القائمة الرئيسية

الصفحات

تاريخ المهن والحرف اليدوية والتجارة

تاريخ التجارة قلقيلية

حتى بداية القرن العشرين لم يكن لقطاع التجارة أثر ملموس على الحياة الاقتصادية لأهالي قلقيلية، وكان جلّ تركيزهم واهتمامهم منصبا على العمل الزراعي في الأرض وتربية المواشي. واقتصرت التجارة على الأعمال التجارية البسيطة المتصلة بالزراعة، والاتجار بالمواشي والدواجن، والمنتجات الحيوانية والزراعية، وكانت المبادلات التجارية في غالبها تتم بين الناس في البيوت، وليس في محل تجاري مستقل كما أصبح لاحقا، والقليل منها كانت تتم في محيط المسجد القديم، وفي ايام محددة، خاصة أيام الجمع والأعياد، وايام المواسم الزراعية، وأيام شهر رمضان الكريم.

تاريخ المهن والحرف اليدوية والتجارة


وتداول الناس في العهد العثماني أنواعاً مختلفة من العملة، مثل "البارة" وحدة النقد التركي وجمعها بارات، وكل أربعين بارة تساوي قرشا. وكل عشر بارات تساوي متليك، والقرش أربعة متاليك، والمجيدي يساوي تسعة عشر قرشاً ، وكان البشلك يساوي خمسة قروش أي عشرين متليك. وتعتبر الليرة العثمانية الذهبية أكبر العملات التركية قيمة وتساوي مائة قرش.


لكن شاع في قلقيلية في العهد التركي المقايضة والدفع العيني الآجل، فالحلاق يحلق ولا يأخذ أجرا نقديا، إنما يأخذه عينا في موسم القمح، كما كان بعض الناس يشتري الأقمشة، ويدفع ثمنها عينا في موسم القمح. اما المقايضة فهي استبدال شيء بشيء او سلعة بسلعة، كبيع ماشية مقابل عدة صاعان من القمح، او تبادل قطعة ارض ببقرة او حمار او حصان..الخ.

وقد امتهن بعض الفلاحين، وخصوصا الذين لا يملكون الأراضي والمواشي لمهنة الحراثة، كذلك مهنة رعاية الأغنام عند الآخرين من ذوي الأملاك الكبيرة مقابل أجر، وغالبا ما يكون هذا الأجر عينيّاً وليس نقدياً.


كما كان أصحاب الأملاك الكبيرة يستخدمون العمال في موسم قطف الثمار، وري الأراضي بالمياه، وعند الحصاد والحراثة والبذار والتسميد، وعند تقليم (قشيرة) الأشجار، ورشّها بالمبيدات.


اما المهن والحرف الأخرى، من خارج قطاع الاعمال الزراعية، فلم تكن ذات أهمية كبيرة، واقتصرت على مهن حذي الخيل والحمير، الحلاقة، والخياطة، وبعض أعمال الحدادة والنجارة، وقد امتهن البعض من أهالي قلقيلية أعمال البناء، والاعمال المرتبطة بها.

بعد حلول الانتداب الانجليزي بعد الحرب العالمية الأولى أخذت قلقيلية تتطور شيئا فشيئا، وازداد عدد سكانها، وأخذت التجارة تنمو وتزدهر، ومع مرور الوقت ظهرت الحاجة لفتح محلات تجارية كمحلات البقالة وبيع الخضار واللحوم والأقمشة والخياطة والحلاقة وغيرها.


لقد اتخذ مخطط قلقيلية التنظيمي شكل الدائرة، وكانت منطقة المسجد القديم هي مركز الدائرة، حيث تركز النشاط التجاري خلال سنوات الانتداب البريطاني وحتى مطلع الستينات من القرن الماضي حول المسجد القديم والمناطق المحيطة به، وضمّت حينها سوقاً صغيرة للخضار واللحوم والسمك، وبعض المحلات التجارية لبيع الأقمشة والمواد التموينية.. وغيرها. كما شملت محلات للخياطة والحلاقة والحدادة والنجارة وبيع مستلزمات الخياطة والتطريز. ومن المحلات التجارية التي تركزت في منطقة المسجد القديم:

محلات البقالة في قلقيلية

وكانت تبيع المواد التموينية مثل الارز والسكر والبقول والحبوب وغيرها. وتعود هذه البقالات او الدكانين الصغيرة لاصحابها:

1. الحاج عبد الرحيم عبد الله صبري
2. رشيد ابو حنتش الطيراوي
3. ابراهيم عارف نوفل
4. عبد الكريم محمد حسين صبري
5. محمود واخيه اسعد الخاروف (وكانت بقالتهم تمثل سوبرماركت تلك الفترة، لما كانت تحتويه من الادوية والقهوة والشراب وزيت القرنفل ..الخ)
6. علي حجول – ابو ابراهيم
7. محمود محمد حوتري/ الدبسة
8. احمد حسن نوفل وشحادة ابو دية
9. احمد ويوسف عناية (ابو حسين)
10. الشيخ محمد سليمان صبري (ابو سليمان)/ بقالة+ عطورات وبخور واعشاب
11. لطفي جعيدي

الحِسَبْ  في قلقيلية

الحسبة هي محل بيع الخضار بالجملة في قلقيلية :
1. الحاج عثمان فيومي
2. محمد فارس نوفل (ابو فايز)
3. محمد الحاج حسن (ابو وجيه)
4. ابو علي نجيم واحمد الحسن
5. صالح سعيد ذرة (والد محمود الصالح- ابو عميد)

البسطات في قلقيلية :

بيع الخضار بالمفرق، وكانت عبارة عن فرش من الخشب وله ارجل مرتفعة عن الارض. وتجاوز عدد البسطات العشرين بسطة، نذكر بعض الاشخاص الذين كان لديهم بسطات وهم:

1. ابراهيم محمود الشيخ حسين صبري (ابو خليل)
2. عبد العزيز غنيم حمدان
3. الحاج ابراهيم ابو صالح
4. محمد مصطفى ذرة
5. مصطفى اسعد نوفل (ابو نبيل)
6. عفيف فريج (ابو صبحي)
7. محمد يوسف الحاج حسن لباط (ابو ماهر)
8. صالح جبارة (أبو نمر البلقيس)

  محلات بيع اللحوم في قلقيلية :

1. الحاج عبد الرحمن الحاج حسن لباط وولده مصطفى
2. الحاج محمد هلال (ابو صبحي) واخيه ابو ابراهيم
3. احمد حسين الحسن شريم (ابو محمود)
4. عبد الرحمن نزال (ابو واصف)
5. محمد الناصر
6. عبد الله حسين الحسن شريم (ابو زهير)
7. عبد الرحيم احمد جعيدي (ابو شريف)
8. عبد الرحيم حساين (بيع السمك)
9. محمد يوسف الحاج حسن (ابو ماهر) كان لديه بسطة خضار وافتتح بعدها محلا لبيع السمك

  تجارة الأقمشة في قلقيلية :

وقد مارس سكان قلقيلية تجارة الأقمشة، وتركزت محلاتها قبالة الباب الشرقي للمسجد القديم، وعلى امتداد الطريق بين المسجد والشارع الرئيسي، ونذكر من هؤلاء التجار الذين استمروا في العمل بعد النكبة التالية أسمائهم:

1. الشيخ مصطفى محمد صبري وولده حسن صبري
2. يوسف وعبد الرحمن عبد الله صبري
3. عبد الرحيم ومحمد الشيخ محمود صبري
4. الحاج حسين عبد الله صبري وولده رشيد
5. احمد ومحمد الشيخ ابراهيم صبري
6. عبد الفتاح الحاج قاسم عودة (ابو فوزي)
7. الحاج علي الحاج احمد حمدان/ والد احمد الحاج علي- ابو رياض
8. يوسف وعفيف نمر الشنطي
9. فوزي عبد الفتاح قاسم عودة
10. الحاج علي حمدان (والد احمد الحاج علي- ابو رياض)
11. عبد الرحيم محمد الداعور/ جنوب الصحة القديمة

ويذكر الشيخ صلاح صبري (74 عام) الذي يقيم بجوار المسجد القديم بهذا الصدد، أنه عندما كانت تاتي النساء من أهل العريس والعروس لشراء كسوة للعروس كن يأتين ومعها والدا العروسين. تدخل النسوة بيت صاحب محل القماش او احد البيوت القريبة من المحل، او حتى يقفن بجانب المحل، ويقوم الرجال بنقل لفات القماش الواحدة تلو الأخرى الى النسوة لرؤيتها واختيار ما يناسب العروس منها. فلم تكن النسوة تذهب للشراء من محل يبع فيه رجل، كما هو الحال هذا اليوم!

محلات الخياطة في قلقيلية :

1. محمد الشيخ حامد نزال (ابو عدنان)
2. علي الشيخ حامد نزال
3. محمود عبد العزيز حمدان
4. سالم عبد الله حمدان
5. محمد امين اخمد النيص (ابو خالد)
6. فهمي حامد صبري
7. البحري (ابو التوفيق)

محلات الحلاقة في قلقيلية :

1. ابو حافظ قشوع
2. مجاهد قشوع
3. مصطفى خضر عفانة (ومن بعده ابنه درويش- ابو وائل)
4. حسن خضر عفانة (ابو علي)
6. الشيخ موسى عبد الله صبري
7. ابو صلاح الحلاق

  محلات الحلويات في قلقيلية

1. محمود عبد الفتاح عناية (ابو الصادق)
2. أمين محمد عيسى صبري


 بيع الذهب 

نمر المسكاوي ابو العبد

  مكتبة - بيع جرائد وقرطاسية في قلقيلية

حامد عبد الرحمن حمدان (أبو شاكر)

الساعاتي:

عبد الحفيظ حمد عودة (ابو الصادق)

 بيع البسة جاهزة في قلقيلية :


- محمد ابو بكر شريم– كان له محل بجانب المدخل الشمالي لديوان آل شريم القديم، وذلك في بداية الخمسينات محل لبيع النثريات وكلف وخيطان وازرار وابر وكل مستلزمات الخياطة، وبعض الالبسة. جاء بعده في نفس الحل ابو عبد الله الياسين، وكان ذلك في اوائل الستينات

- صبحي هلال وعدنان هلال محل نوفوتيه في اواخر الخمسينات ومحل للادوات الكهربائية في اواسط الستينات

اسطوانات غاز في قلقيلية :


أبو عبد الله الياسين – بجانب المدخل الشمالي لديوان ال شريم القديم .


ض) تصليح الاحذية – الاخرس الهرش

نجار في قلقيلية :

- الحاج السلمي نجار (زيد)
- محمد صالح احمد داود
- ابو اسليم

مطعم في قلقيلية :

- ابو اسميك وكان يبيع الحمص والفول
وكان يوجد مطعم في الجهة الغربية من المسجد، وهو مطعم ابو محمود، وهو مهاجر من يافا ولا يعرف اسمه، وكان يصنع الفول والحمص والفلافل.

كما كان يوجد في قلقيلية سوق الجمعة. وهو ساحة واسعة تقع مكان كراج سيارات الأجرة الكائن شرقي مبنى السوق الحالي وكان يقام يوم الجمعة من كل أسبوع، ويتم فيه تبادل البيع والشراء بين الوافدين إلى السوق من أهل البلد والقرى المجاورة. أما سوق المواشي والبهائم فكان يوم ثلاثاء من كل أسبوع، ويتم فيه بيع وتبادل المواشي والبهائم، وكان البائع والمشتري يدفعان ضريبة الباج.


كما كانت تأتي الى نفس المكان في فصل الصيف ماكينة لطحن الملابس محمولة على سيارة، وكان الناس يأتون بكل ما لديهم من ألبسة بالية، وتقوم الماكينة بطحن الملابس وتحويلها الى ألياف من الانسجة تشبه القطن، كان يستخدم في حشو الفرشات والمخدات، بدلا من الصوف الغالي. كما كان يأتي حلاق مع ماكينة تدار باليد يجزّ بها صوف الأغنام، ويحلق بها شعر البهائم من حمير وخيول وجمال.


ويقول الحاج صبحي هلال (85 عام) انه لم يتوفر في قلقيلية مطاعم خلال سنوات الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، فكانت البيوت القريبة من ديوان عشيرة آل زيد الجنوبي تقوم كل يوم جمعة، بإخراج ما تيسر من حواضر البيت من طعام وشراب، كالخبز والبيض والجبنة والبنة والبطاطا المسلوقة، والبصل والزيت والزيتون وابريق الشاي الى الديوان، حيث يتجمع المتسوقين من خارج قلقيلية، لتناول ما يملأ بطونهم الخاوية من طعام وشراب، وبدون اي مقابل. ويقع ديوان آل زيد الجنوبي في وسط المدينة، على شارع حسين هلال، مقابل السوق المركزي.



ومن اجل قضاء اوقات الفراغ افتتحت المقاهي في قلقيلية، فكان مقهى محمود العبد الحسن، ومقهى ابو العلا بالقرب من محطة محروقات فهمي العلي، ومقهى الحاج الراعي وابو السيد- مكان جمعية التسوق الزراعي السابق بجانب مجمع ابو بدير التجاري، وهي ملك صبحي جبارة. وكان مقهى العبد اللبدي يقع في مبني البلدية القديم، ومقهى حسن أبو عباة عام 1945م، ومقهى محمد عباة -ابو هشام عام 1951م، وكان يقع على مفترق ش. نابلس -عبد الرحيم السبع، ومقهى ابو بنان وكان على شارع نابلس، ومقهى عبود الماضي وكان يقع في محلات فتحي الحداد على الشارع الرئيسي. كما انتشرت فيها المطاعم الشعبية التي تقدم الحمص والفول المدمس والفلافل..

كذلك تطورت وسائل النقل والمواصلات، وأقيمت محطات لبيع المحروقات: محطة الشنطي، ومحطة أبو عمشة، ومحطة فهمي العلي.

وفي بداية الستينات من القرن الماضي نقلت الحسب وبسطات الخضار من منطقة المسجد القديم، ووضعت على جانبي الشارع الرئيسي (عبد الرحيم السبع)، حتى تم الانتهاء من بناء سوق للخضار عام 1962م، حيث ضمّ السوق بسطات الخضار والحسب ومحلات بيع اللحوم. ورويدا رويدا اتسعت المدينة في كافة الاتجاهات، حتى تلاشت أهمية منطقة المسجد القديم كمركز تجاري تاريخي، وتوسعت الأعمال التجارية وتنوعت بشكل كبير، وامتدت المحلات التجارية والبقالات على الشارع الرئيسي، وفي منطقة السوق، وامتدت على طول شارع نابلس، وشارع حسين هلال، وداخل كل الأحياء والحارات. وأصبحت قلقيلية سوقا ومركزا تجاريا كبيرا يفد إليها التجار وأهالي القرى المجاورة لبيع منتجاتهم الزراعية، وشراء ما يحتاجون إليه من سلع وبضائع مختلفة بشكل يومي وعلى مدار العام.

مهنة النجارة في قلقيلية :

وكان النجار قديما يهتم بصناعة أدوات الزراعة التي يحتاجها أو صناعة وتصليح تلك الأدوات مثل العود الخشبي والنير وسواها، وكذلك صناعة بعض أثاث البيوت من الخزائن والصناديق، التي كانت تستعملها النساء لحفظ الثياب والحاجات الشخصية، وكذلك النمليات، وأبواب البيوت والشبابيك.

وكانت أبواب الدور تصنع من خشب سميك من دفة واحدة ثقيلة، تتحرك حركة مفصلية بواسطة خشبة كبيرة تثبت إلى طرفه تسمى الصير، وتثبت إلى الأعلى بحجر منقور يسمى "الكرنيب" والصير مع الكرنيب يسمى " نقطة و صوص"، أما من الأسفل فتستعمل حلقة معدنية تصنع عند الحداد ويثبت إليها الصير.

وقد استعمل النجار أدوات بدائية، مثل بعض المناشير الصغيرة والشواكيش والمثاقب، وكان النجار يحصل على أجرته نقدا، او عينا بعد موسم الحصاد، وذلك لقاء عنايته بعيدان الحراثة.

مهنة الحدادة في قلقيلية :

يظهر من اللفظ اشتقاقه من كلمة الحديد، أي تعني الأعمال التي تخص الحديد، وتقوم على استخدام مادة الحديد المتوفرة وتحويرها في أشكال متنوعة.

وحرفة الحدادة من الحرف القديمة، عرفت مع اكتشاف الإنسان لمعدن الحديد والبدء باستغلاله، وأخذ يتنوّع في إعداد المستلزمات الحياتية، حيث اضطلعت هذه الصناعة بتوفير كافة المستلزمات المنزلية والزراعية والحربية وحتى زينة النساء، فكان الحدادون يصنعون الدروع والسيوف والأساور، والمقابض، والمسامير، وجوارير الابواب، والسلالم، والسكاكين والمناجل والمجارف وادوات الزراعة كالمحراث وملحقاته، والمناجل، والفؤوس، والسلاسل وحذوات الحمير والخيول والاحصنة، وغيرها. كما كان الناس يشترون هذه الحذوات لوضعها على ابواب البيوت، دفعا لعين الحاسد.

وقبل ظهور طرق الحدادة الحديثة، والتي تعمل بالكهرباء، كانت الحدادة اليدوية أهم وسيلة لتطويع المعدن وتشكيله إلى الشكل المطلوب. وهي حرفة شاقة تحتاج الى صبر وجهد وتعب ونشاط، وقد ارتبطت بالمطرقة والسندان والسحب والطرق. ويستخدم الحداد مختلف الأدوات كالمطارق الثقيلة والخفيفة والكلاّبات والمقصّات والشّواكيش، وغيرها من أدوات تستخدم في مهنة الحدادة اليدوية، ولكل منها استعمال خاص حسب نوعية الحديد وسمكه وحجمه، والعمل المطلوب انجازه.

ويستخدم لتسخين الحديد الفحم الحجري بشكل رئيس، حيث يوضع في المكان المخصص له، ويسمى "الوجاك"، ثم يتم إشعال النار فيه، ويقوم الحداد او احد عماله بتحريك يد الكور (التشور) يدويا لنفخ الهواء على الفحم المشتعل، لاذكاء النار وزيادة تأججها واشتعالها. وكلما بدأت النار في الخمود حرك الحداد يد الكور لنفخ الهواء حتى تبقى النار مشتعلة، ويزودها بالفحم عند اللزوم. (وبعد تزويد قلقيلية بالكهرباء عام 1962-1962-1964م، تم وضع مروحة كهربائية للنفخ على الفحم الحجري بدلا من الكور اليدوي).

وبعد أن يصبح الفحم جمرا شديد الحرارة، توضع فيه قطعة الحديد المراد تشكيلها لتسخينها حتى تصل الى درجة الاحمرار، بحيث تجعله ليناً، ليسهل طرقه وإعطاؤه الشكل المطلوب. يرفع الحداد قطعة الحديد بملقط حديد مخصص لهذه الغاية، ويضعها على السندان، ويبدأ بطرقها وتشكيلها مستخدما مطرقة ثقيلة، ومثله يفعل احد عماله، حيث يهوي الاثنان عليها بمطرقتيهما بكل قوة وتناغم وتتابع، حتى تأخذ القطعة الشكل المطلوب.

بعد ذلك يضع الحداد قطعة الحديد بعد تشكيلها في حوض صغير للماء حتى تبرد، ويتابع بعد ذلك استكمال العمليات الاخرى المطلوبة عليها ان وجدت.

والسندان هو كتلة ثقيلة من الحديد الصلب، مسطحة من ألاعلى، وتثبت على قطعة خشبية تقتطع من جذع شجرة، وتكون على ارتفاع 60سم تقريبا. يستخدمها الحداد لطرق الحديد الساخن عليها، ولها راس مخروطي وثقوب وزوايا قائمة، تساعد الحداد على تطويع الحديد وتشكيله كما هو مطلوب.

وقد ارتبطت هذه الحرفة قديما في قلقيلية ارتباطا وثيقا بالادوات التي تستخدم في الزراعة، مثل صناعة المناجل وشحذها، ودق راس سكة الحديد بعد تسخينه وجعله حادا مدببا، بعد ان تكون قد تلثّمت من اثر الحراثة، وتسنين دروس النورج، بعد ان تكون قد تلثمت، من عملية دراس المحاصل، وكذلك وصناعة حذوات الخيل والحمير، وجوارير وسكّرات الابواب الخشبية.. وغيرها.

وتعتمد الأدوات المستخدمة وقوة الطرق على قطعة الحديد المراد تطويعها على سمك هذه القطعة والشكل المطلوب عمله..

ويقول محمد الحداد الذي كان يعمل مع والده في مهنة الحدادة انه قبل وجود الكهرباء في قلقيلية عام 1962م لم تكن تستخدم ماكينات اللحام، وانما كانت تثقب القطع المراد وصلها، ويتم الوصل بين القطع من خلال مسامير التباشيم المعدنية.

وقد اشتهرت بعض الأُسر في قلقيلية بهذه الحرفة، مثل عائلة خدرج، حيث كان الشهيد عبد الفتاح خدرج واخية عبد القادر (ابو رسلان) من اوائل الحدادين في قلقيلية. وكانا بالاضافة الى اعمال الحدادة التقليدية، يصنعان قطع الاسلحة وبعض العتاد للمجاهدين،.

كما كان المرحوم سليمان حداد واخية الحاج سليم الحداد وعمه ابو محمود يمارسون هذه المهنة في مدينة اللد المحتلة عام 1948م، وانتقلوا للاقامة والعمل في قلقيلية قبل عام 1948م، وكان يملكون محلات حدادة على الشارع الرئيسي- ش. عبد الرحيم السبع. ورغم دخول الطرق والادوات والالات الحديثة في الحدادة، خاصة بعد امداد قلقيلية بشبكة من الكهرباء عام 1962-1964م، استمرت عائلة الحداد بممارسة مهنة الحدادة التقليدية، التي كانت تتعامل بشكل رئيسي مع الادوات الزراعية. وبقي سليمان الحداد يمارس مهنته هذه حتى وفاته عام 1998م.

وقد انتقل ابو محمود بعد عام 1967م الى منطقة المسجد القديم، وعمل مع ابنه خليل، الى ان توفاه الله، بينما بقي خليل يمارس هذه المهنة، وهو الوحيد في قلقيلية الذي ظل يمارس مهنة الحدادة التقليدية،

التجارة (بعد عام 1967م)

بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م زادت أعداد المحلات التجارية بشكل كبير تبعا لتغير الظروف وإقبال الفلسطينيين من وراء الخط الأخضر للتسوق في قلقيلية، وكذلك لكون قلقيلية منطقة حدودية، كما قدم اليها واقام بها نحو 10 الاف من ابناء قطاع غزة والعريش ومن مناطق الضفة الغربية، وذلك لقرب قلقيلية من مراكز العمل الإسرائيلي. وقد بلغ عدد المحلات التجارية المرخصة في محافظة قلقيلية في عهد الاحتلال الإسرائيلي نحو 700 محل تجاري. وتتركز الأنشطة التجارية في مركز مدينة قلقيلية، حيث ترتفع بشكل كبير أجور المحلات التجارية، ويشترط في بعض الحالات على المستأجر دفع مبلغا مقدما يسمى "الخُلوْ".

ونظرا للموقع التي تتمتع به قلقيلية وهو محاذاتها للخط الأخضر، فقد اعتبرت بمثابة معبر تجاري يربط بين المواطنين الفلسطينيين القاطنين وراء الخط الأخضر بمواطني المحافظة وعمال المحافظات الأخرى المتجهين للعمل في إسرائيل.


وأخذت قلقيلية تنمو بسرعة كبيرة، والتحق العمال بمصانع النسيج، والزراعة، وقطاع البناء، الذي استوعب الكثير من العمال لتعدد أعمال البناء وما يتبعها من أعمال التشطيب، وحقق العاملون من عملهم في إسرائيل مداخيل جيدة، حيث شهدت البلدة نهضة عمرانية وتجارية وصناعية وزراعية واسعة النطاق.

كما استفاد أبناء قلقيلية في فترة السبعينيات من الطفرة البترولية في دول الخليج العربي، مما شجع أبناؤها على السفر إلى تلك الدول والعمل بها، وكان لتحويلاتهم المالية الأثر الكبير في عمران وتطور المدينة، وازدهارها تجاريا وعمرانيا وسكانيا.

وافتتحت في قلقيلية عام 1986م حديقة للحيوانات، وقد شكّلت -ولا زالت الى اليوم- عامل جذب سياحي كبير ووحيد للبلد.

وبعد قيام السلطة الفلسطينية شهدت قلقيلية ازدهارا تجاريا وعمرانيا كبيرا، وانتشرت فيها المحلات التجارية بشكل كبير، وتحولت قلقيلية الى محافظة مع خمسة وثلاثين تجمع سكاني، وافتتحت فيها مختلف الدوائر الحكومية ومكاتب للوزارات، وتوسع المسطح العمراني لقلقيلية ووصل الى عشرة أضعاف ما كان عليه قبل عام 1967م، حيث تجاوز الى 4.2 كم2.

كما انتشرت الخدمات بشكل كبير وافتتحت شركات السياحة والسفر، والعديد من البنوك التجارية – (بنك القاهرة عمان، البنك العربي، بنك فلسطين، البنك العربي الاسلامي، بنك القدس)، وانتشرت كذلك الخدمات التجارية والانشطة العقارية؛ وخدمات الاتصالات؛ وشركات التامين.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. محلات زمان وايام زمان وراحة البال في قلقيلية اولا واحيرا شكرا

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال