اسرائيل تضم المهاجرين من الدول الاسلامية وقد برزت هذه التسمية في خمسينات القرن الماضي اثر الهجرة الجماعية لليهود العرب، ان تسميات من نوع (سفارديم)، (يهود الدول العربية)، تعتبر تعبيرات مرادفه لـ(شرفيين) علما ان مثل هذه التسميات ليست قاطعة فمثلا يتم التعامل مع يهود اليمن على انهم سفارديم (مع انهم شرقيون) وهناك شرقيون لم يهاجروا من الدول العربية او الاسلامية (كدول افريقيا).

يرى البعض ان سبب هذه التسمية(الشرقيون) نابع من ان يهود وسط اوروبا كانوا يطلقون على يهود شرق اوروبا(يهود شرقيون) كنوع من النعت السيء وهؤلاء بدورهم اطلقوا على المهاجرين من الول الاسلامية (يهود شرقيين) بالبعد السلبي للكلمة.

وفي اسرائيل ما قبل قيام الدولة كانو يستخدمون مثلا تعبير (السفارديم، وطوائف الشرق) حين يتم الحديث عن غير الاشكناز حتى انه في انتخابات الكنيست الاولى ذهبت قائمتهم بهذا الاسم.

غالبية اليهود الشرقيين هاجروا الى اسرائيل بعد قيام الدولة وعاشو في "المعبروت" بكل معاناتها قبل ان يتم توزيعهم الى بلدات التطوير وهوامش المدن، وقد ادى هذا التمييز ضدهم من قبل القيادة الاشكنازية الحاكمة الى ان يتوجهوا لتاييد الاحزاب المعارضة.

حتى اليوم لا زال الشرقيون ادنى درجة من الاشكنازيم من حيث اوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية وموقعهم السياسي، فعلى سبيل المثال يبين المسح الذي اجراه معهد ادفا سنة (2004) ان معدل دخل اليهود الشرقيين يقل عنه لدى الاشكناز بـ (36%).

سفارديم:

"السفارديم": هم اليهود الذين يعودون في اصولهم الى شبه الجزيرة الايبيريه (اسبانيا والبرتغال)، والذين هربوا من العسف المسيحي الكاثوليكي بعد سيطرة فردناند وايزابيلا على الاندلس سنة (1492) او بعد قرار ملك البرتغال منويل سنة (1497).

ان السفارديم لا تعني بالضرورة اليهود الاسبان ولكنها تعني اليهود اصحاب الطقوس الاسبانية وهذا المعنى ايضا ينطبق على الاشكناز كما ذكرنا سابقا باعتبارهم اليهود اصحاب الطقوس الالمانية ونظرا لان السفاردية كمصطلح بات يستخدم ليدل على اليهود غير الاشكناز فقد ادمج كل من العرب والفرس وبشكل خاطئ ضمن نطاق هذه التسمية.

ان اكبر الجاليتين المتشكلتين من اليهود الهاربين من اسبانيا سكنتا سالونيكا واسنتبول، بينما سكنت الجالية الثالثة الاقل عددا في المغرب في حين تحول عدد منهم الى نصارى ولكنهم عادوا الى اليهودية بعد ان استقروا في ايطاليا ، هولندا، انجلترا، المكسيك، دول البحر الكاريبي، جنوب افريقيا.

وياتي اعتبار من ليس اشكنازي بحكم سفاردي من منطلق ان جميع الشرقيين يعتمدون الطقوس الدينية السفاردية .

وقد اطلق البعض على الجاليات اليهودية في افريقيا واسيا من غير المنحدرين من اصول سفاردية او اشكنازية تسمية الشرقيين، اخرون اعتبروا العرب اليهود هم سفارديم بحكم طريقة العبادة خاصة وانه يجمعهم كتاب (شلحان عروخ ????? ????) ولكنهم بالمقابل اطلقوا عليهم اسم المستعربين.

اشكنازيم:

"اشكنازيم او اشكناز": مصطلح استخدم عند الادباء اليهود اشارة الى المانيا وعلى الاخص المنطقة الواقعة على نهر الراين، حيث يميل البعض للاعتقاد بوجود علاقة بين هذا الاسم واسم المقاطعة الالمانية "سكسونيا" وقد شاع استخدام مصطلح الاشكناز او الاسكنازيم للدلالة على يهود المانيا في البداية وشيئا فشيئا تم التوسع في استخدام هذا الاسم ليشمل يهود اوروبا باستثناء البلقان بحكم انتشار يهود المانيا لاحقا.

كانت الاشكنازية كمصطلح جغرافي تضم يهود المانيا وفرنسا وجيرانهما من النمسا شرقا وحتى بريطانيا غربا وتم النظر الى يهود بولندا وروسيا ودول البلطيق باعتبارهم اقل تحضرا ولكن بعد الحرب العالمية الثانية وتشتت اليهود الاوروبيين تلاشت هذه النظرة وانمحت الفوارق تقريبا لتصبح لغة الايديش اساسا مهما للتفريق بينهم وبين السفارديم.

والاشكناز مصطلح يعني في اسرائيل اليهود الذين يؤمنون بـ ويمارسون المعتقدات الدينية الاشكنازية وهي طقوس وعادات وتفاسير توراتية تم تطويرها مع الزمن، اضافة الى اليهود الذين جاءوا من اوروبا الشرقية او انحدروا من عائلات اشكنازية معروفة بغض النظر عن بلدانها الاصلية التي هاجرة منها.

وهذا المصطلح يحمل ابعادا سياسية كبيرة تعتمد في تحديدها على منطلقات الشخص الذي يستخدمه فمثلا معظم يهود هولندا، وكثير من يهود بريطانيا والمانيا في الخارج هم سفارديم ولكن يتم التعامل معهم في اسرئيل باعتبارهم اشكنازيم.

والاشكناز ليسو فقط من قاد المشروع الصهيوني ولا يزالون، بل انهم من رسم حدوده وخطوطه التفصيلية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.... على ارض الواقع، وهم الذين استاثروا بمقدرات اسرائيل وشكلوا عماد نخبها الختلفة.

عليا: 

معناها الاصطلاحي "هجرة إلى فلسطين"، أما معناها الحرفي فهو "صعود".

 والربط بين الهجرة والصعود يعود إلى الاعتقاد الديني اليهودي المستند الى الرواية التوراتية التي ترى في الكرة الأرضية فضاء منبسطا ذا مركز مرتفع، هو "أرض اسرائيل"، تتبوأ القدس فيها قمة هذا المرتفع، وعليه فان اليهودي الذي يأتمر بوصايا الرب، وينتقل من أي بقعة في العالم متجها صوب (أرض اسرائيل)، فانه وفقا لهذه الرؤيا يقوم بالصعود اليها، والامر ذاته ينطبق على من يتوجه من (أرض إسرائيل) إلى القدس، المكان الاكثر ارتفاعا في العالم.

ان مفكري الحركة الصهيونية الاوائل، وفي سياق سعيهم لتوحيد مجموعات بشرية مختلفة في انتماءاتها القومية والطبقية والثقافية، وجدوا في توظيف الدين اليهودي رموزا واصطلاحات اداة ناجعة لتنفيذ هذا الهدف، وهو الامر الذي استوجب اعادة انتاج مفردات الوعاء الفكري القديم، وشحنها بدلالات سياسية وفكرية جديدة تتماهى وروح المشروع الكولنيالي الصهيوني.

في هذا الاطار اصبحت كلمة (عليا) مصطلحا سياسيا او بشكل ادق مصطلحا ايديولجيا يعني العودة اليهودية القائمة على اساس عقائدي ديني او قومي (صهيوني) من "المنفى" الى "ارض اسرائيل".

يَريدا:

تأسيسا على ما سبق، فان هذه المفردة اللغوية التي تعني "هبوط"، نقيض الصعود اصبحت مصطلحا نقيضا لمصطلح (عليا)، وتم قصرها كمصطلح بما يفيد معنى الهبوط من ارض اسرائيل المرتفعة حسب الرواية التوراتية الى اراضي الغرباء الاقل ارتفاعا او بكلمات اخرى مغادرة ارض اسرائيل الى اية بقعة في العالم والمصطلحات السياسية المعاصرة فإنها تعني: الهجرة المعاكسة.

