القائمة الرئيسية

الصفحات

الشيخ سعيد صبري - آخر من خطب على منبر صلاح الدين قبل إحراق الأقصى

فضيلة الشيخ سعيد عبد الله محمد صبري

عضو هيئة العلماء عام 1957م
قاضي القدس الشرعي عام 1962م
وخطيب المسجد الأقصى المبارك
 

 

الشيخ سعيد صبري


 الشيخ سعيد صبري (1910-1973م) قاض شرعي رفع صوته عاليا في وجه الظلم والطغيان، كان خطيبا مفوّها يُعدّ خطبه بعناية ويختار محتواها بما يجعلها تترك أثرا عميقا في نفوس مستمعيها.


كان خطيبا للمسجد الأقصى المبارك منذ 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1962م حتى وفاته، ويشهد منبر الأقصى على مواقفه من الاحتلال ودعوته للمحافظة على المقدسات، وحرصه على قول الحق وإسداء النصح والإرشاد.
كان الشيخ سعيد صبري آخر من وقف خطيبا على منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى قبل إحراقه يوم 21 أغسطس/آب 1969م.
 

المولد والنشأة

ولد الشيخ سعيد عبد الله صبري في كنف عائلة متدينة محافظة، وبين أحضان أسرة متواضعة مستورة الحال عام 1910م في قلقيلية، تزوج ابنة عمه الشيخ مصطفى سنة 1929م وأنجب منها 5 ذكور و3 إناث.
 

ابناء الشيخ سعيد عبد الله صبري، فهم:

  1. - الشيخ الدكتور عكرمة سعيد صبري- مفتي القدس والديار الفلسطينية عام 1994م
  2. - الشيخ إبراهيم سعيد صبري- قاضي شرعي
  3. - الدكتور الطبيب عبد الله سعيد صبري - طب عام - القاهرة عام 1959م- رئيس جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في القدس عام 1994م
  4. - الاستاذ الدكتور سليم صبري- استاذ الكيمياء العضوية - كلية العلوم- الجامعة الاردنية
  5. - المهندس وائل سعيد صبري - وزير الطاقة الاردني عام 2000م في حكومة عبد الرؤوف الروابدة.

ومن أشقاء الشيخ سعيد صبري المرحوم الحاج حسين عبد الله صبري - رئيس بلدية قلقيلية (1963-1972م)، ونائب رئيس البلدية (1959-1963م). 

الدراسة والتكوين

وجد والد سعيد صبري الشيخ عبد الله أنه خير خلف له في طلب العلم الشرعي، فأرسله الى الأزهر الشريف في مصر، بعد ان أتم المرحلة الابتدائية في مدرسة قلقيلية الأميرية، وهو لا يزال فتى صغير السن. فكان مثالا للطالب المجدّ في دروسه. 


ولشدة حرصه على طلب العلم الشرعي أسهم في تأسيس معهدين لطلاب الشريعة: الأول في نابلس باسم المدرسة الإسلامية التابعة لجمعية التضامن الخيرية عام 1957م، والآخر في القدس باسم ثانوية الأقصى الشرعية التابعة للأوقاف عام 1958م.
كذلك أسهم في إقامة قسم الشريعة للبنات في دار الطفل العربي بالقدس عام 1970م.
 

الوظائف والمسؤوليات

بعد تخرجه من الأزهر الشريف عام 1928م، بقي ثلاث سنوات بدون عمل الى ان عُين مأذونا شرعيا في منطقة طولكرم عام 1931م، ثم عمل واعظا لمدينة طولكرم وقضائها عام 1934م، حيث كان يتنقل بين قرى القضاء واعظا ومفتيا لهم ومفسرا للأحكام الشرعية، ومرشدا لهم في حسن السيرة والسلوك ومكارم الأخلاق. وبقي كذلك حتى عام 1938م حين عُيّن مدرّسا في مدرسة تابعة لجمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في طولكرم. 


وفي عام 1940م عين مسؤولاً عن صندوق الأيتام في المحكمة الشرعية في يافا، نقل بعدها الى الناصرة رئيسا لكتّاب المحكمة الشرعية فيها عام 1944م، وفي العام التالي -1945م- نقل الى نابلس رئيساً لكتّاب المحكمة الشرعية فيها.
 

وفي عام 1951م عين الشيخ سعيد قاضياً شرعياً في جنين، وفي عام 1952م نقل الى عجلون (الاردن) قاضياً شرعياً، ومكث فيها نحو السنتين نقل بعدها قاضياً شرعياً في نابلس عام 1954م، وبعدها قاضيا شرعيا لبيت المقدس عام 1957م، وعضوا في الهيئة العلمية الإسلامية في نفس العام.
 

وفي تاريخ 24/9/1957م صدر القرار الملكي السامي بتأليف هيئة من العلماء من أصحاب السماحة والفضيلة، وكان الشيخ سعيد صبري والشيخ عبد الله القلقيلي من قلقيلية، من بين العلماء الثمانية الأفاضل، الذين تم اختيارهم، لعضوية الهيئة. 


وفي عام 1960م نقل قاضيا شرعيا لمدينة السلط (الاردن)، وعاد عام 1962م وعمل قاضيا شرعيا لبيت المقدس، وبقي في هذا المنصب حتى وفاته. كما اختير الشيخ سعيد في نفس العام ليكون خطيبا للمسجد الأقصى المبارك منذ 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1962م حتى وفاته، وآخر من وقف خطيبا على منبر صلاح الدين في الأقصى قبل إحراقه يوم 21 أغسطس/آب 1969م.
 

وكان نجله الشيخ عكرمة صبري أول خطيب يقف على المنبر الجديد الذي كان شبيها بالمنبر الأصلي بعد أن أعاد الأردن تشييده من جديد.
 

وساهم الشيخ سعيد في تشكيل الهيئة الإسلامية بعد احتلال اسرائيل لبيت المقدس عام 1967م، وتشكلت الهيئة للاشراف على الاوقاف والمحاكم الشرعية. وكان الشيخ سعيد عضوا بارزا وفعالاً في الهيئة. وعُين الشيخ ايضا في محكمة الاستئناف الشرعية وعضوا في مجلس الاوقاف والشؤون الاسلامية، وبقي في هذه المناصب حتى وفاته.
 

قلقيلية مسقط رأسه

كان للشيخ سعيد الفضل الكبير- بعد الله تعالى- في عودة اهالي قلقيلية الى بلدهم، الذين هجروها قسرا وفرارا بارواحهم من القصف المدفعي والجوي الاسرائيلي خلال حرب عام 1967م، ومنعوا من العودة اليها بعد انتهاء الحرب، حيث عقد اجتماعا في القدس بحضور السفير الامريكي وبعض قناصل الدول الاوروبية، ومندوب عن وكالة الغوث الدولية، ورئيس بلدية نابلس- حمدي كنعان، طالب فيه بذل الجهود لوقف اعمال الهدم والتدمير التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي في قلقيلية، والسماح لأهلها المهجّرين بالعودة اليها. واتصل السفير الأمريكي بحكومته وبكبار المسؤولين الإسرائيليين، وقد تكللت تلك الجهود بالنجاح، حيث وافق وزير الدفاع الاسرائيلي موشي ديان على عودة أهالي قلقيلية الى بلدهم بتاريخ 28/6/1967م. 


وكان وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه ديان قد طالب بلقاء وفد من الوقف الاسلامي بعد دخوله الأقصى بعد انتهاء حرب حزيران عام 1967م، وكان هذا الوفد مكونا من الشيخ سعيد صبري، وسعد الدين العلمي وحسن طهبوب، وتحدثوا عن كيفية إدارة الأوقاف والأقصى، وطلبوا منه استمرار استقلالية الوقف الإسلامي وعدم تدخل الجيش به، وأقرّهم ديان على ذلك.
 

وانتهز الشيخ سعيد صبري فرصة اللقاء مع موشيه ديان، وطالبه السماح لأهالي قلقيلية بالعودة الى بلدهم، ووقف اعمال التدمير.
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد قامت بتدمير وحرق ونهب الكثير من المباني في قلقيلية، انتقاما من أهلها، لقيام محموعة من المناضلين من ابناء قلقيلية بعمليات عسكرية ضد المنشآت الاسرائيلية، في الفترة بين 1948-1967م.
وفي عام 1973م
 

وقال الشيخ سعيد صبري عن قلقيلية "فيها ولدت وترعرعت وفيها أهلي وعشيرتي… فيها بيتي وبيارتي.. ولكن ماذا أصابها في حرب حزيران سنة 1967م؟ لقد أصابها ما أصابها من هدم للبيوت وتشريد للأهالي في البراري يفترشون الأرض ويلتحفون السماء… إن واجبي يحتّم علي أن أقف بجانب قلقيلية".
 

موقفه من ضم القدس إلى إسرائيل

أعلن الشيخ سعيد صبري عدم موافقته على ضم القدس إلى إسرائيل، وذلك من خلال مقررات وبيانات الهيئة الإسلامية منذ صدور قرار الضم في 26 يونيو/حزيران 1967 حتى وفاته. 


وكذلك أعلن رفضه للتعيين قاضيا في إسرائيل أمام وزير الأديان الإسرائيلي، في المقابلة التي تمت بين الوزير وبعض علماء المسلمين في القدس بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 1967م وبناء على طلب من الوزير.
 

وأثناء المقابلة فهم الوزير أن المحاكم الشرعية سائرة في عملها وفقا للقوانين الأردنية والقانون الدولي، وأكد أن العلماء لا يعترفون بضم القدس إلى إسرائيل، وعندما طلب الوزير من القاضي التعيين في دولة إسرائيل وحلف اليمين القانونية رفض ذلك، فطلب منه الوزير تقديم استقالته من القضاء، وكان الجواب: "لا أستقيل، وإنما يمكن أن تمنعونا من العمل في المحكمة".
 

وفاته

في عام 1973 انتقل الشيخ سعيد صبري إلى رحمة الله تعالى عن عمر ناهز 63 عاما، في بيته الكائن في حي وادي الجوز بالقدس.
ودفن بناءاً على وصيته في بلده قلقيلية، مسقط راسه ومهد طفولته ومرتع صباه وذكريات شبابه. 

 

حياة الشيخ سعيد صبري في صور 

 

الشيخ سعيد صبري

 

فضيلة الشيخ سعيد عبد الله محمد صبري

 

 

فضيلة الشيخ سعيد عبد الله محمد صبري

 

فضيلة الشيخ سعيد عبد الله محمد صبري

 

فضيلة الشيخ سعيد عبد الله محمد صبري

 

 

فضيلة الشيخ سعيد عبد الله محمد صبري

 

 

الشيخ عكرمة صبري


فضيلة الشيخ سعيد عبد الله محمد صبري


فضيلة الشيخ سعيد عبد الله محمد صبري

فضيلة الشيخ سعيد عبد الله محمد صبري
محتويات المقال