القائمة الرئيسية

الصفحات

قرى فلسطينية مدمرة | الشيخ مونِّس - سيدنا علي - سلمة

 

قرى فلسطينية مدمرة هاجر أهلها إلى قلقيلية | الشيخ مونِّس - سيدنا علي - سلمة

 


 قرية الشيخ مونِّس - قضاء يافا هجرها أهلها بتاريخ 1948/3/30م

***

من القرى الفلسطينية المهجرة، تنهض فوق تلة قبالة البحر المتوسط، على بعد 2.5 كم من شاطئه، وتقع الى الشمال من نهر العوجا على بعد 800م، والى شمال شرق مدينة يافا على بعد 7 كم منها. ويبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر 25 متر، وتحيط بها قرى الجليل وعرب السوالمة. وهي من قرى قضاء مدينة يافا.
جاء ذكر اسم القرية لأول مرة باسمها القديم "الظـَّهر"، في خارطة تعود إلى عام 1799م، رسمها المهندس الفرنسي "جيكوتين"، الذي خدم في الجيش الفرنسي، خلال الحملة الفرنسية على المنطقة.
ويُعتقد أن القرية أعطيت هذا الاسم نسبة إلى شيخ كان اسمه "مونّس" مدفون فيها. ويقال أن مجموعة من البدو اقاموا خيامهم قرب نهر العوجا، وعثروا بالصدفة على قبر كُتِب عليه - أنس بن مؤنس حامل بيرق الرسول (صلعم) في أحد الغزوات، مما دعاهم إلى تسمية المكان بـ الشيخ مؤنس، تكريما لهذا الرجل الصالح المدفون فيه، وأقيمت القرية قرب قبره. ومع مرور الوقت تحوّرت الكلمة باللهجة العامية، لتصبح قرية الشيخ مونّس.
قُدر عدد سكان القرية عام 1922 بـ 664 نسمة، وعام 1931م - 1154 نسمة، وعام 1945 بلغ عدد السكان 1930نسمة، وعام 1948م بلغ عدد السكان 2239 نسمة، وفي عام 1998م، قدر عدد اللاجئين بـ 13749 نسمة.
بلغت مساحة أراضي قرية الشيخ مونس عشية النكبة عام 1948م - 15972 دونماً، امتلك الفلسطينيين منها- 11456 دونم، واليهود - 3545 دونم. أما أراضي المشاع، فهي من مجمل المساحة، وكانت 971 دونم.
عمل سكان الشيخ مونس في الزراعة بالدرجة الأولى، ولا سيَّما في زراعة أشجار الحمضيات والأعمال المتعلقة بها. ففي موسم عام 1944/1945م، كانت مساحة الأراضي المزروعة بالحمضيات والموز 3749 دونما، فيما كان 7165 دونما حصة الحبوب، و69 دونما مزروعة بالبساتين المروية. وكان سكان القرية يتزودون بمياه الري من مجرى نهر العوجا باستخدام دواليب سحب المياه، وفي عهد الانتداب البريطاني، استخدمت ماتورات ديزل لشفط المياه. كما كان في القرية الكثير من الآبار الارتوازية، المنتشرة في محيطها.
وكانت بيوت القرية قائمة على مساحة 41 دونماً، وكان سكانها يبنون بيوتهم بالحجارة والطين، ومع تحسن ظروفهم المعيشية جراء ارتفاع مداخيلهم من بيع الحمضيات، راحوا يبنون بيوتا جديدة، بالطوب والأسمنت.
بالإضافة إلى الزراعة، اعتاش سكان الشيخ مونس من جباية ضريبة المرور ممن يعبر نهر العوجا من على جسر جريشة. وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر، وخلال حكم إبراهيم باشا، ازدهرت وتطورت القرية، حيث جلب المصريون معهم الأيدي العاملة للعمل والسكن في يافا، فيما سكن وعمل قسم منهم في أراضي قرية شيخ مونس الزراعية.
وفي شهر تشرين الثاني من عام 1917م وصل البريطانيون إلى مشارف القرية، وذلك بعد أن هزموا - في هجوم ليلي مباغت- الجيش التركي، الذي كان مرابطاً في القرية، لحراسة الضفة الشمالية لنهر العوجا.
كان الانتداب البريطاني بمثابة عهد جديد للقرية، فقد تم تسجيل الأراضي الزراعية باسم أصحابها، ومنحت تراخيص البناء، وأُُدخلت أساليب ري حديثة، واستتب الأمن على الطرقات. ولكن من جهة أخرى، كانت القرية تعيش في حالة من التوتر، بسبب وعد بلفور، وازدياد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وما سيترتب على ذلك من مخاطر.
وكان في الشيخ مونِّس قبل النكبة مدرستان ابتدائيتان: واحدة للبنين وأخرى للبنات. وقد فتحت مدرسة البنين في سنة 1932م، ومدرسة البنات في سنة 1943م. وبلغ عدد التلامذة المسجلين 232 تلميذا في سنة 1942م، و 65 تلميذة في سنة 1943م. وكانت مدرسة البنين تملك ما مساحته 36 دونما من الأرض، وبئراً ارتوازية، وقد استخدمت كمركز للتدريب الزراعي والمهني.
وكانت المدرسة حتى الصف السابع الابتدائي فقط، ومن اراد متابعة الدراسة، وكانت ظروف اهله المادية تساعده في تغطية المصاريف، كان يذهب للدراسة في يافا، او الخضوري- طولكرم، او يذهب الى القدس، او مدرسة بير زيت، التي أنشئت عام 1921م.
كان مدير مدرسة القرية راشد الزعبي من طوباس، وعمل بها عدة معلمين منهم- علي الدقاق من القدس- مدرس لغة انجليزية، ومعلم من بيت الجلاد طولكرم، وكان يدرس تاريخ وجغرافيا.
وكان في القرية عدة دكاكين بقالة، منها دكان ابو صالح الغزاوي، ودكان احمد الامين، ودكان امين الزيات. وكان اثنان يعملان في بيع اللحوم، وكان احدهم من بيت قوزح، والاخر من بيت الفالح. وكان صالح ابو حمدة -ابو محمود، يزود القرية بالكاز، ويوفر المازوت لآبار القرية الارتوازية. وكان يحضرها من يافا في براميل، ويوزعها على عربة تجرها دواب.
وكان في القرية ثلاث مقاهي، منها مقهى العبد الحمدان (ابو زهير)، وكان مستأجرا تحت بيت إبراهيم ابو كحيل، وكان في كل مقهى راديو، وجرمافون (اسطونات)، ومضاءة بالكهرباء. وكان مقهيان آخران للأخوين القنيري. وكان الناس يرتادون المقاهي للالتقاء بالاصدقاء ولاحتساء الشاي والقهوة ولعب الشدة والاستماع للاغاني القديمة - عبده الحامولي، وسيد درويش، وصالح عبد الحي.
وكان في القرية منتزه، يعود لإبراهيم بيدس، وحلاق مستأجر في مخازن إبراهيم ابو كحيل، وكان فيها مطعم لصاحبه ابو إسماعيل العشي، كما كان يوجد خمسة افران في القرية، وكانت تعمل على الحطب والجفت، وكان لمحمد العابد فرن يعمل على المازوت، ولم يكن في القرية طوابين.
كما كان في القرية مضافة واحدة، عبارة عن غرفة كبيرة في جزء من بيت الحاج يعقوب بيدس، وكانت مفتوحة لكل الضيوف الذي يأتون من خارج القرية لزيارة اقارب او اصدقاء لهم فيها، وليست فقط لضيوف عائلة بيدس، وانما لكل القرية. وكانت المضافة توفر للضيوف الطعام والشراب والنوم، وكان بها ايضا هاتف.
وكان في القرية مسجد واحد، بني لوجه الله تعالى، على نفقة عائلة بيدس، وكان الشيخ جمعة امام المسجد.
ومن العائلات التي سكنت الشيخ مونـّس :
آل بركات، آل منصور، الشنيك، آل علاوي، سلامة، المهر،أبو شرف، أبو مزروع، الدوش، قوزح، الفالح، الأقرع، أبو الهوس، أبو جميلة، أبو جاد الله، أبو حسنين، أبو حمدة، أبو زهية، أبو ستيتة، أبو سرية، أبو سعد، أبو سعدة، أبو سلامه، أبو عويس، أبو عيد، عوض، أبو فرحانة، أبو كحيل،أبو حبيس، أبو محسن، الزيّات، العابد، الغزاوي، المجدلاوي، التـِّك، الجرمي، الريان، الشرقاوي، الشلبي، بلالو، بيدس، دحنوس، دمرة، زقوت، زلابية، عليوه، سكجها، الشرنوبي، عجوري، القرعان، محبوبه، ابو دية، نصر الله، أبو زبن، ابو عمارة، الجزار، السرساوي، الشغنوبي، عليوة، ابو حمدة، ريان، الشغنوبي، حجاوي، الدحموس، الشلويط،الزعيمي، الشوبكي، وقبائل بني عامر (الملالحة)، ومنهم المثيلي والفرود.
وكان في القرية مختارين حتى تاريخ النكبة عام 1948م، وهما: صبحي محمود بيدس- وكان مختار عائلة ال بيدس، والمختار الثاني محمد الشيخ ريان- ابو علي، وكان مختارا لباقي عائلات القرية.
وكانت عائلة بيدس من اكبر عائلات القرية وأغناها، وامتلك بعضهم بيوتا فخمة وقصورا، بنوها داخل بيارات البرتقال، فكان في القرية قصر لعبد القادر بيدس، وقصر لصبحي محمد بيدس، وقصر لعبد الرحيم يوسف بيدس - ابو عباس، كبير عائلة بيدس، ورجل الشيخ مونس الأول، ومن كبار ملاكي أراضيها. وقد زاره الملك عبد الله بن الحسين في بيته عام 1944م. كما كان للاخوين ابراهيم وصالح الدحموس فيلا لكل منهما، وفيلا اخرى لابراهيم ابو كحيل، وكان من اغنياء البلد، ومن رجال الخير فيها.
سقوط القرية: بعد أن أتمت عناصر العصابات الصهيونية سيطرتها على كامل المنطقة الساحلية الممتدة بين حيفا وتل أبيب، وحيث ان قرية الشيخ مونس تقع مباشرة عند تخوم تل أبيب، فقد أصبحت القرية مستهدفة من قبل القوات الصهيونية، التي قامت في يوم 30/3/1948م باحتلال القرية وتشريد أهلها البالع عددهم عام حوالي 2250 شخصاً، وذلك رغم اتفاق مسبق بين أهالي القرية وبين القيادة الصهيونية على عدم اعتداء متبادل. ورغم موافقة الطرف الفلسطيني على إخلاء قرية الجماسين، مقابل بقاء قرية الشيخ مونـّس على حالها. تم تطويق القرية من كل الجهات ما عدا الجهة الشمالية، التي أصبحت درب النزوح الوحيد لأهالي القرية، فلجأ الناس إلى المناطق التي كانت تحت سلطة المملكة الأردنية. هكذا وجدت معظم العائلات ملجئاً في منطقة المثلث الجنوبي وطولكرم ونابلس وقلقيلية. ومن هناك توزعوا مرة أخرى إلى أماكن مختلفة في العالم العربي، وبقي منهم عدد قليل جداً داخل الخط الأخضر يسكنون في مدينة اللد والرملة.
ومن عائلات الشيخ مونّس التي هاجرت الى قلقيلية عام 1948م: نصر الله، مجدلاوي، ابو دية، الجزار، شلويت؛ الزيّات.
وعن جريمة الطرد والتهجير يكتب المؤرخ اليهودي التقدمي والمحاضر في جامعة تل أبيب شلومو زاند في كتابه الصادر بالعبرية "متى وكيف اخترعت أرض إسرائيل" أنه في مطلع شهر نيسان 1948م، رحل آخر المهجرين من قرية الشيخ مونس "مشوا في دروب وعرة حفاة من كل شيء تقريبا. نساء بأيديهن ومن خلفهن أطفال يبكون. كان الشيوخ العجز يسيرون بصعوبة وهم متكئون على أكتاف الشباب، فيما تم تحميل المرضى والمقعدين على الحمير. تاركين خلفهم كل ما كانوا يملكون داخل قريتهم المحاصرة من ثلاث جهات، عدا الشمال".
ويستذكر المؤرخ شلومو زاند في تصريح للجزيرة نت كيف ضربت العصابات الصهيونية حصارا على القرية طيلة أسابيع، لتجويع وترهيب أهاليها حتى تمت السيطرة عليها دون أن تتدخل قوات الانتداب البريطانية!!
القرية اليوم: بعد احتلال القرية وتدميرها، قامت الحكومة الإسرائيلية بضم أراضي القرية الي مدينة تل أبيب، حيث توسعت المدينة شمالا.
وفي عام 1956م أقيمت جامعة تل أبيب في منطقة أبو كبير المجاورة ليافا. ثم انتقلت الجامعة في عام 1964م إلى الحرم الجامعي الحالي في منطقة "رامات أفيف Ramat Aviv" التي تم بناؤها مكان قرية شيخ مونس، وقامت ببناء مواقف لسيارات الجامعة، وشقت الشوارع على حساب مقبرة الشيخ مونّس، وأبقت عدة منازل يسكن بعضها مهاجرون جدد، وتسكنها اليوم عائلات يهودية من العراق. ولا يزال حائط واحد من منزل آخر قائماً. وتتبعثر الأعشاب والنباتات البرية الطويلة. اما المقبرة فهي في حال مزرية من الإهمال، تترافق مع عملية جرف ونبش للقبور، بهدف تهيئة الموقع لبناء شقق سكنية لطلاب جامعة تل أبيب، وإقامة مركز تجاري. أما الأراضي المحيطة، فقد ضمت الى بلدية تل أبيب، ويزرع قسم منها.
وقد بقيت بعض بيوت القرية المغتصبة، ولم يتم هدمها، ويقيم فيها يهود من العراق، وقد حولوا احد البيوت إلى كنيس لهم. وقد عُرف بعض اصحاب البيوت المغتصبة، وكان منهم بيت لابي محسن، وبيت لابي عيد، وبيت لمفلح بيدس، وبيت للشيخ ابراهيم ابو كحيل، وهو بيت كبير يعرف بـ"البيت الأخضر"، يستخدم اليوم مقهى ومنتدى للأساتذة في جامعة تل أبيب، يحمل اسم "مارسيل غوردون". وكان ابو كحيل من اغنياء القرية.
***
بكائية على قرية الشيخ مونّس
الشاعر د. لطفي الياسيني
-----------------------
للشيخ مؤنس... كم اشتاق قريتنا
اشتاق ابو كشك من يافا تناديني
اشتاق بيارتي...... والشوق يحملني
لارض جدي الى وطني الفلسطيني
مذ عام نكبتنا ..... اشتاق زورتها
جدار صهيون جيش النتن يقصيني
متى اعود الى يافا ...... اتوق لها
اشتاق سلمة ..... يازور بساتيني
ناضلت فيها مع الثوار يشهد لي
الشيخ جبريل .... مذ عام الثلاثين
تركت فيها قبور الاهل اجمعهم
وما تنازلت عن حقي لبيغين
فيها ولدت ووايزمان يعرفني
رجل المواقف كنعان الفلسطيني
يا شيخ مؤنس طال البعد اعذرني
خيانة العرب .. تجار الدكاكين
باعوا فلسطين للمحتل وارتحلوا
لمربط الخيل لندن ... ثم برلين
نامت خيول عروبتنا فايقظها
من كهف قمران شرق النهر عمون
سرجت خيلي عبرت الجسر منطلقا
للشيخ مؤنس ... والفرسان تحدوني
اما انتصار على الاعداء ادحرهم
او الشهادة .. في الاقصى فيكفيني






قرية الحرم (سيدنا علي) - قضاء يافا هجرها أهلها بتاريخ 1948/4/12م

***
تقع القرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بعد 19 كم شمال مدينة يافا، و 15 كم غرب مدينة قلقيلية، و13 كم جنوب غرب بلدة الطيرة - منطقة المثلث. وكانت القرية تابعة لقضاء يافا.
والى الشمال من قرية الحرم تقع خرائب ارسوف، وهي مدينة كنعانية قديمة، شادها العرب الكنعانيون على ساحل البحر المتوسط، وعرفت في العهد اليوناني باسم آبولونيا نسبة إلى آبولو ـ آخر آلهة اليونان. وكان لموقع ارسوف وميناؤها على شاطئ البحر، ان جعلها محط أنظار الغزاة الصليبيين، باعتبارها موقع استراتيجي مهم للسيطرة على الساحل الفلسطيني. ومن هنا كانت مدينة "أرسوف" دائرة للمعارك بين المسلمين الصليبيين، الذين احتلوها في زمن الفاطميين سنة 1099م، واستردها صلاح الدين بعد معركة حطين في سنة 1187م ، ولكنها عادت للسقوط بأيدي الصليبيين، بعد معركة جرت بين ريتشارد الأول وصلاح الدين الأيوبي في سنة 1191م، ثم توالت السنين ليُسيطر السلطان الظاهر بيبرس على المدينة سنة 1256م، بعد حصار دام اربعين يوما، وقام بحرقها وتخريب حصونها وهدم أسوارها، خشية ان يعاود الصليبيين احتلالها من البحر والتحصّن بها من جديد.
وتُركت المدينة مُدمرة بما فيها القلعة حتى القرن السادس عشر ميلادي، حين عاد أهل المدينة الذين شرّدوا منها، واستقروا الىى الجنوب منها حول مقام الولي الصالح علي بن عليل، الذي قدم الى فلسطين، وأقام في ارسوف، وتوفي ودفن فيها عام 474 هجري، أي سنة 1081 ميلادي. فنشأت بالقرب من ارسوف قرية (الحرم).. وسميت قرية الحرم بهذا الاسم لكونها نشأت في المكان الذي دفن فيه ولي الله (علي بن عليل المعروف بابن عليم). وتكريما لصاحب المقام، بني في زمن القائد صلاح الدين الأيوبي مسجد ليضُم المقام، وأصبحت القرية تعرف أيضا باسم سيدنا علي، نسبة إلى مسجد سيدنا علي بن عليل، الموجود فيها.
وقد ذُكرت أسماء 22 عائلة و4 من العُزاب في سجلات الضرائب العثمانية سنة 1596 ميلادية، وهو موعد أعادة بناء قرية الحرم.  وكانت فلسطين قد دخلت تحت الحكم التركي عام 1516م، وجلوا عنها عام 1918م، ليحل محلهم المستعمر الانجليزي، لتنفيذ وعد بلفور في 1917/11/2م، الذي ينص على دعم بريطانيا لإقامة وطن قوميّ لليهود في فلسطين.

وصاحب المقام هو أعظم الأولياء المشهورين بأرض فلسطين، يعود نسبه إلى الخليفة الراشد الناطق بالصواب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهو جده السابع، والده عليل بن محمد بن يوسف بن يعقوب بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أمير المؤمنين عمر بن  الخطاب رضي الله عنه. يقول عنه مجير الدين الحنبلي في كتابة الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل : "من الأولياء المشهورين بأرض فلسطين السيد الجليل الكبير وسلطان الأولياء وقدوة العارفين وسيد أهل الطريقة المحققين، صاحب المقامات والمواهب والكرامات، والخوارق الباهرات، المجاهد في سبيل الله.. الملازم لطاعة الله .. صاحب الكرامات المشهورة والمناقب الظاهرة، وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره والاستقصاء في ترجمته، فإن صيته كضوء النهار لا يخفى على أحد". وقد أعقب سيدنا علي بن عليل اربعة أولاد: فياض ومصطفى ومحمد وحسن, ومن ذريته عائلة العمري في اربد وجنين وفي الرملة، يقال لهم آل التاجي الفاروقي وآل الخيري وعائلة أبو عرقوب في غزة ودورا الخليل.

يقيم المسلمون في مسجد سيدنا علي، الذي يضم مقام هذا الولي الصالح، شعائر صلاة الجمعة كل أسبوع، يؤمونه من كل حدب وصوب، وتمتلئ الأروقة بالمصلين لتأدية الصلاة فيه، والاستماع للدروس والخطب الدينية. كما يقصده المسلمين في مختلف المواسم الدينية، وتقام فيه مجالس تنشد فيها قصائد مدح النبي، ويقدمون النذور والصدقات للفقراء والمساكين. وتضم الساحة الداخلية لمسجد "سيدنا علي" ستة أروقة من الجهة الجنوبية، على جدارها الشمالي تقع الغرفة التي دفن بها ولي الله "علي بن عليل" أما جهاتها الثلاث الباقية الشرقية، الغربية والشمالية فقد أقيمت ثلاثة أروقة في كل جهة، وفي الوسط توجد ساحة واسعة ومكشوفة تتسع لمئات المصلين. ومسجد سيدنا علي اثر إسلامي خالد، يقف في مكانه كالطود الشامخ، وصامداً بين مظاهر لا تنتمي له، وأبرزها وجوده في "مدينة إسرائيلية" لا يعيش فيها فلسطينيون، متحديا عوامل الطبيعة وأمواج البحر الهادر، شاهد على تاريخ المنطقة لقرون عديدة، ويحول دون طمس معالمنا الإسلامية والعربية. وقد رمم المسجد في فترة العهد العثماني، وتمت عمليات الترميم قبل الأخيرة من قبل المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة الحاج أمين الحسيني، مفتي الديار المقدسة سنة (1926م)، ومن ثم هُجِّر أهل قرية الحرم عام 1948م، وترك مهملاً، حتى بادرت الى ترميمه جمعية سيدنا علي بدءاً من العام 1988-1996م، بالاعتماد على تبرعات أهل الخير، وبعض مُهجري القرية في الشتات، جعلت منه بناء أكثر جمالا وأبهى رونقا مما كان عليه في السابق. وما زالت أعمال الترميم مستمرة داخل وخارج المسجد حتى اليوم. وهو مفتوح للصلاة طيلة أيام الأسبوع، وتمرّ به حافلات الرحلات الجماعية للاستراحة والصلاة فيه.
والحرم قرية صغيرة مساحتها 18 دونماً، وكانت منازلها مبينة بالحجر أو بالطوب، وقريبة بعضها من بعض. وقد أُسسَتْ فيهاا مدرسة ابتدائية في سنة1921م، بلغ عدد طلابها 68 طالبًا في أواسط الأربعينيات، يعلمهم معلمان، وللمدرسة مكتبة ضمت 132 كتاباً. وكان في القرية 110 من الرجال يلمون بالقراءة والكتابة.
كان في هذه القرية عام 1904م 341 نسمة. وفي عام 1922م انخفض عددهم إلى 172 نسمة. وفي عام 1931م ارتفع العدد إلىى 333 نسمة لهم 83 بيتاً. وفي عام 1945م قدروا بـ 520 نسمة، وكان معظم سكان الحرم من المسلمين. وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي 3704 نسمة .
وكانت الزراعة عماد اقتصاد القرية، ولها أراض زراعية مساحتها 8065 دونماً. تسرب منها 4574 دونم لليهود. وزرعت 2096 دونمًا بالحبوب و 137 دونم بالزيتون، وتوفرت فيها المياه لري المزروعات، فزرعت 136 دونمًا من أراضي القرية بالحمضيات والموز، و256 دونمًا مزروعة بالبساتين المروية. بالإضافة إلى الزراعة اهتم سكان القرية ايضا بصيد السمك.
ونتيجة لأعمال العنف التي كانت تقوم بها قوات الهغاناة الصهيونية ضد العرب، وقتل ابناء عائلة الشوبكي المجاورة للقرية، دبب الرعب والخوف بين سكان القرية، واضطروا الى مغادرتها والرحيل عنها، خوفا من هجوم صهيوني وشيك على القرية، واحتلت قوات "الهغاناة" القرية بتاريخ 1984/4/12م، وقامت بهدمها وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948م حوالي 603 نسمة، وأقاموا على موقعها مستعمرة" رشف"Rashef ، التي تعتبر اليوم ضاحية من ضواحي مدينة هرتسيليا.
وكانت قد بُنيت على الحدود الشمالية لأراضي القرية مستعمرة "ريشبون" في سنة 1936، وفي سنة 1937 أنشئت "كفرر شمارياهو" إلى الجنوب الشرقي، على ما كان تقليديًا من أراضي القرية.
ومن العائلات الفلسطينية التي عاشت على ثرى قرية الحرم (سيدنا علي) حتى عام 1948م:عائلة أبو زهرة؛ أبو ارحيم؛ القرم؛؛ الدلو؛ النبريصي؛ أبو قنديل؛ أبو نمر؛ أبو سلام؛ دار جبر؛ أبو رأس؛ أل عودة؛ أبو حيش؛ ياسين؛ عبد الرازق؛ عنبص؛ ابو غالي؛ ابو عبيه؛ الشرقاوي؛ القصاص؛ الطنايب؛ بدوي؛ المشعلجي؛ القاسم؛ هاشم؛ شحادة؛ مرعي؛ زهران؛ اليوسف؛ ازدودي؛ ابو ربحي.
ومن هذه العائلات التي لجأت الى قلقيلية واقامت فيها بصفة دائمة: عائلة الدلو، وعائلة النبريصي، ولهم ديوان خاص بهم في حي النقار- قلقيلية. اما عائلة القرم فقد لجأ قسم منها الى قلقيلية، وأقاموا في حي شريم، لكن لم يطل بهم المقام حتى غادروها الى الأردن والسعودية، قبل أواسط الستينات من القرن الماضي. اما باقي عائلات قرية الحرم فقد أقامت في قرى منطقة المثلت، وطولكرم والمخيم، ونابلس والمخيم، ومنهم من غادر الى الاردن. وكان المرحوم الحاج عبد الكريم عبد الفتاح احمد القرم، آخر مختار لقرية الحرم حتى عشية النكبة عام 1948م، وكانت عائلته من أشهر عائلات القرية وأغناها، وتمتد هذه العائلة في جذورها الى شبه جزيرة القرم في اوكرانيا.
ومن عائلات قلقيلية التي أقامت في قرية الحرم حتى حلول النكبة عام 1948م، عائله الحاج محمد شاكر زهران وأبنائه (الحاجج شاكر زهران وأخيه الحاج محمود زهران) وهم من صميم عشيرة آل زهران في قلقيلية، وقد عملوا في قطاع البناء لأكثر من 40 عاما.
كل ما تبقى اليوم من قرية الحرم هو المسجد والمقام، والأسس المهدمة لبعض منازل القرية، وعدة منازل يسكنها اليهود، ومقبرةة مهدمة تبرز فيها بعض القبور المتناثرة هنا وهناك، وتشرف المقبرة المتهدمة على البحر، وتستخدم موقفا لحافلات السياح الأجانب والإسرائيليين.


قرية سلمة المحتلة هجرها اهلها بتاريخ 25/4/1948م

***
تقع قرية سلمة على بعد 5كم إلى جهة الشرق وبانحراف طفيف الى جهة الشمال عن مدينة يافا، وهي بذلك أقرب القرى والبلدان إليها. وتبعد نحو كيلومترين إلى الشمال من طريق يافا - اللد الرئيسية. وقد اكسبها هذا القرب التطور السريع على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية. وأقيمت سلمة على أنقاض بلدتين كنعانيتين، في رقعة منبسطة من أرض في السهل الساحلي الأوسط. وينسب أهلها تسميتها للصحابي الجليل سلمه ابن هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم القرشي المخزومي، الذي استشهد مع أربعه آخرين عام 14 هجري في المعركة التي دارت في مرج الصفر، وهو السهل الممتد من أمام بلدة سلمة وحتى نهر العوجا، ودفنوا في القرية، ونشأت بالقرب منهم مقبرة.
وقد بنى محمد ابو نبوت حاكم مدينة يافا (1807-1818م) مسجد بلدة سلمة وأقام قبة جميلة على ضريح الصحابي الجليل، وبنى سورا جمع مسجد البلدة مع القبة، وحفر بئرا في طرف فناء المسجد، تتجمع فيه مياه الأمطار.
وعلى الصعيد النضالي سميت القرية باسم (سلمه الباسلة)، وذلك لبسالة أهلها بالدفاع عن القرية بكل ما أتيح لهم من قوة، ومهاجمة المستعمرات الصهيونية القريبة من محيط القرية.
وترتفع سلمة قرابة 25م في المتوسط عن سطح البحر، ويجري بالقرب منها وادي سلمة الذي يرفد نهر العوجا. وإلى الشرق منها تقع بير البلد التي كانت تزود القرية بمياه الشرب وتتوافر مياه الآبار إلى الشرق والجنوب والشمال من سلمة.
وتحيط ببلدة سلمة سلسلة من المستعمرات الصهيونية، ولم يكن يربطها بالمنطقة العربية سوى الجنوب حيث تقع بلدة يازور على بعد أربعة كيلومترات منها، يفصلهما وادي سلمة، الذي يلتقي مع نهر العوجا شمالي تل أبيب.
وتعتبر سلمة اكبر قرية بقضاء يافا، وأقربها الى المدينة، بل كانت وكأنها حي من أحيائها. وقد شهدت زيادة غير طبيعية في عدد السكان، حيث قدر عدد سكانها بحوالي 1187 نسمة عام 1922م، و3691 نسمة عام 1931م، و 6730 نسمة عام 1945م، ووصل عدد سكانها الى 7807 نسمه عام 1948م، وهذه الزيادة السكانية الكبيرة ناجمة عن انتقال أعدادا كبيرة من العائلات من مختلف المناطق الفلسطينية للعمل والإقامة فيها. وساعدها  في ذلك وبشكل كبير قربها من ميناء يافا الذي جعلها مركزا للحركة التجارية، التي انتعشت بعد حلول الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1918م، مما اجتذب الكثير من العائلات من مختلف المناطق الفلسطينية للانتقال والإقامة فيها. وبعد ثورة عام 36 ترك قسم من أهالي يافا بيوتهم وبياراتهم المنعزلة، والتي كانت قريبة من مناطق اليهود، وأقاموا في سلمة، خاصة أن أسعار الأراضي والمعيشة فيها ارخص من يافا.
وقد بلغت عدد بيوت البلدة عام 1948م 1692 بيتا، بالإضافة الى المقاهي والمحلات التجارية.
بلغت المساحة الإجمالية لأراضي سلمة نحو 6782 دونما، منها 294 للطرق والوديان، و 114 دونما أقيمت عليها أبنية البلدة، و885 دونما تسربت لليهود.
واشتهرت سلمة بزراعة الحمضيات، وكان ما مجموعه 2853 دونماً مخصصاً للحمضيات (البرتقال والليمون والكلمنتينا والمندرينا) والموز، و 2266 دونماً للحبوب، و 370 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين، و25 دونما مزروعة بالزيتون.
واعتمد السكان في ري مزارعهم على الآبار إلى جانب اعتمادهم على الأمطار. وكانت مياه الري تجلب من نحو 85 بئراً ارتوازية.
وكان سكان سلمة يعملون بصورة رئيسية في الزراعة والتجارة وفي كل ما يتعلق بها، كما عمل نفر منهم في التجارة وفي الوظائف الحكومية. وكان المزارعون يشحنون منتجاتهم الى يافا ويبيعون قسما منها في المستعمرات الصهيونية المجاورة. وكانوا يشحنون الحليب أيضاً إلى مصنع للألبان في يافا، وكان يمتلكه رجلان من سلمة. ولعدم كفاية الأراضي الزراعية في سلمة عمل البعض منهم في بيارات يافا، ونشط البعض الأخر في أعمال التجارة الحرة وإقامة المشاريع الاقتصادية.
وعمل البعض في تجارة البرتقال، فكانوا يقومون بضمان البيارات وقطف الثمار وتغليفها بورق خاص، وثم تعبئتها في صناديق خشبية، ليتم شحنها الى أوروبا عن طريق ميناء يافا.
وقد أسس نفر من أهالي سلمة (شركة سيارات سلمة المساهمة المحدودة)، وكانت تمتلك سيارات تعمل على خط يافا - اللد، مرورا بمطار اللد والعباسية وكفر عانة وساكية والخيري وسلمة ويافا وبالعكس. وكان مقرّ هذه الشركة في يافا مقابل النادي الرياضي الإسلامي، بالقرب من مكتب البريد، على مفرق شارع سلمه الموجود لليوم.
كما تأسست في سلمة شركة الألبان العربية الحديثة، وهي عبارة عن حظائر لتربية الأبقار الهولندية وتصنيع منتجات الألبان.. وكان مقرها في البداية في سلمة ثم توسعت اعمالها وانتقلت الى يافا .
وأسس عبد العزيز صقر مع شريك له من مجدل غزة شركة سلمة للغزل والنسيج عام 1943م. كما تأسست في سلمة مدبغة للجلود، ومطاحن للحبوب، ومصنع للشراب.
وكان في سلمة سوق كبير، ودكاكين بقالات، ومحلات بيع  القماش، وحلاقين وجزارين لبيع اللحوم. وكان اليهود يأتون الى سلمة وبشترون منها الخضار والحليب.
كما امتلك أهالي سلمة سيارات النقل (الشاحنات) التي كانت تستخدم لنقل صناديق البرتقال الى ميناء يافا لتصديرها للخارج. كما امتلك العديد من أبناء البلدة محلات البقالة والمتاجر في سلمة، وفي مدينة يافا نفسها.
كما تأسست جمعية سلمة التعاونية للتوفير والتسليف عام 1940م، وكانت تمنح القروض للمشاريع الصغيرة
وقد تأسست أول مدرسة ابتدائية للبنين في البلدة عام 1920، وبمعلم واحد وهو الاستاذ حسن ابو كلام، وكانت قبل ذلك كتاتيب أهلية في العهد العثماني، يتعلم فيها الطلاب مبادئ القراءة والكتابة.
وفي العام الدراسي عام 41-1942م، اكتملت فيها المرحلة الابتدائية، وضمت المدرسة 504 طلاب، يقوم على تعليمهم عشرة معلمين..
وفي عام 1936 تأسست مدرسة ابتدائية للبنات، وضمت المدرسة 121 طالبة عام 1945م، تعلمهن معلمتان، وكانت المدرّستان من يافا.
كما تأسست في البلدة ثلاثة مدارس أهلية، وهي مدرسة الشيخ احمد الطيبي- ونشأت في العهد العثماني، وهو إمام البلدة وكان يسمى الخوجة؛ ومدرسة الشيخ مرشد سعادة، ونشات في عهد الانتداب البريطاني؛ ومدرسة الاستاذ عبد الحميد المصري ونشأت في بداية الاربعينات (1940م)، وكانت شبه نظامية ومن أفضل المدارس في البلدة). وكان ميسور الحال من الطلاب يكمل دراسته الثانوية في مدارس يافا.
وقام بعض شباب القرية عام 1937م بإنشاء (نادي شباب سلمة الرياضي)، ولكن اشتعال ثورة فلسطين أدى الى عدم الاهتمام به وسرعان ما أغلق. وفي عام 1943م قام شباب القرية بإعادة تشكيل النادي من جديد. وكان  المختار إعبيد علي الصالح رئيسا للنادي، والمحامي عبد العزيز صقر أمين صندوق النادي وعضو هيئته الإدارية. وتولى احمد محمد صالح خليل امانة سر النادي في سلمة (وأصبح فيما بعد رئيسا للمجلس القروي في سلمة)
وكان في سلمة ملعب لكرة القدم، وكان الملعب عبارة عن بيدر، وبعد درس المحصول يستعمل البيدر كملعب. وكان شباب القرية يتنافسون مع فرق ونوادي رياضية من القرى العربية المجاورة، مثل العباسية واللد او مع الألمان من مستعمرة سارونا.
المجلس القروي: تشكل في سلمة مجلس قروي عام 1946م من 11 عضوا، واختير احمد محمد صالح خليل رئيساًَ للمجلس.
عائلات سلمة: كانت عائلات البلدة مقسّمة الى اربعة مجموعات رئيسية:
- المجموعة الاولى وهم الفلاحين الذين جاءوا من قرى فلسطينية مختلفة وتضم هذه المجموعة خمس عائلات رئيسية: (1.ال خالد: وتولى المخترة اكثر من واحد من هذه العائلة، واولهم المختار علي الخالد، ثم رمضان عبد الهادي، الحاج صالح الخالد.2. عائلة ال الخليل الشمالي: ومنهم المختار محمد صالح الخليل، وكان احمد محمد صالح الخليل رئيس المجلس القروي في البلدة.3. عائلة سويدان: وقد تولى احد وجهائها المخترة وهو المختار موسى محمود سويدان .4. عائلة ال رماحة وقدورة: وكان احد وجهائها عضوا في اللجنة القومية بسلمة، وهو حسن احمد رماحة.5. عائلة العثامنة: وتولى احد ابناء هذه العائلة امانة سر النادي الرياضي بسلمة لفترة من الزمن وهو عبد الرحمن شحادة (ابو عزام).
- المجموعة الثانية- ال الهندي- وتضم هذه المجموعة ثلاث عائلات رئيسية وجميعهم من أصول مصرية: (1. ال علي الصالح: وتولى احد وجهائها المخترة وهو علي صالح وخلفه ولده المختار اعبيد علي صالح ثم حفيده المختار مفلح اعبيد علي الصالح.2. ال صقر السالم  وأبو إصبع: وتولى المخترة محمد سالم صقر.3. عائلة آل مشه: ومنهم الشهيد حسني محمود مشه)
- المجمو عة الثالثة وتعرف باسم عائلة مختارها ابو نجم، وتضم هذه المجموعة اربع عائلات رئيسية وجميعهم من أصول مصرية: (1.آل ابو نجم: ومختارها الحاج نجيب ابو نجم، وكان مصطفى ابو نجم مدير شركة سيارات سلمة.2. آل ابو حاشية- ومختارها مصطفى ابو حاشية، وكان موسى ابو حاشية من ابرز المجاهدين من هذه العائلة، ومن ابناء البلدة.3. ال مسعود العالم 4. آل البديوي).
- المجموعة الرابعة وتعرف باسم عائلة مختارها آل حماد، وتضم هذه المجموعة ستة عائلات رئيسية وجميعهم من أصول مصرية: (1. آل حماد: ومنهم المختار الشيخ إبراهيم حماد وأبو عطا الله حماد.2. آلياسين القبالي: ومنهم الشيخ عبد الرحمن القبالي وكان عضوا في المجلس القروي للبلدة.3. آل الشافعي: وكان احد افراد هذه  العائلة عضوا في اللجنة القومية بسلمة، وهو موسى سعيد الشافعي.4. آل الحاج احمد: والى هذه العائلة ينتمي الشهيد عبد الرحيم اعبيد الحاج احمد واستشهد بتاريخ 8/12/1948م في معركة هاتكفا.5. آل منصور: ومنهم مؤذن مسجد البلدة الشيخ محمد احمد المنصور.6. آل ابو العينين: ومنهم سعيد شحادة ابو العينين- احد قادة فصائل ثورة عام37-1939م).
وقد انبثقت عن هذه المجموعات العديد من العائلات، منها: ال عصفور، ال الخطيب، آل خباص، والعزازيه ال حرب، ال علام، ال أبو جراده، ال المتولي، ال النجار، اّل العتال، آل عبيان، ال عمارة، ال ياسين، ال الشايب، ال عرفة، ال عودة، ال الخواجا، ال الفيشاوي، ال الهوبي، ال المنسي، ال ابو زيد، ال بياري، ال شاهين، ال الحفناوي، ال عرام، ال الحلاج، ال عاشور، ال مخيمر، ال قنديل، ال الناجي، ال دويدار، ال أبو زهير، ال أبو الخير، ال داود، ال المغربي، ال الشادوح، ال أبو شميس، ال أبو الحشيك.. وغيرهم الكثير.
وكان لكل عائلة من العائلات الكبيرة مقعد (او ديوان)، يقضون فيه وقت فراغهم، ويحتسون القهوة ويتداولون فيه الأحاديث، ويتناقشون في أمور العائلة وفي شؤون البلدة، والأوضاع السياسية، ويحلون مشاكلهم، ويصلحون بين الناس..
**
لعب أهل سلمة دوراً بطولياً في المعارك التي دارت بين الصهاينة والعرب عام 1948م، وعلى رأسهم الحاج مصطفى العتال الحاج علي أبو نصار والحاج محمود محمد زغلول والحاج محمد جمعة الهوبي والحاج شفيق أبو نجم. وعلى الرغم من إحاطتها بالقوات الصهيونية، إلا أنها صمدت أمام هجمات الأعداء إلى أن نفذ عتادهم. فتوجه القائد موسى أبو حاشية ومرافقه أمين سر القيادة خليل السالم صقر لمقابلة قيادة المنطقة الوسطى، التي كانت تتواجد في مدينة اللد وشرحا لهم الموقف الذي كانت فيه بلدة سلمة وبالقرى الثلاث التي احتلت إلى الشرق منها، وبالوضع الموجود في بلدتي يازور وبيت دجن وبأن بلدة سلمة أصبحت مطوقة تماماً وأنه إذا أريد الصمود فيها ومقارعة العدو فإن الأمر يحتاج إلى تزويدها بكميات كبيرة من الذخيرة والمؤن التي تكفي للمرابطة فيها برغم الحصار المضروب عليه.  لكن القيادة رأت انه باحتلال اليهود لقرى الخيرية وساكية وكفرعانة ومغادرة المدافعين عن بلدتي يازور وبيت دجن، بات من المستحيل الدفاع عن بلدة سلمة، وأنها أصبحت ساقطة عسكرياً، فتذرعت قيادة المنطقة الوسطى بعدم توفر الإمكانات لديها لتزويد بلدة سلمة بما تحتاجه من سلاح لصمود المدافعين عنها وأن الأمر متروك لقيادتها، فكان لا مفر من مغادرة البلدة بعد أن أصبح الأعداء يحيطون بها من كل جانب، وبعد أن قطعت كافة الطرق التي توصلها بالمنطقة العربية واعتذار القيادة عن تزويدها بكمية مناسبة من الذخيرة فقط تكفي لصمودها أياماً قليلة، ورأوا أنه لا مناص لهم من مغادرة بلدتهم التي دافعوا عنها بكل بسالة، والتي أصبحت بسالتها وصمودها مضرب الأمثال، فاضطروا إلى مغادرتها والانسحاب منها بتاريخ 25/4/1948م، ولم يجرؤ اليهود على دخول القرية إلا بعد بضعة أيام من هجرة أهاليها، وبعد أن تأكدوا من خلوها تماماً من المسلحين، واحتلوها بتاريخ 28/4/1948م.
وانتقلت ساحة المواجهة بعد سقوط بلدة سلمة إلى مدينتي اللد والرملة وبلدة العباسية التي لم يتأخر سقوطها واحتلال العدو لها بعد سقوط بلدة سلمة كثيراً إذ تمكن الأعداء من احتلال بلدة العباسية في 5/5/ 1948م أي بعد أسبوع واحد فقط من سقوط بلدة سلمة.
غادرت بعض عائلات سلمة الى قطاع غزة، والى مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية والأردن. والى قلقيلية هاجرت عائلة المرحوم إيراهيم خليل سويدان، وهو والد يوسف سويدان (ابو محمود). ومن ابناء يوسف سويدان: محمود، إبراهيم، محمد، موسى، عيسى، وصالح.
***
شهداء سلمة: صالح اسعد سعيد الناجي؛ عبد الحافظ علي صالح؛ حسن شحادة أبو العينين؛ حسني محمود مشه؛ أحمد محمود علي صالح؛ عقيلان فرج العبيد؛ علي أبو نصار؛ أحمد صالح غنيم؛ أحمد محمود أبو العينين؛ خالد صالح غنيم؛ حسن إمارة؛ معوّض أبو نجم؛ حمودة سويدان؛ عبد الفتاح الجليس؛ حسين عمر أبو حاشية؛ رشيد الياسين؛ محمد علي الغولة؛ قاسم صالح العالم؛ أحمد اليازوري؛ عبد الجابر قرمش؛ محمد الغندور؛ أحمد يوسف الخطيب؛ محمود محمد أبو العينين؛ محمد قدوم؛ محمد محمود هندي؛ أحمد حسين أبو نجم؛ أنيس سويدان؛ علي التونسي؛ سعيد الفيشاوي؛ سالم نمر الخليل؛ شامخ قنديل؛ محمود إبراهيم السالم صقر؛ عبد الرحيم عبيد الحاج أحمد؛ محمد عبد الرحمن عبد الدايم؛ علي التونسي؛ خليل حسن وردة.
**
سلمة اليوم: طغى تمدد تل أبيب على القرية وأراضيها، وهي الآن ضاحية من ضواحيها.
بقي من القرية أبنية كثيرة- عدة منازل وأربعة مقاه ومدرستان ومسجد ومقام سلمة ومقبرة. المنازل مهجورة، باستثناء تلك التي يقيم يهود فيها. وتعود ملكية أربعة منازل إلى علي يوسف هندي، أحمد محمد صالح ومصطفى أبو نجم وأبو جرادة.
وكانت المقاهي الأربعة معروفة بأسماء مالكيها: محمد الحوتري, وأبو اصبع، وشعبان الناجي, والعربيد. وتعيش أسرة يهودية في مقهى الحوتري.
إحدى مقبرتي القرية (مقبرة الشهداء) مهجورة وتكسوها النباتات البرية، أما الثانية فقد حولت الى منتزه إسرائيلي صغير. وتنبت أشجار التين والسرو والنخيل وشوك المسيح ونبات الصبار في أنحاء الموقع. وأطلق اليهود على قرية سلمة اسم- كفار شالم (Kfar Shalem).
ووفق التقديرات الإحصائية فقد بلغ عدد سكان سلمة عام 1998م نحو 47942 نسمة، ويقدر عددهم بنحو 65 ألف نسمة هذا العام- 2016م.


بامكانك القراءة عن القرى المدمرة على هذا الرابط 
 

تعليقات

محتويات المقال