هجيرا:

وتعني لغويا الهجرة ولكنها كمصطلح أُعيد انتاجه وفق مقاسات التيرمنولوجيا الصهيونية، بات يحمل في ثناياه شحنات ثقيلة من ذلك الفكر، جعلته يتجاوز حدود الوصف الموضوعي لفعل الانتقال، ويذهب للغوص في دوافع هذا الانتقال الى درجة انه اصبح مقتصرا على وصف حركة الانتقال السكاني بين اي مكانين في العالم طالما ان الوصف لا يشمل حركة انتقال يهودية او حركة انتقال من او الى فلسطين.

فالانتقال السكاني من دول الجنوب الى دول الشمال مثلا او من اوروبا الشرقية الى اوروبا الغربية هي (هجيرا) وانتقال اي شخص اجنبي الى اسرائيل اذا كانت الاجانب مثلا هي ايضا كذلك، وهجرة اليهود انفسهم الى السرائيل اذا كانت دوافعها اقتصادية محضة تندرج تحت هذه التسمية اما اذا كانت دوافعها دينية او قومية تصبح حينها (عليا) وليس (هجيرا) من هنا فان هجرة اليهود الروس الى اسرائيل يتم وصفها في الادبيات الاسرائيلية ب (هجيرا) وليس (عليا) بحكم ان منطلقاتها لم تكن خالصة لوجه المشروع الصهيوني او تطبيقا لوصايا اله اسرائيل.

من جانب اخر فان انتقال الشخص اليهودي المقيم خارج اسرائيل من مكان الى اخر في ظروف معينة تعتبر (هجيرا) بينما لا تعتبر كذلك في ظروف اخرى انطلاقا من هذا المبدا.

نشّيرا:

وتفيد لغويا معنى التساقط .او التخلص من شيء زائد غير مفيد. ففي عالم النبات تطلق على عملية تساقط الثمار غير السليمة(التنفيل) او حتى تساقط اوراق الشجر، اما في عالم الحيوان فتستخدم لتصف عملية تغيير الافعى لجلدها القديم، او عملية "القلش" التي تمر بها الطيور والتي يتساقط خلالها ريشها.

وقد اعيد انتاج هذه المفردة اللغوية حديثا على مقاسات الرؤيا الصهيونية لتصبح مصطلحا سياسيا يطلق على هجرة اليهود من مواطنهم الاصلية الى غير "ارض اسرائيل" كما رغب او خطط لذلك صناع القرار في الوكالة اليهودية وفي اسرائيل.

ولقد زاد استخدام هذا المصطلح في الكتابات الرسمية الاسرائيلية في السنوات الاخيرة لوصف هجرة اعداد من الروس الى الولايات المتحدة واوروبا الغربية مفضلين هذه البلدان على اسرائيل مع ان جزءا من هؤلاء المهاجرين كان قد سمح لهم بمغادرة جمهوريات الاتحاد السوفيييتي (سابقا) بحكم حصولهم على اوراق من اسرائيل تفيد بوجود اقارب لهم فيها وبرغبتهم التوجه الى اسرائيل.

على اية حال ،فهذا المصطلح يحمل في طياته موقفا وحكما واضحين، وليس وصفا لعملية الانتقال من مكان الى اخر، كما انه يقتصر على اليهود دون غيرهم من البشر.

ذلك ان انتقال اسرة روسية ذات ثقافة شيوعية او اسلامية او حتى مسيحية من روسيا الى امريكا مثلا لا تعتبر (نشّيرا) بل توصف بانها هجرة، اما لو قامت بذلك اسرة يهودية فهي تعتبر (نشّيرا).

شْأريت هبليطا: 

هذا المركب اللغوي العبري يقابله بالعربية معنى "فلول" ومنها نقول "فلول الاعداء" اي بقاياهم او جموعهم المشتته، وفي الواقع فان هذا التعبير كغيره من المفردات والتراكيب اللغوية العبرية تم شحنها كما مر معنا بمضامين سياسية ودينية حديثة صهيونية وصارت تقتصر على فلول الجاليات اليهودية، وهكذا حين يقال (شاريت هبليطا) يكون المقصود بها ما تبقى من اليهود في روسيا وذلك لاقتران اللجوء باليهود او تماهي اللجوء في اليهود.

ومن الواضح ان مثل هذا الترادف او الربط بين (اللجوء واليهود) مؤسس على التفسيرات الدينية اليهودية المتقاطعة مع الاطروحه الصهيونية في اعتبار ان اليهودي في غير ارض اسرائيل هو مجرد لاجئ لا غير، ان وجود "الجاليات" الطوائف اليهودية بين الشعوب الاخرى هي حالة من اللجوء المؤقت وقد حان الوقت لكي تنتهي وعليه فان على كل يهودي طالما ان امكانية هجرته الى ارض اسرائيل قائمة ان يسارع الى انهاء حالة لجوئه والعودة الى ارض اسرائيل تطبيقا لاوامر الشريعة اليهودية، ان مثل هذا التفسير الديني/الصهيوني يقابله ويناقضه تفسير ديني يهودي اخر يرى في المنفى حالة طبيعية ولازمة وان على اليهود الابقاء عليها لا انهائها قبل اوانها لان من شان ذلك ان يعجل في نهاية العالم ذلك ان النهاية الاكيدة والحتمية لحياة المنفى حسب تفسيرهم ترتبط فقط بظهور "المسيا" المخلص في "ارض اسرائيل".

هاتيكفاه

كلمة عبرية، معناها الأمل. وهذا الاسم هو اسم نشيد الحركة الصهيونية، ونشيد إسرائيل القومي الذي كتبه نافتالى هرزاً مبر (1856-1909) عام 1886.

وتصاحب النشيد موسيقى شعبية يرجع أصلها إلى أوروبا الوسطى (ألمانيا- بولندا- رومانيا). والنشيد يتحدث عن أمل عمره ألفا عام- أمل الشعب اليهودي في العودة إلى المدنية، التي كان يقطنها داود، وإلى أرض الآباء، ليجد الحرية والسلام هناك.

 والنشيد تلخيص جيد للتعريف أو التبرير الصهيوني "للقومية اليهودية"، فهي قومية لا تستند إلى واقع تاريخي أو جغرافي محسوس، إنما تستند إلى حلم وأمل أناس لا يتحدثون نفس اللغة، ولا يقطنون في نفس الأرض، ولا ينتمون إلى نفس التقاليد الحضارية ولا يشاركون في صنع نفس التاريخ لأنه منذ ألفي عام.

وقد استقر مؤلف النشيد في فلسطين، حيث كان يعمل سكرتيرا للورنس أوليفانت الصهيوني المسيحي ولكنه غادرها عام 1887 دون عودة.

وفيما يلي نص النشيد:

طالما ظل القلب ينبض بالروح اليهودية.

وطالما ظلت العيون تتطلع إلى صهيون في الشرق.

فإننا لن نفقد الأمل.

الأمل القديم الجديد.

في العودة إلى أرض أجدادنا.

إلى المدينة التي عسكر فيها داود.

وبموجب اقتراح من الدكتور مطمون كوهن مؤسس كلية هرتسليا استبدلت كلمات:

"العودة إلى أرض أجدادنا إلى المدينة التي عسكر فيها داود، بكلمات":

"في أن نكون شعبا حراً في أرضنا أرض صهيون والقدس". 

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. غير معرف10/05/2018

    من افضل ما قرأت بخصوص المفاهيم الاسرائيلية حيث انه شامل وكامل
    شكرا لكم ولمن كتب هذا المعجم في المفاهيم والمصطلحات الصهيونية

    ردحذف
  2. غير معرف5/06/2021

    شكرا جزيلا
    لقد افادتني هذه المصطلحات كثيرا كباحث في التاريخ والصراع العربي

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال