القائمة الرئيسية

الصفحات

نداءآت الباعة المتجولين

نداءآت الباعة في قلقيلية

ان نداءات الباعة فن يمتاز به شرقنا العربي، وهو فن شعبي أصيل في وجدان الشعب الفلسطيني، وأصبحت جزءا من حضارته وثرائه، وهي جميعها ذات مضمون واحد تبين فوئد ومنافع ورخص وجودة بضائعهم.


وكان في قلقيلية قبل عام 1967م عددا من الباعة المتجولين الذين يبيعون بضائعهم على الحمير، ويضعون البضاعة في سحارتين- اي صندوقين من الخشب معلقين كالخرج على جانبي الحمار


.

وتوضع السحارتان على جانبي الدابة لعمل توازن، ويربطان بحبل متين يمرر من خلال ثقوب في جوانبها العلوية، ويستند على ظهر الدابة. والصندوق الأصغر من السحارة يسمى "بكسة"، ويجلس البائع على ظهر الحمار ويستخدم ميزان نحاسي يعلق باليد، وعيارات من الحجارة، وينادي على بضاعته التي كانت تتكون من الخضار والفواكه. ففي فصل الربيع والصيف كانت تباع البندورة والخيار والفاصولية والبامية والبازيلا والملوخية والكوسا والباذنجان واليقطينة والعنب والتين والصبر. وفي فصل الخريف والشتاء يباع الملفوف والزهرة والبقدونس والفجل والخس والسبانخ والجوافا والبرتقال. تطور بعدها البيع المتجول على عربات خشبية تسير بثلاث عجلات يدفعها البائع أمامه، ويوضع عليها فرش من الخشب، تعرض عليه البضاعة. ويتركزون بكثرة في وسط البلد في المناطق المزدحمة، حول منطقة سوق الخضار المركزي.




نداءآت الباعة المتجولين



أما اليوم فيبيع الباعة المتجولين بضاعتهم في عربات يجرها حمار يطفون بها شوارع قلقيلية وازقتها وهم ينادون عليها بمكبرات الصوت وطوال ساعات اليوم من الصباح الى المساء.


ونعرف الكثير من الذين ابتداوا تجارتهم كباعة متجولين اصبحوا فيما بعد تجارا مشهورين. ويتخلص البائع المتجول من الكثير من الالتزامات التي يدفعها اصحاب المحال التجارية مثل رخص البلدية والمالية والضرائب واجور المحلات وتبعاتها من رسوم نفايات وكهرباء وماء ورسوم الصرف الصحي والمعارف.


ويباع على العربات اليوم الخضار والفواكه والأدوات المنزلية والملابس الصينية والعاب الاطفال والعطور وادوات التجميل والبقول والمعلبات والمرمية والترمس والفول المسلوق والذرة، وشعر البنات. ولا يكتفي هؤلاء الباعة بعرض بضاعتهم في العربات، وإنما يستغلون أيضا الرصيف المخصص للمشاة لعرض بضائعهم، مستغلين بذلك تهاون الجهات ذات العلاقة معهم، بسبب ظروف الانتفاضة وانحسار مصادر الرزق لهؤلاء البائعين، الذين يكون معظمهم من أصحاب الدخول المتدنية.

كما ان المحال التجارية تستخدم الرصيف لعرض بضاعتها فتجد ان ما على الرصيف من بضاعة يفوق بكثير ما يوجد في داخل المحلات نفسها.

كما أن الكثير من الأطفال يقومون ببيع الخس والعلكة وفوط التنظيف والصابون الرخيص وبعض العدد اليدوية بسعر رخيص. كما ياتي بعض الباعة المتجولين من الخليل ويبيعون السجاد والبسط التي يحملونها على اكتافهم، ويجوبون فيها شوارع قلقيلية دون كلل او تعب في سبيل تحصيل لقمة العيش. كما كان البعض منهم يبيع بعض الادوات والعدد وبعض المصنوعات من النحاس والزجاج المزخرف.

بائع الحليب قلقيلية



كما ياتي بعض الباعة من القرى لبيع الجبنة البيضاء، الزيتون الحب، زيت الزيتون، الليف البلدي للحمام، والزعتر والمرمية والكامر (الزيتون الاسود) والبيض البلدي والدجاج البلدي والارانب والزغاليل واللوز .. وغيرها. وهؤلاء ياتون الى السوق يوم السبت حيث يؤم قلقيلية متسوقين من المناطق العربية الواقعة خلف الخط الاخضر. ويشكلون قوة شرائية جيدة في سوق قلقيلية، لرخص الاسعار في قلقيلية بالمقارنة مع الاسعار عندهم.

ويكون نداء الباعة المتجولين او أصحاب البسطات في السوق على بضائعهم بكلمات فيها الكثير من التشبيهات والمحسنات والمبالغة والإطراء. ويعتبر الصوت العالي مرتكزا هاما من مرتكزات النداء خاصة عند بيع الخضار والفواكه يوم الجمعة او في أيام الأعياد.



ومن بعض نداءات الباعة:


  • - حمرة يا بندورة .. بلدية يا بندورة

  • - احمر وحلو يا بطيخ ... ع السكين يا بطيخ
  • - خليلي يا عنب.. حلاوة يا عنب
  • - ريحاوي يا موز
  • - قَلاّمي يا خيار
  • - حليب... حليب ... يرررربح اللي يصلي على النبي الحبيب (هكذا كان ينادي المرحوم محمد الأقرع المشهور باسم ابو صالح السفيري).
  • - رايب يا لبن
  • - بليلا يا فول .. فول بالليمون ..
  • - برّاد .. شوَّبت .. برّاد .. بالليمون .. براد بورد
  • - حلوة ومليحة يا كالمنتينا ..
  • - شعر البنات .. يا بنات، شعر البنات .. سكر نبات
  • - اسكمو .. بريكس .. شوَّبت
  • - طيبة وزاكية يا سمسمية
  • - ضراية... ضراية
  • طيبة وسخنة يا ضراية
  • - لحِّق على السُخُن (عند بيع النمورة او البرمة)
  • اللي عباله ما يحرم حاله
  • - شجيرية (مرمية) يا معمرات الدور


كما ينسب الباعة بضائعهم الى المدن التي تشتهر بانتاجها كنداءات "جنيني يا بطيخ.. ، خليلي يا عنب .. ، ريحاوي يا موز..، حموي يا مشمش، بلدي يا خيار، بلدية يا بندورة .. الخ".


الى جانب المناداة على البضاعة يعلن الباعة عن ثمن البضاعة لتشجيع الناس للاقدام على الشراء، ويقف هؤلاء الباعة عند الباب الغربي لمسجد علي بن ابي طالب المطل مباشرة على السوق ويبدأون بالإعلان عن اسعار بضائعهم بقولهم: "الاربعة (كليو) بعشرة شيكل يا موز"، "الخمسة بعشرة يا خيار"، "الثلاثة بعشرة يا تفاح"، "الاثنين كيلو بعشرة يا خوخة"، "الست علب سردين بعشرة شيكل"، "سبع فلقات صابونة بعشرة شيكل". . وهكذا. والملاحظ ان الباعة لا ينادون على سعر الكيلو الواحد من البضاعة، او على الوحدة الواحدة من العلب او القطع، وانما يفعلون ذلك حتى يجعلوا الناس يشترون بعشرة شواقل.


والبعض يتناول طرقا عملية لتاكيد جودة بضائعه مع المناداة عليها، مثل "ع السكين يا بطيخ"، ويقوم بسطح بطيخة حمراء ويضعها فوق كوم البطيخ ليدلل على ان بضاعته جيدة. والبائع ملزم اذا طلب المشتري ان يفتح شقا في البطيخة ليطمئن ان البطيخ احمر وحلو. واذا تبين للشاري انها "قرعة" أي ان لونها ابيض، فمن حقه ان يرفضها، ويختار غيرها لان البيع يتم "ع السكين"، أي مع ضمان انها حمراء، مثل لون البطيخة المسطوحة على كوم البطيخ.


هذه هي نداءات الباعة يصيحونها باعلى اصواتهم، وقد جعلوا منها فناً له اصوله وقواعده وايقاعاته الموسيقية. لقد توارثوها جيلا عن جيل، بنفس النداءات والكلمات ونفس اللحن تقريبا.

ويعرض الباعة بضاعتهم بطريقة مثيرة للانتباه ولافتة للانظار، فالعرض في نظرهم مهم كعملية النداء. فبائع الترمس يزين كومة الترمس بالبقدونس، وبائع الفول "البليلا" يزينها بالقدونس وشرائح الليمون. كما يقوم بائع الفاكهة والخضار بترتيب بضاعته بشكل هرمي ملفت للنظر. ويقوم بائع البطيخ بسطح بطيخة حمراء ووضعها على كومة البطيخ، كما يضعون الثمار ذات الحب الكبير على وجه الكومة لجذب انظار المشترين. ان هذا العرض الجميل ينطلق من المثل الشعبي القائل: "العين الّلي بتوكل".

ان حسن العرض والنداء والنظافة تشكل جميعها عند البائعين وحدة واحدة وجزءا هاما من العملية التجارية.

رغم كل المغريات التي يقدمها البائع في عرض بضاعته، فان بعض البضائع كالأحذية والألبسة والأدوات المنزلية .. وغيرها، تجري فيها المساومة على الثمن، حيث تبدا بين البائع والمشتري، فالمثل الشعبي يقول "الشطارة في المفاصلة"، وفي حالتي البيع او عدمه يظل المثل الشعبي الذي يقول: "بيع واخسر، ولا تبقي وتندم"، لان من الخصائص الطبيعية لبعض البضائع ان تتلف مع مرور الوقت، فالأحرى ان تباع بخسارة (أي اقل من ثمن الشراء) بدلا من تبقى وتتلف فتكون الخسارة اكبر، ومثالها الخضروات التي تتصف بسرعة التلف.


ومهما يكن، فان لهذه النداءات سلبياتها في اثارة الضوضاء والازعاج العام، وخاصة عندما يقف البائعون عند باب المسجد وينادون باعلى الاصوات، وغالبا ما يكون باستخدام مكبرات الصوت اليدوية، ودون ادنى احترام لبيت الله وللمصلين وقارئي القران فيه.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. ابو زيد2/17/2019

    في واحد كان بيمر من عنا وبنادي
    الخوخه بداوي الدوخه ....اشتري بصل وأنسى الي حصل ��

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال