مراحل تأسيس مدينة قلقيلية ودخول واستقرار العشائر والعائلات
أحوال البلاد بجنوب بلاد الشام في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري (في العهد العثماني)
ذكرنا سابقاً ان احوال البلاد في بداية الحكم العثماني كانت مضطربه خاصة في جنوب بلاد الشام وانعدام الامن ، فبعث العثمانيون حملة عسكرية الى الجنوب لتوطيد الامن وتأمين طريق الحج بقيادة الامير عساف الفقاري وانضم الى الحملة كثير من القبائل العربية ومنها بطون من قبيلة النمر واحلافهم من طي وغيرها بقيادة عبد الله باشا النمر ودخلت الحملة نابلس نحو عام 1068هـ ووطدت الامن فيها وفوضت الدولة عبد الله باشا النمر واولاده سلطة مطلقة لتأمين الاستقرار في الجنوب(بعد وفاة الامير عساف الفقاري)، فشكل في نابلس حكومة ادارية برئاسة ولده علي أغا ، وشكل حكومة في القدس وشكل كتائب عسكرية ولاها ولديه يوسف وعثمان أغا ، وكان قد انضم الى الحملة جموع من عرب الشام ومعهم عشائر من البدو منهم (العيطه من طي ، والبشاتوه ومنهم النابلسي ، ومن عرب الغور العبيدات والجراحيون "ومنهم الخماش ، والجوهري ، وابو الهدى ، وفرحان بك دروزه" الذي يقال انه من الفريحات في جبل عجلون ، وسكنت تلك العشائر جبل نابلس ، واقول لعل عشيرة ابن عيسى وآل زيد نزلوا باقة الحطب في تلك الحقبة وانهم جاءوا مع تلك الحملة من شمال سوريا واستقروا في باقة الحطب نحو منتصف القرن الحادي عشر للهجرة أي قبل نحو (350) سنة من هذا التاريخ 1992م الموافق 1412هـ ثم تلك عبد الله باشا النمر نابلس للوالي الجديد علي باشا كيوان ، ولده يوسف أغا ، وخرج بمن معه من الفصائل الى البلقاء فبنى قلعة وشكل حكومة ، ثم رحل الى الكرك فصاهر العمرو وعهد اليهم بحراسة طريق الحج ثم اكمل بناء القلاع والحصون على طول الطريق الى العلا في الحجاز ، وبعد وفاة الامير عبد الله باشا النمر سنة 1080هـ واضطربت مرة اخرى ، فسار ابنه يوسف بك النمر بحملة اخرى من نابلس الى البلقاء والكرك ومعان وحارب المنشقين وتغلب عليهم ووطد الاستقرار والامن في شرق الاردن بعد تغلبه على عشائر الكرك واحلافهم من البدو وأجلى كثير من العشائر المسببة للفوضى الى جبل نابلس ومنها :
(بنو غازي ، والحواتره الى جماعين وسلفيت ، وعشيرة قمير الى كفر قدوم ، والشقران الى نواحي جنين ونزلت عشيرة جباره حجه ، والحرادات(اكبر عشائر العمرو الى الخليل ونابلس)، وأجلى التميمية من الكرك الى الخليل فعرفوا بالمجالي ، كما واسكن عدد من عشائر جبل نابلس من عرب وتركمان ودويكات في البلقاء والكرك .
اسماء عشائر باقة الحطب في القرن الثاني عشر الهجري التي كانت تقيم فيها مع عشائر مع داود وشريم ونزال وزيد وزهران
لا مجال للشك في ان عشائر داود وشريم ونزال وزيد وزهران وجباره كانت موجوده في باقة الحطب في القرن الثاني عشر للهجري أي قبل نحو (300) سنة ولايعرف بالضبط تاريخ قدومها الى باقة الحطب واغلب الظن ان نزولها في باقة الحطب كان نحو عام 1100هـ تقريباً أي قبل (300) سنة من القرن الاول من الحكم العثماني لبلاد الشام حسب تقديري
وسكن معها في تلك العهود عشيرتان كبيرتان هما (بنو عيسى ، والزلاباني) ولعل عشيرة بني عيسى جاءت من بادية الشام مع الجيش العثماني كما مر نحو عام 1068هـ وبنو عيسى من ربيعة طي وهم بنو عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن عقبة بن فضل بن ربيعه بن علي من طي الذين نزلوا بادية الشام وفلسطين وصاروا ملوكاً على العرب حتى نهاية القرن الثامن الهجري ، وقيل ان اصلها قبل ذلك من عيسى الفالوجي من العراق .
أما الزلاباني فلا يعرف اصلهم(وهم اقدم من ابن عيسى)وكانت عشائر داود وشريم ونزال وزيد ضمن حمولة ابن عيسى ويسكنون الحارة الجنوبية .
حدثني عبد الكريم محود عودة ابو طبيخ (80) سنة من باقة الحطب انه حدث خصام بين "ابن عيسى" و "الزلاباني" ثم اصطلحوا على مضض ، وقد اضمرت عشيرة الزلاباني الكثير لعشيرة ابن عيسى ودبرت خطة للقضاء عليها .
خطه عشيرة الزلاباني للقضاء على عشيرة ابن عيسى :
كان بعض اهل القرية يعملون في كبارات لصنع الفحم ، ويطلبون المعونة من اهل القرية لجمع الحطب ، فعملت الزلاباني كباره وطلبت من رجال ابن عيسى المعونه في جمع الحطب ، وكان من عادة صاحب الكبارة ان يطعم الجميع بعد الانتهاء من العمل ، وقد اضمرت الزلاباني لرجال ابن عيسى القتل على الطعام ، لبى رجال ابن عيسى الطلب وخرجوا مع رجال الزلاباني الى الاحراش خارج القرية لمعونتهم ، وبدأوا العمل في نقل الحطب ، وكان شخص من الزلاباني متزوجاً من فتاة من ابن عيسى وكان يعلم بالمكيده فلم يرق له الغدر بأصهاره ، فراح يخبر أفراد ابن عيسى واحداً تلو الآخر بالمكيدة سراً اثناء العمل ونصحهم بالعودة الى القرية بأي حجة ، فبدوا ينسحبون من العمل واحداً تلو الواحد بحجج مختلفة قبل اتمام العمل وقبل تناول الطعام ورجعوا الى القرية واخبروا كبراءهم بذلك ، وعندما رأى اصحاب الكباره من الزلاباني انسحاب رجال ابن عيسى بحثوا عن السبب وعلموا بالشخص الذي اخبرهم بالمكيدة فقبضوا عليه والقوه في نار الكباره واحرقوه ، وعادوا الى القرية واحتدم الخصام بين العشيرتين واشتبكوا مع بعضهم البعض ، ودخل ذوو الاصلاح بينهم واصلحوهم .
مذبحة الزلاباني في باقة الحطب
اصطلح الطرفان واتفقوا على ان تعمل كل عشيرة للأخرى مأدبة طعام لتزول البغضاء ويحل الوئام وكان الاتفاق أن تبدأ ابن عيسى بعمل الوليمة الاولى ، ولما احضر الطعام الى المكان المخصص(وهو صخرة منبسطة كبيرة المساحة تدعى بلاطة قزوح)، جلس رجال الزلاباني لتناول الطعام ، وكان رجال ابن عيسى واقفين متظاهرين انهم في خدمتهم وكانوا يحملون السلاح تحت الملابس وقد اضمروا القضاء عليهم في هذه الوليمة ، وما ان بدأ رجال الزلاباني بتناول الطعام حتى انقض عليهم رجال ابن عيسى وقتلوهم عن آخرهم ، ولم ينج من آل الزلاباني الا من كان خارج البلدة ومن لم يحضر الطعام ، ولما علم بقية آل الزلاباني بالخبر هربوا من القرية ومعهم نساؤوهم واطفالهم وتفرقوا في البلاد ونزلت جماعات منهم في ام الفحم منهم دار الغزلات(ورد في معجم قبائل العرب لرضا كحاله ان الغزلات عشيرة من عشائر لواء الديوانيه بالعراق واصلها من عنـزه ، ولعل عشيرة الزلاباني المذكوره والتي منها الغزلات هي من العراق ومن قبيلة عنـزه "والله اعلم" ، وذكر لي عبد اللطيف حسين علي حسين ابو بكر من آل حسين العلي "اكبر عشيرة موجوده حالياًفي باقة الحطب" ان جماعة الغزلات زاروا باقة الحطب وذكروا ان آل حسين العلي هم اقارب الغزلات في ام الفحم وان اصل الغزلات من باقة الحطب "والله اعلم")
وبقي بعض العائلات في الزلاباني في باقة الحطب وخروج اكثرهم منها سيطرت عشيرة ابن عيسى على باقة الحطب وكانت تتألف هذه العشيرة من عدد من العائلات منها ما تتصل بعيسى بالنسبة اليه وهي (آل التميمي ، وفضيله ، وقشوع(واسم ابيهم عبد الهادي العيسى أي انهم اخوة)، وآل ناصر العيسى ، وابو طبيخ وسماره ، وآل المعني(ولعل اصلهم من الازد القحطانية)) ولعل آل زيد ايضاً من ابن عيسى وعقل "ابو سماره ، ومنصور في الطيره" .
ومن احلافهم عشائر الدوايمه ، وكان هؤلاء الاحلاف يداً واحده والظاهر انهم كانوا اكثر واقوى من عشائر ابن عيسى الاصليين(وكان عبد المنان التيتي (100) سنة يقول ان اصلهم من عرب اليمن "أي ان اصل ابن عيسى ومنهم التيتي من عرب اليمن ، وكان التيتي شيخاً من شيوخ جبل نابلس المشهورين") ، وحدث ان اعتدى برهم على فتاة من عشيرة ابن عيسى واغتصبها في الخلاء عندما مرت به وهو يرعى الغنم ، وكانت تلك الفتاة من آل المعني ابنة شيخ تلك العشيرة وعلم اهلها بالخبر ولم يستطع اهلها الانتقام من خصومهم بالقوة لأن جماعته اقل واضعف من خصومه ، فلجأوا الى الحيلة وفاتفقوا مع جزار ان يتشاجر مع احد زبائنه عندما يرسلونه اليه لشراء اللحم وان يضربه بالساطور في وجهه ويجرحه وليس عليه اكثر من ذلك ، وذهب الشخص المنتدب لتلك المهمة الى الجزار لشراء اللحم وتظاهر ان قطعة اللحم لم تعجبه وطلب من الجزار تبديلها وان يقطع له قطعه افضل فرفض الجزار وتخاصم الاثنان على عيون الناس فضربه الجزار بالساطور في وجهه فحرجه وسال الدم وذهب لاقاربه للانتقام من الجزار فرفضوا وتظاهر بالغضب الشديد من أقاربه وألتجا الى خصومهم من التحالف الأخر (عشائر زيد وبرهم ونزال وشريم وداود وزهران) والدم يسيل من وجهه واستجار بهم متظاهراً بغضبه من اقاربه من ابن عيسى ، فاجاروه واسكنوه بينهم ، وبعد زمن طلب منهم ان يبيعوه قطعة ارض في حارتهم ليبني عليها منزلا يسكن فيه ، فقبلوا وباعوه قطعة ارض اختارها في مكان مرتفع ومتوسط بينهم ، فبنى عليها بيته وحصنه وجعل له ابراجاً وكوات (نوافذ) للجدران من جميع الجهات ولما اتم بناءه وتجهيزه انتقل اليه مع عائلته وسكنه ، وبعد حين ادعى المرض وطال نومه في الفراش فاراد مجيروه زيارته واخبروه بموعد الزيارة ، فبعث الى اقاربه سراً يدعوهم الى الحضور لبيته ومعهم اسلحتهم فساروا ليلاً دون ان يراهم احد من خصومهم وخبأهم في احدى الغرف في منزله(يوجد هذا المنزل حالياً 1987م في دار ابو عادل القدومي) ، ولما حضر مجيروه لزيارته سلموا عليه وخرج اقاربه المسلحين من مخبئهم وصوبا عليهم السلاح وخيروهم : أما القتل او الرحيل عن باقة الحطب فقالوا : نرحل(وفي رواية اخرى انهم اطلقوا عليهم الرصاص وقتلوا جماعة منهم قبل دخولهم البيت واستمر اطلاق الرصاص نحو منازلهم من نوافذ منزل الطنيب حتى خرجوا منها وتفرقوا في البلاد وكان ذلك حوالي عام 1150هـ تقريباً) .
فرحلت عشائر (داود ، والزيود ، وعقل ، وزهران ، وشريم ، ونزال ، وجباره ، واحلافهم)(وذكر لي الاستاذ طاهر حسين عبد محمود خليفه : قال ان آل خليفه في سيريس هم من آل نزال في قلقيلية واقاربهم آل نزال في قلقيلية وانهم كانوا في باقة الحطب ، وكان الاستاذ طاهر مديراً لمدرسة قباطيه قبل تقاعده عام 1980م) الى المدحدره قرب فلاميه شمال شرق قلقيلية ويوجد فيها عيون ماء نبع ونزلوا على ذلك الماء مدة من الزمن ليست طويله ثم تخاصموا مع بعضهم البعض وقتل جد آل خدرج واسمه محمد ، فرحلوا عن المدحدره ونزل اكثرهم طيرة بني صعب ، وكانت اراضي الطيره لأهل باقة الحطب وتمتد غرباً حتى شاطئ البحر الابيض المتوسط فاشتغلوا في فلاحة الارض ، ونزل معهم آل سماره ومنصور اقارب آل شريم وداود في الطيره ، وآل قاسم من آل زيد من باقة الحطب ، ورحلت عشائر من آل نزال الى نواحي جنين وسكن قسم منهم قباطيه وسكن آل خليفه(ويروى ان عدد رجال عشائر داود وشريم ونزال عندما خرجت من باقة الحطب كان عشرين رجلاً ، وكان عدد رجال عشيرة زيد وحدها عشرين رجلاً ، وكانت عشائر داود وشريم ونزال تعتبر عشيرة واحده تدعى "داود" وهي من الدوايمه) وفرعهم خليل في سيريس ، وكذلك خرج معهم الى سيريس فرع من آل شاور ، وآل سماره أقارب آل سماره في الطيره ، ورحلت جماعات اخرى الى بلاد متعدده (فرحلت عائلات من آل شريم الى السلط وام الفحم وجنين ودير أبان نواحي القدس ، ورحلت آل عيسى الى مجدل عسقلان ويذكرون انهم آل داود ، ورحل جد آل صلاح من آل شاور زيد الى نابلس واسمه الشيخ احمد محمد الباقاني ولد عام 1118هـ وتوفي عام 1195هـ .
سبب رحيل عشائر داود وشريم ونزال وزيد عن الطيره
أقامت عشائر داود وشريم ونزال وزيد وجباره وعقل (جد داود ومنصور في الطيره) في الطيره ، واشتغلوا في فلاحة الارض كما مر ، وبعد انتهاء موسم الحصاد كان معظمهم يذهب للعمل في يافا وفي تجارة المواشي وعلم آل عيسى في باقة الحطب أن العشائر النازحه سكنت الطيره فلم يرق لهم ذلك وخافوا من تعرضهم للاذى اثناء مرورهم بالطيره الى أراضيهم في الساحل ، فقرروا اللحاق بهم وطردهم من الطيره ، وجمعوا خيرة رجالهم ولحقوا بهم الى الطيره ، ونزلوا في شونه مهجوره(والشونه مركز او مبنى حكومة مهجور)،وأرسلوا الى العشائر النازحه عن باقة الحطب الخروج من الطيره ، ولم يكن في القوم أنذاك الا الشيوخ والنساء والاولاد ، اما الشبان فكانوا يعملون في يافا ، وكان شيخ القوم عبد العزيز حمدان نزال وكان شيخاً فطيناً ذا رأي وتدبير فأرسل شيخ القوم جواباً اليهم يطلبون منهم اعطائهم مهله حتى ياتي ابناؤهم الذين يعملون في يافا ثم يرحلون معاً فوافقوا على ذلك ، فارسل الشيخ عبد العزيز شخصاً الى يافا ليبلغ الشباب بالخبر وان يشتروا اسلحة ويعودوا بسعه الى أهلهم ، فذهب الشخص ال ىيافا وأمر الشباب بشراء الاسلحة والعودة ، ففعلوا وعادوا الى الطيره ومعهم السلاح ، وتشاوروا مع كبرائهم على ماذا يعملون ، وقرروا الانتقام من آل عيسى وانتهزوا تلك الفرصة ، فهاجموهم بقيادة حسن شطاره من حامولة شريم ومحمود ذبالح جباره وحاصروهم وهم في المبنى الذي نزلوا فيه ، وطلبوا منهم التسليم ، فرفضوا بادئ الامر فشددوا عليهم الحصار(استمر لمدة (3) أيام)، كان رجل من كفر زيباد اسمه شيشان موجوداً في المكان ، فسعى بالصلح واقنع المحاصرين بالتسليم وانه يضمن سلامتهم فسلموا انفسهم لحسن شطاره وجماعته(مع ان عبد العزيز نزال وحسن شطاره لم يعطوه الامان لهم)، واتفق حسن شطاره مع رجاله ان يقتلوا كل شخص يطقطق (يربت) على ظهره من خصومهم ، وان يطلقوا سراح كل من يضربه بكفه على راسه منهم ، وقدموا الاسرى لحسن شطاره واحداً بعد واحد ، وكان ينظر الى الشخص منهم فاذا ظهر له من ملامحه انه من اسيادهم طقطق على ظهره ، فاخذه محمود ذبالح جباره وذبحه على بئر موجود في المكان والقى جثمانه في البئر ، واذا ظهر له انه من عامة الناس ضربه كفا على وجهه فاطلق سراحه ، وقتل في تلك الحادثه نحو احد عشر زعيماً(وقيل 17 شخصاً)وسمي ذلك البئر بئر الاحد عشر حسب رواية طاهر محمد علي صالح نزال(والرواية الاولى والثانية عن احمد يوسف ذبالح ومحمود سعيد جعيدي).
وروى عبد الكريم محمود سماره ابو طبيخ من باقة الحطب ان عدد القتلى سته "والله اعلم" ولقب دار شطاره بـ (دار طقطق) منذ تلك الحادثة لقيام حسن شطاره منهم بتلك العملية البشعة والجريمة الدامية ، ولقب محمود جباره الذي قام بذبح الخصوم بـ (ذبالح) .
ذكر خروج عشائر قلقيلية من الطيره الى عدة قرى فلسطينية ثم سكناهم في صوفين شرق قلقيلية
وبعد حادثة البئر خرجت حمايل قلقيلية من الطيره ومعهم اقاربهم آل عقل (سماره ومنصور) وآل قاسم ورحلت جنوباً فراراً من طلب اهل المقتولين ونزلت في عدد من القرى ، فنزل آل زيد في صوفين ، ورحل آل نزال الى اللد ، ونزل آل داود اولاً في مجدل الصادق ثم خرجوا منها الى العباسية (اليهودية سابقاً) ويروى عن سبب خروجهم منها :
انهم تراهنوا مع أهل المجدل على من يصيب برصاص بندقية حرذون موجود على حافة احد السطوح فقام أحمد الداود (جد آل صالح الاحمد) فراهنهم انه يصيبه ، ورمى الحرذون ببندقيتة فأصابه ، فاشتد خوف أهل المجدل منهم ومن شرهم ، وطلبوا منهم الرحيل عن قريتهم ، فرحلوا ونزلوا يازور والعباسية ، ونزل آل زهران كفر عانه وطيرة دندن ، ونزلت جباره قلقيلية راساً .
وعلم الشيخ الجيوسي بالحادث فسعى بالصلح بين عشيرة ابن عيسى في باقة الحطب وعشائر قلقيلية وشاركه في مساعي الصلح مشايخ البلاد وتم الصلح بين الجانبين على ان تتنازل عشائر قلقيلية داود ونزال وشريم وزيد وعقل وجباره عن املاكهم في ارض الطيره لذوي المقتولين في حادثة البئر ، وان يجمع شمل عشائر قلقيلية الاربع في صوفين فقبلوا ذلك وعادت عشائر قلقيلية من قرى يافا ومن اللد وسكنت صوفين شرقي قلقيلية الى جوار سكانها الاقدمين من الصبارنه والرعاي والشنطي والاشقر والجيايسه ، وسكنت عشيرة جباره قلقيلية أي ان آل جباره سكنوا قلقيلية قبل العشائر الاربع ، وتملكوا الارض وبنوا البيوت وكان ذلك نحو عام 1750م الموافق 1163هـ ، واشتغلوا بالفلاحة ، ويروي ان اهل عزون أهدوا "ارض الطبال" لنوفل حمد احمد داود عندما تزوج ، وهي لا تزال ملكاً لذريتة
ونزلت عشائر من باقة الحطب وغيرها من القرى وسكنت الطيره وهم (آل ناصر ، والتيتي ، والقشوع ، وفضيله من ابن عيسى) وبعد تدمير صوفين لحقهم آل سماره ومنصور اقارب عشائر داود ونزال وشريم وآل حمد وفرعهم قاسم أقارب آل زيد في قلقيلية وكانوا هؤلاء ايضا من بني عيسى كانو في صفين ، وآل مطر ، وآل عبد الحي ، وآل ابو عزيز (لزق) اصلهم من آل شاور زيد وسموا لزق لأن جدهم بقي الى جانب أصهاره في الطيره (كأنه لزق بهم )، وآل عطاس ، وابو خيط ، والخفش واسكن الشيخ الجيوسي عشائر احرى في الطيره الى جانب عشائر باقة الحطب من قرى : كفر عبوش وجيوس (آل الخطيب) ، وكفر زيباد،وحجه (آل الدعابس)، وغيرهم وذلك لتقوية صف عشيرة ابن عيسى واحلافها في الطيره لايجاد التوازن في العدد والقوة بين عشائر الطيره وعشائر صوفين حتى لايعتدي فريق منهم على فريق ، ولم يكن في الطيره مسجد فبنوا مسجدهم الحالي وكان بناءه يوافق حساب أحرف هذه العبارة (مات ابو الذهب) وهي مكتوبة عل ىباب المسجد وحسابها العددي بالجمل يوافق عام 1188هـ وهي السنة التي مات فيها ابو الذهب احد أمراء المماليك من مصر الذي غزا فلسطين وطمع في حكمها ولما جاء امر توليه عليها من السلطان العثماني توفي وهو في طريقة الى عكا وقيل دس له السم من قبل ظاهر العمر .
نزوح عشائر صوفين الى قلقيلية وغيرها
استقرت عشائر داود وشريم ونزال وزيد وآل عقل"(ويثبت كون آل عقل من سكان صوفين وجود بئر ماء باسم بئر عقل في سفح صوفين الغربي ولا يزال ولكنه متهدم) بفرعيها سماره ومنصور" وزهران وآل قاسم الباقانية الاصل في صوفين نحو سبعين عاماً الى ان دمرها سليمان باشا الجزاري والي صيدا سنة 1228هـ الموافق 1813م بسبب امتناع اهلها عن عن دفع الضرائب كما مر ، فنزحت عشائر الى قلقيلية وصيدا طولكرم والطيره وطوباس واللبن الشرقية ، حيث رحل بنو ضرغام الراعي فسكن قسم منهم طوباس ، وسكن قسم أخر اللبن الشرقية ، وسكن قسم من آل الراعي قلقيلية ، ورحل قسم من آل الاشقر الى صيدا طولكرم وقسم الى قرية جيت ومنها الى فحمة فكفر ثلث فعزبة الاشقر ، واصل الاشقر قبل صوفين من عراق الطفيله "وهم من زهران من الازد القحطانية ابناء عم الغساسنه" ونزلت عشائر داود ، وشريم ، ونزال ، وزيد ، وزهران ، والشنطي ، وصبري ، واحلافهم الى قلقيلية ورحل شخصان من آل ابو عذبه من آل ابو خضر زيد الى الطيره ، ورحل قاسم جد آل قاسم من آل طبش زيد الى الطيره ولا تزال ذريتهم فيها ، ورحل سماره ومنصور احفاد عقل الى الطيرة .
وكانت تقيم في قلقيلية عشائر مختلفة الاصول قبل نزول العشائر الباقانية اليها وهي آل عطيه ، والحاج حمدان ، وآل جباره ، وآل قراقع من الهرشية ، وبعض العشائر المصرية وكان لهم ديوان خاص بهم ولآل الحاج حمدان وأحلافهم من العشائر المصرية وقراقع وعطيه ، وكان يوجد هذا الديوان في حارة المربعه جنوب المسجد القديم .
ولما نزلت عليهم عشائر صوفين وسكنت جوارهم خافت تلك العشائر من أهل البلد الاصليين ان يتفقوا ضدهم لاسيما وان عددهم اذا اجتمعوا ربما يساوي عدد القادمين من صوفين وان يغلبوهم ويطردوهم من البلدة ، فقرر رؤساء العشائر الباقانية ان يضعفوا هذا التجمع ، فهاجموهم في ادى الليالي وهم مجتمعين في ديوانهم المذكور ، وكان سقف الديوان من الحطب والقش فصعد بعض المهاجمين واشعل النار في القش واحاط المهاجمون بالديوان فما شعر المجتمعون في الديوان الا والنار مشتعلة في السقف فخرجوا يتراكضون فقبض المهاجمون عليهم واشترطوا عليهم ان لا يجتمعوا في ديوان واحد ، وقسموهم على الحمايل الباقانية وبذلك فرقوهم عن بعضهم البعض والحقوهم بدواوينهم وسيطرت بذلك العشائر المذكورة على البلد وعلى عشائرها الاصلية .
ومع مرور الزمن انصهرت تلك العشائر في الحمايل الاربعة (داود ، وشريم ، ونزال ، وزيد) واتحدت معها وقويت الروابط بينهما عن طريق المصاهرة ومشاركتها في افراحها واتراحها وارتبطت معها في الشدة والرخاء وقوي التحالف بينهما وكان على الحمولة حماية من دخل فيها من العائلات على اختلاف اصولها من عدوان المعتدين وظلم الظالمين وغدت كل حمولة بما انظم اليها من عائلات كأنها جسد واحد وعشيرة واحده من اصل واحد "والله يدبر الامور وهو يهدي السبيل" .
بدء الخلافات والفتن بين عشائر قلقيلية واسباب ذلك
رغم الصلح الذي حصل بين عشائر قلقيلية وأهل الطيره من عشيرة ابن عيسى فقد ظل في النفوس شيء من الظغينة والحقد ، وكان أهل الطيره ينتهزون الفرصة لإلقاء الفتنة والشقاق بين حمايل قلقيلية ، وتم لهم ذلك ، وحكي ان الفتنة نشبت بين عشائر قلقيلية عندما وقع يوسف صويلح شيخ آل زيد أسيراً في ايدي أهل الطيره ، وكان المذكور قد خرج راكباً فرسه يريد ترويضها وتمرينها في الخلاء وسار بها الى الجهة الشمالية الغربية من قلقيلية على طريق الطيره ، واثناء طرادها به انفلت زمام قيادها من يده واستمرت في العدو به جهة الطيره الى ان دخلها وهو راكب عليها فالقي اهل الطيره القبض عليه واسروه ، وتشاوروا هل يقتلونه بثأر ذويهم الذين قتلهم اهالي قلقيلية في واقعة البئر واشار بعضهم بقتله ، فقام شخص منهم اصله من كفر زيباد وكان من اصحاب الرأي ونصحهم بعدم قتله واكرامه وتضيفه ثلاثة ايام وكسوته بأفخر الملابس ثم اطلاق سراحه وارجاعه الى اهلهسالماً خير لهم من قتله وان في ذلك العمل ما يثير الفتنة بين عشائر قلقيلية الاخرى في يوسف الصويلح وفي اقاربه آل زيد ويتهمونه بالتأمر مع أهل الطيره عليهم فتقع الفتنة بين آل زيد وعشائر قلقيلية الاخرى داود وشريم ونزال المعادية لأهل الطيره وبذلك ينتقمون منهم فتقتل عشائر قلقيلية بعضها البعض ويستريحون من شرهم ، فاستطابوا رأيه فأكرموه وضيفوه ثلاثة أيام ثم البسوه حلية فاخرة واطلقوا سراحه .
وعندما عاد الى اهله سالماً ومكرماً ، وعلم أهلي قلقيلية بعودته ، تعجبوا من ذلك ، وبدأ الشك يساور عشائر داود وشريم ونزال بأن يوسف صويلح تأمر مع اهل الطيره ضدهم ، وبدأ الفساد يدب بين آل زيد من جهة وبين بقية حمايل قلقيلية من جهة ثانية خاصة عندما رأوا الشخص الطيراوي العبوشي الاصل الذي اشار على اهل الطيره باطلاق سراح يوسف صويلح في سوق قلقيلية ، والتقائه مع يوسف صويلح ومصافحته له والتحدث معه ، فتيقنوا بتأمره مع أهل الطيره ضدهم ، فبدأت نار الفتنة تشتعل بين الفريقين وحدثت اشتباكات واعمال قتل ونهب من كل فريق للفريق الاخر ، وكانت المشيخة في قلقيلية عندما نزلت عشائر صوفين الى قلقيلية واستوطنتها لآل جباره ، وكان شيخهم هو مرزوق يوسف ابو جباره ، وكان مرزق يتزعم صف اليمن وكان آل زيد من صف القيس المعادي لليمن ، وكانت حمايل داود وشريم ونزال من صف اليمن وكان مرزوق جباره يعتمد عليها في دعمه بالرجال والوقوف جانبه ضد خصومه .
إجلاء الجحوش عن قلقيلية
ذكرنا ان الفتنة نشبت بين حمايل قلقيلية بعد أسر يوسف الصويلح واطلاق سراحه كما مر ، وكانت توجد عشيرة في حمولة زيد تدعى الجحوش ، وهي من أقوى العائلات في آل زيد وكان آل زيد يعتمدون على رجالها في الدفاع عنهم ومجابهة خصومهم من الحمايل الاخرى ، وكثر عدوان الجحوش على الناس ، فاجتمع شيوخ حمايل داود وشريم ونزال في المسجد يتشاورون في أمر الجحوش ، وعلم بهم صالح صويلح شيخ آل زيد ، فسار ومعه جماعة من الجحوش الى المسجد وسأل المجتمعين ماذا يريدون فقام رجل من داود وقال : "ليخرج الجحوش من قلقيلية" ، فاستشاط احد الجحوش غضباً وكان مسلحاً فاطلق الرصاص على الرجل فقتله ، فثارت عشائر قلقيلية داود وشريم ونزال وهاجموا آل زيد والجحوش وغلبوهم وأجلوهم عن قلقيلية فرحلوا الى بيار عدس وسكنوها ، وكانت لهم ارض هناك فاشتغلوا بفلاحتها ، واصيب كثير منهم بالملاريا ومرض الطحال لكثرة البعوض الذي يعيش في مستنقعة بركة قطورية المجاورة لبيار عدس غرباً فمات كثير منهم ، وكان أهالي قلقيلية يطحنون الحبوب على طواحين ابو رياح على نهر العوجا ، وغدا آل زيد يقطعون الطريق عليهم ويسلبون ما قدروا عليه من احمالهم وكان هدفهم من ذلك الضغط على خصومهم للسماح لهم بالعودة الى قلقيلية ، ووسطوا جماعة من أهل الاصلاح من القرى المجاورة من أجل ذلك ، وتوصلوا الى الصلح بين الجانبين وكان من شروط الصلح التي طلبها اهالي قلقيلية للسماح لعودة عموم آل زيد الى قلقيلية هو تخليهم عن الجحوش وان لا يرجع الجحوش الى قلقيلية فوافق آل زيد على تلك الشروط وتخلوا عن الجحوش وسمح لهم بالعودة فعادوا وتشتت الجحوش في البلاد وكان ذلك بعد اربع سنوات من خروجهم من قلقيلية أقاموها في بيار عدس وتوفي كثير منهم .
ومن عائلات الجحوش : آل الجرن وخنشريه وشاويش سكنوا جلجولية ولا يزالون فيها وآل شلويت سمحان نزلوا قوصين اولاً ثم نزلوا الشيخ مونس ومنهم الشيخ عوض العاجز واخوته ابراهيم وصالح سكنوا قلقيلية عام 1948م ولهم ابناء عم في اربد ومنهم محمود علي سمحان ورحلت عائلة منهم الى السوافير هم آل مرسي ، وآل فراج(ينكر آل فراج انهم من الجحوش ويذكرون انهم من البيرة بينما زعم بعض آل زيد انهم من الجحوش "والله اعلم") سكنوا كفر سابا ونزلوا قبلها البيره وبعد زمن عادت عائلات صغيرة من الجحوش الى قلقيلية منهم :
(آل حموده وانضموا الى داود ، وآل نور وانضموا الى زيد ، وآل صبح(كما ينكر آل صبح انهم من الجحوش ويذكر بعضهم انهم من قلنسوة بينما ذكر لي بعض الشيوخ انهم من الحجوش "والله اعلم") نزلوا قلنسوة ثم عادوا الى قلقيلية وانضموا الى آل حساين في عشيرة شريم) .
موقعة خور الوادي بين آل جباره واحلافها من جهة وبين آل ابي كشك شيوخ بدو المغاريب واحلافهم من جهة اخرى
سبق ان ذكرنا ان مشيخة قضاء بني صعب كانت في اواخر العهد العثماني لمرزوق يوسف مصطفى جباره ، وانه كان يتزعم صف اليمن في البلاد ، وكانت احلافه في الجهة الجنوبية الجرامنه واسم شيخهم البهلول (المجنون) الجرمي ، وكانت قرى الشعراوية خاصة (عتيل) وجهاتها وقرى بني صعب تحت سلطان آل جباره بأستثناء آل زيد في قلقيلية والجيايسه في كور ومن ينتمي اليه في المغاريب ، وعشائر اسلم ورضوان في عزون وكان هؤلاء مع صف القيس المناوئ لصف اليمن ، وكانت عشائر داود وشريم ونزال في قلقيلية في صف اليمن واصطدم الفريقان قيل بسبب الاختلاف على تقسيم الاراضي في السهول الساحلية بين المجنون الجرمي وابي كشك وبسبب تضارب المصالح واختلاف الاهواء بين الفريقين ، وكان السبب المباشر لتلك الحرب هو أن خطف آل ابو كشك فتاة من آل جباره بمساعدة ابن بروق الاقرع وتزوجها وحشد كل منهما اتباعه واستعد لمحاربة خصمه ، وأرسل مرزوق ابو جباره رسله الى القرى بجمع الرجال من قرى الشعراوية وبني صعب واجتمع عنده حشد كبير .
وعلم ابو كشك بكثرة جموع الخصوم فاستعد للمواجهة ، ولجأ الى الحيلة ، فأرسل بعض نساء النور او الجعافره الى عتيل وغيرها من قرى الشعراوية ومعها رسالة اليهم منه كما ارسل الى آل زيد في قلقيلية واتفق معهم ، وذهب احدهم ايضاً الى عتيل لنفس الغرض وكان مرزوق قد اجبر رجال عتيل بالسير معه وجندهم في صفوفه بالقوة ولما وصلت الرسالة الى اهل عتيل ووصل رسول آل زيد اليهم وقراؤا الرسالة وكان مضمونها انه اذا بدأت المعركة بين الفريقين يكون هجوم رجال ابي كسك على اهل الشعراوية وعتيل الموجودين في صف ابوجباره ، وما عليهم الا ان ينهزموا من المعركة من اول هجوم وينسحبوا فيختل صف ابو جباره وتحل بهم الهزيمة ووافق الشعراوية على تنفيذ تلك الخطة للخلاص من ظلم آل ابو جباره ، وذلك بعد ان اقنعهم شيخ آل زيد بقبول تلك الخطة ، لاسيما وأن آل ابو كشك وعدهم وطمأنهم ان اطلاق النار عليهم من اسلحة لا رصاص فيها ، والتقى الجيشان في خور الواوي غربي قلقيلية واقتتل الفريقان وشدد ابو كشك الهجمات على فرقة الشعراوية وعتيل فانهزموا وضعف جيش ابو جباره وقاتل آل جباره قتالاً شديداً لكنهم لم يثبتوا امام خيل السواركه احلاف ابو كشك وقتل كثير منهم وانهزم الباقون .
وتبعهم ابو كشك والسواركه حتى دخلوا عليهم البيوت ونهبوهم وقتل من آل جباره واحلافهم نحو ستين شخصاً وعرفت منهم :
(صالح حسن ابو جباره "ابو محمود " ، واسماعيل الصالح ، وخليل فليفل حسن ابو جباره
، ويوسف محمد سعاده الهرشي قتله احد عبيد ابو كشك عندما اطلق يوسف سعاده الرصاص على الشيخ ابو كشك فأخطأه وراه العبد وكان خلف سيده فقتله .
وضعف أمر آل جباره بعد هذه الهزيمة ، وحاولوا الانتقام من آل زيد الذين توطأوا مع ابي كشك ضدهم ، فهاجموهم بقيادة مصطفى يوسف جباره (وكان من شجعانهم) ولكن آل زيد تمكنوا من قتله وقيل ان قاتله هو حسين الجابر من دار الفار ، وكان مريضاً ولما سمع بهجوم آل جباره عليهم صاح على اقاربه خذوني الى مكان الموقعة وانا اتكفل لكم بقتله وكان قناصاً فحملوه ووضعوه خلف شجر الصبر قرب الطريق بحيث يرى القوم ولا يرونه وعندما مر مصطفى يوسف جباره من امامه وهو هاجم على آل زيد ومعه أقاربه اطلق الرصاص عليه من بندقية فقتله وانهزم آل جباره وضعفوا بعد ذلك ، ودفن مصطفى اليوسف في جنينة له في حي آل شريم غرب جنوب المسجد القديم(وهي الان دار ليوسف احمد يوسف عطيه واندثر القبر) .
وعندما سيطرت عشائر قلقيلية الباقانية على العشائر الاخرى بعد حرق ديوانهم وقسموا العائلات على الحمايل الباقانية ، وانضم آل جباره لحمولة زيد(بعد اختلافهم مع آل شريم)، اما اليوم فبنى آل جباره ديواناً لهم في المربعة جنوب المسجد القديم نحو عام 1975م واستقلوا عن آل زيد قيل بسبب دم حيث قتل محمد عودة يمين ابن خليل ابراهيم عوينات خطأ وهو يطلق الرصاص في حفلة مولد .
مقتل العبد سعيد (وهو عبد مرزوق ابو جباره)
كان سعيداً عبداً لمرزوق ابو جباره ، وكانت احدى نساء مرزوق(كان لمرزوق اربع زوجات ولم ينجبن ، وقد توفي مرزوق يوسف جباره في الحجاز بعد أدائه فريضة الحج وهو في طريق عودته الى بلده من الحج ودفن هناك "وقيل بل توفي قبل أدائه الفريضة وهو ذاهب للحج")قد اتهمته زوراً لدى مرزوق وانها رأته خارجاً من غرفة ضرتها (لغاية في نفسها) فدعاه مرزوق وحقق معه فأنكر تلك التهمة ولم يصدقه مرزوق واتهمه بالاعتداء على حرمه ، فحكم عليه بالاعدام ، فقيدوه بحبل وكلف ثلاثة من آل جباره بقتله خارج البلد بعد ان يطوفوا به بالطرقات وهو راكب على حمار بالمعكوس وكان جلادوه وهم (مصطفى يوسف جباره ، ونمر سنبل عبد الرحمن احمد جباره ، وعبد الوهاب ابو السعود عبد الرحمن احمد جباره) فطافوا به أحياء قلقيلية ، وكان العبد يصيح "يا من يشتري نفساً حرم الله قتلها"(وقيل يامن يشتري روح عبد حرم الله قتلها)، فمروا على حسين محمود عوينات فقال لهم "خذوا ثمن العبد واطلقوه وكان معه (12) مجديه ذهباً وقدمها لهم فرفضوا وقالوا له "اترك هذا الامر" ، ثم ساروا الى ارض خور الواوي غرب قلقيلية ، قبل قتله طلب منهم الاذن بصلاة ركعتين قبل قتله ، فصلى ركعتين لله تعالى وتمتم ببعض الدعاء ثم قتلوه ودفنوه هناك وسمي الخور بعد ذلك بخور سعيد .
وفي ذلك المكان وبعد زمن بينما كان محمد عبد الوهاب ابو السعود ناطراً هناك في احد الكروم ليلاً تخيل وجود شبح ابيض على قبر سعيد فاطلق عليه النار من بندقية فجن من ساعتها واختل عقله منذ تلك الحادثة وظل مجنوناً الى ان مات ، والمذكور هو احد ابناء القتله "وهذا جزاء الظالمين" .
الحمد الله تاريخ عشائر قلقيلية كله قتل وذبح ودم ، شكل الموضوع وراثه عشان لساتنا كلنا بنكره بعض
ردحذفالله يهونها علينا
جهود مباركة ان شاء الله يا قلقيلية تايمز
ردحذفالله يحفط قلقيلية واهلها
شكرا على هذا التاريخ المفصل حفظكم الله وبارككم
ردحذف