تاريخ مهنة الحلاقة
كانت الحياة في قلقيلية قديما بسيطة وهانئة، ولم تكن البلد بالاتساع التي هي عليه أليوم، وقد تركزت معظم محلات الحلاقة قبل عام 1948م، في منطقة المسجد القديم، حيث شكّلت مركزا للنشاط التجاري خلال سنوات الانتداب البريطاني، وحتى مطلع الستينات من القرن الماضي، وضمّت حينها سوقاً صغيرة للخضار واللحوم والأسماك، وبعض المحلات التجارية لبيع الأقمشة والمواد التموينية..وغيرها.
ومع اتساع قلقيلية وانتشار الحركة العمرانية فيها، وبناء سوق الخضار عام 1962م، بدأت تنشط الحركة التجارية على الشارع الرئيسي، وشارع البلدية، ومنطقة السوق.
محلات الحلاقة القديمة، التي كانت موجودة في منطقة المسجد القديم:
- - محل أبي حافظ القشوع- كان محله ملاصقا للمسجد القديم من الجهة الجنوبية، وتمتْ إزالة المحل نهائيا، عندما هدم الجزء الجنوبي من المسجد عام 1955م، وأعيد بناؤه عام 1956م
- - محل مجاهد القشوع- وكان محله مقابل دكان الحاج شحادة أبي دية
- - محل حسن خضر عفانة وابنه علي، وكان في محل ملك الحاج عبد الغافر أبي جبارة، بالقرب من ديوان آل شريم
- - محل أسعد القاسم شريم- وكان في ساحة ديوان آل داود، مقابل دائرة الصحة الجنوبية.
- - محل أبي صلاح - وهو من دير غسانة، وكان عند مدخل زقاق البلابسة من الجهة الشمالية، وانتقل بعدها إلى محل يملكه على الشارع الرئيسي، وهو حاليا (محل كل شي حلو)
- - محل الشيخ موسى عبد الله صبري - وكان في شارع المسمكة، المؤدي الى المسجد القديم.
محلات الحلاقة على الشارع الرئيسي:
- - محل عبد الله موسى صبري (أبو زياد)، وكان على الشارع الرئيسي بالقرب من مطعم فراس، وانتقل بعدها إلى حي الصبارنة، في محل يملكه، يقع مقابل مكتب تكسي البحري القديم.
- - محل مصطفى خضر عفانة، وبعده ابنه درويش عفانة (أبي وائل)- في محل ملك أبي علي البوليس
- - محل أبي الفاروق الهندي- إبراهيم مصطفى الهندي- على الشارع الرئيسي ملك عبد الرحمن الشيخ حامد
- - محل العبد السيباوي وأخيه سعيد (وهما مهاجران من قرية كفر سابا المحتلة عام 1948م، وعملا في مهنة الحلاقة حتى حرب عام 1967م)، وكان المحل مقابل محل أبي الفاروق الهندي، في المكانن الحالي لصالون البراء.
- - محل أبي غالب الهندي- محمد عبد القادر الهندي - مقابل صيدلية السلام، وحاليا تحت دار الإفتاء على شارع نابلس.
- - محل أحمد محمد ذيب الهندي وابن شقيقته عبد الله حسين ابو الشيخ - في عمارة عاشور
- - محل عبد الرحمن قشوع- ابو بلال- ويعمل فيه ابنه مروان- بجانب مكتبة الطالب. وهو من المحلات القديمة الذي لا يزال يعمل منذ عام 1964م حتى تاريخ اليوم.
- - محل مصطفى خليفة الخطيب - ابو عدنان- من كفر سابا، وكان بجانب محلات أبي حاتم الحوتري، مقابل مبنى البلدية القديم.
ولا يزال أبو غالب الهندي يمارس مهنة الحلاقة في محل على شارع نابلس، تحت دار الإفتاء الشرعي، رغم أنّ عمره تجاوز الـ 88 عاما (مواليد عام 1932م)، ويعتبر أبو غالب أقدم الحلاقين الذين لا يزالون يمارسون مهنة الحلاقة، وثاني أقدم الحلاقين في قلقيلية من حيث طول مدة ممارسة المهنة (بعد المرحوم حسن خضر عفانة- ابو علي-65 سنة)، حيث تجاوزت الأربعة والستون عاما.
كما أنّ الحلاق محمد عمر أبا الشيخ (أبا سمير)، يعتبر ثالث أقدم الحلاقين من حيث طول مدة ممارسة المهنة، وثاني أقدم الحلاقين، الذين لا يزالون يمارسون المهنة بعد الحلاق أبو غالب الهندي.
وقد تعلم أبا سمير مهنة الحلاقة في محل العبد السيباوي وأخيه سعيد، ولا يزل يمارس مهنة الحلاقة منذ ما يقارب الخمسة والخمسون عاما .
وعمل المرحوم الحاج احمد ذيب الهندي والمرحوم عبد الله حسين أبو الشيخ، والمرحوم إبراهيم مصطفى الهندي (أبو الفاروق)، لأكثر من أربعين عاما في مهنة الحلاقة
وقد مارس المرحوم عبد الرحمن قشوع (أبو بلال) مهنة الحلاقة لمدة أربعين عاما (1964-2004م).
أما المرحوم اسعد قاسم شريم فقد مارسها لأكثر من 35 عاما.
وعمل المرحوم علي حسن عفانة مع والده، ومارس مهنة الحلاقة مدة خمسة وأربعون عاما، من عام 1954- 2009م.
والحلاقة مهنة عريقة توارثها الآباء والأجداد، ونشأت عندما بدأ الإنسان، يهتم بمظهره الخارجي، واخذ بقص شعر رأسه، وتهذيب لحيته.
الحلاقة قديما
والحلاق يطلق على الشخص الذي يحلق الشعر للرجال، أما التي تحلق شعر النساء فكانت تسمى "الماشطة"، التي تعرف اليوم بالكوافيرة، وكانت تقوم بتحنية شعر العروس وتصفيفه. وكانت إلام قديما هي التي تقوم بقص شعر بناتها، وربما إحدى الجارات او القريبات التي تتقن قص الشعر.
وفي فترة الانتداب البريطاني كان يأتي الى قلقيلية الحلاق المتجول، الذي كان يجوب شوارع واحياء البلدة على حمار، ويحمل معه عدّة الحلاقة البسيطة، في حقيبة جلدية أو كيس من القماش، ويقوم بالحلاقة لرب الاسرة ولأولاده مقابل اجر عيني زهيد (قمح او دقيق)، كما كان الحلاق يقوم بختان الاطفال في الاحياء التي يزورها، مرة او اكثر في الشهر، وفق عدد سكان الحي، وحاجتهم إلى قص شعورهم.
ومن أشهر الحلاقين المتجولين في سنوات الأربعينات، الذين يذكرهم الحاج محمد هلال (ابو بلال 89عام) هو الحاج طاهر الكلبات من نابلس، الذي كان يمارس الحلاقة وختان الأطفال. كما كان يأتي الى قلقيلية خلال فترة الانتداب البريطاني حلاقين متجولين من مصر ولبنان.
ولم يستقرّ الحلاق في دكان، إلا في فترة الانتداب الانجليزي، نتيجة لما جاء به هذا الانتداب من مفاهيم وتقاليد جديدة إلى بلادنا. ويشمل الدكان كرسي مرتفع نسبيا، يسمح للحلاق بحلاقة رأس الزبون، وهو يقف بجواره، ومن دون الانحناء عليه. كما يضم مرآة كبيرة أمام كرسي الزبون، وأخرى خلفه ليشاهد الزبون مجريات عملية الحلاقة، وكذلك توضع بضعة مقاعد للمنتظرين أدوارهم، ومرايا صغيرة وكبيرة على الجدران، وكان محل الحلاقة يزين بمزهريات وبآيات من القرآن الكريم.
الحلاقة بين الماضي والحاضر
وتوضع على رف سفلي أمام كرسي الحلاقة، أدوات الحلاقة التي لم تتعدى، المقص وماكينة الحلاقة اليدوية، والأمشاط، والموس لحلاقة الوجه، الذي كان يشحذ (يسنّ) بحزام جلدي خشن، ويُعلّق على الجدار، وصابون حلاقة مع وعاء له، وبودرة بيضاء مع اسفنجة، واصباع من الشبة (يفرك به الحلاق مكان الجرح عند حلاقة وجه الزبون)، وفرشاة لتنظيف الرأس والعنق بعد الحلاقة، ومريول من القماش، لوقاية ثياب الزبون من الشعر. وتضم عدّة الحلاقة أيضا، ماسورة او كرارة من الخيطان القوية، يستخدمها الحلاق لنتف شعر خدود الزبون بالخيط.
كان الحلاقون يرطّبون شعر الزبائن بواسطة أيديهم المبلولة، قبل ان تظهر (بخاخات) الماء، وكان المحل نظيفاً ومرتباً، تفوح فيه رائحة عطر الكولونيا، الذي يرش على وجه الزبون، بعد اتمام حلاقة وجهه.
وكانت الأمشاط قديما تصنع من عظام الحيوانات، قبل أن بدأت تصنع من الخشب، وبعدها من البلاستيك.
وكان الحلاق يحلق للمخاتير والوجهاء في بيوتهم، وبعد أن يقوم بمهمته كان الوجيه يقدم له بعض الطعام والشراب والحلوى، أما الأجرة فكان يتقاضاها إما نقدا او عينا، بعدة صاعات من القمح، يحصل عليها بعد الحصاد.
ويقول الحاج زكي الشنطي (من مواليد 1918م) انه عندما افتتح الحلاق محلاً يمارس الحلاقة فيه، اخذ الرجال وأولادهم يزورون الحلاق في محله ليحلق لهم رؤوسهم وذقونهم. وكان أفراد العائلة - حتى نهاية الخمسينات من القرن الماضي - يحلقون جميعاً عند حلاق واحد، ابتداءً من الأب وانتهاءً بأصغر أولاده، وكانت الأجرة تعطى للحلاق "شهريا"، اذا كانت نقدا، او يتقاضى اجرا عينياً عن الحلق طوال العام، ويشمل صاعات من القمح، يقدمها له الزبون بعد الحصاد، والقليل من الناس من كان يدفع له نقدا. الا ان الأجر العيني بدأ بالانحسار تدريجيا، حتى اختفى تماما مع بداية الستينات من القرن الماضي، وأصبح اجر الحلاقة نقداً لا عيناً.
ويقول الأستاذ عبد اللطيف موافي ان كل افراد عائلات آل موافي- الاجداد والاباء والابناء، كانوا يحلقون عند حلاق واحد، ويدفعون له الأجرة عيناً - من القمح- في موسم الحصاد.
ولم تكن الناس في ذلك الوقت تعرف الكثير عن قصات شعر الرجال، وتتم بحسب أعمار ومكانة الزبائن، والتقاليد الاجتماعية السائدة. فالكبير الذي يلبس الكوفية يكون شعره قصيراً اي نمرة 2، والصغير حتى الصف السادس ابتدائي كان يحلق على الصفر. اما الكبار ممن لا يلبسون الكوفيات، مثل المدرسين، فكان يحلق شعرهم (وسط) ومهذباً، اما الشباب فكان يفضلون ترك شعر مقدمة الرأس أطول قليلا من باقي الشعر، وتسمى (الغُرّة)، ويردها الشاب إلى الوراء، عند تمشيط شعره.
وتشمل الحلاقة ايضا نتف شعر الخدود، وتهذيب شعر الحواجب، وقص وتهذيب شعر الشارب، وفتله أحيانا، اذا كان الشارب طويلا.
