القائمة الرئيسية

الصفحات

تاريخ الرعاية الصحية والعلاج ومراحل تطورها

تاريخ الرعاية الصحية والعلاج ومراحل تطورها

مرّ تاريخ التطبيب والعلاج في قلقيلية خلال مرحلتين: العلاج الطبي الشعبي او التقليدي، والعلاج الطبي الحديث.
تاريخ الرعاية الصحية والعلاج ومراحل تطورها

أ) الطب الشعبي- التقليدي:

وهو جزء من المعتقدات الشعبية ويتميز عن بقية المعتقدات بارتباطه بالصحة والمرض، ويتعامل به الكثيرون حتى الآن لمواجهة مشكلاتهم الصحية في ضوء الخبرات والتجارب العديدة المستمدة من البيئة .


منذ ظهور الحضارات وعبر العصور الموغلة في القدم، ظل الطب الشعبي التقليدي هو الأساس المعول عليه في الطب، ونعني بالطب التقليدي الطب القائم على الجهود والتجارب الشعبية في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية.


والطب الشعبي هو خلاصة مجموع التجارب الشعبية المتوارثة في طرق العلاج والشفاء، وأنواع الأمراض الشائعة في المجتمع وانتشارها، وما تنبت الأرض من نباتات وأعشاب وغيرها، إضافة إلى ما يتبع ذلك من المعتقدات والطرق الشعبية في العلاج.


وأول ما اهتدى اليه الإنسان من وسائل للاستشفاء من الإمراض كانت النباتات والأعشاب الطبية، التي اكتشف الإنسان أهميتها وفوائدها الطبية منذ وجوده على الأرض.


وتعتبر البيئة المحلية المصدر الأساسي للممارسات العلاجية الشعبية في فلسطين، وتشكل عاملا فعالا في نوع مصادر المنتج الطبي، اذ يغلب الطابع البيئي على حياة أهلها وتفكيرهم.


لقد اعتمد أهالي قلقيلية كغيرهم من سكان فلسطين ولعدم وجود الأطباء أو المراكز الصحية في البدايات الاولى، على الطب الشعبي التقليدي، وكان القائمون على هذا النوع من الطب الحلاقين، والمطهرين، والدايات، وهم الأشخاص الذين يقومون بمهمة العلاج وكانوا يستشيرون العطار الصيدلي الشعبي للحصول على الدواء المناسب. ولم يذكر انه كان في قلقيلية دكان خاص بالعطارة، وانما كانت تجلب من مدينة يافا، وتباع في بعض الدكاكين، مثل دكان "ابو الخاروف" عند المسجد القديم، وفي بعض الدكاكين المحاذية للمسجد. وبعد عام 1948م كانت تجلب من العطارين في مدينة نابلس.


وإلى جانب تلك الفئات من المعالجين كانت الأمهات والجدات يمارسن أيضاً علاج الأبناء والأحفاد، ولكن في حالات معينة، مثل شرب المريض لبعض الأعشاب المغلية، او "التخريج" أي الرقية بقراءة آيات من القرآن الكريم، بينما تضع الجدة يدها على رأس المريض، وتمليس أجسام الاطفال الصغار بزيت الزيتون للتعجيل في نموهم. وكان من عادة أهالي قلقيلية في السابق، وكما هو في سائر المناطق الفلسطينية الاحتفاظ بأنواع معينة من النباتات والأعشاب الطبية مثل الميرمية والحلبة والبابونج والزعتر واليانسون والكمون والقرفة، التي لا يكاد يخلو بيت منها او من بعضها الى اليوم، وذلك لاستخدامها عند الحاجة او كمشروب شعبي ساخن، خاصة في فصل الشتاء.

طرق العلاج الشعبي التقليدي

1. الاستشفاء بالقرآن الكريم،

 وذلك بقراءة بعض السور التي وردت فضائلها في الأحاديث النبوية الشريفة. وكان يقوم بهذا النوع من العلاج المشايخ او ائمة المساجد او من اشتهر من الرجال الصالحين.

2. العلاج بالتمليس: 

وتشمل التدليك او المسح على منطقة الألم في الجسم وخاصة الرقبة والظهر والرجلين. كما يقوم المدلك برفع اللوزتين النازلتين "بنات الذنين". ويبتلع المريض بيضة مسلوقة بعد قشرها وهي ساخنة، ويربط عنقه بقطعة قماش مع الشد. وكان يمارس التدليك من قبل الرجال او النساء ممن لهم خبرة في ذلك، او ورثوا هذه المهنة عن آبائهم وأجدادهم.

3. تجبير الكسور: 

ويطلق عليه التجبير العربي، وهو علاج للكسور والمفاصل المنزلقة عن مكانها، والتجبير هو ان يقوم المجبر الطبيب الشعبي، على إعادة وصل العظم المكسور بعضه ببعض، ووضع خليط من الصابون النابلسي المبشور والبيض مكان الكسر ووضع قطع خشبية مستقيمة وربطها بإحكام بقطعة من القماش. وكان من أشهر المجبرين في قلقيلية المرحوم عفيف سعيد هلال.

4. العلاج بالأعشاب والزيوت والعطور والبخور والكحل والحناء: 

وقد يكون للنبات الطبي الواحد أكثر من استخدام، ويمكن استخدام مزيج من الأعشاب لعلاج مرض واحد في الطب الشعبي. وكان يقوم به العطار. ومن أكثر الأعشاب الطبية التي كان يستخدمها أهالي قلقيلية:

 

الاعشاب الطبية وعلاجاتها

  • - البابونج: لتقوية الدم، وللسعال والرشح بشرب البابونج المغلي تستعمل لآلام البطن وضد الإمساك وكذلك وجع الرأس
  • - اليانسون: يزيل الانتفاخ ويستخدم لتنويم الأطفال وكبار السن
  • - قشر الرمان: لآلام قرحة المعدة
  • - الكرسنّه: الجزء الذي يستعمل منها: الحبوب، وتستعمل ضد التقريطة أي الصعوبة أثناء البراز. يحمص الحب على النار ثم يدق، وبأكله المريض، بتحميص الحبوب على النار تزول مرارتها.
  • - ورق الزعتر: لتطييب رائحة الفم وللمساعدة على طرد الغازات
  • - الزنجبيل: يساعد فى الهضم، وتطهير الحنجرة والقصبة الهوائية، ويفيد في تنشيط وحث الطاقة الجنسية
  • - الكمون: لطرد الريح من الجسم
  • - الشيح: تؤخذ أوراقه وتغلى جيدا، ويستخدم منقوعها لمعالجة آلام وأوجاع البطن، وهو مفيد ايضا لمرض السكري
  • - القرّيس: تغلى اوراقه وتشرب وتفيد مرضى السكري
  • - الحلبة: تساعد على إدرار البول وتذويب الحصوات
  • - حبة البركة (القزحة): يؤخذ مع العسل للتخلص من حصوات الكلى والمثانة
  • - الميرمية (الشّجيرية): ألآم البطن والإسهال
  • - الجعدة: آلام البطن وارتفاع الحرارة (السخونة).
  • - اوراق الكينا: لعلاج الملاريا
  • - الخروب: يستعمل ضده السعال أيضاً حيث تؤخذ قرونه (ثماره) وتدق وتغلى ويشرب السائل الناتج.
  • - الشومر: لازالة رائحة الفم الكريهة
  • - الشعير: يشرب السائل الناتج عن غلي الشعير لعلاج أمراض الكلى أو الرمل
  • - البصل: تستعمل القشرة الناشفة الحمراء للبصلة ضد حصر البول حيث تأخذ القشرة وتغلى مع كأسين من الماء على النار ثم يسقى السائل للمريض، أما ضد الدمامل والأورام فيشوى البصل بالنار يلصق على الدمامل فتمتص القيح سريعاً وتخرج ويشفى المريض.
  • - الثوم: ويستخدم في حالات الحزاز والحموضة في المعدة ولطرد الغازات
  • - البقدونس: تستعمل ضد الحصى، تغلى النبتة في الماء ويشرب المريض الماء السائل
  • - البقلة (الرجلة): تلصق الأوراق على الدمل أو على الورم لتساعد سريعا في استنفاد القيح منه وشفاء الإنسان
  • - الخروع: تدق بذوره ويؤخذ منها زيت ويصبح جاهزاً للاستعمال في حالات الإمساك
  • - النعنع: تؤكل أوراقه لإزالة الرائحة الكريهة من الفم، ويشرب مغليا
  • - النتش: تغلى بالماء ويشرب المصاب، وتفيد في علاج حصى المرارة. ولعلاج حالات عدم الانجاب تغلى بذور النتش ويشرب عصيرها الناتج.
