الشاعر والمناضل حسين احمد هلال
1895-1939م
ينحدر المرحوم حسين هلال من عائلة هلال، وهي من صميم عشيرة زيد، التي هي فرع أصيل من عشيرة كريشان او الكراشين القاطنة في معان في الجنوب الأردني. قدم اجداده من معان الى قرية باقة الحطب (من أعمال نابلس)، وأقاموا فيها دهراً قبل ان ينتقل احفادهم الى قلقيلية بعد عمرانها الثاني في الفترة ما بين 1805-1813م.
كان والده المرحوم احمد بن حمد بن هلال، يعمل مستنطقا في طولكرم أيام العهد العثماني. ووظيفة المستنطق، هي النظر والتحقيق والفصل في الحقوق والقضايا والخلافات الفردية والعشائرية حسب الأنظمة العثمانية.
ووظيفة المستنطق تعادل وظيفة المتصرف في العهد الأردني، وكانت تسند هذه الوظيفة الى كبار شيوخ القرى البارزين، الذين عُرفوا باللباقة والعلم والمعرفة، والفطنة والذكاء وسعة النفوذ في العشائر، إلى جانب فصاحة اللسان وسعة الصدر، مع سخاء اليد ومضاء السيف.
وقد روى عنه نجله حسن هلال، والذي كان مختارا لعشيرة زيد حتى وفاته عام 1973م، ان مندوبا عن جمعية العربية الفتاة ومقرها دمشق (وكانت تدعو للاستقلال عن تركيا)، جاء لمقابلة والده احمد هلال، وعرض عليه مبلغا من المال لإغواءه بالانضمام للجمعية، التي كانت تطالب باستقلال كافة الاقاليم العربية عن تركيا، لكن والده رفض ذلك بشدة، وقال.. "لن أكون معولاً لهدم الخلافة الإسلامية.
وتوفي احمد هلال الى رحمه الله تعالى فجأة عام 1916م، وهو يتهيأ لأداء الصلاة.
اما صاحبنا حسين هلال موضوع البحث، وهو الابن الاصغر لأحمد هلال، فقد ولد في قلقيلية عام 1895م، وتلقى علومه الأولى في المسجد العمري (القديم) وتتلمذ على يد الشيخ الفقيه محمد العورتاني، ثم عكف على تثقيف نفسه بنفسه، وكان يهتم بدراسة اللغة العربية والدين والشعر والأدب والتاريخ وعلم الاجتماع.
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914م، التحق حسين هلال بالعسكرية العثمانية لمحاربة القوات البريطانية. وبعد انتهاء الحرب وسقوط فلسطين بيد الاستعمار البريطاني، تم تشكيل إدارة عسكرية انجليزية، ثم إدارة مدنية لتصريف شؤون السكان. وتولى حسين هلال رئاسة مجلس محلي قلقيلية بين الأعوام 1922-1924م.
وكان عضوا في المجلس المحلي من عام 1919-1921م في عهد الشيخ إبراهيم احمد صبري، ومن عام 1927-1939م في عهد الحاج نمر محمد السبع، كما كان من ابرز وجوه ورجالات قلقيلية حتى تاريخ وفاته الى رحمه الله.
وشارك حسين هلال مع رجال عشيرته، وباقي عشائر بلده في ثورة الشيخ شاكر ابو كشك شيخ عربان العوجا عام 1921م ضد المطامع الاستعمارية في هذه البلاد.
وقد مثَّل هو والشيخ عبد الله القلقيلي بلدهم قلقيلية في مؤتمر نابلس عام 1931م، لمواجهة الخطر الذي يحدق بفلسطين، بسبب تآمر الإنجليز وتسليحهم لليهود، ودعوا الى تسليح عرب فلسطين لمقاومة هذا الخطر.
وفي عام 1931م علم صاحبنا حسين هلال بزيارة رئيس الوزراء المصري إسماعيل صدقي باشا لفلسطين، وانه سيمُّرُ بمحطة سكة حديد قلقيلية قادما من الشمال، وقام بجمع لفيف من أهالي ووجهاء قلقيلية، وذهبوا جميعا الى محطة القطار، وعندما وصل القطار صعد حسين هلال الى الصالة التي تخص رئيس الوزراء وحاشيته، وألقى كلمة ترحيبية مناسبة دعاه فيها الى العمل على نصرة القضية الفلسطينية، فوعده بالعمل على ذلك، وبعث الى حسين هلال ببرقية شكر وتقدير عندما عاد الى بلده مصر.
وفي عام 1933م علم أهالي قلقيلية بان المندوب السامي البريطاني السير "آرثر واكهوب" سيمر بمحطة سكة حديد قلقيلية، فاغتنم صاحبنا الفرصة وذهب مع أعضاء المجلس المحلي ورئيسه الحاج نمر السبع وبعض وجوه البلدة وشبابها، وصعد إلى القطار وتوجه إلى صالة المندوب السامي وألقى كلمة باللغة العربية عن القضية الفلسطينية، ووجوب الاهتمام بها من قبل الحكومة البريطانية.
وفي شهر آب من عام 1935م قام الأمير سعود بن عبد العزيز بزيارة القدس بناءاً على دعوة من الحاج أمين الحسيني المفتي الأكبر ورئيس المجلس الأعلى، ودعي حسين هلال للمشاركة في استقبال الأمير، كما زار الأمير السعودي يافا وتلقى حسين هلال دعوة من الوجيه يوسف عاشور، وهو احد الشخصيات البارزة في يافا لاستقبال الأمير، وحضور المأدبة الكبرى التي أقامها في بيته بالعجمي على شرف الأمير سعود.
وانتهز حسين هلال هذه الفرصة ودعا الأمير سعود لزيارة قلقيلية، فلبى الأمير الدعوة وزار قلقيلية عصرا، وأقيم له صوان كبير نصب في ظاهر البلد الشمالي، في منطقة المحجَّر في المكان الحالي لمحطة محروقات الشنطي ومول عزام جاموس.
ورافق الأمير السعودي في زيارته المفتي الحاج أمين الحسيني رحمه الله، حيث شربوا القهوة العربية الأصيلة،
وألقى حسين هلال كلمة ترحيبية موجزة بالأمير سعود، ثم ناوله قصيدة مدح فيها الأمير ووالده الملك عبد العزيز آل سعود، ودعا فيها آل سعود الى نصرة القضية الفلسطينية. ويذكر الحاج محمد هلال (ابو بلال-86 عام) ان المكان اكتظ بالحاضرين من أهالي البلدة وقراها المجاورة، والذين أخذوا يهتفون ويرددون باعلى اصواتهم:
يا ابن السعود يا ابن السعود والانكليز خانوا العهود
أما القصيدة التي ناولها حسين هلال الى سمو الامير فقد بلغت
حوالي خمسة واربعين بيتا ً صيغت بأسلوب الشعر الجاهلي الذي تأثر به صاحبنا
. وقد ضاعت نسختها الاصلية . ويحفظ لنا نجل الفقيد منها مايلي :
من دار مية رسم دارس مودِ أقوى وغيره غول بتتـأبيدِ
خف القطين وكانت لا يزال بها خفض من العيش صاف غير منكودِ
الى ان يقول متحدثاً عن مطيته :
حنّت الى مرتع الدهنا فقلت لها إمي " سعودَ " فهذا خير مقصود
" عبدالعزيز " الذي أحيت خلافته أرض الجزيرة من حَزن ومن بيد
وفي عام 1936م تم تشكيل اللجان القومية في جميع مدن فلسطين - ومن ضمنها كانت قلقيلية- لمساندة اللجنة العربية العليا لفلسطين، التي كانت تهدف الى مواجهة الموقف الخطير في فلسطين، وإدارة حركات الإضراب العام والشامل والثورة الفلسطينية التي اشتعلت عام 1936م ضد الحكم البريطاني الجائر، ودامت هذه اللجان حتى صيف عام 1939م وانتهت بانتهاء الثورة.
وكان حسين هلال سكرتير اللجنة يدعو ممثلي العشائر للتضافر والتعاون والثبات والعمل المستمر لمواجهة جبروت الآلة العسكرية البريطانية. ومن أعضاء اللجنة القومية كان المرحومين: إبراهيم صالح هلال، عبد الله مصلح حمدان، عزت ناصر قزوح، إبراهيم طه زهران، احمد محمد عبد الرحمن، عبد الفتاح المحمود، سعيد احمد الحسن، عبد الغافر جبارة، إبراهيم يحيى الشنطي.
وكانت وظيفة اللجنة القومية في قلقيلية تأسيس الوحدات المقاتلة وتوزيع الاسلحة والذخائر التي كانت ترد من نابلس على عشائر قلقيلية، وكذلك إحضار الذخائر والتمويل للثائرين من خارج البلدة، والذين كانت تربطهم مع حسين هلال صلات وثيقة، وتوجيههم نحو اهداف محددة في محطات سكة الحديد، ومحطة راس العين، والمستعمرات القريبة منها، مثل: قلمانيا، كفار سابا، رمات هاكوفيش .. وغيرها .
وكان حسين هلال أديبا وشاعرا جاهلي الأسلوب نشرت له قصائد ومقالات عديدة في مناسبات شتى. وقد وهبه الله رجاحة العقل وفصاحة اللسان، وقدرة فائقة على العرض والتعبير. وكان محبا لتربية الخيول العربية الأصيلة، ويشارك في سباق أنداده في الأعراس والأفراح في مباريات وألعاب وُدِّية.
ولحسين هلال قصائد نشرت في كتاب: «الحاج حسين أحمد هلال» وهو من تأليف نجله المرحوم الاستاذ الفاضل ربحي هلال.
وله أيضا قصائد نشرت في صحيفتي: «الصراط المستقيم»، و«الدفاع» اليافاويتين، وقصائد نشرت في بعض الصحف المصرية.
حسين هلال أديباً وشاعرا:
كان حسين أديباً , وشاعراً جاهلي الاسلوب , ولم
نعثر من شعره الا على قصائد ثلاث , اثنتان منها في الغزل الصريح كأسلوب
شعراء الجاهلية القدامي . أما الثالثة فهي قصيدة وطنية حماسية صاغها ,
والقاها بنفسه في احدى مظاهرات قلقيلية الوطنية الحاسدة عام 1936م أثناء
ثورة فلسطين الكبرى ضد الاحتلال الانجليزي .
ولنبدأ أولاً بغزليته الاولى التي نظمها عام 1934م : نقلاً عن النص الاصلي المكتوب بخط جيد :
قفي قبل التفرق ودعيني ومن تقبيل ثغرك زوديني
قفي كي ما امتع منك طرفي واشفي صبوة القلب الحزين
قفي نقضي اللبانة من وصال يداوي غلتي وجوى حنيني
فوصلك منيتي وشغاف قلبي وهجرك مبعث الداء الدفين
كتمت هواك في الاحشاء مني فباح بسره فيض الشئون
وضجت مهجتي من فرط وجدي وضج الصدر من فرط الشجون
فما وجدت كوجدي ذات حزن أصاب وحيدها سهم المنون
بسطت اليك مني كف وصل رجاء الوصل علك تسعفيني
فان لم تفعلي ومنعت وصلي فخير وسيلة ان تقتليني
فقالت : والفراق دنا وشيكاً وقد هاجت بعبرتها عيوني
فديتك استميحك صدق عذري فاني عنك تدعوني شئوني
فأولت مبسمي خداً وثغراً بخمر رضابه كي تستبيني
وتدني عطفها مني وترنو بلحظٍ من جوازي الرمل عين
قطيع الصوت فاتنة المحيّا غضيض الطرف فاترة الجفون
من البيض الكواعب ذات حسن يضيع رشاد ذي الحلم الرصين
سقطت أيام وصلك غادياتٌ تجود بسيب صافية المزون
وتذكيها الصبا بأريج ندّ وتضربها شذا ريا الحزون
وهذه أبيات مقتطفة من غزليته الثانية التي نظمها 1934م :
سما بك شوق للحبيب يبرّح فدمعك من عينيك هتان يسفح
وهاجت لك الذكرى أفانين صبوة لهيب سناها في فؤادك يلفح
تفيق عمايات القلوب عن الصبى وقلبك في موج الصباية يسبح
ويمحو التنائي لوعة الحب والهوى وحبك مابين الجناحين يطفح
ولي مبهجة لولا الاماني تريحها لا نضجها حرّ الغرام المبرح
الى أن يقول :
يهيج رسيس الحب مني اذ ا شدت على سمرات الايك ورقاء صيدح
اذا سنحت ذكرى " ... " في الحشا يكاد جواها في شوى الصدر يذبح
فلا هي بالهجر الصريح تريحني ولا هي بالود الصحيح تصرّح
بعيدة مهوى القرط أدماء حرة إلى مثلها الانظار ترنو وتطمح
لها جسد صاف نقي أديمه كأن به آل الضحى يتوضح
من الغيد بضات المعاصم خُرّدٍ يكاد نضار الحسن منهن يرشح
أسيلة مجرى المقلتين وماجرى عليه الوشاح الجائل المتطوح
نبيلة أطراف الجفون كأنما حباها بها الظبي الفريد الموشح
عقيلة أتراب كأن حديثها سقاط الندى يمريه شهد منقح
.... إلى أن يقول :
أتتني على استحياء تمشي كأنها مهاة بحزوى تشرئب وتسرح
سقتني صرفا من عذوب منسق كان الخزامى في ثناياه تنفح
فلا عيب فيها غير ان مزارها عزيز, وليست في عرا الود تنصح
وقد اطلع على القصيدتين الاديب الكبير والاستاذ الشاعر سيف الدين الكيلاني , حينما كان مديراً لمدرسة قلقيلية الاميرية 1944/1945 : فاعجب بهما أي اعجاب .
كما اطلع على القصيدة الوطنية التي صاغ قوافيها صاحبنا ايضاً فاظهر تقديره البالغ لشعر حسين هلال , وتمنى ان لو عرفه واجتمع اليه .
من شعره الوطني
أما شعر " حسين هلال " في الوطنيات فلم نعثر له الا على
القصيدة التالية . وقد القاها في مظاهرة كبيرة جرت في قلقيلية في ثورة عام
1936م احتجاجا على السياسة الاستعمارية , حينما كان سكرتيراً للجنة
القومية , وقد اشترك في المظاهرة رئيس وأعضاء المجلس المحليّ والمخاتير
والوجهاء والشباب وطلبة المدارس . وهاكم النص منقولاً عن الأصل وصورته :
عذراء عدنان جري الذيل في شمم على ذرأ المجد أو طور من الكرم
قومي انفضي عنك ثوب الذل شامخة تيها على الدهر والتريخ والامم
قومي اصرخي في شعوب الضاد رافعة صوتا ينبه فيها دارس الرمم
قومي اشحذي في بني عدنان يقظتهم واحيي بهم خامل العزات والهمم
قومي اذكري عهد ملك كان يجمعنا سامي العماد وشمل غير منقسم
قومي اذكري فترة " الفاروق " هاتفه واستقبلي عدوة اليرموك من امم
إنا حماتك ياسلمى فلا تهني وان أهلك أهل البند والعلم
وان قومك أهل المجد ان رفعت رايااتهم زلزلوا الأكوان في عظم
إن الألى قارعونا في الطعان رأوا منّا قراعاً يفل الدرع بالخدم
وجربوا الحرب , ان الحرب عادتنا أما ( ... ) فأهل البيع وسلم
إن يكذبونا فهذي ( ... ) نطقت لنا عليهم بحكم صادق ا لكلم
مازال منا القنا ينتاش جمعهمو والسيف يعمل في الهامات واللمم
حتى تركناه اشلاء ممزقة تعشو بها ضاريات الوحش والرخم
واصبحوا لا يرى الا مساكنهم إذ صبحتهم عوادي الموت والنقم
فتلك عقبى الألى أوحى الاله لهم صناعة الذل والتدليس في الامم
يا أيها المعلم السامي فان له عميق حب من الاحشاء محتكم
اخفق عزيزاً فان العرب مافتئت تفديك بالنفس والارواح من عدم
متى نراك تضم العرب في ملأ ً يوما وتنقذهم من زلة القدم
متى نراك على اليرموك مرتفعاً على طليعة زحف الجحفل العرم
متى نراك على الأردن مرتكزاً تضم شملاً شتيتا غير ملتئم
ويقول مؤرخنا الكبير أكرم زعيتر في ص 144 – 145 من يومياته : 27/7/1936م :
" كان لاعتقال نبيه بك العظمة الزعيم السوري
المشهور وقدومه الى معتقلنا معنى بليغ جداً . وقد رحبنا بشيخ الاستقلاليين .
وأقمنا له مهرجانا . وكان سامي بك السرّاج , وهو من أقطاب سوريا ( من
مدينة خم:
وكان السراج محررا في جريدة " الدفاع اليافية " وقد حيّاه ورحب به المرحوم حسين هلال بقصيدة يقول فيها :
تعددت الجرائد في بلادي وخير الصٍّحف ماكان " الدفاع"
يحررها سراة القوم منهم أخي " الّسّراج " مِقدام شجاعُ
أخو أنف وفكر مستنير أرى " سامي " له ذكر وباعُ
فما لانت قناة الشوس دوما على الفلوات طبعهم القراعُ
حسين هلال مؤرخاً
حدثني نجل الفقيد أن والده حسين هلال بدأ في
أوائل الثلاثينات من القرن الحالي بتأليف كتاب تاريخي يتضمن تاريخ قلقيلية
وعرب أبي كشك والجرامنة وقد سماه ( تاريخ قلقيلية وعرب أبي كشك والجرامنة )
وقد ملأ دفترا غزير الصفحات من دفاتره المدرسية الجيدة , غير أنه لم يتمه
. وقد ضاع مع الوثائق الأخرى .
ولو أن الراحل الأديب قد أُتم كتابة تاريخ
هذه المناطق كما أراد لجاء الكتاب طافحاً بالكثير الكثير من المعلومات
الجليلة النافعة : من تاريخية وسياسية واجتماعية واقتصادية , ولألقى الضوء
على حقائق وأنباء وعلاقات بين هذه الجهات وغيرها . ولكن الالم يحز في النفس
, ويدمي الفؤاد حين لا نجد له أثراً . فقد اختفى مع غيره أو تلف مع
الوثائق الهامة . وقد جمع الراحل مؤلفه هذا من خبرته الواسعة التي اكتسبها
من معاشرته لرجال وشيوخ هذه الأماكن والبقاع .
وتخليداً لذكرى الفقيد الطيبة أُطلقت بلدية قلقيلية اسم حسين هلال، على الشارع الممتد أمام مقر البلدية الحالي، الواقع في مركز المدينة.
عندما كانت قلقيلية تعرف كيف تختار رئيس بلدية لها مش مثل اليوم
ردحذف