وبعد اتمام عملية الحلاقة يقول الحلاق للزبائن كلمة (نعيماً)، وهي إشارة إلى انتهاء الحلاقة، سواء أكانت هي حلاقة شعر رأس، أم شعر ذقن، وسواء أكان الزبون صغيراً أم كبيراً، وينهض الزبون من الكرسي حال سماع كلمة نعيماَ، ويدفع الأجرة للحلاق.
ولم تكن الاجرة سابقا محددة للكبار، فكان الرجل يدفع للحلاق حسب مروؤته وإمكانياته المادية، اما الصغار فكانت الأجرة محددة تقريبا، وفي مناسبات الأعياد كانت أجرة الحلاقة تزيد قليلاً، وتعطى تحت اسم عيديه للحلاق.
وكنا ونحن تلاميذ في المرحلة الابتدائية ملزمون بحلق شعر الرأس كاملا، أي على الصفر. وكان المعلم المناوب يقوم بتفتيش الطلاب الواقفين في الطابور الصباحي، فاذا استطاع ان يمسك شعر الطالب بين إصبعيه، يعني ذلك ان شعره طويل، ويجب عليه قصه، فيطلب منه الوقوف جانبا، وبعد الانتهاء من التفتيش، يقوم البواب الذي يحمل المقص، بشق فروة رأس التلميذ بالمقص، حتى يضطر التلميذ الى حلق شعره، بعد الانتهاء من دوام ذلك اليوم.
وكنا لا نطلق (نربي) شعرنا الا في العطلة الصيفية، وقبل بداية العام الدراسي بايام، كنا نذهب الى الحلاق، ونحلق على الصفر!
وبعد انتهاء المرحلة الابتدائية، كان يُسمح لنا اطلاق شعرنا في المرحلة الاعدادية، لكن ضمن الحدود المقبولة، وعندما كنا نذهب للحلاق، نطلب منه "تصليح الشعر"، أي تهذيبه، وليس حلقه على الصفر.
وكان الحلاق يضع للأطفال الصغار لوحاً من الخشب، يُحَّمل على مساند كرسي الحلاقة، ويجلس عليه الطفل، او يضع لطفل اكبر، مخدة على مقعد كرسي الحلاقة، لرفع الطفل في جلوسه، حتى يتمكن الحلاق من انجاز الحلاقة، من دون الاضطرار الى الانحناء على الزبون.
ويمسك الحلاق رأس الطفل بإحدى يديه، بينما تشق ماكينة الحلاقة، التي يحملها باليد الاخرى، طريقها وسط شعر فروة رأسه، ملتهمة ما زاد عنها، ويحرك خلال الحلاقة رأس الطفل، تارة يمينا واخرى يسارا، حسب متطلبات عملية الحلاقة.
ولم تكن محلات الحلاقة كثيرة مثلما هي في أيامنا هذه. ففي الوقت الذي كان فيه عدد الحلاقين محدودا في قلقيلية، لم يتجاوز عددها في وقتٍ واحد، وعلى مدى أربعة عقود، عدد أصابع اليدين، نجد اليوم محلات الحلاقة (او الصالونات)، وقد انتشرت في كل مكان، وتزيد بشكل كبير عن حاجة البلد الفعلية، لهذا العدد الكبير من الصالونات.
فقد قدم الى قلقيلية بعد حرب عام 1967م اكثر من خمسة الاف مواطن من غزة، والمئات من ابناء الضفة الغربية، واقاموا في قلقيلية، ليكونوا قريبين من مراكز العمل الإسرائيلي، وأخذت محلات الحلاقة تزداد شيئا فشيئاً، لكن انتشارها اخذ يزداد بشكل كبير، بعد انتفاضة عام 1987م، بسبب إغلاق سوق العمل الاسرائيلي امام العمالة الفلسطينية، واشتراط الحصول على تصريح للعمل من الإدارة المدنية، حيث اخذت محلات الحلاقة تنتشر في قلقيلية بشكل كبير، حتى وصل عددها - حسب تقدير الحلاق (مروان قشوع) الى أكثر من 200 محل، يماثلهم في العدد حلاقات السيدات- الكوافيرات، اللواتي يمارس البعض منهن أعمالهن في صالونات مخصصة لحلاقة السيدات، بينما البعض الآخر منهن لا يملكن الصالونات، ويتخذن من احدى غرف البيت مكانا للحلاقة.
ومع مرور الوقت أخذت محلات الحلاقة تهتم بالديكورات والإنارة، ومنذ خمسينات القرن الماضي، أضافت بعض محالات الحلاقة إلى أصولها جهاز الراديو، الذي يبث الموسيقى والأغاني والإخبار. كما وضعت بعض الصحف والمجلات حتى يتسلى بها الزبائن، الذين ينتظرون دورهم. وفي الوقت الحالي لا يخلو أي محل حلاقة من جهاز التلفزيون، مع لاقط المحطات الفضائية.
أما أدوات الحلاقة فقد شهدت هي الأخرى بعض التطور، إذ ظهرت آلة الحلاقة الكهربائية، ومجفف الشعر (السشوار)، إلى جانب أدوات الحلاقة التقليدية..
ومهما بلغ محل الحلاقة الذي نقصده اليوم من فخامة، تبقى أدواته قليلة العدد، وبتكلفة متدنية جدا، مقارنةً مع مستلزمات مهن عديدة أخرى، فهي لا تتجاوز مقص ومشط ومرآة وكرسي ومجفف شعر، وآلة قص كهربائية، وآلة تنعيم كهربائية، وشفرات حلاقة بدل موس الحلاقة القديم، والمريول وبعض البشاكير الصغيرة، مما شجع العديد من الشباب العاطلين عن العمل، على تعلم الحلاقة واتخاذها مهنة لهم، وتدربوا عليها في مراكز تعليم الحلاقة في نابلس، وافتتحوا محلات في كافة انحاء قلقيلية.
كما حدث تطور كبير في قصات شعر الشباب، وأصبحت حلقة المارينز والحلقة على الصفر، هي السائدة لدى الكثير من شباب اليوم، ونادرا ما نجد في قلقيلية هذه الايام حلاقا من غير الشباب، باستثناء الحلاق أبو غالب الهندي، الذي تجاوز عمره ال 82 سنة، ويمارس الحلاقة منذ أكثر من ستين عاما.
وتوجد بين كل فرد منا وبين الحلاَّق علاقة منتظمة، نتيجة اعتياده وارتياحه له عبر سنين طويلة، والتكرار الدوري لهذه العلاقة، وفق إيقاع شبه ثابت، إنه الشخص الذي أوكلنا إليه قص شعر رأسنا مرةً، وأعجبنا حلقه، فأصبح الحلاَّق المعتمد، الذي نقصده دون غيره، كلما احتجنا إلى قص شعرنا، وأصبحنا بالنسبة له الزبون الدائم، وربما نشأت بيننا وبينه علاقات شبه شخصية، بحيث يصعب علينا ترك هذا الحلاق، والذهاب إلى حلاق غيره.
وكان حلاق الأمس إلى جانب مهنة الحلاقة، يعمل كالطبيب المداوي. فإلى جانب قيامه بحلاقة شعر رؤوس وذقون الزبائن، كان الحلاق يقوم بأعمال خلع الأسنان والأضراس، وختان الاطفال، والحجامة، لاخراج الدم الفاسد.
وكان الحلاق يخلع الأسنان التالفة او التي تسبب الآلآم بدون تخدير، ويضع بعد خلع السن قطنة مبللة بزيت القرنفل، مكان السّن المخلوع، للتخفيف من الآلآم.
قدامى الحلاقين في قلقيلية
المرحوم حسن خضر مصطفى عفانة أبو علي (1904-2002م)
المرحوم حسن خضر مصطفى عفانة (أبو علي) من اقدم الحلاقين في قلقيلية، وقد مارس مهنة الحلاقة لما يزيد عن خمسة وستون عاما (1925-1990م)، وهو من مواليد عام 1904م، وتوفي عام 2002م. وكان قد تعلم مهنة الحلاقة على يد اخيه مصطفى خضر عفانة، وافتتح محلا للحلاقة في محل يملكه المرحوم عبد الغافر جبارة، بالقرب من ديوان آل شريم، وعمل معه في محل الحلاقة ابنه المرحوم علي حسن عفانة، الذي قضى في مهنة الحلاقة نحو خمسة وخمسين عاما (1954-2009م).
وكان المرحوم أبو علي يقوم بالحلاقة لكبار السن والوجهاء والمخاتير والمرضى في بيوتهم، ويحمل معه عدة ولوازم الحلاقة في شنطة جلدية صغيرة. وحيث لم يكن في قلقيلية قديما طبيبا للاسنان، كان أبو علي يقوم بخلع الاسنان والاضراس التالفة لزبائنه وبادوات بسيطة.
كما عمل المرحوم الحاج اسعد قاسم شريم في مهنة الحلاقة منذ بداية الاربعينات من القرن الماضي، وحتى عام 1977م، اي لاكثر من 35 عاما. وكان محله يقع في ساحة ديوان ال داود الجنوبي، مقابل الصحة الجنوبية.
ويعتبر محمد عمر أبو الشيخ - أبو سمير- ثاني اقدم الحلاقين - بعد الحاج محمد الهندي - الذين لا يزالون يمارسون مهنة الحلاقة في قلقيلية، حيث تعلم مهنة الحلاقة في محل الحلاقيْن العبد السيباوي واخيه سعيد، وافتتح محلا للحلاقة في مبنى البلدية القديم عام 1965م، انتقل بعدها الى الشارع الرئيسي، ثم الى سوق بكر في وسط البلد- مقابل مسجد السوق، ولا يزال يمارس مهنة الحلاقة إلى تاريخ اليوم، أي لاكثر من 55 عاما.
الحاج محمد عبد القادر هندي- أبو غالب
أقدم الحلاقين في قلقيلية
عشق الحاج محمد الهندي (أبو غالب) مهنة الحلاقة وتعلمها على يد الحلاقيْن العبد السيباوي وأخيه سعيد عام 1954م. وكان محلهما يقع على شارع الحاج عبد الرحيم السبع مقابل محلات ال الشيخ حامد نزال، وعمل معهم حتى عام 1956م.
وبعد معركة المركز عام 1956م انتقل أبو غالب الى طوباس وافتتح فيها محلا للحلاقة، كما عمل في صالون محمد سقف الحيط للحلاقة في نابلس. وبد اقامته ثلاث سنوات في طوباس، عاد أبو غالب الى قلقيلية عام 1959م، وافتتح صالوناً للحلاقة في الجهة المقابلة لصيدلية السلام، على شارع عبد الرحيم السبع، وانتقل بعدها الى شارع نابلس.
ومنذ ان عمل أبو غالب بمهنة الحلاقة عام 1956م، لا يزال يمارس هذه المهنة الى تاريخ اليوم، رغم ان عمره تجاوز ال 88 عام (مواليد عام 1932م). ويعتبر أبو غالب ثاني أقدم الحلاقين في قلقيلية من حيث طول مدة ممارسة المهنة (بعد حسن عفانة 65عام)، حيث تجاوزت الاربعة وستون عاما - (1956-2020م). كما تراكمت لديه خبرات كبيرة في مهنة الحلاقة، ويعتبر من افضل الحلاقين في قلقيلية.
وقد تعلم ابناءه غالب وغسان مهنة الحلاقة من والدهما، وافتتح كل واحد منهما صالونا للحلاقة. ويقع صالون غالب على شارع الحديقة، بينما يقع صالون غسان على شارع نابلس.
اللي بيعرف ابو علي لازم بترحم عليه ، الله برحمك حسن خضر مصطفى عفانة
ردحذف