إيمان حيلوز - رائدة التكنولوجيا ومؤسسة منصة أبجد للكتب

الدكتور خالد عبد الرؤوف الجبر

خالد عبد الرؤوف عثمان الجبر (مواليد قلقيلية، 1964) هو أكاديمي وناقد أدبي وكاتب وأديب، عرف بمسيرة علمية وأدبية متكاملة جمعت بين البحث الجامعي والنقد الأدبي والإبداع الشعري. ويعد من الشخصيات الثقافية البارزة في العالم العربي، من خلال إسهاماته المتنوعة في التدريس الجامعي، والتحقيق اللغوي، وإعداد المناهج، بالإضافة إلى كتاباته النقدية والفكرية التي تناولت موضوعات اللغة العربية والثقافة والهوية، ومشاركاته الفاعلة في مؤتمرات وندوات علمية وأدبية داخل الأردن وخارجه.

عمل خالد الجبر في عدد من الجامعات العربية، وترك بصمة واضحة في تطوير مناهج اللغة العربية وطرائق تعليمها، كما ساهم بفعالية في مشاريع بحثية مهمة، أبرزها مشاركته في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، حيث تولّى مهامًا علمية وإدارية متنوعة على مدى سنوات. وفي المجال الإبداعي، أصدر مجموعة من الدواوين الشعرية التي لاقت اهتمامًا نقديًا وثقافيًا، وله رواية تاريخية قيد النشر. كما نُشرت له مقالات ودراسات في مجلات وصحف عربية مرموقة، تنوعت موضوعاتها بين النقد الأدبي، والبلاغة، واللغة، والثقافة، والهوية، مؤكدة دوره كفاعل ثقافي متكامل يجمع بين العلم والإبداع.

يمثل خالد الجبر نموذجًا للباحث والمبدع في آن واحد، إذ تتقاطع في أعماله العناية باللغة العربية بوصفها وعاء للهوية والحضارة مع السعي الدائم لتجديد أدوات النقد والتفكير الأدبي. وقد حظي بتقدير واسع على جهوده الأكاديمية والأدبية، وحصل على عدة جوائز وتكريمات على مستوى الجامعات والمجال الثقافي العربي، مما يعكس تأثيره العميق والمستمر في الوسط الأكاديمي والثقافي العربي.

النشأة والتعليم

وُلد خالد الجبر في مدينة قلقيلية الفلسطينية عام 1964، ونشأ في بيئة علمية وثقافية انعكست على مسيرته الأكاديمية، وأسهمت في غرس حب اللغة العربية والأدب منذ الصغر، مما شكل قاعدة متينة لمسيرته العلمية والإبداعية لاحقًا. 

تلقّى تعليمه الابتدائيّ والإعداديّ بمدرسة ذكور قلقيلية الإعدادية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا (1970-1979)، ثمّ تابع تحصيله المدرسيّ في المدرسة السّعديّة الثانويّة (1980-1981)، وأنهى الثانوية في مدرسة ديراستيا الثانوية بالقُرب من سَلْفِيت سنة 1982. حصل على الثانوية العامة (الفرع العلمي) عام 1982 بمعدل 90.9%، ثم نال شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة النجاح الوطنية عام 1987، وكان الأول على دفعته بمعدل 90.8%.

واصل دراساته العليا في الجامعة الأردنية، حيث حصل على الماجستير في الأدب والنقد عام 1992 بتقدير امتياز، ثم الدكتوراه في النقد والبلاغة عام 2002 بامتياز أيضًا، وكان الأول على فوج خريجي الدراسات العليا بمعدل 4 نقاط.

الخبرات الأكاديمية والمهنية

تنقّل الجبر في مسيرته المهنية بين التدريس الجامعي والبحث العلمي والعمل الثقافي. فقد بدأ محاضرًا في جامعة النجاح الوطنية (1992–1994)، ثم عمل مدرسًا للغة العربية وآدابها في الكلية الجامعية الوطنية بالأردن (1989–1992). لاحقًا شغل مناصب أكاديمية في جامعة البترا منذ عام 2001، حيث تدرّج من محاضر متفرغ إلى أستاذ مساعد، ثم أستاذ مشارك، ورئيسًا لقسم اللغة العربية وآدابها (2012–2014).

كما تولّى عمادة كلية الآداب والعلوم في جامعة العلوم الإسلامية العالمية بالأردن (2014–2015)، وكان رئيسًا لتحرير مجلة “المشكاة” المحكمة في الفترة ذاتها. وعمل أستاذًا زائرًا بجامعة قطر (2015–2016). ومنذ عام 2016 يشغل منصب خبير لغوي في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.

إلى جانب عمله الأكاديمي، نشط الجبر في مجال الإعلام الثقافي؛ فقدّم وأعدّ برامج إذاعية وتلفزيونية عبر مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية (2006–2015). كما ساهم كباحث في “موسوعة أعلام العلماء والأدباء” الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (2006–2014).

وقد كان لجبر أثر واضح في تطوير مناهج اللغة العربية وأساليب التدريس الجامعية، فضلاً عن الإشراف على عدة مشاريع بحثية ومعجمية مهمة خلال مسيرته الأكاديمية

الاهتمامات البحثية والأكاديمية

تتنوع اهتمامات خالد الجبر العلمية بين مجالات النقد الأدبي والبلاغة والعمل المعجمي وتطوير مناهج اللغة العربية، وقد أسهمت هذه الاهتمامات بشكل مباشر في تعزيز جودة البحث العلمي وتطوير التعليم اللغوي والأدبي في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية التي عمل بها. وتشمل أبرز مجالات اهتمامه:

1. • العمل المعجمي: يقوم بمراجعة وتحقيق وتدقيق المعاجم اللغوية، مع الالتزام بمراقبة معايير الجودة لضمان دقة وصحة المادة اللغوية.
2. • تحقيق المخطوطات: يتابع هذا المجال منذ حصوله على الدكتوراه، مسهمًا في حفظ التراث اللغوي والأدبي وإتاحته للباحثين والقراء.
3. • تطوير مواد اللغة العربية الجامعية: يركز على إعداد مواد تعليمية تعزز مهارات التفكير والتعبير لدى الطلاب، وتواكب احتياجات العصر الأكاديمي.
4. • طرائق تدريس اللغة العربية: يعتمد على توظيف التقنيات التعليمية الحديثة، مثل نظم التعلم الإلكتروني Blackboard وMoodle، لتسهيل العملية التعليمية.
5. • خدمة مهارات القراءة والكتابة: يطور مواد تعليمية وبرامج تقييمية فعّالة لتعزيز قدرة الطلاب على القراءة النقدية والتعبير الكتابي الدقيق.
6. • تدريس مقررات الكتابة: يشرف على تعليم المقررات الوظيفية والإبداعية والأكاديمية، وينظم ورش عمل تدريبية لصقل مهارات الطلبة الكتابية.
7. • حوسبة اللغة العربية: يعمل على تطوير برمجيات متخصصة في النحو والعروض والكتابة، مساهمًا في دمج التقنية بالعلوم اللغوية لتعزيز البحث والتعليم.

الإنتاج العلمي والأدبي

يُعد خالد عبد الرؤوف عثمان الجبر من أبرز الأصوات الأكاديمية والأدبية في العالم العربي، حيث امتزجت مسيرته بين البحث العلمي الرصين والإبداع الأدبي المتميز، ما جعله مرجعًا مهمًا في مجالات اللغة العربية وآدابها والنقد الأدبي. على مدى عقود، أسهم الجبر في إثراء المكتبة العربية بمجموعة كبيرة ومتنوعة من المؤلفات، شملت الكتب العلمية المحكمة، والدراسات النقدية، والمقررات الجامعية، إلى جانب الدواوين الشعرية والروايات التاريخية التي تعكس رؤيته النقدية والفكرية العميقة. وقد تركت هذه المؤلفات أثرًا ملموسًا في تطوير الدراسات العربية والنقد الأدبي، وتعد مراجع موثوقة للباحثين والطلاب على حد سواء.

1. المؤلفات والكتب الأكاديمية والثقافية

شارك خالد الجبر بفاعلية في تحرير وتقديم ومراجعة عدد من الكتب الأكاديمية والثقافية التي تمثل مراجع أساسية في مجالات اللغة العربية والنقد الأدبي والثقافة العربية، ومن أبرزها: 

•  ندوات حوار البترا الشهري، جامعة البترا، 2003: يجمع الكتاب حلقات نقاشية شهرية تناولت موضوعات أدبية وثقافية متنوعة، ويعكس اهتمام الجبر بالحوار الأكاديمي المتخصص وتشجيع النقاش النقدي بين الباحثين.
•  اللغة العربية وتحديات العصر، جامعة البترا، 2005: دراسة موسوعية عالجت أبرز القضايا المعاصرة المرتبطة باللغة العربية، وأساليب تطوير تعليمها ومناهجها، لتكون مرجعًا هامًا في الدراسات اللغوية الحديثة.
•  أسئلة الثقافة العربية وحرية التعبير، المؤسسة العربية للدراسات، بيروت، 2010: تحليل نقدي متعمق حول القضايا الفكرية والثقافية وحرية التعبير في العالم العربي، يعكس التزام الجبر بمناقشة الموضوعات الحيوية والجدلية في الثقافة العربية.
•  تجارب روائية وقضايا نقدية، المؤسسة العربية للدراسات، بيروت، 2013: يجمع الكتاب بين التحليل النقدي للتجارب الروائية الحديثة والمقاربات الأدبية المعاصرة، ليقدم رؤية شاملة لتطور الأدب العربي الحديث.

2. المقررات الجامعية والمناهج التعليمية

حرص خالد الجبر على إثراء العملية التعليمية الجامعية من خلال إعداد وتطوير مقررات متقدمة ومتنوعة، مع التركيز على تنمية مهارات التفكير النقدي والتحليل والكتابة الأكاديمية لدى الطلاب، بما يعزز قدرتهم على الابتكار والإبداع في مجالات اللغة العربية والعلوم الإنسانية. وقد شمل عمله تصميم المناهج وتطوير المواد التعليمية بما يتوافق مع أحدث الأساليب التربوية والمعايير الأكاديمية الحديثة. ومن أبرز المقررات التي ساهم في إعدادها في جامعة القدس المفتوحة (2004–2006):

•  أنظمة الاتصال المباشر
•  تطور اللغة والتفكير لدى الأطفال
•  القضية الفلسطينية
•  الإدارة الاستراتيجية
•  التسويق الدولي
•  الاتصالات التناظرية والرقمية

كما عمل على تصميم مواد تعليمية حديثة لتدريس اللغة العربية، مع توظيف تقنيات تعليمية متقدمة مثل نظم إدارة التعلم Blackboard وMoodle، بهدف تعزيز مهارات القراءة والكتابة والتحليل النقدي لدى الطلاب، وتمكينهم من التفاعل الفعّال مع المحتوى الأكاديمي. وقد ركز في هذه الجهود على تطوير القدرة على صياغة الأفكار بوضوح، وربط النظرية بالتطبيق العملي، بما يخدم أهداف التعليم الجامعي الحديث.

3. الإبداع الأدبي

إلى جانب نشاطه الأكاديمي، أصدر خالد الجبر عدة أعمال أدبية تعكس تجربة شعرية وروائية غنية، تمثل تلاقي الحس الإبداعي مع الرؤية النقدية والفكرية، حيث تناولت أعماله موضوعات إنسانية، اجتماعية، وتاريخية متنوعة، منها: 

• حداء المسافة (2002) – ديوان شعري يعبّر عن التجربة الإنسانية والوجدانية، ويستكشف العمق النفسي للأفراد والمجتمعات.
•  بكائية أخيرة (2003) – ديوان شعري يركز على المواضيع العاطفية والفكرية العميقة، مقدمًا رؤية نقدية للموروث الشعري العربي.
•  إيلاف (2007) – تجربة شعرية متجددة تجمع بين الحس الإبداعي والتحليل الاجتماعي، وتستعرض التحولات الثقافية والاجتماعية في العالم العربي.
•  في مقام الياسمين (2012) – ديوان شعري يمزج بين التقليد والحداثة في التعبير الأدبي، ويبرز قدرة الشعر على التواصل بين الأجيال.
•  رواية زبيبة – الجدة ماكِدّا (قيد النشر، 2025) – رواية تاريخية تتناول سيرة والدة عنترة بن شداد بأسلوب روائي قائم على البحث التاريخي والتحليل الأدبي، مع مزج بين الوقائع التاريخية والحبكة الروائية.

4. الأبحاث والمقالات والمؤتمرات

ساهم خالد الجبر في إثراء المكتبة العربية من خلال العديد من المقالات المحكمة المنشورة في مجلات علمية وأدبية متخصصة، إضافة إلى مشاركته الفاعلة في مؤتمرات وندوات علمية وأدبية داخل الأردن وخارجه. وقد تناولت أبحاثه موضوعات متعددة تشمل:

1. • النقد الأدبي والبلاغة العربية، مع التركيز على تجديد طرق التحليل النقدي.
2. • تحليل الخطاب والأساليب النقدية في الشعر والنثر العربي الحديث.
3. • تعليم اللغة العربية وطرائق تطوير المناهج التعليمية، بما يواكب احتياجات الجيل الجديد.

كما ألقى محاضرات عامة وأكاديمية في منتديات ثقافية مرموقة، أبرزها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، وأسهم في تنظيم ورش عمل أكاديمية، ما ساعد على تعزيز التفاعل بين البحث العلمي والإبداع الأدبي، ونشر الثقافة العربية على نطاق واسع، مؤكدًا دوره كجسر بين النظرية والتطبيق الأكاديمي والإبداع الأدبي المعاصر.

الجوائز والتكريم

نال خالد الجبر عدة جوائز وتكريمات تقديرًا لمسيرته الأكاديمية والإبداعية المتميزة، والتي تعكس التفوق والجدية في البحث العلمي، والابتكار في النقد الأدبي والإبداع الشعري، ومن أبرزها:

•  التنويه العلمي من جامعة النجاح الوطنية (1987): تقديرًا لكونه الأول على فوج خريجي الجامعة السابع، معززًا بذلك مكانته الأكاديمية منذ بداية مسيرته العلمية.
•  جائزة الشعر على مستوى الجامعات الأردنية – المركز الأول، جامعة اليرموك (2001): اعتراف بتميزه في المجال الشعري وقدرته على الجمع بين الحس الإبداعي والتحليل النقدي.
•  جائزة التفوق العلمي من الجامعة الأردنية (2002/2003): لكونه الأول على فوج خريجي الدكتوراه، وهو تكريم يعكس التزامه بالبحث العلمي والتميز الأكاديمي في مجالات الأدب والبلاغة.

تُعد هذه الجوائز شهادة على أثر جهوده في تعزيز الثقافة العربية، وربط البحث الأكاديمي بالإبداع الأدبي، مما أكسبه سمعة رصينة في الوسطين العلمي والأدبي. 

العضويات واللجان

انضم خالد الجبر إلى العديد من الجمعيات واللجان الأكاديمية والثقافية، وهو ما يعكس مكانته كمرجع علمي وثقافي في العالم العربي، ومن أبرز عضوياته:

•  عضو دائرة الاعتماد في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية (2024 – حتى الآن)، حيث يشارك في وضع المعايير العلمية وضمان جودة العمل المعجمي.
•  عضو الهيئة التنفيذية للمعجم نفسه (2016–2023)، مساهمًا في التخطيط والإشراف على المشاريع اللغوية الكبرى.
•  عضو رابطة الكتاب الأردنيين (2008 – حتى الآن)، وعضو جمعية النقاد الأردنيين (2008 – حتى الآن)، حيث يسهم في دعم العمل النقدي والأدبي المحلي والعربي.
•  عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين (2003–2007)، ومؤسس ورئيس ملتقى قلقيلية الثقافي بفلسطين (1993–1994)، مما يبرز دوره الريادي في الحراك الثقافي الفلسطيني والعربي.

كما شارك في لجان تحكيم جوائز أدبية وثقافية مرموقة في الأردن وقطر وفلسطين، منها:

1. • جائزة كتارا لشاعر الرسول
2. • جوائز وزارة الثقافة الأردنية للإبداع
3. • جائزة عبد العزيز القطّان الفلسطينية للشعر
4. • جائزة مجلة أقلام جديدة

تظهر هذه العضويات والمشاركات دور الجبر في صياغة السياسات الثقافية والأدبية، ودعم المواهب الجديدة، وتطوير المعايير العلمية والأدبية على المستويين الوطني والعربي.