القائمة الرئيسية

الصفحات

المدن الفلسطينية - قائمة أسماء مدن فلسطين وتاريخها

المدن الفلسطينية - قائمة مدن فلسطين في حدود دولة فلسطين (الأراضي المحتلة عام 1967)

بقيت فلسطين على مر العصور بلداً عامراً بازدهار شهدت عليه ووثّقته الآثار المنتشرة في مختلف أرجائها، وتعمر فلسطين العديد من القرى والبلدات والمدن، ومن أشهرها: القدس، وتل الربيع، وصفد، وحيفا، وبيسان، وعكا، ونابلس، وطولكرم، وقلقيلية، وقيسارية، ورام الله، والبيرة، واللد، والرملة، ويافا، وأريحا، وبيت لحم، والخليل، وعسقلان، وأسدود، وغزة، وخان يونس، ورفح، وبير السبع.

القدس

ويطلق عليها اسم "بيت المقدس" وإيلياء، وهي عاصمة فلسطين السياسية والثقافية والاقتصادية، وقِبلة أنظار العالم لما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية، ففيها المسجد الأقصى وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة.

وامتد العمران في القدس ليصل مدينة رام الله في الشمال، ومدينة بيت لحم في الجنوب. وتقع القدس في قلب جبال فلسطين الوسطى وفي قلب فلسطين كلها، وظلت منذ قديم الأزمنة مركز المواصلات الرئيس في فلسطين، تتوسط البحر المتوسط والأغوار؛ وشمال فلسطين وجنوبها، وترتبط القدس بحكم هذا الموقع بكل مدن فلسطين كالناصرة، وحيفا، ونابلس، ويافا، والرملة، والخليل، وبير السبع، وغزة، وأريحا، وبيسان. 

القدس

 

بناها اليبوسيون العرب قبل خمسة آلاف عام في هذا الموقع المتميز، وظلت منذ ذلك الوقت عاصمةً لفلسطين على مر العصور. فتحها المسلمون وتسلمها الخليفة العادل عمر بن الخطّاب في العام الخامس عشر للهجرة، وأعطى لأهلها العهدة العمرية التي تعتبر مثالاً في العدل والتسامح الديني والإنساني. واهتم بالقدس وإعمارها كل خلفاء وسلاطين المسلمين كعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، والخليفة المأمون، وصلاح الدين الأيوبي، وسليمان القانوني العثماني، وتعتبر مدينة القدس حاضرة دينية تاريخية ثقافية عالمية هامة ومتميزة.

القدس تصوير جوي
خريطة القدس - تصوير جوي

 

 اقرا ايضا

تاريخ القدس - تاريخ وحارات وجبال وقلاع وتلال وابراج القدس

بيت لحم

 

بيت لحم

موقع وتسمية بيت لحم:

تقع مدينة بيت لحم بين مدينتي الخليل والقدس عند التقاء دائرة عرض 31.42ْ شمالاً وخط طول ْ35.12 شرقاً، وتمتد على هضبتين يصل أعلاهما إلى 750م فوق مستوى سطح البحر، وهي جزء من الجبال والهضاب الوسطى في فلسطين التي تنتشر موازية لغور الأردن والبحر الميت.
وتشير رسائل تل العمارنة إلى أن اسم بيت لحم يرجع إلى اسم مدينة جنوب القدس عرفت باسم بيت إيلو لاهاما، أي بيت الإله لاهاما أو لاخاما، وهو إله القوت والطعام عند الكنعانيين، وكانت تعني عند الآراميين بيت الخبز، ومن هنا جاءت التسمية، ولبيت لحم أيضاً اسم قديم هو أفرات أو أفراته وهي كلمة آرامية تعني الخصب والثمار.
مدينة بيت لحم مدينة كنعانية قديمة سكنها الكنعانيون منذ حوالي سنة 2000 قبل الميلاد، ثم توالت عليها مجموعات قبائل مختلفة في معتقداتها، وفي حالة من الصراع والتناحر فيما بينها، ومن بين هذه القبائل القبائل اليهودية الكنعانية، وهي قبائل لا تربطها بالصهيونية الحالية أي روابط تاريخية أو عقائدية؛ لأن مسألة الشعوب والأمم جاءت في حقب متأخرة من مراحل التاريخ البشري بعد أن أقيمت الدول ورسمت الحدود وتطورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ونالت بيت لحم شهرتها العالمية بعد ميلاد المسيح فيها.
في القرن الحادي عشر قبل الميلاد تمكن الفلسطينيون من دخول المدينة بعد أن قتلوا شاؤول، ثم تمكّن داود عليه السلام من استرداد المدينة، وتولّى بعده الحكم ابنه رحبعام الذي حوصر في المدينة عام 937 ق.م، ثم بعد ذلك دخلت بيت لحم تحت الحكم الروماني، حيث بنى فيها الحاكم الروماني هيرودوس قلعة يلجأ إليها زمن الحرب، ثم بنى فيها الإمبراطور الروماني عام103 م معبداً للإله أدونيس فوق كهف السيد المسيح، ويقال أن هذا الإمبراطور قد اعتنق المسيحية سراً، وخشي على الكهف أن يندثر قبل أن تنتشر الديانة المسيحية، وفي عام 314م سمح الإمبراطور الروماني قسطنطين بحرية العبادة والأديان.
وفي عام 330م قامت الإمبراطورة هيلانة ببناء كنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة في القدس، ثم تعرضت كنيسة المهد للهدم على يد السومريين، فجاء الإمبراطور جوستينان الأول وقام ببناء الكنسية من جديد، كما بنى سوراً حول المدينة وبقي هذا السور حتى عام1448م، حيث أمر السلطان المملوكي بهدمه، أما الكنيسة فباقية إلى اليوم.
تعرضت المدينة إلى الغزو الفارسي عام 614م، ولم يهدموا الكنيسة لوجود صورة للمجوس وهم ساجدون أمام السيد المسيح على لوحة من الفسيفساء.
في سنة 648م دخلت المدنية تحت الحكم الإسلامي، وزارها الخليفة عمر بن الخطاب وصلّى داخل كنيسة المهد، وكتب سجلاً للبطريرك صفرونيوس بأن لا يصلي في هذا الموضع (كنيسة المهد) من المسلمين إلا رجلاً بعد رجل، ولا يجمع فيها صلاة، ولا يؤذن فيها، ولا يغير فيها شئ.
وعاش أبناء الديانتين المسيحية والإسلامية في هذه المدينة بروح من الإخاء والتعاون، ومارس أتباعهما شعائرهم  الدينية بحرية.

 يعدّ زمن هارون الرشيد 786-809م والدولة الفاطمية 952-1094م، من أكثر عهود بيت لحم ازدهاراً؛ حيث نشطت التجارة، واستتب الأمن، وأطلقت الحريات، ورمّمت الكنائس وأماكن العبادة.

في عام 1099م دخلت المدينة تحت الحكم الصليبي بعد أن دخلها الجيش الصليبي بقيادة تنكرد، الذي دمّر المدينة وأحرقها، ولم يتبق منها إلا كنيسة المهد، وقد دام الحكم الصليبي لبيت لحم حتى عام 1187، حيث عادت بيت لحم لأصحابها، بعد انتصار المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبين في معركة حطين.

وفي عام 1229م عادت مدينة بيت لحم لحكم الصليبين بموجب الاتفاقية التي وقعت بين ممثلي الخليفة الكامل فخر الدين وأمير أربيل صلاح الدين، وممثلي الإمبراطور فريدريك.

وفي عام 1244 تمكن المسلمون بقيادة نجم الدين من استعادة المدينة بشكل نهائي، قام بعدها الظاهر بيبرس بدخول المدينة عام 1263 ودمّر أبراجها وهدم أسوارها، وفي عام 1517 دخلت المدينة تحت الحكم العثماني.

 وبعد تطور وسائل النقل والمواصلات، تحوّلت المدينة إلى مركز جذب هام للحجاج القادمين من أوروبا، انعكست أثاره على أوضاع سكان المدينة وازدهرت صناعة الصوف، والخزف وغيرها، إلا أن سوء الأوضاع الاقتصادية دفع بالكثير من أبناء المدينة إلى الهجرة خارجها.

وفي عام 1917م دخلت بيت لحم مع باقي مدن فلسطين تحت النفوذ البريطاني بعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى، واتخذها الإنجليز مركزاً لضرب الثوار الفلسطينيين الذين قاوموا الاحتلال الإنجليزي والعصابات الصهيونية.

في 27/3/1948م نشبت في موقع الدهيشة معركة كبيرة بين الثوار الفلسطينيين، ومجموعة من المستوطنين الصهاينة تتألف من 250 عسكرياً و54 سيارة تدعمهم أربع مصفحات، وتمكن الثوار الفلسطينيون من التغلب عليهم وأجبروهم على الاستسلام، وفي أعقاب حرب عام 1948 م تمّ إجبار أكثر من مليون فلسطيني على الهجرة من ديارهم، لجأ إلى المدينة قرابة الخمسة آلاف فلسطيني استقروا في ثلاثة مخيمات هي: الدهيشة، وعايدة،  والعزة. وفي عام 1949م. ودخلت بيت لحم تحت الحكم الأردني بعد توقيع اتفاقية الهدنة لعام 1949م، واستمرّت كذلك حتى عام 1967م عندما وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي.

مساحة بيت لحم:

تبلغ مساحة محافظة بيت لحم 575 كم مربعاً، وتضم خمسة مدن رئيسية، وسبعين قرية، وثلاث مخيمات للاجئين الفلسطينيين. أما مساحة مدينة بيت لحم والتي تخضع ضمن حدود المخطط الهيكلي للمدينة؛ فتبلغ ثمانية آلاف دونم، وتقسم المدينة إلى العديد من الأحياء والأسواق التجارية.

عدد سكان بيت لحم:

بلغ عدد سكان مدينة بيت لحم 6658 نسمة حسب إحصاء عام 1922م، ارتفع العدد إلى 7320 حسب إحصاء عام 1931م، وقدر عدد السكان بـ 9780 نسمة عام 1948م، وارتفع العدد إلى 14860 نسمة عام 1949م بعد لجوء أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين إليها وأخذ سكان المدينة في التزايد فيما بعد، ثم تعرّض سكان المدينة إلى الانخفاض عام 1967م وبلغ عدد سكان مدينة بيت لحم 21673 في عام 1997م، ثم ارتفع العدد إلى 25266 نسمة في عام 2007م حسب  الجهاز المركزي للإحصاء  الفلسطيني.

بيت لحم تصوير جوي
بيت لحم - تصوير جوي


النشاط الاقتصادي في بيت لحم:

تشتهر بيت لحم بالمصنوعات الخشبية والصدفية والتحف التذكارية وأعمال التطريز التي تباع للسياح والحجاج الذين يزورون المدينة بالإضافة إلى صناعة الحجر والرخام والصناعات المعدنية. ولأهمية بيت لحم الدينية والتاريخية الأثر الكبير في زيادة وتفعيل النشاط السياحي، إذ تعدّ الصناعات السياحية فيها من المصادر الأساسية للدخل القومي؛ لوجود الأماكن الدينية والأثرية في المحافظة منها كنيسة المهد، ويعمل في هذا القطاع حوالي 28% من السكان.

 النشاط الثقافي في بيت لحم:

نالت بيت لحم قسطاً وافراً من التعليم منذ زمن بعيد، حيث أقيمت أولى المدارس فيها منذ أكثر من 200عام وذلك بسبب الطابع الديني الغالب على المدينة، ووجود إرساليات وأديرة أقامت الكثير من المدارس الخاصة منذ زمن بعيد، وتطور التعليم، حيث وصل عدد المدارس عام 1978 إلى 31 مدرسة يدرس فيها 8300 طالب.
كما أقيمت في المدينة جامعة بيت لحم لتضم عدداً من الكليات لتعليم العلوم، والآداب، والتمريض، والمعلمين، والفنادق، وغيرها. 

الخليل

الخليل

 

تسمية وموقع الخليل:

الخليل من أقدم مدن العالم وتاريخها يعود إلى ما يزيد عن 6000 عام، نزلها سيدنا إبراهيم عليه السلام منذ نحو أربعة آلاف عام، وسميت بالخليل نسبة إلى (خليل الرحمن) وتضم رفاته ورفاة زوجته سارة وعائلته من بعده اسحق، ويعقوب، ويوسف، ولوط، ويونس والخليل، وهي بذلك ثاني المدن المقدسة في فلسطين عند المسلمين، وتضم الكثير من رفات الصحابة، وفي مقدمتهم شهداء معركة أجنادين.

وعرفت الخليل في العصر القديم بعدة أسماء هي قرية أربع (نسبة إلى اتحاد أربع قبائل كنعانية)، وحبرون وتعني (التجمع والاتفاق والصحبة)، وهي ليست كلمة عبرية.

والخليل مدينة عريقة تعد من أقدم مدن العالم، ويتضح من خلال الحفريات الأثرية في تل الرميدة سنة 1964وتعود إلى 3500 ق.م وسكانها الأوائل من الآموريين.

ومن أهم الاكتشافات الأثرية في تل الرميدة: لوح مسماري وهو عبارة عن نص اقتصادي يظهر فيه أسماء أربعة شخصيات آمورية، كما عثر على جرار فخارية عليها اسمHEBR)  حبر).

 وارتبطت مدينة الخليل بسيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث اشترى مغارة المكفيلا و دفن زوجته سارة في تلك المغارة. ويعود تشييد الجزء السفلي من مبنى الحرم الإبراهيمي إلى فترة حكم هيرودوس (37-4 ق. م). بكر والمتوسط والأخير (3200 –0012 ق.م)، والعصر الحديدي (0012–589 ق. م)، وفي العصر اليوناني والروماني(332–60 ق.م)، هُجر أهل تل الرميدة وبدأ الاستيطان حول مغارة المكفيلة.

بناها العرب الكنعانيون وأطلقوا عليها اسم (قرية أربع) نسبة إلى بانيها (أربع) وهو أبو عناق أعظم العناقيين، وكانوا يوصفون بالجبابرة.

 والسور الضخم الذي يحيط بالحرم الإبراهيمي الشريف اليوم هو من بقايا بناء أقامه هيرودوس الأودي الذي ولد المسيح عليه السلام في أواخر عهده، أما الشرفات على السور؛ فهي إسلاميه. في عام 1948 احتلت المنظمات الصهيونية المسلحة جزءاً من أراضي قضاء الخليل الذي يضم (16) قرية واحتلوا الخليل في عام 1967م إثر حرب حزيران.


تقع الخليل جنوب غرب القدس، وتبعد عنها 36 كم، ويتراوح ارتفاعها من930 متراً إلى 1027عن مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط، يربطها طريق رئيسي بمدنيتي بيت لحم والقدس، وتقع على الطريق الذي يمر بأواسط فلسطين رابطة الشام مروراً بسينا.

وموقع مدينة الخليل المتوسط جعلها مركزاً للتجارة منذ القدم، عرفت منذ القدم بأنها مدينة تحيط بها الأراضي الزراعية، واشتهرت بزراعة العنب الذي يحتل المكان الأول بين أشجارها المثمرة، كما تزرع التين، واللوز، والمشمش، وتزرع فيها الحبوب والخضروات.

مساحة الخليل:

بلغت مساحة مدينة الخليل عام 1945 (2791) دونماً، وتحيط بها أراضي قرى بني نعيم، وسعير، وحلحول، وبيت كاحل، وتفوح، ودورا، والريحية، ويطا. تشتهر الخليل بالمهن اليدوية، وصناعة الصابون، وغزل القطن، وصناعة الزجاج، ودباغة الجلود.

عدد سكان الخليل:

قدر عدد سكانها في عام 1922م بـ (16577) نسمة، وفي عام 1945م قدر عدد سكان الخليل بحوالي (24560) نسمة، وفي عام 1967م (38300) نسمة، وفي عام 1987م (79100) نسمة،  وحسب إحصاء الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 1997م؛ بلغ عدد سكانها (119093) نسمة، وحسب إحصاء عام 2007م؛ وصل عدد سكان الخليل (163146) نسمة.

فتح المسلمون مدينة الخليل في عام 13 ه/ 636م وقد شملها الخلفاء برعايتهم لأنها تحوي رفات سيدنا إبراهيم عليه السلام، كما زاد الاهتمام بها لارتباط الخليل بشخص الرسول (ص) بعد أن  قطعها قبل وفاته إلى الصحابي تميم بن أوس الداري.

هذا وقد اهتمّ الأمويون بها بصورة واضحة؛ فبنوا المسجد الإبراهيمي  والمقامات على قبور الأنبياء، ووضعوا الشواهد عليها. وأعاروا المسجد والمدينة اهتماماً لا يفوقه إلا اهتمامهم بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة والقدس.

وفي العصر العباسي قام الخليفة المهدي بعمل مدخل عند السور الشمالي الشرقي بارتفاع 3.5م،  وقام بتركيب باب حديدي صغير للحرم الشريف، وفي ظل السيطرة الفاطمية أضافوا تطورات عمرانية على الحرم الإبراهيمي فبنوا دوراً للزوار حول المسجد، وأنشأوا بناء التكية الإبراهيمية بجوار الحرم، وظلّ الحرم الإبراهيمي يشع بنوره طيلة العصر الإسلامي السابق على قدوم الصليبيين.

أما في العصر الأيوبي، فقد قام السلطان الناصر صلاح الدين بعد تحرير القدس والخليل من الصليبيين،  ببناء قبة المسجد، و نقل منبر عسقلان إليه عام1191م، وهو من أجمل المنابر التي أضافها المسلمون إلى المسجد. ثم قام الملك المعظم عيسى عام 1180-1226م بتوسيع المسجد وذلك بإضافة رواق جديد. كما اهتموا بتكية سيدنا إبراهيم لتستمر في تقديم الطعام المجاني للعباد والزهاد والضيوف، ولا تزال تقدم هذه الخدمات حتى الآن.

في العصر المملوكي اهتمّ  المماليك بمدينة الخليل وأنشأوا كثيراً من الأبنية الخاصة والعامة،  ومن أشهرها الحمام المملوكي، وبركة السلطان من إنشاء السلطان سيف الدين قلاوون عام 682ه/1283م، هذا عدا عما أدخله السلاطين من إنشاءات داخل الحرم الإبراهيمي وخارجه كالمسجد الجاولي، وبناء الزوايا كزاوية الشيخ علي البكاء، والتكايا والأربطة والمدارس، مثل: مدرسة السلطان حسن، والمدرسة القيمرية، والفخربة وغيرها من الأبنية، وأصبحت المدينة  مركزاً للبريد الواصل بين دمشق والقاهرة.

وفي عام 1517م دخلت المدينة تحت الحكم العثماني، فتمّ الاهتمام بالمرافق العامة كالخانات، والسبل، والحمامات، والمرافق الأخرى.  كما أن معظم بيوت البلدة القديمة تعود إلى العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية. وتشمل البلدة القديمة عدة حارات منها حارة بني دار، والقزازين،  والشيخ، والأكراد، وغيرها.

وفي عام1917م خضعت الخليل لسلطة الانتداب البريطاني، وقد شارك أبناء الخليل في جميع الثورات التي قامت ضد البريطانيين واليهود وأهمها ثورة البراق1929 م. ووقعت المدينة  تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.

أقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أحزمة استعمارية حول المدينة، كما استعمرت قلب مدينة الخليل، وأقاموا أيضاً مستعمرات داخل الأحياء العربية، منها: "بيت رومانو"، و"هداسا "الدبويا"، الحي اليهودي "تل الرميدة" على مشارف مدينة الخليل إلى الشرق مباشرة. تعد مستعمرة "كريات أربع" من أكبر المستعمرات التي أقامتها إسرائيل. يوجد في الخليل أكثر من (20) مستعمرة مقامة على أراضيها التي صادرتها سلطات الاحتلال لهذا الغرض.

وأنشأت إسرائيل كريات أربع كأول مستوطنة في الضفة الغربية، وبعد أقامة المستوطنة امتدّ الاستيطان إلى قلب المدينة من أجل محاولة تهويدها وإخراج سكانها بالقوة والإرهاب،  فأنشأوا أربعة بؤر استيطانية تحوي حوالي 200 مستوطن،  يحرسهم 1200 جندي،  والمستوطنات هي:

- رمات يشاي- تل الرميدة.

- بيت رومانو- مدرسة أسامة بن منقذ.

- أبراهام أبينو – سوق الخضار القديم.

- مبنى الدبويا.

ولم يكتف اليهود بإقامة هذه المستوطنات، بل قاموا بتقسيم الحرم الإبراهيمي الشريف ومنعوا إقامة الأذان فيه، ووضعوا البوابات الإلكترونية على مداخله، وارتكبوا مجزرة بحق المصلّين داخل الحرم في 25/2/1994م، راح ضحيتها 29 شهيداً، وأغلقوا شارع الشهداء أمام السكان وقطَّعوا أوصال المدينة عن بعضها البعض.

وللمحافظة على عروبة وإسلامية البلدة القديمة في الخليل ولمنع التغلغل الاستيطاني في قلب المدينة، والمحافظة على الإرث الحضاري لها، فقد تشكّلت لجنة إعمار الخليل بقرار من المرحوم  الرئيس ياسر عرفات 1996م، وتقوم لجنة الإعمار بترميم وتأهيل الأبنية العامة والخاصة، وتأهيل الشوارع والبنية التحتية؛ ما شجّع السكان على الصمود والوقوف أمام المد الاستيطاني الإسرائيلي.

الخليل تصوير جوي
الخليل - تصوير جوي


التوأمة مع مدن أخرى:

تفتخر بلدية الخليل بالعديد من اتفاقيات التوأمة مع المدن التالية:

1. بيزا – إيطاليا.

2. بلفورد – فرنسا.

3. قرطبة – إسبانيا.

4. فاس – المغرب.

5. الدار البيضاء – المغرب.

6. المدينة المنورة – السعودي.

7. مدينة جنوا – ايطاليا.

8. مدينة اركوي – فرنسا.

الصناعات التقليدية في الخليل:

تحتل الصناعات التقليدية الفلسطينية مكانة خاصة بين فروع الصناعة في فلسطين؛ نظراً للبعدين التراثي والاقتصادي اللذان تحملهما هذه الصناعة،  فهي من جهة تعبّر عن تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني، حيث تجسّد الوجود الفلسطيني على أرضه عبر حضارات متواصلة، كما تشكّل هذه الصناعات مصدراً حقيقياً لتنمية الدخل الوطني إذا ما تمّ استغلالها وتطويرها بالشكل المطلوب؛ ففلسطين لم تحظ بوافر من الثروات الطبيعية الثمينة كالذهب والبترول، إلا أن كونها مهداً للديانات السماوية، وعلى أرضها نمت وترعرعت العديد من الحضارات التي تركت آثارها حتى يومنا هذا، جعلها قبلة للسياح والحجاج على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم.

وقد ارتبطت الصناعات التقليدية منذ زمن طويل بقطاع السياحة، وهكذا فقد شهد هذا القطاع حالات مد وجزر منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، حيث شهد في كثير من الأوقات ركوداً نتيجة انعكاسات سياسة الاحتلال السلبية والتي كانت واضحة المعالم على الصناعات التقليدية بما صاحبها من إغلاقات متكررة فرضتها سلطات الاحتلال، إضافة إلى المعوقات الضريبية والإدارية التي عملت على القضاء على فرص وامكانيات تسويق منتجات هذه الصناعة.

ومنذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، استهدفت التوجهات التنموية حل مجموعة من المشكلات الأساسية في الاقتصاد الفلسطيني، في مقدمتها مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل تضمن ارتفاعاً في المستوى المعيشي للشعب الفلسطيني في ظل إمكانيات مادية محدودة، وقد شدّدت هذه التوجهات على ضرورة تنمية وتطوير المشاريع الصغيرة التي من شأنها تحقيق فرص تشغيلية أكبر برأسمال أقل.

وتصنّف الصناعات التقليدية في فلسطين إلى حوالي سبع عشرة حرفة، منها: الخزف، الزجاج اليدوي التقليدي، الفخار، التطريز اليدوي، البسط، والسجاد اليدوي، منتجات خشب الزيتون،  الصدف، الخيزران،  القش،  الشمع،  الفسيفساء وغيرها، غير أن الأصناف الرئيسية كما يلي:

صناعة الخزف في الخليل:

يعود تاريخ صناعة الخزف في الخليل إلى فترة لا تقل عن 400 عام، حيث كان الأتراك هم أول من أدخل هذه الصناعة إلى فلسطين من خلال عمليات ترميم المسجد الأقصى المبارك. وتعتبر مدينة الخليل حالياً المدينة الفلسطينية الأولى في إنتاج الخزف، حيث تم إنشاء أول مصنع عام 1962م، وازدهرت هذه الصناعة على مدى العقود الماضية، حيث ارتبطت هذه الصناعة بهذه المدينة التي تعرف بمدينة خليل الرحمن أيضاً نسبة إلى أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام. وازداد عدد المصانع ليصل إلى أكثر من ثلاثين مصنعاً قبل بداية انتفاضة الأقصى، ثم انخفض إلى أقل من النصف في بداية الانتفاضة، وعاد لينتعش قليلاً في الوقت الراهن.

ويبلغ عدد العاملين في هذه الصناعة حوالي 200 عاملاً في الوقت الراهن، بمعدل عشرة عمال في المنشأة الواحدة. وتصل قيمة الإنتاج السنوي لهذه الصناعة ثلاثة ملايين دولار،  يتم تسويق 30% من الإنتاج، محلياً، ويصدر 40% منه إلى إسرائيل، و30% إلى الخارج خصوصاً دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول العربية.

تستورد المواد الخام وهي الصلصال أو الطين الأبيض ومسحوق الزجاج والأصباغ من أوروبا، وحاول مصنّعون محليون إنتاج المادة الخام محلياً، إلا أن تكاليف الإنتاج كانت أعلى من تكلفة الاستيراد؛ بسبب عدم توفر جميع المواد الطبيعية اللازمة في التربة الفلسطينية.

صناعة خشب الزيتون في الخليل:

تعدّ صناعة خشب الزيتون من أقدم الصناعات التقليدية، يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وظهرت مع قدوم البعثات التبشيرية إلى الأراضي المقدسة،  وبدأت بصناعة مسابح الخرز؛ إذ حاول الرهبان الفرانسيسكان تشكيلها من بذور الزيتون،  وتطورت هذه الصناعة إلى إنتاج أشكال دينية تسوق إلى السياح المسيحيين في منطقة بيت لحم.

تستخدم في هذه الصناعة أخشاب شجر الزيتون، وقبل العام 1967م كان يتم إحضار أغلب الأخشاب من سوريا والأردن،  أما بعد الاحتلال؛ فأصبحت مناطق رام الله ونابلس هي المصدر الأساسي لهذه المادة.

صناعة الزجاج في الخليل:


عرفت صناعة الزجاج اليدوية في فلسطين منذ الحضارات القديمة التي قامت على أراضيها، وتطوّرت بشكل واضح بعد دخول الإسلام، حيث ابتكرت أساليب متنوعة في الألوان والزخارف.

وتتركز هذه الصناعة بشكل خاص في مدينة الخليل، حيث يوجد أربعة مصانع. ويعمل في صناعة الزجاج حوالي 30 عاملاً،  تلقوا تدريبهم من خلال العمل في مصانع آبائهم، حيث يغلب على هذه الصناعة كغيرها من الصناعات التقليدية النمط العائلي.

ولعل أهم متطلبات العمل في مهنة الزجاج هو تحمّل مشقة العمل أمام أفران الحرق، وتوفر الروح الإبداعية والفنية التي تؤهل العامل لاكتساب مهارات التشكيل، وتعتمد صناعة الزجاج على المواد الخام المحلية التي غالباً ما تكون من مخلفات الزجاج، لذا فهي صناعة صديقة للبيئة على الرغم من ذلك فإن أفران الشي التي ما زالت تستخدم زيوت الديزل والوقود الضار بالبيئة يعتبر من أهم المشاكل التي لا بد من معالجتها لتطوير هذه الصناعة بالأساليب العلمية التي تواكب المتطلبات البيئية.

يقدر دخل الإنتاج السنوي من الزجاج بنصف مليون دولار، وتتوزع أسواق منتجات الزجاج اليدوي على شكل50 % تسوّق إلى إسرائيل، 40% تسوّق في أوروبا عبر المعارض بشكل خاص، 10% تسوّق في الدول العربية وبشكل أساسي في الأردن.

 

رام الله والبيرة

رام الله والبيرة

الموقع والتسمية:

تتوسط مدينتا رام الله والبيرة السلسلة الجبلية الوسطى في فلسطين، وبالتحديد على خط تقسيم المياه الفاصل بين غور الأردن والسهل الساحلي الفلسطيني، كما يتوسط  موقع هذه المدينة منطقة الغور شرقي فلسطين، ومناطق السهل الساحلي، ويظهر هذا الموقع من خلال الأبعاد التي تحكم مدينة رام الله، فهي تبعد 164كم عن أقصى نقطة في شمال فلسطين و25 كلم عن آخر موقع في جنوب فلسطين، كما تبعد بحوالي 67كم عن شواطئ البحر المتوسط و52 كم من البحر الميت، تقع على خط طول 168-171 شرقاً، ودائرة عرض 144-197 شمالاً حسب إحداثيات فلسطين.

وتتمتع مدينتا رام الله والبيرة بمناخ معتدل جعلهما مركزاً لجذب المصطافين. والبيرة وهي الأقدم والأكبر، وتحظى بموقع استراتيجي هام على تقاطع الطرق التجارية الرئيسية، وهي الطريق الواصل بين الغور والسهل الساحلي الفلسطيني، والطريق الجبلي الواصل بين الشمال فلسطين وجنوبها، هذا بالإضافة إلى موقعها الهام، ويعود الفضل في نشوء مدينة البيرة إلى توفر المياه فيها من عيونها المختلفة، وخاصة عين البيرة المعروفة "بالعين"، الواقعة على طريق القدس- نابلس الرئيسي، لأهمية هذه العين بنى أهل البيرة قربها خاناً مازالت آثاره ماثلة للعيان حتى اليوم في البلدة القديمة، وهو يعود للفترة الصليبية.

وبنى المسلمون في الفترة الإسلامية المبكرة مسجدين بالقرب من الخان مازالا مستخدمين حتى اليوم، يعرف الأول منهما باسم "الجامع العمري"، وهو الجامع الملاصق لكنيسة العائلة المقدسة وسط البلدة القديمة، "وجامع العين" الواقع على عين شارع القدس- نابلس بالقرب من مبنى البلدية الحالي. وتغير مركز مدينة البيرة من عصر إلى آخر، ويبدو أن أقدم موقع استوطنه أهل البيرة هو منطقة الإرسال، ثم تل النصبة، ثم عين أم الشرايط، ثم موقع البلدة القديمة الحالي، أما الآن فقد توسعت حدود المدينة فشملت كل هذه المناطق.

أما عن تسمية البيرة؛ فقد كانت تدعى قديماً بتيروت، وأغلب الظن أن الذين بنوها هم الحيثيون قبل الميلاد في الفترة التي بنيت فيها أختها يبوس أي القدس القديمة، وكلمة بتيروت اسم البيرة القديم، وهي كلمة كنعانية ويقول مصطفى الدباغ: البيرة بلدة قديمة تعود بتاريخها إلى العرب الكنعانيين، وقد بنيت على موقع مدينة بتيروت عرفت في العهد الروماني باسم بيرة من أعمال القدس، ثم حرف إلى البيرة.

هناك عدة بلدات تحمل اسم البيرة في فلسطين إحداهما تقع شمالي بيسان، وأخرى في منطقة الخليل، وثالثة قرب صفد، ورابعة في منطقة بئر السبع، ولكن بيرة القدس تبقى أهمها وأكبرها وأشهرها جميعاً، يعتقد أن الاسم البيرة مشتق من الأصل الكنعاني (بيئرون) ويعني (الآبار) نسبة إلى العيون الكثيرة المنتشرة في المدينة وأهمها عين البيرة، والعيون الأخرى الكثيرة مثل: عين القصعة، وعين أم الشرايط، وعين جنان، وعين الملك وغيرها وربما كان الاسم من الأصل الآرامي (بيرتا) ويعني القلعة أو الحصن نسبة إلى تل النصبة الأثري.

أما عن تسمية رام الله؛ فقد تضاربت فيها الأقوال؛ إذ زعم البعض أنها عرفت في التوراة باسم أرتا يم صوفيم، كما ذكرها المؤرخ يوسيفوش باسم فكولا، وقيل جلبات إيلوهم. وقد أثبت الأثريون عدم صحة هذه الأسماء؛ لأن أمكنة الملوك التي نسبت إليهم مثل الملك صموئيل وشاؤول مختلفة عن المدينة الحالية.

إلا أن هناك تفسيرات أقرب إلى الصحة، حيث تعني كلمة رام المنطقة المرتفعة، وهي كلمة كنعانية منتشرة في أماكن مختلفة في فلسطين، وأضافت إليها العرب كلمة الله فأصبحت رام الله، وقد عرفها الصليبيون بهذا الاسم، ولكن الثابت تاريخياً أن قبيلة عربية جاءت في أواخر القرن السادس عشر وسكنت في قرية أو غابة حرجية اسمها رام الله.

رام الله والبيرة عبر التاريخ:

تاريخ مدينة رام الله

كلمة رام الله تعني "الله أراد" أو "الله قضى" وقد أعطي هذا الاسم لها بعد القرون الوسطى ولا سيما أن رام الله كانت خربة ضمن أراضي قرية البيرة، ليس لرام الله كما هو الحال بالنسبة لشقيقتها البيرة ذكر في التاريخ القديم حتى العهد الروماني، يبدو أن رام الله خلال فترة الفتح العربي الإسلامي لم تكن أكثر من خربة، إلا أنها أخذت تنمو شيئاً فشيئاً بعد ذلك.

في الحملات الصليبية كانت رام الله مستعمرة زراعية صليبية صغيرة دعاها الصليبيون Ramalie، ويبدو أن البرج القائم في منطقة الطيرة من بقايا بناء صليبي من هذه الفترة. يربط التاريخ الشعبي نشوء رام الله الحديثة بهجرة عائلتين عربيتين إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية من الشوبك في جنوبي الأردن في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد، العائلة المسيحية هي عائلة راشد الحدادين التي أقامت في رام الله التي كانت خربة تابعة لإحدى عائلات البيرة، والثانية مسلمة وهي عائلة حسين طناش التي أقامت في البيرة، واندمجت مع عائلاتها.

 تقول قصة نشوء رام الله إنه كان بين عشائر الكرك قبيلة عربية مسيحية تدعى الحدادين، وأن عميدها راشد الحدادين وقع بينه وبين شيخ قبيلة بني عمر المسيطرة على بلاد الكرك خلاف بسبب رفض هذا تزويج ابنته لابن شيخ القبيلة المسلم، فاضطر الحدادين للرحيل متخفياً تحت جنح الظلام. ونزل ومن معه في ضواحي البيرة، وقد راقت لهم خربة تدعى رام الله لما فيها من أحراش وحطب ضروري لمهنة الحدادة التي كانوا يمارسونها فابتاعوها من أصحابها الغزاونة أهل البيرة الأصليين، وهكذا قدر لعشيرة الحدادين أن تعمر هذه القرية التي ينتسب إليها معظم سكان رام الله الحاليين.

يشير الأرشيف العثماني إلى أن عدد سكان رام الله في بداية الفترة العثمانية (وتحديداً سنة 1592م) قد بلغ 225 شخصاً، موزعين على 45 عائلة، أما في سنة 1838؛ فقد زار الرحالة الأمريكي إدوارد روبنسون رام الله وذكر أن عدد سكانها كان يتراوح بين 800-900 نسمة، ارتفع هذا العدد سنة 1912م إلى 1000 نسمة، ووصل إلى 2292 نسمة سنة 1922م حسب أول إحصاء سكاني قامت به حكومة الانتداب، في العام 1944م وصل عدد سكان البلدة إلى 2920 نسمة، في حين بلغ عدد سكان المدينة المجاورة البيرة حسب إحصاء سنة 1945م أكثر من 6000 نسمة.

وبعد حرب عام 1948م لجأ عدد كبير من الفلسطينيين من قراهم ومدنهم في الساحل الفلسطيني إلى المدينتين، فتضاعف عدد سكانهما عدة مرات، هؤلاء اللاجئون الذين يشكلون الأغلبية في كلتا المدنيتين اليوم أعطوا للمدنيتين طابعهما الحالي الخاص الذي يميزهما عن بقية المدن الفلسطينية في الضفة الغربية والقطاع.

فالمدنيتان اليوم مدينة واحدة حديثة ومنفتحة، وتتوفر فيهما إمكانيات لا تتوفر في أية مدينة فلسطينية أخرى، وتشكل المدنيتان عامل جذب للكثير من الفلسطينيين بسبب توفر فرص العمل فيهما، ولقربهما من مدينة القدس؛ ما جعلهما مؤخراً تقعان تحت ضغط التزايد غير الطبيعي لعدد السكان. وتفيد آخر إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني "تقرير السكان الجزء الأول أيلول/ مايو 1999"، أن إجمالي سكان محافظة رام الله والبيرة بلغ 205448 نسبة، منهم 70098 نسمة حضر، و 122181 نسمة ريف، 13169 نسمة عدد سكان المخيمات. 

تاريخ مدينة البيرة

يعود تاريخ مدينة البيرة الكنعانية إلى القرن الخامس والثلاثين قبل الميلاد (حوالي سنة 3500 ق.م) ومنذ ذلك الحين، وعلى مدى أكثر من خمسة آلاف سنة؛ بقيت البيرة مأهولة بالسكان، ورد ذكر البيرة في العهد القديم أكثر من مرة باسم بيئروت، وذلك في قصة كل من النبي هارون والبني موسى عليهما السلام، وقصة احتلال بني إسرائيل لفلسطينيين زمن يوشع بن نون، ولكن المدينة لم تعتبر مقدسة لدى اليهود؛ لذلك لم تنضم إلى الممالك اليهودية التي نشأت في فلسطين.

