القائمة الرئيسية

الصفحات

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - أبو اللطف

القائد التاريخي والدبلوماسي الفلسطيني واحد من أبرز رموز النضال الوطني في فلسطين الحديثة، وأحد مؤسسي حركة فتح، وصاحب دور محوري في رسم السياسات الفلسطينية على المستوى الإقليمي والدولي.

وُلد فاروق رفيق الأسعد القدومي (1931–2024) في قرية جينصافوط في محافظة قلقيلية، في أسرة فلسطينية عريقة تعود أصولها إلى كفر قدوم، وارتبطت تاريخيًا بالعمل الوطني والخدمة العامة. ويُعدّ القدومي أحد أبرز الرموز السياسية في التاريخ الفلسطيني المعاصر، وأحد المؤسسين الأوائل لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، ومن أعمدة القيادة التاريخية في منظمة التحرير الفلسطينية.

تميّز بمسيرة نضالية امتدّت لأكثر من ستة عقود، جمع فيها بين الفكر القومي العربي والانتماء الوطني الفلسطيني، وكان من أوائل من ربطوا بين النضال الفلسطيني والمشروع القومي الوحدوي في المشرق العربي.

شغل القدومي مواقع قيادية محورية، من أبرزها رئاسة الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، وأمانة سر اللجنة المركزية لحركة فتح، فكان أحد أهم مهندسي السياسة الخارجية الفلسطينية، وممثلًا لنهج المقاومة السياسية والدبلوماسية في آن واحد.

عرف بمواقفه الصلبة والمستقلة، وظلّ حتى وفاته أحد أبرز المعارضين لاتفاقية أوسلو التي رأى فيها خروجًا عن الثوابت الوطنية الفلسطينية، ورفض العودة إلى الأراضي المحتلة تحت سلطة الاحتلال.

ارتبط اسمه بالرئيس ياسر عرفات (أبو عمار) كأحد أقرب رفاقه، ورافقه منذ البدايات الأولى لتأسيس «فتح» وحتى وفاته، غير أنّه احتفظ بمسافة نقدية من السلطة بعد أوسلو، وظلّ صوته معبّرًا عن التيار الوطني الأصيل داخل الحركة.

وبوفاته في العاصمة الأردنية عمّان عام 2024، طويت صفحة من صفحات الجيل المؤسس للثورة الفلسطينية، الذي جمع بين البندقية والسياسة، وبين الإيمان بوحدة العرب والإصرار على حقّ الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

الميلاد والتعليم

وُلد فاروق رفيق الأسعد القدومي في قرية جينصافوط بمحافظة قلقيلية يوم 18 أغسطس 1931م (5 ربيع الآخر 1350هـ)، في أسرة فلسطينية عريقة، إذ كان من نسل أمير إقطاع جينصافوط «أسعد باشا الأحمد القدومي». توفي والده وهو طفل صغير، ما دفع أسرته لتولي تعليمه وتربيته بعناية، ليكبر في بيئة فلسطينية وطنية محافظة، غنية بالوعي الاجتماعي والسياسي.

بدأ تعليمه في المدارس المحلية في جينصافوط، ثم انتقل مع أسرته للعيش في يافا وعكَّا، حيث تلقى مراحل تعليمه الابتدائي والثانوي. في يافا، عاش سنواته الأولى في قلب مجتمع فلسطيني نابض بالحياة، وشارك في النشاطات الشبابية، حتى تعرف على ثقافات متعددة بما فيها العلاقة مع الأطفال اليهود في المدينة، حيث كان يقول: “إذا غلبونا نضربهم، وإذا غلبناهم نضربهم أيضًا”، في إشارة إلى التنافس الطفولي النابض بالبراءة والوعي المبكر بالهوية.

منذ صغره، أظهر القدومي ذكاءً وميلًا للقيادة، وانخراطًا في النشاط السياسي المبكر، إذ انضم إلى فرقة النجادة شبه العسكرية في شبابه، التي كانت تهدف إلى تدريب وتأهيل الشباب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال البريطاني والنشاطات الصهيونية في فلسطين قبل النكبة.

مع أحداث النكبة 1948 وتهجير الفلسطينيين، اضطر القدومي وعائلته لمغادرة يافا، تاركين خلفهم مدينتهم وذكريات الطفولة، ليبدأ مسارًا جديدًا في التعليم والوعي السياسي، مُستعدًا لمرحلة الجامعة التي ستشكل انطلاقة قيادته السياسية لاحقًا.

لاحقًا، التحق بالجيش الأردني عام 1949 لفترة وجيزة، ثم سافر عام 1950 إلى المملكة العربية السعودية للعمل في شركة أرامكو، حيث اكتسب خبرة عملية في إدارة الأعمال والمشاريع، قبل أن يعود لمواصلة تعليمه الجامعي، فالتحق بالجامعة الأميركية في القاهرة، وحصل على بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1958، ممهّدًا الطريق لمشاركته اللاحقة في تأسيس النضال الفلسطيني السياسي المنظم

الحياة المهنية والسياسية 

بعد إنهاء دراسته الجامعية في القاهرة، بدأ فاروق القدومي مسيرته المهنية في مجال الإدارة والاقتصاد، حيث عمل لفترة قصيرة في مجلس الإعمار الليبي، ثم عاد إلى السعودية للعمل في مديرية الزيت والمعادن قبل إنشاء وزارة النفط، ومن هناك انتقل إلى الكويت عام 1960 لمتابعة عمله في مجالات الإدارة والتنمية الاقتصادية.

إلا أن مسيرته المهنية لم تنفصل عن وعيه الوطني والسياسي، فقد كان القدومي منذ شبابه منخرطًا في النشاط السياسي، حيث انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في أربعينيات القرن الماضي، وتعلم على يد اثنين من كبار البعثيين: عبد الله الريماوي، الذي كان يعلّمه في المدرسة العامرية في يافا، وأحمد السبع، وهما من الشخصيات القومية التي أسست وعيه السياسي المبكر.

خلال فترة دراسته في مصر، التقى القدومي بـ ياسر عرفات “أبو عمّار” وصلاح خلف “أبو إياد”، حيث كان حينها أمين فرع حزب البعث في مصر. وفي عام 1957 التقى سعيد السبع، أحد أعضاء حركة الضباط الأحرار الأردنيين، الذي أطلعه على إخفاق التجربة الحزبية في الأردن، ما دفع القدومي للتفكير الجاد في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني، التي أعلنت عمليتها الأولى في بداية عام 1965.

في هذه المرحلة أيضًا، لعب القدومي دور الوسيط السياسي، ففي عام 1966 زار وزير الدفاع السوري حافظ الأسد، ساعيًا إلى إطلاق سراح ياسر عرفات الذي كان معتقلًا في سجن المزة، وقد وافق الأسد على التدخل وأفرج عن عرفات بعد 51 يومًا من الاحتجاز، ما يُظهر قدرة القدومي على العمل السياسي الدبلوماسي في المواقف الحساسة.

مع بداية انخراطه العميق في العمل السياسي، أصبح القدومي من القيادات البارزة في حركة فتح، إذ رشحته الحركة عام 1969 لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث تولّى رئاسة دائرة التنظيم الشعبي، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى الدائرة السياسية بعد عملية فردان عام 1973.

خلال هذه الفترة، واجه القدومي تحديات كبيرة، مثل أحداث أيلول الأسود 1970، إذ اعتقلته السلطات الأردنية، فاضطر للانتقال إلى سوريا، ثم إلى تونس بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1983، ليظل ناشطًا في صفوف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، محافظًا على التزامه بالقضية الفلسطينية وحقوق شعبه

دوره في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح

كان فاروق القدومي أحد القيادات الفلسطينية التي جمعت بين العمل السياسي والدبلوماسي، وقد لعب دورًا محوريًا في عدد من الأحداث التاريخية. قبل أسابيع من حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، استقبل الرئيس المصري أنور السادات كلًّا من صلاح خلف “أبو إياد” وفاروق القدومي “أبو اللطف”، عضوَي اللجنة المركزية لحركة فتح، بناءً على طلبه.

أخبر السادات القيادة الفلسطينية بقراره شن الحرب على إسرائيل، موضحًا أن الجيش المصري سيدمر خط بارليف، وأن التدخل الدولي سيوقف الحرب بعد عشرة كيلومترات لاستئناف مفاوضات جنيف للسلام. وطلب القدومي وصلاح خلف إعداد 400 فدائي للعمل خلف خطوط العدو، مع التأكيد على كتمان السرّ تفاديًا لأي تأثير على الشريك السوري الرئيس حافظ الأسد.

في الداخل الفلسطيني ومن خلال منظمة التحرير، شغل القدومي عدة مناصب مهمة، أبرزها:

  1. • رئيس دائرة التنظيم الشعبي (1969)، حيث اهتم بتنظيم الكوادر الفلسطينية وتعزيز العمل الجماهيري الوطني.
  2. • رئيس الدائرة السياسية بعد عام 1973، ما جعله مسؤولًا عن السياسة الخارجية لمنظمة التحرير، والتواصل مع الدول العربية والدولية لصالح القضية الفلسطينية.
  3. • تسلم دائرة الشؤون الخارجية لمنظمة التحرير عام 1989، ما مكنه من لعب دور مركزي في رسم السياسة الخارجية الفلسطينية والدبلوماسية العامة للمنظمة.

خلال فترة وجوده في تونس بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1983، ظل القدومي من بين قيادات منظمة التحرير الفلسطينية الذين حافظوا على استمرار النشاط السياسي والدبلوماسي، مؤكدًا على أن المقاومة والعمل السياسي والدبلوماسي هما وجهان لمعركة فلسطين من أجل الحرية والاستقلال.

كان لخبرته السياسية والدبلوماسية دور كبير في ربط القيادة الفلسطينية بالعواصم العربية والدولية، ما جعله شخصية مركزية في اتخاذ القرارات الاستراتيجية والاتصالات الحساسة مع القوى العربية والدولية خلال أزمات حاسمة مثل حرب أكتوبر ومفاوضات منظمة التحرير مع الدول الكبرى.

المناصب والمسؤوليات التي شغلها فاروق القدومي

على مدى مسيرته الوطنية الطويلة، تولّى فاروق القدومي عدداً من المناصب السياسية والإدارية البارزة، التي جعلته أحد أبرز قيادات حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، ومن أبرز الشخصيات المعارضة لاتفاقيات السلام المجتزأة. ومن أبرز هذه المناصب:

  1. • رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث أشرف على الملفات السياسية الخارجية والتمثيل الدولي للقضية الفلسطينية.
  2. • أمين سر حركة فتح، أحد أهم المناصب القيادية التي منحته تأثيرًا واسعًا داخل الحركة وعلى صعيد القرارات السياسية.
  3. • رئيس دائرة التنظيم الشعبي في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قبل انتقاله إلى الدائرة السياسية بعد عملية فردان 1973.
  4. • رئيس دائرة الشؤون الخارجية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1989، حيث تولّى إدارة العلاقات الخارجية والسياسات الدبلوماسية الفلسطينية.
  5. • عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1969، وهو موقع جعل منه مشاركًا في صنع القرارات الاستراتيجية الكبرى للقضية الفلسطينية.
  6. • أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية في المنفى بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، مع باقي قيادات المنظمة الذين انتقلوا من بيروت إلى تونس.
  7. • رئيس اللجنة المركزية لحركة فتح خلفًا لياسر عرفات بعد وفاته عام 2004، حتى عام 2009، وهو منصب يعكس مكانته التاريخية ضمن الحركة الوطنية الفلسطينية.
  8. • الممثل الفلسطيني في اللقاءات السياسية والدبلوماسية الكبرى، بما في ذلك زيارة الرئيس المصري أنور السادات في عام 1973 والتحضير لعمليات الفدائيين خلف خطوط العدو، كما شارك في الوفود الفلسطينية لدى الدول العربية والصديقة.

تُظهر هذه المناصب عمق خبرته السياسية، وثباته على المبادئ الوطنية الفلسطينية، وتمسكه بالخط السياسي المستقل، خصوصًا في رفضه لأي حلول مجتزأة على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك موقفه الرافض لاتفاقية أوسلو

مواقفه وخلافاته

عُرف فاروق القدومي بموقفه الثابت والمعارض لاتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، الموقعة في 13 سبتمبر 1993 في واشنطن. اعتبر القدومي أن الاتفاقية خيانة للمبادئ التي قامت عليها منظمة التحرير الفلسطينية، ورفض العودة مع قيادات المنظمة إلى الأراضي الفلسطينية، مفضّلًا البقاء في تونس.

على الرغم من رفضه لاتفاقية أوسلو، لم يعارض ياسر عرفات شخصيًا، مكتفياً بموقفه الثابت بعدم الاعتراف بالعودة إلى فلسطين تحت السلطة الإسرائيلية. في أغسطس 1995، قاطع القدومي جلسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وتوجه إلى دمشق لمقابلة الرئيس حافظ الأسد، الذي كان أيضًا معارضًا للاتفاقية، للتنسيق حول الموقف الفلسطيني المستقل.

بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات في نوفمبر 2004، نشب خلاف بين القدومي ومحمود عباس حول خلافة عرفات على رأس حركة فتح. خلال هذه الفترة، ظل القدومي متمسكًا برؤيته المستقلة، معارضًا لأي مفرزات ناشئة عن اتفاقية أوسلو، ومؤكدًا أن السلطة الفلسطينية غير شرعية ومرتبطة بتقسيم وتسويات لم تحقق أهداف التحرر الوطني.

وثيقة اغتيال عرفات

في يوليو 2009، كشف القدومي وثيقة يزعم أنها تُظهر تواطؤ محمود عباس ومحمد دحلان مع السلطات الإسرائيلية في اغتيال ياسر عرفات. وأوضح في مؤتمر صحفي أن عرفات أودع لديه محضرًا لاجتماع سري جمع عباس ودحلان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون وضباط من الاستخبارات الأمريكية، تم التخطيط خلاله لاغتيال عرفات وقيادات فلسطينية أخرى. وأكد القدومي صحة الوثيقة في لقاء مع قناة الجزيرة، مما أثار جدلاً واسعًا وردود فعل سياسية داخلية وخارجية.

خلال هذه المرحلة، عارض القدومي أيضًا الخلاف الكبير بين فتح وحماس الذي أدى إلى انفصال غزة عام 2007، وبقي على علاقة متينة مع جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها الجهاد الإسلامي وحماس، معتبرًا أن الوحدة الوطنية ضرورة لحماية المشروع الوطني الفلسطيني

وفاته

عاش فاروق القدومي حياة ملتزمة بالقيم الوطنية والفكرية، متفانيًا في خدمة القضية الفلسطينية، لكنه ظل بعيدًا عن الأضواء الإعلامية والحياة الشخصية العامة طوال معظم حياته، مفضّلًا العمل السياسي والوطني على أي مصالح شخصية.

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية
فاروق القدومي مع زوجته وابنه واحفاده

تدهورت صحته في السنوات الأخيرة من حياته، وواجه تحديات صحية كبيرة، كما فقد زوجته المناضلة نبيلة النمر أم اللطف في 26 يونيو 2024، وهو ما شكّل ضربة قوية له قبل أشهر قليلة من وفاته.

توفي فاروق القدومي في العاصمة الأردنية عمّان يوم الخميس 18 صفر 1446هـ الموافق 22 أغسطس 2024م، عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد حياة حافلة بالنضال السياسي والعمل الوطني. شُيع جثمانه من مسجد أبو عيشة بمراسم عسكرية، ودُفن يوم 23 أغسطس 2024 في مقبرة العائلة في سحاب، وسط حضور شعبي ورسمي يعكس تقدير الفلسطينيين لمسيرته الطويلة وإسهاماته الوطنية.

خلال حياته، ظل القدومي رمزًا للقائد الوطني المستقل، محافظًا على موقفه الثابت من القضايا الأساسية، وممثلاً للتجربة الوطنية الفلسطينية التي لم تتنازل عن المبادئ رغم كل الضغوط الداخلية والخارجية.


نبيلة النمر - أم اللطف

زوجة المناضل الكبير والقائد المؤسس فاروق القدومي .

نبيلة النمر - أم اللطف

هي نبيلة راشد صدقي النمر أو من تعرف باسم أم اللطف، من مواليد عام 1940 في نابلس، هي مناضلة فلسطينية كان لها دور مؤسس في بدايات انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، أسهمت في تأسيس لجنة المرأة في حركة فتح، بالتزامن مع تأسيس الحركة عام 1965، وأشارت سلوى حلمي أبو خضرا التي شاركت في نقاشات بالكويت بشأن ضرورة تأسيس تنظيم فلسطيني الانتماء، إلى أن إرهاصات ولادة حركة فتح كانت من خلال لقاءات عقدت في إحدى مدارس الكويت، لافتة إلى أن النشاط النسوي في بدايات فتح كان لافتاً، متحدثة عن الدور البارز لنبيلة النمر القدومي (أم اللطف).

فاروق القدومي وزوجته

درست المناضلة نبيلة راشد النمر في جامعة القاهرة في أوائل ستينيات القرن العشرين، وانتسبت بشكل سري الى احدى خلايا حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أثناء دراستها الجامعية. وبعد أن حصلت على ليسانس الدراسات الاجتماعية من جامعة القاهرة، انتقلت الى الكويت للتدريس حتى انطلاق حركة فتح وقوات العاصفة عام 1965. قامت بالمشاركة في تأسيس رابطة المرأة الفلسطينية بهدف تجميع وتنظيم شتات الشعب الفلسطيني والتنظيم النسائي الفلسطيني في الكويت وذلك الى جانب المناضلة سلمى الخضرا الجيوسي وسميرة أبو غزالة وغادة القدومي وسلوى الخطيب.

وقد عقد المؤتمر العام للمرأة الفلسطينية في القدس حيث انبثق عن المؤتمر لجنة تنفيذية برئاسة المناضلة عصام عبد الهادي. وإثر ذلك عادت المناضلة نبيلة النمر الى القاهرة للإنغماس في عمل رابطة المرأة الفلسطينية وبهدف تنظيم لقاءات ومحاضرات ولقاءات تنظيمية، حيث أشرفت على تنظيم نسائي سري هناك. وقد انتقلت الى دمشق إثر عدوان عام 1967 وعملت في صحيفة الإتحاد النسائي هناك. وكان لنصر الفدائيين الفلسطينيين في معركة الكرامة الأثر الكبير في تطوير العمل التنظيمي الفدائي والنسوي على الساحة الأردنية من حيث الإقبال على التطوع في صفوف الحركة والذي جعلها تتحرك هناك بحرية في المجال التنظيمي.
شاركت ومثلت حركة فتح في مؤتمر للاتحاد الديمقراطي في فنلندا الى جانب الشهيدة ندى يشرطي قبل عام 1970.

عادت الى عمان عام 1970 وشاركت في انعقاد مؤتمر المنطقة حيث انتخبت عضواً فيه، كما تسلمت المسؤولية المالية عن فرع اتحاد المرأة الفلسطينية في عمان.

انتقلت بعد أحداث أيلول 1970 من عمان الى القاهرة ثم انتخبت عام 1971 عضواً في لجنة إقليم القاهرة ونشطت في اتحاد المرأة الفلسطينية بعد ان انتقل من القدس الى القاهرة، وشاركت في الكثير من الندوات والمؤتمرات.

وكان لدخول حركة فتح الى منظمة التحرير الفلسطينية في أواخر ستينيات القرن الماضي دور في مأسسة وتنشيط دور المرأة الفلسطينية، حيث انتخبت المناضلة نبيلة النمر عضواً في اللجنة التنفيذية لإتحاد المرأة الفلسطينية الذي رئسته المناضلة المرحومة عصام عبد الهادي وكان ذلك في بيروت.
عملت المناضلة نبيلة النمر في دائرة الشؤون العربية في مقر جامعة الدول العربية حتى عام 1979 تاريخ عقد اتفاقية كامب ديفيد قبل انتقال مقر الجامعة الى تونس.

اقرا ايضا :  نساء فلسطينيات - تاريخ وأسماء ابرز الشخصيات النسائية في فلسطين

انتخبت عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح في المؤتمر الخامس للحركة عام 1988 وفي نفس الفترة عينت نائباً للأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين، وكانت أول امرأة تشارك في مؤتمر القمة العربية في بغداد، كما عملت في دائرة الشؤون العربية وساهمت بتشكيل المجلس العربي للطفولة والتنمية برئاسة الأمير طلال بن عبد العزيز عام 1989.

قدمت استقالتها من الجامعة العربية عام 1991 حيث عينها الشهيد ياسر عرفات مستشارة للشؤون الإدارية في مكتبه.

مثلت المرأة الفلسطينية في منظمة المرأة العربية (القمة العربية للمراة) عام 2002 وظلت تشارك في هذه القمم حتى ما قبل العام 2008 الى ان تركت منظمة المرأة العربية.
نظمت معرضين للأعمال الفلسطينية بالتعاون مع اتحاد المرأة في الكويت ما بين الأعوام 2000 – 2002.

عينت عام 2011 عضواً في المجلس الإستشاري لحركة فتح. كما كانت عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.

تُوفيت مساء يوم 26 يونيو 2024، ودُفنت في مقبرة سحاب بالأردن يوم 27 يونيو 2024. 

 صور من حياة فاروق القدومي وزوجته نبيلة النمر

نقدم لكم مجموعة من الصور النادرة من حياة فاروق القدومي الحافلة والممتده لاكثر من ستة عقود 

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

فاروق القدومي - القائد التاريخي ومؤسس الدبلوماسية الفلسطينية

مجموعة من الصور لمناضلة نبيلة النمر زوجة فاروق القدومي خلال حياتها الحافلة


نبيلة النمر زوجة فاروق القدومي
نبيلة النمر مع محمود درويش

نبيلة النمر زوجة فاروق القدومي

نبيلة النمر زوجة فاروق القدومي

نبيلة النمر زوجة فاروق القدومي

نبيلة النمر زوجة فاروق القدومي

نبيلة النمر زوجة فاروق القدومي

نبيلة النمر زوجة فاروق القدومي

نبيلة النمر زوجة فاروق القدومي

نبيلة النمر زوجة فاروق القدومي

نبيلة النمر زوجة فاروق القدومي

نبيلة النمر زوجة فاروق القدومي

أنت الان في اول موضوع

تعليقات

محتويات المقال