القائمة الرئيسية

الصفحات

برتقال وجوافة قلقيلية



برتقال قلقيلية

يعتبر البرتقال القلقيلي من أجود أنواع البرتقال التي تنتج في فلسطين، لامتلاء ثماره بشكل مناسب، وطعمه اللذيذ، ورائحته الزكية، ولارتفاع نسبة السكر، وانخفاض نسبة الحموضة، وقلة البذور فيه. ومن اشهر اصنافه: الكلمنتينا، والمندرينا، والشمّوطي، وابو سرّة، والبلانسي، وهي من اكثرها انتاجا، وتنضج في بداية فصل الصيف. 

برتقال قلقيلية

وكان أول من نهض وفكر في زراعة البرتقال في قلقيلية، المرحومان حسن العلي النصر، ومحمود بن مصطفى العلي، وهما من حامولة شريم، وقاما بحفر أول بئر ارتوازي عام 1881م في أراضي قلقيلية الساحلية، وباشرا بزراعة أول بيارة للبرتقال في قلقيلية. 

واهتم اهالي قلقيلية بشكل اكبر بزراعة البرتقال منذ بداية القرن الماضي، وقاموا بحفر عدة ابار ارتوازية لهذه الغاية، وبلغ عدد بيارات البرتقال عام 1942م حوالي 68 بيارة، قدرت مساحاتها بنحو ثمانية الاف دونم، وكان البرتقال يُنقل في سيارات الشحن الى مدينة يافا، ومن هناك يتم تصديره الى دول اوروبا، بعد ان يتم تعبئته وتغليفه من قبل شركات التعبئة المحلية.

ومن الجدير بالذكر ان مساحة الأراضي في السهل الساحلي، التي كانت مزروعة حتى اواخر عهد الانتداب البريطاني وصلت الى نحو 25 الف دونم، موزعة كالآتي: 10 آلاف دونم حمضيات، 4 آلاف دونم حبوب، 5 آلاف دونم خضراوات، و 6 آلاف دونم فواكه متنوعة وزيتون، ولم يتجاوز عدد السكان الـ 6500 نسمة في تلك الفترة، كما لم يزد المسطح العمراني لقلقيلية عن 300 دونم.
ويُعْزى كبر المساحة المزروعة بالحمضيات، وهي 10 آلاف دونم الى ارتفاع الجدوى الاقتصادية لهذا النوع من الزراعة في ذللك الوقت، حيث زاد الطلب المحلي على هذه المنتجات خاصة بعد تحسن وسائل النقل المواصلات، وشراء أهالي قلقيلية البعض منها، وكذلك إنشاء شركة "السبع وعاشور" في يافا عام 1930م، لتعبئة الحمضيات واعدادها للتصدير. وكانت الشركة تصدِّر الحمضيات الى الدول الأوروبية، وخاصة بريطانيا. 

بعد نكبة عام 1948م ونتيجة اتفاقية "رودُس" الموقعة عام 1949م، ومرور خط الهدنة من الجهة الغربية، تم فصل قلقيلية البلد عن اراضيها السهلية الغربية، وفصلها عن الكيان الجديد خط سكة الحديد الذي كان يصل بين تركيا وسوريا وفلسطين ومصر، والذي كان يمر وسط بساتينها وبمحاذاة بيوتها السكنية. وأصبحت أراضيها الواقعة غرب السكة والمتداخلة مع أراضي كفار سابا وجلجولية ورأس العين والطيرة ورعنانا ورمات غان أراضٍ محتلة، وصارت جزءاً لا يتجزأ من أرض دولة اسرائيل! ولم يبق بحوزة أهالي قلقيلية التي غدت تمثل أقصى امتداد عمراني للأرض العربية غير المحتلة نحو الغرب سوى سبعة دونمات من أراضي السهل الساحلي، مزروعة برتقالا وليمونا وبئرا ارتوازية واحدة "بئر عبد السلام".
امام هذا الواقع المؤلم وفقدان قلقيلية لأخصب أراضيها الزراعية لم يكن من خيار امامها سوى استغلال الاراضي المتبقية للزراعة، فزرعوا كل الأراضي الصالحة للزراعة، واستصلحوا ما امكنهم استصلاحه من أراض وعرة، حيث استطاعوا خلال العهد الاردني، وفي ظل الاستقرار الامني النسبي من استصلاح 5036 دونم، زرع منها 2500 دونم بالحمضيات (بسبب المردود الاقتصادي الجيد، والذي كان يتعدى 200 دينار للدونم الواحد.)، و500 دونم جوافا، و1000 دونم خضار مروية، و 500 دونم كروم عنب وتين وزيتون، و500 دونم محاصيل بعلية حقلية.
وما هي الا بضعة سنين بعد انقضاء غمامة "رودوس" حتى اصبح لاهالي قلقيلية عشرات البيارات من البرتقال، واكثر من ثلاثين بئرا ارتوازيا. واخذوا يصدرون انتاجهم من البرتقال إلى الأردن، والى دول الخليج العربي.
وحسب بيانات مديرية الارشاد الزراعي في قلقيلية، والتي كان يرأسها الحاج وليد السبع، صدرت قلقيلية وقراها عام 1966م نحو 25 الف طن من البرتقال الى الاردن ودول الخليج العربي.
وبعد احتلال اسرائيل للضفة الغربية عام 1967م، حصل تراجع في الاستخدام الزراعي، وذلك نتيجة لسياسة اسرائيلية منهجية ومنظمة لفك ارتباط الشعب الفلسطيني بالارض، من خلال استيعاب العمالة الزراعية والعاطلين عن العمل للعمل داخل الكيان الاسرائيلي، وتقاضيهم اجورا مضاعفة عما كانوا يحصلون عليه في الاقتصاد المحلي. وقد نجم عن ذلك ربط الاقتصاد الفلسطيني بنظيره الاسرائيلي برباط التبعية والاعتماد الكامل على الاقتصاد الاسرائيلي.
كما كان لارتفاع مستوى المعيشة بعد عام 1967م، اثر عكسي على الزراعة، حيث تناقصت مساحة الأراضي الزراعية في قلقيلية بسبب الزحف العمراني، الذى اتى على مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية، حيث وصلت مساحة المسطح العمراني لقلقيلية عام 2011م الى نحو 4.2 كم2، بسبب الزيادة السكانية العالية، وغياب السياسات المشجعة على الامتداد الراسي العمودي بدلا من الامتداد الافقي.
اقرا ايضا : الادوات الزراعية
 
واخذت زراعة الحمضيات تتراجع سنة بعد سنة حتى وصلت الى اقل من 100 دونم، وتضاعفت بالمقابل مساحة الاراضي المزروعة بالخضروات، عما كانت عليه قبل عام 1967م، بسبب تطور الزراعة في البيوت البلاستيكية، واستخدام اساليب الري الحديثة، مما ادى الى تلبية الطلب في السوق المحلي، وتصدير الفائض الى المدن المجاورة.
ويعود السبب في تراجع زراعة الحمضيات الى قلة الجدوى الاقتصادية لهذه الزراعة وانخفاض أسعارها بشكل كبير في الأردن، بسبب مزاحمة المنتجات الإسرائيلية، وضعف القدرة التنافسية للمنتج المحلي، بالاضافة الى اجراءات التصدير المعقدة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على الحدود، كذلك الحماية الاغلاقية التي تفرضها اسرائيل على المنتجات الزراعية الفلسطينية بمنع دخولها الى السوق الاسرائيلي، وغياب أي دعم حقيقي للقطاع الزراعي.
كما ان ارتفاع مداخيل الناس من العاملين في إسرائيل او في الدول العربية الخليجية ادى الى تقليص مساحة الأراضي الزراعية، بسبب استعار حركة البناء، خاصة خلال سنوات السبعينات والثمانينات، والامتداد الأفقي للمسطح العمراني الذي أتى على أخصب الأراضي الزراعية، والذي ازداد من 600 دونم في نهاية العهد الأردني الى 4200 دونم في نهاية عام 2011م.
وبعد الانتفاضة الاولى عام 1987م، وانحسار مجال العمل في اسرائيل بسبب فرض اسرائيل قيود على حركة العمال الفلسطينيين، شجع المواطنين على الرجوع إلى الأرض الزراعية واستثمارها، فزادت المساحة المزروعة من الأراضي، ووصلت الى نسبة 60% من مساحة الأرض القابلة للزراعة خارج المسطح العمراني.
ومع تراجع زراعة الحمضيات لقلة جدواها الاقتصادية، نشطت بالمقابل زراعة اشجار الجوافا، التي لاقت رواجا كبيرا في السوق المحلي والخارجي، مما شجع المزارعين على زراعة هذه الاشجار، والتي وصلت الى نحو 70 الف شجرة حتى عام 2013م.


للاستزاده اقرا المقال التالي : تاريخ الزراعة في قلقيلية

جوافا قلقيلية 

اكبر منتج للجوافا في الضفة الغربية
وثاني اكبر منتج في فلسطين بعد قطاع غوة
واجود انواع الجوافا في فلسطين والاردن
جوافا قلقيلية

مع بدء تراجع زراعة الحمضيات في قلقيلية منذ ثمانينات القرن الماضي، بسبب اغراق السوق المحلي بالمنتجات الاسرائيلية، وهبوط اسعار الحمضيات بشكل حاد في الاردن، نشطت بالمقابل وبشكل مضطرد زراعة الجوافا في قلقيلية، خاصة في اواسط التسعينات، ولاقت نجاحا كبيرا لجودة ثمارها، بسبب ملائمة المناخ (من حرارة ورطوبة) والتربة في قلقيلية لزراعة مثل هذا النوع من الثمار. كما تتوفر المياه بشكل كبير في قلقيلية. ويقدّر عدد اشجار الجوافا المزروعة في قلقيلية حتى عام 2013م، الى نحو سبعين ألف شجرة، تدرّ دخلاً لاصحابها يقترب من 12 مليون دولار سنوياً. 
 
 
 

وتزرع في قلقيلية ثلاثة انواع من الجوافا:


- الجوافا الغبرة: غزيرة الانتاج وتنضج باكرا في شهر آب، وهي متوسطة الحلاوة، تناسب مرضى السكري.
- الجوافا الشّوّاطي: تنضج بعد الجوافا الغبرة بشهر تقريبا، وحبتها كبيرة، ورائحتها طيبة، وطعمها حلوا. ويكون حجم الثمرة كبير، وشكلها اقرب الى الهرمي، وبها تجعدات..
- الجوافا المصرية: وهي صنف جديد ومبكر في الانتاج، وتنضج في شهر آب، ومن ميزاتها انها حلوة وطعمها لذيذ، وتبقى صلبة عند نضوجها، ولا تسقط على الأرض (تحت امها) عندما تنضج، ولا يتغير لونها حتى بعد ايام من قطفها، كما يحصل في الجوافا الغبرة والشواطي. 
ولثمرة الجوافا المصرية ثلاثة اشكال- الشكل الاجاصي، الشكل الدائري، الشكل الطويل. وتكون الثمرة ملساء.
ويعتبر قطاع غزة ومحافظة قلقيلية اكثر المناطق المزروعة للجوافا في فلسطين، حيث تبلغ المساحة المزروعة بالجوافا حوالي 4560 دونم (عزة 4000، قلقيلية 1500، طولكرم+الاغوار+طوباس 150 دونم).

ومن اجل دعم المزارعين وتشجيعهم على زراعة الجوافا، التي تلقى رواجا كبيرا في السوق المحلي والأردني، اقامت البلدية بالتعاون مع الغرفة التجارية ووزارة الزراعة، مهرجان الجوافا الاول الذي اقيم على ارض منتزه وحديقة الحيوانات في قلقيلية بتاريخ 2013/9/18م، واستمر لمدة ثلاثة ايام، وحضره بعض المسؤولين الفلسطينيين، ووزير الزراعة الأردني السيد أحمد آل حطاب.

اما اليوم تزداد مساحة زراعة الأفوكادو في محافظة قلقيلية يوما بعد يوم لارتفاع الطلب عليه، ما جعله محط أنظار مزارعي قلقيلية، إلى درجة أنه أصبح المحصول الأول قبل الحمضيات والجوافة التي تشتهر بها قلقيلية، والتي تراجع سعرها بسبب اتجاه الأقطار المستوردة -خصوصا الأردن الشقيق- إلى زراعة الحمضيات.

تعليقات

محتويات المقال