القائمة الرئيسية

الصفحات

قرى فلسطينية مدمرة | بيارعدس - مسكه - فجة

 

قرى فلسطينية مدمرة هاجر أهلها إلى قلقيلية | بيارعدس - مسكه - فجة

قرية بيار عدس المحتلة- قضاء يافا

هجرها اهلها بتاريخ 1948/4/12م

***

بيار: تحريف عامي لكلمة آبار، وهي جمع بئر، وعدس: نوع من البقوليات، الغنية بالحديد، وهو طعام شعبي منتشر في فلسطين، خاصة في فصل الشتاء.

ولعل اسم القرية يشير إلى حُفر التخزين الجوفية، التي وُجدت فيها، والتي كانت تُستعمل لتخزين العدس. وتشبه هذه الحفر آبار المياه الجوفية القليلة الغور، تطلى جدرانها بالطين والشّيد، لتصبح مانعة للرطوبة، وتغلق فوهتها إغلاقاً محكماً لعزلها عن الهواء، وتستخدم كمخزن للحبوب طيلة العام، أي حتى موسم الحصاد التالي. ويبدو أن هذه القرية كانت تشتهر بزراعة العدس، الذي كان يخزّن في هذه الحفر، وربما من هنا جاءت التسمية.

ويقول احد المعمرين من قلقيلية أن سبب تخزين الحبوب تحت الأرض في العهد التركي، كان لغرض إخفاء الحبوب عن عيون السلطات العثمانية، الذين كانوا يجوبون القرى لتحصيل الضرائب من الفلاحين على محاصيلهم الزراعية، والتي كانت تصل إلى أكثر من ثلث المحصول.


ويُرجع البعض التسمية إلى وجود قبر احد أولياء الله الصالحين في القرية، وهو قبر الولي "ابو العدس"، وربما جمعت التسمية بين اشتهار هذه القرية بزراعة العدس وتخزينه في حفر تحت الأرض، ووجود قبر الولي ابو العدس في القرية!

تقع هذه القرية إلى الغرب من جلجولية، وشرق مستعمرة (مجدئيل)، وجنوب قرية كفر سابا، وشمال شرق يافا، وجنوب غرب قلقيلية. ونشأت القرية فوق رقعة منبسطة من السهل الساحلي الاوسط، لا يتجاوز ارتفاعها في المتوسط خمسين مترا عن سطح البحر، حيث تميل الأرض إلى الانحدار تدريجياً نحو الجنوب الغربي، وتحيط بأراضي بيار عدس أراضي جلجولية وكفر سابا وقلقيلية، والحصون اليهودية. وكانت بعض الطرق الفرعية تصلها بالقرى المجاورة، والطريق المعبدة غير بعيدة عن القرية. وكانت القرية تابعة لقضاء يافا.


وامتدت القرية فوق رقعة مساحتها 14 دونماً، وكانت تتألف من مبان سكنية مندمجة، تتجمع بعضها قرب بعض، ولم يكن عدد بيوتها عام 1931م يتجاوز 28 بيتاً، لكن عددها زاد في أواخر عهد الانتداب إلى قرابة 50 بيتاً.

وقد بلغ عدد سكان القرية في عام 1922م- 87 نسمة، وعام 1931م- 161 نسمة، وعام 1945م- 300 نسمة، وعام 1948 بلغ عدد السكان 348 نسمة. ووفقا لتقديرات إحصاءات عام 1998م، كان عدد اللاجئين من القرية 2137 نسمة. اما مساحة أراضي القرية فكانت نحو 5492 دونما، منها 5308 دونم أراض زراعية. واشتهرت القرية بوفرة محاصيلها وخيراتها في أرض سهلية ذات تربة خصبة تصلح لمختلف أنواع المزروعات، فكانت تزرع فيها الخضراوات والحمضيات والمحاصيل الحقلية. وغرست الحمضيات وغيرها من الاشجار المثمرة في 1604 دونم، وزرعت الحبوب والبقول في 3416 دونم، فضلاً عن مساحات الاراضي التي كانت تزرع بالخضراوات والبطيخ والشمام والذرة والبطاطا والعنب والموز والتين والنخيل، وحتى الفستق الحلبي، زرع فيها وكان من أجود الأنواع. كما كانوا يربون الدواجن والأغنام والأبقار- البلدية والهولندية. وكان يُصدّر ما يفيض عن حاجة القرية إلى يافا وقلقيلية، وجلجولية.

وكانت تهطل على القرية كمية كافية من الأمطار الشتوية، وتتوافر حولها مياه الآبار الارتوازية أو آبار الجمع العميقة، وكان ثمة بقايا بناء روماني - بيزنطي، على الجانبين الشمالي والشمالي الغربي من القرية.
وكان في القرية عدة آبار للمياه، منها بئرين للحاج سعيد هلال، وبئر لإبراهيم حسين برهم، وبئر لقاسم مسعود، وبئر محمد صالح هلال، وبئر لعائلة السوقي، وبئر لعائلة الخضراوي، وبئر لعبد الله عبد الحافظ، وبئر للحاج مجاهد إعلانية، وبئرين لعائلة النيص. وكانت عائلة النيص، وهي من اكبر عائلات بلدة بيار عدس وأغناها تملك أكثر من أربعين بيارة، بمساحة تزيد عن 300 دونم. وكان لابو السوقي بيارتين، ولابو الشيخ مسعود بيارة مساحتها 97 دونم. وكان سعيد هلال يملك أكثر من ألف دونم من اراضي القرية، كانت تزرع بالسمسم والذرة والقمح والشعير، باستثناء مائة واربعين دونم منها كانت مزروعة بالحمضيات، وذلك حسب قول ابنه الحاج محمد سعيد هلال (ابو بلال-90 عام). ويقول المختار جمال عبد الحافظ ان جده عبد الله عبد الحافظ امتلك ما مساحته 700 دونم من اراضي بيار عدس، زرعت بالحبوب والبقول والحمضيات. كما امتلك محمد صالح هلال، والحاج عودة السمان، والحاج محمد برهم، ما يزيد عن 600 دونم من اراضي القرية. ويقول الحاج غازي محمد هلال أن بعض العائلات من عشيرة آل زيد في قلقيلية (وهي هلال، وبرهم، وعبد الحافظ، والسمّان) امتلكوا - قبل حلول نكبة عام 1948م - قرابة نصف مساحة اراضي قرية بيار عدس الزراعية..

لقد تعددت عائلات القرية، رغم صغرها، وجاءت من فلسطين وخارجها، ويختلف تاريخ قدومها، كما أقامت بجوارها قبائل بدوية، ونزلها أشخاص لغرض العمل فيها، من كفر قدوم وعرب الهويدي والشوافعة من بئر السبع ودار الفلحي والرويشات.
ومن أشهر عائلات القرية: النيص؛ ألخضراوي؛ السوقي؛ مسعود؛ الويسي؛ مشرفة ؛ ذياب؛ شتيوي؛ رياش؛ عقل؛ بحيري؛ السيلات ؛ دويري؛ هندومي؛ قواريط؛ مرجان؛ جدوع؛ عازم؛ مجاهد؛ البغل؛ أبو قاسم؛ العبد أبو صالح.

وكان مختار قرية بيار عدس من عائلة النيص، وهو المرحوم الحاج سعيد حامد النيص (ابو زياد)، وكانت عائلته من اشهر عائلات بيار عدس واغناها..
ومن حيث التعليم، لم توجد في القرية مدرسة حكومية، فاقام اهل البلد غرفة مدرسية لأطفالهم في جزء من ارض المختار ابو زياد النيص، وجاء مدرس من الطيبة اسمه عبد الغني زيدان، وكان يعلمهم مواد العربي والدين والحساب، والانجليزي، وكان يدرسون للصف الخامس، ومن اراد متابعة الدراسة كان يذهب الى مدارس الطيرة او الى قلقيلية. كما اقيم جامع ومضافة في جزء من أرض المختار ابو زياد.

تهجير اهل القرية: بعد صدور قرار التقسيم في عام 1947م، شاعت بين اهل القرية مظاهر الرعب والذعر نتيجة أعمال القتل، التي كانت تقوم بها المنظمات الصهيونية، مما دفعهم نحو الهجرة والرحيل عنها، واحتلها اليهود بتاريخ 1948/4/12م
وضاعت البلاد وتشتت العباد، وهاجر معظم أهلها الى قلقيلية، وبعضهم اقام في جلجولية وقرية بيت امين، وكفر ثلث، ومخيم بلاطة، ومخيم طولكرم، وطوباس، وعمان، واربد.

وفي أوائل حزيران عام 1948م، وبعد أسبوعين من إعلان قيام دولة إسرائيل، قرر الصندوق القومي اليهودي (الكيرن كييمت) تدمير القرية، ذلك أن القادة الإسرائيليين صمموا على ان المنطقة الساحلية، والوقعة بين تل أبيب والخضيرة يجب أن تشكل قلب الدولة اليهودية، وبالتالي يجب أن تكون خالية من العرب. وفي 1948/6/16م سجل رئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد بن غوريون في يومياته، أن بيار عدس سويت بالأرض.

وفي عام 1950م أقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مستعمرة "عدنيم" على أراضي القرية، إلى الجنوب الغربي من موقعها، وبعد عام أقيمت على أراضي القرية أيضا مستعمرة "إيليشماع"، وهي أقرب الى موقعها من عدنيم.
يتميز موقع القرية اليوم بنبات الصبار وأشجار التين والنخيل وأنقاض المنازل. ولا يزال عدد من المنازل واجزاء من المنازل، التي كانت بنيت بين بساتين الحمضيات، قائمة مهجورة وسط النباتات البرية.

وقد استشهد من أبناء قلقيلية في بيار عدس، كل من: زكي محمود خدرج 1947/12/24م؛ عبد اللطيف الحاج حسن لباط 1948/2/27م؛ محمد القاسم محمد الحاج علي 1948/2/28م، رحمهم الله جميعاً، وجعل مثواهم الجنة.






 قرية مسكه المحتلة عام 1948م  قضاء بني صعب - طولكرم

***
مِسْكة بكسر الميم، وسكون السين. يعتقد أن هذه القرية دعيت بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة (مسكة) من مضاعة القحطانية، التي نزلت هذا المكان في صدر الإسلام، إلا أن علاقة هذه القبيلة بتسمية القرية غير مؤكدة. واستنادا إلى الجغرافي العربي ياقوت الحموي (المتوفى عام 1229م) في كتابه معجم البلدان، كانت مسكة مشهورة بفاكهتها ولاسيما تفاح المسكي، الذي كانت تفوح منه رائحة زكية تشبه رائحة المسك، وربما من هنا جاءت تسمية القرية بهذا الاسم.


اما الدكتور نافع الحسن (من مسكة)، فيؤكد ان تسمية مسكة تعود الى قبيلة مسكة، وهي فرع من قبيلة بني صعب، التي لبت نداء صلاح الدين، وجاءت من جزيرة العرب، وكان جيشها كبيرا، وشاركت في معركة حطين، واستقرت بعدها في فلسطين. وقد بنيت مسكة بعد معركة حطين كعزبة لاستراحة زعماء مسكة من بني صعب، ولا زال ضريح الحاج يوسف حفيد الشيخ حرب قائما هناك. ولاحقا ونظرا لمناخها وخصوبة تربتها، ولونها الأحمر الجميل، كانت محط أنظار العائلات الفلسطينية المدنية، فأقام فيها وبنى فيها بيتا وسبيلا الحاج ابراهيم البنا من يافا.

وينسب الدكتور نافع الحسن الى قبيلة مسكة وزير الخارجية الموريتاني الاسبق احمد بابا مسكي، وعمر مسكاوي، نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان.
ويذكر المؤرخ العربي خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى سنة 1363م) في كتابه الوافي بالوفيات أن عدداً من العلماء المسلمين كان يُنسب إلى مسكة، منهم عالم اللغة والعروض عبد المنعم بن صالح المسكي النحوي، المعروف بالاسكندراني، والذي توفي في القاهرة عام 1235م.

 كما ذكرها ياقوت الحموي في معجمه ونسب إليها، عبد الله بن خلف المسكي- نشأ بمصر وكان عالماً. وعبد الخالق بن صالح بن علي زيدان المسكي النحوي، من علماء القرن الرابع الهجري.
ت
قع قرية مسكة المدمرة في السهل الساحلي لأرض فلسطين التاريخية، على بعد 7 كيلومترا شمال غرب مدينة قلقيلية، والى جنوب غرب قرية الطيرة وتبعد عنا نحو ثلاثة كيلومتر. وتحدها من الجنوب قرية كفر سابا المهجرة، ومن الغرب قرية الحرم (سيدنا علي) المهجرة، أما من الشرق فتحدها مستعمرة رمات هكوفيش، التي أسست عام 1932م، وتبعد عنها على خط مستقيم، نحو كيلومتر فقط. وترتفع مسكة عن سطح البحر حوالي 50 مترا. وكانت تابعة لقضاء بني صعب، ومركزه طولكرم عاصمة القضاء، وهي أقرب المدن الفلسطينية إليها، وتقع على بعد 15 كم الى الشمال منها.

 بلغت مساحة أراضي القرية عام 1948م نحو 8076 دونما إضافة إلى 5882 دونما كانت تعرف بـغابة مسكة، وأما عدد سكانها فقد بلغ في العام 1922م حوالي 440 نسمة، بينما ارتفع في العام 1945م إلى 880 نسمة، وفي العام 1948م إلى 1021 نسمة.
تشريد أهالي القرية: في يوم 1948/4/15م أمر ضباط الهاغاناه سكان القرية بمغادرتها، لكن السكان لم يأبهوا للأمر. وعقب شن حرب نفسية رهيبة ضد سكانها، وتهديدهم بتنفيذ مجزرة مشابهة لمجزرة دير ياسين، هاجمت بتاريخ 1948/4/18م وحدات من لواء الكسندروني قرية مسكة، وطردت سكانها. وقد تم ذلك في إطار قرار سابق اتخذته قيادة الهاغاناه بشأن ضمان إجلاء كل التجمعات العربية عن المنطقة الساحلية الممتدة بين تل أبيب ومدينة زخرون يعقوب جنوب حيفا. وقد خرج آخر شيخين منها في 1948/4/20م، وتشتت أبناء القرية في كافة أصقاع الأرض، ومنذ ذلك الحين انقطعت علاقة أبنائها الفعلية بها، إلا من بقي واستقرّ في قرية الطيرة المجاورة، التي ظلت صامدة، والتي ضُمّت هي أيضا إلى إسرائيل، بموجب اتفاقيات رودس الموقعة عام 1949م.
لم تنتهِ جريمة السلطات الإسرائيلية في العام 1948م بتشريد أهل القرية وحسب، بل قامت بعد عامين على احتلالها بتجريف القرية عن بكرة أبيها، وتسوية منازلها وقبورها بالأرض، علما بأن عدد منازل القرية في حينها وصل إلى 197 منزلا. وكانت المنازل التي بنيت في الأعوام الأخيرة من الانتداب البريطاني تنتشر في الركن الشمالي من القرية، بعيدا عن الوادي، ولم يبق من آثار القرية إلا منزلين يعود احدهما لابو إبراهيم العلي الدحمس، والثاني لابو عثمان حرب، أما المسجد فقد تهدم هو الآخر، ولم يبقى منه سوى جدارا ونصف، كما هدمت مدرسة القرية الابتدائية في صيف عام 2006م، وذلك في محاولة لمنع أبناء القرية من التردد عليها، لإحياء ذكراها وذكرى نكبتها، وتم تهديدهم بالاعتقال بتهمة التعدي على أراضي الغير. وجاء قرار هدم المدرسة بعدما قام أهالي القرية المهجرين في قرية الطيرة المجاورة بترميمها عام 2005م، حفاظا على هذا المبنى التاريخي، وإنعاشا للذاكرة، وتأكيداً على حق العودة.

 بعد النكبة وهدم القرية، أُستُغِلّت معظم أراضيها لزراعة الحمضيات، لصالح شركة "مهَدرين" الإسرائيلية. وكانت مستعمرة سدي فابورغ أُقيمت في سنة 1938م على أراضي تابعة تقليديا للقرية. كما إن مستعمرة مشميرت التي أنشئت في سنة 1946م تقع على أراضي القرية قريبا من الموقع الى الجهة الشمالية الغربية، بينما تظل قرية مسكة المدمرة بعيدة عن متناول أبنائها المُهجّرين، الذين بلغ عددهم وعدد ذريتهم وفقا للتقديرات الإحصائية الأخيرة عام 1998م، نحو 6269 نسمة.
وكان سكان القرية يعتمدون في حياتهم على زراعة البرتقال والتفاح والبطيخ والتين والعنب، وكذلك الحبوب والبقول. كما كانوا يعتمدون على تربية الأبقار والأغنام والدواجن. وكان شجر الزيتون مغروساً في الأراضي الواقعة شمالي القرية وجنوبها، وشجر التين والنخيل يتفرق في شتى أنحائها. وكانت الموارد المائية، ولاسيما الآبار كثيرة نسبيا في جوار القرية، الأمر الذي أتاح زراعة مختلف أصناف الحمضيات والموز والخضروات.. وغيرها.

 ومن أشهر عائلات قرية مسكة: ابو طاحون؛ ابو غازي؛ الاشقر؛ البلاص؛ الجبر؛ الحاج حمد؛ الزريقي؛ حرب وفروعه (عايش وقدورة والحاج يوسف وأبو حمدة)؛ خلف؛ مصلح؛ القاضي؛ شبيطة؛ زهد، سلمان؛ عبد القادر؛ عمارة؛ ناصر؛ نواس؛ ياسين؛ السعيد ..
وتقيم غالبية هذه العائلات في قلقيلية، ولهم ديوان خاصا بهم (بني حديثاً ويقع في شارع المدارس)، ومنهم من أقام في طيرة بني صعب، وفي طولكرم المدينة والمخيم، وفي نابلس- مخيم بلاطة، وفي مدينة عمان - الأردن. وكان الحاج عبد الحفيظ زَهِدْ، مختارا لقرية مسكة حتى تاريخ احتلالها وتهجير أهلها يوم 1948/4/20م، وكان في القرية أربعة دواوين: ديوان ابراهيم العلي شبيطة، وديوان عبد القادر ابو السعيد، وديوان الحاج احمد المصلح، وديوان مختار القرية، وهو الحاج عبد الحفيظ الزهد، هذا ما ذكره لنا الحاج أبو محمود العراقي (80 عام)، وهو من قرية مسكة، ويقيم في قلقيلية.





قرية فجة المحتلة - (قضاء يافا - لواء اللد)

تم تشريد أهلها بتاريخ 1948/5/15م ***
كانت القرية مشيّدة فوق رقعة منبسطة من الأرض في السهل الساحلي الأوسط. وترتفع نحو 25 متر في المتوسط عن سطح البحر. وفي أواخر القرن التاسع عشر، كانت فجة قرية صغيرة مبنية الطوب. وقد بنيت في عهد الانتداب البريطاني بعض المنازل الجديدة بالأسمنت. وكانت تنتشر بيوت القرية على مساحة تقرب من خمســة وسـبعين دونماً، وحتى عشية الهجرة عام 1948م بلغ عدد بيوت القرية 324 بيتا. وكانت القرية تتبع لواء اللد، وإداريا قضاء يافا.
الموقع:
تقع قرية فجة الى الجهة الشمالية الشرقية من مدينة يافا، وعلى بعد 15كم منها. وكان يصلها باللّد ويافا الطريق العام الممتد بين هاتين المدينتين. والى الغرب من فجة وعلى بعد اقل من كيلومتر واحد تقع مستعمرة (بتاح تكفا) التي أسست عام 1878م، على أراضي قرية ملبس العربية. والى الشمال من فجة وعلى بعد 4كم تقع قرية صغيرة اسمها المرّ او (المحمودية)، والى جهة الشمال الغربي وعلى بعد 10كم تقع قريتي الجماسين الشرقية والجماسين الغربية. ومن جهة الشرق تقع رأس العين ومجدل الصادق وتبعد نحو 5كم، والى جهة الشمال الشرقي تقع قرية كفر قاسم، وتبعد عنها نحو 6كم. اما في جهة الجنوب الشرقي تقع المزيرعة وتبعد عنها نحو 5كم، وقرية رنتيه وتبعد نحو6 كم، وفي جهة الجنوب تقع مدينة اللد وتبعد 12كم، وفي الجنوب الغربي تقع العباسية وتبعد نحو 7كم.
السكان:
بلغ عدد سكان قرية فجة عام 1922 (194) نسمة. وفي عام (1200) 1945 نسمة، وقدر عدد سكانها عشية الهجرة بتاريخ 1948/5/15م، بحوالي (1392) نسمة.
وقد أقام اليهود في حي يعرف باليمنية، ويقع إلى الجهة الغربية-الجنوبية من القرية ومنعزلين في حيهم، وعرف باليمنية لأنهم من يهود اليمن، وذلك بعد تنشيط الهجرة اليهودية إلى فلسطين. وبلغ عددهم قرابة 450 يهودياً عام 1948م، وكان الحي مميزاُ بتلاصق البيوت. وبعد تدمير قرية فجة عام 1948 ضمت هذه ألأحياء وأراضي فجة إلى مستعمرة (بتاح تكفا) .
مساحة الأراضي:
بلغت مساحة أراضي قرية فجة نحو 4919 دونم، يمتلك الفلسطينيين منها 3215 دونم، واليهود يملكون 1580 دونم، و 124 دونم مشاع. وهي من مجمل مساحة أراضي القرية.
وكان سكانها العرب يزرعون القسم الأكبر من أراضيهم بالحبوب (2457) دونم، وما مجموعه (602) دونما مخصصا لمختلف أصناف الحمضيات، و (53) دونما مزروعة بالخضراوات.
وكانت مياه الزراعة تستمد من مياه الأمطار والآبار الارتوازية، التي كانت تكثر في القرية.
بعض أسماء عائلات القرية:
العدوي؛ شحاده؛ دماطي؛ الراعي؛ المصري؛ عطا الله؛ إسماعيل الشيخ؛ الكوبري؛ ابو عطيه؛ ياسين؛ الحج؛ أبو يمن؛ البغدودي؛ القيشاوي؛ أبو غانم؛ أبو زيد؛ الشافعي؛ الدولة؛ ابو شلبايه؛ الكوز؛ ابو فودة؛ خيزران؛ العجوة؛ جعاريم؛ البرقاوي؛ رزق.
مدرسة القرية:
كان في القرية مدرسة ابتدائية للبنين، فتحت أبوابها في سنة 1922م، وكانت مدرسة نظامية تابعة للمعارف، مكونة من غرفتين، واحدة صغيرة تتسع لاكثر من عشرين طالبا، وكانت تجمع الصفين الاول والثاني، والثانية كبيرة تتسع لأكثر من سبعين طالبا، وجمعت فيها الصفوف من الثالث إلى السادس. وكان بها ملعب، ومحاطة بالشبك وأشجار السروْ العالية، وكانت تقع في الجهة الشرقية-الشمالية من القرية.
وكان من بين الطلاب عدد قليل من البنات، لعدم إقبال البنات على التعلم في ذلك الوقت. وكانت المدرسة في البداية من الصف الأول حتى الصف الرابع، ومجمعة في غرفة واحدة. افتتح بعد ذلك الصفين الخامس والسادس.
وكان من أوائل المعلمين الشيخ علي الدريني من العباسية، وفي الأربعينات- الاستاذ نهاد الجاعوني معلم المدرسة ومديرها، وهو من القدس، ومن أهالي القرية كان الاستاذ عارف الدماطي، والأستاذ محمود احمد إسماعيل.
وكان الطلاب يذهبون لمتابعة دراستهم بعد إنهاء المرحلة الابتدائية الى العباسية، ومنهم من ذهب الى مدارس اللّد، اما المرحلة الثانوية فكانوا يذهبون الى يافا والى القدس. وكانت مقبرة القرية تقع شرقي المدرسة.
مسجد القرية:
كان في القرية مسجد صغير، يقع في وسط القرية، وكان يتسع لاكثر من 200 شخص، وكان الإمام والمؤذن الشيخ علي الشافعي.
الدواوين والمضافات:
كان لكل عائلة كبيرة ديوان، وكانت عائلة الكوز وعائلة شحادة من اكبر عائلات البلدة، وكانت عائلة شحادة تمتلك أكثر من ألف دونم، أي حوالي ثلث أراضي البلدة.
وكانت توجد في وسط القرية مضافة عامة تستقبل الضيوف من خارج القرية ويقدم لهم الطعام والمنام
تحولت هذه المضافة فيما بعد إلى صف مدرسي ثم نادي ثقافي رياضي لشباب القرية، وكان محمد عبد الهادي رئيس النادي.
البقالات والمقاهي والمطاعم:
منها: بقالة محمد الشافعي؛ بقالة إبراهيم الشافعي؛ بقالة علي الشافعي؛ بقالة عبد القادر عبد الله الدماطي؛ بقالة علي ألبرغوثي؛ بقالة خليل ابو نوارة؛ مقهى رزق جبر وسط البلد؛ مقهى ابو الراعي- الجهة الغربية؛ مطعم فاضل ابو عارف؛ ومطعم ابو عبد الله الدماطي.
المخاتير:
من مخاتير القرية: المختار سليمان ضيف الله الكوز، المختار الحاج الشيخ إسماعيل شحادة، الحاج احمد إسماعيل، عبد الله احمد إسماعيل شحادة، والمختار سعيد ابو يمن.
احتلال القرية وتشريد أهلها:
كان الهدف من وراء مجزرة دير ياسين إرهاب السكان الفلسطينيين، وهدم معنوياتهم ودبّ الرعب في قلوبهم، ودفعهم الى الرحيل للنجاة بأرواحهم من الموت المحقق، في ظل عدم وجود إمكانية للحصول على السلاح للدفاع عن البلدة، والغياب الكامل للمقاومة العربية لليهود، والدعم الانجليزي لهم..
وقد بدأت الهجمات الأولى على فجة في وقت مبكر، بتاريخ 1947/5/21م، بعد مقتل اثنين من اليهود في الكيبوتس المجاور للقرية من جهة الشمال، حيث تسللت وحدة من قوات الهاغاناة اليهودية من مستعمرة بتاح تيكفا المجاورة الى مقهى ابو الراعي في القرية، بعد ان اقتفى اليهود الاثر وتبين لهم ان الذين قتلوا اليهوديين اختبأوا في المقهى، وقاموا باطلاق الرصاص بشكل كثيف على المقهى، فقتلوا اربعة من العمال المصريين، الذي كانوا يجلسون في المقهى، بينما جرحوا سبعة آخرين من سكان القرية، منهم حسن الدماطي. واقتحم خبراء المتفجرات اليهود المقهى تحت غطاء ناري كثيف، وقاموا بوضع مواد متفجرة وأشعلوها، ولم يصب أحد من أهل القرية نتيجة الانفجار، لكن تدمر المبنى بالكامل..
وكان المقهى ملك احمد الراعي، ويقع على شارع اللد- حيفا، غربي القرية، وهو الشارع الذي يفصل بين أراضي فجة ومستعمرة بتاح تكفا. واحمد الراعي هو والد زوجة المرحوم عبد الرؤوف فياض- ابو سامي- في قلقيلية،
اما الهجوم التالي فكان في 17/2/1948م، ونزح بعده معظم سكان القرية، ولم يبقى في القرية الا بضع عشرات من سكانها. وفي يوم 1948/5/9م اجتمع ضباط استخبارات الهاغاناه، وقرروا طرد ما تبقى من السكان، ونتيجة الحرب النفسية التي مارسها اليهود، غادرت اخر العائلات القرية بتاريخ 15/5/1948م، ومع حلول شهر حزيران عام 1948م، باشر الصندوق القومي اليهودي عملية تدمير قرية فجة، من جملة قرى أخرى، وتم تدمير القرية وقريتين أخريين بتاريخ 1948/6/16م.
وقد هاجر بعض عائلات القرية إلى مدينة اللد، والى قرية كفر قاسم، وهاجر قسم كبير من عائلات القرية إلى نابلس، وانتقلت بعدها الى مخيمات عسكر وبلاطة، ومنهم من غادرها إلى الاردن، وأقاموا في مخيم الحسين، ومنهم من هاجر إلى قلقيلية واستقر فيها. ولأهالي فجة ديوان خاص بهم في مخيم الحسين في مدينة عمان-الاردن.
ومن عائلات فجة التي اقامت في قلقيلية:أل دماطي؛ آل عطا الله؛ آل الدولة؛ آل ابو يمن.
وانضم ال دماطي بعد الهجرة الى ديوان ال نزال، حيث اقاربهم آل عامر، وبعد ان استقل ال عامر في ديوان خاص بهم عام 1970م، انضم ال دماطي الى ديوان أقاربهم- ال عامر.
اما ال الدولة فقد انضموا الى ديوان ال شريم، بينما انضم ال ابو يمن، وآل عطا الله الى ديوان ال نزال (ابو عمشة)منذ عام1948م.
فجة اليوم:
لقد محيت القرية بأكملها ولم يبقى منها سوى منزل واحد وبركة، وبعض أشجار ألكينا ونبات الصبار، حيث طمس اليهود معالم القرية نهائيا، وأقاموا مكانها ابنيه لمهاجرين يهود جدد تم استقدامهم من العراق.
بعد تدمير قرية فجة، امتدت مدينة بتاح تكفا اليهودية إلى أراضيها، وغدت ضاحيتها الشرقية
.


بامكانك القراءة عن القرى المدمرة على هذا الرابط 

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. انا سمعت من احد جدودي ان مسكه سمية بمسكه لانها كانت تسمى بخربة المسكين ومنه اصبحو مسكه

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال