بلدة كفر قدوم في محافظة قلقيلية
اصل التسمية
وكلمة (قدوم) تحريف لكلمة (قداما) السريانية بمعنى: السبَاق أو المتقدم، وبعض أهل كفر قدوم يقولون أن سيدنا إبراهيم الخليل قد مر بها وقد ختن نفسه فيها بواسطة (القدوم) وهي أداة كالشاكوش أحد طرفي مطرقتها مسطح والآخر حاد، ويوجد بالقرية مقام يعرف باسم (مقام الخليل) بالبلدة القديمة في القرية حيث يعتقد البعض ان الخليل قد اختتن فيه نفسه، ولكن ليس عليها دليل تاريخي أو ديني.
موقع كفر قدوم
ترتفع عن سطح البحر 400 م. تبلغ مساحة اراضيها 18,900 دونم، وتحيط بها القرى جيت ودير شرف وبيت ليد وحجة وإماتين وقوصين. وقدر سكانها عام 1922 حوالي (874) نسمة، ارتفع إلى (1240) نسمة في عام 1945 وفي عام 1967 كان حوالي (1400) نسمة، وفي عام 1987 وصل إلى (1900) نسمة لترتفع عام 2007 إلى (4000) نسمة.
عائلات كفر قدوم
حمولة قميري:
(حجازية الاصل)، وهي وعرب النصيرات الساكنين في جنوب فلسطين من اصل واحد ولهم أبناء عم في عتيل. وبنو قمير، بطن من الازد القحطانية، وهناك من يقول انها تعود إلى قمير بن مالك وهو من الأنصار، وتضم عائلة قميري عدد كبير من اهل القرية مثل عائلة جمعة وعلي وعبيد وبرهم وعامر وريان.
حمولة اشتيوي:
وقد استوطنت كفر قدوم قبل زميلتها حمولة قميري. وتذكر انها حجازية وانتشر ابناؤها في نابلس ورفيديا وشرق الأردن واكسال وجبع وطمون وإماتين وكفر زيباد وغيرها.
- عشيرة الحجازي
و عن هذا الأمر يقول المؤرخ الفلسطيني الأستاذ إحسان النمر من نابلس في كتابه جبل نابلس و البلقاء الجزء الرابع ص 278 المطبوع في مطبعة جمعية عمال المطابع التعاونية بنابلس سنة 1395ه – 1975م في الملاحق للأجزاء الثلاث الأولي الفصل الثاني عن الحمايل (العشائر) تحت عنوان (حمايل كفر قدوم):
حامولة الشتيوات:
هم التميميون الذين يستحقون في وقف تميم الداري وقد اضطرتهم الظروف المذكورة في الجزء الأول إلى التفرق ففريق نزلوا نابلس فعرفوا بالقدومي وظلمطه والجد وأبي العدس و العسلية ونزل فريق في قرية رفيديا باسم ابي السعود ونزل آل إبراهيم و الدعاس و القاضي في بيت امرين وقد عاد فريق من الدعاس إلى كفر قدوم . وبقي منهم في كفر قدوم سلمان وخليفه و شهوان و نزل فريق في اكسال باسم الوجيه ونزل فريق في بيار عدس .
- سبب الخروج من الخليل اسكن صلاح الدين الأيوبي الأكراد في مدينة الخليل و مع الأيام اخذوا ينافسون السكان على زعامة مدينة الخليل فصار فيها حلفان الحلف الأيوبي الكردي و الحلف العربي التميمي و دخل الحلفان في صدامات و صراعات عشائرية و انتهت بهم إلى مذبحة السلطان قايتباي المملوكي سنة 878ه – 1473م و التي كانت مذبحة عظيمة نتج عنها تفرق الحلفين إلى جهات مختلفة في فلسطين.
و عن هذا الأمر يقول المؤرخ الفلسطيني الأستاذ إحسان النمر من نابلس في كتابه جبل نابلس و البلقاء الجزء الأول الباب الثالث الفصل الرابع بعنوان رؤساء و عشائر العصر ص 93 و ص 94 و هو موجود في مكتبة بلدية نابلس تحت عنوان الآغوات التميميون :
( بعد الحرب الأهلية التي نشبت بين الصف التميمي و الصف الكردي في الخليل سنة 878 ه تفرق التميميون في جهات شتى منها الكرك و نابلس و دير نظام و وقد عرف الذين نزلوا نابلس بال سلطان و لما شكل الأمير يوسف النمر كتيبة نابلس اليرلية دخل فيها مصطفى سلطان التميمي و صار زعيما يلقب باغآ و جوربجي و توالى الزعماء من ذريته ثم نافسوا آل النمر و عاضدتهم بعض الأسر الخليلية فثاروا في أواسط القرن الثاني عشر ( الهجري ) مرتين جلو في الخيرة منها عن جبل نابلس كما سيأتي ) .
ثم يضيف الكاتب في نفس الصفحة تحت عنوان ( الأسر و العشائر الخليلية ) و يقول فيه :
(( بعد الحرب الأهلية في الخليل المار ذكرها توالى جلاء الأسر و العشائر الخليلية من الفريقين إلى جبل نابلس و منها : التكروري و الصاحب , و كعكور , و الدودة , و بعارة البقر , و سالم اليحيى من التميمين و يلحق بهم من صفهم الشتيوات , و أبو الروس , و كلبونه , و الحامد , و الزاغة , و العالول . و من الصف الكردي آل شاهين و الخليلي , و قادري عيناش , و المصري , و زكريا , و السائح , و الرطروط , و القنعير , و البحش , و عشيرة الدويكات ((
انقسمت العشائر و العائلات الفلسطينية في جبل نابلس إلى قسمين في العهد العثماني هما صف القيس هم القبائل العربية العدنانية النجدية و الحجازية ( العرب المستعربة )و صف اليمن هم القبائل العربية القحطانية اليمنية ( العرب العاربة ) و كانت عشيرة الشتيوات تقف في الصف القيسي في جبل نابلس و التي يتزعمها آل النمر في مدينة نابلس و قاسم الأحمد في جماعين الغربية و جورة عمرة و آل جرار ( القيس ) و الدويكات و الجيايسة و آل عبد الهادي و الضراغمة و الاحفاة و من البدو العدوان و الصخر و الفريحات و التياها الغزاوية اما الصف اليمني فكان يتزعمه ال طوقان و يتحالف معهم آل البرقاوي و آل قمير و آل ريان و آل جرار ( اليمن ) و آل منصور الحاج محمد و من البدو أيده قبائل الصقر و عباد و الهنادي و المساعيد وأبو كشك و إن كان الصفين أحيانا يضمان عشائر من الطرف الأخير و هذا قليل لان هذين الصفين تنازعهم بالأساس قائم على المصالح المشتركة .
تعتبر الشتيوات في العصر العثماني من العشائر الإقطاعية و عن هذا يقول الأديب و المفكر العربي الفلسطيني الأستاذ محمد عزت دروزة في كتابه العرب و العروبة المجلد الثاني صفحة 290 و الموجود في مكتبة بلدية نابلس كمرجع ليس للاستعارة في حديثه عن العائلات و العشائر الإقطاعية في جبل نابلس تحت عنوان عشائر إقطاعية أخرى عدد فيه أسماء العائلات و العشائر الإقطاعية ذكر فيه (( آل الشتيوات مركزهم كفر قدوم في قضاء نابلس )) و أورد في صفحة أخرى عن توزيع العائلات في مناطق جبل نابلس فقال : (( و قرى جورة عمرة و زعماؤه الشتيوات في كفر قدوم و جبارة في قرية حجة )) .
الشتيوات في عصر موسى بك طوقان
استلم موسى بك طوقان متسلمية نابلس في العهد العثماني 16 سنة غير متتالية خلال 20 سنة كان له دور بارز فيها و كان يتزعم الصف اليمني بدعم والي دمشق العسكري و المادي و 3 فرق عسكرية كل واحدة 1500 جندي واحدة كردية و أخرى مغاربة و واحدة من الارناؤوط و جمع 500 جندي من المماليك يضاف لهم أحلافه من العشائر و خلال هذه الفترة قاومه آل النمر و حلفاءهم من الشتيوات و الآخرون و كان موسى بك طوقان طاغيا فمثلا في عام 1218 ه بعد عزله يقول إحسان النمر في كتابه جبل نابلس و البلقاء الجزء الأول في الباب الخامس الفصل الثالث ((( بقي لدى البيكات - موسى بك طوقان – نصف العساكر الذين يحتاجون إلى إسكانهم و إطعامهم و كان موسى بك طلب قصر الشيخ حامد القدومي شيخ الشتيوات في الجنيد ليمضي فيه الصيف فوضع يده عليه و وسعه و جعله قلعة انزل فيها العساكر)))
و في حدود سنة 1226 ه بدا موسى بك يهاجم و يتحرش بالعشائر المناهضة له و هنا يقول إحسان النمر في كتابه جبل نابلس و البلقاء ج 2 الباب 5 الفصل 4 تحت عنوان اضطهاد عشائر الجنوب و المشاريق ((( و أغاظ موسى بك تفاهم آل النمر و آل جرار فصار يتحرش بالعشائر الموالية لهم فأهان العسلية أحد شيوخ الشتيوات و حبسه في إحدى المقاصير فرمى بنفسه من شباك مرتفع و نجا بنفسه . و قد قبض ..... ))) .
في أواسط سنة 1232 ه عقد محمد أغا النمر اجتماعا و شيوخ المشاريق و جورة عمرة و ناحية بني صعب و ناحية جماعين في جماعين فأهدر محمد أغا النمر دم موسى بك و عساكره فوافق الشيوخ جميعا .
و في سنة 1238 ه ((( اجتمع احمد أغا النمر و الشيخ حامد القدومي شيخ الشتيوات و شيوخ جماعين و هما الشيخ قاسم الأحمد و الشيخ حسن المدينه و أبو بكر الجماعين و قرروا قبول موسى بك كمتسلم و إطماعه بالصلح مع موسى أغا و احمد أغا ( آل النمر ) ثم الغدر به و قتله بالسم فيخلصوا منه و من نقمة الوالي ))) و كان قاسم الأحمد له دور كبير في تنفيذ الخطة التي نجحت .
الشتيوات في فترة الحرب الأهلية في جبل نابلس .
ساد الصف القيسي حتى حدود عام 1274 ه حتى استنجد الصف اليمني بقبائل الصقر فانجدهم الشيخ رباح السعيد بعربه و أحلافه من الهنادي و العبابيد ( عباد ) و انضمت لهم فلول الصف اليمني من سائر الجهات فكونوا جيشا قويا صاروا يهاجمون به القيس في جميع الجهات فحصلت معارك قوية فاصلة من أهمها هجومهم على الشتيوات في كفر قدوم و عن هذا يقول إحسان النمر في كتابه الوارد ذكره في الباب السابع الفصل الثاني تحت عنوان ((( إجلاء الشتيوات ))) :
((( كان الشيخ حمدان العودة شيخ عشيرة قمير في كفر قدوم في قلب صفه ريان من الجنوب و البرقاوي من الشمال , فضايق الشتيوات و قتل شيخهم اخليف , و لما قضي على ريان و ضعف الصف كله نهض الشتيوات للثار و الانتقام فضايقوه مضايقة كبيرة , و لما بلغه خبر نجدة الصقر لصفه و انتصار صفه , استنجد فانجدوه , فضايق الشتيوات الذين ابلوا بالدفاع و قتلوا من الصقر عددا كبيرا فملؤوا منهم الآبار , إلا أن مشغولية صف القيس بما هو أعظم و تخوفهم من غارة البدو على نابلس حملهم على عدم إمدادهم , فاضطروا على قبول الجلاء عن كفر قدوم بعد أن فتل منهم أربعة عشر رجلا )))
ثم يضيف المؤلف في حاشية الصفحة 374 ((( فنزل منهم الجد و العسلية و أبو العدس و ظلمطوا في نابلس , و نزل ابي السعود في رفيديا , و نزل آل إبراهيم و الدعاس و القاضي في بيت امرين , و نزل الوجيه في اكسال قضاء الناصرة , ثم عاد فريق من آل دعاس إلى كفر قدوم بعد الصلح )))
بعد ذلك استنجد آل النمر و حلفائهم بالعدوان فانجدهم أميرهم أمير البلقاء الشيخ علي الذياب بعربه و أحلافه من الصخر و الفريحات و التقوا مع الصقر و آل جرار و حلفائهم عند عين حزوبه و كان عدد الجيشين أكثر من 20000 مقاتل و دارت الدائرة على القيس في بادئ الأمر حتى استطاع أحد عبيد الشيخ علي الذياب قتل الشيخ رباح السعيد عقيد الصقر و الصف اليمني فهربوا و تشردوا نحو بيسان و لحقتم بعدها جموع القيس عند الشرار فأبادوهم و توجه العدوان نحو كل مكان يتواجد فيه الصف اليمني و القضاء عليه حتى تدخلت الدولة العثمانية و عينت ضيا بك على نابلس و أمدته بالعساكر و ما يلزم الذي أنهى الحرب الأهلية سنة 1275 ه . ((اعداد و جمع عبدالرحيم سامي شتيوي))
وهناك فئة من اهل القرية قيل بانها تعود بأصلها إلى خربة بيت بيزين المندثرة، وانهم سامريون ولكن اجدادهم اسلموا وحسن إسلامهم والان هي تابعه لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
أعلام كفر قدوم
- (1) الشيخ عيسى القدومي، عرف بصلاحه وتقواه. تفقه في دمشق وانقطع للعبادة وهو من رجال القرن الثاني عشر الهجري.
- (2) الشيخ عبيد بن عبد الله القدومي. عالم كبير. ولد في كفر قدوم سنة 1212 هـ. وتوفي سنة 1298 هـ. تلقى العلم في دمشق. كان فقيهاً، محدثاً، شاعراً صالحاً وتقياً.
- (3) الشيخ عبد الله صوفان القدومي، وهو عبد الله بن عودة بن عبد الله صوفان بن العالم الصالح الشيخ عيسى. ولد في قرته سنة 1246 هـ. طلب العلم فيها وفي دمشق. وفي سنة 1287 هـ. نزل نابلس وسكنها، وله تآليف عديدة. توفي في نابلس سنة 1331 هـ. ودفن بجوار العلامة الشيخ محمد السفاريني.
- (4) الشيخ محمد بن عبيد المار. ولد سنة 1249 هـ، اخذ العلم عن علماء دمشق. كان عالماً، فاضلاً، شاعراً، ناثراً، فقيهاً، عابداً، سريع الفهم، توفي في قريته سنة 1328 هـ.
- (5) الشيخ أحمد بن عبيد أخ محمد المار. ولد سنة 1253 هـ. اقام مدة في دمشق يطلب العلم ثم عاد إلى قريته وعمل مدرساً في مسجدها يعلم ويفيد إلى ان وافاه اجله سنة 1314 هـ.
- (6) الشيخ أحمد بن حسين أبو سعيد القدومي. ولد في كفر قدوم ونشأ بها. ثم نزل دمشق سنة 1260 هـ. فاخذ العلم عن علمائها ودرس في مدارسها إلى ان توفاه الله عام 1323 هـ.
- (7) الشيخ موسى بن عيسى بن عبد الله صوفان بن الشيخ عيسى القدومي ولد سنة 1265 هـ. وطلب العلم في دمشق، ولما عاد إلى بلاده سكن نابلس وشارك ابن عمه عبد الله المار ذكره بالتدريس في الجامع الصلاحي الكبير. توفي سنة 1336 هـ وعائلة صوفان بنابلس اليوم من نسل هذين العالمين: عبد الله وموسى. وتعود بنسبها إلى حملوة " قميري ".
- (8) الشيخ عبد الرحيم بن أحمد بن عبيد القدومي. كان إمام ومدرس في جامع الجزار في عكا. وعاد إلى كفر قدوم وكان إماما فيها. توفي عام 1950.
وقد كان لهولاء العلماء العديد من المؤلفات وما زالت بعض كتبهم المخطوطة محفوظة في مراكز حفظ المخطوطات، وبعضها طبع ونشر ككتاب الرحلة الحجازية والرياض الأنسية في الحوادث والمسائل العلمية للشيخ عبد الله صوفان القدومي، وكتاب " الأجوبة الجلية في الأحكام الحنبلية" للشيخ موسى صوفان القدومي.
آثار كفر قدوم
تقع البقاع الأثرية التالية في جوار كفر قدوم وهي:
- خربة بيزين : في الشمال الشرقي من القرية. وهي قرية بيزين التي اقطعها الظاهر بيبرس عام 663 هـ : 1265 م. مناصفة لقائديه: الأمير جمال الدين آيد غدي الحاجي الناصري والأمير بدر الدين بيليك الايدمري الصالحي، وتحتوي هذه الخربة على " شقف فخار على وجه الارض وصهاريج ومغر ومحرس.
- بيت سلوم : للشمال الشرقي من كفر قدوم، تحتوي على اساسات واكوام حجارة، ووفي شمالها مدافن وصهاريج منقورة في الصخر.
- خربة الدالية : تقع في شمال القرية.
شكرا قلقيلية تايمز للحديث عن قريتي كفر قدوم ومعاناتها اليومية
ردحذفشكرا قلقيلية تايمز للحديث عن قريتي كفر قدوم ومعاناتها اليومية
ردحذف