  • - أوراق شجرة الكينا: تغلى الأوراق وتشرب لعلاج الملاريا
  • - البُصْلَيْ: البصل الزنبقي- يستخدم لآلام الأسنان. تؤخذ البصيلة من الأرض ويعصر منها على قطنة، وتوضع القطنة لفترة بسيطة على مكان الألم في الأضراس.
  • - الكحل: استعمل الكحل كعلاج لأمراض العيون ووسيلة من وسائل التجميل
  • - الحناء: تذهب القروح من الرأس وتفيد في علاج التشققات الجلديه وتستخدم لصبغ الشعر وتقويته..كما يستخدم الحنا كعلاج لبعض أنواع الالتهابات الجلدية مثل الالتهابات التي تحدث بين أصابع القدمين بسبب التعرّق اثناء الصيف نتيجة كثرة المشي، حيث تتم تحنية المناطق الملتهبة بين أصابع القدم، الأمر الذي يوقف تسلخ الجلد.
  • - العسل: يستخدم العسل لأغراض علاجية عديدة (تقوية جهاز المناعة ضد الإمراض، لعلاج الإمساك، لتقوية القدرة الجنسية،
  • - زيت حبة البركة (للسعال والربو يدهن به صدر المريض وظهره)، وزيت السمسم، وزيت القرنفل (لوجع الأسنان) في بعض الوصفات الطبية الشعبية.
  • - اللبن الرائب: استخدم اللبن الرائب لمعالجة الإسهال، وتلبكات الأمعاء
  • - كما يستخدم الخل: (خير الأدام الخل. يستخدم الخل في علاج الآلام الحلق بالغرغرة وإزالة رائحة الفم الكريهة بالمضمضة، وتغسل بالخل مناطق الشعر في الجسم -كالإبطين- لإزالة الروائح الكريهة)
  • - زيت الزيتون: (كانت النساء يدهن شعرهن بزيت الزيتون لتقويته وإكسابه لمعانا وبريقا. يستخدم في عمليات تديلك الجسم في أوجاع الظهر والرقبة والأطراف، كان يدهن به الأطفال حديثي الولادة للوقاية من الأمراض. وكذلك يستخدم في حالة الإمساك، وكان الرجال يأخذون فنجانا من الزيت صباحا وعلى الريق، لاعتقادهم ان زيت الزيتون يزيدهم قوة ومنعة. كما كان يستخدم الزيت لعلاج الروما تيزم والتهابات المفاصل، بدهن المنطقة المصابة به بعد تسخينه قليللا)
  • - واستخدمت كذلك الشبة (لوقف الدم المتسبب من جرح موس الحلاقة)
  • - القهوة: تستعمل القهوة لسد الجرح ومنع النزيف، والقهوة المغلية لوجع الرأس، والقهوة مع الليمون لوقف الإسهال
  • - "السمكة" (التراب الأحمر) لـ "السماط".
  • - الشاي المرّ (ثقيل وبدون سكر): يشرب مغلي الشاي لوقف الإسهال.
  • - الطحينة: تستخدم لعلاج التشقق بالشفتين

- ولعلاج الشخص المصاب بالسل كان يعطى الحليب الطازج يومياً وينصح بأن يتحرك في الهواء الطلق أو يقيم في منطقة مرتفعة ذات هواء نقي.


- اما علاج الأسنان، فكان يعالج وجع الأسنان بالمضمضة بماء دافئ مع ملح، اما قلع الاسنان التالفة، فكان يقوم بها الحلاق باستخدام "زردية" او كماشة صغيرة تكون ذات حجم مناسب لإدخالها في الفم. وقد اشتهر في قلقيلية الحلاق وطبيب الأسنان المرحوم حسن عفانة (ابو علي).

 

5. ونظرا لغياب الوعي الصحي لدى أهل البلدة انتشرت الخرافات والشعوذة في العديد من الوصفات الطبية الشعبية. مثل عمل الحجاب لحالات السحر والصرع والجنون، ويعلق في رقبة المضطرب لطرد العين والحسد. والحجاب هو عمل السحر من خلال الاستعانة ببعض الأشخاص المعروفين في البلد او في بلد آخر ويستطيعون الاتصال بالجن والطلب منهم الخروج من جسد المريض او الكشف عن علة المرض.

6. الكي بالنار: إحداث حرق بسيط، إما بتسخين قضيب من الحديد يكوى به مكان الألم. ويتم الكي في منتصف الظهر أو مؤخرة القدم، أو أسفل الركبة من الخلف أو فوق الثديين أو أعلى الأكتاف. وكان يقوم به متخصصون من البدو والنور.

7. الحجامة: وهي استخراج الدم الفاسد من الجسم وكثيراً ما كان يمارس هذه المهنة الحلاقون باعتبار أن الحجامة مهنة موسمية. وتشمل الحجامة على فصد الدم الفاسد وإخراجه من الجسم من كمناطق تجمعه في كاحل القدم، او شحمة الأذن او في اعلى الظهر.. وكان يتم شفط الدم من الجسم عند طريق تفريغ الكأس من الهواء بإحراق فتيلة في داخله ثم يثبت على ظهر المريض مثلاً فيندفع الدم إلى البشرة الخارجية وكان الحلاق يقوم بشطب المنطقة المراد أخراج الدم منها بموس الحلاقة.

8. ختان الأطفال: قطع الغلاف الجلدي للعضو التناسلي للطفل، وكان يقوم به الحلاق، او المُطهِّر. وقد اشتهر في قلقيلية المطهّر القانوني ابو نضال، وهو من نابلس، وبعد وفاته مارس ابنه هذه المهنة ولا يزال حتى اليوم. وأصبح الأطباء منذ بداية السبعينات من القرن الماضي يقومون بعملية ختان الأطفال في عياداتهم الخاصة او في المستشفيات.

9. التشطيب. جرح ظاهر الأذن في عدة أمكنة لإخراج الدم الفاسد منها لإزالة السخونة

10. توليد النساء:

 وكانت تقوم به الداية وهي (القابلة) المرأة التي تُعالج النساء، وتشرف على ولادتهن وتعالج المولود حديث الولادة فتصنع له بعض الأدوية وتقوم على رعايتـه. ومن اجل التعجيل بالطلق للولادة، كانت المرأة تشرب منقوع القرفة ساخنا، وكذلك بعد الولادة. وكانت الداية تصف بعض الأدوية التي تساعد على حصول الحمل لدى النساء العقيمات. وقد لعبت الداية دورا كبيرا في المجتمع في قلقيلية حيث كانت الداية تقوم مقام الأطباء في الإشراف على ولادة النساء، وقد اشتهرت في قلقيلية المرحومة عزيزة الشيخ صالح الخطيب، التي عملت كقابلة منذ بداية القرن الماضي الى اواسط الستينات، اي لمدة تزيد عن ستة عقود. وكانت النساء تلد في البيوت اما لعدم توفر مستشفى في قلقيلية في الفترة قبل عام 1953م، وإما بسبب تزمّت بعض الناس لعدم وجود طبيبة تشرف على ولادة النساء. أما اليوم فلا تلد المرأة في البيت كما كانت من قبل، بل تذهب إلى المستشفى، حيث يوجد غرفا خاصة للولادة مع طاقم من القابلات والممرضات وبإشراف طبيب مختص.


وقد اشتهرت في قلقيلية الحاجة كطبيبة شعبية عديلة زوجة الشيخ احمد صالح الخطيب، وكانت تعالج النساء اللواتي كن يعانين من مشاكل في الإنجاب، وأوجاع الظهر والمفاصل، باستخدام خلطة من الأعشاب، وقطّوسة، وهي اناء مصنوع من الفخار لازالة أوجاع الظهر، وكانت تضع فتيل على منطقة الألم ويغطى بالقطوسة، فتحدث تفريغ للهواء الذي يشفط الالم من الظهر، وتتكرر العملية هذه على عدة مناطق من الظهر..


11. الوخز بالإبر: كانت تستخدم الإبر لفتق البقع السوداء والبثور المتقيحة والدمامل. وكذلك تخريم الإذن، للبنات لوضع الحلق.


12. طاسة الرعبة: غالبا ما تكون الطاسة مصنوعة من النحاس، او النحاس المطلي بالقصدير، ونادرا ما تكون من الفضة، وتكون دائرية الشكل بقطر 10سم، وبعمق 5سم تقريباً. ويحفر على الجدران الداخلية آية الكرسي، وعلى الجدران الخارجية بعض اسماء الله الحُسنى. يوضع فيها الماء، ويُسقى منها المريض المرعوب، ويبرأ بإذن الله تعالى.


13. الحجاب: كان المختص بهذه المهنة يكتب بعض آيات من القرآن الكريم والأدعية على ورقة. وبعضهم يكتب أسماء وطلاسم غير معروفة باللون الاحمر على ورقة بيضاء، ويضعها في مظروف صغير الحجم يربطه المريض بكتفه أو يعلقه برقبته، رجاء الشفاء من الأذى والعين والسحر.


لقد كان لدى الناس في الوسط الشعبي حسّ بوسائل الوقاية والعلاج من الأمراض، وكانوا يعتقدون انه بالامكان تجنب بعض الأمراض او الوقاية منها اذا اتخذت بعض الاحتياطات، ومنها:

  • - إدراك أهمية النظافة ودورها في الوقاية من الأمراض. فكانت الام تتجنب ادخال امراة غير نظيفة الى بيتها خوفا على طفلها
  • - كانت المرأة التي لديها طفل صحيح لا تزور امرأة أخرى لديها طفل مصاب، خوفا من العدوى وانتقال المرض الى ابنها.
  • - ذكر اسم الله، (كقولها بسم الله) عند حمل ابنها او الدخول الى البيت، او الى غرفة خالية، لتجنب شر الجن والعفاريت
  • - استعمال "الحجاب" كاجراء وقائي ضد الجن والعين الحاسدة لما لهما من قدرة على ايقاع المرض
  • - تناول الاشربة الساخنة المحضرة من الاعشاب (مثل الميرمية، البابونج، اليانسون، الشومر..)، وكذلك تناول العسل بانتظام، لإيمانهم انها تفيد ضد الإصابة بالامراض.
  • - دهن جلد المولود بالزيت والملح، وتدفئته جيدا
  • - التحويط: أي إحاطة الإنسان بقدرة الله، كأن يقال للشخص المراد وقايته "حوطتك بالله" أي طلبت من الله أن يحيطك بحمايته.
  • - التبخير: أي حرق البخور وما شابهه لطرد الأرواح الشريرة.
  • - كما اهتمت النساء بالخرزة الزرقاء، اعتقادا منهن انها تدفع الاذى عن البيت او الاولاد. فكانت تعلّق الخرزة الزرقاء على باب البيت وعلى صدر الطفل الصغير. وسرُّ اهتمام النساء بالخرز يعود إلى الجهل والسذاجة وإلى الإيمان بآراء ومعتقدات خاطئة موروثة عن أمهاتهن وجداتهن. كما كانت تعلق على البيت حذوة الفرس لدفع الاذى والعين الحاسدة عن البيت وأهله.


وقبل افتتاح او عيادة طبية في قلقيلية، كانت هناك زيارات غير منتظمة لأطباء من يافا، الذين كانوا يأتون الى بيت او ديوان المختار في قلقيلية، ويرسل المختار شخصا لينادي في الناس ويبلغهم بوجود الطبيب، ويدعوهم الى التوجه الى بيت المختار، وكان العلاج مع بعض الدواء يقدم مجانا في الغالب.


كما كان المختار يرسل المنادي ليبلغ الناس عندما يكون هناك تطعيم للأطفال او ضد احد الأمراض المعدية. وكان ياتي لهذه الغاية عددا من الممرضين والممرضات من يافا او من نابلس.


وحتى بعد ظهور الطب الحديث في قلقيلية، لم يتوقف استخدام الطب الشعبي في علاج العديد من الأمراض، خاصة تلك الأمراض العارضة التي لا تحتاج الى اخذ علاج كيماوي، مثل وجع الرأس او البطن او الاسهال. وكذلك تلك الأمراض التي فشل العلاج الكيماوي في شفاءها، فيتجه الناس في هذه الحالة للبحث عن وصفات في الطب الشعبي لعلاجها. كما ان البعض يتوجه الى العلاج بالطب الشعبي لعدم قدرته - نظرًا لأوضاعه الاقتصادية الصعبة- على تغطية تكاليف العلاج الكيماوي الباهظة.

2) الطب الحديث:

بعد اندلاع حرب عام 1948م بدأ الانحسار التدريجي لاستخدام العلاج التقليدي، عندما افتتحت أول عيادة طبية في قلقيلية وكانت تديرها جمعية الاتحاد النسائي ، والتي كانت تقدم الإسعافات الأولية، والتطعيم ضد الأمراض المعدية.


وكانت العيادة عبارة عن غرفتين مع مرفقاتها، وكان من المفترض ان تستخدم كمدرسة، حيث بنيت على ارض تابعة للبلدية وبتمويل خاص منها، لكن ظروف الحرب اقتضت ان تتحول هذه المدرسة الى مركزا للإسعافات الأولي. وكان يشغله الجيش العراقي، ويشرف عليه الاتحاد النسائي الذي تشكل في أواخر أيام الانتداب البريطاني. وبعد رحيل الجيش العراقي اثر نكبة عام 1948م، طلب الحاج عبد الرحيم السبع رحمه الله من الصليب الأحمر إدارة مركز الإسعاف، وبدأ الصليب الأحمر الدولي وبالتعاون مع الاتحاد النسائي بتقديم خدماته الصحية، والتي كانت تقتصر على الإسعافات الأولية. ونظرا لعدم توفر خدمات صحية مناسبة لأهالي قلقيلية، سافر عبد الرحيم السبع في بداية عام 1950 الى بيروت، وكانت مركزا لوكالة الغوث (الانروا) في الشرق الأوسط، وطلب من مسؤوليها تحويل مركز الاسعاف الاولي من إدارة الصليب الأحمر، الى إدارة وإشراف وكالة الغوث، ليتسنى لها تقديم الخدمات الصحية للمواطنين بشكل لائق. ومنذ ذلك الوقت تولَّت وكالة الغوث الإشراف على هذا المركز وتحويله إلى مستشفى، عام 1950م، وهو العام الذي تشكلت فيه وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين.


وكان المستشفى كما أسلفنا يتكون من غرفتين- غرفة للرجال وآخرى للنساء- والحقت بهما فيما بعد غرفة للعمليات الجراحية، ومع مرور الوقت اخذ المستشفى يتسع ويتطور اكثر فاكثر حيث أضيفت إليه العديد من الأبنية والعيادات الطبية والمخبرية وتصوير الأشعة وغرفة جديدة للعمليات الجراحية، وعيادة العلاج الطبيعي. واستحدث فيه ايضا قسم خاص للولادة- بإشراف السيدة فاطمة القبّج، ومبنى جديد للاطفال. كما تم تحسين الخدمات فيه، حيث زوّدت كل الغرف والاقسام بشبكات التدفئة والتبريد، وذلك بفضل المساعدات التي قدمتها بعض دول الاتحاد الأوروبي، وأهل الخير من أبناء قلقيلية، حتى غدا المستشفى بمستوى المستشفيات الحكومية، وان لا زال تنقصه بعض الأقسام المهمّة، مثل وحدات العناية المركّزة (ICU)، وبعض الكوادر الطبية المتخصصة.



ومن أشهر الأطباء الذين توالوا إدارة المستشفى إلى جانب القيام بمهامهم الطبية:

  • د. على عاقلة وهو أول طبيب ومدير للمستشفى واستمر في عمله كذلك حتى عام 1956م
  • د. جلال المصري من عام 1956-1963م
  • د. فيصل عبد الرحيم السبع من عام 1963-1990م

وقد تولى إدارة المستشفى عدة أطباء منذ تقاعُد الدكتور فيصل السبع، إما المدير الحالي للمستشفى فهو الدكتور فهمي الحشاش، الذي تولى مهامه عام 1998م.

 
وتشتمل الخدمات التي يقدمها المستشفى على ما يلي:
  • عيادات التخصص وتشمل: الجراحة، الباطني، النساء والتوليد والأطفال
  • العيادة العامة: تضم العيادات التخصصية كالسكري، ومركز رعاية الأمومة والطفولة، برامج الطب الوقائي والتثقيف الصحي.
  • الخدمات المساعدة: وتشمل المختبر، قسم الأشعة والصيدلية ومركز الإسعاف والعلاج الطبيعي.

ويفتقر مستشفى الوكالة في قلقيلية، كما هو حال المستشفى الحكومي، إلى وحدة للعناية المكثفة Intensive Care Unit، حيث يتم تحويل الحالات الطارئة إلى مستشفيات نابلس، وقد تسوء حالة المريض كثيراُ وهو في طريقه إلى نابلس، بسبب طول الوقت الذي يستغرقه نقل المريض إلى هناك، خاصة في ظل الظروف الحالية، ووجود الحواجز العسكرية الإسرائيلية، التي تعرقل حرية الحركة والتنقل على الطريق بين قلقيلية ونابلس.


لذا تهيب قلقيلية بأبنائها الكرام، ممن انعم الله عليهم من واسع فضله، التبرع لبلدهم قلقيلية لتجهيز وحدة للعناية المكثفة (ICU) في مستشفى الوكالة في قلقيلية، حيث أن هذا المستشفى يقدم خدماته الطبية شبه المجانية لحملة كرت الوكالة، والذين يصل عددهم في مدينة قلقيلية وحدها إلى 32078 شخصا، يضاف إليهم 6659 شخصا من حملة كرت الوكالة في قرى محافظة قلقيلية، وذلك حسب بيانات إحصاء السكان لعام 2007م. كما يقدم مستشفى الوكالة خدماته الطبية لكل محافظات الشمال، حيث انه المستشفى الوحيد لوكالة الغوث في شمال الضفة الغربية.


وتقدَّر تكلفة تجهيز مثل هذه الوحدة بما يلزمها من أجهزة ومعدات طبية حديثة نحو 70 ألف دينار أردني، أي ما يعادل 100 ألف دولار أمريكي.

دائرة الصحة في قلقيلية

توجد حاليا في قلقيلية العديد من المؤسسات الصحية – حكومية، خاصة، ووكالة الغوث. وتشمل المؤسسات الحكومية على مديرية الصحة، مستشفى الطوارئ في قلقيلية، والعيادات الصحية في العديد من قرى محافظة قلقيلية.


وتشتمل الخدمات الصحية التي تقدمها مديرية الصحة في قلقيلية على ما يلي:

  • 1. العيادة العامة
  • 2. عيادات الاختصاص – السكري، أمراض باطنية، العيادة النفسية، الأطفال، النسائية والحمل.
  • 3. رعاية الأطفال والحوامل
  • 4. الطب الوقائي
  • 5. صحة البيئة – وتشمل التفتيش الصحي ومراقبة الأغذية والمياه
  • 6. الثقافة الصحية
  • 7. إحصاء الوفيات والمواليد
  • 8. قسم المختبر والصيدلية
  • 9. متابعة العيادات الخاصة والمختبرات والصيدليات والمراكز الصحية ومنحها التراخيص اللازمة بعد استيفاء الشروط المطلوبة، وكذلك متابعة المراكز والعيادات الصحية في المحافظة، والاشراف على المستشفى الحكومي.


وتتبع مديرية الصحة ثلاث عيادات، وهي العيادة المركزية في المبنى الجديد للصحة في شمال قلقيلية، العيادة الشرقية حي كفر سابا، والعيادة في مركز الصحة القديم، الذي يقع مقابل ديوان آل داود الجنوبي، والذي انشآ عام 1972م على انقاض مبنى بلدية قلقيلية القديم، ومطحنة القمح وبئر المياه الرومية. 


ومن المؤسسات، والعيادات والمراكز الصحية الموجود في قلقيلية ما يلي:

1. الإغاثة الطبية:

تأسست عام 1987م على أيدي مجموعة من الأطباء المتطوعين من اجل رفع المستوى الصحي لسكان المحافظة. وتقدم الإغاثة الطبية العديد من الخدمات الطبية، مثل الطب العام، الأمراض الجلدية، الأمراض الباطنية، الإرشاد النفسي، المختبر والتحاليل الطبية، عيادة السكري، العيادة النسائية، طب العيون.

2. المركز الصحي:

تم تأسيسه عام 1990م ضمن مؤسسات اتحاد لجان العمل الصحي. ويقدم المركز الخدمات التالية:

  • عيادات الطب العام
  • العيادات التخصصية
  • الخدمات المساعدة – المختبر والتحاليل الطبية
  • التثقيف الصحي

ويقدم المركز الصحي الخدمات الطبية بأسعار مخفضة ويستضيف أشهر الأطباء في مختلف التخصصات بشكل دوري.


3. مستشفى الأقصى التخصصي:

انشأ عام 2000م، كمركز للعيادات التخصصية، وتم تطويره إلى مستشفى تخصصي عام 2002م وأخذت تجرى فيه بعض العمليات الجراحية، ويُستضاف فيه العديد من الأطباء المتخصصين في كافة التخصصات، وفق مواعيد محددة، ويضم العديد من الأسرَّة للمرضى، وغرفة للعناية المركزة.

4. جمعية الهلال الأحمر:

تأسست عام 1994م، وكان يرأسها منذ تأسيسها الأستاذ عصام حسين عبد الله صبري،. وتقدم هذه الجمعية بعض الخدمات الصحية- كالإسعافات الأولية وفيها بعض العيادات التخصصية، ومختبر للتحاليل الطبية. كما وتمتلك الجمعية العديد من سيارات الإسعاف، وعيادة طبية متنقلة. وتقوم سيارات الإسعاف بنقل الحالات الطارئة إلى المستشفيات المحلية مستشفيات نابلس وطولكرم، وفي بعض الحالات إلى المستشفيات الإسرائيلية . 


5. عيادات لجنة الزكاة:

تأسست لجنة الزكاة عام 1982م، وباشرت منذ تأسيسها العمل على خدمة قلقيلية وقراها بالخدمات الطبية، فعملت على إنشاء مستوصف الشفاء الإسلامي الذي يقدم الخدمات الطبية المجانية للفقراء، وبسعر رمزي للآخرين، وأصبح هذا المستوصف صرحا طبيا مميزا بعد أن استحدثت فيه مختلف العيادات التخصصية ومركزا متطورا للأشعة وآخر للفحوصات المخبرية.


مستشفى الدكتور درويش مصطفى نزال للطوارئ.

وقد انشأ مستشفى الطوارئ خلال انتفاضة الأقصى عام 2001م، بسبب الحاجة الملحة للخدمات الطبية الطارئة، التي أملتها أحداث الانتفاضة، ويقدم الخدمات الطبية والجراحية لسكان المحافظة، ويتم تحويل الحالات الطارئة إلى مستشفيات نابلس ورام الله او إلى المستشفيات الإسرائيلية.


6. المستشفى الحكومي:

في عام 2004م شرعت بلدية قلقيلية بجمع التبرعات من المواطنين لشراء قطعة ارض بمساحة 10 دونومات، وباشرت ببناء المستشفى الحكومي، حيث ان قلقيلية هي المدينة الوحيدة من بين مدن الشمال (نابلس، طولكرم وجنين) التي لا يوجد بها مستشفى حكومي.


وقد اكتملت أعمال البناء والتشطيب عام 2008م، وتم تزويد المستشفى بالمعدات الطبية اللازمة، وتوفير الكوادر البشرية من أطباء وإداريين وفنيين. وتم إطلاق اسم الدكتور درويش مصطفى نزال رحمه الله على المستشفى الجديد، تكريما له، وتخليدا لذكراه الطيبة، وتفانيه في خدمة ابناء بلده- قلقيلية.

وتم الافتتاح الرسمي للمستشفى في شهر نيسان2009 بحضور وزير الصحة ورئيس الوزراء د. سلام فيَّاض.


7. جمعية قلقيلية للتأهيل:

تأسست عام 1993م بهدف خدمة المعاقين في محافظة قلقيلية، ومحافظات الشمال. ويستفيد المئات من المعاقين من خدمات الجمعية. ومن الأهداف الأساسية التي إشتمل عليها النظام الداخلي للجمعية وتعمل على تحقيقها:

  • تقديم خدمات العلاج الطبيعي بأحدث الأجهزة
  • توفير الرعاية الاجتماعية والتربوية الخاصة للمعاقين
  • توفير الأدوات والوسائل المساعدة للمعاقين
  • العمل على تأهيل المعاقين مهنيا ووظيفيا ودمجهم في المجتمع


وفي عام 1996م قامت الجمعية بتطوير عدة مرافق فأحدثت مركز اللياقة البدنية، مركز الرعاية والتأهيل للمعاقين، مركز العلاج الطبيعي وقسم العلاج بالبخار – الساونا.


تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. غير معرف8/02/2020

    شكرا على هذا المقال الشامل عن العلاج قديما وحديثا

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال