الحاج عبد الرحيم محمد السبع
نسب عبدالرحيم السَّبع
هو عبد الرحيم محمد السبع، من عشيرة شريم إحدى العشائر الفلسطينية التي تقطن حالياً في قلقيلية والتي نزحت من جنوب مدينة مكة إلى قرية الدوايمة ومنها استقرت بمدينة قلقيلية .
وكل من عشيرة شريم وعشيرة نزال وعشيرة داوود تنتسب إلى (علي الغماري الصوفي) المدفون في بلدة الدوايمة وهو من أصل مغربي ، وقبل رحيل هذه العشائر إلى مدينة قلقيلية كانت تقطن في بلدة باقة الحطب شمال شرق قلقيلية؛ بين قريتي حجة وكفر عبوش ، حيث مكثوا فيها فترة من الزمن، ولهم جد واحد اسمه "داوود الأكبر" ، ثم هاجروا إلى طيرة بني صعب ، ومنها إلى قرية صوفين (من احياء قلقيلية اليوم)، وفي النهاية استقروا في مدينة قلقيلية سنة 1222 هـ .
نبذة عن حياة عبدالرحيم السَّبع
ولد في بلدة قلقيلية عام 1893م ، درس في كتّابها على يد الشيخ "محمد العورتاني" وأخذ عنه دروساً في اللغة العربية والقرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة ، وبعد ذلك التحق بالعسكرية العثمانية، كما التحق بها "إبراهيم صالح هلال" و "حسين أحمد هلال" .
ورث مهنة الزراعة عن والده، وأصبح من أصحاب الأملاك ، حيث أنشأ في مدينة يافا شركة لتعبئة الحمضيات حملت اسم "السبع وعاشور لتصدير الحمضيات" ، وكانت الشركة تصدّر الحمضيات إلى الدول الأوروبية وخاصة بريطانيا.
وظائف عبدالرحيم السَّبع
رئاسته للمجلس المحلي في مدينة قلقيلية
بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، واحتل الإنجليز فلسطين من العثمانيين تشكلت في فلسطين إدارة عسكرية ثم مدنية لإدارة شؤون البلاد ، وعينت السلطات الشيخ "محمد القلقيلي" رئيساً للمجلس المحلي عام 1921م ، وفي عهده بُني خزان للماء بجانب البئر الرومانية الموجودة في المنطقة ، وتم تركيب محرك لضخ المياه من البئر التي بني بجوارها أيضاً طاحونة تدور بقوة المياه .
وفي عام 1923م قدم الشيخ "محمد القلقيلي" استقالته، وأمر الحاكم العسكري الإنجليزي بتشكيل مجلس محلي جديد يتم فيه التناوب على رئاسة المجلس بين العائلات مدة سنتين، وذلك بناء على طلب تقدم به الأهالي ، فانتخب المرحوم "حسين هلال" واستمرت مدة رئاسته حتى عام 1925م .
وفي عهده صُمم خزان الماء في القرية، وشيدت غرفة كاتب البلدية ، وفي عام 1927م تسلم رئاسة المجلس المرحوم "نمر السبع" الذي أكمل شبكة تمديدات المياه ، وبنى غرفة البلدية وغرفة البريد الذي استحدث لأول مرة عام 1929م.
كان رجلاً صالحاً تقياً محباً للخير والبر والإحسان ، وبعده تولى رئاسة المجلس شقيقه الحاج "عبد الرحيم السبع" عام 1938م واستمر في الرئاسة حتى عام 1956م ، وشهدت قلقيلية طوال الفترة التي تولاها رئيساً لبلدية قلقيلية ( وهي ثمانية عشر عاماً ) تقدماً كبيراً في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تلك الفترة .
وفي عهده تم انجاز عدة مشاريع، منها بناء الدورات الصحية للمسجد القديم ، ومد شبكة مياه الصرف الصحي للبلدة ، ومد شبكة مياه الشرب و إدخالها إلى كل منزل ، وفتح سوق للمواشي، و بناء المدرسة السعدية للذكور (مدرستا الإسراء وبنات قلقيلية الأساسية حالياً ) ، وشق الطرق وتعبيد الشوارع الرئيسية، وتوسيع مدرسة البلدة بإضافة خمس غرف، واستحداث عيادة صحية للعيون وأخرى لرعاية الأطفال ، وترميم الوادي الجنوبي للبلدة .
تحويل المجلس المحلي إلى مجلس بلدي
في عهد الحاج عبد الرحيم السبع تحول المجلس المحلي عام 1955م إلى مجلس بلدي ، فكان رحمه الله أول رئيس للمجلس البلدي ، اذ كان للناس حق الاقتراع واختيار أعضاء المجلس وجرت أول انتخابات للمجلس البلدي عام 1959م .
نشاط عبدالرحيم السَّبع السياسي
كان للمرحوم عبد الرحيم السبع نشاط سياسي فعّال في مجالات كثيرة ، فقد ساهم في تزويد مناضلي قلقيلية والمناطق المجاورة بالسلاح والمواد التموينية ، وقد شارك هؤلاء المناضلون في القتال إلى جانب القوات العراقية وجيش الإنقاذ في معارك عدة . مثل معركة كفر سابا ، و بيار عدس ، ورأس العين ، ومعركة الطيرة ، و كوفيش . كما كان الأطفال يقومون بجمع المواد التموينية للمناضلين من بيوت البلدة ، كالخبز والزيت والزعتر واللبن و الجبنة وكل ما تجود به نفوس الأهالي .
وحدثني نجل الفقيد "وليد السبع – أبو رامي" أن البدو من سيناء كانوا ينقلون على الجمال الطلقات النارية إلى قلقيلية ويبيعون كل طلقة بخمسة قروش، وحيث إن الطلقة تصنع من مادة النحاس فإنها تتعرض نتيجة التخزين السيئ والرطوبة إلى الأكسدة، وهي ما يسمى "بالجنزارة" وكان يجب تنظيف الطلقات لأن عدم تنظيفها يتسبب في إتلاف سبطانة البندقية (القناة التي تخرج منها الطلقة) ، حيث كان الأطفال يقومون بمهمة التنظيف باستخدام قطعة من القطن مع اللبن الرائب ، وبعد تنظيفه وإزالة الجنزارة عنه يوضع في السلال ويتم توزيعه على كل المجاهدين في منطقة قلقيلية .
قبل حرب عام 1948م اشترت بلدية قلقيلية مدرعتين مصفحتين من صناعة محلية – يعتقد أنها من صنع شركة الحديد والسكب في يافا ، كما أنها اشترت رشاش "برن" .
حوادث في حياة عبدالرحيم السَّبع
وقد حدثني نجل الفقيد أنه حضر مجاهد من العراق اسمه "أنور رشيد" وآخر يوغسلافيً في معركة بيار عدس ومعركة رأس العين، وقد استشهد هذان المجاهدان في معركة كفر سابا ودفنا في ساحة مقام النبي يامين، ووضع على القبرين حجارة كتب عليها اسما الشهيدين ، وبعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967م سمحت سلطات الاحتلال عام 1970م لأهالي الضفة الغربية بحرية الدخول إلى فلسطين المحتلة عام 1948م وذهب الحاج "محمود السبع" – أبو أسامة – لزيارة مقام النبي يامين وقراءة الفاتحة على أرواح الشهيدين، لكنه لم يجد القبرين ولا أي أثر لهما، فقد أزالهما المحتلون الصهاينة بعد ضم أراضي قلقيلية ومنطقة المثلث إلى العمق الإسرائيلي بموجب اتفاقية (رودوس) عام 1949م .
ويذكر الحاج "وليد السبع" أن أحد أقربائه وهو المرحوم "أحمد الذرة – أبو شريف – ذهب إلى العراق عام 1989م وكان قد جلس مع بعض أصدقائه العراقيين على مقهى شعبي ، وإذا بعجوز تأتي إلى المقهى وهي تتكئ على عكازين وتقول إنها سمعت أن أحد الفلسطينيين موجود في المقهى وأنها تريد أن تعرف من هو ، فاستغرب الجميع سؤالها ، وقال لها أبو شريف إنه من فلسطين، فسألته المرأة من أي بلد في فلسطين ؟ فأجابها أنه من قلقيلية، فأخذت المرأة تبكي بحرقة وهي تقول إن ابنها "أبو رشيد" قد استشهد في قلقيلية ، وكان الموقف مؤثراً كثيراً حيث أجهش جميع الحاضرين بالبكاء .
وذكر أيضاً الحاج "وليد السبع" أنه بعد احتلال اليهود لكوفيش ، حضر إلى قلقيلية القائد "عبد الكريم قاسم" وكان آن ذاك قائد القوات العراقية المتمركزة في قرية ( كفر قاسم ) والتقى بالحاج عبد الرحيم السبع وقال له "أبو الفاروق ...... القيادة بتقول ماكو أوامر ، وأنا على مسؤوليتي أقول آكو أوامر" وأصدر أوامره للقوات العراقية بالهجوم على كوفيش ، واستشهد من العراقيين أربعة عشر جندياً وكثير من أبناء قلقيلية ، ودفن الجنود العراقيون في مقبرة قلقيلية ، وبعد أسبوع قام الجيش العراقي بنبش القبور ونقل الجثث إلى منطقة عسكرية شرقي مدينة نابلس ، حيث دفن فيها العشرات من الجنود العراقيين وأقيم فيها نصب تذكاري للجندي المجهول .
ويذكر المؤرخ الفلسطيني "عارف العارف" أنه زار بغداد عام 1953م والتقى العقيد الركن "شاكر محمود شكري" آمر الفوج الآلي الذي أدار هذه المعركة ، وسأله عن معركة (رمات هاكوفيش) فأجاب : "إن هذه المعركة خير دليل على تعاون الفلسطينيين والعراقيين ، وعلى الجرأة والإخلاص والروح العالية التي تحلى بها أهالي قلقيلية ، وفي مقدمتهم رئيس البلدية السيد عبد الرحيم السبع " .
ويذكر أيضاً أن القائد "عبد الكريم قاسم" كان يحضر إلى بيت الحاج "عبد الرحيم السبع" ويجلس هو وبعض الضباط أمام البيت ، ويجتمع الجيران ووجهاء قلقيلية ليستمعوا إلى آخر أخبار الحرب .
ويذكر وليد السبع – أبو رامي – أن القائد عبد الكريم قاسم قال إن الشعب العراقي خرج ليودع القوات العراقية الذاهبة إلى فلسطين ، وكان من بين المودعين امرأة ألقت قصيدة في توديع الجيش العراقي أسمعها القائد عبد الكريم للحاضرين ، ويذكر "أبو رامي" بعض الأبيات التالية منها :-
خذوني للوغى معكم خذوني ممرضة لجراحكم حنونا
وإن لم تأخذوا فخذوا ردائي به شدوا الجراح إذا دمينا
مقابلة مع الملك عبد الله
كان للفقيد الحاج عبد الرحيم السبع صلة وثيقة مع الملك عبد الله وحفيده الملك حسين ، فعندما ضمت إسرائيل إليها مساحة كبيرة من الأراضي العربية في حرب عام 1948م تزيد عن نصف مليون دونم عن ما كان مقرراً لها في قرار التقسيم الصادر عن مجلس الأمم المتحدة عام 1947م ، وبعد انتهاء الحرب في شهر كانون الأول من عام 1948م ، بدأت المفاوضات بين العرب واليهود في جزيرة "رودوس" في شهر كانون الثاني من العام نفسه تحت إشراف الأمم المتحدة، وكان خط الهدنة المقرر حسب الخرائط المعدة للمفاوضات يمر من شرقي قلقيلية، أي أن قلقيلية كانت ستضم إلى إسرائيل ، وقد علم بذلك الحاج عبد الرحيم السبع من بعض المسؤولين الأردنيين، فتوجه مع وفد من وجهاء قلقيلية لمقابلة الملك عبد الله، وطلبوا منه أن تبقى قلقيلية عربية وأن لا تضم إلى العمق الاسرائيلي ، فأجاب الملك عبد الله موجهاً كلامه إلى الحاج عبد الرحيم السبع " يا سبع ... ستبقى قلقيلية عربية" فقال عبد الرحيم السبع " يا جلالة الملك، نريد قلقيلية وأملاكها مع الأردن" فأجاب الملك عبد الله " يا سبع ... ستبقى قلقيلية وأملاكها عربية".
وعندما عقدت الحكومة الأردنية اتفاقية الهدنة مع إسرائيل في جزيرة "رودوس" بتاريخ 3/4/1949م طلب "غلوب باشا" (إنجليزي) رئيس أركان الجيش الأردني من القوات العراقية الانسحاب إلى شرق خط الهدنة ، وقام ممثلون عن الأردن وإسرائيل ومندوبو الأمم المتحدة بوضع إشارات لتحديد خط الهدنة ، فتبين أن كل أراضي قلقيلية الواقعة غربي سكة الحديد أصبحت جزءا من أراضي الدولة العبرية ، بينما ضمت قلقيلية البلد إلى الأردن .
زيارة الملك عبد الله وحفيده الملك حسين
في عام 1950م زار الملك عبد الله الأول قلقيلية ، كما زارها حفيده الملك حسين عام 1955م وقد استضافهما الحاج عبد الرحيم السبع في بيته ، وأقام على شرف زيارتهما الولائم التي شهدها وجهاء و مخاتير قلقيلية وقراها، إلى جانب العديد من المسؤولين الأردنيين .
هذا على الصعيد السياسي، أما على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والصحي فقد أنشئ مستشفى وكالة الغوث وذلك عام 1950م ، وهو العام الذي تشكلت فيه وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين ، وكان قد بُني على أرض البلدية على أساس أن يكون مدرسة ، ولكن ظروف الحرب اقتضت أن يكون مركزاً للإسعافات الأولية وكان يشغله الجيش العراقي ، ويشرف عليه الاتحاد النسائي الذي تشكل في أواخر الانتداب البريطاني .
وبعد وصول الجيش العراقي إثر نكبة عام 1948م ، طلب الحاج عبد الرحيم السبع من الصليب الأحمر إدارة مركز الإسعاف ، وبدأ الصليب الأحمر الدولي بالتعاون مع الاتحاد النسائي يقدم خدماته الصحية التي كانت تقتصر على الإسعافات الأولية فقط؛ نظراً لعدم توفر خدمات صحية مناسبة لأهالي قلقيلية.
سافر عبد الرحيم السبع في بداية عام 1950م إلى بيروت، وكانت مركزاً لوكالة الغوث في الشرق الأوسط وطلب من مسؤوليها تحويل الإسعاف من إدارة الصليب الأحمر إلى وكالة الغوث ليتسنى لها تقديم الخدمات الصحية بشكل لائق، ومن ذلك الوقت تولّت وكالة الغوث الإشراف على هذا المركز وتحويله إلى مستشفى.
وكان المستشفى يتألف في بداية الأمر من غرفتين ، وقامت الوكالة بتوسيع المستشفى وأضافت إليه بعض الأبنية والعيادات وغرفة للعمليات الجراحية ، وكان أول طبيب مدير لمستشفى الوكالة هو الدكتور "علي عاقلة" رحمه الله . ولذلك فقد شهد المستشفى في عهد الحاج عبد الرحيم السبع نهضة وتقدماً ملحوظاً من جميع النواحي .
نشاط عبدالرحيم السَّبع الاجتماعي
وللفقيد مواقف صلبة من الناحية الاجتماعية ، فعلى أثر حرب عام 1948م والمجازر التي قامت بها العصابات الصهيونية لتشريد الفلسطينيين لجأ إلى قلقيلية أكثر من ثلاثة آلاف من المهجّرين من المناطق الفلسطينية المجاورة ، مثل كفر سابا ، مسكة ، بيار عدس ، قرية الحرم (حرم سيدنا علي)، وعرب أبو كشك ، وغيرهم . وعندما قامت وكالة الغوث بتوزيع بطاقات المؤن على اللاجئين في قلقيلية ، طالب الحاج عبد الرحيم السبع وكالة الغوث بمنح أهالي قلقيلية الأصليين كرت المؤن للاستفادة من خدمات الوكالة؛ لأنهم انتكبوا بسبب فقدان جميع أراضيهم الساحلية الخصبة الواقعة وراء خط الهدنة (سكة الحديد) وليكون إثباتا لنزوح أهالي قلقيلية عن أراضيهم التي أصبحت جزءاً من العمق الاسرائيلي ، وهكذا استفاد أهالي قلقيلية – وما يزالون – من الخدمات الصحية والتموينية والتعليمية التي تقدمها وكالة الغوث لنسبة كبيرة من الفلسطينيين في الداخل والخارج .
ومن جهوده أيضاً أن المركبات كانت قبل عام 1948م تسلك طريق طولكرم للسفر إلى نابلس ومنها إلى يافا وبالعكس ، حيث لم تكن هناك طريق معبدّة بين قلقيلية و نابلس ، وبعد قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي وانقطاع الطريق بين طولكرم و قلقيلية طالب الحاج عبد الرحيم السبع المسؤولين الأردنيين بتعبيد الطريق بين نابلس وقلقيلية والطريق الشرقي إلى طولكرم ، فكان له ما أراد .
نشاط عبدالرحيم السَّبع الاقتصادي
بعد حلول النكبة وهجرة أهل المناطق المدمّرة إلى قلقيلية تردت الأوضاع الاقتصادية هناك وكان على أهالي قلقيلية أن يشمروا عن سواعدهم، وبدؤوا باستصلاح أراضيهم الجبلية وزراعتها بأشجار البرتقال ، حيث إن الخبرة الجيدة في زراعتها ورعايتها متوفرة لديهم، لكن المشكلة كانت تكمن في شح الأموال اللازمة للمباشرة في استصلاح الأراضي وحفر الآبار الارتوازية ، أدرك الحاج عبد الرحيم السبع حاجة أهالي قلقيلية الماسة لهذه الأموال فتوجه إلى مؤسسة الإقراض الزراعي في القدس ، وكان مديرها السيد "إبراهيم كعيبني" وكانت هذه المؤسسة ممولة من دول أوربية تهدف إلى إنعاش الخطوط الأمامية في الزراعة ، وطلب من مديرها افتتاح مكتب لها في قلقيلية لتقديم القروض الميسرة للمزارعين، وكان ذلك في السنوات الأولى من الخمسينات ، وحصل أهالي قلقيلية على الأموال اللازمة للنهوض ببلدهم من جديد ، فاستصلحوا الأراضي وحفروا الآبار وزرعوا أشجار البرتقال . وقد ساعدهم أيضاً أبناؤهم الذين كانوا يعملون في الكويت والسعودية فأرسلوا لهم ما استطاعوا إليه سبيلا ، وما هي إلا بضع سنوات حتى أصبحت قلقيلية من أكثر منتجي البرتقال في الضفة الغربية في العهد الأردني ، واستطاعت قلقيلية والقرى التابعة لها أن تصدّر ما يزيد عن خمسة وعشرين ألف طن من البرتقال إلى الأردن ودول الخليج العربي وذلك في منتصف الخمسينات.
لم يكن الحاج عبد الرحيم السبع ليُثقل كاهل ميزانية بلدية قلقيلية التي كانت مداخيلها محدودة ، بل كان يغطي هذه المصاريف من جيبه الخاص ، كما أن تنقلاته وسفرياته في الداخل والخارج كان يغطيها أيضاً من جيبه الخاص، رحمه الله .
وفاة عبدالرحيم السَّبع
انتقل الحاج عبد الرحيم السبع إلى رحمة الله تعالى عام 1956م عن عمر يناهزثلاثة وستين عام قضاها في خدمة بلده ووطنه ، وبعد حياة حافلة بالكفاح والعطاء مساهماً بكل ما بوسعه في سبيل خدمة بلده ووطنه وأمته ، ورفع راية وطنه العزيز ، وترك الأثر الطيب في قلوب أهالي قلقيلية وكل من عرفوه أو سمعوا عنه ، وأمًت ديوان آل شريم وفود التعزية من مختلف المناطق في فلسطين والأردن لتقديم واجب العزاء ، كما حضر لفيف من كبار المسؤولين الأردنيين للتعزية بالفقيد الكبير، وتخليداً لذكرى الحاج عبد الرحيم السبع أطلقت بلدية قلقيلية في عهد رئيسها المرحوم عاهد نزال عام1959م اسم عبد الرحيم السبع على الشارع الرئيسي في البلدة .
أبناء الحاج عبد الرحيم السبع
فيصل عبد الرحيم السبع :
ولد الدكتور فيصل السبع عام 1933م في قلقيلية ، ودرس في قلقيلية ثم أكمل دراسته في اسطنبول – تركيا – حتى تخرج عام 1959م حيث تخصص في الطب، وبعدها عاد من اسطنبول وعمل طبيباً في وكالة الغوث الدولية .
وفي عام 1962م استلم إدارة مستشفى قلقيلية وبقي مديراُ لها حتى عام 1990م ثم ارتقى إلى منصب رئيس أطباء منطقة الشمال في وكالة الغوث الدولية ، واستمر في هذا المنصب أربع سنوات متتالية حتى بلغ سن التقاعد ، وهو يعد أول طبيب في قلقيلية والذي تلاه كل من الدكتور عبد الله صبري ، و الدكتور محمد العورتاني ، و الدكتور درويش نزال .
الحاج وليد عبد الرحيم السبع :
ولد الحاج وليد السبع (أبو رامي) عام 1937م ، وكان أحد الوجهاء البارزين في قلقيلية حيث أنهى دراسته عام 1956م ثم التحق بمعهد الخضوري وتخصص في "الزراعة" . عمل بعد تخرجه مرشداً في وزارة الزراعة الأردنية ، ثم في دائرة الزراعة في الضفة الغربية ،وقد انتقل خلال عمله إلى عدة محافظات قبل أن يستقر أخيراً في قلقيلية مديراً لدائرة الزراعة فيها .
يعتبر الحاج وليد من رجال الأعمال البارزين في محافظة قلقيلية ، حيث زاول الأعمال الحرة بافتتاحه محلاً تجارياً في منطقة السوق لبيع المواد الزراعية ، ونجح في تحويله خلال سنوات قليلة إلى إحدى أكبر الشركات الزرعية التجارية في فلسطين
ترشح الحاج أبو رامي في قائمة الكتلة الوطنية لانتخابات الغرفة التجارية عام 1992م وبعد فوز الكتلة تم انتخابه من قبل الأعضاء الفائزين ليكون رئيساً للغرفة التجارية ، وقد ساهم الحاج أبو رامي وأعضاء الغرفة التجارية في تفعيل دور الغرفة التجارية بتقديم خدمات ساهمت في النهوض بالقطاع الصناعي والتجاري والزراعي في المحافظة حيث إنه كان مدير دائرة الإنشاءات الزراعية .
وفي شهر تموز من عام 2011م جرت أول انتخابات للغرفة التجارية في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية ولم يترشح الحاج أبو رامي لهذه الانتخابات نظراً لرغبته في التفرغ لإدارة أعمال شركته الزراعية وهي "شركة السبع انترناشونال" ، وفاز في هذه الانتخابات كامل أعضاء كتلة التطوير والتنمية ، واختير السيد إبراهيم نزال ليكون رئيساً للغرفة التجارية .
وفي تاريخ 1/9/2011م تم تكريم الحاج أبو رامي على جهوده في إدارة وتطوير الغرفة التجارية خلال رئاسته لها لمدة 19 عام وذلك في اليوم الذي تسلمت فيه كتلة التطوير والتنمية إدارة الغرفة التجارية .
وكان في عام 1996م قد تم اختياره ليكون عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني ، ولا يزال عضواً فيه حتى تاريخ إعداد هذا البحث ، كما أنه في عام 1999م تم اختيار الحاج أبو رامي ليكون عضواً في مجلس أمناء جامعة النجاح الوطنية ، ولا يزال حتى إعداد هذا البحث عضواً في المجلس . ولا ننسى أنه حتى تاريخ إعداد هذا البحث يشغل منصب رئيس جمعية أصدقاء جامعة القدس المفتوحة في قلقيلية .
فاروق عبد الرحيم السبع
وهو أكبر أبناء الحاج المرحوم عبد الرحيم السبع والذي ولد عام 1932م عاش وترعرع على أرض مدينة قلقيلية ، وعمل مدرسا حتى وصل إلى درجة مدير مدرسة قلقيلية الابتدائية قبل أن يتقاعد عن العمل ، ويعرف أنه من الأشخاص الطيبين المحب لأرضه ووطنه ، كما عرف عنه حسن الخلق واحترام الناس له ، وقد ورث عن والده حب العمل خدمة الآخرين وخلّد ذكرى والده بحسن التعامل والأخلاق الحميدة والروح العالية .
باقي الأبناء
- عصام : من مواليد 1936م ، وعمل مدرسا في المملكة العربية السعودية وهو الآن مقيم في مدينة عمّان في المملكة الأردنية الهاشمية .
- وائل : عمل مهندسا مدنيا في المملكة العربية السعودية ، وهو الآن مقيم في مدينة عمّان في المملكة الأردنية الهاشمية .
- نبيل : يعمل مديرا لشركة السبع للمواد الزراعية في مدينة قلقيلية .
- أكرم : وهو متوفى إلى رحمة الله تعالى .
- ماجد : وهو متوفى إلى رحمة الله تعالى .
الف ورحمة ونور على روح عبدالرحيم السبع مؤسس قلقيلية الحديثة
ردحذف