وفي لعهد الحديدي المتأخر عرفت البيرة في العهد الروماني باسم بيرية، وأصبحت مدينة مهمة في هذه الفترة وخاصة في بداية العهد المسيحي؛ فيقال أن السيدة مريم العذراء وخطيبها يوسف النجار فقدوا المسيح بها وهو طفل في الثانية عشرة من عمره في طريق عودتهم من القدس إلى الناصرة، حيث شيّد في المكان كنيسة بيزنطية مازالت أثارها ماثلة حتى اليوم وسط البلدة القديمة، عرفت هذه الكنيسة باسم كنيسة العائلة المقدسة.

رام الله والبيرة تصوير جوي
رام الله والبيرة - تصوير جوي 


بعد الفتح الإسلامي لعبت البيرة دوراً مميزاً على مسرح الأحداث في فلسطين، ويعتقد أن عمر بن الخطاب قد حل بها في طريقه من المدينة المنورة إلى القدس لاستلام مفاتيح القدس من البيزنطيين. وقد أقيم سنة 1195م -في المكان الذي يقال أن عمر صلى فيه- مسجداً يعرف بالمسجد العمري، وهو مازال قائماً ومستخدماً حتى اليوم، وهو ملاصق للكنيسة البيزنطية، وقد أعيد تجديده عام 1995م.

وفي الفترة الصليبية كانت البيرة قرية مهمة لقربها من القدس خاصة بعد استيلاء الصليبين على القدس سنة 1099م، حيث أصبحت مركزاً للمقاومة الإسلامية ضد الصليبين، وبعد احتلال الصليبين لها؛ أوقفها الصليبيون هي و 21 قرية فلسطينية أخرى من منطقة القدس- على كنيسة القيامة، وكانت المدينة وكنيستها البيزنطية التي تم تجديدها وتنظيفها في الفترة الأخيرة مركزاً لفرسان القديس يوحنا القادمين من إنجلترا.

وعندما حرر صلاح الدين الأيوبي فلسطين استولى على البيرة ودمر المستوطنة الصليبية فيها سنة 1187م، ويقال أن عدد الصليبين الذين استسلموا له في البيرة بلغ 50000 أسير، وهكذا تعربت المدينة من جديد.

في العهد العثماني 1517-1918م، كانت البيرة مركزاً سياسياً وإدارياً مهماً ومركز قضاء، سكنها المتصرف العثماني، وكان فيها طابور عسكري، عرف بطابور البيرة وتشكل من أبنائها، وكان له دور في الدفاع عن عكا أثناء حملة الصليبين في أواخر القرن 18م.

في عهد الانتداب البريطاني؛ ألحقت البيرة بقضاء رام الله، واستمر الحال كذلك خلال الفترة من 1919-1994.

 ومع بداية عهد السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، أصبحت البيرة بعد توأمتها مع رام الله مركزاً لمحافظة رام الله والبيرة. 

النشاط الاقتصادي:

مارس سكان مدينة رام الله والبيرة العديد من الحرف منذ القدم، منها الزراعة وتربية الماشية، حيث زرعوا العنب والتين والزيتون، واشتغل السكان في التجارة، حيث تنقّل التجار بين المدن والقرى المجاورة، كما اشتغل السكان في الصناعة، مثل: صناعة الأحذية، والملابس، والمواد الغذائية، والفخار، واستمرّ الحال حتى أوائل القرن العشرين، حيث اتجه السكان إلى الهجرة إلى أمريكا خصوصاً الشباب منهم، فأخذت الأموال تتدفق على المدينة، ليستثمرها السكان في شراء الأراضي وبناء العقارات لاستغلالها في السياحة، وازدادت حركة التعليم، وما أن انتهت الحرب العالمية الثانية حتى وقعت حرب عام 1948م، فكان معظم سكان المدينة قد هاجروا إلى أمريكا باستثناء 12% منهم بقوا في المدينة.
 
الصناعة:

توجد حالياً العديد من الصناعات، مثل: صناعة الورق الصحي، والكرتون، والأثاث، والمواد الغذائية، وعصر الزيتون، والصابون، والألمنيوم، والأدوية، والكثير من الحرف اليدوية والتقليدية.
وعموماً فإن مدينة البيرة الحديثة بأبنيتها الحديثة، والمناخ الملائم، والهواء النقي، وتوفر معظم الخدمات الصحية والمؤهلات الصحية والبيئية، وموقعها على قمم الجبال عند إلتقاء الطرق الرئيسية أهمية مكانة المدينة وقدوم الناس إليها، وخاصة من الأقطار المجاورة قبل عام 1967م.

الزراعة:

أما بالنسبة للزراعة؛ فقد اضمحلت بسبب هجرة السكان للأراضي الزراعية وتحويلها بنايات لتأخذ مكان البيوت القديمة، وأصبحت المدينة تعج بمئات المحال التجارية الممتدة.

النشاط الثقافي:

لقد أدرك سكان مدينة البيرة ورام الله أهمية التعليم منذ القدم، حيث أنشئت الكتاتيب لتعليم القراءة والكتابة والقرآن الكريم وأصول الدين، وظلّ الحال هكذا حتى قامت الدولة العثمانية ببناء مدرسة واسعة عام 1913م ولا تزال غرف هذه المدرسة قائمة، وتمثل جزءاً من المدرسة الهاشمية الثانوية حتى عام 1984م، ثم أسست مدرسة الفرندز عام 1912 وباشرت التعليم عام 1919م وكانت مدرسة متميزة، لاقت نجاحاً منقطع النظير وأصبحت محط أنظار الطلاب من أنحاء فلسطين وشرق الأردن. ثم أسّست مدرسة البيرة الثانوية في الوقت الحاضر، وهناك العديد من المدارس أهمها:

• المدارس الحكومية، وتضم خمس مدارس: ثلاث للبنين، واثنتان للبنات.

• مدارس وكالة الغوث، وتضم خمس مدارس أيضاً.

التعليم:

كان التعليم في رام الله، أول الأمر في المساجد، حيث يتلقى الطلاب العلوم الدينية، واستمرّ الحال حتى عام 1846م؛ عندما حضر مبشر من طائفة البروتستانت اسمه صموئيل غوبات وأسس خمس مدارس إحداها في رام الله، وهي مدرسة تبشيرية؛ بينما كانت الأولى الأرثوذكسية مدرسة وطنية، وظلّت مدرسة غوبات مفتوحة حتى قبل الحرب العالمية الأولى. وفي سنة 1857قدم اللاتين إلى رام الله، وافتتحوا لهم مدرسة لم تعمر طويلاً. وكان للمدارس السابقة طقوس طائفية.

أما عن مدارس الإناث؛ فقد أسست جماعة الفرندز في عام 1889م أول مدرسة من نوعها للإناث في رام الله. والأولى من نوعها في فلسطين، وكان افتتاح هذه المدرسة حافزاً للروم الأرثوذكس لإنشاء مدرسة للبنات، وحذا حذوهم اللاتين، وفي عام 1901 افتتح الفرندز مدرسة البنين في رام الله.

أما الآن ففي رام الله ثلاث مدارس حكومية للذكور، ومدرستان للإناث. وبعد عام 1950م افتتحت بعض المعاهد، مثل: معهد المعلمات الحكومي ،وألحق به مدرسة للتطبيقات والتجارب التربوية، والتعليم فيها مختلط، ولوكالة الغوث أربع مدارس للذكور، ومدرستان للإناث في رام الله. كما يتبع وكالة الغوث مركز لتدريب المعلمين والفتيات، وهناك سبع مدارس خاصة مختلطة، وثلاث مدارس خاصة للإناث، وواحدة للذكور، ودار لرعاية الأحداث، وكلية بيرزيت التي تحوّلت إلى جامعة، وتعتبر من أهم الجامعات الفلسطينية.

كما أن مدينة رام الله تعتبر مركزاً للنشاط الثقافي في الضفة الغربية، إذ تمتلئ بالمسارح ودور السينما والمراكز الثقافية، وفيها المعهد الوطني للموسيقى ومجموعة كبيرة من المنتديات الثقافية.

نابلس

نابلس

 

موقع وتسمية نابلس:

تتمتع بموقع جغرافي هام فهي تتوسط إقليم المرتفعات الجبلية الفلسطينية وجبال نابلس، وتعد حلقة في سلسلة المدن الجبلية من الشمال إلى الجنوب، تبعد عن القدس 69 كم وعن عمّان 114 كم وعن البحر المتوسط 42 كم، وتعد مركز محافظة نابلس التي تضم (56) قرية وبلدة، تربطها بمدنها وقراها شبكة جيدة من الطرق تصلها بطولكرم وقلقيلية ويافا غرباً، وبعمّان شرقاً، وبجنين والناصرة شمالاً، وبالقدس جنوباً.

تذكر كتب التاريخ وصف بعض الرحالة العرب لنابلس "بدمشق الصغرى" للتشابه مع دمشق بمعالمها ومناخها ومياهها وينابيعها وجبالها وفاكهتها وخضارها وحتى في لهجتها وكثير من عاداتها وتقاليدها. وهي أكثر مدن فلسطين شبهاً وارتباطاً بدمشق وسورية منذ فجر التاريخ، حيث كان تجارها يصدرون الصابون والمنتجات المحلية الأخرى إلى دمشق ويعودون بالأقمشة والتوابل. إضافة إلى ذلك، يعود أصل العديد من عائلات نابلس إلى مناطق في سورية حالياً.

في عام 1915 ربطت نابلس مع خط سكة حديد الحجاز الممتد من دمشق إلى المدينة المنورة. 

تقدر مساحة المدينة العمرانية بحوالي 12700 دونم. ويمتد عمران المدينة فوق جبل عيبال شمالاً، وجبل جرزيم جنوباً، وبينهما وادٍ يمتد نحو الغرب. وللموقع الجغرافي لمدينة نابلس خصوصية تتمثل في انحصارها بين جبلين،  ولوجود العشرات من عيون المياه التي تزيد جمال وبهاء المدينة (ومنها: عين العسل، عين الست، عين الكاس، عين حسين، عين القريون، عين ميرة، عين الخضر، عين الصلاحي، عين السكر، عين الصبيان، عين الساطور، عين العجيبة، عين بدران، عين التوباني، عين بير الدولاب، عين التوتة) بالإضافة إلى سبل المياه مثل سبيل الغزاوي وسبيل الخضر وسبيل السلقية وسبيل الساطور.

نابلس عبر التاريخ:

نابلس مدينة كنعانية قديمة ظهرت خلال عصور ما قبل التاريخ ويعتقد بأن تاريخها يعود إلى  (4500) سنة قبل الميلاد، سمّاها الكنعانيون شكيم أي النجد، أو الأرض المرتفعة، ويعتقد بأن شكيم الكنعانية هي قرية بلاطة الحديثة التي تقع على بعد كيلو متر ونصف شرقي مدينة نابلس.

 نشأت نابلس القديمة في واد طويل مفتوح بين جبلي عيبال شمالاً وجرزيم جنوباً، أما نابلس الحديثة فقد بنيت على هذين الجبلين، وترتفع في المتوسط (550م) عن سطح البحر.

كانت نابلس مدينة مأهولة بالسكان منذ القرن الرابع قبل الميلاد، حيث أظهرت الحفريات وجود جدران وأساسات لأبنية عرفت باسم "شيكيم" وهي مكان هام وجد في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد؛ ففي عام (724) قبل الميلاد دمرها الآشوريون، وبعد إعادة إحيائها في القرن الثاني والثالث، تم تدميرها نهائياً على يد Hasmonean Hyrcanus في العام (128) قبل الميلاد.

وبعد مئتي عام تم بناء المدينة الرومانية الجديدة بجانب المدينة المدمرة، حيث امتلأت جميعها بالأبنية العامة وأماكن العبادة والشوارع ذات الأعمدة والقنوات والمعابد والمسارح والميادين والمقابر الكبيرة على سفح جبل جرزيم. واحتفظت المدينة بأهميتها في عهد البيزنطيين (324-636 بعد الميلاد)، وكانت مقراً للأساقفة في ذلك الحين.

نابلس في العهد الإسلامي:
 
وفي النصف الأول من القرن السابع بعد الميلاد، فتح العرب المسلمون على يد القائد عمرو بن العاص المنطقة، وأصبحت نيابوليس تسمى نابلس. وحكم المدينة كل من الأمويين والعباسيين والفاطميين والسلجوقيين حتى عام (1099م)، عندما احتلّها الصليبيون ومكثوا فيها حتى جاء صلاح الدين الأيوبي الذي حاربهم وانتصر عليهم عام (1187) بعد الميلاد، وما تزال آثار هذه الفترات القديمة تظهر في عمارة المدينة.
 
كانت المدينة مكاناً هاماً أثناء حكم المماليك (1260-1516 بعد الميلاد)، حيث أنشىء فيها الكثير من الجوامع والأبنية العامة، وتم إعادة بنائها وترميمها.

 وفي سنة (1517) أصبحت المدينة تحت الحكم العثماني، وكانت عاصمة بلاد الشام، وبالرغم من المتغيرات التاريخية التي مرت بها المدينة واستمرار النزاعات على الحكم فيها، شيدت الكثير من الأبنية الرائعة التي أكسبت مركز المدينة التاريخي شكله الجمالي المعماري.

بعد الحرب العالمية الأولى عام 1922م، أصبحت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وجرى أول توسع رئيس للمدينة بعد الزلزال القوي الذي تعرضت له المدينة عام (1927م)، حيث تجسد سكة الحديد، ومحطة سكة الحديد مركز المدينة الحديث.

بعد حرب عام 1948م "النكبة" تم توحيد الضفة الغربية والضفة الشرقية تحت اسم "الأردن". وقد أدّى نزوح المهاجرين إلى الضفة إلى زيادة عدد السكان في مدينة نابلس، حيث كان عدد السكان (25000) نسمة عام (1948م)، ليصبح (61000) نسمة عام (1967م).

 لقد توسعت المدينة بشكل ملحوظ بالرغم من بناء مخيمات اللاجئين الثلاث: بلاطة، وعسكر، ومخيم عين بيت الماء خارج حدود المدينة، وتم بناء مركز للتجارة إلى الشمال من المركز التاريخي ليكون مركزاً نموذجياً.
 
ومع بداية عملية السلام والتوقيع على اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام (1993)؛ تم إنشاء مؤسسات السلطة الفلسطينية، وترافق التطور الثقافي والسياسي مع عدد من المبادرات التي ساعدت في حل العديد من المشاكل المزمنة المتعلقة بالنمو السكاني؛ إذ بلغ عدد سكان المدينة عام 1997م حسب جهاز الإحصاء المركزي (100034) نسمة، وفي عام 2007م حسب الجهاز نفسه بلغ (126132) نسمة.

نابلس - تصوير جوي
نابلس - تصوير جوي


النشاط الاقتصادي في نابلس:

نابلس عاصمة فلسطين الاقتصادية، وتعتبر المركز التجاري والصناعي الرئيس في فلسطين إضافةً إلى ذلك، وهبها موقعها الجغرافي المميز وأمطارها الغزيرة أهمية كمركز لإنتاج وتبادل المنتجات الزراعية.

تشتهر المدينة بصناعة الصابون والمصنوعات اليدوية والأثاث والبلاط، وتشتهر بجودة حجارتها ومهارة حجّاريها. وفيها مصانع النسيج ودباغة الجلود،  كما توجد على تخوم نابلس سوق لتبادل البضائع الحيّة، كالمواشي وسوق الخضار المركزية للضفة الغربية.

تضم نابلس الإدارات العامة لكبريات الشركات الفلسطينية، مثل: شركة الاتصالات الفلسطينية وشركة فلسطين للتنمية والاستثمار PADICO، وفيها مقر بورصة نابلس المعروفة رسمياً بسوق فلسطين للأوراق المالية، كانت نابلس مركزاً للإدارات الإقليمية للمصارف لفلسطينية والعربية الموجودة في الضفة الغربية قبل أن يتم نقل معظمها إلى رام الله مع تأسيس السلطة الفلسطينية هناك، وفيها غرفة تجارة أسست عام 1943م.

الصناعة:

كانت المدينة تشكل ثقلاً اقتصادياً هاماً قبل 1967م وكانت مدن الضفتين تعتمد عليها في بعض الصناعات وبعد الاحتلال ونتيجة لسياسة سلطات الاحتلال الإلحقاية التي تقوم على تدمير الاقتصاد الوطني؛ تعرضت الصناعات الكبيرة فيها إلى التراجع وهبوط مستوى إنتاجها، وأهم هذه الصناعات: مصانع الجلود والنسيج والكيمياويات والصناعات المعدنية. تشتهر المدينة بالكثير من المنتجات الزراعية والمصنعة أهمها:

 الصابون النابلسي: ازدهرت صناعة الصابون في نابلس واشتهر صابونها الذي يصنع من زيت الزيتون حتى أصبحت مصابنها جزءاً من تراث المدينة. كانت صناعة الصابون أحد أعمدة الاقتصاد النابلسي، ووصل عدد المصابن إلى أكثر من ثلاثين مصبنة، توقف معظمها عن العمل بفعل إغلاق الأسواق الخارجية وغياب الابتكار والتجديد.

  

• الحلويات النابلسية: أهم حلوياتها على الإطلاق الكنافة النابلسية الشهيرة في كل أنحاء المشرق العربي وتركيا. دخلت نابلس موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأكبر طبق (صدر) كنافة في 18 تموز 2009.[60] تشتهر نابلس أيضاً بالمدلوقة والحلاوة المصنوعة من السمسم والكلاج والقطايف والفطير وحلاوة الزلابية إضافة إلى الحلويات الشامية مثل البقلاوة.


من المنتجات الأخرى التي تمتاز بها نابلس عن غيرها: الطحينة، والحلاوة، والقزحة، والأخيرة عبارة عن مائع أسود اللون يستخلص من حبة البركة، يؤكل غمساً وله استعمالات طبية مهمة.

الزراعة في محافظة نابلس:

تساهم الزراعة بنسبة قليلة من الدخل، ويتركز الإنتاج الزراعي على سفوح الجبال، وفي الأغوار وتعتمد على مياه الأمطار، والري في الأغوار. فيها العديد من المزارع لتنمية الثروة الحيوانية.

تعد نابلس مركز زراعة الزيتون في فلسطين، ولهذا ازدهرت فيها صناعة الصابون النابلسي المطبوخ من زيت الزيتون. إضافة إلى الزيتون، تحيط بنابلس بساتين الرمان واللوز والخوخ والمشمش والدراق.

وتزرع الخضراوات والحمضيات المروية في الغور حيث تقل أخطار الصقيع. كانت منطقة نابلس تشتهر أيضاً بزراعة القطن، إلا أن هذا المحصول اختفى تقريباً الآن من منطقة نابلس، ولكنه لا زال يزرع في السهل الساحلي.

تشتهر المدينة أيضاً بمنتجات زراعية خاصة، مثل: الزعتر النابلسي، والجبن النابلسي. وتعرف بمنتجاتها الجبلية مثل البابونج والميرمية. صادرت سلطات الاحتلال مساحات واسعة من أراضي المحافظة وأقامت عليها 43 مستوطنة؛ ما أدى إلى انحسار مساحة المراعي الطبيعية.

 

 

سلفيت

سلفيت

 
تسمية وموقع سلفيت

اختلفت الآراء وتعددت حول تسمية سلفيت بهذا الاسم، باختلاف النسبة إلى أراضيها والخرب التي تحيط بها،  والأقوام التي سكنتها،  فلكل منهم سبب اعتمد عليه، حيث أن هناك رأياً يقول: إن السبب في التسمية يعود إلى أن لفظ سلفيت ينقسم إلى قسمين: الأول، سل (السل) المعروف في لغتنا الحالية (وهو الوعاء المنسوج من القصب)، وأما المقطع الثاني، (فيت) ويعني العنب، وبذلك يصبح اسمها سل العنب، وهذا يدل على أن هذه الأراضي كانت مزروعة جميعها بالعنب.

والرأي الآخر يقول: إن سلفيت ذات مقطعين هما: الأول، سل وهو (السل) المعروف في لغتنا الحالية، والمقطع الثاني، (فيت) وهو (الخبز) وبذلك تعني أرض الخير والبركة، ويعود ذلك لكثرة الينابيع فيها؛ حيث يصل عدد الينابيع في سلفيت إلى أكثر من مئة نبع، ومن المرجح أنها سميت بهذا الاسم  لكثرة أشجار الكرمة فيها. مما يدل على أن أرضها كانت مشهورة بزراعة العنب إذ يوجد كثير من المعاصر الحجرية التي تم اكتشافها حول المدينة.
 
ونشأت مدينة سلفيت على تلة جبلية طبيعية جميلة، ويشرف طرفها الغربي على بداية وادي المطوي، في حين يطل طرفها الشرقي على وادي الشاعر.

وهي مدينة قديمة توالت عليها العديد من الحضارات، فهي تعتبر مدينة كنعانية الأصل، وفي فترات لاحقة سكنها الرومانيون والمسلمون، ويوجد العديد من الخرب المنتشرة في أراضيها.

وخلال الحكم التركي كانت سلفيت تتبع ولاية شرق بيروت، وكانت آنذاك تضم العديد من القرى والبلدات المحيطة، حيث أصبحت في عام 1882م مركزاً لقضاء يمتد من مشارف الغور حتى البحر، أدار شؤونه قائم مقام يتبع متصرف نابلس، حيث قامت الحكومة التركية ببناء الدوائر الحكومية ومركز الشرطة ومسجد،  وبعد فترة عادت إلى ناحية، وبقيت على ذلك أيام الانتداب البريطاني، حيث تم سلخ قرى كفر قاسم غرباً، وقراوة بني زيد جنوباً، وحوارة وعينبوس شرقاً، ومنذ عام (1965م) عادت مركز قضاء يتبعها إدارياً 23 بلدة وقرية.

سلفيت تصوير جوي
سلفيت - تصوير جوي


وبعد قيام السلطة تم ترفيعها بقرار من المجلس الوطني الفلسطيني إلى محافظة، وبناءً على ذلك تم فتح العديد من المديريات فيها لخدمة أبناء المحافظة. 

النشاط الاقتصادي في سلفيت:

النشاط الاقتصادي في سلفيت يعتمد على الزراعة بشكل أساسي وتبلغ مساحة أراضيها الزراعية 23117 دونمًا، ومن أشهر مزروعاتها أشجار الزيتون واللوزيات والعنب والتين والمشمش والتفاح. كما يوجد فيها معاصر حديثة لاستخراج زيت الزيتون، بالإضافة لوجود معاصر قديمة. أما الصناعة فيها فهي بسيطة جداً وتقليدية، مثل: صناعة القش لعمل السلال والصواني والأواني البيتيه.

قلقيلية

قلقيلية

 
 

الموقع والتسمية:

عند نقطة التقاء السفوح الغربية لسلسلة جبال نابلس والطرف الشرقي لساحل التجمعات السكانية والحضارية الممتدة على طول الساحل الفلسطيني، وعلى خط العرض 32.2 شمالاً وخط الطول 35.1 جنوباً، تربض قلقيلية شامخة بأمجادها مزهوة بتاريخها.

وتقع مدينة قلقيلية على مسافة 75كم من القدس، و34 كم من نابلس، وعلى مسافة 16 كم جنوب طولكرم، وتبعد عن البحر الأبيض المتوسط مسافة 14 كم، وترتفع عن سطح البحر75 متراً.

وموقع محافظة قلقيلية المتوسط بين (المدن) الفلسطينية على اختلاف مسمياتها، منحها عبر التاريخ أهمية خاصة؛ فأصبحت نقطة التقاء بين الأراضي الفلسطينية، فوصلت قبل النكبة بين مدن الشمال الفلسطيني ، وهي: عكا، صفد، الناصرة، حيفا، وبين مدن الجنوب، وهي: بئر السبع، المجدل، غزة، وكانت حلقة الوصل بين نابلس وتجمعات شرق فلسطين، وكل من يافا واللد والرملة.

معظم أراضي المحافظة تتكون من مرتفعات هضاب، تلال، جبال، يتخللها مناطق سهلية ضيقة؛ وذلك لأنها فقدت كل أراضيها السهلية عقب اتفاقية رودس عام 1949 بعد النكبة. وتحاصر إسرائيل محافظة قلقيلية بحوالي 12 مستوطنة ومنطقة صناعية إسرائيلية مقامة على أراضيها التي نهبتها منها بعد احتلالها.

أما التسمية فيعود اسم قلقيلية بجذوره إلى العهد الكنعاني، إذ يرى بعض المؤرخين أنها أحد الجلجالات التي ورد ذكرها في العهد القديم، والجلجال لفظ كنعاني أطلق على الحجارة المستديرة، ومن ثم على المناطق الحدودية والتخوم المستديرة.

التسمية الحالية لقلقيلية تعود إلى العهد الروماني كالكيليا calcilea ويذهب المؤرخون إلى أن قلقـيلية هي الجلجال المذكور في قائمة الملوك العموريين والكنعانيين، وذهب المؤرخ "يوسيفيوس" أن اسم قلقيلية مأخوذ من اسم قلعة عرفت باسم"قلقاليا" وهي ذاتها القرية التي ذكرت في العهد القديم باسم "جلجاليا.

ولفظ الجيم سريعاً ما يتحول وبسهولة إلى القاف فأخذ لفظ جلجاليا يلفظ قلقاليا وهو ما يؤكده المؤرخون، حيث قرروا أن اسم قلقيلية يعود إلى القلعة اليونانية القديمة والتي أطلق عليها اسم "قلقاليا"، وهناك من المؤرخين من أشار إلى أن "كلكيليا" (وهو ذات اللفظ الذي ينطق به الكثيرون من أبناء قلقيلية والمنطقة)، يعود إلى العهد الروماني.

والبعض منهم تناقل التاريخ مشافهة، فذهب إلى أنّ اسم قلقيلية منحوت من الجذر: قال، يقيل، مقيلاً، وقيلة، وقيلولة، وكلها في معنى الاستراحة وقت الظهيرة "القيلولة" والتي أطلقت أيضاً على مواقع الاستراحة، حيث الماء والأشجار على طريق القوافل، ويدعمون مذهبهم هذا أنّ قلقيلية تقع على طريق القوافل القادمة من الشام والمتجهة إلى مصر، وهي على طريق المحمل الشامي، حيث كانت قوافل الحجيج إلى بيت الله الحرام تنزل في موقع قلقيلية للتزود بالماء والطعام، ويؤكد هذا أيضاً أن أحياء مدينة قلقيلية القديمة تقع في منطقة حوض مائي غني كان يعج بعيون الماء التي نمت من حولها الأشجار؛ ما شجع المسافرين على التوقف عندها للتزود بالماء وللتنعم بظلالها.

قلقيلية عبر التاريخ:

قبل الفتح الإسلامي كانت فلسطين تقسم إلى ثلاث ولايات، وكانت قلقيلية في إطار الولاية الأولى ضمن قضاء رأس العين، المعروف في ذلك الوقت باسم Antipatris، وكان يتبع هذا القضاء عشر قرى في مقدمتها قلقيلية.

وفي بداية العهد الإسلامي تبعت قلقيلية اللد وخاصة في ظل الدولة الأموية والدولة العباسية، حيث كانت اللد قصبة جند فلسطين الذي ضم المناطق الجنوبية من فلسطين، إضافة إلى بعض مناطق شرق الأردن.

وفي عهد الدولة الفاطمية أصبحت قلقيلية تابعة لناحية كفرسابا، وانتقلت في العهد المملوكي لتتبع ناحية (جلجوليا) ومع بداية العهد العثماني قسمت الشام إلى ثلاث ولايات منها ولاية فلسطين، التي قسمت إلى خمسة ألوية "سناجق" هي: القدس، غزة، صفد، نابلس، اللجون، وكانت قلقيلية تابعة لسنجق نابلس.

في عام 1864م صدر قانون تشكيل الولايات العثمانية، وتم بموجبه تقسيم بلاد الشام إلى ولايتين، هما سوريا (دمشق) وحلب، وكانت فلسطين كلها تتبع ولاية دمشق، وجعلت متصرفية كان مركزها القدس. وقسّمت المتصرفية إلى أقضية وهي الخليل، غزة، اللد،  نابلس والسامرة، الشقيف، حوران، الغورالشرقي. وسرعان ما تحوّلت نابلس وعكا إلى ألوية (متصرفيات) ضمن ولاية دمشق. وطيلة هذه الفترة كانت قلقيلية ناحية من نواحي نابلس. وفي عام (1887م) تشكلت في الشام ولاية بيروت وضمّت إليها سنجق عكا، وسنجق البلقاء ومركزه نابلس، وقسّم مركز السنجق واللواء نابلس إلى قضائين هما: قضاء جنين، والسلط. وكانت قلقيلية أحد نواحي مركز اللواء نابلس.

وفي عام (1893م) استحدث قضاء جديد في سنجق نابلس وهو قضاء بني صعب، وأصبحت قلقيلية مركزاً لناحية الحرم نسبة إلى حرم سيدنا علي وترتبط به قرى أجليل، مسكة، كفر سابا، الطيرة، جلجوليا، أم خالد، وادي الحوارث، الحرم (سيدنا علي). وكانت هذه الناحية تزيد امتداداً من الشمال إلى الجنوب وتقل من الشرق إلى الغرب.

لم تشهد قلقيلية في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين تطوراً إدارياً مذكوراً، بل كانت سياسة الانتداب تتعمد إبقاء قلقيلية على ما هي عليه، ووقف عملية تتطورها، وحرمانها من المستحقات الإدارية نتيجة لمقاومة أهالي المنطقة الانتداب البريطاني وتصديهم لمحاولات الاستيلاء على أراضي المنطقة لضمها للمستعمرات اليهودية. وظلّت قلقيلية فترة الانتداب تعامل كقرية من قرى قضاء طولكرم رغم الزيادة في التعداد السكاني وتطورها العمراني والزراعي.

بعد أن ضمت الضفة الغربية للأردن في إطار المملكة الأردنية الهاشمية بعد نكبة عام (1948م) أخذت قلقيلية تستعيد بعض حقها المهضوم في التمثيل الإداري؛ استجابة للواقع النضالي الذي أبداه أهالي قلقيلية وما قاموا من جهود لإعادة بناء مدينتهم المدمّرة واستصلاح أرضهم الجبلية بعد فقدان معظم سهولهم، وبروز أبناء قلقيلية في مجال العلم والآداب والصحافة والسياسة.

قلقيلية تصوير جوي
قلقيلية- تصوير جوي


فبعد أن أصبحت ناحية من نواحي قضاء طولكرم في الخمسينات، أصبحت منذ مطلع عام (1965م) مركزاً لقضاء مستقل يسمى قضاء قلقيلية. ويتبع هذا القضاء القرى المجاورة: جيوس، حبلة، عزون، النبي إلياس، فلامية، كفر ثلث، رأس عطية، كفر عبوش، كفر جمال، وما جاور هذه القرى من خرب وعزب.

ومنذ حزيران (1967م) واحتلال إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء،  ظهرت النوايا المبيّتة لقلقيلية. فقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتشريد أهالي المدينة ونسف ما يزيد عن 80% من منازلها. وعمدت قوات الاحتلال إلى تطبيق سياسة الانتداب للانتقام من قلقيلية، فضمّت إلى قضاء طولكرم، بحجة اتّباع آخر تقسيم إداري في عهد الانتداب البريطاني. وظلّت قلقيلية محرومة طيلة سنوات الاحتلال رغم التطور الهائل للمدينة وتفوقها الاقتصادي الملحوظ.

وبعد رحيل آخر جنود الاحتلال عن مدينة قلقيلية مساء يوم 17/ 12/ 1995م، وبدخول طلائع القوات الفلسطينية، أصبحت قلقيلية محررة وأعلن ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين عن تسمية قلقيلية رسمياً بالمحافظة.

وضمّت محافظة قلقيلية 28 تجمعاً سكانياً هي: عزون، كفر لاقف، كفر ثلث، النبي إلياس،  عسلة، صير، جيوس، فلامية، حبلة، رأس عطية، رأس طيرة، عزبة سلمان، المدور، خربة الأشقر، مغارة الضبعة، حجة، باقة الحطب، إماتين، فرعطة، كفر قدوم، جيت، عزبة جلعود، جينسافوط، سنيريا، عزون عتمة، بيت أمين، واد الرشا، تجمعات عرب الرماضين (3 تجمعات).

طولكرم

طولكرم

 

 موقع وتسمية طولكرم: 

تقع مدينة طولكرم في الوسط الغربي من فلسطين الطبيعية، في شمال الضفة الغربية، وهي بذلك تتميز بموقعها على الحد الفاصل بين الطبيعة السهلية الساحلية الخصبة الواقعة غرب المدينة، والأراضي الجبلية التي تمتد للشرق من المدينة.

 وتشكل أراضي مدينة طولكرم فاصلاً بين أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، والأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1948م.  وتبعد "15" كم عن شاطئ البحر المتوسط وعلى ارتفاع يتراوح بين "65-125" متراً من سطح البحر، وعلى خط العرض الجغرافي9-532 شمال خط الاستواء، وخط الطول الجغرافي1- 535 شرقي خط غرينتش، وهي تمثل إحدى مدن المثلث (طولكرم- نابلس – جنين) الذي عُرف بمثلث الرعب؛ لبلاء أهله في الجهاد ضد المستعمرين والأجانب أثناء الثورة الفلسطينية في عام 1936.

وموقع طولكرم أعطاها أهمية تجارية وعسكرية؛ فقديماً كانت ملتقى طرق المواصلات، وزمن العثمانيين والبريطانيين كان يمر بها خطي سكك حديدية، وهما: خط سكة حديد الحجاز الذي يصل طولكرم بدمشق، عن طريق جنين، والعفولة، بيسان، سمخ، جسر المجامع، الحمة، درعا، ثم دمشق إلى شمال سورية وتركيا وخط سكة حديد مصر، وهو خط الشرق السريع الذي ينتهي بالقاهرة. ولكن الخطين تعطلا سنة 1948م. 

ولقد حبت ظروف الموقع المتوسط، وخصوبة التربة، ووفرة المياه طولكرم وإقليمها ظروفاً متميزة ساعدت على سرعة نموها وتطورها خلال فترة وجيزة من القرن الحالي، بعد أن ظلّت قرية، خلال تاريخها الطويل الذي تُرجع الأدلة التاريخية بدايته إلى زمن الرومان.

تعددت التفسيرات لأصل تسمية طولكرم، وقد تكون كلها صحيحة حسب المراحل التاريخية التي مرت بالمدينة، وهي كالتالي: بيرات سوريقا (Birat Soreqa)  تعني بئر كرم في عصر الرومان،  وطور- كرم  والطور هو الجبل أو ما كان على حد الشيء، والكرمة هي شجرة العنب وحرف هذا الاسم إلى طولكرم "تل- كرمتة العنب" كما سمّاها الكنعانيون في العصر البرونزي المتقدم والمتوسط، وسميت طور كرم في العصر الأموي، ومعناها جبل العنب  ثم حرّفت إلى طولكرم.

طولكرم عبر التاريخ:

لا يوجد تاريخ محدد لبدايات المدينة، إذ أن ما عثر عليه من آثار حتى الآن، يثبت أن المدينة كانت قائمة إبان حكم الرومان لبلاد الشام في القرن الثالث الميلادي، وتشير المصادر التاريخية الإسلامية إلى أن الكنعانيين كانوا يسكنون المدينة قبل ذلك التاريخ. ويستدل على ذلك من كتابات الفراعنة.

أقدم تاريخ لمدينة طولكرم يعود إلى العصر الروماني، وبالتحديد إلى القرن الثالث الميلادي، وقد عرفت آنذاك باسم بيرات سوريقا ((Berat Soreqa وتعني "بئر كرم مختار".

وتشير كثير من المصادر التاريخية إلى قدم المدينة، الذي يرجعه بعضها إلى زمن الكنعانيين، ويستدل على ذلك من خلال ما عثر عليه من آثار في القرى المجاورة لها، مثل قرى: جت كرمل، مجدليون، جلجال وغيرها من المدن والقرى التي لا زالت تحتفظ بأسمائها القديمة مع شيء من التحريف.

 كانت طولكرم قرية صغيرة مساحةً وسكاناً حتى ثلاثينات هذا القرن، علماً بأن اتخاذها عاصمة لقضاء بني صعب عام 1892 من العثمانيين قد أسهم في رفع شأنها وتطورها.

عاشت مدينة طولكرم تاريخها الإسلامي المبكر بعد عام 636 هـ. وقد تم العثور على شواهد أثرية كثيرة تعود للفترة الأموية في ضاحية ارتاح جنوب المدينة.

 وقد بقيت طولكرم تعرف باسم (طور كرم)، وفي الفترة المملوكية أقطع _السلطان المملوكي الظاهر بيبرس (636هـ، 1265م) طولكرم مناصفة بين قائدين من قواده: الأمير بدر الدين بيلبك الخزندار، والأمير بدر الدين بيسري الشمسي الصالحي. 

وفي الفترة العثمانية ظلّت طولكرم تتبع في إدارتها مدينة نابلس حتى نهاية القرن التاسع عشر، عندما أحدث العثمانيون قضاءً جديدًا في شمال فلسطين عرف باسم قضاء بني صعب، وجعلوا طولكرم عاصمة له. وكانت مقراً للجيش العثماني الثامن خلال الحرب العالمية الأولى، حيث عظم شأن المدينة، واتخذت المدينة كعاصمة للقضاء والقرى المحيطة؛ فكانت المدينة مركزًا للدوائر الحكومية والجيش والشرطة، ولتخليص المعاملات الرسمية، ومركزًا للأمن والقضاء في المنطقة، وسوقاً تجارياً رئيسياً، وفيه محطة قطار تنقل المسافرين لمناطق مختلفة من العالم، وهي سكة حديد الحجاز. ولا زالت المدينة تحتفظ بالكثير من البنايات الأثرية التي تعود لهذه الفترة، ومنها سوق المدينة القديم ـ والمعروف بسوق الذهب ـ الذي يتميز بمبانيه الأثرية العثمانية، وكذلك مبنى السرايا (دار الحكومة)، ومبنى القائم مقام والذي شغل في آخر أيام الدولة العثمانية مقراً للبرق والبريد.

عظم شأن المدينة عندما جعلها العثمانيون عاصمة لقضاء بني صعب، فأخذ ينزح إليها الناس من نابلس والقرى المجاورة، وذلك حسب ما تدعو إليه مصالحهم وأعمالهم.

وعند قيام البريطانيين بهجومهم على الساحل الفلسطيني سقطت طولكرم بأيدي القوات البريطانية في العشرين من أيلول عام 1918م. وازداد عدد سكان المدينة خلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، حيث ارتفع عدد سكانها من (3349) نسمة عام 1922م إلى (5368) نسمة يسكنون 960 بيتا عام 1931، والى (8090) نسمة عام 1945م.

 ويعود السبب التزايد السكاني في المدينة إلى الزيادة الطبيعية للسكان، والى الهجرة إلى المدينة من القرى المجاورة، بسبب توفر فرص العمل والخدمات المختلفة كالماء والتعليم. ومما زاد في أهمية المدينة التجارية؛ إنشاء سوق يوم السبت، حيث يجتمع فيه القرويون لبيع منتجاتهم وشراء حاجياتهم؛ فازداد عدد سكانها وكثرت مخازنها، وارتفعت أجور مساكنها، ما شجع البعض على إقامة الأبنية الجديدة لاستثمارها، وبدأت تدب فيها الحركة العمرانية فبنيت بيوتها من الحجر الأبيض وسقف بعضها بالقرميد، وزودت بالمياه والكهرباء، وشيد فيها العديد من المدارس والمنشآت العامة.

كما ساعد أيضا مرور خط سكة الحديد المتجه إلى الساحل غربا ونحو الداخل وسوريا شرقا على نمو المدينة وتطورها، إلى أن حدثت الحرب على فلسطين عام 1948م، حيث صاحب ذلك هجرة قسرية لآلاف الفلسطينيين من القرى والمدن المجاورة، (خصوصا من ذلك الجزء من قضاء طولكرم الذي اغتصبه الصهاينة ) إلى مدينة طولكرم والاستقرار فيها، وقد أقام قسم منهم في مخيم نور شمس المجاور واستمرت المدينة في النمو السكاني والعمراني إلى أن احتلها الصهاينة عام 1967 م، إذ أدى ذلك إلى (هجرة) ربع سكانها إلى الضفة الشرقية، ومع ذلك استقبلت المدينة مهاجرين من قرى مجاورة لها.

وفي عام 1948م اقتطعت معظم الأراضي السهلية الواقعة للغرب من المدينة من جانب الاحتلال الإسرائيلي الجديد، وقد عاشت المدينة بعد هذا التاريخ فترة من الوصاية العربية والأردنية حتى عام1967م.

 وفي عام1967م وقعت حرب السادس من حزيران، حيث خضعت المدينة للاحتلال الإسرائيلي الذي عانت منه مدينة طولكرم مثل باقي مناطق الضفة الغربية سواء بزرع المستوطنات اليهودية، أو بسياسة مصادرة الأراضي على غير وجه شرعي، إضافة إلى غيرها من الإجراءات المجحفة بحق شعبنا الفلسطيني.

وفي عام1995م انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلية، ودخلت المدينة تحت ظل السلطة الوطنية الفلسطينية التي بدأت بسياسة جديدة للنهوض بمرافق المدينة المختلفة، وتأهيل مؤسساتها تدريجياً بمختلف النواحي.

خسرت المدينة مساحات كبيرة من أراضيها وأراضي القرى التابعة لقضائها. نتيجة لسيطرة قوات الاحتلال على القسم الغربي من قضاء طولكرم، والذي تضمن (34) قرية وخربة و(16) مضربا لبعض عشائر البدو.

وتعتبر الفترة من 1945 إلى 1967 فترة نمو وتوسع في رقعة المدينة المساحية وحجمها السكاني، وبلغ عدد السكان (20688) نسمة عام 1961م. وظلت المدينة خلال تلك الفترة مركزاً لقضاء (لواء) طولكرم، يتبع لها إداريا (42) قرية وبلغ عدد سكان مدينة طولكرم (129030) نسمة حسب إحصاء 1997، يشكلون(7.13%) من إجمالي سكان الضفة الغربية، و(4.6%) من إجمالي فلسطين، منهم (65224) من الذكور و(63806) من الإناث، موزعون إلى ثلاثة تجمعات سكانية: الحضر(59679) نسمة، الريف (53380) نسمة، المخيمات (15971) نسمة. وتضم المدينة حاليا 42 تجمعا سكانيا، منها تسع تجمعات حضرية ومخيمين والباقي تجمعات سكانية ريفية.

مساحة طولكرم:

 بلغت مساحة المدينة في أول مخطط هيكلي لها في العام 1945 (3725 دونمًا)، وبلغت مساحة الأراضي التي تقع ضمن الحدود التنظيمية للمدينة حتى العام 1998، (10255دونمًا)، حيث أضيفت مناطق جديدة الى حدود بلدية طولكرم، وضمن مخطط هيكلي تم إعداده حالياً بمساحة (14.000) دونم.


طولكرم تصوير جوي
طولكرم - تصوير جوي 


 مناخ طولكرم:

تتمتع طولكرم بمناخ البحر الأبيض المتوسط (ماطر دفيء شتاءً، وحار جاف صيفاً).

 فموقع المدينة القريب نسبيًا من البحر، وعدم وجود حواجز طبيعية (تضاريس جبلية) ساهم في ميل مناخ المدينة إلى المناخ الساحلي رغم وقوعه بين الساحل والجبل. وبذلك يندرج مناخ طولكرم ضمن مناخ البحر الأبيض المتوسط. مناخ المدينة أقرب إلى مناخ المناطق الساحلية منه إلى المناطق الجبلية نظراً لقربها من الساحل وانفتاحها على البحر من جهة الغرب مما يساعد على وصول المؤثرات البحرية التي تعمل على الحد من الفروق الحرارية من جهة، وزيادة كميات الأمطار السنوية من جهة أخرى. يتميز صيف المدينة بجفافه واعتدال حرارته، وشتائها طويل معتدل الحرارة، وفير الأمطار، وخريفها وربيعها ليسا بالوضوح المتمثل في فصلي الصيف والشتاء.

البنية الجيولوجية:

تغطي رسوبيات الدورين الثاني والثالث الجيولوجيين القاعدة الغرانيتية في منطقة طولكرم. وتوضع المدينة على تكوينات من الهضاب الكلسية التي تجزأت بفعل حركات التصدع التي تعرضت لها المنطقة في الدور الثالث-الانهدام.

الوضع الاقتصادي في طولكرم:

1. الزراعة: عدد كبير من السكان يكسبون عيشهم من قطاع الزراعة والغابات والصيد.

2. قطاع الخدمات العامة: تعدّ مدينة طولكرم مركزاً لتقديم الخدمات الصحية، التعليمية والإدارية للقرى الواقعة ضمن محافظتها.

3. الصناعة التحويلية: وهي في الغالب صناعات غذائية واستهلاكية.

4. التجارة: حيث يقدم هذا القطاع خدماته لسكان المدينة والقرى المجاورة.

 

طوباس

طوباس


موقع وتسمية طوباس:

تقع مدينة طوباس على بعد 21كم إلى الشمال الشرقي من مدينة نابلس، وتبتعد عن نهر الأردن 45 كم، وترتفع عن سطح البحر حوالي 330م، تبلغ مساحة المدينة ذاتها 200دونم، أما مساحة أراضيها 313123 دونم، تحيط بها أراضي قرى تياسير، وعقابة، وسيريس، طلوزة، طمون، ورابا، والكفير، ونهر الأردن، وقضاء بيسان.

يعود أصل التسمية إلى بلدة قديمة كنعانية قديمة تدعى " تاباص"، وعرفت أيام الرومان باسم "ثيبس"، أما اسم طوباس فقد أطلقه عليها العرب بعد الفتح الإسلامي.

طوباس عبر التاريخ:

تقع طوباس حالياً على أنقاض بلدة كنعانية قديمة تدعى تاباص بمعنى ضياء أو بهاء. أما في العهد الروماني قفد ذكرت البلدة باسم ثيبس التي كانت تقع على الطريق العام بين نابلس وبيسان.

فتح مدينة طوباس المسلمون العرب وأطلقوا عليها اسمها الحالي. تعرضت البلدة إلى زلزال مدمر عام 1252هـ. وفي عام 1965م أصبحت طوباس مركزاً لقضاء باسمها في الضفة الغربية.


طوباس تصوير جوي
طوباس - تصوير جوي


السكان والنشاط الاقتصادي في طوباس:

قدر عدد سكان طوباس في عام 1945م بنحو 5540 نسمة، في حين بلغ هذا العدد 5709 نسمة عام 1961م، وانخفض هذا العدد إلى 5300 عام 1967م، وفي عام 1979م قدر عدد سكانها بنحو 10000. وفي إحصاء عام 1997بلغ عدد سكانها (12609) نسمة، أما في عام 2007 وحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني؛ بلغ 16154 نسمة.


أما نشاطها الاقتصادي، فيعتمد بشكل أساسي على الزراعة، حيث تشتهر طوباس بزراعة الحبوب، والخضار، والأشجار المثمرة، مثل: الزيتون، والعنب، واللوز، والتين، بالإضافة إلى تربية الماشية؛ أما النشاط الصناعي، فهو محدود وبسيط. وبالنسبة للتجارة فهي بسيطة تتمثل في بيع الأقمشة، والبن، والسكر لسكان القرى المجاورة.

جنين

جنين

 
 

موقع وتسمية جنين:

تبعد مدينة جنين عن نابلس 41 كم، وتشرف على سهل مرج ابن عامر، ويقوم قسم كبير من بناياتها على "تل عز الدين" الواقع شرقي المدينة.  ولغزارة مياهها تكثر فيها الجنان والبساتين، وربما من هنا جاء اسمها القديم "جانيم" بمعنى جنان. ترتفع المدينة عن سطح البحر من 125 –250 متراً، وتكون الرأس الجنوبي لمثلث سهل مرج بن عامر، على أحد المداخل الجنوبية المؤدية إلى جبال نابلس.

والمعروف أن جنين الحالية تقوم على البقعة التي كانت عليها مدينة عين جانيم الكنعانية التي تعني عين الجنان، وفي العهد الروماني أقيمت مكانها قرية ذكرت باسم جيناي من قرى مقاطعة سبسطية وقد مر السيد المسيح -عليه السلام- بجنين أو بالقرب منها  وهو في طريقه من الناصرة إلى القدس، ويقال إنه شفى عشرة من المجذومين في قرية برقين غربي المدينة، وتخليداً لهذا الحدث شيدت كنيسة في القرية ما زالت باقية حتى اليوم.

وتقع مدينة جنين عند التقاء دائرة عرض 32.28 شمالاً، وخط طول 35.18 شرقاً، وهي بهذا تقع عند النهاية الشمالية لمرتفعات نابلس فوق أقدم الجبال المطلّة على سهل مرج بن عامر وهي خط لالتقاء بيئات ثلاث: الجبلية، والسهلية، والغورية؛ وبهذا أصبحت جنين مركزاً لتجمع طرق المواصلات القادمة من نابلس والعفولة وبيسان، وهي نقطة مواصلات هامة، حيث تربط الطرق المتجهة من حيفا والناصرة شمالاً إلى نابلس والقدس جنوباً.

جنين عبر التاريخ:

مدينة جنين مدينة قديمة أنشأها الكنعانيون كقرية تحمل اسم عين جيم في موقع جنين الحالية، وقد ترك هذا الموقع بصماته على مر التاريخ،  حيث كانت المدينة عُرضة للقوات الغازية المتجهة جنوباً أو شمالاً.

وفي العهد الروماني أطلق عليها اسم جيناي، ولما ورث البيزنطيون حكم البلاد أقاموا فيها كنيسة جينا، وقد عثر المنقبون الأثريون على بقاياها بالقرب من جامع جنين الكبير، ويرجع تاريخ إنشائها إلى القرن السادس الميلادي.

وفي القرن السابع الميلادي نجح العرب المسلمون في طرد البيزنطيين منها، واستوطنتها بعض القبائل العربية، وعرفت البلاد لديهم باسم "حينين" الذي حرف فيما بعد إلى "جنين"، وقد أطلق العرب عليها هذا الاسم بسبب كثرة الجنائن التي تحيط بها.

في القرن السادس للميلاد كانت في مدينة جنين كنيسة عثر على بقاياها بالقرب من الجامع الكبير.

 وفي فترة الحروب الصليبية كانت جنين بلدًا صغيرة وقعت في أيدي الإفرنج، وحصنوها بقلاع وأحاطوها بأسوار منيعة، وبعد معركة حطين عام 1187م دخل المسلمون المدينة، ونزل بها السلطان صلاح الدين وهو في طريقه من القدس إلى دمشق.

 وفي عهد المماليك تمت عمارة الخان "الفندق" الذي أنشأه الأمير طاجار الدوادار "وأنشأ فيه سبيلاً وحماماً وعدة حوانيت يباع بها ما يحتاج إليه المسافر وينتفع به، كما قامت السيدة فاطمة خاتون ابنة محمد بك بن السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري بتشييد الجامع الكبير الذي شيد على أنقاض مسجد آخر سابق له، حيث حول إلى كنيسة في أيام الصليبيين.

في سنة 496 -1103 وقعت جنين تحت الحكم الصليبي بعد أن داهمها الصليبيون بقيادة تنكريد دوق نورمانديا، وضمت لإمارة بلدوين ومملكة بيت المقدس، وأطلق عليها الصليبيون اسم جبرين الكبرى،  وبنوا فيها القلاع وأحاطوها بالأسوارلأهمية موقعها.

 وقد هاجم المسلمون بقيادة صلاح الدين في معرض غاراتهم على الكرك، وغنموا منها الشيء الكثير ثم انسحبوا منها إلا أنهم عادوا إليها بعد هزيمة الصليبيين في موقعة حطين المشهورة عام 583هـ-1187م. ثم عادت جنين لسيطرة الصليبيين بموجب اتفاق الكامل الأيوبي وفريدريك الثاني الإمبراطور سنة 626هـ-1229م، ثم نجح الملك الصالح أيوب في إخراجهم نهائياً منها سنة1244 ، وفي سنة 1255 غدت فلسطين تتبع سلاطين المماليك، وكانت جنين تحت سيادتهم تتبع سنجق اللجون، وظلّت البلدة في حوزتهم إلى آخر عهدهم.

وفي عهد المماليك كانت جنين إحدى اقطاعيات الظاهر بيبرس، وفي سنة 1260 ولّى السلطان المنصور قلاوون (بدر الدين درباس) ولاية جنين ومرج بن عامر، وفي سنة 1340 بنى الأمير طاجار الداودار المملوكي خاناً اشتمل على عدة حوانيت وحمام، وقد وصف المقريزي هذا الخان بأنه حسن البناء.

تم استحداث قضاء جنين عام 1882م، وكان يتألف من 81 قرية بما فيها جنين نفسها، وقدر عدد سكان القضاء في أواخر القرن العشرين  بـ 44311 نسمة.

 في العام 1917م كان قضاء جنين يتألف من 120 قرية، أهمها:

مجموعة الشعراوية الشرقية ومنها: عرابة، وكفر راعي، وسيلة الظهر، وبرطعة ...الخ والشعراوية نسبة إلى الأرض أو الروضة الكثيرة الشجر.

مجموعة مشاريق الجرار ومنها: قرى صانور، والزاوية، وجربا، وميثلون، وسيريس، وقباطية، والجزور، والزبابدة، والمغير ومجموعة بلاد حارثة وتشمل: تعنك، وسيلة الحارثية، واليامون، ودير أبو ضعيف وفقوعة.

ومنطقة جنين منطقة زراعية، وأهم محصولاتها الزراعية: القمح، الشعير، السمسم، الزيتون، البطيخ، واللوز. كما يعد قضاء جنين من أشهر المناطق في زراعة الزيتون في فلسطين. وأشهر مناطق زراعة الزيتون في قضاء جنين: أم الفحم، اليامون، السيلة الحارثية، برقين، يعبد، عرابة، كفر راعي، سيلة الظهر، الفندوقومية، جبع، وقباطية، أما قرية قباطية؛ فهي أكثر قرى قضاء جنين زيتونًا، وزيت يعبد أحسن زيوت الشمال.

ومن أبرز الحوادث التي تعرضت لها جنين في العهد المملوكي الوباء الذي انتشر في مصر والشام وقضى على سكان جنين لم يبق منها إلا امرأة عجوز، كما كانت جنين مركزًا للبريد، حيث كان يحمل البريد من جنين إلى صفد، ومن جنين إلى دمشق عن طريق طبريا –بيسان-إربد- دمشق.

وفي عام 922هـ - 1516م دخلت جنين تحـت الحكـم العثماني، وفي سنة974هـ-1516م، بَنَتْ فاطـمة "زوجـة لالا مصطفى باشا" جامعاً كبيراً في جنين. وفي سنة 1010هـ-1602م، تولّى الأمير أحمد بن طرباي حكم جنين تحت سيادة العثمانيين، ثم تولّى حكم صفد ثم اللجون واشترك في الفتن التي نشبت بين ولاة الدولة العثمانية.

وتعرضت جنين للحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، حيث عسكر قائده كليبر في مرج بن عامر فهاجمه جنود الدولة العثمانية بمساعدة أهالي نابلس وجنين، وكادوا يقضون على الفرنسيين في تلك المنطقة؛ ما دفع بنابليون إلى إرسال نجدة لكليبر، ولما انتصر الفرنسيون أمر نابليون بحرق جنين ونهبها انتقاماً منهم لمساعدتهم العثمانيين، وبعد انسحاب الفرنسيين منها أصبحت مركزاً لمستلم ينوب عن والى صيدا.

ثم دخلت جنين كباقي مدن فلسطين تحت الحكم المصري بعد أن نجح إبراهيم باشا في طرد العثمانيين، وعيّن حسين عبد الهادي حاكماً لها، كما جعلها مركز لواء خاصاً به، إلا أن حكم المصريين لم يدم طويلاً، حيث اضطرّ المصريون للخروج من بلاد الشام عام 1840م. فعادت جنين قائم مقام في متصرفية نابلس التابعة لولاية بيروت التي أنشئت بدلاً من ولاية صيدا.

وفي القرن العشرين ارتبطت جنين بالسكك الحديدية التي وصلتها بالعفولة وبيسان ونابلس، وفي الحرب العالمية الأولى أقام الجيش الألماني مطاراً عسكرياً غرب جنين. في عهد الانتداب البريطاني أصبحت مركزاً لقضاء جنين، ولها سجل حافل بالنضال ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني،  حيث أعلنت أول قوة مسلحة ضد الاستعمار البريطاني عام 1935م بقيادة عزالدين القسّام، واشترك سكان المدينة في إضراب عام 1936م، وقد تعرضت جنين أبان فترة الانتداب البريطاني إلى كثير من أعمال العنف، والتنكيل، والتخريب، وهدم البيوت على أيدي القوات البريطانية؛ نتيجة لبعض الحوادث، مثل:  قتل حاكم جنين "موفيت" في عام 1938م.

وفي 14 مايو 1948م تركها الإنجليز؛ مما دفع اليهود بمحاولة فشلت في السيطرة على المدينة أمام صمود المقاتلين الفلسطينيين بمساعدة الجنود العراقيين، وبعد توقيع الهدنة عام1949م هاجم الفلسطينيون والعراقيون مواقع اليهود واستطاعوا استرداد عدد من القرى، مثل: فقوعة، وعرابة، والمقيبلة، وصندلة، وجلمة، وغيرها.

وطرد اليهود منها وبقيت جنين مركزاً لقضاء يتبع لدار نابلس، وفي عام 1964م أصبحت جنين مركزاً للواء جنين ضمن محافظة نابلس، وفي عام 1967م وقعت جنين تحت السيطرة الإسرائيلية مثل باقي مدن الضفة الغربية، واستمرّت كذلك حتى قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1995م.


جنين تصوير جوي
جنين - تصوير جوي


النشاط الاقتصادي:

مارس السكان عدة أنشطة اقتصادية أهمها:

* الزراعة:

وهي الحرفة الرئيسية للسكان، بل كانت الزراعة المورد المحلي الوحيد في المنطقة. إلا أن هذه الحرفة تعرّضت إلى تراجع؛ بسبب اغتصاب إسرائيل لأراضي اللواء، فقد تناقصت بمقدار 11.1% عام 1967م عمّا كانت عليه عام1940م، وهجرة العديد من أبناء اللواء إلى شرق الأردن في أعقاب حرب 1967م، ويزرع السكان العديد من الأشجار المثمرة والمحاصيل الحقلية والخضروات والحمضيات؛ حيث وصلت كمية الإنتاج الزراعي في اللواء عام 1940م، 16.3 ألف طن من المحاصيل الحقلية، وبلغ إنتاج الخضار والأشجار المثمرة في تلك السنة 7.4-13.8 ألف طن. إلا أن الإنتاج تدنّى عام 1963م للأسباب السالفة الذكر.

كما اهتمّ السكان في جنين بتربية الحيوانات، وخصوصاً الماعز، إلا أن هذه الأهمية تناقصت بعد تقدم الزراعة، وتناقص مساحة المراعي والحرج التي كانت منتشرة في المنطقة؛ وبالتالي اختلفت النسب النوعية لمكونات الثروة الحيوانية، فبعد أن كان الضان يمثل 25% من جملة الثروة الحيوانية عام 1934م أصبح يشكل 67.6% عام 1993م، وهذا يدل على تراجع الماعز، ثم أخذت أعداد الحيوانات خصوصاً الأغنام و الماعز تتزايد بسبب اعتماد السكان على اللحوم المحلية بدلاً من الاستيراد من إسرائيل.

* الصناعة:

لا يوجد في مدينة جنين أو لوائها صناعة بمعنى الكلمة، إلا بعض الحرفيين والمهنيين، مثل: الخياطين، والحدادين، وغيرهم، كما يوجد بعض الصناعات الزراعية، مثل: عصر الزيتون، ومطاحن الغلال. كذلك يوجد صناعات خاصة، مثل: البناء، كمقاطع الحجارة، والكسارات، وصناعة البلاط، والموزايكو. وهناك صناعات الملابس، والأحذية، والصناعات الخشبية والحديد.

النشاط الثقافي:

لقد شهدت المدينة حركة تعليمية منذ زمن بعيد، حيث كان نظام الكتاتيب سائداً منذ بداية القرن التاسع عشر، كما شهدت مساجد المدينة الحلقات التدريسية، والمناظرات العلمية التي يعقدها مشاهير العلماء المسلمين، وغلب على هذه الحركة العلمية الطابع الديني.
وفي نهاية القرن التاسع عشر أقيمت أول مدرسة ابتدائية ضمّت أربعة صفوف، ثم أنشئت مدرسة أخرى، وفي عام 1943 أنشئت في جنين مدرسة ثانوية، وقد ساعد على تطوير الخدمات التعليمية في جنين تشكّل لجنة المعارف المحلية التي كانت مهمتها البحث عن الموارد والمصادر المالية لتطوير التعليم.

بعد حرب عام 1948م لم يكن في المدينة سوى مدرستين: واحدة للذكور تضم صفوف المرحلة الابتدائية والثانوية، وأخرى للإناث تضم صفوف المرحلة الابتدائية. وزادت عدد المدارس في عهد الحكومة الإسرائيلية وتضاعفت أعداد الطلبة. 

 اقرا ايضا : السياحة في فلسطين - المعالم الاثرية والدينية والتاريخية والسياحية في فلسطين

أريحا

أريحا

 
 

موقع وتسمية اريحا:

تقع مدينة أريحا في الطرف الغربي لغور الأردن أو ما يعرف بغور أريحا، وهي أقرب للحافة الجبلية لوادي الأردن الانهدامي، منها إلى نهر الأردن، تقع عند خط الانقطاع بين البيئة الجبلية إلى الغرب والبيئة الغورية في الشرق، وهي تعتبر نقطة عبور هامة منذ القدم للقوافل التجارية والغزوات الحربية التي كانت تتجه غرباً نحو القدس وشرقاً نحو عمان، وهي أيضاً الممر الغربي لنهر الأردن والبحر الميت، يمر منها الحجاج المسيحيون القادمون من القدس في طريقهم إلى نهر الأردن والبحر الميت، من جهة أخرى، كانت أريحا البوابة الشرقية لفلسطين، عبرتها كثير من الجماعات البشرية المهاجرة على مدى العصور، وتنخفض عن سطح البحر نحو(276م).

ويصفها البغدادي في معجم البلدان بالقول: "أريحا بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة والحاء المهملة أو بالحاء المعجمة، وهي مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن والشام، سميت بأريحا نسبة إلى أريحا بن مالك بن أرنخشد بن سام بن نوح عليه السلام، وهذا يدل على أن أصل التسمية سامي الأصل".

وأريحا عند الكنعانيين تعني القمر، وقد عرفها العرب بأريحاء،  وأريحا، وأطلق عليها أيضاً مدينة وادي السيسبان وسميت بهذا الاسم لأنه يكثر فيها هذا النوع من الشجر الذي يلتف كسياج حول بساتينها ولا يزال فيها إلى اليوم.

وسميت كذلك بتل السلطان أو عين اليشع، لأن أريحا القديمة لم تكن سوى تل صناعي صغير يدعى تل السلطان وهو أصل المدينة الأولى.

نبذة تاريخية عن اريحا:

اتخذ الهكسوس المدينة قاعدة لهم بين سنة 1750و 1600 ق.م، وقد ورد ذكرها في التوراة باسم أريحه وهي أول مدينة كنعانية هوجمت من قبل العبرانيين، إذ تمكن قائدهم يوشع بن نون وجنده في سنة 1450 ق.م من الاستيلاء على أريحا وأحرقوا المدينة وأهلكوا من فيها، وفي عصر القضاة (1170-1030 ق.م) قام عجلون (ملك المؤابيين) بإخراج اليهود من أريحا واتخذها عاصمة له.

 وقد حدد هيرودس الكبير أريحا ووسعها وزينها بمختلف المنشآت، فامتدت المدينة فوق ما يعرف اليوم بتلال أبي العليق قرب عين السلطان، ومن منشآت أريحا في عهد هيرودس القصور والجنائن والميادين والقنوات والبرك، وفي جنوب أريحا أنشأ هيرودس القلاع الحصينة لحماية المدينة والدفاع عنها، وبالرغم من ذلك خربت أريحا فيما بعد، ولم يبق منها سوى الأنقاض الأثرية التي تدل عليها.

 ازدهرت أريحا في عهد الرومان، ويؤكد ذلك أثار الأقنية التي شقوها فيها والتي تظهر في وادي القلط. اكتسبت المدينة أهمية كبيرة في عهد المسيح عليه السلام، إذ زارها المسيح نفسه وأبرأ فيها عيون أعميين، وهما برتيماوس ورفيقه، وزار فيها زكريا العشار في بيته، وكان قصير القامة؛ ما اضطره إلى الصعود إلى شجرة لمشاهدة يسوع بين الجماهير.

وفي عهد قسطنطين الكبير (306-337م) "مؤسس القسطنطينية"؛ انتشرت المسيحية في أريحا بواسطة الرهبان والنساك الذين كانوا يقيمون في الأديرة والكنائس التي عمروها لتكون مراكز لنشر المسيحية فيها، وفي عام 325م كانت مركزاً للأسقفية وقام الإمبراطور البيزنطي جستنيان (527-565م) بإنشاء كنيسة فيها، وفي عهده شقت طريق تصل بينها وبين البتراء. وكانت القوافل تقطعها في مدة 3-4 أيام، كما شقت طريق أخرى تصل بينها وبين ييسان، وتبين أن الكنائس والأديرة حول أريحا ازداد عددها عما كانت عليه في القرن السابع، وذكر (الكسورفو) أنه كانت كنسية في الجلجال وأخرى في المكان الذي يظن أن المسيح خلع فيه رداءه قبل عمادته، وأخرى داخل دير كبير بني على اسم القديس يوحنا، وهي واقعة على مرتفع يشرف على نهر الأردن.

ثم دخلت أريحا في الدولة العربية الإسلامية التي قامت في هذه الديار في القرن السابع الميلادي، وفي صدر الإسلام كانت أريحا مدينة الغور وأهلها من قوم قيس وبها جماعة من قريش، وفي عهد النبي محمد – صلي الله عليه والسلام-، أخرج الرسول اليهود من المدينة المنورة لطغيانهم فخرجوا إلى الشام وأذرعات وأريحا.

 ثم أجلى عمر بن الخطاب من تبقى منهم من أرض الحجاز إلى تيماء وأريحا.  في أثناء الحكم العثماني رفعت درجة أريحا من قرية إلى ناحية، يقيم فيها حاكم يدعى المدير، يتولى إدارتها وإدارة البدو والقرى المجاورة في متصرفية القدس، وكانت الناحية هي الناحية الخامسة التي يتألف منها قضاء القدس.

 في عهد الانتداب البريطاني أصبحت أريحا مركزاً لقضاء يحمل اسمها، وبقيت كذلك حتى عام 1944م، عندما ألغت سلطة الانتداب قضاء أريحا وألحقته بقضاء القدس، كانت مساحة قضاء أريحا في عام 1943م نحو 341كم2، وعدد سكانها نحو 4.600 نسمة. وكانت قرى العوجا وديوك والنبي موسى والنويعمة تتبع أريحا فضلاً عن القبائل البدوية المتجولة والمستقرة.

 ويعد عام 1948م عادت أريحا مركزاً لقضاء ضم في عام 1965م نحو (75) ألف نسمة، معظمهم من اللاجئين، وقد ظلت مركزاً لهذا القضاء بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، وبذلك تعتبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الأربع هي أهم ما أضافه عصرنا الحالي لأقدم مدينة في العالم، وهذه المخيمات هي: عقبة جبر، والعوجا، وعين السلطان، والنويعمة؛ أما اليوم فلا يوجد بهذه المخيمات سوى عشرة آلاف لاجئ فقط؛ لأن جزءاً كبيراً من اللاجئين قد أصبحوا لاجئين للمرة الثانية في الأردن بعيد حرب الأيام الستة عام 1967م بين العرب وإسرائيل.

في السنوات الأخيرة شهدت المدينة أحداثا تاريخية كثيرة، فهي أول مدينة يتم تسليمها للسلطة الوطنية الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو عام 1993م، ومنذ ذلك الحين شهدت المدينة تحولات مهمة لعل أهمها: إقامة عدد من المشاريع السياحية: ومنها إقامة عدد من الفنادق والحدائق العامة، وأول مشروع تلفريك، وأول كازينو في "المحافظات الفلسطينية" مخصص للأجانب، و يعتبر أحد توابع أرقى الفنادق الفلسطينية وهو فندق إنتركونتيننتال أريحا.

الزراعة في اريحا:

 عرفت أريحا منذ القدم بغزارة مياهها وخصوبة تربتها، وقد حافظت أريحا على شهرتها الزراعية منذ أقدم الأزمنة،  حيث زادت المساحة المزروعة، ومن أهم المزروعات الحبوب المختلفة، مثل: القمح، والشعير، والذرة، والسمسم، كما تزرع فيها الأشجار المثمرة، مثل: الحمضيات، والموز، والزيتون، والعنب، والنخيل، بالإضافة إلى بعض المحاصيل الأخرى،  كالتبغ. وهناك فائض في الإنتاج الزراعي يصل إلى مدن الضفة الغربية الأخرى ويصدر إلى الأردن .

الصناعة في اريحا:

عرفت أريحا الصناعة منذ القدم، مثل: صناعة السلال، والحياكة، والحصر، والحراب، والنبل المزودة برؤوس الصوان، والفؤوس، والخزف، وغيرها، أما في العصر الحالي فهناك صناعة الفخار، الحصر، النسيج، المياه الغازية، الكراسي، تخمير الموز، الخيام كما ازدهرت صناعة استخراج المعادن والأملاح من البحر الميت، مثل:
كلوريد البوتاسيوم، والصوديوم، والماغنيزيوم، والكالسيوم، وتوجد في البحر الميت كميات هائلة من هذه المواد تقدر بملايين الأطنان. 

اقرا ايضا : الأسواق الفلسطينية | أسماء الأسواق في فلسطين وتاريخها

غزة

غزة


نبذة تاريخية عن غزة:

مدينة غزة من أقدم مدن العالم، اكتسبت أهمية بالغة نتيجة لموقعها الجغرافي الحساس عند ملتقى قارتي آسيا وإفريقيا، الذي منحها أهمية استراتيجية وعسكرية فائقة، فهي الخط الأمامي للدفاع عن فلسطين، بل والشام جميعها جنوباً. وكان لموقعها المتقدم دور عظيم في الدفاع عن العمق المصري في شمالها الشرقي، وجعلها  ميدان القتال لمعظم الإمبراطوريات في العالم القديم والحديث، وهي: الفرعونية، والآشورية، والفارسية، واليونانية، والرومانية ثم الصليبية، وفي الحرب العالمية الأولى.

كما أن موقع مدينة غزة عند خط التقسيم المناخي، وعلى خط عرض (31.3) درجة شمال خط الاستواء جعلها تحتل الموقع الحدّي بين الصحراء جنوباً، ومناخ البحر المتوسط شمالاً، وعليه فهي بين إقليمين متباينين منحها ذلك دور "السوق" التجاري النابض بالمنتجات العالمية، الحارة والباردة منذ أقدم العصور.

عزّز هذا الموقع الهام موقعها المميز فوق تلة صغيرة ترتفع بنحو "45" متراً عن سطح البحر الذي تبتعد عنه نحو ثلاثة كيلومترات.

كانت غزة القديمة تحتل مساحة تقدر بنحو كيلو متر مربع فوق هذه التلة، يحيط بها سور عظيم له عدة أبواب من جهاته الأربعة، وكان أهمها: باب البحر أو باب "ميماس" نسبة لمينائها غرباً، وباب "عسقلان" شمالاً، و"باب الخليل" شرقاً، وأخيراً "باب الدورب"، باب "دير الروم" أو "الداروم" جنوباً. وقد اعترى هذه التسميات الكثير من التبدل وفقاً لاختلاف وتبدل الزمن والإمبراطوريات، وكانت هذه الأبواب تغلق مع غروب الشمس، مما جعلها حصينة مستعصية على أعدائها.

وجميع هذه العناصر القوية جعلت أجدادنا من العرب الكنعانيين الذين أسسوها قرابة الألف الثالثة قبل الميلاد يسمونها "غزة"، كما أطلق عليها هذا الاسم نفسه العرب المعينيون الذين سكنوها ولهم دورهم الفاعل في إنعاشها فيما قبل الميلاد، وتوطدت صلاتهم مع أهل غزة بفعل علاقات النسب والمصاهرة.

وأطلق عليها الفراعنة أيام "تحتمس الثالث" (1447-1501) قبل الميلاد "غزاتوه" وارتبط اسمها "بالكنز" الذي قيل بأن "قنبيز" قد دفنه أيام الفرس.

وبقي اسمها "غزة" خالداً دون تغيير أو تبديل، وأطلق عليه العرب "غزة هاشم"، حيث دفن بها جد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثناء إحدى رحلاته قبل الإسلام في نهاية القرن الخامس، وبداية القرن السادس الميلادي تقريباً. فلا غرابة والحالة هذه أن يطلق عليها "خليل الظاهري" لقب "دهليز الملك"، وأن يصفها "نابليون" بأنها بوابة آسيا ومدخل إفريقيا لتؤكد جميعها حساسية موقعها وأهميته.

النشاط الاقتصادي في غزة:

اعتمد الاقتصاد في غزة على الزراعة والصناعات الخفيفة. ومن المنتجات الزراعية الرئيسية: الحمضيات، الزيتون، البلح، الأزهار، الفراولة وأصناف أخرى من الخضار والفاكهة.

أما الإنتاج الصناعي الرئيسي في غزة؛ فيتمثل في المنتجات الغذائية، والبلاستيك، والمواد الإنشائية، والأثاث، والنسيج، والملابس، وصناعات تراثية، مثل: الفخار، والأثاث المصنوع من البامبو (الخيزران)، والبسط، والزجاج الملون، والتطريز، وصيد الأسماك.

ويعتمد اقتصاد مدينة غزة على التجارة، والزراعة، والسياحة، والصناعة.

التجارة في غزه:

لعبت غزة دوراً بارزاً كميناء بحري وقاعدة تجارية مرورية بدأت في الذبول في نهاية المرحلة العثمانية، وجدير بالذكر أن غزة قامت بتصدير ما قيمته (1.5) مليون دولار من القمح والشعير والذرة والبلح والسمسم والجلود والدواجن سنة (1905م)عن طريق مينائها، وكانت تستورد بضائع مختلفة وصلت قيمتها إلى (750) ألف دولار محققة بالتالي ميزاناً تجارياً في صالحها في ذلك العام فقط. ويبدو أن ميناءي يافا وحيفا قد أثرا سلباً على ميناء غزة فيما بعد مما أصابه بالجمود الاقتصادي تدريجياً.

وفقد ميناء غزة دوره تماماً بعد الاحتلال الإسرائيلي وما زال متوقفاً حتى الآن، كما اهتمّ سكان غزة قديماً بالأسواق التجارية، فأقاموا الأسواق والمحال التجارية لعرض بضائعهم، ومن أهم تلك الأسواق سوق القيسارية والذي لا يزال قائماً حتى الآن يشهد على التاريخ ويوجد في منطقة حي الدرج.

وتعتمد غزة في تجارتها حالياً على مصر وإسرائيل فقط باستيراد وتصدير بعض الصناعات والمنتجات الزراعية، وتم تصدير الحمضيات والأزهار إلى دول العالم عدة مرات على الرغم من مضايقات إسرائيل ومحاولات تخريب أعمال التصدير.

كما تم إنشاء مطار غزة الدولي الذي دمره الاحتلال وكان متوقع أن تنتعش التجارة بعد افتتاحه، بينما كانت تجري محاولات فلسطينية ودولية للبدء في إنشاء الميناء وتصطدم هذه المحاولات بمماطلة إسرائيل ورفضهاالهادف  لبقاء الاستيراد والتصدير محصوراً بالموانئ الإسرائيلية.

كما يعتمد الاقتصاد في غزة على تجارة صيد الأسماك بشكل رئيسي وتصدير جزء منها.

وساهمت بلدية غزة في تشجيع التجارة أيضاً، بتوفير أسواق حديثة وصحية ومنظمة للمواطنين من بينها سوق اليرموك الشعبي الذي يعتبر السوق المركزي الأول في المدينة عند بدء العمل به.

الزراعة في غزة:

اشتهرت غزة قديماً بزراعة محاصيل القمح والشعير والقطن وتصديرها إلى العالم العربي والخارجي،وفي غزة الآن العديد من المزروعات وهي: البطاطا، والطماطم، والخيار، والفواكه، والعنب، والفراولة، والتين، والبطيخ، والشمام. وانتشرت فيها البيارات التي تزرع فيها أجود أنواع الحمضيات كالليمون والبرتقال، والتي يعتمد البعض عليها في تغذية النحل.

ويعتمد الري في مدينة غزة على مياه الآبار، ويجري حالياً دراسات لتحلية مياه البحر تقوم بها البلديات في قطاع غزة. كما يعتمد الاقتصاد في غزة بدرجة كبيرة على زراعة وتصدير الأزهار إلى مختلف دول العالم. 

 ويربي بعض سكان القطاع حالياً الأغنام والماشية، ويعتمدون عليها في تسيير أمور حياتهم، والتي تسهم كذلك في بعض الصناعات المحلية الخفيفة؛ فقد ساهمت بلدية غزة بإنشاء مسلخ حديث ومتطور يتبع أحدث القوانين الصحية والعملية ويعمل أوتوماتيكياً حسب أحدث النظم والأساليب في العالم، ويعتبر من أكثر المسالخ تطوراً في الشرق الأوسط.

الصناعة في غزة:

اشتهرت مدينة غزة بالعديد من الصناعات الخفيفة اعتمد بعضها على الزراعة كمادة خام أساسية، مثل: صناعة عصر الزيتون، والصابون الذي يعتمد على الزيت كمادة أولية، كما تعتبر صناعة الفخار من أقدم الصناعات الفلسطينية التي اشتهرت بها المدينة، وكذلك صناعة الغزل والتطريز والبسط التراثية من صوف الماشية، والنسيج، والأثاث المصنوع من البامبو (الخيزران) وصناعة الزجاج الملون.

بيت حانون

بيت حانون

 

بيت حانون عبر التاريخ:

بيت حانون قرية قديمة كان بها بيت لعبادة الآلهة والأصنام، أسّسها ملك وثني هو الملك حانون، وكانت مصيفاً له، جرت بينه وبين الملك اليافي حروب طويلة حتى أهلكا بعضهما، فأنشئ له تمثال وضع في بيت العبادة؛ فاشتهرت القرية باسم "بيت حانون".

 وورد في تاريخ بئر السبع في سنة 720 ق.م أن سرجون مشى بجيوشه إلى جنوب فلسطين فأخضع أهلها لحكمه. ودخل أهلها الإسلام منذ الفتح الإسلامي، وقد جرت فيها وقائع وحصلت نواحيها معارك دموية لأنها باب غزة الشمالي، وفي الأحد الرابع عشر الأول من عام 637هـ وقعت حرب بين الفرنجة والمسلمين، هزم فيها الفرنجة، كما تذكر البلاطة المثبتة فوق مسجد القرية الذي بُني خصيصاً لذكرى هذه الموقعة، وسمي مسجد النصر إحياءً لذكرى هذه الوقعة.

الموقع الجغرافي:

تقع مدينة بيت حانون في شمال قطاع غزة وترتفع 50 مترًا عن سطح البحر، حيث يحدها من الشرق والشمال الحدود الفاصلة بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، ويحدها من الغرب والجنوب أراضي مدينة بيت لاهيا. ويعتبر موقع بيت حانون موقعاً متميزاً لوجود أكبر معبر برى يربط قطاع غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م (معبر بيت حانون).

السكان في بيت حانون:

تعتبر مدينة بيت حانون من المدن عالية الكثافة السكانية، حيث بلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة منهم: 32.597 يقطنون داخل المدينة، و 7400 يسكنون في منطقة العزبة والأبراج ويسكنون في مساحة لا تتجاوز ربع مساحة المدينة  (3040) دونمًا من أصل 12.500دونم، ونجد أن سكان بيت حانون كجزء من سكان فلسطين ينتمون إلى مجموعة الدول النامية ذات القاعدة العريضة، حيث يزداد عدد السكان في الفئات تحت سن 14 سنة وتبلغ نسبتهم 54.6% حسب دائرة الإحصاء المركزي.

أولاً: الوضع الاقتصادي في بيت حانون:

1- الزراعة:

تعد مدينة بيت حانون مدينة زراعية يعتمد معظم سكانها على الزراعة وفلاحة الأرض لكسب قوتهم. وأشهر ما كانت تمتاز به المدينة زراعة الحمضيات والخضراوات والتي تمد المدينة والمناطق المجاورة لها بالخضراوات الطازجة التي تحتاجها. وتشكّل المساحة المخصصة للزراعة نسبة 45% من إجمالي مساحة المدينة إلا أنّه في الواقع الحالي أصبحت المدينة جرداء نتيجة العدوان المستمر الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، حيث قام خلال انتفاضة عام 2000 بتجريف 7500 دونم من أراضي المدينة وجميعها أراض زراعية.

2- العمل داخل إسرائيل:

مدينة بيت حانون تعاني كغيرها من مدن فلسطين من البطالة، ويعتمد الكثير من أهلها الفقراء على العمل داخل الخط الأخضر، حيث يعتبرون من فئة العمال المهرة والكفاءات المدربة؛ ما يشكل مصدراً أساسياً لدخل السكان، و يتراوح عدد العمال العاطلين عن العمل 2000 عامل.

3- الصناعة في بيت حانون:

يوجد في المدينة منطقة صناعية على مساحة 261 دونمًا وهذه المنطقة يوجد بها عدد من المصانع والورش الخفيفة ويعمل بها عدد 200 عامل تقريباً، وأهم الصناعات في هذه المنطقة (صناعة الخرسانة، البلاط، الأقمشة، البلاستيك، الأدوية، ومستحضرات التجميل).
كذلك يقع في المدينة العديد من ورش الحدادة والنجارة الخاصة وهي ورش بسيطة تقوم بأعمال يومية، ولا يتعدى نشاطها المدينة.

ثانياً: التعليم:

يشكل التعليم سمة أساسية من سمات المدينة، ويلقى اهتمامًا كبيرًا من كافة السكان. حيث يوجد في المدينة العديد من المدارس التي تنقسم من حيث الجهة المشرفة عليها إلى:

1- مدارس وكالة الغوث الدولية: وتعطى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، حيث يوجد في مدينة بيت حانون ثماني مدارس تابعة لوكالة الغوث الدولية.

2- مدارس حكومية: حيث يوجد في مدينة بيت حانون أربع مدارس حكومية، تشرف عليها وزارة التربية والتعليم، وتوجد بها كلية الزراعة التابعة لجامعة الأزهر.

3- رياض الأطفال: يوجد في مدينة بيت حانون عشر روضات موزعة بشكل عشوائي منها رياض أطفال تابعة لجمعيات خيرية ومنها تابعة لقطاع خاص.

وتفتقر المدينة للمؤسسات التعليمية الأكاديمية مثل الكليات و المعاهد ومراكز التعليم المستمر. ومن أهم المشاكل التي تعاني منها المدينة في قطاع التعليم، النقص الحاد في عدد المدارس، ويعاني طلاب المدينة من ازدحام شديد داخل الفصول بسبب العدد الكبير في الفصل الواحد، ونظام الدوام المسائي حيث تفتح المدارس أبوابها لفترتين صباحية ومسائية لتفي بحاجة الطلاب والذين يتجاوز عددهم 11000 طالباً وطالبة في جميع المراحل.

ثالثاً: المرافق الصحية في بيت حانون:

يوجد في مدينة بيت حانون عدد من المرافق الصحية، منها عيادة تابعة لوكالة الغوث الدولية وخدماتها محدودة لاعتبارها مستوصفاً يعمل ستة أيام أسبوعيا بدوام صباحي فقط، وهناك مركز شهداء بيت حانون الطبي التابع لوزارة الصحة وهو مخصص للرعاية الأولية، وعيادة عزبة بيت حانون التابعة لوزارة الصحة، كما ويوجد في المدينة مستشفيان هما: مستشفى بيت حانون، ومستشفى (بلسم) العسكري التابع للخدمات الطبية العسكرية ويقدم خدماته للعاملين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وهناك عيادة بسيطة تتبع لإتحاد لجان العمل الصحي (مركز القدس الطبي) ومركز آخر لرعاية المعاقين تشرف عليه الإغاثة السويدية.

رابعاً: الخدمات الرياضية:

مدينة بيت حانون تعاني من ضعف الأنشطة الرياضية؛ بسبب ظروف الانتفاضة، ويوجد بالمدينة ناديان رياضيان هما:

1-  نادي شباب بيت حانون الأهلي.

2- نادي بيت حانون الرياضي.

علما بأن هذه النوادي لا تفي بحاجة السكان لافتقارها للساحات المناسبة لمزاولة الأنشطة والتمارين الرياضية، ولعدم وجود أي مراكز شبابية أخرى.


خامساً: المرافق الثقافية في بيت حانون:

تفتقر مدينة بيت حانون للمرافق الثقافية، وهي بحاجة لمكتبة عامة، ويقتصر النشاط الثقافي فيها على ما تقدمه بعض جمعيات تنمية المجتمع من أشطة بسيطة ومرحلية لا تتلاءم مع الحاجة الماسة لأهالي المدينة.

المرافق السياحية في مدينة بيت حانون:

يمكن القول أنه لا توجد بقعة على وجه الأرض إلا ولها طبيعتها وجمالها وسحرها الخاص، إلا أن مدينة بيت حانون تنفرد بمقومات سياحية تجعلها مركز جذب سياحي، وذلك لموقعها الجغرافي المتميز فهي تقع على الثغر الشمالي لقطاع غزة، ولمناخها المعتدل، وما تتمتع به من مناظر طبيعية جذابة، ومواقع أثرية تشهد على الحضارات المتعاقبة وتدل على تطور في فن العمارة خلال الحقب التاريخية المتعاقبة.

 ويوجد في المدينة مسجد النصر الذي يرجع تاريخه إلى 637هـ، وكذلك قبة أم النصر. 
و تتميز المدينة بأنها غير مستوية، ويقع فيها مناطق منخفضة ومناطق مرتفعة وعدة أودية (وادي بيت حانون - وادي بريدعة - وادي الدوح).

 الوضع البيئي:

تعاني مدينة بيت حانون من مشاكل بيئية متعددة، تعود لأسباب كثيرة منها:

1- النهضة العمرانية في المدينة وما ينتج عنها تراكم مخلفات البناء.

2- تكدس نفايات المنازل المدمرة، والمخلفات الناتجة عن تجريف الأراضي والمنشآت والمزارع والسيارات.

3- وجود مكبات نفايات قديمة مهجورة بلا معالجة.

4- عدم استكمال شبكة الصرف الصحي في بعض المناطق والأحياء.

5- نقص مساحة الأراضي في المناطق الصناعية وازدحام هذه المنطقة.

6- ارتفاع نسبة النترات في مياه الشرب.

7- ارتفاع درجة الحرارة بمعدل أربع درجات عن المعدل الطبيعي بسبب البنايات العالية.

8- الاعتداء على الأشجار، واقتلاعها وتدميرها، لذلك فالمدينة بحاجة الى إعادة تشجير أراضيها ودعم المشاريع التي تعنى بإقامة الحدائق العامة والمتنزهات.

9- البناء العشوائي وغير المنظم.

بيت لاهيا

بيت لاهيا


الموقع الجغرافي:

تقع بلدة بيت لاهيا الفلسطينية على بعد حوالي 7كم إلى الشمال من مدينة غزة، ويحدها من الشمال قرية هربيا، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب جباليا و النزلة، ومن الشرق بيت حانون. مساحتها24500 دونم، يخضع  منها 14374دونمًا لنفوذ البلدية، علماً بأنها كانت قبل نكبة عام 1948 ثاني قرية في المساحة والأملاك بعد بلدة برير في اللواء الجنوبي من فلسطين، إذ كانت تمتد أراضيها عبر قرى بيت حانون– دير سنيد– دمرة، ونجد، وسمسم حتى حدود برير هذا من الشرق؛ أما من الشمال فتشكل قرية هربيا حدًا لأراضيها.

تحيط البلدة الكثبان الرملية التي يصل ارتفاع بعضها إلى 55 متراً فوق مستوى سطح البحر. ويكثر فيها شجر الجميز الضخم.

السكان في بيت لاهيا:

بلغ عدد سكان بيت لاهيا في عام (1997م) حسب الجهاز المركزي  للاحصاء الفلسطيني (38441) نسمة وفي عام (2007م) وصل (64457) نسمة.

نبذة تاريخية:

قرية قديمة جداً ذكرها العالم الروماني زمانوس في كتاباته ويؤكد ذلك الآثار القديمة التي تعود إلى العصر الروماني والفارسي ثم الإسلامي، ويعود اسم بيت لاهيا إلى تفسيرين:

الأول- ما يراه بعض من المؤرخين من أن الكلمة مشتقة من كلمة الآلهة، حيث كانت بيتاً للآلهة و المعابد في العصور القديمة.

الثاني- ما يراه البعض الآخر من أنها كانت حديقة جميلة، بها أماكن للتنزه واللهو قريباً من المعابد، فأصبحت بيت للآلهة أو اللهو.

 وفي الحالتين يظهر الارتباط بين الآلهة القديمة واللهو حولها؛ ولهذا سميت وعرفت بهذا الاسم "بيت لاهيا".

الآثار القديمة والباقية في بيت لاهيا:

1- خربة صقعب: في الشرق، حيث عثر على آثار مساكن وقبور قديمة.

2- خربة اللقية: حيث يوجد بقايا مسجد ونفق، وقد سميت بهذا الاسم لأنها كانت نقطة لالتقاء معركة الأيوبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين، حيث انتصر عليهم.

3- قبة أم النصر: وفيها انتصر الأيوبيون على الصليبيين، وقد شيّدت القبة لتكون رمزاً لهذا النصر.

4- مسجد الشيخ سليم أبو مسلم بُني منذ نحو خمسة قرون.

5- مسجد الشيخ سعد بُني منذ أكثر من خمسة قرون.

6- سدرة العجمي والتي لا زالت موجودة منذ مئات السنين.


الأحياء في بيت لاهيا:

 كانت بيت لاهيا محاطة بالكثبان الرملية من جميع الجهات والآن تنقسم إلى بعض الأحياء، وأحياؤها هي:

1- حي السلاطين في الجنوب الغربي.

2- حي العطاطرة في الغرب مباشرة.

3- حي أصلان في الوسط.

4- الحارة الغربية.

5- حي مدينة الشيخ زايد.

6- الحارة الشرقية.

7- حارة فدعوس.

8- حي السلام بمشروع بيت لاهيا.

9- حي أم الفحم.

10- حي الفردوس (مشروع عامر).

النشاط الاقتصادي

 تشتهر مدينة بيت لاهيا بزراعة التوت الأرضي، والزهور، والخضروات، والحمضيات والتفاح. أما بالنسبة للصناعة؛ فكانت مصانع الخياطة منتشرة وخاصة في مشروع بيت لاهيا، حيث كان إنتاجها يصدّر إلى الخارج، وفي الفترة الأخيرة نتج عن إغلاق المعابر هجرة المصانع إلى الأردن ومصر.

ينقسم دخل أهالي بيت لاهيا إلى خمسة أقسام:

القسم الأول: وهو الأكبر يعتمد على العمل في إسرائيل.

القسم الثاني: يعتمد على الزراعة.

القسم الثالث: يعتمد على الموظفين.

القسم الرابع: يعتمد على المحلات.

القسم الخامس والأصغر: اعتمادهم على باقي المهن كالصناعة وغيرها.

دير البلح

دير البلح

 

موقع وتسمية دير البلح:

أول اسم أطلق على دير البلح هو اسم (الداروم) ثم (الدارون)، وهما في الكنعانية والآرامية يعنيان الجنوب، والداروم هي دير البلح.

ودير البلح الداروم فتحها المسلمون سنة 13 هجرية على يد عمرو بن العاص، حيث أقام القديس هيلاريون (278-372م) أول دير في فلسطين بالداروم فسميت باسم دير البلح نسبة لهذا الدير والنخيل المنتشر حوله، والقديس مدفون في الحي الشرقي لمدينة دير البلح. وزمن الحروب الصليبية ذكرت دير البلح باسم الداروم والدارون، وكانت إحدى المدن الرئيسية في مملكة القدس الصليبية، وقد أقام فيها عموري قلعة لها أربعة أبراج للدفاع عنها.

تقع مدينة دير البلح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وعلى مسافة عشرة كيلو مترات شمال مدينة خانيونس، وعلى مسافة ستة عشر كيلو متراً، جنوب مدينة غزة، كان يمر بها قبل سنة 1948م خط السكك الحديدية القديم الذي يصل بين مدينة حيفا ومدينة رفح، ويصل إلى القاهرة عبر صحراء سيناء، وبعد عام 1948م كان يمر بها خط السكك الحديدية الذي يصل مدينة غزة بالقاهرة عبر صحراء سيناء.

دير البلح عبر التاريخ:

سنة 1170م استعصى على القائد صلاح الدين الأيوبي دخولها، ولكنه عاد ودخلها بجيشه سنة 1177م بعد محاولات عديدة، وبذلك فهي أول مدينة حرّرت في فلسطين من أيدي الصليبيين. وزمن المماليك أصبحت محطة للبريد بين مصر وغزة.

في عام 1948م نزح إلى دير البلح أعداد كبيرة من الفلسطينيين التابعين إلى لواء غزة، والقليل من لواء اللد ويافا، واستقروا على ساحل دير البلح وعددهم 24 ألفاً. 

وفي سنة 1967م وقعت دير البلح في أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي. وبعد احتلال قطاع غزة سنة 1967م أوقف خط السكك الحديدية، واقتلعت القضبان الحديدية والأخشاب، وبنيت مكانها العديد من العقارات والبيوت السكنية.

صباح يوم 11/5/1994م الساعة الرابعة والنصف صباحاً، حرّرت مدينة دير البلح من الاحتلال الإسرائيلي الذي دام سبعاً وعشرين سنة، ودخلت قوات الأمن الوطني والشرطة الفلسطينية مدينة دير البلح.

يتبع محافظة دير البلح مخيمات المنطقة الوسطى وهي النصيرات – البريج – المغازي – ومخيم دير البلح.
ويبلغ عدد سكانها حسب إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في العام 1997م حوالي 147,877 نسمة؛ أما في عام 2007م فبلغ عدد سكانها ( 54439) حسب الجهاز ذاته.

السكان والنشاط الاقتصادي:

يعمل الكثير من سكان محافظة دير البلح في الزراعة وتشتهر بالنخيل، والحمضيات، والخضراوات، والزيتون، والتين.

الصناعة:

من أهم الصناعات الموجودة في دير البلح:

1- الصناعات الغذائية.

2- الصناعات الحرفية.

والكثير من سكان المحافظة هم أيدي عاملة.

خان يونس

خان يونس

 

الموقع والمناخ خان يونس

تقع خان يونس أقصى جنوب غربي فلسطين على بعد عشرة كيلو مترات من الحدود المصرية، وتعتبر ثاني مدينة في قطاع غزة من حيث التعداد السكاني والمساحة، وترتفع نحو 50م عن سطح البحر، وينتمي مناخ خان يونس إلى المناخ شبه الصحراوي الساحلي، الذي يتميز بقلة أمطاره الشتوية وتطرفه النسبي، ويبلغ متوسط كمية الأمطار السنوية التي تهطل على المدينة نحو 276 ملم -300 ملم.

نبذة تاريخية عن خان يونس:

ارتبطت النشأة الأولى للمدينة بالعصر اليوناني، حيث أسّــس اليـونان مدينة ساحلية عرفـت باسم "جينسس"، كما ارتبطت نشأة خان يونس بالمماليك الجراكسة، وبالسلطان المملوكي برقوق (حكم مصر و بلاد الشام بين عامي 1382 و 1399م) على وجه التحديد، الذي اهتم بتعزيز الحركة التجارية بين مصر وبلاد الشام، فأمر ببناء عدد من الخانات والقلاع، وكان من بينها بناء الخان والقلعة التي أشرف على إنجازها الأمير يونس الداودار، حامل أختام السلطان، حيث بنى القلعة وسورها الضخم وبنى بداخلها خاناً فسيحاً سنة 789هـ 1387م.

ومن هنا ارتبط اسم هذه المدينة باسم مؤسسها فقيل [قلعة برقوق]، وقيل [خان يونس]. ولمّا كان النشاط التجاري غالباً على النشاط الحربي للقلعة؛ غلب اسم الخان على اسم القلعة وعرفت المدينة بـ "خان يونس" بعد وقت قصير من بناء القلعة.

وكانت مدينة خان يونس في العهد المملوكي تابعة للواء غزة، الذي كان يضم مساحات واسعة من النقب وجنوب الأردن حتى مدينة الكرك، وشاركت مدينة خان يونس منذ نشأتها في الأحداث الجسام التي مرّت بها مصر وبلاد الشام، حيث تعاون أهالي المدينة مع المماليك، وجدد العثمانيون القلعة، وأقاموا فيها حامية عسكرية، واستبقوا جزءاً منها نزلاً للتجار والمسافرين وعابري السبيل، وتبعت فلسطين في العهد العثماني لواء غزة معظم الوقت، ولكنها تبعت مدينتي القدس وعكا في أحايين كثيرة.

وكانت مدينة خان يونس في ذلك العهد بوابة الشام للقادمين من مصر، وآخر منازل الشام الرئيسة للمسافرين لمصر وبلاد المغرب، وساهمت هذه المدينة بنصيب كبير في الدفاع عن بلاد الشام ومصر، وشهدت مدينة خان يونس أول مجالسها البلدية في أواخر القرن التاسع عشر، حيث بدأت الحكومة العثمانية في تشكيل التنظيمات البلدية منذ سنة 1874 م، و منذ ذلك الحين شكلت عدداً من المجالس البلدية.

وكان من أهم المشاركات التاريخية والعسكرية وأبرزها دور المدينة البطولي في التصدي للغزو البريطاني؛ ما اضطرّ البريطانيين إلى ضرب قلعتها بنيران المدفعية التي أدت إلى تهدم القلعة. وتعمّـد الإنجليز إهمال ترميم القلعة، لأنهم لم يرغبوا في تجديد دورها العسكري، ومن هنا تحوّلت الأراضي الواقعة داخل القلعة إلى ملكيات خاصة، فأزال الناس بقايا الخان المتهدم، بل أزالوا أسوار القلعة نفسها، والتي كان آخرها السور الجنوبي الذي أزيل تدريجياً بعد احتلال القوات الإسرائيلية للمدينة بعد حرب 1967م. أما اليوم فلم يبق من القلعة غير الواجهة الغربية، وهي عبارة عن البوابة الرئيسة للقلعة والخان، وتطل على وسط المدينة وعلى المتنزه.

واستقبل أهالي مدينة خان يونس في أعقاب حرب 1948م نحو خمسين ألف لاجئ من إخوانهم الفلسطينيين، الذين لا يزالون يقيمون في معسكراتهم بالمدينة انتظارًا للعودة إلى مدنهم وقراهم السليبة.

 وساهمت مدينة خان يونس مساهمة فعالة في حربي عامي 1956م و1967م، حيث كانت من أكثر المدن صموداً وتصدياً، فعاقبها جيش الاحتلال سنة 1956م بارتكاب مجزرة بشعة فوق ترابها الطاهر. أمّا عقوبة صمودها بعد حرب 1967م، فكانت قرار قوات الجيش الإسرائيلي عدم السماح للمدينة بتجديد أو ترميم بنيتها التحتية بسبب صمودها الأسطوري، فأصبحت مدينة منكوبة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فالبنية التحتية مازالت غير موجودة وضعيفة، فضلاً عن قيام إسرائيل بالسيطرة على الامتداد الإقليمي للمدينة بالاستيطان وسلب المياه ومحاصرتها؛ حتى لا تضطلع بدورها النضالي مرة أخرى.

 وبدأت مدينة خان يونس في استعادة وجهها الحضاري منذ عودة السلطة الوطنية سنة 1994، حيث بدأت البلدية في إقامة عدد من المشاريع المرتبطة بتطوير البني التحتية، ومنها تجديد وتأهيل ورصف عشرات الشوارع التي فقدت أهليتها في زمن الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى شق عشرات الطرق الجديدة، وإنشاء محطتين لتحلية المياه، وإعادة تأهيل الآبار القديمة، وتجديد شبكة المياه المهترئة والبدء في إنشاء شبكة الصرف الصحي التي تعتبر من أهم مشاريع البنى التحتية في خان يونس.

خان يونس: العمارة والسكان

وشهدت مدينة خان يونس تطوراً ملحوظاً في نموها العمراني في نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد امتدت المباني السكنية حول وسط المدينة التجاري مع توسعها في محور شمالي جنوبي، وفي عام 1746 قامت حكومة الانتداب البريطاني بعمل مخطط هيكلي لهذه المنطقة التي امتلأت بالسكان من وسط المدينة، وكان هذا أول مخطط لمدينة خان يونس ويعرف بمخطط سنة 1946م.

وبعد عام 1948م تدفقت أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين للإقامة في خان يونس سواء في المدينة أو في مخيم أعدّته لهم وكالة الغوث في الطرف الغربي من المدينة، ومن هنا كان لا بد من التكيف مع هذا الوضع الجديد بالتوسع في الوسط التجاري، وزحفت المحلات التجارية والمباني السكنية نحو الغرب لتلتحم بمثيلاتها بمعسكر اللاجئين، وتضاعفت مساحة المدينة بسبب هذا التوسع العمراني الذي اتخد شكل المحاور على طول شارع القلعة، وشارع البحر، والطرق المؤدية لبني سهيل، ورفح، والقرارة بدون تحديث للمخطط الهيكلي (46)، واستمرّ الحال حتى عام 1991م، حيث بدأ الاحتلال الإسرائيلي يفكر في تخطيط تلك المدينة التي اكتظّت بالسكان؛ حتى تسهل عليه عملية السيطرة عليها؛ فوضع المخطط الهيكلي لسنة 1991م، حيث أعدّه المهندس/ مار غولين والذي عرف بعد ذلك باسمه، وهو في الحقيقة كان مخططاً سياسياً، لا يخدم المواطنين، وإنما يخدم المصالح السياسية الاحتلالية، وما تتطلبه من سهولة التحكم في بأهالي المدينة، للسيطرة التامة عليها. وكان يطبق على المدينة كل من مخطط 46، ومخطط 1991م وهو ما يعرف مخطط مار غولين؛ ما أدّى إلى ازدياد نسبة العشوائية في البناء والتنظيم في المدينة.

وفي عام 1995م خلف الاحتلال بعد جلائه عن أراضي قطاع غزة بنية تحتية مدمرة في مختلف القطاعات.

 ومنذ تسلم السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤولياتها على أرض الوطن، بدأ العمل الجدي الدؤوب من أجل بناء الوطن ومؤسساته ودوائر ووزارات وأجهزة الدولة المعنية بالمواطن وأمنه واستقراره وتطوره وتنميته، ولتنفيذ خطة تنمية وتطوير طموحه لتجاوز ظروف الاحتلال وقسوته ومخلفاته، لذلك كان لابد من العمل على إعداد المخططات الهيكلية على مستوى الوطن والمحافظات التي تشكل الأساس لأي عملية بناء وتطوير وتنمية على كافة الأصعدة الحياتية، والإنتاجية، والخدماتية لمجتمع المحافظة، والسعي للاستفادة من الموارد الطبيعة بأفضل السبل؛ خدمة للأهداف الاستراتيجية بتوفير حياة كريمة للمواطنين.

في سنة 1997م تم توسيع نفوذ بلدية خانيونس؛ ومن هنا نشأت الحاجة الملحة إلى إعداد مخطط هيكلي للمدينة، حيث قامت البلدية بالتعاون مع فريق متطوعي الأمم المتحدة سنة 1999م بإعداد المخطط الهيكلي لسنة 1999م لمدينة خان يونس، وتم إعداد مخطط تفصيلي لمركز المدينة، خلافاً عن مخطط 1946م وقد تم اعتماد هذين المخططين فعلياً.

وفي سنة 2007م تمّ توسيع نفوذ بلدية خان يونس ليشمل المواصي والمحررات ليصبح مساحته 54560دونمًا، وأصبح عدد سكان مدينة خانيونس سنة 2006م 175000 نسمة، وأصبح عدد أحياء البلدية 19 حيًا، وهي كالتالي: حي البطن السمين، حي قيزان أبو رشوان، حي الشيخ ناصر، حي قيزان النجار، حي المنارة، حي قاع القرين، حي معن، حي جورة اللوت، حي السلام، حي السطر، حي المحطة، حي مركز المدينة، حي الأمل، حي المعسكر، حي الكتيبة،  حي المواصي، حي النصر، حي الجلاء، حي الاستقلال.

خان يونس والاحتلال:

استولت سلطات الاحتلال على جزء كبير من أراضي المدينة لبناء المستوطنات عليها، ويشكّل تجمع مستعمرات غوش قطيف التي تمتد بطول الساحل ابتداءً من حدود دير البلح إلى الحدود الدولية في رفح أكبر تجمع استيطاني في قطاع غزة، وهي تستولي على معظم أراضي خان يونس الغربية، وتفصل المدينة والمخيم عن شاطئ البحر. وقد تحرّرت من الاحتلال في شهر سبتمبر 2005م، ويبلغ عدد سكان المدينة 332,166 نسمة.

النشاط الاقتصادي في خان يونس:

التجارة:

وقد ساهم موقع خان يونس الجغرافي ووقوعه عند نقطة التقاء البيئة الزراعية مع البيئة الصحراوية في رواج التجارة في هذه المنطقة. وقد لعب رأس المال دوره في إقامة المجمعات التجارية، ويرجع فضل هذا النشاط إلى الحوالات التي أرسلها المغتربون من أهل المدينة إلى أهلهم وذويهم، بالإضافة إلى انتشار المحلات التجارية داخل الأحياء السكنية، وسوق الأربعاء الذي يعقد كل أسبوع، ويعد من أكبر الأسواق التي تقام في قطاع غزة ولا ينافسه إلا سوق السبت الذي يقام في رفح.

الصناعة:

يتميز قطاع الصناعة في خانيونس بصغر حجمه إذ تسود الصناعات الخفيفة التي لا تحتاج إلى خبرات أو رؤوس أموال، مثل: صناعة الألبان، والخبز، والحلويات، وغزل الصوف، والتجارة، والحدادة، الورش المختلفة، وقد أقيمت صناعات أخرى، مثل: الصناعات الغذائية، الصناعات الكيماوية، السجاد والملبوسات، ومواد البناء، صناعة الأخشاب، أما صناعة الغزل والتريكو والأقمشة فقد ازدهرت منذ الخمسينات والستينات على أيدي أبناء المجدل وعسقلان الذين لجأوا إلى المدينة وأقاموا فيها بعد هجرة عام 1948م.

الزراعة:

يعمل قسم من أهل خان يونس بالزراعة وتربية الحيوان ومن أهم المحاصيل الزراعية في خان يونس الحبوب كالقمح والشعير، والخضار، بالإضافة إلى البطيخ، والشمام، والحمضيات، واللوز، والزيتون، والقصب.

رفح

رفح

 
 

موقع وتسمية رفح:

تقع رفح في أقصى جنوب السهل الساحلي الفلسطيني على الحدود الفلسطينية المصرية على خط الطول الشرقي 30-52، وخط العرض الشمالي 29-36، وتبتعد عن ساحل البحر المتوسط 5.5ميل. كما تبتعد عن مدينة غزة 38كم، وعن خانيونس 13كم، وعن قرية الشيخ زويد في سيناء 16كم، وعن مدينة العريش المصرية 45 كم.

ترتفع رفح عن سطح البحر بـ 48 متراً. وتتميز بأرضها الرملية، حيث تحيط بها الكثبان الرملية من كل جهة.

عرفت رفح قديماً بأنها الحد الفاصل بين مصر وسوريا على البحر المتوسط. فمن بعدها تقل الأمطار وينتهي الخصب وتبدأ الصحراء.
 
مناخها شبة صحراوي رغم قربها من البحر المتوسط، ويتراوح متوسط درجة الحرارة فيها ما بين 30 درجة صيفاً، وعشر درجات شتاءً، ويبلغ متوسط كمية الأمطار التي تهطل على رفح  250ملم.

يرجع أصل تسمية مدينة رفح بهذا الاسم إلى العهود القديمة، فتاريخ تأسيسها يرجع إلى خمسة آلاف سنة. أطلق عليها المصريون القدماء اسم روبيهوى، أما الآشوريون أطلقوا عليها اسم رفيحو، أما الرومان واليونان أسموها رافيا. أما اسم رفح الحالي فقد أطلقه عليها العرب.

رفح عبر التاريخ:

مرّت رفح بأحداث تاريخية هامة منذ العصور القديمة وذلك لتميز موقعها الذي يعتبر البوابة الفاصلة بين مصر والشام.

وفى عهد الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد حدثت فيها معركة عظيمة بين الآشوريين والفراعنة الذين تحالفوا مع ملك غزة، وآل النصر في هذه المعركة للآشوريين. وفي عام 217 قبل الميلاد حدثت معركة في رفح بين البطالمة حكام مصر والسلوقيين حكام الشام ،وبذلك خضعت رفح وسوريا لحكم البطالمة مدة 17 عاماً إلى أن عاد السلوقيون واسترجعوها.

أما في العهد المسيحي؛ فقد اعتبرت رفح مركزاً لأسقفية إلى أن فتحها المسلمون العرب على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة بن الخطاب.

إلا أنه في القرن السابع للهجرة لم يعد لرفح عمران فأصبحت خراباً ثم عادت للازدهار بعد ذلك. وقد مرّ بها نابليون عام 1799 في حملته الفرنسية على بلاد الشام، كما زارها كل من الخديوي إسماعيل، والخديوي عباس حلمي الثاني الذي رسم الحدود بين سوريا ومصر من خلال عمودي غرانيت وضعه تحت شجرة السدرة القديمة.
 
وفي عام 1906 حدث خلاف بين العثمانيين والبريطانيين حول ترسيم الحدود بين مصر والشام. وفي عام 1917 خضعت رفح للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين. وفي عام 1948 دخل الجيش المصري رفح وبقيت تحت الإدارة المصرية إلى أن احتلها اليهود في عام 1956م، ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957م حتى عام 1967م، حيث احتلها اليهود. وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد استعادت مصر سيناء ووضعت أسلاك شائكة لتفصل رفح سيناء عن رفح الأم. وتقدّر مساحة ما ضم إلى الجانب المصري حوالي 4000 دونم وبقي من مساحة أراضيها 55000 دونم اقتطع منها حوالي 3500 دونم للمستوطنات قبل إخلائها في عام 2005.
 
السكان في رفح:

يعود معظم سكان رفح في أصولهم إلى مدينة خانيونس وإلى بدو صحراء النقب وصحراء سيناء، ثم أضيف إليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا لرفح بعد النكبة في عام 1948م، وترجع أصولهم إلى مختلف قرى ومدن فلسطين المحتلة خاصة التي كانت تابعة لقضاء غزة.

وفي التعداد السكاني لرفح والذي تمّ عام 1997م وصل عدد سكانها إلى 91931 نسمة. ويقدر متوسط معدل النمو السكاني في المدينة عام 1997م بـ 4.23% وهي أعلى نسبة زيادة سكانية في مناطق السلطة الفلسطينية. وارتفع عدد سكان مدينة رفح في آخر تعداد للسكان (121774 ) والذي أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 2007م. 
 
النشاط الاقتصادي:

يتنوع النشاط الاقتصادي في رفح رغم بساطته، حيث يقوم اقتصادها على ثلاثة قطاعات اقتصادية، وهي: النشاط التجاري، النشاط الزراعي، النشاط الصناعي وصيد الأسماك.
 
النشاط التجاري:

يزدهر النشاط التجاري في رفح نتيجة موقعها الجغرافي الحدودي، وطبيعة تكوينها الرملي، والذي جعلها لا تصلح للزراعة، وبذلك اتجه سكانها نحو التجارة بين مصر وفلسطين، وساهم في ذلك رؤوس الأموال المتدفقة لها من أبنائها العاملين في الخارج. ويقام في رفح سوق شعبي كل يوم سبت يؤمه الناس من غزة وخانيونس.
 
النشاط الزراعي:

 بدء في التحسن بعد الستينات، حيث قام أصحاب الأراضي بحفر الآبار؛ ما ساهم في إنجاح زراعة الحمضيات، كما تمّ استصلاح أراضي قريبة على شاطئ البحر وبذلك أصبحت مواصي رفح لاتقل أهميتها عن مواصي خانيونس، وتقدر المساحة المزروعة في رفح حوالي 7500 دونم مزروعة بالحمضيات، وأشجار اللوز، والخضروات، ويعمل في هذا المجال ما يزيد عن ألف مواطن.

اقرا ايضا : المدن الفلسطينية  المحتلة وتاريخها

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. ابو الجراح2/12/2021

    الله الله عليكم ابدعتم في هذه القائمة الشاملة عن مدن فلسطين الحبيبة

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال